المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سكون الموتى- قصيدة حول الصمت العربي عن تدنيس المصحف



فارس عودة
19-05-2005, 06:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي الكرام :
ليس غريبا على من يزعمون أنهم من أنصار حرية الأديان أن يظهروا حقدهم الذي تضيق به صدورهم علنا وعلى رؤوس الأشهاد بأن يقوم أحد علوجهم بتدنيس المصحف الشريف في سجن غوانتانامو وكذلك فعلوا في العراق وأعجب من ذلك الصمت العربي الرسمي وغير الرسمي عن هذا الحدث وكأنه شيء هين ،وأعجب من ذلك أن يتظاهر أهلنا في الباكستان وفي أفغانستان المحتلة ،وفي فلسطين المحتلة رغم الاحتلال ،وتسكت من يزعم أهلها أنها بلد الإسلام وعاصمته ،ولا أقصد بذلك العلماء الأجلاء ولكن أقصد الذين لم يسلم من ألسنتهم مسلم ، أو عالم ،ثم لا يحركون ساكنا أمام حدث جلل كهذا ،بل نرى لهم سكونا كـ

" سكون الموتى "
يَا أُمَـة الإِسْـلامِ أَيْنَ سُـيُوفُكُمْ = أولا تُسَـلُّ لِتَكْـسِـرَ الصُّلْبَـانَـا
أَوَلاَ تُسّلُّ عَلَى رُؤُوسِ حُـثَالَـةٍ = تَجْتَثُّ مِنْهَا الكُـفْرَ والطُّغْيَـانَــا
أَوَلاَ تُسَـلُّ وَقَدْ تَجَـبـَّرَ عِلْجُهُمْ = رَغْـمَ الصَّغَـارِ يُدَنِّسُ القُـرْآنَـا
أَوَلاَ نَثُورُ بِغَـضْبَـةٍ عُمَـرِيَّـةٍ = كَالرِّيحِ يَنْسِـفُ عَصْفُهَا الأَوْثَانَـا
كَمْ دَنَّسَ الأَعْدَاءُ حُرْمَـةَ مُسْـلِمٍ = وَكَمِ اسْتَبَـاحُوا بِالجُيُوشِ حِمَانَـا
أَوَمَاتَرَى بَغْـدَادَ يَلْفَحُهَـا اللَّظَـى = وَغَمَـامَـةَ الأَحْزَانِ فَوْقَ قُرَانَـا
وَالْمُجْرِمِينَ وَقَدْ أَقَـامُـوا دَوْلَـةً = وَقُـرُودُهُمْ كَمْ دَنَّسَـتْ أَقْصَـانَـا
أَوَلَمْ تَرَ "الْفَلْكُـونَ" فَـوْقَ رُؤُوسِنَا = قَدْ هَشَّمَتْ رَأْسَ الرَّضِيعِ بِقَـانَـا
مَا أَبْشـَعَ الصَّمْتَ الرَّهِيبَ بأمـةٍ = تَتْلُو الكِـتَابَ وَتَعْـبُدُ الرَّحْمَـانَـا
مَـا بَالُ أُمَّتِنَـا تَثُـورُ حَـمِيَّـةً = للظَّـالِمِـينَ وَتُعْلِـنُ الإِذْعَـانَـا
وَتُقَدِّسُ الأَصْـنَامَ أَصْنَـامَ الوَرَى = وَتُبَجِّـلُ الحَشَـرَاتِ وَالْجُـرْذَانَـا
عَجَباً لِمَنْ بُعِثَ الحَبِيبُ بِأَرْضِـهِمْ = يَتْلُو عَلَى تِلْكَ الرُّبَى الفُـرْقَـانَـا
كَيْفَ ارْتَضَوْا ذُلَّ الحَيَاةِ وَأَصْبَحُوا = للكَـافِـرِينَ مَطِيَّـةً وَحِصَـانَـا
أَسَمِعْتَ مِنْ تِلْكَ الحَنَاجِرِ صَيْحَـةً = أَمْ أَنْطَقَتْ تِلْكَ الخُطُـوبُ لِسَـانَـا
أَمْ أَسْرَجُوا عِنْدَ الحِجَازِ خُيُولَـهُمْ = أَمْ جَـرَّدُوا يَوْمَ الجِـلادِ سِـنَانَـا
أَمَّا إِذَا مَـسَّ الأَعَـادِيَ بأسُـنَـا = خَطُّوا مِنَ الشَّجْبِ الرَّخِيصِ بَيَانَـا
وَتَصَايَحُـوا وَتَخَاذَلُوا وَتَهَافَتُـوا = يَبْنُونَ مِنْ دَرَكِ القُعُـودِ جِنَـانَـا
أَمَّا وَلِـيُّ الأَمْـرِ فَهْـوَ حَكِيمُهُمْ = لايَعْـرِفُـونَ لِغَيْـرِهِ سُـلْطَـانَـا
يَاوَيْحَ هَـاتِيكَ النُّفُـوسِ أَلَمْ يَرَوا = نُورَ الحَقِيقَـةِ يُرْشِـدُ العُمْيَـانَـا
فَلْيَخْرِسُـوا إِنَّ السُّكُوتَ فَضِيلَـةٌ = إِنْ لَمْ يُطِيقُوا الرَّفْضَ وَالعِصْيَانَـا
للَّـهِ دَرُّ المُخْلِصِـينَ إِذِ انْبَـرُوا = وَتَدَفَّقُـوا فِي عَـزْمَـةٍ طُوفُـانَـا
هَتَفُوا بِصَيْحَاتِ الإِبَاءِ فَحَرَّكُـوا = إِسْـلامَ بَادَ وَزَلْـزَلُوا الأَفْغَـانَـا
وَتَحَرَّكَتْ أَحْجَارُ غَـزَّةَ عِنْدَمَـا = هَبَّتْ حَمَـاسُ لِتَفْجُـرَ البُرْكَـانَـا
وَعَلَى ضِفَـافِ النِّيلِ ثَمَّ بَوَاسِـلٌ = رَفَعَتْ بِأَصْـوَاتِ الدُّعَـاةِ أَذَانَـا
قَـوْمٌ لَهُمْ عِنْدَ النَّوَائِبِ صَـوْلَـةٌ = وَزُنُودُ عِزِّ تَحْـرُسُ الأَوْطَـانَـا
فَشِعَارُهُمْ سَيْفَانِ حَوْلَـيْ مُصْحَفٍ = وَقُلُـوبُـهُمْ لاتَعْـرِفُ الخُـذْلانَـا
صَنَعُوا بِدَقَّاتِ القُلُوبِ شَوَامِخـا = بَلْ أَحْسَـنُوا التَّكْـوِينَ وَالبُنْيَـانَـا
زَرَعُوا قُلُـوبَ النَّاسِ حُبَّ مُحَمَّدٍ = فَغَـدُوا بِنِعْمَـةِ رَبِّـهِمْ إِخْـوَانَـا
يَا أُمَّـةَ المِلْـيَـارِ هَـذَا دَرْبُنَـا = دَرْبٌ يُعِـزُّ الـدِّيـنَ وَالإِنْسَـانَـا
اللَّـهُ غَـايَتُنَـا وَنـهـج مُحـَمَّدٍ = يُحْيـِي القُلُـوبَ وَيُثْلِجُ الظَّمْـآنَـا
وَسَبْيلُنَـا بَذْلُ النَّفُوسِ رَخِيصَـة = حَتَّـى نَكُـونَ لأَحْـمَـدٍ جِيرَانَـا
وَالْمَوْتُ فِي الرَّحْمَنِ أَسْمَى غَايَةٍ = نَسْـمُـو بِهَا وَنُشَـرِّفُ المَيْدَانَـا
حَتَّى نَرَى وَجْهَ الحَبِيبِ مُحَـمَّدٍ = وَبِمُقْلَـتَيْـهِ نُكَـحِّـلُّ الأَجْفَـانَـا
يَا أُمَّـةَ الإِسْـلامِ كَـيْفََ أَذَلنّـا = حُبُّ الحَيَاةِ وَعِشْـقُنَـا الأَوْثَـانَـا
كُنَّا عَلَى مَـرِّ العُصُـورِ أَعِـزَّةً = وَشُمُوسَ صِدْقٍ تَنْشُـرُ الإِيمَـانَـا
وَرِمَـاحَ بَأْسٍ لاتَلِيـنُ قَنَـاتُنَـا = وَصَدَى رُعُودٍ تُرْجِفُ الأَرْكَـانَـا
وَالْيَوْمَ بِتْنَـا كَالعَبِيدِ يَسُـوقُـنَـا = زَجْـرُ المُغِـيرِ فَنُعْلِنُ الإِذْعَـانَـا
وَيُمَرِّغُ العِلْـجُ البَغِيضُ أُنُوفَنَـا = بِالْوَحْـلِ ثُـمَّ يُدَنِّـسُ القُـرْآنَـا
وَنَبِيتُ فِي بِرَكِ المَذَلَّـةِ وَالْخَنَـا = نَذْرِي الدَّمُوعَ وَنَجْـرَعُ الأَحْزَانَـا
وَنَلُوكُ أَلْفَـاظَ الشَّـهَادَةِ عَـادَة ً = مُتَمَسْـلِمِـينَ وَنَعْـبُدُ الشَّيْطَـانَـا
---------------------------------------------------------
أخوكم فارس عودة

د.إسلام المازني
20-05-2005, 02:06 PM
شاعرنا الكريم


أستحيى أن أقول : قصيدة بليغة

فالمقام مقام نقول فيه بالعامية (خسارة فينا الأكل )

لا أذكر من القائل


يا من تشق صدورنا وقبورنا بحرابكم

أين الحضارة والدماء تسيل من أنيابكم

أين المواثيق التى كتب على أعتابكم

دمنا على أبوابكم

دمنا على أكوابكم

دمنا يلون خبزكم

دمنا طلا أظفاركم



أخى الغالى

هان على قومه فكان على غيرهم أهون , وثبت بالتواتر امتهان جلاوزتهم له ..

و ترك العمل به امتهان كبير كما تفضلتم

د.جمال مرسي
20-05-2005, 04:42 PM
جزاك الله خيرا أخي فارس
و شكراً على هذه القصيدة النابضة و التي نكأت جراحا لا و لم تندمل
بارك الله بك و بهمتك و تقبل الود
د. جمال

فارس عودة
04-06-2005, 12:37 PM
جزى الله أخوي الكريمين الدكتور جمال مرسي و الدكتور إسلام المازني على مشاركتهما ومرورهما الكريم على هذه المشاركة وليغفرا لي تقصيري في الردود وغيابي ،وجزاهما الله كل خير ولهم مني لف تحية وتحية
أخوكم فارس عودة.

عدنان أحمد البحيصي
04-06-2005, 01:18 PM
أخي فارس ولا زالت حروفك ساطعة مع أن تغييب لكن رجوعك نثر الربيع وزهر الياسمين




ننتظر عودتك أخي

يوسف العزعزي
04-06-2005, 03:02 PM
ما شاء الله
ما زالت كلماتك تنير جبين التاريخ
تخلع العار والشنار على الأمة .
أيها الحبيب المبدع
أنت رائع في كل شيء:NJ:
والسلام

إسماعيل صباح
09-06-2005, 11:07 AM
أخي الحبيب فارس (نبض الأمة) لا فض فوك ولا عدمك أهلوك الحمد لله أن لا زال في الأمة أمثالك ، وأن سخر للقرآن والأقصى من يذود عنهما ويذكر الغافلين بهما ، وإني والله أشعر بالأسى للحال الذي وصلنا إليه، فالكفار أهانوا المصحف بضع مرات وهم أعداءنا ، ولكن وللأسف أبناء المسلمين يلقون بكتبهم المشتملة على الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة في صناديق القمامة كل يوم بعد خروجهم من قاعات الإمتحانات فهل ننتظر منهم أخي الحبيب أن يغاروا لانتهاك حرمة القرآن وتدنيس المصحف الشريف أو الأقصى ؟!!!

د. سمير العمري
06-08-2005, 04:17 PM
أخي الحبيب فارس:

لا أقول إلا ما قلت هناك في رد آخر: كلا لم يدنسوا القرآن فالله من نزل الذكر وهو الحافظ له ، ولا أرى القرآن قرآناً في السطور بل في الصدور.

إننا نحن من دنسوا ونحن من هنا وأهنا ، ونحن من فرط في كتاب الله إذ جعلناه قراطيس إما للزينة أو للتبرك ، فلا به عملنا ولا له انتصرنا.

كلام الله يحفظه صاحبه ولكن نحن ، نحن من يحفظنا من أنفسنا قبل غيرنا؟! متى نترفع عن دنايا الأمور ، ومتى نجعل بأسنا شديداً على عدو الله وعدونا بدل أن يكون شديداً بيننا؟؟

آه يا صاح كم في القلب غصة مما يرى ويسمع. لعل الله أن يبدل حال بحال ويجعل أمرنا إلى خير مآل وينصر الحق بالرجال الرجال.


تحياتي لشاعر فذ وأخ حبيب
:os::tree::os: