رياض شلال المحمدي
25-04-2016, 09:27 AM
من الوفاء ، بعد طول مسير ، أن نذكر مَن كان لهم علينا كلَّ فضل وجميل وذكر طيّب ، تربيةً وتعليمًا ،
روحًا وفكرًا وشعرًا ، إنه الشيخ الدكتور العلامة عبد الله بن مصطفى بن أبي بكر بن محمد الهرشمي " رحمه الله "
من علماء كردستان العراق ، وفي مثل هذه الأيام من عام 2000 ، توارد إلى سمعي نبأ انتقاله إلى عالم الآخرة ، فكانت هذه الأبيات :
لا الدَّمعُ يُغني ، وإنْ وافاكَ هامرُهُ = ولا الأنينُ ، وما جاشتْ مشاعرُهُ
ولا الزَّمانُ الذي جارتْ نوازلُهُ = فأحزنتْ مهجةَ الصَّابي مصائرُهُ
ولا القصيدُ ، ولا الأفكارُ مسعفةٌ = أنتَ المُسجَّى ، وأنتَ الفكرَ ناظرُهُ
سَميتُ باسمكَ إبني ، وهي تذكرةٌ = مدى الحياةِ تعزّيني نواظرُهُ
جمّلْ خطاكَ ، لقد وافيتَ حضرتَهُ = وكم تناهى بهِ الوجدانُ عامرُهُ
وكم تناهيتَ بالتَّوحيد معرفةً = حتَّى أنِسْتَ ، فأبكتكم مناظرُهُ
تحكي المعارفَ بالإرشاد مفتقرًا = هذا الزَّمانُ تُحيّيكم أكابرُهُ
كم التقينا ، وذي " أربيل " شاهدةٌ = أنَّ الوصالَ شذيّاتٌ بصائرُهُ
بل تلكَ والهةٌ بغدادُ باعثةٌ = دمعَ الوَفاءِ الذي تَيْمًا تعاصرُهُ
ماذا يكونُ لو استأنيْتَ يا ثقتي = كيما نراك بطرْفٍ جالَ آخرُهُ
حتَّى تؤوبَ إلى الأحبابِ مُلتمسًا = جمالَ قلبٍ تغشَّتْنا محابرُهُ
ماذا يكون لو استأنيْتَ يا أرجًا = نداه في الرُّوح تحنانًا نشاطرُهُ
قد انتظرْنا ودادًا ملء أفئدةٍ = ما كنتُ أعلمُ أن ينأى مسافرُهُ
كم انتظرْنا إشاراتِ الهَنا وهوىً = إلى عبيرِ الضُّحى حنَّتْ عواطرُهُ
أجَلْ ، أبا فائقٍ ، ما الصَّبْرُ يُدركنا = لمَّا رحلتَ تناجينا جواهرُهُ
فهل رضيتَ عن الماضي وحاضرنا = عن مقصدٍ للورى مالتْ بوادرُهُ
أم غافصَ القلبَ منكم نبضُهُ دلهًا = وأنت ترنو وداعًا غاب شاعرُهُ
أم الكلومُ كُثارٌ ، ويحَ مَن جهلوا = آلامَ خلٍّ كثيراتٌ نوادرُهُ
هل الحديثُ حديثٌ في مسامعكم = أنت المُسَجَّى ، ولي شدوٌ يؤاصرُهُ
وأنت أنتَ ، ولا أبغي سوى أدبٍ = مع الرثاءِ تُمنّيني بواهرُهُ
يعيدُ للآهِ ذكرىً شابَ ذاكرُها = أوهتْ مُحبًّا لكم تهفو شعائرُهُ
فالذكرياتُ أبا الخلاّن تندبني = تقول لي أيُّهذا مَن نذاكرُهُ
مَن ذا نُجانسُهُ إن صحتُ وا ألمي = ولا جليسَ تحاكينا أواصرُهُ
مَن ذا نناديه ، قد كلَّتْ عواطفنا = وأنت مُذ كنت ما كلَّتْ خواطرُهُ
الليلُ عسْعسَ ، والأزهار حائرةٌ = والفكرُ من وجعٍ عزَّتْ زواهرُهُ
لمن سأقرأ ، والآمال ، ما حملتْ = إلاك يا أملاً تسعى مصادرُهُ
رغم الوداع أرى الأنظارَ حاضرةً = أنظارَ متَّبعٍ شعَّتْ محاضرُهُ
رَوْضَ الحبائبِ لا عاشت لنا جمَلٌ = غِبَّ الإمامِ الذي ناحتْ مَقادرُهُ
بعد الإمام الأب الحاني ببسمته = محبَّةً أثمرت فينا مفاخرُهُ
روضَ الحائب يا أربيل بهجتِنا = هذا فؤادي ، وأنفاسي تؤازرُهُ
كأنَّما نفحاتُ الأنسِ ترقبنا = منها تنسَّمَ عِرفاني وخاطرُهُ
أجلْ أبا فائقٍ روحي الفداء لمن = روَّى القلوبَ ، لذا قمنا نُسامرُهُ
يا سيَّدَ الشِّعْر لي عذرٌ بقافيةٍ = رحيقها يوم ترحالٍ أناظرُهُ
ماذا يكون لو استأنيتَ في جلدٍ = ورأفةً بالذي شاخت سرائرُهُ
كيما نؤوبَ إلى عهد الذرى شرفًا = عهد السَّعادةِ تهواكم منابرُهُ
حتى ترى المسجدَ الأقصى وقد زحفت = له القلوبُ ، ونادتكم عساكرُهُ
لتبصرَ القدسَ تزهو في مباهجِها = في حومةِ المجدِ ما لاحتْ مظاهرُهُ
فيا حبيبُ وداعًا ، خافقي دنفٌ = هذا المدادُ ، وقد حيَّاكَ شاعرُهُ
أرثيكَ ، تسألني الأعماقُ طائفةً = مَن للمُنيبِ الذي نمَّتْ عواطرُهُ
هواك أخيُلتي ما عشتُ بعدكمُ = قصيدُكَ المُنتقى دومًا أحاورُهُ
طوباكَ يا ابنَ " كمال الدين " مُلتحقًا = بخيرِ ركْبٍ توَلَّتْكم مآثرُهُ
طوباك يا ابن " كمال الدين " منزلةً = رضوانُ تخدمكم فيها محاجرُهُ
طوبى لكلِّ المغاني إذ مررْتَ بها = وملتقىً لم تزلْ تندى بشائرُهُ
طوبى لكلِّ فؤادٍ قد بذلتَ لهُ = لِذا نعاكَ بما ضمَّتْ محاورُهُ
خلَّفتَ للقومِ بالإرشاد كوكبةً = شعارُها الصَّفْوُ أغنى الفهَمَ ناظرُهُ
منهم أصيلُ المعاني عِطرُ روضتنا = لإنّهُ " فائقٌ " ضاءتْ بواهرُهُ
فيا أبا فائقٍ أهديك عاطفتي = فاذكرْ منانا الذي طالت معاذرُهُ
لعلَّنا الكوثر الرقراق نشربُهُ = قربَ الأحبَّةِ تروينا مصادرُهُ
ولا أقولُ ختامًا غيرَ قافيةٍ = بالأمسِ جاد بها المعنى هوامرُهُ
( أحببْتُ وجهَ الثرى إذ أنتَ زائرُهُ = وقد رحلتَ فمَن يبقى أسامرُهُ )
روحًا وفكرًا وشعرًا ، إنه الشيخ الدكتور العلامة عبد الله بن مصطفى بن أبي بكر بن محمد الهرشمي " رحمه الله "
من علماء كردستان العراق ، وفي مثل هذه الأيام من عام 2000 ، توارد إلى سمعي نبأ انتقاله إلى عالم الآخرة ، فكانت هذه الأبيات :
لا الدَّمعُ يُغني ، وإنْ وافاكَ هامرُهُ = ولا الأنينُ ، وما جاشتْ مشاعرُهُ
ولا الزَّمانُ الذي جارتْ نوازلُهُ = فأحزنتْ مهجةَ الصَّابي مصائرُهُ
ولا القصيدُ ، ولا الأفكارُ مسعفةٌ = أنتَ المُسجَّى ، وأنتَ الفكرَ ناظرُهُ
سَميتُ باسمكَ إبني ، وهي تذكرةٌ = مدى الحياةِ تعزّيني نواظرُهُ
جمّلْ خطاكَ ، لقد وافيتَ حضرتَهُ = وكم تناهى بهِ الوجدانُ عامرُهُ
وكم تناهيتَ بالتَّوحيد معرفةً = حتَّى أنِسْتَ ، فأبكتكم مناظرُهُ
تحكي المعارفَ بالإرشاد مفتقرًا = هذا الزَّمانُ تُحيّيكم أكابرُهُ
كم التقينا ، وذي " أربيل " شاهدةٌ = أنَّ الوصالَ شذيّاتٌ بصائرُهُ
بل تلكَ والهةٌ بغدادُ باعثةٌ = دمعَ الوَفاءِ الذي تَيْمًا تعاصرُهُ
ماذا يكونُ لو استأنيْتَ يا ثقتي = كيما نراك بطرْفٍ جالَ آخرُهُ
حتَّى تؤوبَ إلى الأحبابِ مُلتمسًا = جمالَ قلبٍ تغشَّتْنا محابرُهُ
ماذا يكون لو استأنيْتَ يا أرجًا = نداه في الرُّوح تحنانًا نشاطرُهُ
قد انتظرْنا ودادًا ملء أفئدةٍ = ما كنتُ أعلمُ أن ينأى مسافرُهُ
كم انتظرْنا إشاراتِ الهَنا وهوىً = إلى عبيرِ الضُّحى حنَّتْ عواطرُهُ
أجَلْ ، أبا فائقٍ ، ما الصَّبْرُ يُدركنا = لمَّا رحلتَ تناجينا جواهرُهُ
فهل رضيتَ عن الماضي وحاضرنا = عن مقصدٍ للورى مالتْ بوادرُهُ
أم غافصَ القلبَ منكم نبضُهُ دلهًا = وأنت ترنو وداعًا غاب شاعرُهُ
أم الكلومُ كُثارٌ ، ويحَ مَن جهلوا = آلامَ خلٍّ كثيراتٌ نوادرُهُ
هل الحديثُ حديثٌ في مسامعكم = أنت المُسَجَّى ، ولي شدوٌ يؤاصرُهُ
وأنت أنتَ ، ولا أبغي سوى أدبٍ = مع الرثاءِ تُمنّيني بواهرُهُ
يعيدُ للآهِ ذكرىً شابَ ذاكرُها = أوهتْ مُحبًّا لكم تهفو شعائرُهُ
فالذكرياتُ أبا الخلاّن تندبني = تقول لي أيُّهذا مَن نذاكرُهُ
مَن ذا نُجانسُهُ إن صحتُ وا ألمي = ولا جليسَ تحاكينا أواصرُهُ
مَن ذا نناديه ، قد كلَّتْ عواطفنا = وأنت مُذ كنت ما كلَّتْ خواطرُهُ
الليلُ عسْعسَ ، والأزهار حائرةٌ = والفكرُ من وجعٍ عزَّتْ زواهرُهُ
لمن سأقرأ ، والآمال ، ما حملتْ = إلاك يا أملاً تسعى مصادرُهُ
رغم الوداع أرى الأنظارَ حاضرةً = أنظارَ متَّبعٍ شعَّتْ محاضرُهُ
رَوْضَ الحبائبِ لا عاشت لنا جمَلٌ = غِبَّ الإمامِ الذي ناحتْ مَقادرُهُ
بعد الإمام الأب الحاني ببسمته = محبَّةً أثمرت فينا مفاخرُهُ
روضَ الحائب يا أربيل بهجتِنا = هذا فؤادي ، وأنفاسي تؤازرُهُ
كأنَّما نفحاتُ الأنسِ ترقبنا = منها تنسَّمَ عِرفاني وخاطرُهُ
أجلْ أبا فائقٍ روحي الفداء لمن = روَّى القلوبَ ، لذا قمنا نُسامرُهُ
يا سيَّدَ الشِّعْر لي عذرٌ بقافيةٍ = رحيقها يوم ترحالٍ أناظرُهُ
ماذا يكون لو استأنيتَ في جلدٍ = ورأفةً بالذي شاخت سرائرُهُ
كيما نؤوبَ إلى عهد الذرى شرفًا = عهد السَّعادةِ تهواكم منابرُهُ
حتى ترى المسجدَ الأقصى وقد زحفت = له القلوبُ ، ونادتكم عساكرُهُ
لتبصرَ القدسَ تزهو في مباهجِها = في حومةِ المجدِ ما لاحتْ مظاهرُهُ
فيا حبيبُ وداعًا ، خافقي دنفٌ = هذا المدادُ ، وقد حيَّاكَ شاعرُهُ
أرثيكَ ، تسألني الأعماقُ طائفةً = مَن للمُنيبِ الذي نمَّتْ عواطرُهُ
هواك أخيُلتي ما عشتُ بعدكمُ = قصيدُكَ المُنتقى دومًا أحاورُهُ
طوباكَ يا ابنَ " كمال الدين " مُلتحقًا = بخيرِ ركْبٍ توَلَّتْكم مآثرُهُ
طوباك يا ابن " كمال الدين " منزلةً = رضوانُ تخدمكم فيها محاجرُهُ
طوبى لكلِّ المغاني إذ مررْتَ بها = وملتقىً لم تزلْ تندى بشائرُهُ
طوبى لكلِّ فؤادٍ قد بذلتَ لهُ = لِذا نعاكَ بما ضمَّتْ محاورُهُ
خلَّفتَ للقومِ بالإرشاد كوكبةً = شعارُها الصَّفْوُ أغنى الفهَمَ ناظرُهُ
منهم أصيلُ المعاني عِطرُ روضتنا = لإنّهُ " فائقٌ " ضاءتْ بواهرُهُ
فيا أبا فائقٍ أهديك عاطفتي = فاذكرْ منانا الذي طالت معاذرُهُ
لعلَّنا الكوثر الرقراق نشربُهُ = قربَ الأحبَّةِ تروينا مصادرُهُ
ولا أقولُ ختامًا غيرَ قافيةٍ = بالأمسِ جاد بها المعنى هوامرُهُ
( أحببْتُ وجهَ الثرى إذ أنتَ زائرُهُ = وقد رحلتَ فمَن يبقى أسامرُهُ )