مشاهدة النسخة كاملة : إرادة ...
رياض شلال المحمدي
23-05-2016, 04:17 AM
قضى " أبو عبد الله " طفولته ، ومن ثمّ ريعان شبابه ، وهو يستمعُ ويشاهد " صور من المعركة " أو " فين الملايين " أو " لاحت رؤوس الحراب " ،
وذات مساء ثمانينيٍّ جميل ، أطال وأمعن النظر إلى والده وهو يقوم بإدامةِ سلاحه الشخصيّ الذي كان مُعتادًا على تلميعه بين الفَينة والأخرى ، أكمل عمله
وأعاد المخزن الخالي من العتاد إلى مكانه ، ثمّ ركن بندقيّته جانبًا ، وغادر فجر اليوم التالي إلى حيث جبهات القتال .
بعد أسابيع عدّة ، سمع الجيران صياحًا وجلبةً وأصواتًا من هنا وهناك لرجالٍ ونساء ، منهم من يهلّل ، ومنهنّ من تزغرد ، ومنهم من يقول " أذكر الله .." .
كان صاحبنا " أبو عبد الله " قد أخذ سلاح والده ، وفي ظنّه أنّه ما زال خاليًا من العتاد ، فصوّبه – مازحًا – إلى رأس أخته ، ولكنَّه أخطأ الهدف ،
وما زال أثر الرصاص باقيًا على الجدران للذكرى وللذاكرة .
ناديه محمد الجابي
23-05-2016, 05:04 PM
نحمد الله إنه أخطأ الهدف .. وإلا كانت ستبقى ذكرى مرة وأليمة
ويبقى السلاح ـ اللعبة الخطرة ـ حين يكثر في أيدي الناس تكثر
معه المآسي والكوارث ، وأسألوا أرض ليبيا عن كم المأسي التي أحدثتها فوضى السلاح فيها
لديك القدرة على جذب القارئ بأسلوبك السهل الممتنع ، وبالحكي الشيق
وبالأغتراف من قصص الواقع ما يثير أنتباه المتلقي واهتمامه.
دمت مبدعا واستاذا. :001:
عبدالإله الزّاكي
01-06-2016, 12:18 PM
قضى " أبو عبد الله " طفولته ، ومن ثمّ ريعان شبابه ، وهو يستمعُ ويشاهد " صور من المعركة " أو " فين الملايين " أو " لاحت رؤوس الحراب " ،
وذات مساء ثمانينيٍّ جميل ، أطال وأمعن النظر إلى والده وهو يقوم بإدامةِ سلاحه الشخصيّ الذي كان مُعتادًا على تلميعه بين الفَينة والأخرى ، أكمل عمله
وأعاد المخزن الخالي من العتاد إلى مكانه ، ثمّ ركن بندقيّته جانبًا ، وغادر فجر اليوم التالي إلى حيث جبهات القتال .
بعد أسابيع عدّة ، سمع الجيران صياحًا وجلبةً وأصواتًا من هنا وهناك لرجالٍ ونساء ، منهم من يهلّل ، ومنهنّ من تزغرد ، ومنهم من يقول " أذكر الله .." .
كان صاحبنا " أبو عبد الله " قد أخذ سلاح والده ، وفي ظنّه أنّه ما زال خاليًا من العتاد ، فصوّبه – مازحًا – إلى رأس أخته ، ولكنَّه أخطأ الهدف ،
وما زال أثر الرصاص باقيًا على الجدران للذكرى وللذاكرة .
هذا نموذج لعدم التواصل بين الأب وابنه وبصفة عامة بين أفراد مجتمعنا، فصورة الأب أو المسؤول عندنا هو ذلك الشخص الذي له عاداته وطقوسه، ويتخد قراراته دون أن يشرك أحدا فيما يقوم به. فالذكرى والذاكرة للأب وليست للإبن.
نص جميل يوضح الخلل الذي تعيش فيه مجتمعاتنا من قلة التواصل، والعنجهنية، والذكورية وووو....
أبدعت صورة وسردا شاعرنا وأديبنا الكبير شلال.
تقديري الكبير
فاتن دراوشة
05-06-2016, 09:02 AM
قضى عمره يحلم ولم يستفق إلّا حين شارف على قتل أخته بسلاح كان عليه عوض الأحلام أن يحمله ويشهره في وجه أعدائه وأعداء وطنه
ربّما هي نكبتنا الحقيقيّة أنّ أحلامنا أخذتنا من الواقع وأنّ قوانا بدّدت ضدّ أخوتنا وأبناء أمّتنا
تصوير رائع
دمت مبدعا
عدي بلال
05-06-2016, 10:36 AM
القدير رياض شلال المحمدي
نص جميل، باطنه يخفي أكثر مما يظهره.
العنوان ( إرادة ) توقفت عندها طويلاً، فلعلك تقصد إرادة الشخصية الرئيسة ( أبو عبد الله ) التي بقيت حبيسةً ( طفولته / ريعان شبابه ).
هذه الشخصية التي تربت على الهتافات والأغاني الحماسية، رافقها تخاذل ( تلميع البندقية الشخصية للشخصية الأب ( الثمانيني ) ).
الأب معتادٌ على تلميع بندقيته، كأنها تحفة وليست سلاحاً ..! ( معتاداً ) .
يكمل الأب عمله، وأعاد المخزن الخالي من العتاد إلى مكانه.
• أقترح حذف ( الخالي ) لأن فيها تقرير وتأكيد لخلوه من الرصاص، وابقائه مبهماً دون تأكيد حتى يتناسب مع الخاتمة .
في اليوم التالي ..
يغادر الأب فجراً إلى جبهات القتال.
هذا الأب كان حريصاً طوال حياته أن يجنب ولده ساحات المعركة، خوفاً عليه، فقد تزوج الابن وأنجب ( عبد الله ) / أبو عبد الله ..
والده في الثمانين من العمر، وولده في المنزل .. ( خوف الأب على ولده، وعدم انتقال الأبن ( أبو عبد الله ) من مرحلة سماع الأغاني الحماسية إلى التطبيق العملي / الجهاد ) .
بعد أسابيع .. نقلة زمنية أخرى هنا ..
يُسمع صياح الجيران / الجلبة/ الرجال والنساء / التكبير والزغاريد ..
يعتقد القارىء هنا بأن الأب قد نال الشهادة، بينما يأخذنا القاص إلى حكاية مختلفة تماماً ..
أبو عبد الله يمازح اخته ..
( أخته ) فيها رمزية ( إشهار السلاح بوجه النساء ) / الضعف ..
يخطىء أبو عبد الله ويكاد أن يصيب أخته برصاصة قاتلة، لاعتقاده بأن السلاح بدون رصاص. ولكن نسيان الأب للرصاصة يترك أثراً في الجدار / في الذاكرة / للذكرى .
إن اول رصاصة أطلقها أبو عبد الله كانت على أنثى.
وربنا ستر ..
نص جميل فيه من الرمزية الشيء الكثير .
شكراً لك
عبد السلام دغمش
06-06-2016, 09:06 PM
لعل المساء الثمانيني هو إشارة لعهد الثمانينيات من القرن المنصرم .. وإلا فمن غير المعتاد أن نرى شيخا ثمانينياً يذهب لساحات القتال ..
النص فيه إشارة لما كانت عليه فوضى السلاح واقتنائه حتى صار كأنه لعبة يتسلى بها أفراد العائلة .. وبدلاً من يوجه السلاح لصدور الأعداء الحقيقيين .. أصبح حبيس البيوت يلهو به المستهترون ..
النص سجل حالة لكن مراميه أبعد من مجرد حادثة إطلاق نار .
دمت شاعرنا الكريم ..
رياض شلال المحمدي
07-06-2016, 02:22 AM
نحمد الله إنه أخطأ الهدف .. وإلا كانت ستبقى ذكرى مرة وأليمة
ويبقى السلاح ـ اللعبة الخطرة ـ حين يكثر في أيدي الناس تكثر
معه المآسي والكوارث ، وأسألوا أرض ليبيا عن كم المأسي التي أحدثتها فوضى السلاح فيها
لديك القدرة على جذب القارئ بأسلوبك السهل الممتنع ، وبالحكي الشيق
وبالأغتراف من قصص الواقع ما يثير أنتباه المتلقي واهتمامه.
دمت مبدعا واستاذا. :001:
مراحب بأوّل الزائرين وهي تبثّ من جميل وفاء حروفها حول شرفات
السَّرد المتواضع ، تحيتي وتقديري ، ورمضان مبارك وكريم ، وكل عام وأنت بخير
وعافية .
كاملة بدارنه
12-06-2016, 09:47 AM
وصف للحالة الفوضويّة التي وصل إليها عالمنا العربيّ برفع سلاح الإخوة على بعضهم، وجعل كاتبنا الرّصاصة تخطئ الهدف أملا بحقن الدّماء التي سالت كثيرا...
قصّ رمزيّ رائع أديبنا
بوركت
تقديري وتحيّتي
رياض شلال المحمدي
24-06-2016, 12:47 PM
هذا نموذج لعدم التواصل بين الأب وابنه وبصفة عامة بين أفراد مجتمعنا، فصورة الأب أو المسؤول عندنا هو ذلك الشخص الذي له عاداته وطقوسه، ويتخد قراراته دون أن يشرك أحدا فيما يقوم به. فالذكرى والذاكرة للأب وليست للإبن.
نص جميل يوضح الخلل الذي تعيش فيه مجتمعاتنا من قلة التواصل، والعنجهنية، والذكورية وووو....
أبدعت صورة وسردا شاعرنا وأديبنا الكبير شلال.
تقديري الكبير
رمضان مبارك كربم عليكم سيدي الكريم ، وطاب رائع الحضور وطيّب
القراءة ، وهي مزيج مما ذكرت وغيره ، شكري وتقديري ومحبتي .
رياض شلال المحمدي
13-07-2016, 07:13 AM
قضى عمره يحلم ولم يستفق إلّا حين شارف على قتل أخته بسلاح كان عليه عوض الأحلام أن يحمله ويشهره في وجه أعدائه وأعداء وطنه
ربّما هي نكبتنا الحقيقيّة أنّ أحلامنا أخذتنا من الواقع وأنّ قوانا بدّدت ضدّ أخوتنا وأبناء أمّتنا
تصوير رائع
دمت مبدعا
ولله ما أجمل حرفك ، وأعذب فكرك ، ورائع حضورك ، شكرًا بحجم
إرادة الباذلين ، وعدد أحرف الذاكرين .
آمال المصري
21-07-2016, 07:53 PM
يتوجه إلى جبهة القتال وسلاحه كقطعة تزدان بها ركن من البيت يهندمها ويثقلها ليمتع نظره من بريقها
وكأن مايشاهد من مقاطع تلهب الحماس وتدعو للجهاد والثورة على مغتصبي الوطن هي مجرد صور ترفيهية يلهي بها صغاره أو يغرقهم في وهم بطولته
فجاء الرصاص على جدران داره رمز يترجم كل ما يدور حاليا على الساحة العربية بترك العدو الحقيقي وتصويب السلاح إلى قلب الأمة
التقاطة رائعة نسجتها شاعرنا الفاضل بأسلوب مائز ماتع يحمل من الرمزية مالا تسعه الكلمات فشكرا لك على هضا الألق
تحاياي
رياض شلال المحمدي
22-08-2016, 05:55 AM
القدير رياض شلال المحمدي
نص جميل، باطنه يخفي أكثر مما يظهره.
العنوان ( إرادة ) توقفت عندها طويلاً، فلعلك تقصد إرادة الشخصية الرئيسة ( أبو عبد الله ) التي بقيت حبيسةً ( طفولته / ريعان شبابه ).
هذه الشخصية التي تربت على الهتافات والأغاني الحماسية، رافقها تخاذل ( تلميع البندقية الشخصية للشخصية الأب ( الثمانيني ) ).
الأب معتادٌ على تلميع بندقيته، كأنها تحفة وليست سلاحاً ..! ( معتاداً ) .
يكمل الأب عمله، وأعاد المخزن الخالي من العتاد إلى مكانه.
• أقترح حذف ( الخالي ) لأن فيها تقرير وتأكيد لخلوه من الرصاص، وابقائه مبهماً دون تأكيد حتى يتناسب مع الخاتمة .
في اليوم التالي ..
يغادر الأب فجراً إلى جبهات القتال.
هذا الأب كان حريصاً طوال حياته أن يجنب ولده ساحات المعركة، خوفاً عليه، فقد تزوج الابن وأنجب ( عبد الله ) / أبو عبد الله ..
والده في الثمانين من العمر، وولده في المنزل .. ( خوف الأب على ولده، وعدم انتقال الأبن ( أبو عبد الله ) من مرحلة سماع الأغاني الحماسية إلى التطبيق العملي / الجهاد ) .
بعد أسابيع .. نقلة زمنية أخرى هنا ..
يُسمع صياح الجيران / الجلبة/ الرجال والنساء / التكبير والزغاريد ..
يعتقد القارىء هنا بأن الأب قد نال الشهادة، بينما يأخذنا القاص إلى حكاية مختلفة تماماً ..
أبو عبد الله يمازح اخته ..
( أخته ) فيها رمزية ( إشهار السلاح بوجه النساء ) / الضعف ..
يخطىء أبو عبد الله ويكاد أن يصيب أخته برصاصة قاتلة، لاعتقاده بأن السلاح بدون رصاص. ولكن نسيان الأب للرصاصة يترك أثراً في الجدار / في الذاكرة / للذكرى .
إن اول رصاصة أطلقها أبو عبد الله كانت على أنثى.
وربنا ستر ..
نص جميل فيه من الرمزية الشيء الكثير .
شكراً لك
الأديب الكريم عدي بلال المحترم :
لقد كفيت ووفيت بهذه القراءة التي تنمُّ عن ذوقٍ وارفٍ جميل ، وثراء أدبيّ لامع ،
وإن فيما قصصناه الشيء الكثير من إرهاصات الواقع حضورًا وشهود عيان ، فقط أحببت تنويهًا
على أن قصدت بالمساء الثمانيني هو عصر الثمانينيات من القرن المنصرم لا العمر ، تحيتي ومحبتي ،
وكثير تقدير .
رياض شلال المحمدي
28-10-2016, 06:21 AM
لعل المساء الثمانيني هو إشارة لعهد الثمانينيات من القرن المنصرم .. وإلا فمن غير المعتاد أن نرى شيخا ثمانينياً يذهب لساحات القتال ..
النص فيه إشارة لما كانت عليه فوضى السلاح واقتنائه حتى صار كأنه لعبة يتسلى بها أفراد العائلة .. وبدلاً من يوجه السلاح لصدور الأعداء الحقيقيين .. أصبح حبيس البيوت يلهو به المستهترون ..
النص سجل حالة لكن مراميه أبعد من مجرد حادثة إطلاق نار .
دمت شاعرنا الكريم ..
جزاك الله مقام الجنتين ، ووداد المحبين ، وجيرة المتقين ، تحيتي مع التقدير .
رياض شلال المحمدي
19-12-2016, 08:16 AM
وصف للحالة الفوضويّة التي وصل إليها عالمنا العربيّ برفع سلاح الإخوة على بعضهم، وجعل كاتبنا الرّصاصة تخطئ الهدف أملا بحقن الدّماء التي سالت كثيرا...
قصّ رمزيّ رائع أديبنا
بوركت
تقديري وتحيّتي
وما زال سيل الدماء يطوف على المعاني والمغاني ، ولله عاقبة الأمور ،
تحيتي وتقديري مع :0014: .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir