المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواضيع مهمة في الأدب وعلوم اللغة



مصطفى حمزة
29-05-2012, 07:39 PM
* التوازنُ في القصّة القصيرة *
( إعداد )
أولاً : ما معنى التوازن في الكتابة القصصيّة ؟
- التوازنُ : يعني إعطاءَ كلّ عنصرٍ من عناصرِ القصّة المساحةَ التي تُناسبُ دورَهُ في بناء القصّة ، وفي تشكيل أحداثها .
- الشخصيّة المحوريّة تأخذ المساحة الكبرى من القصّة .

ثانياً : كيفَ يُحقق الكاتبُ التوازنَ في قصّته ؟
أ- قبلَ الكتابة :
1- يُفكّر بعمق في موضوع قصّته ، ويُحدّدُ أبعادَها وعناصرَها تحديداً دقيقاً .
2- يضع مُخططاً مبدئيّاً للأفكار ، والأحداث ، والحبكة ، والنهاية .
ب - في أُثناء الكتابة :
1- يُركّز على العناصر المهمّة فيمنحها القدرَ المناسب من الوصف .
2- - يُحقق التوازن الجيّد بينَ الوصف ، والسرد ، والحوار .
ج - بعدَ الكتابة :
1- يقرأ قصّته مرّاتٍ عدّة .
2- يُخلّص القصّة من الاستطراد ، والتفاصيل غير المهمّة .
3- يُعدّل في لغة الحوار بما يُناسبُ الشخصيّات والموضوع .
4- يتأكد من خلوّ القصّة من الأخطاء النحويّة واللغويّة والإملائيّة .
المثال الأوّل :
( وقفتْ مريمُ أمامَ باب المنزل مُترددةً ، مالت برأسِها إلى الزجاج على جانب الباب علّها ترى شيئاً ولكنّ الزّجاجَ عكسَ لها وجهَها فابتعدتْ مُسرعةً وأحسّتْ أنّ جميعَ مَنْ بالمنزل ينظرونَ إليها الآن تسارعتْ دقّاتُ قلبهـا وهمّتْ بالفِرار لكنّ قدميها صُبّتا في قالبٍ كبيرٍ من الإسمنت ..بقيتْ ساكنةً وأعاصيرُ من الظنون والمخاوفِ تعصفُ بها .. كانت مريمُ دائماً خائفةً .. خائفةً من شيء ما ..الخوفُ يسكنها وتسكنه على الرغم من أنّ مظهرَها لا يدلّ على شيء من ذلك فوجهُها يُوحي بالهدوء والسكينة ، بََشَرتُها الصافية ، وعيناها الواسعتان ، وابتسامتُها الودودة ، وصوتُها الدافئ ..خطواتُها الهادئةُ ، وصمتُها المُوحي بالثقة .. لا شيء فيها يُنبّئُكَ عن ضَعفِها وهشاشتها وخوفِها من الآخرين .. إنّها مثَلٌ حقيقيٌّ للوهم الذي يطبعه المظهرُ في ذهن الناظر إليها ) .
ما رأيُكَ في التوازن ؟
1- إن كانت مريم شخصيّة أساسيّة .
2- إن كانت مريم شخصيّة ثانويّة
المثالُ الثاني :
( - لماذا فعلتَ ذلك يا أحمد ؟
- لا أدري يا أبي ، أرجوكَ سامحني ، لقد انسقتُ وراءَ هوى النفس ، إنّ النفسَ لأمّارةٌ بالسوء ، وأخذتني الغفلةُ ، واستهواني الشيطانُ وأزلّني فانسقتُ وراءَ رفقاءِ السوء ، ونسيتُ عقابَ ربّي ووقعتُ فيما يُغضبه . إنني أرجو اللهَ أن يغفرَ لي ، وأن يتوبَ عليّ ... )
هل الحوارُ واقعي ؟ في حال :
1- أحمد طفلٌ صغير
2- أحمد طالبٌ جامعيّ
المثالُ الثالث :
( وقعَ الخبرُ كالصاعقة .. لا يعرفُ كيفَ قادَ السيارة إلى المستشفى ولا كيفَ تجاوزَ الممرات إلى غرفتها .. فتحَ الباب لاهثاً .. دخلَ الغرفة .. كانت الغرفةُ واسعةً ونظيفةً وهادئةً ، لها نافذتان صغيرتان تُغطيهما ستارة بلون أخضر فاتح ، وهناك مقعدان وثيران بينهما طاولة وُضعَ عليها مصباحٌ أضاءَ جانباً من الغرفة ... وعلى الجدار المقابل عُلّقتْ لوحةٌ تُصوّر مشهدَ غروب الشمس على شاطئ مهجور ..نظرَ إليها نظرةً اختلطَ فيها الفزعُ والحبُّ والندمُ ..الندمُ كانَ هو الذي ينطقُ بقوّةٍ .. بصدقٍ .. ندمٌ طاغٍ مُرٌّ تسرّبَ طعمُهُ إلى الدموع التي غُصّ بها فأخرستـْهُ ) .
- ما الحدث المهم في النص ؟
- ما الذي اهتم الكاتب بوصفه أكثرَ من غيره في النص ؟
- هل انكسرَ التوازن ؟ كيفَ ؟

مصطفى حمزة
16-06-2012, 12:11 PM
لمحةٌ إلى النزعة الدراميّة في القصّة القصيرة
( الدّراما Drama )

هي إنشاء نثري ( أو شعري ) يعرض قصة تتضمن صراعاً بأنواعه ( داخلياً ، خارجياً ماديّاً نفسيّاً أخلاقياً ..الخ ) .
* من ملامح النزعة الدراميّة في القصّة القصيرة *
- العناية بالتفصيلات الحيّة والجوهريّة .
- الاعتماد على الحركة والحركة المقابلة ( الفعل وردّ الفعل ) .
- طرحُ الفكرة والفكرة المقابلة .
- البعد عن التجريد ، واعتمادُ التجسيد ، وتصويرُ الوقائع المحسوسة التي تصنع نسيج الحياة .
- تأتي لغة السرد الدرامي متوائمة مع الحدث ومع الشخوص وبيئاتهم ورغباتهم ومستوى تفكيرهم.
* أهميّة النزعة الدراميّة في القصّة القصيرة *

- النزعة الدراميّة عنصرٌ رئيسٌ من عناصر الفنّ القصصيّ ، تعملُ على دفْعِ أحداثِ القصّة من جهةٍ وتخلقُ في القارئ – من جهةٍ أخرى – صِراعاً يتمثّلُ في حَفْزه لمتابعة بقيّة الأحداث وترقّبـِهِ لِما ستُسفرُ عنه السّطورُ القادمةُ من القصّة .
- وتؤدّي النزعةُ الدراميّةُ إلى تحريك النصّ القصصيّ ، ودفعـِه للأمام حَدَثاً بعدَ حدث ، لينتقلَ القارئُ معه من حَدَث لآخَر وهو متشوّقٌ لمعرفة ماذا سيأتي بعدُ ، وكيفَ ستسيرُ الأحداثُ إلى أنْ تنتهيَ القصّةُ .

مصطفى حمزة
17-06-2012, 05:04 PM
* مكونات الإبداع في القصّة القصيرة جداً *
=========================
للدكتور مسلك ميمون

القصة القصيرة جداً very short story بدعة فنية في إطار فن القصة. و أقول بدعة لأنّها شيء مستحدث ،إذ لم يظهر في عالمنا العربي كفن و كتابة إلاّ في تسعينات القرن الماضي . و لكن استطاع بسرعة أن يجد له مكاناً تحت الشمس، و وسط الزحام ، بل استطاع أن يملك مريدين و مريدات ، و معجبين ومعجبات. و قد يكون الفنّ الوحيد الذي لم يجد معارضة من المحافظين ، إلا ما لا يكاد يُذكر .
ربّما لأنه ولد مكتملاً و إن كان البعض يحاول أن يجد لها – القصّة القصيرة جداً - مسوغاً للوجود في العصر الحاضر و متطلباته : من سرعة و ضيق للوقت، و كثرة الهموم اليومية التي تصرف الإنسان عن مطالعة النصوص الطويلة …. و يحاول البعض الآخر أن يبحث عن جذورها في التراث العربي سواء منه المعاصر أو القديم . بغية إثبات شرعيتها في الوجود كاعتبارها امتداداً طبيعياً لبعض كتابات رواد السّرد العرب و بخاصة كتاب (المستطرف في كل فن مسظرف) للأبشهي ، و بعض كتابات نجيب محفوظ في سنواته الأخيرة ، و كتابات نعيمة ، و جبران خليل جبران في كتابه (المجنون) تماماً كما حدث في الشعر الحديث في الأربعينات و الخمسينات حين رُفِض من طرف شعراء الكلاسيكية . فمال الطرف المدافع لإثبات وجود جذور الشّعر الحديث في الموشحات ، و البند ، و النثر الشّعري لجبران ، و الشّعر المنثور لأمين الريحاني ، و توشيحات المهجريين والشّعر المرسل لعبد الرحمــن شكري…
و لكن ـ عموماً ـ القصة القصيرة جداً وجدتْ لها مكاناً في الكتابة السّردية . وأصبحت تستقطب رواداً في الكتابة القصصية . و مهتمين دارسين في مجال السّرديات و التّحليل و النّقد رغم قلتهم .
و تبعاً لذلك ، ينبغي أن نتعرف أولاً على هذا النوع من الفن السّردي ، من خلال خصائصه . و نتساءل عن مبدعيه و مميزاتهم .
فالقصة القصيرة جداً عمل إبداعيّ فنيّ . يعتمد دقّة اللّغة ، و حسن التّعبير الموجز ، و اختيار الّلّفظة الدّالة ، التي تتّسم بالـدّور الوظيفيّ fonctionnel و التّركيز الشّديد في المعنى . و التّكثيف اللّغوي الذي يُحيل و لا يخبر . و لا يقبل الشّطط و لا الإسهاب ، و لا الاستطراد و لا التّرادف ، و لا الجمل الاعتراضية ، و لا الجمل التّفسيرية . و المضمون الذي يقبل التّأويل ، و لا يستقر على دلالة واحدة . بمعنى يسمح بتعدّد القراءات …و وجهات النظر المختلفة …
إذا كانت القصة القصيرة جداً بهذه المواصفات،فحتماً لن يكتبها غير متمرس خبير باللّغة . قاصّ بارع في البلاغة : متقن للّغـة المجازية langage figuré متنبه لكيمياء الألفاظ ، و فلسفة المعنى ، و عمق الدّلالة . قاص لا تتحكم فيه حلاوة الألفاظ ؛ فيقتنصها لحلاوتها ، بل لما يمكن أن تخدم به السّياق المقتضب . قاصّ لا يغتر بالقصر المجمل لقصره . أو الإسهاب المطول لإسهابه ، و لكن يهتمّ بالمعنى على أن يقدَّم بنسق لغوي فنيّ في غاية من الاقتصاد . ليمكن القارئ الشّغوف بفن القصّ القصير، أن يقرأ داخل اللّغة intra - linguistique لأنّ القراءة السّطحية لا تجدي نفعاً إزاء هذا النّوع من القصّ .إذ لا بد من قراءة ما بين السّطور القليلة . و خلف الكلمات المعدودة . فهناك لغة التّضمين homonymique
و إذا كانت القصّة القصيرة جداً و صاحبها كما رأينا ، يبقى من الضّروري أن نقول صراحة إنّ هذا الفن ليس من السّهولــة في شيء. لكن كم هو سهل على من يستسهله ، فيكتب جملاً تدخل في إطار مايعرف بالكتابة البيضاء écriture blanche التي لا تدل إلا على اللاشيئية nullité ويعتقد أنّه دخل صرح القصة القصيرة من بابها الواسع . إلا أنّه ينبغي أن نقول :إنّ رواد هذا الفن في عالمنا العربي قلة قليلة . أمّا الكثرة الكثيرة ، فهي من تكتب خارج دائرة هذا الفن . و تعتقد نفسها ـ في غياب النّقد و المتابعة ـ أنها داخل الدّائرة .
أعتقد ـ جازماً ـ أن الذي لم يزاول كتابة القصّة القصيرة والقصّة ، و الذي لم تتوفر فيه بعض من الصّفات الآنفة الذّكر . فهو كاتب يبحث له عن اسم في فن لا يعرفه. و في لغة لا يُحسن سبكها ، و صياغتها، لأنّها لغة السنتمتر وأقل .و لغة التكثيف الفني . و هذا يدعونا لنوضح ذلك قليلاً:
1 ـ التّكثيف: عملية ضرورية في مجال القصّة القصيرة جداً . و لا أكتم أنّني ؛ حين أقرأ نصاً : منفرجاً ،منفتحاً،بلغة إنشائية بسيطة وعادية …ما يعرف بالإنجليزية natural langage أو حين أجد الفائض اللّغوي الذي لا يخدم النّص في شيء ما يعرف l’inguistic redundancy أتضايق وأشعر أنّني أقرأ كلاماً عادياً لا صلة له بالفن ، فبالأحرى القصّة . و هذا لا يعني أنّ التكثيف وحده يضمن نجاح القصّة ، بل هناك عناصر أخرى لا بدّ منها . و إن كان ليس من الضّروري أن تكون كلّها موجودة في النّص . بل ظروف الكتابة ، و معطيات النّص، و الحالة النّفسية للمبدع …. كلّ ذلك يساهم في إظهار عناصر، و احتجاب أخرى…
2 ـ الرّمـــز : الرّمز أداة ووسيلة و ليس غاية . و هو يوظف بعناية في كلّ عمل فني : في الشّعر، في القصة ، في الرواية، في الرسم التشكيلي ، في النّحث ،في المعمار، في الرّقص …. أستطيع أن أعمّم و أقول: الرّمز يسكن الحياة كلّ الحياة .
و الرّمز كوسيلة حين يوظف فنياً ، يُغني النّص ، و يحمله على الاختزال . و يلعب دوراً جليلاً في منحه بعداً ، ما كان ليتأتى بلغة واصفة مباشرة … و لكن له ضريبته الباهظة ،إذ يجعل النّص للخاصة بل أحياناً لخاصّة الخاصّة ، فماذا سيفهم القارئ العادي البسيط أو المحدود الثقافة إذا وجد في قصيدة رموزاً كالتالي : تموز tammuz أدونيسAdonis عشتار Ishtar الفنيق phoenix سيزيف Sisyphus إيزريس Isis أوزريس Osiris….و القائمة طويلة من الرموز الإغريقية و الفرعونية و الإنسانيــــــــة عموماً …لاشك أنّ هذه لا تقول شيئا حتى ـ ربّما لبعض المثقفين ـ و من ثمَّ كانت الرمزية كتابة نخبوية ، أو تجعل النّص نخبوياً .
و لتبسيط الرمز و جعله في المتناول . ترك بعض الأدباء الرموز العالمية ، و لجؤوا إلى ابتداع رموز لغوية اجتماعية معروفة أو قد تعرف من سياق النّص ، سواء كان شعـــــراً أو قصّة .و لكن الرّمز الذي يوظف توظيفاً فنياً : يرفع قيمة النّص إبداعياً ، و يثريه دلالياً ، و يحمل القارئ بعيداً ، إلى فضاءات لا يمكن أن تحددها الكلمات العادية ، أو التراكيب الواصفة البسيطة …
3 ـ الحجـــم : أمّا من حيث الحجم ، فهناك خلاف كبير. فحين أقرأ ما كتبته نتالي ساروت من قصص قصيرة جداً في كتاب بعنوان (انفعالات)،أجد القصة عندها طويلة نسبياً . و لكن حين أقرأ للقاص و الروائي الكبير أرنست همنغواي ،أجده قد كتب يوما ً قصة قصيرة جداً في ست كلمات و هي : (للبيع، حذاء أطفال، غير مستهلك )، وأن بعض المواقع الأدبية أعلنت عن مسابقات للقصّة القصيرة جداً بشرط أن تكون كلماتها محصورة بين كلمتين إلى ثلاثمائة كلمة . بل و أجد رأياً آخر يحصر القصّة القصيرة جداً في 60 كلمة و ينصح الكاتبَ لكي يحافظ على المجموع (60) كلمة أو أقل ينبغي أن يضع (60) سطراً مرقماً على أساس أن يتضمن ـ أثناء الكتابة ـ كلّ سطر كلمة . و في هذا خلاف ….. فالقصة القصيرة جداً إن جاءت في نصف صفحة.أو في فقرتين من ثلاث مائة كلمة، أو أقل كمائة كلمة ، أو ستين و بدون شطط و لا زيادة غير مرغوب فيها؛ فهذا جميل . و عموماً التّكثيف و الإيجاز و اللّغة الشّعرية … كلّ ذلك لا يسمح بالاستطراد و الشّطط والإطناب . و من ثمّ أجد مبدع القصّة القصيرة جداً؛ من المبدعين البلغاء . فهو إن لم يكن بليغاً و متمكناً من ضروب البلاغة، لا يمكنه أن يأتي بالحدث في إيجاز بليغ فنيّ ، و إن حاول ذلك مــراراً.
4 ـ الراوي العليم أو الرؤية من خلف . فهي من أخطر الرؤى الممكنة . كيف ذلك ؟ فالراوي الذي يعرف كلّ شيء؛ يبَسط النّسيج الفنيّ ، و يحلّ عقد البناء القصصيّ، و يكشف كلّ الأوراق … ما يجعل النّص؛ نصاً عادياً خال من المتعة و التّشويق …ما لم يتحكم الكاتب في السّارد بذكاء و تبصّر، فينطقه حيث ينبغي له النّطق . و يسكته حيث ينبغي السّكوت ، ويجعله يتجاهل و يتغاضى عندما ينبغي له فعل ذلك …و لكن مع الأسف هذا لا يحدث دائماً . فسرعان ما ينساق الكاتب نفسه خلف سارده المفترض، فيرخي الحبل على الغارب دون شعور. فتكون النتيجة نصاً مباشراَ و كأنّه تقرير مفتش شرطة ، أو ضابطة قضائية ، أو كاتب ضبط في محكمة …
5 ـ القفلــة : القفلة هي جملة الختم شكلاً ، ولكنها مناط الّسّرد ، فمنها انطلاق التّأويل ، و إليها يستند الـتّعليل ، و عليها يندرج التّحليل …
فهي ذات أهمية قصوى. حتّى إنّ البعض لا يرى قصّة قصيرة جداً بدون قفلة . و إن كان لي رأي مخالف ؛ فالقفلة ـ على ما هي عليه من أهمية ـ فقد يحدث ألا يأتي بها القاصّ شريطة أن تكون القصـة على درجة عالية من التّكثيف ، أو الرّمز ، أو الحذف والإضمار .. فنسقية النّص، و سياقهénonciation وتصويره البلاغي ….كلّ ذلك يجعل القفلــة استثنائية ، لأنّ ما سبقها ـ إن وجد ـ سيغطى على دلالتها و تأثيــرها .
و من خصائصها الملازمـــة التّالي :
1 ـ قفلة مفاجئة . غير متوقعة من قبل المتلقي . و لكن لها صلة بالموضوع .
2 ـ تحدث توثراً و انفعالاً ، لنسقها الدّلالي و الّصدامي .
3 ـ تبعث على التّأمل و التّساؤل .
4 ـ تفتح آفاق التّأويل والتّحرّر من تخوم النّص .
5 ـ تاتي عفوية مع سياق الكتابة .
6 ـ لا تُصنّع ،و لا تعدّ ، سواء من قبل أو من بعـد ، ففي ذلك تكلف .
7 ـ تضفي جمالية دلالية على النّص ، لما تكتنزه من معنى.
8 ـ تأتي على نسق بلاغي forme rhétorique يضفي مسحة فنية على النص .
9 ـ تتسم بطابعها الوظيفي fonctionnel في النّص.
10 ـ تتسم بالميزة الجوهرانية essencialiste في النّص.
أمام هذه الخصائص كلّها ، متجمّعة أو في معظمها ، يتبين مقدار الأهمية القصوى التي تحتلّها القفلـة . بل كثير من القصص القصيرة جداً تفقد دلالتها و متعتها و قيمتهـا ، فقط لأنّ القفلة اصطناعية artificiel خالية من العفوية الفنّية .
6 ـ التيمة أو الموضوع : القصّة القصيرة جدا تتسع لكلّ الأفكار الممكنة . لكن ما ينعكس على مرآة النقد أن بعض كتاب القصة القصيرة قد يكررون أنفسهم ـ لا شعوريا ـ و لذلك أسباب ذاتية و نفسية .
فأمّا الذّاتية: فتعود للقاص نفسه . فقد يكتب مجموعة من القصص في فترة زمنية متقاربة . و ذلك استجابة لداعي الإبداع . و تدفق الإلهام ، أو لدافع تجاري يتعلق بالنّشر … فلا يمكن للقاص غير المتمرس ، إحداث تميز كبير بين نسيج العمل الأول وما يليه . بل الأدهى إنْ أعجِبَ بعمله الأول ، أو كان ممن يسحرهم الثناء و كلمات المجاملة الكاذبة . .. فسيتخذ من عمله نموذجاً ينسج على منواله . و مع توالي الأعمال و قلة النقد و التّوجيه يتعمّق الخطأ و يتجذّر ،. فيصبح الإبداع في تعدد النّمط الواحد ، لا في ابتكار الجديد .. وهذا يوجد في السينما مثلاً ؛ إذ يحدث لبعض المخرجين أن تلاقي أفلامهم استحساناً فيتبعون نفس النّهج في الإخراج إلى أن ينتشلهم النقد و التقويم من دائرة النّمطية والتّكرار ….
أمّا ماهو نفسيّ : فهو الأصعب . لأنّ القاص يجد لذّة لا تعادلها لذّة في اجترار تيماتthèmes تسكنه و تسيطر على إحساسه وقدرة تمييزه فلا يكتب إلا وفق السمة المميزة trait distinctif في لاشعوره ، فيمنعه ذلك من التفكير في التحولات transformations الممكنة فيكون في ذلك كجمل الطاحونة المعصوب العينين يدور و يدير الطاحونة . و لربّما يعتقد أنّه قطع مسافة طويلة ، حتى إذا أميط الغطاء عن عينيه ، وجد نفسه مشدوداً إلى عمود الطاحونة ولم يبرحه قطعاً! وهذا ما توضحه بجلاء الأسلوبية التعبيرية stylistique de l’expression
و للتّخلص من النّمطية و التّكرار . يصبح من الضّروري على القاصّ الإكثار من مطالعة القصص،في تنوع …مع الاهتمام بالتنظير و النّقد القصصيّ . فهناك من لا يقرأ إلا إنتاجه فقط وهذا مؤسف جداً !! كما يجب عدم الشّعور ـ مجرد الشّعور ـ بالوصول و النّضج الفنيّ ،فذاك مدعاة للتقوقع و الانكفاء حول الذّات . و على العكس من ذلك ينبغي للقاص الحلم دائماً بالقصّة التي لم يكتبها بعد. و أن يكتب القصة فلا يعقبها بأخرى ، إلا بعد فترة يخصصها للمطالعة فحسب . و لا يغتر بالثناء المجاني الخادع . الذي لا يستند على برهان أو دليل. بل عليه أن يبتهج لأيّ عملية نقدية تقويمية ، تكشف بعض عيوب نصّه . و ليكن ناقد أعماله . فيكفي أن يترك العمل فترة ثمّ يعود إليه، متفحصاً متمعناً ، فإنّه ولاشك سيجد ما يرضيه و ما لا يرضيه . و عموماً قد يكرر القاص نفسه . سواء في موضوعاته ، أو طرائق الكتابة ، و نمطية الأسلوب . و لن يخرج عن هذا المسار . إلا من كان يؤمن بالتجديد أسلوباً و نهجاً .
بين أيدينا الآن مجموعة من إنتاجات مختلفة في القصة القصيرة جداً .سواء التي صدرت في مجموعات ، أو التي نثرت في مواقع إلكترونية ، و منتديات ثقافية و أدبية … كلّها تشهد أن هذا الجنس الأدبي الجميل وُلد مكتملاً ، نتيجة تجربة القصة القصيرة ، و القصة عموماً .كما هناك ما أصبح يُعرف بالومضة. و الومضة أصغر وحدة قصصية سردية قد لا تتعدى السطرين أو ثلاثة تتميز عن غيرها ، أنّ الحدث يأتي كاملاً لا يقبل تطوراً . و تعتمد الدّهشة ، و المفاجأة ، و الدعوة إلى التّأمل فقط .
و في هذه المضمومة الكبيرة ، و الباقة الممتعة من الق ق ج… اختلاف في الرؤية و الكتابة و الأسلوب و الديباجة …. و لكنها تعطي صورة بانورامية عن هذه الكتابة الفنية الرائعة في عالمنا العربي . و إن كانت كلها في حاجة إلى متابعة نقدية منهجية …تحدد خصائصها ، و تبرز محاسنها ، و تقف على نقائصها …

مصطفى حمزة
18-06-2012, 10:02 PM
قصّة الست كلمات ( ق س ك )
( إعداد )
----------------------------------------------------
* هي نوعٌ أدبيّ جديد على أدبنا العربيّ ، نشأ في الغرب ودخل إلينا في تسعينات القرن العشرين .
* يٌُقال إن أول مَنْ كتبها الكاتب الأمريكي المعروف أرنست همنغوي ( 1899-1961 )، وهذا ما كتبه (:(For sale: baby shoes، never worn) / (للبيع: حذاء طفل، لم تلبس أبدًا).. يُشير – كما أذكر – إلى موت الأطفال في الحروب .
* شُروطها :
1ـ أن تكتب فقط في ست كلمات ، وكل فعل أو أسم أو حرف له رسم مستقلّ يُعتبر كلمة ( سألعبُ : كلمة واحدة / سوف ألعب : كلمتان ... )
2- أن تكون كونيّة الفكرة ( إنسانيّة ) .
3- أن تكتبَ باللغة الفُصحى ، السهلة ، البعيدة عن الغموض الصعب .
ولديّ بعض الخربشات في هذا النوع من القصّة ، سأنشرها لاحقاً هنا إن شاء الله ، ونفتح الباب لأقلام الإخوة ليُدلي كلٌ بدلوه .
والله ولي التوفيق

مصطفى حمزة
07-07-2012, 11:39 AM
صورٌ قصصيّة
فائز حسن العوض

اشكال أدبية شبيهة بالقصة القصيرة
المقال القصصي :-
وهو الشكل أشبه للقصة القصيرة ولن شكله وعظي وفي الغالب به خطاب ديني وإرشادي ، شبيه بخطبة الجمعة .
الصورة القصصية :-
وهي شبيهة بالقصة القصيرة ، لكنها تتطابق وإسمها ، فهي كالقصة ولكن ينقصها ( الحدث ) أو الأحداث ، وغالباً ما تكون وصفاً لمنظر طبيعي أو إحساس ، ولعدم وجود عنصر الحدث وهو
( أساسي ) في القصة القصيرة ، لذا فإنها ( الصورة القصصية ) تأتي في مرتبة أقل من القصة القصيرة وهي تشبه لوحة فنية لطبيعة صامتة أو كالصورة الفوتوغرافية حتي لو كانت ملونة .
مثال للصورة القصصية النماذج التالية :-
حين بدأت أكتب القصص القصيرة كتبت أشياء عرفت فيما بعد أنها صور قصصية وليست قصصاً قصيرة، لذا اردت أن افيد غيري ممن يكتبون القصص بإعطاء فكرة بسيطة عن هذا الفن وعموماً فالصورة القصصية قريبة الشبة بالقصة القصيرة ، وقد كانت الخطوة الثانية أو الثالثة في مراحل تطور القصة القصيرة حيث تبدأ بالمقال القصصي الذي ترفع عن المقال الديني ، والذي كان الهدف منه الوعظ والإرشاد ، فبعد أن كان الوعظ مباشراً في المقال الديني أصبح الشكل غير مباشر في المقال القصصي ، ثم اختفى الهدف الديني شيئاً فشيئا وصارت القصة القصيرة هداً لذاتها كفن ، هذا على مستوى الوطن العربي، اما في الغرب فقد فرضت شروط التطور السريع والتنكنولوجيا اللجوء للقصة القصيرة كضرورة زمانية وفنية .
أما أهم ما يميز الصورة القصصية عن القصة القصيرة ، انها تعتمد على التصور والوصف الخارجي دون استبطان وتعتمد على ظاهرية الحركة، والحدث فيها ضعيف نوعاً ما ، وقد لا يوجد بشكل واضح واقرب للصورة الإنطباعية، كما أن الإنفعال فيها ذاتي ، وهو حالة عاطفية أكثر منها ذهنية مركبة ، والإحساس بالصورة القصصية بسيط وفطير يميل أغلبه نحو الحب ، وقد يكون الكره أو الحزن نادراً .
وقد أوردت بعض النماذج لصور قصصية كتبتها في اوقات متفرقة ، ولعل البعض منها قدم عبر إذاعة كسلا والآخر يقرأه الناس لأول مرة
استهلال :
منذ وقت طويل وأنا أؤمن بحكمة كنت قد قرأتها ذات يوم مفادها ( ان التعساء حقاً هم من يبكون أصدقاءهم واحبتهم)
صورة رقم (1) يوسف الطيب
حين حدثوني عن رحيلك المبكر لم أصدقهم ، لكن عندما طالت غيبتك بدأ الشك يتسرب إلى قلبي بكيت، لشخصك الإنسان بكيت، لروحك كان أكثر البكاء ، لفقدك كل دموعي وأحزاني غلى يوم الدين .
صورة (2) ( الاسماك)
حين تفرح الأسماك فإنها تقفز في الهواء، وحين تموت فإنها تطفو على السطح . غريبة هي الاسماك حنينها للهواء حية وميتة .
صورة (3) ( قيثارة)
أوتاري خمسة ، أسمعها في صدري وعذبة الرنين ، وأنا فرحة بها أيما فرح ، لكنه سمى لي أوتاري : الحب ، الفرح ، المطر ، الشعب ، العشق .
الآن أسمعها ولا ادري لماذا يعتريني الحزن دائماً ؟
صورة (4) ( انتحار)
الانتحار ظاهرة ينفرد بها الإنسان بالدرجة الأولى ، ربما رفضاً لواقع أو هروباً من الحياة ولكن أن ينتحر حيوان فذلك سؤال كبير؟ فالحيتان تنتحر جماعياً وعلى الشواطئ المأهولة بالسكان ، ترى ماذا تود الحيان قوله .
صورة (5) الأطفال والحقيبة
الاشياء في حقيقتها بيضا ناصعة والأطفال وحدهم يعرفون حقيقة الاشياء فالسماء عندهم زرقاء صافية ، والارض عندهم غير مختلطة بالزرقة ، والمسافة بينهما تظل فراغاً أبيض في لوحاتهم .
صورة (6) غرق
ظل يرغب السفن المرتحلة للبعيد ويقول في نفسه: كل السفن مصيرها الغرق .. حين يستغرقه التفكير يقول مخاطباً نفسه .
متى أغرق أنا ؟
صورة (7) توبة
كم مرة احرقت دفاتري وتبت عن الكتابة، كم مرة هشمت أقلامي ومزقت دفاتري وأعلنت توبتي.. لكنني في كل مرة أعود أتمنى أن أموت بكفري بالكتابة .

مصطفى حمزة
28-02-2013, 05:39 AM
تبسيط قواعد العربيّة – 1 –



* الكلامُ المُفيدُ لا يُؤدّى بالكلمة المُفردة ، وإنّما بالجُملة ؛ فالجُملةُ هي التي تنقلُ لذهنِ المُتلقّي كلاماً مُفيداً يحملُ معنىً تامّاً .
وأركانُ الجُملةِ في العربيّة ستة : الفعل ، والاسم ، والضمير ، والصفة ، والظرف ، والحرف . وقد وُضعتْ لهذه الأركان الستةِ أحكامٌ وأسسٌ تُدعى " قواعدُ اللغةِ العربيةِ " . وسنتكلم – بإذن الله – في هذا البحث عن كلّ رُكنٍ منها ، بشكلٍ مُبسّطٍ جدّاً . والله الموفّق .

* أولاً : الفعل :
==========

- لفظٌ يدلّ على حدَثٍ مُقترنٍ بزمان . تأمّلْ الأفعالَ التاليةَ : ( دَرَسَ – يدرسُ – ادْرسْ ) تجد ما يلي :
درسَ : لفظٌ يدلّ في الوقتِ نفسِهِ على حدثِ الدراسة ، وعلى زمانِه ( الماضي ) .
يدرسُ : لفظٌ يدلّ في الوقتِ نفسِهِ على حدثِ الدراسة ، وعلى زمانِه ( الحاضر ) .
ادرسْ : لفظٌ يدلّ في الوقتِ نفسِهِ على حدثِ الدراسة ، وعلى زمانِه ( المستقبل ) ، لأنه فعل أمر والمأمور يُنفّذ الأمرَ بعدَ أن يُؤمَرَ ، أي في المستقبل .
إذن : يُقسَم الفعلُ من حيثُ زمانُه إلى : ماضٍ ، ومُضارعٍ ، وأمرٍ .

* الفعلُ الماضي :
==========
يدلّ على حالةٍ أو حَدَثٍ في زمانٍ مَضى : عَرَفَ – حَدّثَ ..

* الفعل المضارع :
==========

يدلّ على حالةٍ أو حَدَثٍ في الحال : يَعرِفُ – يُحدّثُ ، ويُصاغ الفعلُ المُضارعُ من الماضي بزيادةِ أحرفٍ مُحدّدةٍ تُسمّى " أحرفُ المُضارَعة " مجموعة بكلمة ( أنيت ) :
( الهمزة ) عَرَفَ : أعرِفُ ، حَدّثَ : أحَدّثُ .
( النون ) عَرَفَ : نَعرِفُ ، حَدّثَ : نُحدّثُ .
( الياء ) عَرَفَ : يَعرِفُ ، حَدّثَ : يُحدّثُ .
( التاء ) عَرَفَ : تعرِفُ ، حَدّثَ : تُحدّثُ .
وأحرفُ المُضارعة هذه تُفتَحُ إذا كان الماضي ثُلاثيّاً ( أَعرف – نَعرف – يَعرِف – تَعرف ) وتُضمّ إذا كان الماضي رباعيّاً ( أُحدّث – نُحدّثُ – يُحدّثُ – تُحدّثُ ) .

* فعل الأمر :
========

صيغةٌ يُطلَبُ بها فعلٌ في المستقبل ، ويُصاغُ من المُضارع بحذف حرف المُضـارعة منه ، نتعلّمُ : تَعَلّمْ وإذا كانَ الحرفُ الذي بعدَ حرفِ المُضارعة ساكِناً نُضيفُ همزة ،يَضْربُ : اِضْرِبْ ، نَكْتبُ : اُكتُبْ . لأنّ العربَ لا تبدأ بساكنٍ ، ولا تقف على متحرّك .
- يُختصّ الأمرُ بالمُخاطَب ، أمّا المجهولُ والغائبُ والمتكلمُ فأمرُهم يُصاغُ بزيادة لامٍ مكسورة في الأول : لِيَضْرِبْ فُلانٌ – لِيأكُلْ فُلانٌ – لِنَذْهَبْ إلى البستان ...

* البِناءُ :
=======

الأفعالُ المَبنيّةُ هي التي لا تتغيّرُ حركة آخرِها بتغيّرِ العاملِ فيها ، أي لا تتغيّرُ حركةُ حرفِها الأخيرِ أينما وقعت في الجملة ، وهي الماضي ، والأمر ، والمضارع أحياناً . وإليكم البيان :

- الفعلُ الماضي :

مبنيٌ على الفتحِ أصلاً ( كَتَبَ – أكلَ – نامَ .. ) ولكنه يُبنى على الضمّ ( أي تتغيّر الفتحةُ إلى ضمة ) إذا اتّصلَ بواو الجماعة ( كَتَبُوا – أكلُوا – نامُوا .. ) . ويُبنى على السكون ( تتغيّر الفتحة إلى سكون ) إذا اتّصل بضمير الفاعل ( كتَبْتُ – كَتَبْتِ – كَتَبْنا – كَتَبْنَ )

- فعلُ الأمر : مُتعدد أحوالِ البناء :

1- فهو مبنيٌ أصلاً على السكون ( اِلعبْ – سافِرْ – اُصدقْ .. )
2- وإذا كانَ مُعتلَ الآخر ( أي حرفه الأخير الياء أو الواو أو الألف ) فإنه يُبنى على حذف حرف العلّة :
- اِرْمِ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة ( الياء )
- اُنْجُ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة ( الواو )
- اِلْقَ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة ( الألف )
3- وإذا كان للمؤنث أو المُثنى أو الجمع فإنه يُبنى على حذف النون : ( اكتُبي – اكتُبا – اكتُبوا ) لأن مُضارعَ هذه الأفعال تنتهي بالنون ( تكتبين – تكتبان – تكتبون )
4- وإذا اتصل بنون التوكيد فإنه يُبنى على الفتح : ( اِضْرِبَنّ – اِضْرِبَنْ )

- الفعل المضارع :

- يُبنى على الفتح إذا اتصل بنون التوكيد : ( لَنَدْرُسَنّ – لَنَدْرُسَنْ )
- ويُبنى على السكون إذا اتصلَ بنون التأنيث : ( يَدْرُسْنَ – يَكْتُبْنَ )

* الفعلُ المُعْرَبُ *
========

الفعلُ المُعربُ هو الذي يتغيّر آخرُهُ بحسبِ ما يؤثر به من عوامل ، ولا يُعربُ إلا المُضارعُ فقط ( ورأينا قبلَ قليل أن المُضارع يكون مَبْنيّاً أحياناً ) إذن فالمُضارعُ قد يكون مرفوعاً وقد يكونُ منصوباً وقد يكون مجزوماً ، فلنتابعْ تفصيلَ ذلك :
- رفعُ المضارع : المُضارع مرفوعٌ أصلاً ، وعلامة رفعه :
أ- الضمة : ( يأكلُ – يضربُ – يلعبُ .. )
ب – ثبوت النون في الأفعال الخمسة ( سنبيّنها بعد قليل ) : ( تضربين – تضرِبان – تضرِبون – يضرِبان – يضرِبون ) .

* ما هي الأفعالُ الخمسة ؟

أذكر حين كنتُ في الصف السادس الابتدائي أنه جاءنا في الصفّ مجموعة من طلاب معهدِ المُعلّمين لينفّذ أحدُهم علينا درساً في النحوِ ، ومعهم الأستاذ المُشرف عليهم ، وكان موضوع الدرس " الأفعال الخمسة " وحين انتهى المعلم المتدرب من شرح الدرس قام المُشرف وسألنا هذا السؤال : لماذا سُمّيت الأفعال الخمسة بهذا الاسم ؟ فلم يُجب أحدٌ منّا ! فأجاب هو ضاحكاً : لأنها خمسة ! فضحكنا جميعاً ..
فكيف " خمسة " ؟ لنأخذ مثلاً الفعل ( يدرسُ ) ولْنغيّرْ صيغته خمسَ مرّات :
1- حين نُخاطب المفرد المؤنث ، نقول لها : تَدرُسين .
2- حين نُخاطب اثنين نقول لهما : تَدرُسان .
3- حين نتكلم عن اثنين غائبَين نقول عنهما : يَدْرُسان .
4- حين نُخاطبُ جمعاً مُذكّراً نقولُ له : تَدْرسون .
5- حين نتكلم عن جمعٍ مذكرٍ غائبٍ نقول عنهم : يَدرُسون .
والآن لو عددنا الأفعالَ التي نتجتْ عن هذا التصريفِ لوجدناها خمسة : ( تدرسين – تدرسان – يدرسان – تدرسون – يدرسون ) إذن فالأفعال الخمسة هي : الفعلُ المُضارع أُلحقت به ياءُ المُخاطبة المؤنثة ، وألف الاثنين ، وواو الجماعة .
و الآن نعود إلى بحثِنا

- نصبُ المُضارع :

الفعلُ المُضارع – كما مر بنا – مرفوعٌ أصلاً ، لكنه يُنصب إذا سُبق بإحدى الأدوات الناصبة ، ونذكر هنا أشهرها وأهمّها : ( أنْ – لَنْ – كَيْ – لام التعليل – حتى ) وهناك غيرُها ، نتركها لكيلا نُشوّش ذهن الطالب بذكرِها .
وعلامةُ نصب المُضارعِ الفتحة ، إلاّ إذا كان من الأفعال الخمسة فإنّ علامة نصبه حينها حذف النون نقول – لنْ ينجحَ الطالبُ الكسولُ – أحبّ أنْ أدرسَ لأنجحَ كيْ أصبحَ إنساناً يُشارُ إليه بالبَنان . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يؤمنَ أحدُكم حتّى يُحبَّ لأخيه ما يُحبّ لنفسِهِ " , و لن تنالوا البر حتى تؤمنوا .

- جزم المُضارع :

يُجزم المُضارعُ إذا سبقته إحدى الجوازم ، وعلامة جزمه السكون ، أو حذف حرف العلّة إذا كان معتلّ الآخر .
أو حذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة ؛ ومن الجوازم : ( لَمْ – لَمّا – لام الأمر – لا الناهية ) . تقول : لمْ أقرأ الكتابَ لأنّكَ لَمّا تُحْضرْه لي بعدُ ، فَلْتُحْضرْهُ لي غداً ، لا تَنسَ ذلك ؛ و لْتشهدوا - أيها القرّاءُ - على ما قلناه .
وكذلك يُجزم المُضارعُ إذا سُبقَ بأدوات الشرط الجازمة : إنْ ، وبقيّة أسماء الشرط ( مَنْ – ما – مهما – متى – أيّان – إذْ ما – أينَ – أنّى – حيثُما – أيّ – كَيْفَما ) .

وللبحث بقيّة إن شاء الله

مصطفى حمزة
01-03-2013, 07:59 PM
تبسيط قواعد العربيّة – 2 –


* الفاعلُ ونائبُهُ *

* لا بُدّ للفعلِ من اسمٍ يأتي بعدَهُ ليدلَّ على مَنْ فعلَ الفعلَ ويُسمّى فاعِلاً ، ويكون مرفوعاً .
( نامَ الولدُ – شَرِبَ المريضُ الدّواءَ – فَرِحَ المنتصِرون - حكمَ القاضي ببراءةِ المتهمِ ) :
الولدُ : فاعلٌ للفعلِ ( نامَ ) مرفوعٌ وعلامةُ رفعه الضمة الظاهرة .
المريضُ : فاعلٌ للفعلِ ( شَرِبَ ) مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
المنتصِرونَ : فاعلٌ للفعل ( فَرِحَ ) مرفوع وعلامةُ رفعة الواو لأنه جمعُ مذكرٍ سالمٌ .
القاضي : فاعل للفعل حكمَ مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدرة على الياء . إذن
- وكما لاحظتَ – علامةُ رفع الفاعلِ إمّا الضمّة ( ظاهرةً أو مُقدّرة ) وإمّا الواو ( في جمع
المذكر السالم ) .
تأمّل الجُملتين السابقتين ( نامَ الولدُ – شَرِبَ المريضُ الدواءَ ) تجدْ أنّ الفعلَ ( نامَ ) في الأولى
اكتفى بالفاعل ( الولدُ ) لكي يُعطيَنا معنىً تامّاً ، لكن الفعل ( شَرِبَ ) لم يستطع ذلك دون المفعول
به ( الدواءَ ) . يُسمّى الفعلُ الذي يكتفي في الجملة بفاعله ( الفعل اللازم ) . ويُسمى الفعل الذي
يأخذ مفعولاً به ( الفعل المُتعدّي ) .يُمكنك الآن أن تضعَ خطّاً تحتَ الفعل اللازم ، وخطّين تحتَ
الفعل المُتعدّي ، في كل من الأمثلة التالية :
- أقبلَ رمضانُ – لبستُ ثيابي الجديدةَ – سافرَ أخي – فاحَ عِطرُ الورودِ – سقى البُستانيُّ الزرعَ
- ركبتُ الطائرةَ في سَفري – ارتوى الظامئون .
* في المحاكم إذا لم يعرف القُضاةُ مَنْ قامَ بفعلِ الجريمةِ يُسجّلون القضيّةَ ( ضدّ مجهول )
وفي العربيّةِ شيءٌ شَبيهٌ بذلك ؛ فإذا لم يكن للفعلِ المتعدّي فاعلٌ معروفٌ يُحَوّلُ إلى
صيغةِ المجهول ، فإذا كانَ الفعلُ ماضياً مثل ( ضَرَبَ ) كُسِرَ ما قبلَ آخره وضُمّ كلُّ حرفٍ متحركٍ
قبلَهُ : ( ضَرَبَ : ضُرِبَ / استقدَمَ : اسْتُقْدِمَ ) ، وإذا كانَ مُضارِعاً مثل ( يَضْرِبُ – يَستقدمُ ) يُضَمّ
حرفُ المُضارَعة ويُفتَحُ ما قبلَ آخره : ( يُضْرَبُ – يُسْتَقْدَمُ ) ، وبعدَ ذلك يُحَوّلُ المفعولُ به من
النصبِ إلى الرفعِ ويُطلق عليه اسم ( نائب فاعل ) ، تأمّل الأمثلة التالية :
- ضَرَبَ الزلزالُ المدينةَ : ضَرَبَ ( فعل ) الزلزالُ ( فاعل ) المدينةَ ( مفعول به )
- ضُرِبَت المدينةُ : ( ضُرِبَت ) ضُرِبَ فعل ماضٍ مَبني للمجهول والتاء للتأنيث ( المدينةُ ) نائب فاعل مرفوع .


* المفعولُ بِهِ *

* اسمٌ يَقَعُ عليهِ عملُ الفعلِ ، ويكون منصوباً :
- ( أخرجَ الصّيادُ السمكةَ من البحرِ ) : السمكةَ : مفعول به للفعل ( أخرجَ ) منصوب
وعلامة نصبه الفتحة . الفعل ( أخْرَجَ ) في المثال السابق تَعدّى إلى مفعولٍ واحدٍ ليُؤدّيَ المعنى التامّ
ولكنّ هُناكَ أفعالاً تتعدّى إلى مفعولَيْن ، وهي :
1- الفعل ( ظَنّ ) وما في معناه ( حَسِبَ – خالَ – تَوَقّعَ – عَدَّ – رأى – وَجَدَ .. ) ، تقول :
- حَسِبْتُ السماءَ ماطِرةً – توقّعتُ الطقسَ مُعتدلاً – ظننتُ الحرَّ زائلاً – خِلْتُ الحرارةَ جهّنماً
وأرجو أن تعذروني على هذه الأمثلةِ فنحنُ نكتوي هذه الأيّامَ بطقسٍ جَهَنّميّ !
كلٌ مِن : السّماءَ - الطقسَ – الحرَّ – الحرارةَ مفعولٌ به أوّل للأفعال : حَسِبتُ – توقّعتُ – ظننتُ
خِلْتُ .
كلٌ مِن : ماطِرةً – مُعتدلاً – زائلاً – جَهّنّماً مفعولٌ به ثانٍ للأفعالِ السابقة .
2- الفعل ( حوّلَ ) وما في معناه ( صَيّرَ – جَعَلَ – رَدَّ .. ) ، تقول :
- صَيّرتُ الخشبَ باباً – حوّلتُ القماشَ ثَوباً – جعلتُ العنبَ عَصيراً – رَدّ الطّحّانُ القمحَ طَحيناً
حاولْ أن تُحدّدَ المفعولَيْن الأول والثاني في كل مثالٍ مما سبق .
3- الفعل ( أعطى ) وما في معناه ( رَزَقَ – أطعمَ – وَهَبَ .. ) ، تقول :
- ألبستُ الفقيرَ ثوباً ، وَوَهَبتُهُ مالاً ، وأطعمتُهُ طعاماً ، لقد رزقه اللهُ ذلك على يديّ .
كل من ( الفقيرَ – الهاء في وهبته وفي أطعمته و في رزقه ) مفعول به أول .
وكل من ( ثوباً – و مالاً – وطعاماً – واسم الإشارة ذا في ذلك ) مفعول به ثانٍ .
- وهُناك أفعالٌ تتعدّى إلى ثلاثة مفاعيل وعددها سبعة ، وهي : ( أرى – أعلمُ – حَدّثَ - أخبرَ
خَبّرَ – أنْبَأ – نَبّأ ) ، تقول :
أرى المعلمُ التلميذَ الدرسَ هيّناً : المفعول به الأول التلميذَ والثاني الدرسَ والثالث هَيّناً .
غيرَ أنّ مثلَ هذا التركيبِ في العربيّة قليلٌ ونادرٌ .



للبحث تتمّة إن شاء الله

مصطفى حمزة
04-03-2013, 04:05 AM
تبسيط قواعد العربيّة – 3 –


الضّمير

- اسمٌ وُضِعَ ليدلَّ على : متكلّم ، مثل : أنا ، نحن . أو مُخاطَب ، مثل : أنتَ ، أنتِ ، أنتما ، أنتم ، أنتنّ أو غائب ، مثل : هو ، هي ، هُما ، هُمْ ، هُنّ .

- والضمير قسمان :

1- بارز : وهو ما له صورةٌ ظاهرةٌ يُلفَظ بها ، كالضمائر في الفقرة السابقة .
2- مستتر : وهو ما يُلحَظُ من الكلام وليست له صورة ظاهرةٌ يُلفَظُ بها ، كالضمير المستتر في قولنا :
* الشاعرُ ألقى القصيدة ( أي ألقى هو )
* الشاعرةُ ألقت القصيدة ( أي ألْقتْ هي )
* قلِ الصدقَ ولا تخشَ أحداً ( أي قُل أنتَ )

أقسام الضمير البارز

- يُقسم الضميرُ البارز إلى قسمين :
أ- منفصل : وهو ما استقلّ بالنطق ، ولم يتّصل بغيره ، مثل ( أنا – أنتَ – هو – إيّاي – إيّاك – إيّاه )
ب – متّصل : وهو ما اتّصل بغيره ، ولم يستقلّ بالنطق ، مثل نا ، والواو في قوله تعالى : ( ربّنا إننا سمعنا مُنادياً يُنادي للإيمانِ أن آمنوا بربّكم فآمنّا )
- يُقسَم الضمير المنفصل قسمين :
1- ضمير رفع : للمتكلم ( أنا ، نحن ) وللمخاطَب ( أنتَ ، أنتِ ، أنتما ، أنتم ، أنتنّ ) وللغائب ( هو ، هي هُما ، هُمْ ، هُنّ ) .
2- ضمير نصب : للمتكلم ( إيّايَ ، إيّانا ) وللمخاطَب ( إيّاكَ ، إيّاكِ ، إيّاكما ، إيّاكم ، إيّاكُنّ ) وللغائب ( إيّاه ، إيّاها ، إيّاهُما ، إيّاهُمْ ، إيّاهُنّ ) .
- ويُقسَم الضمير المتصل ثلاثة أقسام :
1- ضمير رفع ، وهو : تاء الفاعل ( كتبتُ الرسالةَ – كتبتَ الرسالةَ – كتبتِ الرسالةَ – كتبتُما الرسالة – كتبتُم الرسالة – كتبتُنّ الرسالة ) . و ( نا ) : ( تناولنا الطعامَ الشهيّ ) . وألف الاثنين أو الاثنتين : ( الحقلان زُرِعا – الشجرتان قُطِعَتا ) . واو الجماعة : ( الطلاب نجحوا – الطلاب يدرسون – ادرسوا أيها الطلاب ) . ياء المُخاطبة المؤنثة ( أنتِ تطبخين الطعام – اطبخي الطعامَ ) . نون النسوة ( النساء زغردنَ – وهنّ يُزغردْنَ – أيها النساءُ زَغْرِدْنَ )
2- ضمير نصب ، وهو : ياء المتكلم ( تُعجبني الكلمةُ الطيّبة ) نا ( إننا تُعجبنا الكلمة الطيّبة ) . كاف الخطاب ( إنّكّ تعرف الحقّ – وإنّكِ تعرفين الحقّ – وإنّكما .. وإنّكم .. وإنّكُنّ ) ها للغائب ( إنّه يعرف الحق – إنّها تعرف الحق ، وإنهما وإنهم وإنّهنّ )
3- ضمير جرّ ، وهو : ياء المتكلّم ( اتصلَ بي أخي ) نا ( القدسُ لنا ) كاف الخِطاب ( لكَ كتابٌ ولكِ كتاب ولكما ولكم ولكُنّ ) ها للغائب ( لهُ تجاربُ في الحياة ، ولها تجاربُها في الحياة ولهما ولهم ولهنّ ) .

والخُلاصة :

الضمير بارز ومستتر
والبارز منفصل ومتصل
والمنفصل ضمير رفع وضمير نصب
والمتصل ضمير رفع وضمير نصب وضمير جر


وللكلام بقيّة بإذن الله

مصطفى حمزة
06-03-2013, 04:46 AM
تبسيط قواعد العربيّة – 4 –

العَلَمُ


- اسمٌ يَدلّ على ذاتهِ دون حاجة إلى لفظ آخَر . مثل ( سامي – أحمد – فاطمة – اللاذقية – طرابلس .. )
* أنواع العَلَم : العلم ثلاثة أنواع :
1- كُنية : وهو ما بُدئ بـ أم أو أب . مثل ( أبو خالد – أبو عُقبة – أم حسن – أم علي .. )
2- لَقَب : وهو مادلّ على رِفعةِ أو ضَعَةِ ( حقارة ) مُسَمّاه . مثل ( الجاحظ – الرشيد – المأمون ... )
3- اسم : وهو ما ليسَ كُنية أو لقباً . مثل ( هناء – ليلى – عُمر .. )
- وإذا اجتمع الاسمُ واللقبُ قُدّمَ الاسمُ وأخّرَ اللقبُ . مثل ( هارون الرشيد – محمد السلطان .. )
- أما الكُنية فيجوز تقديمُها وتأخيرُها على الاسم واللقب . مثل ( أبو تُراب عليّ – عليّ أبو تُراب .. )
اسم الإشارة
- هو ما وُضِعَ لِمُعيّنٍ بالإشارة إليه . وألفاظ الإشارة هي :
هذا : للمفرد المذكّر . هذا أخي الكبير .
هذه : للمفردة المؤنثة . هذه الطالبةُ المميّزة .
هذان : للمثنّى المذكّر . هذان أديبان كبيران .
هاتان : للمثنّى المؤنّث . هاتان مُدرّستان قديرتان .
هؤلاء : لجمع المذكر والمؤنّث . هؤلاء أصدقاءُ المنتدى ، وهؤلاء صديقاتُه .
هُنا : للمكان القريب . هُنا موقعُ المنتدى التعليميّ .
هُناكَ ، أو هُنالكَ : للمكان البعيد . هُناك مكانُ عملي ، وهُنالك أقضي معظمَ وقتي .
الاسمُ الموصولُ
* هو مادلّ على مُعيّنٍ بوساطةِ جُملةٍ بعدَه تُسمّى ( صلة الموصول ) . والأسماء الموصولة هي :
- الذي : للمفرد المذكّر . الذي زارني أمسِ صديقي محمود .
- التي : للمفردة المؤنثة . معركة حطيّن هي المعركة التي هزمتِ التتارَ والمغولَ .
- اللذان : للمثنى المذكّر . اللذان خلفا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أبو بكرٍ وعُمر .
- اللتان : للمثنى المؤنث . القصّتان اللتان قرأتهما لنجيب محفوظ .
- الذين : لجمع الذكور . يقول تعالى : ( إن اللهَ يُدافعُ عنِ الذينَ آمنوا ) .
- اللائي ، واللاتي ، واللواتي : لجمع الإناث . اللائي أواللاتي أواللواتي سَهِرنَ أمسِ جاراتُ السّكن .
- مَنْ : للعاقل ( مُذكراً كان أم مؤنّثاً ، مُفرداً أم مثنى أم جمعاً ) . أعجبني مَن أحرز الهدفَ ، وأعجبني مَن صَنعا له ذلك الهدف ، وأعجبني كذلك مَنْ صفّقَ له ، ومَنْ صَفّقْنَ له من الجمهور .
- ما : لغير العاقل . ( مُذكراً كان أم مؤنّثاً ، مُفرداً أم مثنى أم جمعاً ) ، نشرتِ الصحيفةُ ما حدثَ مِنْ خبرٍ ( أو خبرين – أو أخبار .. )

* ملاحظة * جملة صلة الموصول تكون فعليّةً ( كما في الأمثلة السابقة ) أو اسميّة ، كما في قوله تعالى : ( الذين هُم في صلاتهم خاشِعون ) .


وللكلام تتمة ، إن شاء الله

مصطفى حمزة
07-03-2013, 09:40 AM
تبسيط قواعد العربيّة – 5 -


الاسمُ المُعرّف بـ ( الـ )

* اسمٌ نَكِرةٌ دخلت عليه ( الـ ) فتعيّنَ بها وصارَ معرِفة . مثل ( قُمنا برحلةٍ إلى دمشق ، وكانت الرحلةُ ممتعةً ) . في سوريّة جامعاتٌ عدّة ، وهذه الجامِعاتُ خرجّت الكثيرَ من العلماء .

الاسمُ المُضاف إلى معرفة

* اسمٌ نَكِرَةٌ اكتسبَ التعريفَ من إضافتِهِ إلى إحدى المعارف . مثل :
- شواطِئُنا من أطولِ الشواطئ على البحرِ المتوسّطِ .
- أبياتُ هذه القصيدةِ رائعةٌ .
- كلامُ سامرٍ من أحلى الكلامِ .

الاسمُ المُعَرّفُ بالنداءِ

* اسمٌ نَكِرَةٌ اكتسبَ التعريفَ من قصْدِهِ بالنداء . مثل : ( يا طالبُ ، اجتهدْ – يا زوجُ ، كُنْ مُطيعاً ) .



المقصورُ والمنقوصُ والصّحيحُ


* يُقسَمُ الاسمُ إلى مقصورٍ ومنقوصٍ وصحيحٍ :

أ- المقصور :

كل اسمٍ مُعرَبٍ ، آخِرُهُ ألِفٌ لازمة ( أي لا تتغيّر ) ، مثل :( قُل إنّ هُدى اللهِ هُو الهُدى ) ( إنّ الغِنى غِنى النّفسِ ) .ولو تأمّلنا التعريفَ لرأينا أنّ مثلَ كلمة ( يَسْعى ) ليست من المقصور لأنها فعل
وكذلك ( إلى و على ) لأنهما حرفان . و ( متى ) لأنّها اسمٌ مبنيٌّ . و ( أبا ) في مثل قولنا ( إنّ أبا بكرٍ هو خير الناسِ بعد محمدٍ صلى الله عليه وسلم ) لأن الألف فيها غيرلازمة ( تتغيّر إلى أبي و أبو بحسب موقع الكلمة ) .

ب- المنقوص :

كلُّ اسمٍ مُعرَبٍ آخرُهُ ياءٌ لازمة مكسورٌ ما قبلَها . مثل : ( نَطَقَ القاضي بِحُكمه ) ( الأبُ راضٍ عن سُلوكِ ابنِهِ ) . ومن التعريف نتبيّن أن مثلَ كلمة ( يَقضي ) ليست من المنقوص لأنها فعلٌ . وكذلك ( في ) لأنها حرفٌ . و ( الذي و التي ) لأنهما مبنيّان . و ( أبي ) في مثل قولنا : ( لأبي جعفرِ المنصور دورٌ كبيرٌ في تثبيت حُكم العبّاسيين ) لأن الياء فيها غير لازمة . و ( ظَبْي ) لأنّ الياء لم يُكسر ما قبلَها .

ج - الصحيح :

كلّ اسمٍ مُعْرَبٍ ليسَ مقصوراً ولا منقوصاً . مثل : ( أحمد – بيتٌ – دَلْوٌ ) .
- ومن الصحيح الاسمُ الممدودُ : وهو كلّ اسمٍ مُعرَبٍ آخرُهُ همزة قبلَها ألِفٌ زائدة . مثل : ( بِناء – دُعاء – حَسْناء .. ) .


وللكلام تتمة ، إن شاء الله

مصطفى حمزة
09-03-2013, 11:09 AM
تبسيط قواعد العربيّة – 6 -
أسماءُ الأفعالِ



- اسمُ الفعلِ :

كلّ كلمةٍ تدلّ على معنى الفعلِ ، ولكنّها لا تقبلُ علامةً من علاماتِهِ ، وينقسمُ إلى : اسم فعل ماضٍ ، واسمِ فعلٍ مُضارعٍ ، واسم فعل أمر .
أ- اسم الفعل الماضي : هو الذي يدلّ على معنى الفعلِ الماضي ، ولا يقبل علامةً من علاماتِه كتاء الفاعل أو تاء التأنيث . مثل : ( هيهاتَ بمعنى بَعُدَ / شتّانَ بمعنى افترَقَ / سُرعانَ بمعنى سَرُعَ ) الآن حاول أن تُلحق بـ هيهات أو شتّان أو سرعانَ أياً من تاء الفاعل أو تاء التأنيث .
نقول : هيهاتَ أن يَدومَ الظلمُ – شتّانَ ما بينَ العالِمِ والجاهِلِ – سُرعان ما يعود الضالُّ إلى رُشده .
ب – اسم الفعل المُضارع : هو الذي يدلّ على معنى الفعلِ المُضارع ، ولا يقبل علامةً من علاماته كالسّين أو سوفَ أو لَمْ . مثل : ( أفٍّ بمعنى أتضجّرُ / آهٍ بمعنى أتوجّعُ / وَيْ بمعنى أتعجّبُ ) والآن حاولْ أن تُلحق بـ أفٍّ أو آهٍ أو وَيْ أياً من السين أو سوفَ أو لَمْ .
قال تعالى : ( ولا تقُلْ لهما أفٍّ ) . ونقول : آهٍ ممّنْ لا يسمعُ النصيحة – ويْ ممّن يُغضبُ أبويهِ .
ج- اسم فعل الأمر : هو الذي يدلّ على معنى فعل الأمر ، ولا يقبل علامةً من علاماته كياء المُخاطبة ، أو نون التوكيد . مثل : ( إيهِ بمعنى زِدْ / صَهْ بمعنى اسكُتْ / مَهْ بمعنى كُفَّ / آمين بمعنى استَجِبْ / حيَّ بمعنى أقبِلْ ) . والآن حاول أن تُلحقَ بـ إيهِ أو صَهْ أو مَهْ أو آمين أو حيَّ أياً من ياء المُخاطَبة أو نون التوكيد .
نقول : إيهِ من مقاماتِكَ الطريفةِ يا أستاذ سامر ( الأستاذ سامر منى صديق أديب له مقامات طريفة بطلها الزوج التشتوش هه ) – صَهْ عن ساقطِ الكلام أيها الرجل – لقد نلتُ من أذاك ما يكفي فَمَهْ – ربّنا خُذ بأيدي طُلاّبنا إلى النجاحِ الباهر آمين – حيَّ على الصلاة ، حيَّ على الفَلاح .

= طائفة من أسماء الأفعال =

- عَلَيْكَ : بمعنى الزَمْ ، يقول الشاعر :
عليكَ نفسَكَ هَذّبْها فَمَنْ مَلَكَتْ * قِيادَهُ النفسُ عاشَ الدهرَ مذموما
- إليكَ عَنّي : بمعنى تَنَحَّ عنّي ( أكثر ما تُقال لثقيل الدمّ الذي يلتصق بالشخص كذبابة التسي تسي ! ههه )
- وإليكَ الكتابَ : بمعنى خُذهُ .
- أمامَكَ : بمعنى تقدّمْ .
- وراءَكَ : بمعنى تأخّرْ .
- مكانَكَ : بمعنى اثبُتْ .
- دونَكَ : بمعنى خُذْ . دونَكَ القلمَ : أي خُذْهُ .
- رُوَيْدَكَ : بمعنى تمهّلْ .
- بَلْهَ : بمعنى اترُكْ .
- حَذارِ : بمعنى احذَرْ .
وغيرها ...

وللكلام تتمة ، إن شاء الله

مصطفى حمزة
10-03-2013, 03:50 AM
تبسيط قواعد العربيّة – 7 -
الأسماءُ الخمسةُ وإعرابُها


- الأسماءُ الخمسةُ هي : أبٌ ، أخٌ ، حَمٌ ( أخو الزوج ، وأبو الزوج أو الزوجة ) ، فو ( الفم ) ، ذو ( صاحب ) .
- إعراب الأسماء الخمسة :
* علامة رفعِها الواو ، مثل :
- أبوك يرجو لك الخيرَ دائماً . أبوكَ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمّة ، والكاف ضميرٌ متّصل مبني على الفتح في محلّ جرٍّ ، مُضافٌ إليه .
- أخوكَ سَنَدُكَ في الحياة .
- حَموكَ بمقام أبيكَ .
- لا فُضّ فوكَ ( دُعاء بعدمِ خلوّ الفمِ من الأسنان ، يوجّه لمن يتكلّمُ فيُحسن الكلامَ )
- قالَ المتنبّي : ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلِهِ / وأخو الجهالةِ في الشّقاوةِ ينعَمُ
( إذا علمتَ أنّ فُضَّ فعل ماضٍ مبنيّ للمجهول ، ما إعراب فوكَ ؟ جرّب أن تُعرب أخوكَ / حَموكَ / ذو / أخو في الأمثلة السابقة ) .
* علامةُ نصبِها الألف ، مثل :
- إنّ أباكَ يرجو لكَ الخيرَ دائماً . أباكَ : اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الألف نيابةً عن الفتحة والكاف ضميرٌ متصلٌ مبنيٌ على الفتح في محلّ جرٍ ، مُضافٌ إليه .
- إنّ أخا الحماقةِ لا يُصاحَبُ .
- كأنّ حماكَ أبٌ لكَ .
- صُنْ فاكَ عن خبيثِ الكلامِ .
- ويقولُ المتنبي : إذا كنتَ ذا رأيٍ فكُنْ ذا عزيمةٍ / فإنّ فسادَ الرأيِ أن تتردّدا
( حاول أن تُعربَ ما ورد من الأسماء الستّة في الأمثلة السابقة ) .
* علامةُ جرّها الياء ، مثل :
- كمْ لأبيكَ من فضلٍ عليكَ ! أبيكَ : اسمٌ مجرور باللام وعلامةُ جرّه الياء نيابةً عن الكسرة ، والكاف ضميرٌ متصل مبني على الفتح في محلّ جرٍّ ، مُضافٌ إليه .
- المؤمنُ مرآةُ أخيهِ . أخيهِ : مُضافٌ إليه مجرور .................. أكمل الإعراب .
- لِحَميكَ مكانةُ أبيكَ .
- فكّرْ بقولِكَ قبلَ أن تُخرجَهُ مِنْ فيكَ .
- قدّمْ عَوْنَكَ لِذي الحاجةِ .
( أعرب ما ورد في الأمثلة من الأسماء الخمسة ) .
* ملاحظة : لا تُعربُ الأسماءُ الخمسةُ هذا الإعرابَ إلا بالشروطِ الآتية :
- أن تكونَ مُفردة ( غيرَ مثنّاة ولا مجموعة ) .
- أن تكونَ مُكبّرة ( غيرَ مُصّغّرة )
- أن تكونَ مُضافة لغير ياء المتكلّم .

المفعولُ المُطلَقُ


- المفعولُ المُطلَقُ : مصدرٌ منصوبٌ من لفظِ الفعلِ ، يُذكر معه إمّا لتوكيدِهِ ( تَدفّقَ البترولُ تَدّفّقاً ) وإمّا لبيانِ نوعِهِ ( درسَ الطالبُ دراسةً علميّةً ) وإمّا لبيانِ عدده ( قفزَ الرياضيُّ قفزتين في الهواء )
- قد يُذكر بعدَ الفعلِ لفظٌ يؤكّده ، أو يُبيّنُ نوعَه ، أو يُبيّن عددَه ،ولكنّه ليس مصدراً من لفظ الفعل . حينها لا يُسمّى ولا يُعرب هذا اللفظُ مفعولاً مُطلَقاً ، بل " نائب مفعول مطلق " . فما الذي ينوب عن المصدر ويُعرب " نائب مفعول مُطلق " ؟
1- صفةُ المصدر : تطوّرتْ وسائلُ الاتّصالات سريعاً ( أي تطوّراً سريعاً )
2- مُرادفُهُ : ناقشتُ جَدَلاً ( هنا الجَدَل بمعنى المناقشة )
3- نوعُهُ : جلسَ القُرفصاءَ ( أي جلوسَ القرفصاء ، يعني : نوعُ الجلوسِ القرفصاءُ )
4- عددُه : طُبعَ الكتابُ خمسَ طِباعاتٍ
5- آلتُهُ : رميتُ العدوَّ قذيفةً
6- ضميرُهُ : أقدّرُ كلامَكَ تقديراً لا أقدّرهُ شيئاً آخرَ ( الضمير في أقدّره نائب عن المصدر " تقديراً " ) .
7- الإشارةُ إليه : جميلٌ أن نُثريَ مُنتدانا هذا الإثراءَ ( فلفظ هذا إشارةٌ إلى المصدر " إثراءً " )
8- لفظةُ ( كلّ ) أو لفظة ( بعض ) مُضافةً إلى المصدر : أحبُّ وطني كُلّ الحُب – تلعثَمَ في كلامِهِ بعضَ التّلعثُمِ .
* ملاحظة * قد يُحذفُ فعلُ المفعولِ المطلق من بعضِ التراكيب ، مثل : صبراً على الغُربة ( أي اصبِرْ صبراً ) – شُكراً على صنيعِكَ ( أي أشكركَ شُكراً على صنيعِكَ ) – حمداً للّهِ على العافية ( أي أحمدُ اللهَ حمداً على العافية ) ... وغيرها .

وللكلام تتمة ، إن شاء الله

مصطفى حمزة
11-03-2013, 07:51 AM
تبسيط قواعد العربيّة – 8 –



المفعولُ لأجلِه

- اسمٌ يُذكَرُ لبيان سببِ وقوعِ الفعل . ( أزورُ الأقرباءَ صلةً للرَّحِمِ – أسافرُ سَعْياً للرِزْقِ .. )
* صلةً / سَعياً : مفعول لأجلِهِ منصوب ، وعلامةُ نصبِهِ الفتحة الظاهرة .
- الأصلُ في المفعولِ لأجلِهِ أن يكونَ منصوباً- كما مرّ - ولكنْ يجوز جرّه باللام ، فنقول : ( أتلو القرآنَ للتقرّبِ من الله – أمارسُ الرياضة للعنايةِ بصحّتي .. ) .
* التقرّبِ / العنايةِ : اسم مجرور باللام ، وعلامةُ جرّه الكسرة الظاهرة . وكما تُلاحظ ، أعربنا المفعولَ لأجلِهِ حين جُرّ باللام اسماً مجروراً ، وبقي - في المعنى فقط - مفعولاً لأجلهِ .

المفعولُ معَهُ

- اسمٌ منصوبٌ يُذكرُ بعدَ واوٍ بمعنى ( مَعَ ) لبيانِ ما صاحَبَ الفعلَ . ( عُدتُ من عملي وأذانَ العصرِ )
* وأذانَ العصرِ : الواو للمعيّة . أذانَ مفعول معه منصوب وعلامة نصبِهِ الفتحة . العصرِ مُضافٌ إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
- لاحظ الآنَ أنّ ( أذانَ ) في المثال السابق لا يجوز عطفُهُ على ( عملي ) ، لأن ( أذان ) لا يشترك مع الفاعل في العودة . وهذا هو الشرط لوجوب نصبِ المفعول معه ، أي ألاّ يصحّ عطفُه على ما قبلَه . أما إذا كانت الواو للعطفِ فإنه يمتنع النصبُ ولا يجوز : ( تنافسَ خالدٌ وسعيدٌ ) سعيدٌ اسمٌ معطوفٌ على خالد لاشتراكِهما في التنافس ..
- ويجوز نصبُ الاسم بعدَ الواو على أنّه مفعولٌ معه ، وعطفُه على أنّه اسمٌ معطوف ؛ إذا كان المعنى يحتملُ المعيّةَ والعطفَ معاً . تأمّل المثالَ التاليَ : ( سافرَ خالدٌ وسعيدٌ ) تجد أنه يُمكن أن يكون خالدٌ وسعيدٌ اشتركا في السفر . الواو حرف عطف . سعيدٌ اسمٌ معطوفٌ على " خالدٌ " مرفوعٌ مثله .
ويُمكن أن يكون خالدٌ سافر بمعيّة سعيد ، لذا يجوز أن نقول : ( سافرَ خالدٌ وسعيداً ) . الواو للمعيّة . سعيداً مفعول معه منصوب .

الحالُ

- من معاني ( الحال ) في اللغة : الطينُ الأسود ! تأمّلْ . فعندما نسأل إنساناً ما : كيفَ حالُكَ ؟ كأننا نسأله : كيفَ طينُك ؟ تدبّرْ ، في طيّات السؤال تذكير له بأصله الحقير ( الطين ) كيلا يتكبّرَ أو يتجبّرَ .. هذا ما عنّ لي حين وقعتُ في المعجم على هذا المعنى لكلمة ( الحال ) .. على كل حال .. نعود إلى النحو ..
- الحالُ : اسمٌ نَكِرَةٌ منصوبٌ يُبيّن هيئةَ الفاعل ، أو المفعول به :
- ( رجعَ المُسافِرُ إلى وطنِهِ سعيداً ) : سعيداً حالٌ منصوبةٌ بيّنت هيئةَ الفاعل ( المسافرُ )
- ( قرأتُ البحثَ مطبوعاً ) : مطبوعاً حال منصوبةٌ بيّنت هيئة المفعول به ( البحثَ )
- ويُسمّى الفاعلُ أو المفعولُ به الذي تُبيّنُ الحالُ هيئته " صاحبَ الحال " ولا بُدّ أن يكون صاحبُ الحال معرفةً . ( المُسافرُ – البحثُ : معرّفان بـ ال ) . وإذا كان " صاحب الحال " نكرة ؟ عندَها نأخذ منه هذه الصفة ، لأن الحال يتحوّل إعرابها إلى صفة ، وما كان صاحبَ حالٍ يُصبح موصوفاً . ( رجعَ مُسافرٌ سعيدٌ إلى وطنه ) مسافرٌ : فاعل . سعيدٌ : صفة لـ مسافرٌ . وكذلك ( قرأتُ بحثاً مطبوعاً ) بحثاً مفعول به مطبوعاً صفة لـ بحثاً
- قد تتعدّد الحال ، مثل :
* سبحتُ في البحرِ مُستمتعاً نشيطاً . ( مستمتعاً : حال منصوبة . نشيطاً : حال ثانية منصوبة )
* تصفّحتُ المنتدى التعليميّ مستفيداً تُعجبني مواضيعُهُ . ( مُستفيداً : حال منصوبة . جملة تُعجبني فعليّة في محلّ نصبٍ ، حالٌ ثانية )
* انصرفَ التلاميذُ فرِحينَ ، وهم يركضون . ( فَرِحين : حالٌ منصوبة وعلامة نصبها الياء لأنها جمعُ مذكر سالمٌ . الواو : حاليّة . جملة " هم يركضون " اسميّة في محلّ نصبٍ ، حالٌ ثانية )
- قد تتقدّم الحالُ على صاحبِ الحال ، أو على الفعل :
* حين يسمع المدرسُ جرسَ المدرسة في بداية الحصّة يقول :
( قُرِعَ الجرسُ ناعِقاً / ناعِقاً قُرعَ الجرسُ ) !
* وحين يسمع المدرسُ الجرسَ نفسه في نهاية الحصّة يقول :
( قُرعَ الجرسُ مُغرّداً / مُغرّداً قُرعَ الجرسُ ) ! هذا إذا كان الطلابُ ممن يُقصّرون في الأعمار ..


وللكلام تتمّة ، إن شاء الله

مصطفى حمزة
12-03-2013, 07:15 AM
تبسيط قواعد العربيّة – 9 –
المُنادى

- المُنادى اسمٌ ظاهرٌ يُذكَرُ بعدَ إحدى أدواتِ النداءِ ، الغرضُ منه طلبُ إقبال أوِ التفاتِ مَنْ تسمّى بهذا الاسم . تقولُ : يا عادِلُ ، كُنْ مُتيقّظاً . فأنتَ ناديتَ ( عادل ) ليلتفتَ إليك فتنصحه بالتيقّظ . أداة النداء ( يا ) والمُنادى ( عادل ) . وأدوات النداء هي : يا ( لكلّ مُنادى ) أيا ، هَيا ( للمنادى البعيد ) أيْ ، الهمزة ( للمُنادى القريب ) .
* أنواعُ المُنادى *
1- المُنادى المُضاف :
- ( يا عبدَ اللهِ ، لا تتأخّرْ عن عملِكَ ) : يا أداة نداء . عبدَ : مُنادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهو مُضاف . اللهِ : لفظ الجلالة مُضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة .
- ( يا مُذيعَيْ نشرةِ الأخبار ، أحسنتُما في الإلقاء ) مُذيعَيْ : مُنادى منصوب وعلامةُ نصبه الياء لأنه مُثنّى وحذفت النون للإضافة . نشرةِ : مُضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة .
- ( يا مُذيعِي نشرةِ الأخبار ، أحسنتُم في الإلقاء ) مُذيعِي : مُنادى منصوب وعلامةُ نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للإضافة . نشرةِ : مُضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة .
- ( يا مُذيعاتِ نشرةِ الأخبارِ ، أحسنتُنّ في الإلقاءِ ) مُذيعاتِ : مُنادى منصوب وعلامة نصبه الكسرة عِوَضاً عن الفتحة لأنه جمعُ مؤنّثٍ سالمٌ . نشرةِ : مُضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة .

2- المُنادى الشّبيهُ بالمُضاف : وهو الذي اتّصلَ به شيءٌ يُتمّمُ معناه .
- ( يا زارِعاً الشّجرةَ ، بوركتْ يداكَ ) زارِعاً : مُنادى شبيهٌ بالمُضافِ منصوب وعلامة نصبِهِ الفتحة الظاهرة . الشجرةَ : مفعول به لاسم الفاعل ( زارِعاً ) منصوب وعلامة نصبِهِ الفتحة الظاهرة . لاحِظ أن
جملة " بوركت يداك " هي المتممة للمعنى .

3- المُنادى النكرةُ غيرُ المقصودة : وهو المُنادى غيرُ المُعيَّن ، بل كل مَن يصدق عليه لفظُ المُنادى .
- ( يا طبيباً ، إنّ بين يديكَ أرواحَ الناسِ ) طبيباً : مُنادى نكرة غير مقصودة ( يعني تخصّ كل طبيب ) منصوب ، وعلامةُ نصبه الفتحة الظاهرة .
* لا شكّ أنّكَ لاحظتَ أنّ الأنواعَ الثلاثةَ السابقةَ من المُنادى مُعرَبَة ( أي لا نقول في إعرابها كلمة مبني )
وأنّها منصوبة . احتفظْ بهذه الملحوظة .

4 – المُنادى النكرةُ المقصودةُ : هو ما قُصِدَ نداؤه ، فدلّ لفظُهُ على مُعيّن .
- ( يا تاجرُ ، اتّقِ اللهَ ) تاجرُ : مُنادى نكرة مقصودة ( قصدنا تاجراً بعينِه أردنا نصحَه ) مبني على الضمّ في محلّ نصبٍ .
- ( يا تاجِرانِ ، اتَقِيا اللهَ ) تاجِران : مُنادى نكرة مقصودة مبني على الألف في محلّ نصبٍ .
- ( يا تاجرونَ ، اتّقوا اللهَ ) تاجِرون : مُنادى نكرة مقصودة مبني على الواو في محلّ نصبٍ .
- ( يا تاجِراتُ ، اتّقينَ اللهَ ) تاجِراتُ : مُنادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصبٍ .

5- المُنادى العلمُ المُفرَدُ : وهو ما ليسَ مُضافاً ولا شبيهاً بالمُضاف من أسماءِ الأعلام .
- ( يا زينبُ ، ساعِدي أمّك في أعمالِ البيت ) زينبُ : مُنادى علمٌ مُفرَد ، مبني على الضم في محلّ نصبٍ
- ( يا مُحمّدانِ ، هل كتبتما الواجبَ ؟ ) مُحمّدان : مُنادى علمٌ مُفرَد ( مع أن اللفظ يدلّ على اثنين ) مبني على الألف في محلّ نصبٍ .
- ( يا مُحمّدونَ ، هل كتبتمُ الواجبَ ؟ ) مُحمّدونَ : مُنادى علمٌ مُفردٌ ( مع أنّ اللفظَ يدلّ على جمعٍ ) مبنيّ على الواو في محلّ نصبٍ .
- ( يا فاطِماتُ ، هل كتبتُنّ الواجبَ ؟ ) فاطِماتُ : مُنادى علمٌ مُفرَدٌ ( مع أنّ اللفظَ يدلّ على جمعٍ ) مبنيّ على الضمّ في محلّ نصبٍ .
* وهنا لا شكّ أنّكَ لاحظتَ أنّ النوعين السابقين ( النكرة المقصودة و العَلَم المُفرَد ) مَبْنيّان لا مُعرَبان . ولو تأمّلت مرةً أخرى في الأمثلة عليهما لوجدتَ ما يلي :
- تاجرُ / تاجِراتُ / زينبُ / فاطماتُ : بُنيتْ على الضمّ ، لأن هذه الأسماء علامةُ رفعِها الضمة .
- تاجران / مُحمّدان : بُنيا على الألف ، لأن علامة رفع المثنّى الألف .
- تاجرون / محمّدون : بُنيا على الواو ، لأن علامة رفع جمع المذكر السالم الواو .
إذاً ، كلٌّ من المنادى النكرة المقصودة ، والمنادى العلَم المُفرد ؛ يُبنى على علامة رفعِهِ .
- قد تُحذَفُ أداة النداءِ من الجملة ، كما في قوله تعالى :
" رَبّنا لا تُؤاخذْنا إنْ نَسينا أو أخطأنا "


للكلام تتمة إن شاء الله تعالى

مصطفى حمزة
13-03-2013, 04:26 AM
تبسيط قواعد العربيّة –10–
تذكيرُ العددِ وتأنيثُهُ


* للعددِ أحكام وقواعد مختلفة من حيثُ التذكيرُ والتأنيثُ ، والتمييزُ ، والإعرابُ والبناءُ ، والتعريفُ والتنكيرُ ، وصياغتُهُ على وزن " فاعل " . ولكنني أظنّ أنّ ما يهمّ عامّة المثقّفين هو المبحثُ الأول ( التذكيرُ والتأنيث ) . لذلك سنحاولُ فيما يلي تلخيصَ أحكام تذكير العدد وتأنيثه ، وتبسيطَها قدر المستطاع . والله الموفق
- لو نظرنا إلى العدد في أيّ جملة أو سياق لرأينا أنّه لا يخرج عن خمس حالات أو صور ، وهي :
1- مُفرَد ( من الواحد إلى العشرة )
2- مُركّب مع العشرة ( من 11 – 19 )
3- ألفاظ العقود ( 20 – 30 – 40 -50 -60 – 70 – 80 – 90 )
4- لفظتا المائة والألف ، ومضاعفاتٌُهما .
5- معطوفٌ ومعطوفٌ عليه ( من 21 – 99 ) ما عدا ألفاظ العقود التي بينها ( 30 – 40 – 50 – 60 – 70- 80 – 90 )
* والآن نعرض أحكام تأنيث وتذكير العدد في كل صورةٍ من صوره :
1- الصورة الأولى :
- العددان ( 1 ، 2 ) : يُوافقان المعدودَ دائماً في التذكير والتأنيث ، سواء وردا مُفردين ( في الصفّ بابٌ واحدٌ ، ونافذةٌ واحدةٌ / أو بابان اثنان ، ونافذتان اثنتان ) . أو وردا في عدد مُركّب ( إنّي رأيتُ أحدَ عشرَ كوكباً / إنّ عدّة الشهورِ عندَ اللهِ اثنا عشَرَ شهراً / حصلَ البطلُ على إحدى عشرة ميداليّة / فانفجرتْ منه اثنتا عشْرةَ عَيْناً ) . أو وردا في حالةِ العطف ( في المسرحيّة واحدٌ وعِْشرونَ ممثّلاً / أو اثنان وعشرون ممثّلاً / وفيها إحدى وثلاثون ممثّلةً / أو اثنتان وثلاثون ممثلةً ) .
- الأعدادُ من ثلاثة إلى تسعة : تأتي على عكسِ المعدود في التذكير والتأنيث ، سواء أكانت مُفردة ( لديّ ثلاثُ أخوات ، وثلاثة إخوة / في صَفّي أربعُ خزانات وسبعةُ كراسي .. ) أم مُركّبة ( زُرتُ خمسةَ عشرَ بلداً عربياً ، وسمعتُ أكثرَ من خمسَ عشرةَ لهجة .. ) أم معطوفة ( إنّ هذا أخي له تِسْعٌ وتِسعونَ نعجةً / أنفقتُ تسعةً وعِشرينَ دولاراً ... )
- العدد ( 10 ) : يُخالف المعدودَ في التذكير والتأنيث إذا كان مُفرداً ( بقي من أيام رمضان الكريم عشرةُ أيامٍ وعشرُ ليالٍ ) ، ويوافق المعدود في التذكير والتأنيث إذا كان مُركّباً ( شاهدتُ سبعَ عشْرةَ حلقة من مسلسلِ باب الحارة / ذهبتُ في رحلة مع خمسةَ عشرَ صديقاً ) .

2- الصورة الثانية :
- مُركّب مع العشرة : يُطبّق على العدد المفرد قاعدة العدد المُفرد ، وعلى العشرة قاعدة العدد ( 10 ) نقول ( اشتريتُ خمس عشرة ممحاةً ، و ستة عشَرَ قَلَماً ) العدد خمس خالف المعدود ممحاة لأن الأعداد من 3- 9 تُخالف المعدود . والعدد عشرة وافقت المعدود ممحاة لأن العدد 10 إذا كان مركّباً يُوافق المعدود . والشرحُ نفسه يُقال على ( ستة عشر قلماً ) .

3- 4 - الصورة الثالثة ، والصورة الرابعة :
- ألفاظ العقود ( من 20 – 90 ) ، والمائة والألف ومُضاعفاتُهما : لا يتغيّر لفظُها مع المذكّر أو المؤنّث ( السنة الماضية صُمنا ثلاثين يوماً / وواعدنا موسى ثلاثينَ ليلةً / حلّق في السماءِ مائةُ طائرة يقودها مائة طيّارٍ / في الحديقة العامّة ألفُ شجرة وأكثر من ألفِ نوعٍ من الزهور .. )

5- الصورة الخامسة :
- معطوف ومعطوف عليه : أما المعطوف فتُطبّق عليه أحكامُ ألفاظ العقود أي لا تتغيّر بتغيّر المعدود ، وأما المعطوف عليه فتُطبّق عليه أحكام العدد المُفرد ( من 1 – 9 ) التي مرّت معنا سابقاً ( عندي واحدٌ وثلاثون كتاباً ، قرأتُ منها اثنين وعشرين كتاباً . وعندي إحدى وستون قصّة ، أعجبني منها اثنتان وخمسون قصّة )

هذه كانت الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة ، التي اخترتُ فيها من دروس النحو ما ظننتُ أنّه الأهم لدى عامّة المثقفين ، وقد حاولتُ جهدي أن أبسّطَ مُحتواها لهم وأقربه إلى أفهامهم وأحبّبَه إلى قلوبهم . وكل أملي ورجائي أن أكون حققتُ ولو جزءاً يسيراً من الخير الذي قصدتُه .

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربّ العالمين

مصطفى حمزة
15-03-2013, 11:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي وأخواتي الأحبّة في واحة الحق والجمال
أسعد الله أوقاتكم أينما كنتم
سأعرض عليكم فيما يلي من صفحات ، وعلى أيام – لعلّها لا تطول - أشهرَ الأدوات في اللغة العربيّة ، اخترتُها لكم ظانّاً أنها هي الأهمّ والأكثر شيوعاً واستخداماً ، وأهملتُ منْها الأدوات نادرة الذكر في نصوصنا الحديثة . وللأمانة العلميّة أبادر بالقول : إنّ عملي في هذا الموضوع كان مقتصراً على الاختيار ، وتهذيب بعض الشروح من الحشْوِ أو الغموض ، وحذف بعضها الآخر مما لا يهمّ إلا المختصين الباحثين ، ثم التنسيق والإخراج . وكان نصبَ عينيّ من البداية إلى النهاية القارئ المثقّف متوسّط المستوى ، المُحبّ للغة وآدابها ، والمتذوق لها . كما كان قصدي البحث عن الفائدة لكل من يَنشدها ، متمنياً له النجاح والتميّز في طريق العلم والحياة ، وقبل ذلك ، ودائماً ، أرجو المثوبة من الله جلّ وعلا في خدمة لغة كلامه – سبحانه - المُنزل في القرآن الكريم .


تبسيط أشهر أدوات اللغة العربيّة
( 1 )
إذ ْ

إذْ : تكون مبنية على السكون ما دامت مُضافةً إلى جملة . فإذا لم تُضفْ إلى جملة نُوّنتْ ( إذٍ = حينئذٍ ) . وإذْ تكونُ على وجوه :
1- ظرف زمان : ( إلاّ تنصروه فقدْ نصره اللهُ إذْ أخرجه الذينَ كفروا ثانيَ اثنين إذْ هُما في الغار إذْ يقولُ لصاحبه : لا تحزنْ إنّ اللهَ معنا ) .
2- مُضاف إليه : ( ربَّنا لا تُزغْ قلوبَنا بعدَ إذْ هديتنا ) .
3- حرف تعليل : ( ولن ينفعَكم اليومَ إذْ ظلمتم أنّكمْ في العذاب مُشتركون ) . أي بسبب ظلمكم .
4- حرف للمفاجأة ، بعدَ ( بَيْنا و بيْنما ) : قال الشاعر :
- استقْدرِ اللهَ خيراً وارضينّ بهِ * فبينما العسْرُ إذْ دارتْ مياسيرُ
- وبيْنا نعمةٌ إذْ حالَ بؤسٌ * وبؤسٌ إذْ تعقّبهُ ثَراءُ

===========
إذا
إذا : تأتي على وجوه :
1- ظرفيّة متضمّنة معنى الشرط ( يكون فعل الشرط بعدها ماضياً أو مُضارعاً ) : قال الشاعر :
- والنفسُ راغبةٌ إذا رغّبتَها * وإذا تُردُّ إلى قليلٍ تقنعُ
2- ظرفيّة غير متضمنة معنى الشرط ، فتكون بمعنى ( حينَ ) : ( والنجمِ إذا هوى ) .
3- فُجائيّة ، وتدخل على الجمل الاسميّة فقط : ( فألقاها فـإذا هي حيّةٌ تسعى ) .
* إعراب الاسم بعدَ ( إذا ) ، مثل ( إذا السماءُ انشقّتْ ) ، السماءُ يُعرب ثلاثة إعرابات : - مبتدأ / فاعل مقدم للفعل ( انشقّتْ ) / فاعل لفعل محذوف يفسّره الفعلُ الذي بعده ( إذا انشقت السماءُ انشقتْ ) .

=========
إذاً

إذاً : حرف جواب وجزاء واستقبال ، وهي تنصب الفعل المضارع بشروطٍ . واختُلفَ في كتابتها ، فمنهم مَنْ يكتبها بالألف ( إذاً ) ، ومنهم مَنْ يكتبها بالنون ( إذن ) . والرأي الأغلب أن تُكتب بالنون إذا نصبت المضارع بعدَها ، وبالألف إذا لم تنصب .

يتبع ...

مصطفى حمزة
16-03-2013, 09:59 AM
* تبسيط ُأشهر أدوات اللغة العربيّة *
( 2 )

ألا
ألا : على وجهين :
1- حرف اســـتفتاح وتنبيه ،إذا حُذفت يبقى الكلامُ صحيحاً بدونها :( ألا إنّهم همً السّفهاءُ )( ألا ساءَ ما يَزرون )
2- حرف عرض وتحضيض ، وتختص بالأفعال :( ألا تُقاتلون قوماً نكثوا أيمانَهم )( ألا تُحبون أن يغفر اللهُ لكم )

==========
إلى
إلى : حرف جرّ ، من أشهر معانيها :
1- انتهاء الغاية الزمانيّة : ( ثمّ أتمّوا الصّيامَ إلى الليل ) .
2- انتهاء الغاية المكانيّة : ( سبحانَ الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجدِ الحرام إلى المسجدِ الأقصى ) .
==========
إلاّ
إلاّ : على وجهين :
1- حرف استثناء ، وما بعدها مُستثنى بـ ( إلاّ ) :
- نجحَ الطلابُ إلاّ واحداً .
2- أداة تُفيد الحصرَ ، ولا تؤثّر في إعراب ما بعدَها – كأنها غير موجودة - :
- ما أنتَ إلاّ بشرٌ .
* إذا تكررتْ ( إلاّ ) في عبارة تكون الثانية توكيداً لفظياً للأولى :
- أحب الطلابَ إلاّ الكسولَ وإلاّ المشاغبَ . والواو : حرف عطف .


يتبع ....

مصطفى حمزة
17-03-2013, 08:08 AM
* تبسيط ُأشهر أدوات اللغة العربيّة *

( 3 )

أمْ
أمْ : على وجهين :
1- حرف عطف : وهنا يجب أن تُسبَقَ إما بهمزة الاستفهام ( أناجحٌ أنتَ أمْ راسبٌ ) ؟ وإمّا بهمزة التسوية التي تأتي بين جُملتين وبعد ( سواء ) ( سواءٌ عليهم أأنذرتَهم أمْ لمْ تُنذرهم لا يُؤمنون ) .
2- حرف استئناف : وتقع بينَ جملتين مستقلّتين ( أنا أراكَ مُتعَباً من السفر . أمْ أنا مخطئ .. )
* يرى الكثير من النحاة أنه لا يجوز العطفُ بعدَ ( سواء ) إلا بـ ( أمْ ) ، وأنه مَن يَقول ( سواءٌ كانَ كذا أو كذا ) فيعطف بـ ( أوْ ) فقد أخطأ . لكن مجمع اللغة العربية في القاهرة نظر في الأمر ومال إلى التيسير وأجاز العطف بعد ( سواء ) بـ ( أمْ ) و ( أو ) ، فيجوز أن تقول ( سواءٌ كانَ كذا أمْ كذا ) و ( سواءٌ كان كذا أوْ كذا ) .

==========
أمَا
أمَا : على وجهين :
1- حرف استفتاح : ( أمَا – واللهِ – إني أحب مُلتقى الواحة )
2- حرف عَرْض : ( أمَا تدرسُ – أمَا تنام ) . المقصود بكلمة ( عَرض ) هنا : عرض القيام بالفعل على المُخاطَب .
=========
أمّا
أمّا : على وجهين :
1- حرف شرط وتوكيد ( أمّا أخي فمهندسٌ )
2- أداة تفصيل : ( أمّا الدكتورُ سمير فأميرُ الشعر ، وأمّا مصطفى فسابحٌ على شاطئه ) . ويجب أن يقترن جواب ( أمّا ) دائماً بالفاء .
===========

إمّا
إمّا : لها خمسةُ معانٍ :
1- التخييرُ ( قُلنا يا ذا القرنين إمّا أن تُعذّبَ وإمّا أن تتّخذَ فيهم حُسْنا ) .
2- الإباحة ( يا طالبُ اقرأ إمّا قصيدةً وإما قصّة ً ) أي مُباحٌ لكَ قراءتهما .
3- الشكّ ( رأيتُهُ إمّا مرّةً وإمّا مرّتين ) .
4- الإبهام ( وآخرون مُرْجَوْنَ لأمرِ اللهِ إمّا يُعذّبهم وإمّا يتوبُ عليهم ) .
5- التفصيل ( إنّا هديناهُ السبيلَ إمّا شاكِراً وإمّا كَفوراً ) .
========
أنْ
أنْ : حرفٌ على أربعة وجوه :
1- المُخفّفة من ( أنّ ) الثقيلة . وعندها تُهمَل ويبطل عملُها .
2- المصدريّة : تدخل على الفعل المضارع فتنصبه ، وتدخل على الماضي أيضاً . ويُصاغ منها ومن الفعل بعدها مصدرٌ مؤول .
- يُسعدني أن تنجحَ = يُسعدني نجاحُكَ / أسعدني أنْ نجحتَ = أسعدني نجاحُكَ
3- التفسيريّة : مثل ( أيْ ) ، وتأتي بعدَ ما فيه معنى القول دونَ حروفه :
- أومأتُ إليه أنْ اجلسْ = أيْ اجلسْ / صِحتُ به أنْ اسكتْ = أيْ اسكتْ
4- الزائدة : وتأتي في موضعين : بعدَ ( لمّا ) وقبلَ ( لَوْ ) :
- لمّا أنْ نجحَ سافرَ = لمّا سافرَ / أنْ لوِ استقاموا = لوِ استقاموا
==========
إنْ
إنْ : على أربعة وجوه :
1- شرطيّة : ( إنْ ينتهوا يُغْفَرْ لهم )
2- نافية مُهمَلَة : ( إنْ أدري أقريبٌ ما توعَدون )
3- مُخفّفة من ( إنّ ) : فتُهمل في هذه الحال ، ويُؤتى بعدها بلام تُسمّى ( اللام الفارقة ) : ( وإنْ كانت لكبيرةً إلا على الذين هَدى اللهُ )
4- زائدة : كما في بيت النابغة يعتذر إلى النعمان بن المنذر :
- ما إنْ أتيتُ بشيءٍ أنتَ تكرهُه * إذاً فلا رفعتْ سَوْطي إليّ يدي
===========
أنَّ
أنَّ : من الأحرف المُشبّهة بالفعل ( الأحرف الناسخة ) ، تنصب الاسمَ وترفع الخبرَ ، وتُفيد التوكيد .
* تُفتَحُ همزتُها إذا صحّ أنْ يًُصاغَ منها ومن اسمها وخبرها مصدرٌ مؤوّل : ( أوَ لمْ يكفِهِمْ أنّا أنزلنا عليكَ الكتابَ ) = أوَلَمْ يكفِهِمْ إنزالُنا .. ، وتُكسَر همزتُها إذا لم يصحّ التأويل .
* يُحذفُ حرفُ الجرّ قبلَها قياساً ، سواءً كانتْ ثقيلة أو مُخفّفة :
- أُقرّ أنّهُ بريءٌ = أُقرّ بأنّهُ بريءٌ

=============

إنَّ
إنَّ : من الأحرف المُشبّهة بالفعل ( الأحرف الناسخة ) ، تنصب الاسمَ وترفع الخبرَ ، وتُفيد التوكيد .
* إذا اتصلت بها ( ما ) الزائدة كفّتْها عن العمل ، فعادَ الكلامُ مُبتدأً وخبراً: ( قل : إنّما أنا بشـرٌ مثلكم يُوحى إليّ )

============
أوْ
أوْ : حرفُ عطف . من أشهر معانيها :
1- الشكّ : ( قالوا : لبثْنا يوماً أوْ بعضَ يوم )
2- التخيير : ( اقرأ رواية ً أو قصّة ً ) أي : اخترْ إحداهما ، ولا تقرأهما معاً .
3- التقسيم : ( الكلام نثرٌ أوْ نظمٌ ) .
4- بمعنى ( إلى أنْ ) : ( لأخاصمنّهُ أو يُعطيَني حقّي ) ، ويُنصَبُ الفعلُ المضارعُ بعدَها .

============

يتبع

مصطفى حمزة
18-03-2013, 04:57 AM
* تبسيط ُأشهر أدوات اللغة العربيّة *
(4)

أيْ
أيْ : على وجهين :
1- حرف نداء : ( أيْ بٌنيّ ) = يا بُنيّ
2- حرف تفسير : ( عندي جواهرُ أيْ زبرجدُ ولؤلؤ وياقوت ) ( أشارَ إليه بيده أيْ حيّاه ) .

=============

بعْض
بعض : كلمة لفظُها مُفرد ( يُجمعُ على أبعاض ) ، ومعناها الجمع . لذلك يجوز في الكلام الإفرادُ مراعاةً للفظها فنقول : ( بعضُ الطلابِ نجحَ / بعضُ الطالباتِ نَجَحَ ) . ويجوزُ الجمـعُ مراعاةً لمعناهـا ، فنقــول : ( بعضُ الطلابِ نجحوا / بعضُ الطالباتِ نجَحْنَ ) .
* هناك مَنْ لا يُجيز إدخالَ الألف واللام إليها ( البعض ) بحجّة أنّ ( أ ل ) لم تُزل عنها الغموض ولم تُعرّفها – وأنا مع هذا الرأي ، ولا أستخدم ( البعض ) أبداً في النصوص الأدبيّة – وهناك مَن أجاز ذلك ، ومنهم من أجازها فقط في النصوص العلميّة .

=========
بَلْ
بَلْ : حرفٌ يحملُ معنى الإضراب ( الاستدراك ) : ( شربتُ العسلَ ، بل الماءَ )
وفي الإعراب إمّا أن تكونَ حرفَ عطف : كما في المثال السـابق ، وكما في قولنا : ( قرأتُ الجريدةَ بل الصحيفةَ ) . وإمّا أن تكونَ حرفَ ابتداء ( ما بعدَها مبتدأ ) : ( ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً ، بل أحياءٌ .. )

=========
بَلى
بَلى : حرفٌ يُجابُ بهِ عن سؤالٍ مَنفيّ فيُبطلُ نفيَه . مثلاً تُسألُ : أليستْ كلُّ نفسٍ ذائقةَ الموت ؟ فتُجيب : بلى أي بلى ، كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت . ولو أجيبَ بـ ( نَعَمْ ) لكـانَ المعنى : نعم ، كل نفسٍ ليســت تذوق الموت ؛ ذلك لأن ( نعم ) لا تُبطل النفي ، بل تُثبته فيظلّ المنفيّ منفيّاً .

=========
ثـَمَّ
ثـَمَّ : اسمٌ يُشارُ بهِ إلى المكان البعيد ، مبنيٌّ على الفتح ، ويكونُ في العبارة ظرفاً للمكان :
- ( وإذا رأيتَ ثـَمَّ رأيتَ نعيماً ومُلكاً كبيراً ) .
* وقد يُجرّ بـ ( مِنْ ) :
- استقبلتُهُ في المطار ، ومِنْ ثـَمَّ ذهبنا إلى القرية .
* وقد تلحقه تاءُ التأنيث فيُقال : ثمّة َ ، وتُلفظ عندَ الوقف هاءً ( ثـَمّهْ ) .

===========
ثـُمّ
ثـُمّ : حَرفُ عَطف معناه الترتيبُ والتراخي الزمني بين المعطوف والمعطوف عليه ، ويُفيد مُشاركةَ المعطوف للمعطوف عليه في الحُكم والإعراب : ( سافرَ محمدٌ ثمّ سعيدٌ ) – ( قرأتُ القصّة َ ثُمّ نمتُ ) .
* قد تتصلُ بها تاءُ التأنيث فتُختصّ – في هذه الحال – بعطف الجُمل : ( عندَ نجاحي حمدتُ ثُمّتَ شكرتُ اللهَ ) .
==============
حتّى
حتّى : معناها انتهاءُ الغايةِ : ( آكلُ حتى الشّبعِ = إلى الشّبعِ ) . ومن معانيها التعليلُ : ( أفكّرُ حتى أفهم = لكي أفهمَ ) . ولها وجوه ثلاثة في الإعراب :
1- حرف عطف للأسماء فقط :
- قرأتُ الكتابَ حتى فهرسَهُ ، أي : وفهرسَه أيضاً .
2- ابتدائيّة ، وتدخل على الجمل الاسمية والفعليّة :
- قال جرير : فما زالتِ القتلى تَمُجّ دماءَها * بدجلةَ ، حتى ماءُ دجلةَ أشكلُ .
3- حرف جرّ :
- سِرْتُ في الطريقِ حتّى نهايتِهِ .
* ينتصبُ الفعلُ المُضارعُ بعدَ حتّى إذا كانَ زمانُهُ للمستقبل : ( أدرسُ حتى أنجحَ ) . فإذا لم يكن للمستقبل وجبَ رفعُهُ .

============


خَلا
خَلا : أداةٌ يُستثنى بها ، فهي تتضمّن معنى ( إلاّ ) الاستثنائيّة . والاسمُ بعدَها يجوزُ جرُّهُ ونصبُهُ إذا لم تقترن بـ ما نقول : جاءَ الطلابُ خَلا طالبٍ أو طالباً . فإذا اقترنت بها ( ما ) وجبَ النصبُ فقط : جاءَ الطلابُ ما خلا طالباً وكما قال لبيد : - ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ * وكلُّ نعيمٍ لامحالةَ زائلُ
========
رُبَّ
رُبَّ : حرْف جرّ شبيه بالزائد ، يُفيد معنى التقليل أو التكثير ، ويُفهم معناها من سياق الكلام . ولا تحتاج مع مجرورها إلى تعليق . ويكونُ جوابُها اسماً مرفوعاً ( رُبّ ضارّة ٍ نافعة ٌ ) أو جملة ً ( رُبّ فقير ٍ كريمُ اليدِ / رُبّ كاذبٍ يفضحهُ كلامُهُ ) .
* قد تتصلُ بها ( ما ) الزائدة ، فتُختصّ بالدخول على الجمل الماضويّة والمضارعيّة :
- ( رُبّما يَودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين )
- رُبّما أوفيتَ في علمٍ * ترفعنْ ثوبي شَمالات
==========

تمّ
وآخرُ دَعوانا أنِ الحمدُ لله ربّ العالمين

مصطفى حمزة
25-03-2013, 08:20 AM
قواعدُ الإملاء - إعداد وتنسيق
* الهمزة *
===================
تمهيد :
حروفُ الهجاء تسعة وعشرون – على الأصحّ بما فيها الهمزة – لكلّ حرفٍ صورةٌ إلاّ الهمزة بقيت لفظاً بلا رسمٍ ، لذلك وضعَ لها الخليلُ بن أحمد الفراهيديّ رأسَ عين صغيرةٍ ( ء ) فاتّكأتْ مرّةً على الألف أو الواو أو الياء غير المنقوطة أو النبْرة ، واستقرّت أخرى على السطر مثل : ( سَألَ – يَؤمّ – شاطىء – يَئِنّ – عِبْء - ) ومن هنا نشأت مُشكلة الهمزة ؛ فاحتلّت أوسعَ الفصولِ في كتبِ الإملاء !
والهمزةُ إنْ كانت الحرفَ الأوّلَ في الكلمة سُمّيَتْ " الهمزة الأوّليّة " ، وإن كانت الحرفَ الأخيرَ في الكلمةِ سُمّيَت " الهمزةَ الأخيرةَ أو المتطرّفةَ " ، وإن كانت بينهما سُمّيت " الهمزةَ المتوسّطةَ "
1- الهمزةُ الأوّليّةُ :
الهمزةُ الأوليّةُ قِسمان : همزةُ وصلٍ ، وهمزةُ قطعٍ
أ- همزةُ الوصلِ : هي همزةٌ زائدةٌ في أوّلِ الكلمةِ ، مثل : ( اكتُبْ ) أُتيَ بها في أوائلِ بعضِ الكلماتِ للتخلّصِ من الابتداءِ بالساكن ؛ لأنّ العربَ لا تبدأ بساكنٍ ، كما لا تقف على متحرّكٍ .
- وهمزةُ الوصل هي : همزة ماضي الخماسي والسّداسيّ ، ومصدرُهما وأمرُهما ، وأمرُ الثلاثيّ نحو : ( انطلقَ – استغفرَ – انطلاق – استغفار – انطلِقْ – استغْفِرْ – اُكتُبْ - ) ، وهمزة ( اِسم – وابن – وابنَة – وامرئ – وامرأة – واثنين – واثنتين – وايْم – وايمُن ) ، وهمزة ( ال ) التعريف
- وهمزة الوصل مكسورةٌ . وتأتي مفتوحةً في ( اَل ) التعريف ، و ( اَيم و اَيمُن ) ومضمومة في أمر الثلاثيّ المضموم العين ، مثل : ( اُكتبْ – اُدخلْ ) ، والماضي المجهول من الخماسيّ والسداسيّ ، مثل : ( اُحتُمِلَ – اُستُخرِجَ )
- وحُكمُ همزة الوصل في النطق ألاّ تُلفَظَ إذا قُرئت مسبوقةً بكلمةٍ ، نحو : ( إنّ ابنَكَ مُهذّبٌ – يا أحمدُ استَغفِرْ ربّكَ – يا عليُّ اكتُبْ درسَكَ ) ، وأن تُلفَظَ إذا قُرِئِتِ ابتداءً ؛ لأنّ العربَ لا تبدأ بساكنٍ كما أسلفنا ، نحو : ( اِبنُكَ مُهذّبٌ – اِستغفرْ ربّكَ يا أحمدُ – اُكتبْ درسَكَ يا عليُّ )

* حذفُ همزة الوصل *
من ابن وابنة ، ومن بعض الكلمات الأخرى
أ- حذفُ ألف ( ابن وابنة ) :
1- تُحذف ألفُ ( ابن وابنة ) إذا سُبقَ كلٌ منهما بهمزة الاســــتفهام كراهيةَ اجتماعِ ألِفَيْن ، مثل : ( أَبْنُكَ مُجتهدٌ ؟ - أَبْنَتُكَ مُجتهدةٌ ؟ )
2- تُحذف ألفُ ( ابن وابنة ) إذا وقع كلٌ منهما بعدَ أداة النداء ( يا ) كراهيةَ اجتماعِ ألفين كذلك نحو : ( كيف أصبحتَ يا بنَ عمّي ؟ - وكيفَ أمسَيْتِ يا بنةَ أخي ؟ )
3- تُحذف ألفُ ( ابن وابنة ) إذا كان كل منهما مُفرداً بينَ عَلَميْن ، ثانيهما مشهورٌ بأنّه ابنٌ للسابقِ ، وكانَ كلٌ منهما مُتّصلاً بالعَلَمِ الأول ، ونعتاً له ،ولم يُنوّن العلمُ الأوّل لضرورةِ الشّعرِ ولم يقع كل من ( ابن وابنة ) في أوّل السطر ، نحو : ( عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ أعدلُ خُلفاءِ بني أميّة – خديجةُ بنتُ خُوَيْلد مَثَلٌ أعلى للمرأةِ العربيّةِ ) . ولا فرقَ بينَ أن يكونَ العَلَمانِ اسميْن أو لَقَبين أوْ كُنيتين مُصَدّرتين بـ ( أب أو أم ) ، نحو : ( أبو عُبيدةَ بنُ الجَرّاحِ قائدٌ مُظَفّرٌ – عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ زوجةُ الرسول – الجاحظُ بنُ بحرٍ هو صاحبُ البيانِ والتبيينِ )
ب- بَقاءُ ألف ( ابن وابنة ) :
- تبقى ألفُ ( ابن وابنة ) إذا خالفت الشروط المذكورة فيما سبقَ ، وذلك في الأحوالِ التاليةِ :
1- إذا كان كل منهما مُثنى أو جمعاً ، نحو : ( الأمينُ والمأمونُ ابنا الرشيد من خلفاءِ الدولة العبّاسيّة – سلمى وفاطمةُ ابنتا سعيدٍ تلميذتان مُهذّبتان – أحمدُ وإبراهيمُ وعُثمانُ أبناءُ سليمٍ من خيرةِ الطلاّبِ )
2- إذا لم يَقَعا بينَ عَلَمَيْن ، كأنْ يُذكرَ الثاني فقط ، نحو: ( ابنُ زيدونَ شاعرُ الحُبّ والطبيعةِ ) أو وقعا بينَ صفتين ، نحــو : ( النّجارُ ابنُ الحَدّادِ محبوبٌ ) ، أو بين صـــــفةٍ وعَلَم ، نحــو : ( المُزارعُ ابنُ صالحٍ جنى ثَمَراً شَهِيّاً )
3- إذا وقعا بينَ عَلَميْن ثانيهما ليسَ مشهوراً بأنّه أبٌ للأوّل ، نحو : ( أقبلَ بسّامٌ ابنُ أخي عصـامٍ – وهذا زيدٌ ابنُ عمّـكَ ) ، أو أضـيفا إلى غيرِ عَلَمٍ ، نحو : ( جاءَ خليلٌ وفاطمةُ ابنتُه )
4- إذا فَصَلَ بين العَلَميْن فاصلٌ ، نحو : ( أحمدُ الشّجاعُ ابنُ عليٍّ كريمٌ )
5- إذا وقع كل من ( ابن وابنة ) خبراً للعَلَم الأول ، كقولك : ( عِصامٌ ابنُ إبراهيمَ ) لمن سألكَ : ( ابنُ مَنْ عصامٌ ؟ ) ، وكقولكَ : ( هندٌ ابنةُ حسّنٍ ) تريد الإخبارَ عنها بأنّها ابنةُ حسّانٍ . أو وقعَ خبراً لإحدى النواسخ ، نحو : ( إنّ رشيداً ابنُ محمودٍ – وأظنّ سعيداً ابنَ صالحٍ )
6- إذا نُوّنَ العَلَمُ الأولُ لإقامةِ الوزنِ العَروضيّ ، كما في البيتِ التالي :
- جاريةٌ من قيسٍ ابنِ ثعْلَبَهْ كأنّها حِلْيَةُ سيفٍ مُذْهَبَهْ
7- إذا ورد كل من ( ابن وابنة ) في أوّل السطر ، كقولك :
( إنّ الخليفةَ الثانيَ عمرَ
ابنَ الخطّابِ مفخرةُ العربِ والمسلمين )
ج- حذفُ همزة الوصل من بعض الكلمات الأخرى :
1- تُحذَفُ همزة الوصل من كلمة ( اسم ) إذا وقعت في تركيب البسملة الكاملة دونَ ذكرِ مُتَعَلّقِها ، نحو : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، فإن اقتصرتَ على بعضها وقلت : ( باسم الله ) ، أو ذكرتَ مُتَعَلَّقَها وقلتَ : ( أفتتحُ حفلتَنا باسم الله الرحمن الرحيم ) أثبتَّ الهمزةَ
2- تُحذف همزة الوصل إذا وقعت بعدَ همزة الاستفهام ، نحو : ( أسْمُكَ خالدٌ أم سعيدٌ ؟ أسْتَغْفَرْتَ ربّكَ يا أحمدُ ؟ )
3- تُحذفُ همزة الوصلِ من ( ال ) التعريف إذا دخلت عليـه اللام الجـارّةُ أو لامُ الابتـداء ، نحـو : ( لِلْمواطنِ حقوقٌ وواجباتٌ – لََلشّهيدُ خالدٌ في أمّتِهِ ) 0 وتنقلبُ ألفُ ( ال ) مَدّةً إذا باشرتها همزةً الاستفهامِ ، كقوله تعالى : ( آللهُ أذِنَ لكم أم على اللهِ تفترون ؟ )
4- تُحذف همزة الوصل من الأفعالِ إذا سُبقتْ بالواو أو الفاء وكانَ بعدها همزة ساكنة ؛ وحينئذٍ تُرسمُ الهمزة الثانيةُ المتوسّطة الساكنة على الألف ، نحو : ( ائْتَمَنَ : فَأْتَمَنَ ، وأْتَمَنَ )
ب- همزةُ القطع : إذا عرفتَ مواقعَ همزةِ الوصل ؛ فكلّ ما عداها هو همزة قطعٍ ، مثل : ( أنا أريدُ أنْ أسافرَ )
* القاعدة الإملائيّة *
- تُرسَم الهمزة الأوّليّةُ على الألف ؛ سواء أكانت همزةَ وصلٍ أم همزةَ قطعٍ : أمّا همزة الوصل فتُجرّد ألفُها من الهمزة ، نحو : ( ابنك امرؤٌ كريمٌ ) ، وأما همزة القطع ، فتُوضَعُ الهمزة فوقَها في الفتح والضمّ ، وتحتَها في الكسر ، نحو : ( أَطاعَ إِبراهيمُ أُمّهُ )
- والهمزةُ الأوّليّةُ تبقى أوليّةً مرسومةً على الألف ولو اتّصلَ بها أحدُ الأحرف التالية :
السين ، نحو : ( سأجتهدُ ما استطعتُ )
الكاف ، نحو : ( اِبتسامةُ الطفلِ كإشراقةِ الفجرِ )
الباء ، نحو : ( مررتُ بِأحمدَ )
ال التعريف ، نحو : ( النظافةُ من الإيمانِ )
الفاء ، نحو : ( إنْ تجتهدْ فَإنّكَ ناجحٌ )
اللام ، نحو : ( ولا تجعلوا اللهَ عُرضةً لأيْمانِكُمْ )
* الحالة الاستثنائيّةُ *
- اللام تُخرج همزة ( إنْ و ألاّ ) عن أوّليّتها ، فتصبح متوسّطةً ، نحو : ( لَئِنْ شكرتُمْ لأزيدنّكمْ ) ( سأجتهدُ لِئلاّ أرسُبَ )
- و ( ها ) التنبيه لها الشأنُ نفسُه في ( أولاءِ ) ، نحو : ( هؤلاءِ متفرّقونَ )

2- الهمزةُ المتوسّطة وقواعدُها الاستثنائيّةُ :

* القاعدةُ العامّةُ * لكتابة الهمزة المتوسّطة ندرس حركتَها ،وحركةَ الحرفِ الذي قبلَها ونرسمها على ما يُوافقُ أقوى الحركتين . والحركات الأربعُ تتسلسلُ بحسب القوة كما يلي : ( الكسر – فالضمُّ – فالفتحُ – فالسّكونُ ) ، لذلك فالكسرُ أقوى الحركاتِ ، والضمُّ أقوى من الفتحِ والسكون ، والفتحُ أقوى من السكون
- فإذا كان الكسرُ أقوى الحركتين ، رُسمت الهمزةُ المتوسّطةُ على النبْرة ( ــئـ )
- وإذا كانَ الضمّ أقوى الحركتين ، رُسمت الهمزةُ المتوسّطة على الواو ( ؤ )
- وإذا كان الفتحُ أقوى الحركتين ، رُسمت الهمزة المتوسّطة على الألف ( أ )
الكلمة * الحركتان * أقوى الحركتين * تُرسَمُ الهمزة على
================================
يَئِنُّ****فتح وكسر***الكسر********النبْرة
سُئِلَ***ضم وكسر****الكسر******* النبْرة
بِئْر***كسر وسكون***الكسر******* النبْرة
يُؤَجّلُ**ضم وفتح*****الضم******* الواو
يَؤُمُّ***فتح وضم*****الضم********الواو
مَسْأَلَة*سكون و فتح***الفتح********الألف
ثَأْر***فتح وسكون****الفتح******* الألف
يَسْتَهْزِئُون*كسر وضم**الكسر******* النبْرة ، والواو بعدها للمدّ
شاطِئَان**كسر وفتح ***الكسر*******النبْرة ،والألف بعدها للمدّ
يَقْرَؤُون**فتح وضم****الضم*******الواو، والواو بعدها للمدّ

* القواعدُ الاستثنائيّة *
1- الهمزة المفتوحة بعد الألف تُرسَمُ على السطر ، مثل : ( عَطاءَكَ – عَباءَة – يَتَشاءَمُ – تَفاءَلَ – قِراءاتٌ – مُراءاةٌ )
2- الهمزة المفتوحة أو المضمومة بعد الواو الساكنة تُرسم على السطر ، مثل : ( ضَوْءُكَ – يَسُوْءُكَ )
3- الهمزة بعدَ الياء الساكنة تُرسَمُ على النبْرة كيفما كان شأنها ، مثل : ( هَيْئَة – الحُطَيْئَة – يُسيْئونَ – الجَريْئانِ )

* حالة خاصّة *
- الهمزة المتوسّــطة الممـدودة المسـبوقة بفتح تُرسَـم ألِفاً فوقهـا مَدّة فـي الأســماء ، مثـــــــل : ( مَلْجَآن – مَبْدَآن ) ، وتُفصَلُ ألِفُها في الأفعال للتفريق بين ألف التثنية التي هي ضمير( في الفعل ) وألف المثنّى التي هي علامة رفع ( في الاسم ) ، مثل : ( لَجَأا – بَدَأا – يَلْجَأان – يَبْدَأان )
* همزة القطع المسبوقة بهمزة استفهام *
- همزة الاستفهام إذا باشرتْ همزة القطع أخرجتْها عن أوليّتها وجعلتها همزةً متوسّطةً تُرسَمُ على ما يُوافقُ أقوى الحركتين ، نحو : - ( إنّكَ :أئِنَّكَ فاهمٌ ؟ )
- ( أُؤَجّلُ:أؤُؤَجّلُ عملي إلى الغد ؟ )
- ( أُريد:أَؤريدُ أ أكونَ متوانياً ؟ )
- ( إلى :أَئِلى الهاويةِ تسيرُ أيّها المُتواني ؟ )

3- الهمزةُ المُتطرّفة :

* القاعدة العامّة * الهمزة المتطرّفة تتبعُ حركة الحرف الذي قبلَها :
- فإن كانَ مكسوراً رُسمتْ على الياء غير المنقوطة ، مثل : ( شاطِئ )
- وإن كان مضموماً رُسمتْ على الواو ، مثل : ( يَجْرُؤُ )
- وإن كانَ مفتوحاً رُسمَتْ على الألف ، مثل : ( يَقْرأ )
- وإن كان ساكناً رُسمت على السطر، مثل : ( عِبْء – شيْء – سماء – هُدوء – بَريء )
* الحالة الاستثنائيّة * تُرسم الهمزة المتطرفـــــة علـى السـطر إذا سُبقت بواو مُشـدّدة مضمومـة مثل : ( التّبَوُّء )

يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
26-03-2013, 06:26 PM
قواعدُ الإملاء - إعداد وتنسيق
- 2 -

* الألِف الليّنة *
===================
* الألف الليّنة : هي التي لا تقبل الحركات ، كألفِ ( باعَ – قالَ – نجا – دَعا ) ، وهي تأتي في وسط الكلمة أو في آخرها ، ولا تأتي في أوّلها لأن العربَ لا تبدأ بساكنٍ . وتُقابلُها الألِفُ اليابسةُ : وهي الألفُ المهموزة التي تقبلُ الحركاتِ ، مثل : ( أَخَذَ – سأَلَ – قَرَأَ )

أ- الألفُ اللينة في أواخر الأسماء الثلاثيّة والأفعال الماضية الثُلاثيّة :

* القاعدة العامّة * تُرسَمُ الألفُ الليّنةُ في أواخرِ الكلماتِ الثُلاثيّةِ ألِفاً إذا كانَ أصلُها واويّاً وياءً غيرَ منقوطةٍ إن كانَ أصلها يائيّاً 0
* ويُعرَفُ أصلُ الألفِ الليّنة في الاسم الثلاثيّ :
- بتثنيته : ( عَصا – عَصَوان ، فتى – فَتَيان )
- أو بالإتيان بجمعٍ مؤنثٍ سالمٍ له : ( حَصى – حَصَيات ، مَها – مَهَوات )
- أو بردّهِ إلى مُفرده إنْ كان جمعاً : ( ذُرا – ذِروة ، قُرى – قَرية )
- أو بالإتيان بصفته المؤنثة : ( العَشا – عَشْواء ، العَمى – عَمْياء )
* ويُعرَفُ أصلُ الألفِ الليّنة في الفعل الماضي الثلاثيّ :
- بإسناده إلى ضمير رفعٍ متحرّكٍ : ( نَجا – نَجَوْتُ ، سَقى – سَقَيْتُ )
- أو بالإتيانِ بمضارعه المبني للمعلوم : ( دَعا – يدعو ، رمى – يرمي )
- أو بالإتيان بمصدره : ( عَفا – العَفْو ، مَشى – المَشْيُ )
- أو بمصدر المَرّة : ( غَفا – غفوة ، رَمى – رمية )
- أو باسم المفعول : ( دَعا – مَدْعُوّ ، هَدى – مَهْدِيّ )
ب- الألفُ اللينة في أواخر الأسماء والأفعال غير الثُلاثيّة :
* القاعدة العامّة * تُرسَم الألفُ الليّنة ياءً غيرَ منقوطة في آخرِ كلّ اسمٍ أو فعلٍ زادَ على ثلاثةِ أحرفٍ :
- كالأسماء : ( ليلى – مصطفى – مستشفى )
- والأفعال : ( يَبْلى – ارتَضى – استغْنى )

* الحالاتُ الاستثنائيّة *
1- تُرسَم الألفُ الليّنة ألِفاً في آخر كل اسمٍ أو فعلٍ زادَ على ثلاثة أحرف إذا كانَ قبلَها ياءً :
- كالأسماء : ( دُنيا – مَزايا – مَرايا )
- والأفعال : ( أحْيا – تَزَيّا – استَحْيا )
إلاّ إذا كان الاسمُ عَلَماً ؛ فتُرسَمُ ألفُه الليّنةُ ياءً غيرَ منقوطةٍ : كاسمي العلَم ( يَحيى – وريّى )
2- تُرسَم الألفُ الليّنةُ ألِفاً في أواخرِ الأسماءِ الأعجميّةِ ، مثل : ( سويسرا – هولندا – بلجيكا – موسيقا ) وشذّ عن ذلك أسماءُ الأعلام : ( عيسى – موسى – كِسرى – بُخارى )

ج- حذفُ الألفُ اللينة :
- الألف اللينةُ لا تكون في أوّل الكلمة ؛ لأن العربَ – كما أسلفنا – لا تبدأ بساكنٍ ، بل تكون في وسطها ، مثل : ( قالَ ) أو آخرها ، مثل ( دَعا ) 0
أ- حذف الألف اللينة في وسط الكلمة :
تُحذف الألف اللينة في وسط الكلمة في المواضع التالية :
1)- من لفظي الجلالة ( الله و الإله ) ، و ( الرحمن ) إذا عُرّف بـ ( ال ) ، و ( السموات ) و ( طه ) و ( لكنْ و لكنّ )
2)- من اسم الإشارة ( أولاء ) إذا اتّصل بكاف الخطاب : ( أولئك )
3)- من اسم الإشارة ( ذا ) إذا اتّصلَ بلام البُعد : ( ذلك – ذلكم )
4)- من ( ها ) التنبيهيّة إذا اقترنت بأسماء الإشارة التالية : ( هذا – هذه – هؤلاء – هذان – هذين )
5)- من ضمير المتكلم ( أنا ) إذا وقع بين ( ها ) التنبيهيّة و ( ذا ) الإشاريّة ( هأنذا )
6)- وتُحذف الألف الليّنة ويُستعاضُ عنها بمَدّة إذا وقـعت بعد همزة مرسـومةٍ على ألـف ، مثـل : ( نَبَآن – ظَمْآن – مِرْآة – آثَرَ – مَآل ) لأنّه لمْ يُعهدْ اجتماعُ ألفيْن متتاليتيْن إلاّ إذا كانت الثانية ضميراً ، مثل : ( قَرَأا – يقرأان – اقْرَأا )
أ- حذف الألف اللينة في آخر الكلمة :
- تُحذف في الموضعين التاليين :
1)- من ( ما ) الاستفهاميّة للتخفيف إذا سُـبقت بحرف جرّ ، وتتّصـل به ولا تنفصـل عنه ، نحو : ( بِمَ يُختصّ الفعلُ ؟ - لِمَ حاولتَ هذه المحاولةَ ؟ - فيمَ التساهلُ ؟ - إلامَ السكوتُ ؟ - فيمَ تُفكّرُ ؟ - حتّامَ تتوانى ؟ )
2)- من كلمة ( طه )

يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
28-03-2013, 03:23 PM
قواعدُ الإملاء - إعداد وتنسيق
- 3-

* التّنوين *
========
* التنوين * هو نونٌ ساكنةٌ زائدةٌ تلحق آخرَ الاسمِ المُعْرَب إذا كانَ نكرةً وغيرَ مُضافٍ وغيرَ مُنصَرِفٍ ، مثل : ( جاءَ رجلٌ – رأيتُ رجلاً – مررتُ برجلٍ )
* القاعدة *
أ- تنوين الرفعِ والجرّ : يُحذف كل من تنوين الرفع والجرّ من آخرِ الأسماءِ ، ويُشارُ بضمّتين لتنوين الرفع ( كتابٌ ) ، وبكسرتين لتنوين الجرّ ( كتابٍ ) ؛ إذا كانت الكلمات مشكولةً وإلاّ فلا يُشارُ بشيءٍ إلى ذلك
ب- تنوينُ النّصبِ : يُرسَمُ تنوينُ النّصبِ في آخرِ الأسماءِ ألفًا فوقَها فتحتان ، نحو : ( كافأتُ طالبًا مُجِدّاً )
* حذف ألف تنوين النصب *
- تُحذف ألفُ تنوين النصبِ في المواضعِ الآتية :
1)- إذا كان الاسمُ منتهيًا بتاءٍ مربوطةٍ ، نحو : ( قطفتُ ثمرةً ناضجةً )
2)- إذا كان الاسمُ منتهياً بألفٍ ليّنةٍ ؛ سواء أكانت ألفاً أم ياءً غيرَ منقوطةٍ ، نحو : ( شاهدتُ فتىً يتأبّطُ عصاً )
3)- إذا كان الاسم منتهيًا بهمزةٍ على السطر قبلها ألفٌ ، نحو : ( احمرّ وجهُهُ حياءً )
4)- إذا كان الاسمُ منتهيًا بهمزةٍ مرسومةٍ على ألفٍ ، نحو : ( سمعتُ نبأً )
* ألف تنوين النصب بعد الهمزة المتطرّفة *
عُلمَ أنه إذا سُبقت الهمزة المتطرّفة بحرفٍ ساكنٍ رُسمتْ على السطر ، مثل : ( عبء – شيء – كفء – هنيء – جزء – دَرْء – مملوء – وُضوء ) ، وهذه الكلماتُ تُكتب هكذا إذا نُوّنتْ تنوينَ رفعٍ أو جرٍّ ، أمّا إذا نُوّنت تنوينَ نصبٍ فلها حالتان :
1) – إذا كان الحرفُ الساكنُ الذي قبلَ الهمزة الأخيرة يتّصلُ بما بعدَه من الحروف – أي يُمكن أن تتّصل – رُسمت الهمزةُ على نبْرة ، واتّصلت بها ألفُ تنوين النصب ، مثل : ( عِبْئاً – شيْئاً – كفئاً – هنيئاً ) لأن الباء والياءَ والفاءَ تتصل بما بعدَها من الحروف
2)- إذا كانَ الحرفُ الساكنُ قبلَ الهمزة الأخيرة لا يتّصل بما بعدَه من الحروف ؛ بقيت الهمزةُ على السطرِ ، وانفصلت ألفُ تنوين النصبِ ، مثل : ( جُزءاً – دَرءاً – مملوءاً – وُضوءاً ) لأنّ الزاي والراء والواو لا تتّصل بما بعدَها من الحروف
3)- أمّا إذا اتّصل تنوين النصبِ بالهمزة المتطرّفة التي ليس قبلَها ساكنٌ ؛ فتجري عليها أحكامُ الهمزة المتوسّطة ، مثل : ( شاطِئاً – لُؤلُؤاً ) ، أو أحكامُ قواعدها الاستثنائيّة ، مثل : ( مخبوءاً – وَبيئاً )، أو على السطر وقبلَها ألف،حُذف معها ألفُ تنوين النصب،مثل : (بِناءً - سماءً )
* ألفُ التثنية بعدَ الهمزة المتطرّفة *
أ- إذا اتّصلت ألفُ التثنيةِ بالهمزة المتطرّفة التي قبلَها ساكنٌ ؛ فحكمُها كحُكمِ ألف تنوين النصب في اتّصالها وانفصالها ، مثل : ( جُزءان – عِبئان ) ، وهنالك رأيٌ آخرُ يُجري عليها أحكامَ الهمزة المتوسّطة فيكتبها هكذا : ( جُزآن – عِبآن )
ب- إمّا إذا اتّصلت ألفُ التثنيةِ بالهمزة المتطرّفةِ التي ليسَ قبلَها ساكنٌ ؛ فتجري عليها أحكامُ الهمـــزة المتوسّــــطة ، مثل : ( شـاطِئان – لُؤلُؤان – نَبَآن ) ، أو أحكـامُ قواعـــدِهـا الاســتثنائيّة ( عَطاءان – مخبوءان – بيئات )

يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
29-03-2013, 09:15 AM
قواعدُ الإملاء - إعداد وتنسيق
- 4 -
* أشهرُ مواطنِ الزيادةِ *
===============
أولاً – زيادةُ الألف :
1- تُزاد الألف في كلمة ( مائة ) ،إذا كانت مُفردةً أو مُثنّاةً أو مركّبةً ، مثل : ( مائتان – مائتين – ثلاثمائة – أربعمائة – إلى تسعمائة ) ولا تُزادُ في الجمعِ :( مئون – مئين – مِئات )
2- تُزادُ ألفٌ بعدَ واو الجماعة تُكتَبُ ولا تُلفَظُ تُسمّى ألفَ التفريق ، نحو : ( كَتَبوا - لم يكتبوا – اكتُبوا ) لأنّها تفرّقُ بينَ واوِ الجماعة وبينَ :
أ- واو جمع المذكّر الســالم المرفوع ، نحو : ( جاءَ لاعِبو الكرةِ ) ، والمُلحَق به ، نحو : ( أقبلَ أولو الفضلِ )
ب- وواوِ الأسماءِ الخمسةِ المرفوعةِ ، نحو : ( أقبلَ أبو إبراهيمَ وأخو عليّ )
ج- والواوِ الأصليّةِ في المُضارعِ المعتلّ الآخرِ ، مثل : ( نحن ندعو إلى الخيرِ )
والشرطُ في زيادة " ألف التفريق " في الماضي ألاّ تتصلَ واوُ الجماعةِ بضميرٍ يقع مفعولاً به مثل : ( علّموكَ – علّموه – علّموني – علّمونا ) ، وشرط زيادتها في المضارع أن يكونَ مجزوماً أو منصوباً ، نحو : ( لم يكذبوا – لن يتهاوَنوا ) ، فإذا رُفعَ بثبوت النون فلا وجودَ لها نحو : ( هم يجتهدون )
3- تُزادُ الألفُ في آخرِ كلمةٍ من بيتِ الشعرِ لإطلاقِ اللسانِ بالمدّ ، وإقامةِ الوزنِ العَروضيّ تُسمّى " ألف الإطلاق " ، كقول المتنبّي :
- إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ*وإنْ أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تمرّدا
أو في العَروضِ والضّربِ ، كقولِ المتنبّي :
- أيَدْري الرّكـبُ أيَّ دَمٍ أراقــا *وأيَّ قُلوبٍ هذا الرّكبُ شاقا ؟!
ثانياً – زيادةُ الواو :
1- تُزاد الواوُ في اسم الإشارة ( أولاء – أولئك ) على ألاّ يُسبق بـ ( ها ) التنبيهيّة :( هؤلاء ) وفي ( أولو – و أولي ) المُلحقتين بجمع المذكر السالم ، و ( أولات ) الملحقة بجمع المؤنث السالم ، نحو : ( أولئك أولو فضلٍ – هؤلاء أولاتُ إحسان )
2- تُزاد الواو في اسم العلم ( عمرو ) للتفريق بينه وبين ( عُمر ) الممنوع من الصرف ، نحو : ( في عهدِ عُمرَ بنِ الخطّابِ فَتَحَ عَمْرُو بنُ العاصِ مصرَ ) ،أمّا إذا نُوّنَ تنوينَ نصبٍ فَتُحْذَف الواو ، نحو : ( رأيتُ عَمْراً ) لأنّ تنوينَ النصبِ يُميّزه من ( عُمر ) الذي لا يُنوّن


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
31-03-2013, 10:42 PM
قواعدُ الإملاء - إعداد وتنسيق
- 4 -

* التاءُ المربوطة والتاءُ المبسوطة *
=====================
أ- التاءُ المربوطةُ :

التاء المربوطة هي التاءُ التي تُلفَظُ هاءً عندَ الوقْف ، وتكون :
1- في الاسم المفرد المؤنث ، مثل : ( فاطمة – شجرة – فتاة )
2- في جمع التكســــير الذي ليسَ فـي مفرده تاء مفتوحة ، مثل : ( قُضاة – رُعاة ) فمفرداهما ( قاضٍ – راعٍ ) خاليان من التاء المفتوحة
3- في ( ثَمّة ) الظرفيّة،وهي اسم إشارة يُشارُ بها إلى المكان البعيد،نحو: ( إنّ ثمّةَ حريقاً )
* فائدة * كلمة القافية في الشعر إذا كانت تنتهي بتاء مربوطة حُذفت نُقطتاها لأنها تُصبحُ هاءً موقوفاً عليها ، مثل :
- إنّ الشبابَ والفراغَ والجِدَهْ*مَفْسَدَةٌ للمرءِ أيَّ مَفْسَدَهْ

ب- التاءُ المبسوطة :
التاءُ المبسوطة أو المفتوحة هي التي تبقى تاءً عندَ الوقْفِ ، وهي :
1)- تاء التأنيث الساكنة ، مثل : ( نَجَحَتْ )
2)- تاء الفاعل المتحركة ، مثل : ( ذهبتُ – ربحتُ – شربتُ )
3)- تاء الفعل الأصليّة ، مثل : ( ماتَ – ثَبَتَ – تَشَتّتَ )
4)- تاء جمع المؤنث السالم والملحق به ،مثل : ( فاطمات – شجرات – أولات )
5)- تاء الاسم المفرد المذكر ، مثل : ( ثابت – زيّات – فُرات )
6)- تاء الاسم الثلاثي الساكن الوسط ، مثل : ( بِنْت – أخْت )
7)- تاء جمع التكسـير الذي ينتهـي مفرده بتـاء مفتوحة ، مثل : ( أوقات – أبيات ) فمفرداهما ( وقْت – بيْت )
8)- تاء بعض الأحرف ،مثل : ( ليْتَ – لاتَ – ثُمّتَ )


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
01-04-2013, 10:30 AM
قواعدُ الإملاء - إعداد وتنسيق
-5 -


* المَــــــــــــدُّ *


أولاً :

- إذا وقعَ بعدَ الهمزة الأوّليّة المفتوحة همزةٌ ساكنةٌ قُلبت الثانيةُ ألِفاً لتُجانسَ حركةَ ما قبلَها في النطق ، أمّا في الإملاء فتُحذف الألفُ الثانيةُ وتوضَع مدّةٌ على الأولى ، كالفعل المضارع ( آخُذُ ) فأصـلُه ( أَأْخُذُ ) ، والفعل الماضـي ( آتى ) فأصـلُه ( أَأْتى ) ، واسـم التفضيـل ( آكًلُ ) فأصـلُه ( أَأْكَلُ )
وقد تقع الألفُ بعدَ الهمزة الأوّليّة المفتوحة ، كألف ( فاعَلَ ) مثل ( آخَذَهُ مُؤاخَذَةً ، وآكَلَهُ مُؤاكلةً ) ، فيجري عليها الحُكمُ نفسُه



ثانياً:

إذا وقعَ بعدَ الهمزة المتوسطة المرسومة على ألف ألفٌ ثانيةٌ حُذفت الثانيةُ ووُضعت مدّةٌ على الأولى ، مثل :( السّآمة – المآقي – الظّمآن ) فأصلُها ( السّأامة – المأاقي – الظّمأان )

ثالثاً:

كذلك الأمرُ في الهمزة المتطرّفة المرسومة على ألف في الأسماء ، مثل : ( النبأ – الملجأ ) فإذا ثُنّيتْ بالألف والنون في حالـة الرفـع حُذفـت الألـف الثانيـةُ ووُضـعت مَدّةٌ على الهمزة المتطرّفـــة ( النبآن – الملجآن ) ، لأنه لا تجتمع ألفان متتاليتان إلا إذا كانت الثانيةُ ضميراً ، مثل : ( بدأا – يبدأان – ابدأا ) ، فالألف هنا ضمير الفاعل ، والفاعلُ أشدّ لًُصوقاً بالفعل من غيره ، فلا يُستغنى عنه
أمّا إذا وقعت الألف بعدَ همزة متوسّطة أو متطرّفة غير مرسومتين على ألف فليس هناك موضع للمدّ ،كأن تكون الألف بعدَ همزة مرسومةٍ على السطر ( قِراءات – مخبوءان – غِطاءان ) أو على النبْرة ( مُبتدِئان – بطيئان ) ، أو على الواو ( يُؤاخذ – لُؤلُؤان )


يتبع بإذن الله

مصطفى حمزة
02-04-2013, 06:16 PM
قواعدُ الإملاء - إعداد وتنسيق
-6 -

* اللامُ القمريّة واللامُ الشّمسيّة *
===================
اللام الشمسيّة واللامُ القمريّة هما الحرفُ الثاني من ( ال ) التعريف ، ولهذه اللام شأنٌ في النُطق ، فهي تظهرُ إذا باشرت بعضَ الحروف ( كالقمر – والحرّيّة – والعُروبة – والوطن )
أو تنقلب حرفًا من جنس الحرف الذي تُباشره فتُلفظان حرفًا مُشدّدًا ، ( كالشّمس – والضّحى – والصّباح – والظّهر ) 0 والظاهرةُ في النطق تُسمّى ( قمريّة ) ، والمُدغَمَة بالحرف الذي يليها تُسمّى ( شمسيّة )
- واللامُ القمريّةُ : يجـبُ إظهارُها قبلَ أربعةَ عشـرَ حرفاً ، هي على تسلسـلِ حـروفِ الهجـاءِ : ( أ- ب – ج – ح – خ – ع – غ – ف – ق – ك – م – هـ - و – ي )
- واللامُ الشمسيّة : يجبُ إدغامُها بالحرف الذي يليها إذا كانَ واحداً من أربعة عشرَ حرفاً ، هي على تسلسل الحروف الهجائيّة : ( ت – ث – د – ذ – ر – ز – س – ش – ص – ض – ط – ظ – ل – ن )
* القاعدة الإملائيّة * تُرسَـمُ هـذه اللامُ فـي الكتابـةِ سَـواءً أكانـت شـمسيّة أم قمريّـة ، مثــل : ( الشّتاء – الخَريف )


يتبع بإذن الله

مصطفى حمزة
03-04-2013, 11:18 PM
قواعدُ الإملاء - إعداد وتنسيق
-7-
* عَلاماتُ التّرقيم *
===============
الكلامُ ينقسمُ إلى فقرات ، والفقرةُ تنقسمُ إلى جُمل ، ولا ريبَ أنّ عَلامات الترقيم التي تُوضَع في أوائلِ الجملِ وأواخرِها هي التي تسكب الروح على النصّ حينَ يقرؤه القارئُ . وأنتَ حينَ تضع علاماتِ الترقيمِ في النصّ الذي تكتبه تُساعدُ القارئ في فهمِ ما قرأتَ في سُرعة .
والنصّ الخالي من علاماتِ الترقيمِ نصٌ أبكمُ أصمّ ، وقد يحمل القارئَ على إعادته مرّتين لفهمِ مُحتواه ، أمّا النصّ المُحلّى بعلاماتِ الترقيمِ فهو نصّ ناطِقٌ مُبين ؛ يُظهرُ لكَ ما فيهِ فكرةً فكرةً ويضعُ إصبعَكَ على ما فيه من عاطفةٍ وتنوُّعٍ في الأساليبِ . وعلاماتُ الترقيم هي :
1– النقطة ( . ) : توضع للدلالةِ على تمامِ المعنى ، وهي تكونُ حتماً في نهايةِ الفقرة ، وقد تكون في أثنائها بينَ جملتين إذا انقطعَ اتّصالُ المعنى بينهما انقطاعاً تامّاً .
2- الفاصلة ( ، ) : توضــع بيـنَ جملتيـن اتّصـلتا بالمعنـى اتّصـالاً تامّـاً وتشـابهتا في التركيب نحو : ( الربيعُ جميلٌ ، وأزهاره فوّاحة ، وطيوره مُغرّدة ) ، ونحو : ( أقبلَ المُزارعُ إلى حقله ، وأقبلَ معه أولادُهُ )
3- الفاصلة المنقوطة ( ؛ ) : توضع بين جملتين لم ينقطع المعنى بينهما انقطاعاً تامّاً ؛ لكنّه متّصلٌ إلى حدٍّ ما ، فهي توضَعُ في مكانٍ يتذبذبُ بينَ النقطة والفاصلة ، نحو : ( الصّعودُ إلى الكواكبِ مفيدٌ ؛ وهو الذي يُعرّفنا أسرارَ الكون ) .
4- النقطتان ( : ) وتوضعان بعد :
- القول ، نحو : ( قالَ سعيد : سأذهبُ غداً ) .
- الشرح والتفسير ، نحو : ( الجملةُ قسمان : اسميّة وفعليّة ، والكلمة ثلاثة أقسام : اسم وفعل وحرف ) ، ونحو : ( اشتريتُ أشياءَ كثيرةً : كتباً ودفاترَ وأقلاماً ) .
5- علامة التعجّب ( ! ) : توضَع في آخر كلّ جملةٍ تُعبّر عن عاطفةٍ عارمةٍ :
- كالتعجّب ، نحو : ( ما أجملَ الوفاءَ ! ) ( أكرِمْ بالفضيلةِ ! ) ( للهِ دَرُّهُ فارساً ! ) ( يا لَهُ بطلاً ! ) .
- والنداء ، نحو : ( يا خيرَ الناسِ ! ) .
- والدّهشة ، نحو : ( لغةُ الضّادِ تمثّل العقلَ لعربيَّ الذكيَّ ! ) .
- والاستحسان ، نحو : ( أيّها الطالبُ بوركَ فيكَ ! )
- والاستخفاف ، نحو : ( كانَ عهدي بكَ ألاّ تكونَ جباناً ! )
6- علامة الاستفهام ( ؟ ) : توضَع بعدَ الجملة الاستفهاميّة ، نحو : ( مَنْ جاءَ ؟ )
7- علامة الاكتفاء ( ..... ) : توضع لبيان أنّ الحديثَ له تتمّةٌ ، نحو:( اجتهدْ وإلاّ ...... ) ونحو : ( الأقطارُ العربيّةُ هي : السعوديّة ، والسعوديّة ، وليبيا ، و..... ) .
8- المزدوجتان ( " " ) : نضع بينهما ما ننقله من :
أ- آية كريمة ،نحو: قال تعالى :" وأنْ ليسَ للإنسانِ إلاّ ما سعى"، أو حديثٍ شريفٍ ، نحو : قالَ الرسولُ الأعظمُ :" الصبرُ عندَ الصّدمةِ الأولى "، أو نصّ من النصوص ، نحو : قيلَ : " أبو تمّام مَدّاحة نوّاحة "
ب- وبعدَ القولِ أو ما أشبهه ، نحو : قال : " لن أتهاون بعدَ اليوم " . و : صـاحَ الطفلُ : " أدركوني فقد أشرفتُ على الغرق ! " .
9- الهلالان ( ) : يُستعملان للإحاطة بكلمة أو تركيب أو جملة ليست من جوهرِ الكلام لكنها تُعينُ على التوضيح والتفسير ، نحو : " ألفاظ العقودِ ( مِنْ عشرين إلى تسعين ) مُلحَقَةٌ بجمعِ المذكّر السالم " ، و" الهنودُ الحُمرُ ( سُكّانُ أمريكا الأصليون ) أصبحوا قلّةً قليلةً "
10 – الخطّ ( ـــ ) يوضَعُ :
أ- قبلَ الجملة المُعتَرِضَة وبعدَها ، نحو : ( الحِلمُ – وفّقك الله – خُلُقٌ نبيلٌ )
ب- للدلالة على تغيّر المتكلّم في المُحادثة ؛ وحينئذٍ يبدأ بسطرٍ جديدٍ :
ــ كيفَ أصبحتَ ؟
ــ بخيرٍ ، وللهِ الحمدُ .

تم

وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين

مصطفى حمزة
09-04-2013, 09:58 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
البديع
البديع : هو علمٌ يُعنى بتزيين الألفاظ أو المعاني بأنواع من الجمال اللفظي أو المعنوي ، ويُسمى هذا العلم بعلم البديع . ويشتمل على محسّناتٍ لفظيّة ، ومحسّنات معنويّة .
- من المحسّنات اللفظيّة :
أ- الجناس : وهو تشابه اللفظين في النطق ، مع اختلافهما في المعنى ، وهو قسمان : جناس تام ، وجناس ناقص . فالتام هو ما اتفق فيه اللفظان في نوع الحروف ، وعددها ، وترتيبها وتشكليها . والناقص هو ما اختلّ فيه واحد من الأربعة السابقة .
- من الجناس التام : قوله تعالى : ( ويومَ تقوم الساعة يُقسم المجرمون ما لبثوا غيرَ ساعة ) فالساعة الأولى يوم القيامة ، والساعة الثانية هي الوقت . ومنه قول الشاعر :
وسمّيتُهُ يحيى لِيَحيا فلمْ يكن * إلى ردّ أمر الله فيه سبيل ( الجناس بين يحيى ويحيا )
- ومن الجناس الناقص : قوله تعالى : ( وهم يَنْهَوْنَ عنه ويَنْأونَ عنه ) الجناس بين ينهون وينأون. وقول أبي تمام :
بيضُ الصفائح لا سودُ الصحائفِ في * متونهنّ جلاءُ الشكّ والريَبِ ( الجناس بين صفائح وصحائف )
ب – السّجع : وهو توافق فواصل الفقرات في الحرف الأخير .
- مثال : ( الحرّ إذا وعدَ وفى ، وإذا أعانَ كفى ، وإذا ملكَ عفا ) و ( الطعنُ في الصدور ، أكرمُ منه في الأعجاز والظهور ) .
- المحسنات المعنويّة :
وهي التي يكون التحسين فيها راجعًا إلى المعنى ، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين اللفظ أيضًا والمحسّنات المعنوية كثيرة ، من أشهرها :
أ- الطباق ( أو المطابقة ) : هو الجمع بين الشيء وضده في الكلام ، مثل قوله تعالى ﴿ وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود ﴾ الطباق بين أيقاظ و رقود
ب - المقابلة : وهو تضاد أكثر من لفظين في الجملة ، مثل قولـه تعـالى : ﴿ فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيرًا ﴾ المقابلة بين يضحكوا ويبكوا ، و قليلاً و كثيراً
ج- التورية : هي أن يُذكر لفظٌ له معنيان ؛ أحدهما قريب ظاهر غير مراد ، والثاني بعيد خفي هو المراد كقول الشاعر :
أبيات شعرك كالقصو * ر ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظهـا * حُرّ ومعناها رقـيـق
ففي البيت الأول التورية في كلمة ( قُصور ) المعنى القريب جمع قصر أي المبنى الكبير ، والمعنى البعيد المُراد هو القصور من العجز ، أو عدم القدرة .
وفي البيت الثاني التورية في كلمة ( رقيق ) المعنى القريب العبد ( ضد الحر ) والمعنى البعيد المُراد هو الرقيق ، من الرقّة .
-----------------------------------------------------------------------------------------

تدريبات
أولاً - استخرج كل طباق أو مقابلة مما يأتي :
- (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) .
- (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) .
- (فَلِيَضْحَكوا قَليلاً وَلِيَبْكوا كَثيراً) .
- ( تَحْسَبُهُم جَميعاً وقُلوبُهُمْ شَتَّى) .
- (إن الأرواح جنودٌ مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف) .
- (حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمكارِهِ والنَّارُ بِالشَّهوات) .
- (النَّاسُ نِيام فإذا ماتوا انتَبَهوا) .
- (كفى بالسَّلامَة داءً) .
- (إنَّ اللهَ يُبْغِضُ البَخيلَ في حَياتِهِ والسَّخيَّ بَعْدَ موته) .
- استخرج كل طباق أو مقابلة مما يأتي :
- (جُبِلَتْ القُلوبُ على حُبِّ من أحْسَنَ إلَيها وبُغْضِ من أساءَ إلَيها) .
- (احذَروا من لا يُرْجى خَيْرُهُ ولا يؤْمَنُ شَرُّهُ) .
- ( شيَّع الناسُ بالأمسِ عاماً ، قالوا إنهُ نهايةُ الحربِ ، واستقبلوا اليومَ عامًا يقولون إنهُ بدايةُ السَّلْمِ , وما كانتْ تلك الحربُ التي حسِبوها انتهت ، ولا هذه السلمُ التي زعموها ابتدأتْ إلاّ ظُلْمةً أعقبَها عمَى ، وإلاّ ظلمًا سَيَعْقُبُهُ دمارٌ ) .
- (أُلامُ لِما أُبدي عليكَ من الأسَى * وإنِّي لأُخفي منكَ أضعافَ ما أُبدي ) .
- ( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) .
- ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) .
- ( فَلاَ الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبلٌ * ولاَ الْبُخْلُ يُبْقي الْمَالَ وَالْجّدُّ مُدْبِرُ ) .
- ( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * ولا الظُّلُمَاتُ ولا النُّورُ * ولا الظِّلُّ ولا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ ولا الأمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) .
ثانياً - ميّز الجناس فيما يلي ، وبيّن نوعه :
- قال تعالى: ( فأمّا اليتيم فلا تقهر، وأمّا السائل فلا تنهر).
- قال تعالى: على لسان هارون يخاطب موسى (عليهما السلام): ( خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل).
- فَهِمْتُ كتابك يا سيّدي * فَهُِمْتُُ ولا عجب أن أهيما.
- لهنَّ في السير جَرْي السَّيل وإلى الخير جَرْي الخيل
- هلاّ نَهاك نُهاك عن لوم امرئ * لَمْ يُلْفَ غَيْرَ مُنَعَّمٍ بِشَقَاءِ
ثالثاً – عيّن كلمة التورية فيما يلي ، واشرحها :
- قال الابن لأبيه سأذاكر يا أبي الامتحان .فأجابه : يا بني " إن الليمون لا يباع بعد العصر"
- قال حافظ إبراهيم في مداعبة شوقي :
" يقولون : إن الشوق نارٌ ولوعة *فما بال شوقي اليومَ أصبح باردا ؟ !"
- أقول وقد شبُّوا إلى الحرب غارة * دَعُوني فإني آكل العيشَ بالجُبْن"
- وما الشعر إلا روضة راق حسنها * ولاسيما إن كان قد وقع النَّدى"
- "قالوا اتخذ لك خادما فأجبتهم * أنّى يكون لناظم الشعر الرقيق؟
قالوا التْمس لك طيب عيش قلت:لا* يُرجى لربِّ اللفظ والمعنى الدقيق"


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
10-04-2013, 10:58 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 2 –
مراعاة النظير
* مراعاة النظير: وتسمّى بالتوافق والائتلاف والتناسب أيضاً وهو: الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة، كقوله تعالى: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) . فإنّ معنى ( اشتروا ) هنا ( اختاروا ) لكن مجيء معنى الاشتراء صبغ العبارة كلها بصبغته ، ومن ثم جاء بعد ذلك حديث الربح والتجارة ، مراعاةً للنظير (( الاشتراء ))
* ويُلحَق بمراعاة النظير :
1- ما بني على المناسبة في (المعنى) : وذلك بأن يختم الكلام بما بدأ به من حيث المعنى، كقوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير)(9). فاللطيف يناسب عدم إدراك الأبصار، والخبير يناسب إدراكه للأبصار.
2- ما بني على المناسبة في (اللفظ) : وذلك بأن يؤتى بلفظ يناسب معناهُ أحدَ الطرفين ولفظه الطرفَ الآخر، كقوله تعالى: (الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان) . فلفظ النجم يناسب الشمس والقمر، ومعناه - وهو النبات الذي لا ساق له ـ يناسب الشجر.

-----------------------------------
الإرصاد
ويسميه بعضهم ( التسهيم ) ، والإرصاد – لغة - نصب الرقيب في الطريق . والتسهيم جعل البُرْد ذا خطوط مستوية كأنها السهام . أما في البلاغة ، فالإرصاد هو : أن يجعل قبل الفاصلة ( في فقرة النثر ) ، أو القافية ( في الشعر ) ما يدل عليها إذا عرف الروي.
* أمثلة لهذا المحسن البديعي:
أ*- من الإرصاد في الفقرة قوله تعالى : ( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ) فالسامع ، بعد الوقوف على قوله تعالى : ( وهل نجازي ) وبعد الاطلاع على ما تقدم ، سيعرف أن الفاصلة هي ( الكفور) .
تدريب أول: وضّح الإرصادَ في قوله تعالى: ( وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )
ب*- ومن الإرصاد في البيت قول زهير :
سَئِمتُ تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حَوْلاً لا أبا لك يَسْأَمِ
فإن السامع ، إذا وقف على قوله: (ومن يعش )، بعد الإحاطة بما تقدم ، سيعرف لا محالة أن القافية هي ( يسأم ).

تدريب ثانٍ: وضّح الإرصاد في قول الشاعر البحتري :
أبكيكما دمعا ولو أنّي على * قَدْرِ الجوى أبكي بكيتُكُما دَمَا


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
11-04-2013, 06:53 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 3 –
المشاكلة
- المُشاكلة ( أي المُشابهة ) :هي من فنون البديع المعنوية ، وهي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لا يصح إطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وإنما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له . كقوله تعالى: ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة ( أي لمشابهة كلمة نفسي الواردة سابقاً في السياق ) .
- ومنه قول عمرو بن كلثوم : ألا لا يجهلن أحد علينا* فنجهلَ فوق جهل الجاهلينا
عبر الشاعر بقوله ( نجهل ) عن جزاء الجهل عليهم ؛ فشاكلَ بينَ قوله ( نجهل ) و ( نجهل ) الأولى الواردة في السياق .
* تدريب : وضّح المُشاكلة فيما يلي :
1- قالَ تعالى : (( وجزاء سيئة سيئة مثلها ))
2- قال تعالى (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ))
3- من الطُرف : (( دخل دمشق أعرابي كان جائعاً فرأى حانوتاً فيه حلوى , وجفنة أرز متوج باللحم والشحم و الأفاويه واللوز والفستق وغير ذلك من المقبلات والمشهيات , فظنه داراً للضيافة , فدخله مُسلماً وعرف الطباخ الذكي قصده , وأراد مداعبته فقال له :
ألا أسقيك ماءً مثلجا ؟ فرد عليه الأعرابي : بل اسقني رزاً متوجاً , وكنافة وكربجاً ) !


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
13-04-2013, 10:52 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 4 –
المُزاوجة
- المزاوجة : وهي ( لغةً ) الاقتران بين شيئين . أمّا في الاصطلاح البلاغيّ فتعني :أن تُزاوج بين معنيين في الشرط والجزاء بأن ترتب على كل منهما معنىً هو الذي رُتِّب على الآخر.
- مثال أول . قال البحتري :
إذا مانهى النَّاهي فلَجَّ بيَ الهوى * أَصَاخَتْ إلى الواشي فلجَّ بها الهَجْرُ
أي : إذا دعاني العاذل إلى ترك حبها ، فازداد حبي لها استَمَعتْ هي إلى النمّام فازدادَ هجرها لي
فقد زاوج بين نهي الناهي ( فعل الشرط نهى ) وإصاختها إلى الواشي ( جواب الشرط أصاختْ ) في أنْ رتّب على الثّاني المعنى الذي رتبه على الأول (( اللّجاج : لجّ بي الهوى ، لجّ بها الهجرُ )).
- مثال ثانٍ . قال الشاعر :
إذا احْتَرَبَتْ يوماً ففاضَتْ دٍماؤُها * تذكَّرتِ القُرْبى ففاضتْ دموعُها
زاوجَ بين الاحتِراب وتذكُّر القربى في الشرط والجزاء بترتيب ( الفَيْض ) عليهما.
* تدريب : وضّح المزاوجة في قول الشاعر:
إذا ما بَدَتْ فازدادَ منها جمالُها * نَظَرْتُ لها فازددَ مِنّي غرامُها


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
14-04-2013, 09:34 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 5 –
العكس المعنوي
العكس المعنويّ ( ويُسمّى أيضاً التبديل ) : هو أن يُؤْتَى بأجزاءِ تالي الكلامِ على عكس ما جاء في أجزاء مُقدَّمِه. أو هو أن تقدّم في الكلام جزءاً و تؤخّر جزءاً آخر ثم تعكس فتؤخّر ما قدّمت و تقدّم ما أخّرت، وله أشكال :

مثال 1 : كلام الأمير أميرُ الكلام.
مثال 2 : قال تعالى : ( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ، وَ يُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ ) .
مثال 3: إنّهم أشباحٌ بلا أرواح و أرواحًٌ بلا أشباح ؟! .
مثال 4 : قال تعالى : ( لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَ لا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) .
تدريب : وضّح العكس ( أو التبديل ) فيما يلي :
- قال الشاعر :
طوْيتُ بإحراز الفنون و نيلها *رداءَ شبابي ، والجنونُ فنونُ
فلما تعاطيت الفنونَ و حظّها* تبيّن لي أنّ الفنونَ جنونُ
- وقالَ آخر :
فلا مجد في الدّنيا لمن قلّ ماله * و لا مال في الدّنيا لمن قلّ مجْدُه
- وقال آخر :
قد يجمع المال غير آكله *و يأكل المال غير من جمعه
و يقطع الثّوب غير لابسه *و يلبس الثّوب غير من قطعه


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
16-04-2013, 06:38 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 6 –
الرّجوعُ
الرجوع : هو العَوْدُ على الكلام السابق بنقضه وإبطاله لإحداث نكتة معنويّة .
كقول الشاعر : ومالي انتصار إن عدا الدهر جائرا* عليّ ، بلى إن كان من عندك النصر
فالشاعر بعد أن قرر أنّه لا انتصارَ له أمام الدهر العادي الجائر ؛ رجع وعدَلَ عن قراره فقال : بلى إن كانَ من عندكَ النصرُ . وهذا ليسَ رجوعاً عن الخطأ ، بل نوعٌ من البديع لتزيين المعنى
مثال آخر . يقول الشاعر : أليسَ قليلاً نظرةٌ إن نظرتها؟*إليكِ، ولكنْ ليسَ منكِ قليلُ
تدريب : وضّح الرجوع في قول زهير :

قف بالدّيار التي لم يعفها القدم * بلى وغيّرها الأرواح والدّيم

يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
19-04-2013, 04:48 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 7 –
الإبهام

الإبهام ( ويُسمّى أيضاً " مُحتمل الضدّيْن " و " التوجيه " ) : هو هو كلامٌ يحتمل معنييْن متضادّيْن .
- مثال 1 : قول بشّار بن بُرد في خيّاط أعور:
خاط لي عمرو قباء * ليت عينيه سواء ( قباء بفتح القاف : ثوب )
قلتُ شِعراً ليس يدري*أمديح أم هجاء
والمعنيان المحتملان المتضادّان في البيتين : أن تتساوى عيناه في العمى ، وأن تتساوى عيناه في الإبصار .
- مثال 2 : قول عبد الملك بن مروان لمن ذكر عنده عمرَ بنَ الخطاب: ( اقصر من ذكره فهو طعن على الأئمة وحسرة على الأمة ) .
والمعنيان المحتملان المتضادان في العبارة : الذمّ ، وهو أن ذكره وعَدّه من الأئمة هو طعن عليهم بمشاركته لهم في الإمامة ، وحسرة على الأمة المأمورين بمتابعته. والمدح ، وهو أن كل من قاس سيرة أمراء الزمان بسيرته طعن عليهم، وكل من فكر ونظر فيما كان عليه من التقشّف وترك الدنيا، تحسر على ما فات من الأمة .
تدريب : بيّن الإبهام في قولُ صفيّ الدّين الحلّيّ :

ليت المنية حالت دون نصحكِ لي * فيستريحَ كلانا من أذى التهم

يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
21-04-2013, 08:35 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 8 –
الاستخدام
الاستخدام ، وهو: أن يكون للكلمة معنيان نحتاج إليهما .
مثال 1 : قال اللَّه تعالى : ( لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارى‏ حَتّى‏ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى‏ تَغْتَسِلُوا ) ، فـ ( الصلاة ) هنا تحتمل أن تكون : فعلَ الصلاة ، و موضعَ الصلاة ، وقوله سبحانه : ( إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ ) دلّ على أنّه أراد موضع الصلاة . وقوله تعالى : ( حَتّى‏ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) دلّ على أنّه فعل الصلاة .
مثال2 : قول العرب : إذا نزلَ السماءُ بِأَرضِ قومٍ‏ * رَعَيْناهُ وإِنْ كانُوا غِضاباً
فـ (السماء) تحتمل معنيين : المطرَ ، والنباتَ،واستخدم المعنيين بقوله:( إذا نزل السماء ) يعني المطر ، و ( رعيناه ) يعني النبات .
تدريب : بيّن الاستخدام في قول أبي تمّام :
وإذا مشتْ تركتْ بصدركَ ضِعْفَ * ما بِحُليّها من شدّةِ الوَسواسِ


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
22-04-2013, 10:35 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
-9-
اللفُّ والنشُر
اللف والنشر هو: أن يُؤتى في الكلام أولاً بمتعدّد ( وهذا هو اللفّ ) ثمّ يُؤتى بعده بألفاظ على عدد ما تقدّم ؛ كل لفظ يعود على لفظ سابق ( وهذا هو النشرُ )
مثال 1 : ( طلعت الشمس وبزغ القمر، نهاراً وليلاً ) . فقولنا:( طلعت الشمس وبزغ القمر) لفّ ، وقولنا : نهاراً ( تعود للشمس) ، و ليلاً ( تعود للقمر ) نشر
مثال2 : ( عَمَّ السَّحَابُ والسَّيْلُ ، السّماءَ والواديَ ) . قولنا : ( السحابُ والسيلُ ) لفّ ، وقولنـا ( السماءَ والوادي ) نشر .
تدريب : وضّح اللفّ والنشرَ فيما يلي :
* قوله تعالى : ( وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .
* قول الشاعر : فِعْلُ الْمُدَامِ ولَوْنُهَا وَمَذَاقُهَا * فِي مُقْلَتَيْهِ وَوَجْنَتَيْهِ وَرِيقِهِ
الْمُدام ( بضمّ الميم ) : الخمر .


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
26-04-2013, 04:21 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 10-
الجَمْعُ
الجمعُ: وهو أن يجمع المتكلّم بين أمرين أو أكثر في حكم واحد .
مثال 1- قوله تعالى : (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فقد جمع المالَ والبنينَ في حكم واحد ( زينة الحياة الدنيا ) .
مثال2- قوله تعالى :( إنَّما الخمرُ والميسرُ ولأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه) ، فقد جمع الخمرَ والميسرَ والأنصابَ والأزلامَ في حكم واحد ( رجسٌ من عمل الشيطان ) .
تدريب : وضّح الجمعَ في بيت أبي العتاهية :
إنّ الشبابَ والفراغ والجدهْ * مفسدة للـمرء أيَّ مــفسدهْ
الجمع مع التفريق : هو أن يجمع بين شيئين في حكم واحد، ثمّ يفرّق بينهما في ذلك الحكم .
مثال 1- قوله تعالى : ( وجعلنا الليل والنهار آيتين ، فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) ، فقد جمع بين الليل والنهار في حكم أنهما آيتان ، ثم فرّق بينهما في أنّه سبحانه محا آية الليل ، وجعل آية النهار مُبصرة .
مثال2- قول البحتري :
ولمّا التقينا والنقا موعدٌ لنا * تعجّب رائي الدّرّ حسنا ولاقطهْ
فمن لؤلؤ تجلوه عند ابتسامها* ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطهْ
النقا : اسم مكان . جمع الشاعرُ بينَ الدّرّ الذي يُرى والدرّ الذي يُلتَقَط في أنّه يدعو إلى التعجّب ثمّ فرّقَ بينهما في أنهما دُرّ يظهر من أسنانها ، ودرّ يُسمع من حديثها .
تدريب : وضّح الجمع مع التفريق في قوله تعالى : (خلقتني من نار وخلقته من طين) .
- الجمع مع التقسيم : أن يجمع بين شيئين أو أكثر تحت حكم واحد، ثمّ يقسم ما جمع
مثال – قول المتنبي :
حَتَّى أَقَامَ عَلَى أَرْبَاضِ خَرْشَنَةٍ * تَشْقٰى بِهِ الرُّوْمُ وَالصَّلْبَانُ وَالْبَيْعُ
لِلرِّقِ مَا نَسَلُوْا وَالْقَتْلِ مَا الَدُوْا*وَالنَّهْبِ مَا جَمَعُوْا وَالنَّارِ مَا زَرَعُوْا
تدريب – وضّح الجمع مع التقسيم في قوله تعالى : ( اَللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِيْنَ مَوْتِهَا والتي لَمْ تَمُتْ في مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ التي قَضَىٰ عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرٰى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًى )


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
28-04-2013, 06:52 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 11-
المُبالغة
المبالغة عند علماء البلاغة : هي فرع من فروع التحسين المعنويّ في علم البديع ، وهي الزيادة في الوصف على الحد الطبيعي المألوف . وعرّفها قُدامة بن جعفر فقال : ( هي أن يذكر المتكلم حالا من الأحوال ، لو وقف عندها لأجزأت ( أي لكفاه ذلك ) ، فلا يقف حتى يزيدَ في معنى ما ذكره ليكون أبلغ من معنى قصده ) . وعرّفها ابنُ رشيق بقوله : (المبالغة بلوغ الشاعر أقصى ما يمكن في وصف الشيء ) .
مثال 1 – قول الشاعر :
ونُكْرِمُ جارنا مادام فينا * ونتبعه الكرامةَ حيثُ مالا
فالشاعر لم يكتف بمعنى أنهم يُكرمون الجار ما دام فيهم ، بل زاد فيه أنّ إكرامهم له يتبعه إلى حيث يذهب !
مثال 2 - قول الشاعر :
أقسمت أنساها وأترك ذكراها* حتى تغيب فى التراب عظامي.
فالشاعر هنا يبالغ في مدة نسيانة لمحبوبته .
مثال 3- قول الشاعر :
كفى بجسمى نحولاً أنني رجلٌ *لولا مُخاطبتي إيّاك لم ترني .
المبالغة هنا في وصف نحول جسمه .
تدريب : وضّح المبالغة في قول المتنبي :
كأنّي هلال الشك لولا تأوّهي* خُفيت فلم تُهد العيونُ لرؤيتي


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
29-04-2013, 09:44 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 12-
المذهبُ الكلاميّ

المذهب الكلاميّ : وهو أن يأتي المتكلم لمن يُخاطبه بدليل منطقيّ على طريقة أهل الكلام ؛ يُسلّم به هذا المُخاطَب . كقوله تعالى لمُنكر البعث : ( أوليس الذي خلق السماواتِ والأرضَ بقادر على أن يخلق مثلهم ؟ ) فمُنكر البعث يُسلّم أنّ إعادة الموتى أهون من خلق السماوات و الأرض، ولذا جعله تعالى دليلاً على البعث .
مثال آخر - قوله تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) فمن يُنكر الوحدانيّة يُسلّم بأن السماوات والأرض لم تفسدا ( والفساد يكون من تعدّد الآلهة )، إذن ليس في الكون إلاّ إلهٌ واحدٌ .
تدريب : وضّح المذهبَ الكلاميّ في قوله تعالى : ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجملُ في سُمّ الخياط ) .


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
30-04-2013, 06:42 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 13-
حُسْنُ التعليل

حُسنُ التَّعْلِيل هو: ( أنْ يُنْكِرَ الأَديبُ صَرَاحَةً أوْ ضِمْناً عِلَّةَ الشَّيْءِ الْمَعْرُوفَةَ، وَيَأْتي بعلَّةٍ أَدَبيَّةٍ طَريفَةٍ تُنَاسِبُ الغَرَضَ الَّذِي يَقْصِدُ إِلَيْهِ ) .
مثال 1- قول المعري في الرثاء :
وَمَا كُلْفَةُ الْبَدْر الْمُنِيرِ قَدِيمَةً * وَلَكِنَّهَا فِي وَجْههِ أَثَرُ اللَّطم
يقول أبو العلاء : إَنّ كلفةَ البدر - وهي ما يظهر على وجهه من كدْرة - ليست ناشئة عن سبب طبيعي، وإِنما هي حادثة من اللطم على فراق المرثي .
مثال2- قول ابن الروميِّ :
أَما ذُكاءُ فَلمْ تَصْفَرَّ إذْ جَنَحَتْ … …إلا لِفُرْقَةِ ذَاكَ الْمَنْظَر الْحَسَن
يرى ابن الرومي أن ذُكاء ( الشمس ) لم تَصفَرَّ عند الجنوح إلى المغيب للسبب الكوني المعروف عند العلماء، ولكنها اصفرت مخافة أن تفارق وجه الممدوح .
تدريب : وضحْ حُسْنَ التعليل في الأَبيات الآتية :
- ما زُلزلَتْ مِصْرُ مِن كَيْدٍ يُرادُ بِها * وإنما رقَصتْ منْ عِدْلِهِ طَربا
- َأرَى بَدْرَ السَّماءِ يلوحُ حيناً* ويبدُو ثمَّ يلتحِفُ السَّحَابَا
وذاكَ لأنَّه لمَّا تبدَّى * وأَبصرَ وجهكَ اسْتَحْيا وغابَا
- لاَ يطْلُع البدْرُ إِلاَّ مِنْ تَشَوُّقِهِ *إليك حتَى يوافي وجْهَكَ النضرا


يتبع إن شاء اللهُ

مصطفى حمزة
03-05-2013, 08:38 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 14-
التفريــعُ

عن " خزانة الأدب وغاية الأرب " لتقيّ الدين الحَمَويّ – بتصرّف :
التفريعُ : وهو أن يُصَدّرَ الشاعرُ أو المتكلمُ كلامَه باسم مَنفي ( بما خاصة ) ثم يصف ذلك الاسم المنفي بأحسن أوصافه المناسبة للمقام إمّا في الحُسْن وإمّا في القبح ثم يجعله أصلاً يُفرّع منه جملة من جارّ ومجرور متعلقة به ..
مثال 1 – قول الشاعر :
ما روضة من رياض الحسن معشبة * غنّاءُ جادَ عليها مُسبلٌ هَطِلُ
يُضاحِكُ الزهرَ منها كوكبٌ شَرِقٌ * مُؤزّرٌ بعميم النبْتِ مُكْتهلُ
يوماً بأطيبَ مِنها طيبَ رائحةٍ * ولا بأحْسَنَ مِنها إذ دنا الأصلُ
مثال 2- قول الشاعر :
ما ربْعُ مَيّة معموراً يَطيفُ به * غيلانُ أبهى رُبًا مِنْ رَبْعِها الخَرِبِ ( أمّ غَيْلان : شجر السَّمُر )
ولا الخُدودُ وإنْ أدْمِينَ مِنْ خَجَلٍ * أشهى إلى ناظري مِنْ خَدّها التَرِبِ
تدريب – وضّح التفريعَ فيما يلي :
وما وَجْدُ أعرابية بانَ دارُها * وحنّتْ إلى بانِ الحِجاز و رَندِهِ
إذا أنستْ رَكْبًا تكفلَ شوقها * بنار قراه والدموعُ بوَرْدِه
وإن أوقدوا المصباح ظنوه بارقًا*يحيي فهشّتْ لِلسلام وَرَدّهِ
بأعظمَ مِنْ وَجْدي بموسى وإنّما*يرى أنني أذنبت ذنبًا لِوُدّهِ


يتبع إن شاء اللهُ

مصطفى حمزة
05-05-2013, 09:24 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 15-
تأكيدُ المدحِ بما يُشْبِهُ الذَّم
وهو أن يأتي المتكلّمُ بمدح ثم باستثناء يوحي للسامع بأنّ المتكلم سيأتي بذمّ ؛ لكنّه يُفاجأ بمدح آخر يؤكد المدحَ الأوّل .
وأمثلته كثيرة ، منها :
1- قوله تعالى : ( لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلا سلاماً سلاماً ) فالمدح أنّهم لا يسمعون في الجنّة لغواً ولا تأثيماً ، ثم استثنى حتى ظنّ السامع أنّ هناك شيئاً يشوب عدم سماع اللغو والتأثيم ، فإذا بالمُستثنى ( سلاماً سلاماً ) الذي هو ضد اللغو والتأثيم فكان ذلك تأكيداً لانتفاء اللغو والتأثيم .
2- قول ابن الروميّ : ليسَ به عيبٌ سِوَى أَنَّهُ* لا تَقَعُ العَيْنُ على شبههِ
( صدَّر ابن الرومي كلامه بنفي العيب عامة عن ممدوحه، ثم أتى بعد ذلك بأَداة استثناء هي "سوى" فسبق إلى وهم السامع أَن هناك عيباً في الممدوح، وأَن ابن الرمي سيكون جريئاً في مصارحته به، ولكن السامع لم يلبث أَن وجد بعد أَداة الاستثناء صفةَ مدح، فراعه هذا الأسلوب، ووجد أن ابن الرومي خدعه فلم يذكر عيباً، بل أكّد المدح الأول في صورة توهم الذم)
3- قول الشاعر : ولا عَيْبَ في معروفِهمْ غيرَ أنَّهُ * يُبَيِّنُ عَجْزَ الشَّاكرينَ عن الشُّكْرِ
- تدريب: وضّحْ تأكيدَ المدح بما يُشبه الذّمّ فيما يلي :
1- قال - صلى الله عله يسلم - : ( أَنَا أفْصَحُ الْعَرَبِ بَيْدَ أنِّي من قُرَيْشٍ ) .
2- قال النابغة الجَعْدِي :فَتًى كَملَتْ أَخلاقُهُ غيرَ أَنّه * جوادٌ فما يُبقي منَ المالِ باقِيا


يتبع إنْ شاءَ اللهُ

مصطفى حمزة
06-05-2013, 06:59 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 16-

الاستتْباعُ

- وهو أن يذكر المتكلّمُ مدحًا أو ذمًّا، ثم يستتبع به معنًى آخر من جنسه – إن كان مدحاً فمدح وإن كان ذمّاً فذمّ - ، ولا يجوز استتباع المدح بذم ، وعكسه .
مثال 1 – قول الشاعر :
وَظَبْيٍ مِنَ الأَتْرَاكِ نَابَتْ لِحَاظُهُ * وَحَاجِبُهُ عَنْ قَوْسِهِ وَسِهَامِهِ
وَيَبْسِمُ عَنْ دُرٍّ نَضِيدٍ كَأَنَّمَا * تُنَظَّمُ مِنْ مَنْثُورِ دُرِّ كَلامِهِ
( مدح ثغره بابتِسامه عن الدر، ثمَّ استَتْبع مدْحَه بالفصاحة والبلاغة الحاكية للدُّرر لعذوبة منطقه )
مثال 2 – قول المتنبي في مدح سيف الدولة :
نَهَبْتَ مِنَ الأَعْمَارِ مَا لَوْ حَوَيْتَهُ * لَهُنِّئَتِ الدُّنْيَا بِأَنَّكَ خَالِدُ
( مدحه بالشَّجاعة على وجهٍ استَتْبع مدْحَه بكونه سببًا لصلاح الدنيا ونظامها )
- تدريب – بيّن الاستتباعَ فيما يلي :
قال الشاعر مادحاً :
سَمْحُ البديهة ليس يملك لفظه * فكأنما ألفاظه من ماله


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
07-05-2013, 06:38 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 17-

الإدماجُ


الإدماجُ هو : أن يجعل المتكلم الكلام الذي سيق لمعنى من مدح أو غيره متضمناً معنىً آخر .
- مثال 1 : قول المتنبي :أقلب فيه أجفاني كأني * أعدّ به على الدهر الذنوبا
فقد ساق الكلام أصلاً لبيان طول الليل, ثمّ أدمج في ذلك الشكاية من الدهر.
- مثال 2 : قول الشاعر : وليل طويل لم أنم فيه لحظة *أعدّ ذنوبَ الدهرِ وهو مَديدُ
دمج الشاعرُ في البيت بين تعداد ذنوب الدهر ، وطول الليل.
- تدريب : وضّح الإدماجَ فيما يلي :
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدوله * عليّ بأنواعِ الهمومِ ليبتلي


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
09-05-2013, 09:47 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 18-
تجاهلُ العارف

تجاهل العارف: وهو أن يرى المتكلّم نفسه جاهلاً، مع أنه عالم، وذلك لغرض بلاغيّ يُريده المتكلّم .
مثال 1- قول الشاعر : وما أدري ولستُ إخال أدري* أقوم آل حصن أم نســــــــــــاءُ
( القوم في البيت بمعنى رجال ) . الشاعر هنا يتظاهر بالجهل بحقيقة آل حصن ؛ هل هم رجال أم نساء !- مع معرفته بهم - لغرض بلاغيّ وهو المبالغة في الهجاء والتحقير .
مثال 2- قول مجنون ليلى : بالله يا ظبيات القاع قلن لنا * ليلايَ منكن أم ليلى من البشر !
الشاعر هنا يتجاهل أنه يعرف حقيقة ليلى – ومن يعرفها أكثر منه ؟! – لغرض بلاغيّ هو المبالغة في إظهار جمال ليلى .
ملحوظة مهمّة : إذا وقع مثل ذلك في كلام الله سبحانه لا يُسمّى بتجاهل العارف، بل يسمّى حينئذ: إيراد الكلام في صورة الاستفهام لغاية . كقوله تعالى: ( وما تلك بيمينك يا موسى ) . فالغرض هنا بثّ الإيناس في نفس موسى عليه السلام ، وإزالة الرهبة التي يشعر بها .
تدريب : وضّح ( تجاهل العارف ) فيما يلي :
* أهذا وجهُ بشر أم هذا القمر ؟
* هذا بُستانٌ أمْ جنّة ؟!


يتبع إنْ شاءَ الله

مصطفى حمزة
12-05-2013, 05:47 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 19-
القولُ بالموجب

القول بالموجب هو : ( ردّ المتكلم قول المخاطب من فحوى كلامه ، وذلك بأن يعمد إلى لفظ من ألفاظ حديثه، ويحمله على غير ما أراده المخاطب من دون تغيير في اللفظ ) .
أو هو : " هو أن يخاطب المتكلم مخاطبا بكلام فيعمد المخاطب إلى كلمة مفردة من كلام المتكلم فيبني عليها من لفظه ما يوجب عكس معنى المتكلم " .

مثال 1- قوله تعالى : ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون: هو أُذُنٌ. قل: أُذُنُ خير لكم، يؤمن بالله، ويؤمن للمؤمنين، ورحمة الذين آمنوا منكم، والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) الأذن: هو السماع للناس غير المكذب لهم، قالها المنافقون بقصد الإيذاء للرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن الله سبحانه لم ينفها عن نبيه، وإنما حملها بنفس لفظها على غير ما أراده المنافقون. فحملها على حسن الخلق والرحمة للمؤمنين ) .
مثال2- قوله تعالى : ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) " فـ (الأعز) وقعت في كلام المنافقين كناية عن فريقهم و( الأذل) كناية عن فريق المؤمنين ، فأثبت الله – عزّ وجلّ في الرد عليهم صفة العزة لغير فريقهم وهو الله ورسوله " .
تدريب : وضّح القولَ بالموجب في قول الشاعر :
وإخوانٍ حسبتُهمُ دروعاً * فكانوها ولكن للأَعَادي
وخلتُهمُ سهاماً صائباتٍ * فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صَفَتْ منّا قلوبٌ * لقد صدقوا ولكن عن ودادي
وقالوا قد سعينا كل سعي * لقد صدقوا ولكنْ في فسادي


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
13-05-2013, 09:24 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 20-

الاطّراد

( قالوا: من البديع أن يذكر المتكلم آباء من يتحدث عنه متسلسلة على وفق الترتيب الطبيعي الذي هولهم، في سلسلة نسبهم، بدءاً من الجد الأعلى وتنازلاً إلى الأب المباشر، أو بالعكس إذا كان له غرض بذكرهم، وسموا هذا "الاطراد" وهذه التسمية ملائمة للمعنى اللغوي للكلمة فالاطراد في اللغة: التتابع والتسلسل، يقال: اطرد النهر، إذا تتابع جريان مائه، واطرد الكلامُ أو الحديث، إذا جرى مجرى واحداً متسقاً . ) .
مثال1- قوله تعالى في سورة يوسف : " إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون * واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون " .
( بدأ يوسف عليه السلام بذكر جده العالي إبراهيم أولا، لأنه الأول من آبائه الأقربين الذين حملوا الملة التي يدعو صاحبيه في السجن لاتباعها، فذكر بعده ابن إبراهيم المباشر إسحق، فذكر يعقوب بن إسحق، ويعقوب هو الأب المباشر ليوسف عليهم السلام ) .
مثال2- قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين سئل عن أكرم الناس: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم".
تدريب : وضّح الاطّراد فيما يلي :
1- قول الشاعر : إن يقتلوك فقد ثللتَ عروشهم * بعتيبة بن الحارث بن شهاب
2- قول الشاعر : قتلنا بعبد الله خير لداته * ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
14-05-2013, 06:32 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 21-

ردُّ العَجُز على الصّدْر

وهو أن يأتي المتكلّمُ بكلمتين متجانستين ، فيضع الثانية في آخر البيت والأولى قبلَها ( هذا في الشعر ) ، أو يضع الثانية في آخر الفقرة والأولى قبلَها ( هذا في النثر ) .
مثال1- قوله تعالى : "وَتَخْشَى النَّاسَ ، وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ "
مثال2- قوله تعالى : " قَالَ : إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِين " .
مثال3- قول الشاعر : سَرِيعٌ إلى ابْنِ الْعَمِّ يَلْطِمُ وَجْهَهُ * وَلَيْسَ إلى دَاعِي النَّدَى بسَرِيعِ
تدريب : وضّح ردّ العَجُز على الصدر في قول الشاعر :
وَمَنْ كَانَ بِالبِيضِ الكواعِبِ مُغْرَماً * فَما زِلْتُ بِالبِيضِ القَوَاضِبِ مُغْرَمَاَ


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
15-05-2013, 04:32 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق

- 22-

السّجع

السجع هو : توافق الحروف الأخيرة في مواضع الوقف من النثر ، ولا يكون في الشعر .
أمثلة :
- قالوا : ( ما أحسنَ الأسجاع, وما أخفها على الأسماع ! )
- وقالوا: ( الأسجاع من النثر, كالقوافي في الشعر ) .
- وقالوا : (الحُرُّ إذَا وَعَدَ وَفَى، وإِذَا أعَانَ كَفَى، وإِذَا مَلَكَ عَفَا ) .
- قال - صلى الله عليه وسلم - : "اللهمَّ أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، وأعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً".
تدريب : عيّن موضع السجع فيما يلي :
- قال أعرابي ذَهَبَ بابنه السَّيْل: " اللهُمَّ إنْ كنْتَ قَدْ أبْلَيْتَ، فَإنَّكَ طَالَمَا قَدْ عَافَيْتَ " .


يتبع إن شاء اللهُ

مصطفى حمزة
16-05-2013, 08:04 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 23-

التصريع

التصريع هو : اتفاق قافية الشطر الأول من البيت الأول مع قافية القصيدة . نلاحظ أنّ التصريع لا يكون إلاّ في الشعر ، وفي البيت الأول من القصيدة .
مثال 1- قول المتنبي : على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ * وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
انتهى الشطر الأول بحرف الميم ( العزائم ) ، والقصيدة ميميّة ( حرف الرويّ ميم :المكارم )
مثال2- قول الأعشى : ودّعْ هريرة إنّ الركب مرتحلُ * وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
مثال3- قول شوقيّ : سلامٌ من صبا بردى أرقّ * ودمعٌ لا يُكفكفُ يا دمشقُ
تدريب : دلّ على التصريع في الأبيات التالية :

- لكلّ شيء إذا ما تمّ نُقصانُ * فلا يُغرّ بطيبِ العيشِ إنسانُ
- بانتْ سُعادُ فقلبي اليومَ متبولُ * مُتيّمٌ إثرَها لم يُفدَ مكبولُ
- لعينيكِ ما يلقى الفؤادُ وما لقي * وللحُبّ ما لمْ يبقَ منّي وما بقي


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
17-05-2013, 01:14 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 24-

الترصيع

الترصيع هو : اتفاق جملتين أو أكثر في عدد الكلمات مع اتفاق كل كلمة مع ما يقابلها في الحرف الأخير ، وهو مأخوذ من ترصيع العقد بأن يكون في أحد جانبي العقد من اللآلئ مثلُ ما في الجانب الآخر .
مثال1- إنّ بعدَ المَطرِ صَحْواًً ، وإنّ بَعدَ الكَدَرِ صَفواً
الترصيع في المثال بين كلمتي ( المطَر و الكَدَر ) و كلمتي ( صَحْواً وصَفواً ) .
مثال2- ليكُنْ إقدامُكَ توكّلاً ، وليكن إحْجامُكَ تأمّلاً .
الترصيع بين كلمتي ( إقدامُك و إحجامُك ) و كلمتي ( توكّلاً و تأمّلاً ) .
تدريب : بيّن الترصيع في قول الشاعر :
سُودٌ ذوائبُها ، بيضٌ ترائبُها * مَحْضٌ ضرائِبُها ، صِيغتْ على الكَرَمِ


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
18-05-2013, 09:03 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 25-

التشطير

التشطير هو : أن يستحسنَ شاعرٌ أبياتاً لشـــــاعر آخر ؛ فيأخذ الشطرَ الأولَ من البيـت الأول ( الصدر ) ويُضيف إليه شطراً ( عجُزاً ) من تأليفه ، على نفس الوزن والقافية ، دون أن يخرج عن المعنى ، بل يتوسّع فيه . ثم يأخذ الشـــــطر الثاني من البيت الثاني ( العَجُز ) ويُضيف إليه شطراً ( صدراً ) من تأليفه ، وكما فعل في الصدر ، وهكذا مع بقيّة الأبيات .
مثال : قال أحد الشعراء هذين البيتين عن " خيال الظلّ " :
رأيت خيال الظلّ أكبر َ عبرة ٍ * لمن هو في علم الحقيقة راقي
شخوص ٌ وأشباحٌ تمرّ وتنقضي *وتفنى جميعاً والمحرّك باقي
فشطّرهما الشاعر عبد الغني النابلسي كما يلي :
( رأيت خيال الظلّ أكبر َ عبرة ) * يلوح بها معنى الكلام لأحداقي
وفي كل موجود ٍ على الحقّ آية ٌ * ( لمن هو في علم الحقيقة راقي )
( شخوص ٌ وأشباحٌ تمرّ وتنقضي ) * وليس لها ممّـا قضى من واق ِ
لها حركاتٌ ثمّ يبدو سكونها *( وتفنى جميعاً والمحرّك باقي )
لاحظْ كيفَ أضاف النابلسيّ للبيتين الأصليين عجزين وصدرين من تأليفه ( خارج القوسين بالأحمر ) وبهذا تضاعف البيتان إلى أربعة أبيات .
- تدريب : تأمّل تشطير بيتَيْ المتنبّي ( ما بين قوسين ) :
( يا عـاذل َ العـاشقيــنَ دع ْ فـئـــة ً ) * أضلّها باللحاظ ِ أسْوَدُها
دعها تـَعاطى الضلالَ إذ ْ زعمت * ( أضلـّها الله كيفَ ترشدُها )
( مثل المجوسيّ في ضـــلالـتــــه ِ ) * ضلالة ً ما سواهُ ينشدُها
ماذا تـرى فـي اعتقـــاد معـتـقــد ٍ * ( تحرقه النارُ وهو يعبدُها ؟ )


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
19-05-2013, 05:12 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 26-

المُوازنة

الموازنة في النثر : هي تماثل الفواصلُ في الوزن .
مثال 1- قوله تعالى : ( وآتيناهما الكتاب المستبين،وهديناهما الصراط المستقيم" الموازنة بين الكلمتين : المستبين والمستقيم ، فهما على وزن واحد .
مثال2- قوله تعالى :( واتخذوا من دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزاً، كلاّ سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً، ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزّا ً، فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عَدّاً ) . الموازنة بين الكلمات التالية التي هي على وزن واحد : ( عزّا – ضِدّا – أزّا – عَدّا ) .
والموازنة في الشعر : هي أن يكون صدر البيت الشعري وعجزه متساويي الألفاظ وزناً .
مثال – قول الشاعر :
إن يقتلوك فقد ثلت عروشهم * بعتيبة بن الحارث بن شهاب
بأشدّهم بأساً على أصحـابـه * وأعزّهم فقداً على الأصحاب
الموازنة في البيت الثاني بين ( أشدّهم بأساً ) و ( أعزّهم فقداً )
تدريب – وضّح الموازنة في الآيات التالية من سورة " الغاشية " :
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لّا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ * أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) .


يتبع بإذن الله

مصطفى حمزة
20-05-2013, 09:05 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 27-

التشريع

( التشريع - ويسمّى أيضاً : التوشيح " و " ذو القافيتين - ً، وهو بناء البيت على قافيتين أو أكثر، يصح الوقوف على كلّ واحد منها )
كقول الشاعر :
يا خاطب الدنيا الدنية إنها * شَركُ الردى و قرارة الأكدار
دار إذا ما أضحكت في يومها * أبكت غداً تبّاً لها من دار
على بحر الكامل .
فيصحّ القول :
يا خاطب الدنيا الدنيـ *يـة إنها شَركُ الردى
دارٌ إذا ما أضحكت * في يومها أبكت غداً
ليصبح البيتان على مجزوء الكامل
تدريب – بيّن التشريع في قول مصطفى حمزة :
شــــــاميّةُ العَيْنَيْنِ تُهْديــــنا الوُرودَ الرائعهْ
بالّلَحْظِ تارةً ، وأخرى بالخُـــــدودِ الناصعهْ


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
22-05-2013, 05:46 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 28-

القلبُ المُستوي

القلب المستوي – ويُسمى أيضاً بما لا يستحيل بالانعكاس- هو : نوع من التلاعب البديع بالكلمات أو بالحروف بحيثُ تُقرأ العبارة في الاتجاهين من اليمين ومن اليسار فلا يتغير معناها في كلتا الحالين .
أمثلة :
- من القرآن الكريم ( كلٌ في فلك ) ، ( ربّك فكبّر ) .
- قال العماد الأصفهانيّ للقاضي الفاضل: (سر فلا كبا بك الفرس) ، فردّ عليه القاضي الفاضل : ( دام علا العماد ) .
- قال الشاعر : مودته تدوم لكل هول * وهل كل مودته تدوم ؟
- تدريب : تأمّل القلبَ المستوي فيما يلي :
- ( كمالك تحت كلامك ) ،
- ( سور حماه بربها محروس )
- ( بلح تعلق تحت قلعة حلب )
- (أرض خضراء )
- (حوت فمه مفتوح )
- ( زوج عجوز )


يتبع إنْ شاء الله

مصطفى حمزة
23-05-2013, 05:52 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
- 29-

لزوم ما لا يلزم

ليتحقق السجع في الكلام المنثور – كما رأينا عند حديثنا عن السجع - يلتزم الكاتب بإنهاء فواصل الجُمل بالحرف ذاته :
- ( ثروة العلم والأدب ، خير من ثروة الفضة والذهب ) ، فالسجع هنا تحقق بإنهاء الفاصلتين بحرف الباء . ولكن حين يلتزم الكاتب بتكرار حرف قبل الحرف الأخير يكون قد التزم بما لا يلزم .
مثال – قول محيي الدين بن الزكي :
" الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومُذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومُديم النعم بشكره، ومستدرج الكافرين بمكره، قدّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله، وأفاء على عباده من ظله، وأظهر دينه على الدين كله "
فالكاتب حقق السجعَ في جمل فقرته حين التزم بحرف الهاء بنهاية كل فاصلة ، ولكنه لزم ما لا يلزم حين التزم بتكرار الراء معه في ( نصره – قهره – أمره – شكره – مكره ) وتكرار اللام في ( عدله – فضله – ظله – كله ) .
وفي الشعر يلزم الشاعر ما لا يلزم حين يجيء قبل حرف الرويّ بحرف يكرره في بيتين أو أكثر وقد يكرره في الأبيات كلها .
مثال – قول المعرّي :
ما يشأ ربك يفعلْ قـــادراً*جَلّ عن كل مقالٍ واعتـراضِ
قد تجمّعْنا على غير هُدًى * وتفرّقنا على غير تـراض
التزم المعرّيّ في البيتين السابقين بحرفين قبل حرف الرويّ وهما الراء والألف .
تدريب – وضّح لزوم ما لا يلزم في قول مصطفى حمزة :
على قَدْر صمتِ الذّلّ تأتي المظالمُ *وتأتي على قَدْر الصَغارِ العظائمُ
ومن صَـفّقتْ كفّاهُ يوماً لِمُجـرمٍ* تُهدّمْ غداً ما قدْ جناهُ الجرائمُ
ومنْ يرضَ عيشاً كيفما كانَ طعمُهُ *يَنلْ مأكلاً لا ترتضيه البهائمُ


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
26-05-2013, 07:13 PM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
( 30 )

الاقتباس

الاقتباس – وهو : أن يأتيَ الشاعر أو الناثرُ بكلام من القرآن الكريم ، أو الحديث الشريف ويُضمنه كلامه .
مثال1- قول الشاعر :
قال لي إن رَقيبي * سَيّئ الخُلق فــدارهْ
قُلتُ دَعني وجهكَ الجنَّـة (حُفّت بالمكارهْ )
اقتبس الشاعرُ من قوله – صلى الله عليه وسلّم -:(حُفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره)
مثال2- : قول الشاعر :
إن كنتَ أزمعتَ على هجرنا * من غير ما ظلم"فصبرٌ جميلْ "
وإن تبدلــتَ بنــــــا غـيــرنا * "فحســـــبُنا الله ونعم الوكيلْ"
فالشاعر هنا اقتبس من آيتين :(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )(83) يوسف . و( وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (173) آل عمران .
* تنويه : أجمع العلماء على جواز الاقتباس من القرآن الكريم والحديث الشريف في النثر واختلفوا حول الاقتباس من القرآن في الشعر .
تدريب – دُلّ على الاقتباس فيما يلي :
1- في قول ابن نباتة : ( فيا أيها الغفلة المطرقون، أما أنتم بهذا الحديث مصدقون، ما لكم منه لا تشفقون، فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )
2- في قول الحريري: ( فلم يكن إلا كلمح البصر أو هو أقرب، حتى أنشد فأغرب ) .


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
27-05-2013, 06:54 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
( 31 )

التضمين

التضمين – وهو : أن يُضَمّنَ الشعرُ شيئًا من شعر الآخرين .
مثال1- قول الحريري :
على أني سأنشِدُ عند بيعي :* ( أضاعوني وأيُّ فتًى أضاعوا )
( فنصف البيت الأول للحريري ، والنصف الثاني للشاعر الأموي عبد الله بن عثمان الملقب بالعرجي ) والبيت كاملاً :
أضاعوني وأيُّ فتًى أضاعوا* ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثغرِ
مثال2- قول الشاعر :
لنا جلساءٌ لا نمَلّ حديثهم * ( وخير جليس في الزمان كتاب )
الشطر الثاني للمتنبي حيث يقول :
أعز مكان ٍ في الدّنا سرج سابح * وخير جليس في الزمان كتاب
تدريب – هل تعرف ماذا ضمّن الشاعرُ ابنُ الرومي ، ولِمَن ، فيما يلي ؟
1- قوله :
أنا إسحاق لا تغضب فأرضى * بعفوك دون مأمول الثـوابِ
أعيذك أن يقول لك المُرَجّي : * رضيت من الغنيمةِ بالإياب
2- وقوله :
ذكرتمونـي بالتـي أسديـتـمُ * مثلاً لمثلـي لا محالـةَ يضـربُ
أإذا تكون كريهة أدعـى لهـا * وإذا يُحاس الحيسُ يُدعى جندبُ ؟


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
29-05-2013, 09:19 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
( 32 )

التلميحُ ( أو التمليحُ )

التلميح - وهو : أن يٌشير الشاعر في بيت شعرٍ إلى قصةٍ معروفة ، أو نكتةٍ مشهورةٍ أو بيت شعرٍ متواتر محفوظ عند الناس ، أو إلى مثلٍ سائر معروف .
مثال 1- قول ابن المعتزّ :
أترى الجيرة الذين تداعوا * عند سير الحبيب وقت الزوال
عَلموا أنني مقيم وقلبي * راحل فيهم أمام الجمال
مثل صاع العزيز في أرحل القوم * ولا يعلمون ما في الرحال
في البيت الأخير تلميحٌ إلى قصّة يوسف عليه السلام : (فَلَمّا جَهّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمّ أَذّنَ مُؤَذّنٌ أَيّتُهَا الْعِيرُ إِنّكُمْ لَسَارِقُونَ * قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مّاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ )
مثال2- قول أبي تمام :
( لحقنا بأخراهم وقد حوم الهوى * قلوباً عهدنا طيرها وهي وُقع
فردّت علينا الشمس والليل راغم * بشمس لهم من جانب الخدر تطلع
نضا ضوءها صبغ الدجنة وانطوى* لبهجتها ثوب السماء المجزع
( فوالله ما أدري أأحلام نائم* ألمت بنا أم كان في الركب يوشع
أشار إلى قصة يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام : ( خرج يوشع بن نون ببني إسرائيل من التيه، بعد أربعين سنة، وقصد بهم الأرض المقدسة. ,كانت هذه الأربعين سنة -كما يقول العلماء- كفيلة بأن يموت فيها جميع من خرج مع موسى عليه السلام من مصر، ويبقى جيل جديد تربى على أيادي موسى وهارون ويوشع بن نون، جيل يقيم الصلا ويؤتي الزكاة ويؤمن بالله ورسله. قطع بهم نهر الأردن إلى أريحا، وكانت من أحصن المدائن سورا وأعلاها قصورا وأكثرها أهلا. فحاصرها ستة أشهر. وتأتي بعض الروايات لتخبرنا بأنه في المعركة الأخيرة التي بدأت في يوم الجمعة، أوشك اليهود على تحقيق الانتصار، لكن الشمس قاربت على المغيب -وكان اليهود لا يعملون ولا يحاربون يوم السبت- فخشى يوشع بن نون أن يذهب النصر. فنظر يوشع إلى الشمس وقال: "إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علي". فتوقفت الشمس مكانها، وظلت واقفة إلى أن فتح بيت المقدس ودخله ) .
تدريب – تعرّف إلى تكملة القصّتين التاليتين ، واستمتع بالتلميح فيهما :
1- ( حكي أن أبا العلاء المعري كان يتعصب للمتنبي فحضر يوما مجلس الشريف الرضيّ فجرى ذكر أبي الطيب فهضم الرضي من جانبه فقال له أبو العلاء: لو لم يكن له من الشعر إلا قوله:
"لك يا منازل في القلوب منازل " لكفاه، فغضب الرضيّ وأمر به فسحب وأخرج، وبعد إخراجه قال الرضيّ : ............................... ) .
2- (حكى ابن الجوزي في كتابه " الأدباء " قال: قعد رجل على جسر بغداد فأقبلت امرأة بارعة في الجمال من جهة الرصافة إلى الجانب الغربي فاستقبلها شاب، فقال لها:
رحم اللّه علي بن الجهم ، فقالت له: رحم اللّه أبا العلاء المعري، وما وقفا بل سارا مغرباً ومشرقاً، قال الرجل فتبعت المرأة فقلت لها: واللّه إن لم تقولي ما أراد بابن الجهم فضحكت و قالت : ................ ) .


يتبع إن شاء الله

مصطفى حمزة
30-05-2013, 09:42 AM
في البلاغة - إعداد وتنسيق
(33)

التتميم ( أو التبليغ أو التتبيع )

قال أسامة بن مُنقذ في كتابه " البديع في نقد الشعر "
(( باب - التتميم : اعلم أن التتميم هو أن يذكر الشاعر معنى، ولا يغادر شيئاً يتم به إلا أتى به فيتكامل له الحسن والإحسان، ويبقى البيت ناقص الكلام، فيحتاج إلى أن يتمه بكلمة توافق ما في البيت من تطبيق أو تجنيس أو غير ذلك.
ومنه قوله تعالى: " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن " . فهذا تتميم المعنى. وقوله سبحانه: " إن الذين قالوا: ربنا الله، ثم استقاموا " تتميم أيضاً؛ فهذا من جوامع الكلم.
ومنه قول ذي الرمة:
قفا العيس في أطلالِ ميةَ فاسألا* رسوماً كأخلاق الرداءِ المسلسلِ
أظنُّ الذي يجدي عليك سؤالها * دموعاً كتبديد الجمان المفصلِ
فـ " المفصل" تتميم .
وأنشدوا لامرئ القيس:
كأن عيون الوحش حول خبائنا* وأرحلنا الجزعُ الذي لم يثقب
قوله : " لم يثقب " تتميم ))
تدريب – بيّن التتميم فيما يلي :
1- قولهم :( من لك يوماً بأخيك كله ؟ )
2- قول الشاعر : ( ومقامُ العزيز في بلد الذلّ إذا أمكنَ الرحيلُ محالُ



تم بعون الله

نغم عبد الرحمن
23-05-2016, 03:17 AM
ماشاء الله موضوع قيم ومفيد جداً ..!

كم نحن بحاجة أن نتعمق في فهم لغتنا العربية وكنوزها الثمينة .

بارك الله فيك أخينا الفاضل ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .

سأحاول متابعتك إن شاء الله .

مع خالص الشكر والتقدير لحضرتك .

محمد حمود الحميري
20-10-2017, 03:42 PM
كنت هنا حيث الفائدة والمتعة ، وستجدني هنا مرات ومرات ،
ولكن ليت شعري أين أنت أستاذنا الحبيب ، أرجو أن تكون بخير .
محبتي