عمر رمضان
14-05-2005, 09:02 PM
في ذكرى النكبة
للشاعر الفلسطيني رمضان عمر
نابلس/ فلسطين
ذكـرى تمـرُ وألـفُ طيـفٍ يعبـرُ=
ومُدى الخنا في الظهـرِ دومـا تُكسَـرُ
وممالـكٌ تعلـو ، وأخـرى لـلـردي=
تهوي ، كما هـوت الريـاحُ وتصفـرُ
والعـرب خانعـةٌ تنـوء برزئـهـا=
شـم الجبـال الراسـيـات وتصـغـرُ
وجحافـل تتـرى أمــرُّ بذكـرهـا=
صرعى تخر وفـي الحـروب تقهقـر
مزق الجيوش تجمعـت فـي أرضنـا=
تجتـرُ مـن شـوك الخيانـة تعصـرُ
وتحيـلُ كـلَّ كريـمـةٍ معـطـاءةٍ=
بـيـداءَ مقـفـرةً وليـسـت تثـمـرُ
ضربت لها سوقا ، وقالت : حي .. هلا=
وغـدت تبيـع الشعـب ثـم تهـجـرُ
واستسلمت قبـل الوقيعـة ، وانحنـت=
بلبـاس خــزي لُفِـعـتْ ، تتـدثـرُ
يـا أمـة المليـار كيـف َتركتِـهـا=
هبـةَ السمـاءِ وقـد أتـتـكِ تبـشِّـرُ
ضيعتِهـا وسلوتِهـا ، وهـي الـتـي=
لـو عـدت الأقمـار فهـي الأنضـر
وتصاغـرت أحلامنـا عـن رايــة=
باسـم الإلـه تعـزُّ وهــي الأكـبـر
وتشعبـت أحزابنـا ، فـي غيـهـب=
في الغـرب ذابـت أو بشـرق تصهـرُ
ثـم انتكسنـا بعـدُ تلـك مصيـبـةٌ=
لـم نعتبـر ممـا مضـى يـا معشـرُ
قالـوا : انتكسنـا لا لضعـف إنـمـا=
لعدونـا الحدقـات وهــو الأمـهـر
ومعالـم الإسـراء تدحـض زعمنـا=
إذ كيـف ينصـرُ ربنـا مـن يكـفـرُ
لكـن تـسـاووا بالـرزايـا كلـهـم=
وامتـاز مـن بالعلـمِ كــان يفـكـرُ
وتعلـقـت أحلامـنـا بكـروشـنـا=
فاستسمنـت ورمـا وكـادت تفـجـرُ
اسعيـدُ مـاذا قـد دهـاك خدعتـنـا=
جوعـت اسمـاك البحـارِ فـخـدروا
سـارت بنـا غنـج القيـان تقودنـا=
وبـكـل خـصـرٍ ذابــلٍ تتعـهـرُ
فـإذا الهزيمـة بعـد عـرس فاضـحٍ=
تجتاحنـا مـن كـل صـوب تعـبـرُ
ثـم امتطـى ديـان صهـوة خيلـنـا=
متبجحـا فــوق القـبـابِ يزمـجـرُ
سألـوه كيـف الحـربُ آل مالـهـا=
فأجـاب : موعدنـا غـدا أو خيـبـر
ارض هـي الميعـاد تلـك حـدودنـا=
ومـن الكنانـة فـوق طـورٍ نـزمـر
واستكبـروا مستسخفيـن مصيـرنـا=
واستعبـدوا منـا الرجـال وهـجـروا
قـم سائـل التاريـخ واسبـر غـوره=
ينبيـك أن العـربَ كــادت تكـفـرُ
مـن بعـد نكبتهـم ،رأيـت فعالهـم=
سفها وطيشـا فـي الضـلال تجبـروا
وامتد تاريـخ الهزائـمِ ، كـي نـرى=
فـي كــل عِـقـدٍ أمــةٌ تتعـثـرُ
قومـيـة بعثـيـة نسـجـت لـنـا=
بيـت العنـاكـب فـهـو واه أحـقـرُ
مـا قادهـم ورعٌ لنصـرة دعــوةٍ=
شمـاءَ تعلـو فـوق شمـس تـزهـرُ
تركـوا العقيـدَة وانـزَوَوا بضلالهـم=
قتلوا الإمـام ، وفـي الأنـام تجبـروا
ثـم استشـاط السفـهُ فـي طغيانهـم=
وبمنطـق التلـمـودِ ثــمَّ تــأزروا
وعلـت هتـافـات تـنـز وقـاحـة=
أن العقيـدة فـي الـحـروب تـأخرُ
وبمنجـلٍ حلـقـت معـالـم قبـلـة=
ولقتلـه الأشـراف عــز النـاصـرُ
أنا قـد ألـوم حكومـة لـو قصـرت=
لكـن لـومـي للشـعـوب الأكـثـر
ستون عامـا فـي الضيـاع وغربـة=
حكـمَ المصيُـر بهـنَ وغـدُ فـاجـرُ
كنا ضيوفـا فـي بـلاد مـا رعـت=
فينـا الجـوار غـدت تجـز وتنـحـر
وحمـت حـدود عـدونـا بدمائـنـا=
وبكـت عليهـم حيـن عدنـا نـثـأر
وتعاهـدوا باسـم السماحـة ضـدنـا=
قلبـوا المجـن وكـلَّ حقـدٍ أظـهـروا
وتخندقـوا خلـف اليهـود يقـودهـم=
دجـال أمريـكـا الـدعـي الأعــور
بئس الحضـارة يـا قساوسـة الخنـا=
إن كـان هـذا الشئـم منكـم يـصـدر
إذ كيـف يعـطـي فـاقـد لمـزيـة=
خيـر المزايـا وهـو عنهـا الأقصـر
إنـا خبـرنـا ذل أمريـكـا وقــد=
حــان انتـقـام قــادم فـتـذكـروا
أمـا الرويبضـة اللئـام فقـلْ لهـم :=
صبرا فقد حان القصـاصُ ، فابشـروا
إنـا سئمنـا ذلكـم نـحـن الألــى=
كــلَّ الممـالـك عــزة نتـصـدر
فدعـوا المكـارم للـكـرام فأنـهـا=
حنـت إلـى تلـك الـكـرام مـأثـر
سنـدك امريكـا ونحـطـم رأسـهـا=
ونزيـل إسرائيـل ، نـحـن الأقــدر
ونعيـد للقـدس الجريحـة فجـرهـا=
والديـن فـي رومـا قريبـا يظـهـر
قالـوا السـلام طريقنـا إنــا لــه=
وبـه علـى كـل الخـلائـق نفـخـر
مـدوا يـد الإذعـان نحـو عدوهـم=
فـأذلـهـم مستـعـبـدا يستصغرُ
وأحـالَ عالمهـم مـواخـر خـسـة=
سقطـوا بحبـل شـراكـه وتـخـدروا
وتطبـعـوا بطبـاعـه فتـمـرغـت=
أخلاقهـم بالـعـار جبـنـا تقـطـر
لم يبقِ من أمصارهـم حتـى النـوى=
فغـدت ديارهـم لــه واستـأجـروا
باعوا لـه سُقـفَ المنـازلِ واشتـروا=
ذممــــا تخـون العهـد لا تتعـذر
هـذا هـو التاريـخُ بعـضُ فصولـهِ=
فتمعـنـوا بفصـولـه و تـدبــروا
هـذا هـو التاريـخ كيـف يخـونـهُ=
قـلـم آبــي أن مـحــوا أو زوروا
هـذا هـو التاريـخُ ينـدب حـظَّـهُ=
حيـن ازدراه الغافـلـون وقـصـروا
هـذا هـو التاريـخُ كيـف نـدعـهُ=
فيـه الجبابـرُ قــد تــذل وتقـهـرُ
فيـه المواعـظُ لـو أردت لزامـهـا=
لزمتـك حتـى العجـز منـك يغـيَّـرُ
أعطتـك فـي فـن الحيـاةِ مـهـارةً=
تنجـي إذا انكسـر الزمـانُ وتجـبـرُ
وهنـاك أعلمـتَ الحقيـقـةَ كلَّـهـا=
أن الشعـوبَ إذا استكـانـت تخـسـرُ
أن الشعـوب إذا تفـرعـن رأسـهـا=
قامـت لــه بالـسـف ، لا تتـأخـرُ
لا أن تـذل لـه الرقـاب وترتـجـي=
منـه الشفاعـة وهـو وغـدٌ يفـجـرُ
قـم سائـل التاريـخَ واقـرع بـابـهُ=
وانهـل مـن التاريـخ علمـاً يزخـرُ
يـا امـة المليـار هـل مـن وقفـة=
نجلـو بهـا ران القـلـوب ونعـمـرُ
ونعيـد سيرتنـا لسـالـف عهـدهـا=
وضــاءة الأردان عــزا تـزخـرُ
ونرص صفا اثر صف فـي الوغـى=
ونـروم نصـرا بالجـهـاد يــؤزر
هـلا استجبنـا للـذي عقـدت لــهُ=
كـل المفاخـر ، حيـن عـز الامــرُ
قـد قالهـا يومـا : بـان وصيـتـي=
هـدي السمـاء ومـا سـواه يـدمـرُ
إنـا لـهـا سنصونـهـا بكلومـنـا=
ونخـط بالسيـف السلـيـط ونحـفـرُ
وجماجـم عرفـت طرائـق ربـهـا=
رصفـت بعزتهـا الطريـق وسطـروا
قـد صاغهـا القـسـام أول عـهـده=
ومضت بهـا جنـد الحمـاس وطـورا
يـا أمـة المليـار هـل مـن وقفـةٍ=
ترنـو إلـى الأفـق البعيـد وتنـظـرُ
مـا ذاق "صهيـون" اللعيـن مـرارة=
حتـى أتتـه حمـاسُ أســدا تــزأرُ
فثـوى صريعـا ثـم ولـول هاربـاً=
بـجـدار خــوف لائــذا يتـسـورُ
فرمتـه بالقسـام يبـرق فـي السمـا=
فانـدس تحـت الأرض خزيـا يغمـرُ
فأتـتـه أنـفـاقٌ تـقـض منـامـه=
فمضـت ذيـول العـار مـنه تجرجـر
مـا كـان منهجـا حديثـا يفـتـرى=
كـلاـولـكـن نـاسـفـا يتـفـجـر
شيخ تخـر لـه الجبابـر مـا ونـى=
ما انفك يبنـي فـي الرجـال ويعمـرُ
حتى استووا زرعـا خصيبـا يانعـاً=
غـاظ الكوافـر فهـو غـض اخضـرُ
فرمـى بهـم يـوم الحصـاد جبـلـةً=
فاهتـز عـرش الكفـر ثــمَّ يتـبـرُ
ربـى شيـوخ المجـد تحمـل بعـده=
علـم العقيـدة فـي الوغـى لا تفـتـرُ
واختار مـن بيـن الأشـاوس فارسـا=
لكتائـب القـسـام ، نـعـمَ العسـكـرُ
فترجلـوا علـمـا ً يسـلـم رايــةً=
لخليـفـة يـمـضـي و لا يتـعـثـر
ويطأطـأ الـرأسُ اللعيـنُ مرغـمَّـاً=
ويموت مـن كمـدٍ" ربيـن " ويسجـرُ"
وتُدكُ فـي يافـا وفـي تـل الربـي=
ع مواكـر الإجــرام ثــم تـدمـرُ
ويزلـزل الأمـن المشـوبُ بخـسـةٍ=
ويعـز ديـن الحـقِ فهـو الأظـهـرُ
يـا أيهـا العمـلاق طبـت مجاهـدا=
أتعبـت بعـدك كـل قـومٍ قـصـروا
هـذا هـو الإسـلام هــذا فعـلـهُ=
إن عــدت الأفـعـال ، لا يتـغـيـرُ
هـذا هـو الإسـلام ، تلـك رجالـه=
فـي كـل عصـر بايعـوه تحـرروا
فاربـأ بنفسـك لــو أردت هـدايـةً=
أن تجعـل الشيطـانَ فـيـك يـؤثـر
أو تتبـعـنَّ سبـيـلـه ُ بـغـوايـةٍ=
أو داعيـا للـحـق يـومـا تـزجـرُ
فالله بـشـرنـا بـوعــد قـــادمٍ=
وهـو الـذي يرعـى الأنـام وينصـرُ
للشاعر الفلسطيني رمضان عمر
نابلس/ فلسطين
ذكـرى تمـرُ وألـفُ طيـفٍ يعبـرُ=
ومُدى الخنا في الظهـرِ دومـا تُكسَـرُ
وممالـكٌ تعلـو ، وأخـرى لـلـردي=
تهوي ، كما هـوت الريـاحُ وتصفـرُ
والعـرب خانعـةٌ تنـوء برزئـهـا=
شـم الجبـال الراسـيـات وتصـغـرُ
وجحافـل تتـرى أمــرُّ بذكـرهـا=
صرعى تخر وفـي الحـروب تقهقـر
مزق الجيوش تجمعـت فـي أرضنـا=
تجتـرُ مـن شـوك الخيانـة تعصـرُ
وتحيـلُ كـلَّ كريـمـةٍ معـطـاءةٍ=
بـيـداءَ مقـفـرةً وليـسـت تثـمـرُ
ضربت لها سوقا ، وقالت : حي .. هلا=
وغـدت تبيـع الشعـب ثـم تهـجـرُ
واستسلمت قبـل الوقيعـة ، وانحنـت=
بلبـاس خــزي لُفِـعـتْ ، تتـدثـرُ
يـا أمـة المليـار كيـف َتركتِـهـا=
هبـةَ السمـاءِ وقـد أتـتـكِ تبـشِّـرُ
ضيعتِهـا وسلوتِهـا ، وهـي الـتـي=
لـو عـدت الأقمـار فهـي الأنضـر
وتصاغـرت أحلامنـا عـن رايــة=
باسـم الإلـه تعـزُّ وهــي الأكـبـر
وتشعبـت أحزابنـا ، فـي غيـهـب=
في الغـرب ذابـت أو بشـرق تصهـرُ
ثـم انتكسنـا بعـدُ تلـك مصيـبـةٌ=
لـم نعتبـر ممـا مضـى يـا معشـرُ
قالـوا : انتكسنـا لا لضعـف إنـمـا=
لعدونـا الحدقـات وهــو الأمـهـر
ومعالـم الإسـراء تدحـض زعمنـا=
إذ كيـف ينصـرُ ربنـا مـن يكـفـرُ
لكـن تـسـاووا بالـرزايـا كلـهـم=
وامتـاز مـن بالعلـمِ كــان يفـكـرُ
وتعلـقـت أحلامـنـا بكـروشـنـا=
فاستسمنـت ورمـا وكـادت تفـجـرُ
اسعيـدُ مـاذا قـد دهـاك خدعتـنـا=
جوعـت اسمـاك البحـارِ فـخـدروا
سـارت بنـا غنـج القيـان تقودنـا=
وبـكـل خـصـرٍ ذابــلٍ تتعـهـرُ
فـإذا الهزيمـة بعـد عـرس فاضـحٍ=
تجتاحنـا مـن كـل صـوب تعـبـرُ
ثـم امتطـى ديـان صهـوة خيلـنـا=
متبجحـا فــوق القـبـابِ يزمـجـرُ
سألـوه كيـف الحـربُ آل مالـهـا=
فأجـاب : موعدنـا غـدا أو خيـبـر
ارض هـي الميعـاد تلـك حـدودنـا=
ومـن الكنانـة فـوق طـورٍ نـزمـر
واستكبـروا مستسخفيـن مصيـرنـا=
واستعبـدوا منـا الرجـال وهـجـروا
قـم سائـل التاريـخ واسبـر غـوره=
ينبيـك أن العـربَ كــادت تكـفـرُ
مـن بعـد نكبتهـم ،رأيـت فعالهـم=
سفها وطيشـا فـي الضـلال تجبـروا
وامتد تاريـخ الهزائـمِ ، كـي نـرى=
فـي كــل عِـقـدٍ أمــةٌ تتعـثـرُ
قومـيـة بعثـيـة نسـجـت لـنـا=
بيـت العنـاكـب فـهـو واه أحـقـرُ
مـا قادهـم ورعٌ لنصـرة دعــوةٍ=
شمـاءَ تعلـو فـوق شمـس تـزهـرُ
تركـوا العقيـدَة وانـزَوَوا بضلالهـم=
قتلوا الإمـام ، وفـي الأنـام تجبـروا
ثـم استشـاط السفـهُ فـي طغيانهـم=
وبمنطـق التلـمـودِ ثــمَّ تــأزروا
وعلـت هتـافـات تـنـز وقـاحـة=
أن العقيـدة فـي الـحـروب تـأخرُ
وبمنجـلٍ حلـقـت معـالـم قبـلـة=
ولقتلـه الأشـراف عــز النـاصـرُ
أنا قـد ألـوم حكومـة لـو قصـرت=
لكـن لـومـي للشـعـوب الأكـثـر
ستون عامـا فـي الضيـاع وغربـة=
حكـمَ المصيُـر بهـنَ وغـدُ فـاجـرُ
كنا ضيوفـا فـي بـلاد مـا رعـت=
فينـا الجـوار غـدت تجـز وتنـحـر
وحمـت حـدود عـدونـا بدمائـنـا=
وبكـت عليهـم حيـن عدنـا نـثـأر
وتعاهـدوا باسـم السماحـة ضـدنـا=
قلبـوا المجـن وكـلَّ حقـدٍ أظـهـروا
وتخندقـوا خلـف اليهـود يقـودهـم=
دجـال أمريـكـا الـدعـي الأعــور
بئس الحضـارة يـا قساوسـة الخنـا=
إن كـان هـذا الشئـم منكـم يـصـدر
إذ كيـف يعـطـي فـاقـد لمـزيـة=
خيـر المزايـا وهـو عنهـا الأقصـر
إنـا خبـرنـا ذل أمريـكـا وقــد=
حــان انتـقـام قــادم فـتـذكـروا
أمـا الرويبضـة اللئـام فقـلْ لهـم :=
صبرا فقد حان القصـاصُ ، فابشـروا
إنـا سئمنـا ذلكـم نـحـن الألــى=
كــلَّ الممـالـك عــزة نتـصـدر
فدعـوا المكـارم للـكـرام فأنـهـا=
حنـت إلـى تلـك الـكـرام مـأثـر
سنـدك امريكـا ونحـطـم رأسـهـا=
ونزيـل إسرائيـل ، نـحـن الأقــدر
ونعيـد للقـدس الجريحـة فجـرهـا=
والديـن فـي رومـا قريبـا يظـهـر
قالـوا السـلام طريقنـا إنــا لــه=
وبـه علـى كـل الخـلائـق نفـخـر
مـدوا يـد الإذعـان نحـو عدوهـم=
فـأذلـهـم مستـعـبـدا يستصغرُ
وأحـالَ عالمهـم مـواخـر خـسـة=
سقطـوا بحبـل شـراكـه وتـخـدروا
وتطبـعـوا بطبـاعـه فتـمـرغـت=
أخلاقهـم بالـعـار جبـنـا تقـطـر
لم يبقِ من أمصارهـم حتـى النـوى=
فغـدت ديارهـم لــه واستـأجـروا
باعوا لـه سُقـفَ المنـازلِ واشتـروا=
ذممــــا تخـون العهـد لا تتعـذر
هـذا هـو التاريـخُ بعـضُ فصولـهِ=
فتمعـنـوا بفصـولـه و تـدبــروا
هـذا هـو التاريـخ كيـف يخـونـهُ=
قـلـم آبــي أن مـحــوا أو زوروا
هـذا هـو التاريـخُ ينـدب حـظَّـهُ=
حيـن ازدراه الغافـلـون وقـصـروا
هـذا هـو التاريـخُ كيـف نـدعـهُ=
فيـه الجبابـرُ قــد تــذل وتقـهـرُ
فيـه المواعـظُ لـو أردت لزامـهـا=
لزمتـك حتـى العجـز منـك يغـيَّـرُ
أعطتـك فـي فـن الحيـاةِ مـهـارةً=
تنجـي إذا انكسـر الزمـانُ وتجـبـرُ
وهنـاك أعلمـتَ الحقيـقـةَ كلَّـهـا=
أن الشعـوبَ إذا استكـانـت تخـسـرُ
أن الشعـوب إذا تفـرعـن رأسـهـا=
قامـت لــه بالـسـف ، لا تتـأخـرُ
لا أن تـذل لـه الرقـاب وترتـجـي=
منـه الشفاعـة وهـو وغـدٌ يفـجـرُ
قـم سائـل التاريـخَ واقـرع بـابـهُ=
وانهـل مـن التاريـخ علمـاً يزخـرُ
يـا امـة المليـار هـل مـن وقفـة=
نجلـو بهـا ران القـلـوب ونعـمـرُ
ونعيـد سيرتنـا لسـالـف عهـدهـا=
وضــاءة الأردان عــزا تـزخـرُ
ونرص صفا اثر صف فـي الوغـى=
ونـروم نصـرا بالجـهـاد يــؤزر
هـلا استجبنـا للـذي عقـدت لــهُ=
كـل المفاخـر ، حيـن عـز الامــرُ
قـد قالهـا يومـا : بـان وصيـتـي=
هـدي السمـاء ومـا سـواه يـدمـرُ
إنـا لـهـا سنصونـهـا بكلومـنـا=
ونخـط بالسيـف السلـيـط ونحـفـرُ
وجماجـم عرفـت طرائـق ربـهـا=
رصفـت بعزتهـا الطريـق وسطـروا
قـد صاغهـا القـسـام أول عـهـده=
ومضت بهـا جنـد الحمـاس وطـورا
يـا أمـة المليـار هـل مـن وقفـةٍ=
ترنـو إلـى الأفـق البعيـد وتنـظـرُ
مـا ذاق "صهيـون" اللعيـن مـرارة=
حتـى أتتـه حمـاسُ أســدا تــزأرُ
فثـوى صريعـا ثـم ولـول هاربـاً=
بـجـدار خــوف لائــذا يتـسـورُ
فرمتـه بالقسـام يبـرق فـي السمـا=
فانـدس تحـت الأرض خزيـا يغمـرُ
فأتـتـه أنـفـاقٌ تـقـض منـامـه=
فمضـت ذيـول العـار مـنه تجرجـر
مـا كـان منهجـا حديثـا يفـتـرى=
كـلاـولـكـن نـاسـفـا يتـفـجـر
شيخ تخـر لـه الجبابـر مـا ونـى=
ما انفك يبنـي فـي الرجـال ويعمـرُ
حتى استووا زرعـا خصيبـا يانعـاً=
غـاظ الكوافـر فهـو غـض اخضـرُ
فرمـى بهـم يـوم الحصـاد جبـلـةً=
فاهتـز عـرش الكفـر ثــمَّ يتـبـرُ
ربـى شيـوخ المجـد تحمـل بعـده=
علـم العقيـدة فـي الوغـى لا تفـتـرُ
واختار مـن بيـن الأشـاوس فارسـا=
لكتائـب القـسـام ، نـعـمَ العسـكـرُ
فترجلـوا علـمـا ً يسـلـم رايــةً=
لخليـفـة يـمـضـي و لا يتـعـثـر
ويطأطـأ الـرأسُ اللعيـنُ مرغـمَّـاً=
ويموت مـن كمـدٍ" ربيـن " ويسجـرُ"
وتُدكُ فـي يافـا وفـي تـل الربـي=
ع مواكـر الإجــرام ثــم تـدمـرُ
ويزلـزل الأمـن المشـوبُ بخـسـةٍ=
ويعـز ديـن الحـقِ فهـو الأظـهـرُ
يـا أيهـا العمـلاق طبـت مجاهـدا=
أتعبـت بعـدك كـل قـومٍ قـصـروا
هـذا هـو الإسـلام هــذا فعـلـهُ=
إن عــدت الأفـعـال ، لا يتـغـيـرُ
هـذا هـو الإسـلام ، تلـك رجالـه=
فـي كـل عصـر بايعـوه تحـرروا
فاربـأ بنفسـك لــو أردت هـدايـةً=
أن تجعـل الشيطـانَ فـيـك يـؤثـر
أو تتبـعـنَّ سبـيـلـه ُ بـغـوايـةٍ=
أو داعيـا للـحـق يـومـا تـزجـرُ
فالله بـشـرنـا بـوعــد قـــادمٍ=
وهـو الـذي يرعـى الأنـام وينصـرُ