تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصص مفبركة



محمد الفاضل
15-05-2016, 09:40 AM
https://www.youtube.com/watch?v=6JuCEQh1xyQ



قصص مفبركة – محمد الفاضل

صبية بعمر الزهور ، تقطر براءة ، مثل برعم تفتح للحياة ، متعطش لنور الشمس ، في غصن شجرة أسودت جميع أوراقها بفعل البارود ودخان المدافع ، وتكاثرت عليها معاول وفؤوس الحقد ، تهرول مفزوعة والخوف ينهش قلبها الصغير ، تجري على غير هدى ، لا تلوي على شئ ، تبحث عن زاوية اَمنة تأوي إليها ، ساقاها لا تقويان على حملها ، تستصرخ ضمائركم ، عقلها الطفولي لم يستوعب ما يحدث ، تصرخ ملء شدقيها ،

" حبابة خالة ، فوتيني على بيتك قبل ما يجي البرميل الثاني " .

تستغيث ، ولا مجيب ، في زمن العهر والرذيلة تستباح الطفولة ، والعالم يدير ظهره ، مشغول بأمور البيئة وطبقة الأوزون !!

صبي يودع الحياة بعبارة " سوف أخبر الله بكل شئ " .
ولكن ، مهلاً ...أين منظمات حقوق الطفولة ؟ هل يجب أن نغير جلودنا ، وأسماءنا ، ونتبرأ من جنسياتنا ، حتى نُسمع ؟
صبية جريحة ، تتوسل بالمسعفين وتقول بصوت مفجوع

" لا تقصوا بيجامتي .. بيجامتي جديدة " .

صبي كل ذنبه أنه ينتمي إلى مدن الفجيعة والأحزان ، تلك البقعة المنسية ، في الأرض اليباب ، تتشح عروس الشام بالسواد ، مثخنة بالجراح ، تنهمر دموعه ويصرخ ...

" وينك يا أختي، يا أسماء ! يا أسماء ! .... أختي ماتت ، أختي ماتت " .

يجلس والده بجسده المتهالك على الرصيف مع باقي إخوته وقد خرجوا للتو من تحت البراميل ، والغبار يغطي وجوههم ، وقد عقدت الدهشة ألسنتهم ،
أجساد مطمورة تحت التراب ، ألا يستحقون دقيقة صمت ، أو حتى مراسم تأبين ؟
ألا يستحقون أن نعلن عليهم الحداد ؟ علمونا في صغرنا أن العرب أخوة ، ولكن اتضح أنها كذبة !
كنا نردد " بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان " ، حتى بحت أصواتنا ، وكان مدرس الجغرافيا يرسم خارطة الوطن ، على السبورة بالطبشورة ويردد مزهواً ، اللغة والدم ، ووحدة المصير تجمعنا !!
اَسف يا أستاذي !! مزقت كتب الجغرافيا والتاريخ ، لا شئ يجمعنا ، تلك هي خرافة ، انتهى الدرس !!

السويد – 2016 / 05 / 15

ناديه محمد الجابي
15-05-2016, 09:51 PM
مؤلم .. مؤلم .. كل ما كتبت
وهذا الفيديو ..موجع ـ يجعل الألم يعتصر الفؤاد
ويبقى الواقع أشد إيلاما.. طفولة سورية مؤلمة .. فأي ذنب جنت ؟؟
وإلى متى سيظلوا يقاسوا من جحيم الأرهاب والاستبداد والبطش ؟؟
إن أطفال سوريا لن يسامحوا العالم والعالم العربي على السلبية التي يواجهون بها ما يحدث لهم.
دمت ونمير حرفك. :0014:

محمد الفاضل
16-05-2016, 02:02 AM
مؤلم .. مؤلم .. كل ما كتبت
وهذا الفيديو ..موجع ـ يجعل الألم يعتصر الفؤاد
ويبقى الواقع أشد إيلاما.. طفولة سورية مؤلمة .. فأي ذنب جنت ؟؟
وإلى متى سيظلوا يقاسوا من جحيم الأرهاب والاستبداد والبطش ؟؟
إن أطفال سوريا لن يسامحوا العالم والعالم العربي على السلبية التي يواجهون بها ما يحدث لهم.
دمت ونمير حرفك. :0014:



مساء الخير الأديبة الرائعة نادية
وشكراً على تفاعلك الطيب وتلك المشاعر الصادقة النابعة من القلب
أقدم شكري الخاص ونيابة عن أهلي في سوريا
لقلبك الياسمين

عبد السلام دغمش
18-05-2016, 10:59 PM
يزدحم المشهد في الشام الحبيبة بالمآسي ..
والغيان ليس بعمر براميل البارود .. بل امتد لعقود ..
والطفولة شاهدة على طغيانهم ، كما هي شاهدة على صمتنا ..
دمن أيها الاديب الكريم بنبضك وإبداعك ..

فاتن دراوشة
19-05-2016, 06:19 AM
يسحقون زهرة أعمارهم بالظّلم والرّعب والموت والتّدمير

لم يرحموا طفولتهم ولن يفعلوا ذلك يَومًا

فحين تنعدم الضّمائر تختلّ كلّ الموازين وتتلاشى الرّحمة

دام حرفك يصهل بالحقّ مبدعنا

محمد الفاضل
19-05-2016, 09:13 AM
يزدحم المشهد في الشام الحبيبة بالمآسي ..
والغيان ليس بعمر براميل البارود .. بل امتد لعقود ..
والطفولة شاهدة على طغيانهم ، كما هي شاهدة على صمتنا ..
دمن أيها الاديب الكريم بنبضك وإبداعك ..


يامرحبا بحضورك العطر الشاعر القدير عبد السلام
تقبل عميق شكري
محبتي

محمد الفاضل
19-05-2016, 09:17 AM
يسحقون زهرة أعمارهم بالظّلم والرّعب والموت والتّدمير

لم يرحموا طفولتهم ولن يفعلوا ذلك يَومًا

فحين تنعدم الضّمائر تختلّ كلّ الموازين وتتلاشى الرّحمة

دام حرفك يصهل بالحقّ مبدعنا


صباح الخير الرائعة فاتن
لم أتخيل حجم الحقد والكراهية التي تكمن في صدورهم ، شئ يفوق الوصف
شاكر حضورك شاعرتنا القديرة
ودي

الفرحان بوعزة
24-05-2016, 10:16 PM
https://www.youtube.com/watch?v=6JuCEQh1xyQ



قصص مفبركة – محمد الفاضل

صبية بعمر الزهور ، تقطر براءة ، مثل برعم تفتح للحياة ، متعطش لنور الشمس ، في غصن شجرة أسودت جميع أوراقها بفعل البارود ودخان المدافع ، وتكاثرت عليها معاول وفؤوس الحقد ، تهرول مفزوعة والخوف ينهش قلبها الصغير ، تجري على غير هدى ، لا تلوي على شئ ، تبحث عن زاوية اَمنة تأوي إليها ، ساقاها لا تقويان على حملها ، تستصرخ ضمائركم ، عقلها الطفولي لم يستوعب ما يحدث ، تصرخ ملء شدقيها ،

" حبابة خالة ، فوتيني على بيتك قبل ما يجي البرميل الثاني " .

تستغيث ، ولا مجيب ، في زمن العهر والرذيلة تستباح الطفولة ، والعالم يدير ظهره ، مشغول بأمور البيئة وطبقة الأوزون !!

صبي يودع الحياة بعبارة " سوف أخبر الله بكل شئ " .
ولكن ، مهلاً ...أين منظمات حقوق الطفولة ؟ هل يجب أن نغير جلودنا ، وأسماءنا ، ونتبرأ من جنسياتنا ، حتى نُسمع ؟
صبية جريحة ، تتوسل بالمسعفين وتقول بصوت مفجوع

" لا تقصوا بيجامتي .. بيجامتي جديدة " .

صبي كل ذنبه أنه ينتمي إلى مدن الفجيعة والأحزان ، تلك البقعة المنسية ، في الأرض اليباب ، تتشح عروس الشام بالسواد ، مثخنة بالجراح ، تنهمر دموعه ويصرخ ...

" وينك يا أختي، يا أسماء ! يا أسماء ! .... أختي ماتت ، أختي ماتت " .

يجلس والده بجسده المتهالك على الرصيف مع باقي إخوته وقد خرجوا للتو من تحت البراميل ، والغبار يغطي وجوههم ، وقد عقدت الدهشة ألسنتهم ،
أجساد مطمورة تحت التراب ، ألا يستحقون دقيقة صمت ، أو حتى مراسم تأبين ؟
ألا يستحقون أن نعلن عليهم الحداد ؟ علمونا في صغرنا أن العرب أخوة ، ولكن اتضح أنها كذبة !
كنا نردد " بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان " ، حتى بحت أصواتنا ، وكان مدرس الجغرافيا يرسم خارطة الوطن ، على السبورة بالطبشورة ويردد مزهواً ، اللغة والدم ، ووحدة المصير تجمعنا !!
اَسف يا أستاذي !! مزقت كتب الجغرافيا والتاريخ ، لا شئ يجمعنا ، تلك هي خرافة ، انتهى الدرس !!

السويد – 2016 / 05 / 15


قرأت هنا نصا جميلا رغم أنه مؤلم جدا، ارتكز السرد الحكائي على مجموعة من المشاهد القاسية،
وكأن أحداث المشاهد لا تتغير عبر الزمن والمكان ،البارود
الرماد ،القتل ، الاغتصاب ..التشريد ...انعدام العيش الكريم ،هضم الحقوق للفرد والمجتمع ،للمرأة ، للطفل ،للصبية .. مشاهد توثق للتاريخ مبطنة بالنقد الساخر .
وأسئلة الماضي التي بقيت كمعتقدات لا يعترف بها الجيل الجديد لأنها لم تتحقق على أرض الواقع ..فالشقاق والتباعد والقطيعة ......هي سمات تولدت وأنتجت
الضعف والتمسكن والذل ما بعده ذل ..
هكذا قرأت هذا النص الجميل .. مودتي وتقديري أخي محمد ..

محمد الفاضل
25-05-2016, 10:13 PM
قرأت هنا نصا جميلا رغم أنه مؤلم جدا، ارتكز السرد الحكائي على مجموعة من المشاهد القاسية،
وكأن أحداث المشاهد لا تتغير عبر الزمن والمكان ،البارود
الرماد ،القتل ، الاغتصاب ..التشريد ...انعدام العيش الكريم ،هضم الحقوق للفرد والمجتمع ،للمرأة ، للطفل ،للصبية .. مشاهد توثق للتاريخ مبطنة بالنقد الساخر .
وأسئلة الماضي التي بقيت كمعتقدات لا يعترف بها الجيل الجديد لأنها لم تتحقق على أرض الواقع ..فالشقاق والتباعد والقطيعة ......هي سمات تولدت وأنتجت
الضعف والتمسكن والذل ما بعده ذل ..
هكذا قرأت هذا النص الجميل .. مودتي وتقديري أخي محمد ..


الأجمل حضورك البهي أديبنا القدير
شاكر قراءتك للقصة وثناءك العاطر
تقبل خالص شكري
محبتي

محمد ذيب سليمان
26-05-2016, 12:22 PM
رسمت الوقع على حقيقته حتى انغرز غي قلوبنا حسرات
على جبننا او جبن السادة العور الذين لا يروم الا بعين واحدة
العين التي على كرسي الحكم وليحترق بعدها الكون
قاتلهم الله

محمد الفاضل
26-05-2016, 02:40 PM
رسمت الوقع على حقيقته حتى انغرز غي قلوبنا حسرات
على جبننا او جبن السادة العور الذين لا يروم الا بعين واحدة
العين التي على كرسي الحكم وليحترق بعدها الكون
قاتلهم الله


شكراً على الحضور العذب أستاذ محمد ذيب
سوريا سوف تنتصر بعون الله
محبتي

آمال المصري
15-11-2016, 01:50 AM
وأد لكل معالم الحياة في غياب تام للضمائر جسدها أديبنا الفاضل في نص شمل مشاهد حية من عمق الوجع
الفيديو لايعمل وربما خير فالحروف وحدها تئن
شكرا لك
تحية وتقدير

كاملة بدارنه
17-11-2016, 07:17 PM
مشاهد مؤلمة لا زالت تتكرّر وتزيد المآسي
أسلوب تصويريّ في السّرد
بوركت
تقديري وتحيّتي

محمد الفاضل
29-01-2017, 02:20 AM
وأد لكل معالم الحياة في غياب تام للضمائر جسدها أديبنا الفاضل في نص شمل مشاهد حية من عمق الوجع
الفيديو لايعمل وربما خير فالحروف وحدها تئن
شكرا لك
تحية وتقدير


شاكر حضورك العطر أستاذة آمال
لاأدري ماخطب اليتيوب ، حاولت اصلاحه ولكن لم افلح
جل التحايا

محمد الفاضل
29-01-2017, 02:21 AM
مشاهد مؤلمة لا زالت تتكرّر وتزيد المآسي
أسلوب تصويريّ في السّرد
بوركت
تقديري وتحيّتي


سعيد بحضورك استاذة كاملة
خالص التقدير