مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو لم يكنْ في العَروضِ وتدٌ مَفروق ؟
عادل العاني
29-05-2016, 10:50 PM
ماذا لو لم يكن في العروض وتدٌ مفروق ؟
اسمحوا لي أن ( أشخبط وألخبط ) قليلا على الورق , وأنا أفكر مع نفسي حول دائرة المشتبه وهي الدائرة الرابعة من دوائر الفراهيدي والتي أنتجت تسعة بحور اعتمد الفراهيدي ستة منها وأهمل ثلاثة. إضافة لما قرأته في كتاب (علم العروض ومحاولات التجديد) للدكتور محمد توفيق.
اعتمد الفراهيدي فيها بحرا أسماه السريع وتفعيلاته ( مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ ) وقرر أن الوتد المفروق هو آخر تفعيلة ( مفعولاتُ ) , لكنه اشترط أيضا أن يستخدم هذا البحر وجوبا ( مستفعلن مستفعلن فاعلن ) والذي شككت بانتمائه لهذه الدائرة بل هو من أوزان بحر الرجز , وكل ما أصابه من علة في ضربه هو حذف سبب خفيف منه.
وبنظرة لما ورد فيها من بحور ولنأخذ أساسا بحر الخفيف :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ... فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
وبتمعن في هذا الوزن نرى توالي أسباب ثلاثة في حشو البيت رغم أن الفراهيدي وضع قاعدة عدم جواز ذلك , ولكي يخرج من هذا كان لابد من القول أن مستفعلن فيها وتد مفروق ( مستفع لن ) عندها لا تتوالى ثلاثة أسباب لأن الثالث أصبح جزءا من الوتد المفروق.
نحن نعلم أن العرب كانت تقول الشعر قبل اكتشاف علم العروض من قبل العبقري الفراهيدي , والعرب شبهت بيت الشَّعر ببيت الشِّعر ( الخيمة ) وعناصر بنائه هي الأوتاد والأسباب , وبينوا أن الأوتاد ثابتة ومشابهة لأوتاد الخشب التي تثبت بها الخيمة , والأسباب هي الحبال التي تربط الخيمة بالأوتاد ليتكون البيت ( الخيمة ) , ولم تذكر العرب أن للأوتاد نوعين هما المجموع والمفروق بل الأوتاد هي أوتاد , والأوتاد في الشعر لا يصيبها إلا العلل وهي القطع أو الزيادة , أما الزحافات فهي التي كانت تصيب الأسباب أو الحبال بتقصيرها لغرض الربط.
والعرب لا تعرف أن هناك أنواعا من الأوتاد بل الأوتاد هي أوتاد مشابهة للأوتاد الخشبية التي تدق في الأرض لتثبيت البيت وتختلف عن بعضها خاصة ما يأتي في الضروب بقطع الرأس أو الذيل أو الإضافة ومعروف أن مثل هذه الأوتاد تأتي في الطرف المقابل لباب الخيمة, وهي واحدة ولا توجد لها أنواع. أما الأوتاد في الحشو فهي التي تبقى كما هي بدون أي تغيير.
وإذا افترضنا أنه لا يوجد وتد مفروق في الشعر العربي , فماالذي سينتج ؟
ولنجر محاولة تدوير وزن بحر الخفيف دون وتد مفروق وكما يلي :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ( الخفيف )
تن فاعلاتن مستفعلن فاعلا
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن ( مستفعلن مفعولات مستفعلن ) المنسرح أو أن نعتمد تفعيلة مستفعلاتن في تفعيلات العروض.
علن مستفعلاتن مستفعلن فا
مفاعيلن مفاعيلن فاعلاتن ( القريب أو المنسرد ) أهمله الفراهيدي
تن مفاعيلن مفاعيلن فاعلا
فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن ( الغريب أو المتئد ) أهمله الفراهيدي
علن فاعلاتن فاعلاتن مستف
فعولن مفاعيلن مفاعيلاتن ( وزن يمكن إهماله ) أو اعتماده ( فعولن فعولن فاعلن مفعولن )
تن فعولن مفاعيلن مفاعيلن
فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن ( المطرد أو المشاكل ) أهمله الفراهيدي
لن فاعلاتن مفاعيلن مفاعي
مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن ( المجتث )
تن مستفعلن فاعلاتن فاعلا
مفعولن فعولن فعولن فاعلن ( مفعولات مستفعلن مستفعلن ) المقتضب أو أن نعتمد تفعيلة مفعولن في تفعيلات العروض.
علن مفعولن فعولن فعولن فا
مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن ( المضارع )
لن مفاعيلن فاعلاتن مفاعي
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
وكما نرى ما نتج وهو :
1 – كل بحور دائرة المشتبه نتجت هنا عدا بحر السريع ( لأنه لاينتمي لها )
2- توالي 3 أسباب كما هو لفظا في الخفيف.
3 – ظهور تفعيلات وهي ( مستفعلاتن , مفاعيلاتن, مفعولن ) بسبب قبول توالي ثلاثة أسباب.
وأضيف إلى ما طرحه الدكتور إبراهيم أنيس كما ورد في كتابه موسيقى الشعر ص 139 – ص 140 والذي اطلعت عليه في مرجعي (علم العروض ومحاولات التجديد) للدكتور محمد توفيق, أن المنسرح هو :
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن ... مستفعلاتن مستفعلن فاعلن
وهذا جاء ضمن رؤيته في موسيقى الشعر التي أختصر فيها بحور الشعر إلى عشرة بحور فقط وأسقط بحرين هما المضارع والمقتضب باعتبار أنهما محشوران حشرا ولا أصل لهما في الشعر العربي , إضافة لإهماله ثلاثة بحور بتبرير أنها صيغ أخرى من بحوره العشرة وهي الكامل والوافر والهزج , وأعتمد التفعيلات الإضافية التالية :
مستفعلاتن
فعولاتن ( وهي مكافئة لمفاعيلن )
وأهمل تفعيلات متفاعلن , مفاعلتن , وأهمل الوتد المفروق في كتابة ( فاع لاتن ) و ( مستفع لن ) ..وهذا صحيح لفظا وشعرا إذ لا يظهر الوتد المفروق فيهما.
والتفعيلات التي اعتمدها هي ثلاثة فعولن , فاعلن , مستفعلن
ومنها اشتق ثلاثة تفعيلات أخرى بإضافة سبب خفيف ( فعولاتن , فاعلاتن , مستفعلاتن )
ويظهر من التدوير أعلاه إمكانية عدم الإعتماد على الوتد المفروق في الشعر العربي لكن أن يعتمد على توالي الأسباب الخفيفة الثلاثة والتفعيلات الجديدة الناجمة عنها.
كما أنه لم يتطرق للسبب الثقيل الذي حذفه وحذف تفعيلاته , وهذا سيلزمنا باستحداث زحاف جديد وهو تحريك الساكن الثاني في ( مستفعلن ) لتصبح ( متفاعلن ) ليغطي النظم في الكامل وكذلك تحريك الخامس الساكن في ( فعولاتن ) لتصبح ( مفاعلتن ) وتغطي النظم في الوافر. أما الهزج فهو اعتبره من مجزوء الوافر الذي اعتمده ( فعولاتن فعولاتن )
لكنه لم يذكر الوافر ( فعولاتن فعولاتن ) ضمن بحوره , كما أنه أهمل المتدارك بالرغم من اعتماد تفعيلته ( فاعلن )
موسيقى الشعر للدكتور ابراهيم أنيس.
http://lisaanularab.blogspot.com/2011/12/blog-post_5981.html
ولن أتحدث الآن عن بحوره العشرة وهل يمكن تدويرها أم لا وأي الدوائر تجمعها وسأطرحها في وقت لاحق.
علم العروض ومحاولات التجديد للدكتور محمد توفيق.
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb79720-40189&search=books
أنا أطرح الموضوع وأعلم أن تبني هذه الرؤية سيسقط ما طرحته في الدائرة السادسة من اعتماد وتدين مفروقين أو حتى ثلاثة أوتاد مفروقة, وما نتج عنه لاحقا.
وأرحب بأي نقاش وحوار حول الموضوع.
محمد سمير السحار
01-06-2016, 02:51 AM
أخي العزيز وأستاذي الفاضل الشاعر الكبير عادل العاني
لا شك فيه أنّ الخليل الفراهيدي هو مهندس علم العروض وله ندين بتأسيس هذا العلم
واجتهاده هو محل تقدير كبير
ولكن ليس ما أتى فيه هو كلام منزّه
قد يكون أصاب في مسألة الوتد المفروق وقد يكون أخطأ
الوتد وتد سواء كان مفروقًا أو مجموعًا
ما ينطبق على الوتد المجموع يجب أن ينطبق على الوتد المفروق
لذلك إذا سلّمنا بوجود الوتد المفروق يجب أن نسلّم بتوالي الأوتاد المفروقة كما تتوالى الأوتاد المجموعة
وزن بحر السريع العروضي محل جدل وانتسابه إلى دائرة المشتبه محل شك وريبة
وقد نتج معي وزن بحر السريع كما نظم عليه العرب في استنباط دائرة مجزوء بحر البسيط
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=82421
وهذه الدائرة تولّد البحر كما نظم عليه تمامًا
فهي الأحقّ بأن ينتسب إليها هذا البحر
وهذا من أسباب التي دفعتني لتبني فكرة أنّ البحور المجزوءة هي بحور مستقلّة تتولّد بدوائر مختلفة مستقلّة
يبقى في آخر الأمر أنّ علم العروض هو علم مفتوح الباب للاجتهاد فيه
والله أعلم بحقيقة الأمور
بارك الله فيك وجزاك خيرًا
وتقبّل خالص تحيّتي وتقديري على الدوام
عبدالستارالنعيمي
01-06-2016, 04:54 PM
والعرب شبهت بيت الشَّعر ببيت الشِّعر ( الخيمة ) وعناصر بنائه هي الأوتاد والأسباب , وبينوا أن الأوتاد ثابتة ومشابهة لأوتاد الخشب التي تثبت بها الخيمة , والأسباب هي الحبال التي تربط الخيمة بالأوتاد ليتكون البيت ( الخيمة ) , ولم تذكر العرب أن للأوتاد نوعين هما المجموع والمفروق بل الأوتاد هي أوتاد
الأستاذ الكريم عادل العاني
بلى؛قديما استُعمل الوتد المفروق وكان ذو رأسين على شكل حرف Y لربط حبلين بدلا من حبل واحد
تحيتي مع التقدير
عادل العاني
01-06-2016, 08:00 PM
والعرب شبهت بيت الشَّعر ببيت الشِّعر ( الخيمة ) وعناصر بنائه هي الأوتاد والأسباب , وبينوا أن الأوتاد ثابتة ومشابهة لأوتاد الخشب التي تثبت بها الخيمة , والأسباب هي الحبال التي تربط الخيمة بالأوتاد ليتكون البيت ( الخيمة ) , ولم تذكر العرب أن للأوتاد نوعين هما المجموع والمفروق بل الأوتاد هي أوتاد
الأستاذ الكريم عادل العاني
بلى؛قديما استُعمل الوتد المفروق وكان ذو رأسين على شكل حرف Y لربط حبلين بدلا من حبل واحد
تحيتي مع التقدير
الأخ الدكتور عبدالستار
معلومة قيّمة .. وصدقني فكرت بها قبلا لكن لم أجد ما يعزز ذلك .. والآن أنت تؤكد هذه الحقيقة .. وهذا يكفيني.
إذن لم يكن تحديد الوتد المفروق جزافا .. لكن لم أجد ما يربطه بالشعر العربي إلا بعد ظهور علم العروض والذي اكتشفه العبقري الفراهيدي.
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري
محمد سمير السحار
01-06-2016, 10:29 PM
أخي العزيز وأستاذي الفاضل عادل العاني
دهشتُ أنَّك لا تعرف الوتد المفروق حقيقة
ألم تلعب بالنقيفة ( النبيلة ) عندما كنت صغيرًا
هذه صورة لها
http://i.imgur.com/IWFOT0e.jpg
تحيّتي وتقديري على الدوام
عادل العاني
01-06-2016, 10:42 PM
أخي العزيز وأستاذي الفاضل عادل العاني
دهشتُ أنَّك لا تعرف الوتد المفروق حقيقة
ألم تلعب بالنقيفة ( النبيلة ) عندما كنت صغيرًا
هذه صورة لها
http://i.imgur.com/IWFOT0e.jpg
تحيّتي وتقديري على الدوام
لا أخي العزيز الموضوع ليس أعرف أو لا أعرف لكنه افتراض وكما قدمت له
فالعرب لم تكن تفرق في الشعر بين الوتد المجموع أو الوتد المفروق والنتيجة كما أوضحت توالي أسباب ثلاثة في الحشو وظهور تفعيلات أخرى.
اعتماد الوتد المفروق كان لأسباب عروضية ولغرض التدوير واستنباط بحور ثبت أن أساس الدائرة ( السريع المفترض ) لم يظهر عند التدوير بافتراض عدم وجود وتد مفروق , بينما ظهرت كل البحور الأخرى.
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري
محمد سمير السحار
01-06-2016, 10:54 PM
لا أخي العزيز الموضوع ليس أعرف أو لا أعرف لكنه افتراض وكما قدمت له
فالعرب لم تكن تفرق في الشعر بين الوتد المجموع أو الوتد المفروق والنتيجة كما أوضحت توالي أسباب ثلاثة في الحشو وظهور تفعيلات أخرى.
اعتماد الوتد المفروق كان لأسباب عروضية ولغرض التدوير واستنباط بحور ثبت أن أساس الدائرة ( السريع المفترض ) لم يظهر عند التدوير بافتراض عدم وجود وتد مفروق , بينما ظهرت كل البحور الأخرى.
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري
أخي العزيز وأستاذي الفاضل عادل العاني
هي ممازحة منّي
ولكن الحمد لله أنّ الخليل الفراهيدي اعتمد الوتد المفروق فهو وتد في نهاية الأمر
صدقني لو لم يعتمده وأتى من بعده من كان
حتّى ولو كان قمّة في العبقرية وأكتشف الوتد المفروق لم يعترف فيه أحد من الخلق
لكلّ شيء حكمة أخي العزيز
وجود الوتد المفروق وسّع قاعدة علم العروض
وإن أخطأ الفراهيدي بإرجاع وزن بحر السريع إلى الشكل العروضي في دائرة المشتبه
إلا إِنَّ هذا الخطأ كان نافعًا لتوسيع قاعدة الاجتهاد في علم العروض
بارك الله فيك وجزاك خيرًا
تحيّتي وتقديري على الدوام
عبده فايز الزبيدي
02-06-2016, 07:23 PM
ابن العم
و أخي الكريم
عادل العاني
سأسمح لنفسي أن أناقشكم و هذه جرأة لا أكثر و لاأقل عساها تكون محمودة العاقبة
فما مثلي يقف هنا بجواركم.
قلت بارك الله فيك :
( ولم تذكر العرب أن للأوتاد نوعين هما المجموع والمفروق بل الأوتاد هي أوتاد , والأوتاد في الشعر لا يصيبها إلا العلل وهي القطع أو الزيادة , أما الزحافات فهي التي كانت تصيب الأسباب أو الحبال بتقصيرها لغرض الربط. ...)
وكذلك العرب قبل الفراهيدي لم تقل في الشعر هذا سبب خفيف و ذاك ثقيل.
عادل العاني
02-06-2016, 09:45 PM
ابن العم
و أخي الكريم
عادل العاني
سأسمح لنفسي أن أناقشكم و هذه جرأة لا أكثر و لاأقل عساها تكون محمودة العاقبة
فما مثلي يقف هنا بجواركم.
قلت بارك الله فيك :
( ولم تذكر العرب أن للأوتاد نوعين هما المجموع والمفروق بل الأوتاد هي أوتاد , والأوتاد في الشعر لا يصيبها إلا العلل وهي القطع أو الزيادة , أما الزحافات فهي التي كانت تصيب الأسباب أو الحبال بتقصيرها لغرض الربط. ...)
وكذلك العرب قبل الفراهيدي لم تقل في الشعر هذا سبب خفيف و ذاك ثقيل.
مرحبا بك أخي وابن العم العزيز
صدقت حفظك الله ورعاك .. وبالعكس رأيك مهم أيضا وأنت قد تلم بما لا علم لنا به في هذه الأمور ويمكن أن تفيدنا.
أما الأسباب أو الحبال اختلف طولها في النظم والعرب اعتمدت ثلاثة أنواع ( الحرف المتحرك ) وهو دلالة على سبب مزاحف بحذف ساكنه و ( سبب خفيف ) وهو المتكون من متحرك وساكن ,
و ( السبب الثقيل ) وهو المتكون من متحركين , وهذه الحبال التي تختلف أطوالها في ربط الخيمة بالأوتاد , وهذا ما ركز عليه الشعراء العرب في أشعارهم , واعتمدوا على الحروف المتحركة والساكنة قبل أن يظهر علم العروض الذي استنبطه الفراهيدي من الأشعر التي بين يديه واعتمد أيضا زحافات أخرى وأوزانا أخرى لم تكن تستخدم.
السبب الثقيل لا يمكن إغفاله لأنه من ضمن البناء الشعري في الكامل والوافر وهو واضح للعيان.
أما الوتد فلم أقرأ عن اختلاف الأوتاد قبل ظهور العروض .. وهذا ما دعاني للتساؤل ..
فهل هناك وتد مفروق أم لا ؟ وأنا استخرجت بحور دائرة المشتبه بدون وتد مفروق .. كما أهمله أيضا الدكتور إبراهيم أنيس , لكن مع افتراضات أخرى.
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري
عبده فايز الزبيدي
02-06-2016, 10:13 PM
أما الوتد فلم أقرأ عن اختلاف الأوتاد قبل ظهور العروض .. وهذا ما دعاني للتساؤل .
وضح لي هذه العبارة في جملة مختصرة ، بارك الله فيك.
عادل العاني
02-06-2016, 10:27 PM
أما الوتد فلم أقرأ عن اختلاف الأوتاد قبل ظهور العروض .. وهذا ما دعاني للتساؤل .
وضح لي هذه العبارة في جملة مختصرة ، بارك الله فيك.
لم أجد ما يشير إلى نوعين من الأوتاد قبل ظهور العروض .. وياليتك تشير لي إن كان هناك مرجع لذلك.
والسبب الذي دعاني لهذا التساؤل هو ما قلته عن بحر الخفيف :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
وفيها وجهتا نظر :
أن نقبل بتوالي ثلاثة أسباب هي ( تن , مس , تف )
أو نقول أن في ( مستفعلن ) وتد مفروق وهو ( تفعِ ) حتى نتلافى توالي ثلاثة أسباب ( عروضيا )
لكن في النطق واللفظ تتوالى الأسباب الثلاثة .. فأين تأثير الوتد المفروق ( لفظا ) ؟
هذا ما كنت أريد أن أطرحه
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري
عادل العاني
02-06-2016, 10:36 PM
واسمح لي أيضا أن أضيف :
مكونات الشعر العربي هي :
السبب الخفيف / ه
السبب الثقيل : / /
الفاصلة الصغرى : / / / ه
الفاصلة الكبرى : / / / / ه
فأين الوتد المفروق ؟
بينما الوتد المجموع يظهر في الفاصلة الكبرى , والصغرى إذا اعتبرناها مكونة من سبب مزاحف ووتد لأنها يمكن أن تكون من سبب ثقيل وسبب خفيف.
تحياتي وتقديري
محمد محمد أبو كشك
18-09-2016, 09:35 PM
أتابع هذا المقال الجميل بشغف وتقدير
بوركتم أستاذ عادل على هذا الجهد
جعله الله في ميزانكم
عادل العاني
14-10-2016, 12:14 AM
أتابع هذا المقال الجميل بشغف وتقدير
بوركتم أستاذ عادل على هذا الجهد
جعله الله في ميزانكم
أخي العزيز الشاعر الكبير أبا الحسين
أشكرك لمرورك العطر هنا , وأشكر لك تعقيبك.
والحقيقة كنت أتمنى أن يشارك في النقاش من له إلمام بالعروض كي نصل إلى نتيجة ...
ومازلت أنتظر
تحياتي وتقديري
عبدالستارالنعيمي
15-10-2016, 03:28 AM
الأستاذ عادل العاني
كان الخليل لغويا قبل أن يكون عروضيا؛والشعر هو جزء من اللغة وليس العكس لأن الجزء لا يساوي الكل؛لذلك اعتمد الخليل في العروض على اوزان الأفعال والأسماء والحروف بدليل(لَمْ أَرَ عَلَى ظَهْرِ جَبَلٍ سَمَكَةً)أي أن كل كلام العرب يتأتى من مثل ما في هذه الجملة من حرف وفعل واسم؛وكما نعلم فالحروف أنواع كذلك الأسماء والأفعال؛فإن قلنا اليوم وبعد مضي أكثر من ألف ومائتي عام لماذا لا نحذف الوتد المفروق وجب علينا أن نحذف من اللغة كل فعل أجوف (نام-رام -هام-قام------)و(كان وأخواتها)ومن الأسماء(اسمِ-طهرِ-مهرِ-قهرِ-----)ومن الحروف والظروف(بين-عند-فوق-تحت-----)
وإذا طلبنا بشواهد من الخليل تدلل على أن في شعر العرب وتد مفروق فتلك الشواهد موجودة مع قلتها لأن كتاب العين الخليلي لم يصل إلينا إلا شذرات منه وهو ما نقل منه بعض تلامذته دون عرض تفصيلي للكتاب الأصلي والذي يضم الكثير من النحو وعلم الأصوات والعروض في حين وصلنا من تلاميذه كتب اللغة والعروض والأصوات بلا ضياع أو تلف و"كتاب"سيويه في النحو أكبر دليل على محاولات إزاحة الخليل عن ساحة الشهرة والسبق
وسواء كانت المحاولات عن قصد أ و عن غير قصد فقد استدل العلماء الأوائل على اعتبار أن الخليل كان له قصب السبق في كل ما مر أعلاه ولكن تكمن العلة في فقدان الجزء الأكبر من كتابه(العين)وهو ما يؤيد كلامنا عن وجود شواهد من أشعار العرب فيه ما نبحث عنه اليوم كأمثلة للوتد المفروق بكل تأكيد
وإني لأرثي أمة ما هم"علماؤها" في عصر الحداثة إلا إدحاض كل ما أبدع فيه التراث العربي المجيد في محاولة منهم لطمس حضارتها وتفنيد الإبداع فيها بكل ما أوتوا من قوة التنكير والتدحيض فكان أولهم (عميد الأدب العربي)كما لقبوه أسياده في الغرب وقد أنكر على العرب أشعارهم في العصر الجاهلي زاعما أنهم لم يبلغوا من العقل والفكر النير ليقولوا تلك المعلقات! في حين كان يمجد ويشيد بأشعار وأدب الغربيين بكل وقاحة وبجاحة
ثم توالت هجمات الحداثيين على تراثنا العربي -الشيء الوحيد الذي حفظ لنا عبر التأريخ -من أمثال المازني والعقاد وأنيس و و و---ولا زال التراث يصد آلاف الهجمات عليه ولكنه صامد لأنه محفوظ في الصدور قبل القراطيس أولا؛ولأن هناك أفكار نيرة وأقلام غيورة توصلنا بالاستنتاج العقلي إلى إثبات كل ما أنكره الحداثيون من التراث وإدحاض كل مستحدث هجين منه؛مثلا أثبت بعضهم وجود الخطابة في العصر الجاهلي عندما أنكرها طه حسين (لوجود خطب للرسول صلى الله عليه وسلم عند ورود وجهاء القبائل عليه للدخول في الإسلام؛فأسلوب الخطابة عند الطرفين كانا متقاربين ؛ولا يعقل أن يكون قد نبغ في تلك الساعة كل مَن ألقى يخطبته أمام الرسول لو لم تكن لديه خلفية متينة في الخطابة)
ثناء صالح
15-10-2016, 11:18 AM
ماذا لو لم يكن في العروض وتدٌ مفروق ؟
اسمحوا لي أن ( أشخبط وألخبط ) قليلا على الورق , وأنا أفكر مع نفسي حول دائرة المشتبه وهي الدائرة الرابعة من دوائر الفراهيدي والتي أنتجت تسعة بحور اعتمد الفراهيدي ستة منها وأهمل ثلاثة. إضافة لما قرأته في كتاب (علم العروض ومحاولات التجديد) للدكتور محمد توفيق.
اعتمد الفراهيدي فيها بحرا أسماه السريع وتفعيلاته ( مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ ) وقرر أن الوتد المفروق هو آخر تفعيلة ( مفعولاتُ ) , لكنه اشترط أيضا أن يستخدم هذا البحر وجوبا ( مستفعلن مستفعلن فاعلن ) والذي شككت بانتمائه لهذه الدائرة بل هو من أوزان بحر الرجز , وكل ما أصابه من علة في ضربه هو حذف سبب خفيف منه.
وبنظرة لما ورد فيها من بحور ولنأخذ أساسا بحر الخفيف :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ... فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
وبتمعن في هذا الوزن نرى توالي أسباب ثلاثة في حشو البيت رغم أن الفراهيدي وضع قاعدة عدم جواز ذلك , ولكي يخرج من هذا كان لابد من القول أن مستفعلن فيها وتد مفروق ( مستفع لن ) عندها لا تتوالى ثلاثة أسباب لأن الثالث أصبح جزءا من الوتد المفروق.
نحن نعلم أن العرب كانت تقول الشعر قبل اكتشاف علم العروض من قبل العبقري الفراهيدي , والعرب شبهت بيت الشَّعر ببيت الشِّعر ( الخيمة ) وعناصر بنائه هي الأوتاد والأسباب , وبينوا أن الأوتاد ثابتة ومشابهة لأوتاد الخشب التي تثبت بها الخيمة , والأسباب هي الحبال التي تربط الخيمة بالأوتاد ليتكون البيت ( الخيمة ) , ولم تذكر العرب أن للأوتاد نوعين هما المجموع والمفروق بل الأوتاد هي أوتاد , والأوتاد في الشعر لا يصيبها إلا العلل وهي القطع أو الزيادة , أما الزحافات فهي التي كانت تصيب الأسباب أو الحبال بتقصيرها لغرض الربط.
والعرب لا تعرف أن هناك أنواعا من الأوتاد بل الأوتاد هي أوتاد مشابهة للأوتاد الخشبية التي تدق في الأرض لتثبيت البيت وتختلف عن بعضها خاصة ما يأتي في الضروب بقطع الرأس أو الذيل أو الإضافة ومعروف أن مثل هذه الأوتاد تأتي في الطرف المقابل لباب الخيمة, وهي واحدة ولا توجد لها أنواع. أما الأوتاد في الحشو فهي التي تبقى كما هي بدون أي تغيير.
وإذا افترضنا أنه لا يوجد وتد مفروق في الشعر العربي , فماالذي سينتج ؟
ولنجر محاولة تدوير وزن بحر الخفيف دون وتد مفروق وكما يلي :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ( الخفيف )
تن فاعلاتن مستفعلن فاعلا
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن ( مستفعلن مفعولات مستفعلن ) المنسرح أو أن نعتمد تفعيلة مستفعلاتن في تفعيلات العروض.
علن مستفعلاتن مستفعلن فا
مفاعيلن مفاعيلن فاعلاتن ( القريب أو المنسرد ) أهمله الفراهيدي
تن مفاعيلن مفاعيلن فاعلا
فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن ( الغريب أو المتئد ) أهمله الفراهيدي
علن فاعلاتن فاعلاتن مستف
فعولن مفاعيلن مفاعيلاتن ( وزن يمكن إهماله ) أو اعتماده ( فعولن فعولن فاعلن مفعولن )
تن فعولن مفاعيلن مفاعيلن
فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن ( المطرد أو المشاكل ) أهمله الفراهيدي
لن فاعلاتن مفاعيلن مفاعي
مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن ( المجتث )
تن مستفعلن فاعلاتن فاعلا
مفعولن فعولن فعولن فاعلن ( مفعولات مستفعلن مستفعلن ) المقتضب أو أن نعتمد تفعيلة مفعولن في تفعيلات العروض.
علن مفعولن فعولن فعولن فا
مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن ( المضارع )
لن مفاعيلن فاعلاتن مفاعي
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
وكما نرى ما نتج وهو :
1 – كل بحور دائرة المشتبه نتجت هنا عدا بحر السريع ( لأنه لاينتمي لها )
2- توالي 3 أسباب كما هو لفظا في الخفيف.
3 – ظهور تفعيلات وهي ( مستفعلاتن , مفاعيلاتن, مفعولن ) بسبب قبول توالي ثلاثة أسباب.
وأضيف إلى ما طرحه الدكتور إبراهيم أنيس كما ورد في كتابه موسيقى الشعر ص 139 – ص 140 والذي اطلعت عليه في مرجعي (علم العروض ومحاولات التجديد) للدكتور محمد توفيق, أن المنسرح هو :
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن ... مستفعلاتن مستفعلن فاعلن
وهذا جاء ضمن رؤيته في موسيقى الشعر التي أختصر فيها بحور الشعر إلى عشرة بحور فقط وأسقط بحرين هما المضارع والمقتضب باعتبار أنهما محشوران حشرا ولا أصل لهما في الشعر العربي , إضافة لإهماله ثلاثة بحور بتبرير أنها صيغ أخرى من بحوره العشرة وهي الكامل والوافر والهزج , وأعتمد التفعيلات الإضافية التالية :
مستفعلاتن
فعولاتن ( وهي مكافئة لمفاعيلن )
وأهمل تفعيلات متفاعلن , مفاعلتن , وأهمل الوتد المفروق في كتابة ( فاع لاتن ) و ( مستفع لن ) ..وهذا صحيح لفظا وشعرا إذ لا يظهر الوتد المفروق فيهما.
والتفعيلات التي اعتمدها هي ثلاثة فعولن , فاعلن , مستفعلن
ومنها اشتق ثلاثة تفعيلات أخرى بإضافة سبب خفيف ( فعولاتن , فاعلاتن , مستفعلاتن )
ويظهر من التدوير أعلاه إمكانية عدم الإعتماد على الوتد المفروق في الشعر العربي لكن أن يعتمد على توالي الأسباب الخفيفة الثلاثة والتفعيلات الجديدة الناجمة عنها.
كما أنه لم يتطرق للسبب الثقيل الذي حذفه وحذف تفعيلاته , وهذا سيلزمنا باستحداث زحاف جديد وهو تحريك الساكن الثاني في ( مستفعلن ) لتصبح ( متفاعلن ) ليغطي النظم في الكامل وكذلك تحريك الخامس الساكن في ( فعولاتن ) لتصبح ( مفاعلتن ) وتغطي النظم في الوافر. أما الهزج فهو اعتبره من مجزوء الوافر الذي اعتمده ( فعولاتن فعولاتن )
لكنه لم يذكر الوافر ( فعولاتن فعولاتن ) ضمن بحوره , كما أنه أهمل المتدارك بالرغم من اعتماد تفعيلته ( فاعلن )
موسيقى الشعر للدكتور ابراهيم أنيس.
http://lisaanularab.blogspot.com/2011/12/blog-post_5981.html
ولن أتحدث الآن عن بحوره العشرة وهل يمكن تدويرها أم لا وأي الدوائر تجمعها وسأطرحها في وقت لاحق.
علم العروض ومحاولات التجديد للدكتور محمد توفيق.
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb79720-40189&search=books
أنا أطرح الموضوع وأعلم أن تبني هذه الرؤية سيسقط ما طرحته في الدائرة السادسة من اعتماد وتدين مفروقين أو حتى ثلاثة أوتاد مفروقة, وما نتج عنه لاحقا.
وأرحب بأي نقاش وحوار حول الموضوع.
السلام عليكم
الأستاذ الفاضل عادل العاني
أولا : ما يتعلق بتشبيه بيت الشعر بالخيمة فالخليل هو مبدعه ابتداء وليس العرب من قبله. وكذلك تسمية عناصر الإيقاع في بيت الشعر (الأسباب والأوتاد) بالاعتماد على عناصر بناء الخيمة فالخليل كذلك هو واضعها . والعرب من قبله سمت تلك العناصر ب (لا) و(نعم) كي يتمكن الشعراء من قياس الأوزان إلى طريقة تواليها والنظم عليها.
ثانيا : الوتد المفروق موجود بقوة ومغروس في مكانه من أوزان البحور في دائرة المشتبه . ولا يمكن أبدا لا زحزحته ولا اقتلاعه من مكانه.
لماذا ؟
ﻷنكم عندما افترضتم أنه غير موجود حولتم متحركه الأول وساكنه إلى سبب خفيف فأصبح لدينا ثلاثة أسباب متوالية 2 2 2 . ولكنكم لم تنتبهوا إلى أن السبب الأخير ظل محتفظا بخصائص الوتد الذي كان هو جزءا منه قبل محاولتكم فصمه عنه.
فهذا السبب الناتج عن الفصم غير قابل للزحاف مطلقا في واقع الشعر . واستعصاؤه على الزحاف يميزه عن بقية الأسباب . لذا فهو ثابت في الحشو كالوتد ﻷنه في حقيقته وأصله (وتدا ) قبل فصمه قسمين.
ومادام تجزيئه لتحويله إلى سبب لم ينفع في إفقاده خصائص الوتد. فيجب الاعتراف له بحقه في أن ينتمي إلى ماتمثله خصائصه الوتدية . وينبغي الاعتراف له بحقه في الوجود كوتد مفروق.
مع التحية والتقدير
عادل العاني
18-10-2016, 04:14 PM
الأستاذ عادل العاني
كان الخليل لغويا قبل أن يكون عروضيا؛والشعر هو جزء من اللغة وليس العكس لأن الجزء لا يساوي الكل؛لذلك اعتمد الخليل في العروض على اوزان الأفعال والأسماء والحروف بدليل(لَمْ أَرَ عَلَى ظَهْرِ جَبَلٍ سَمَكَةً)أي أن كل كلام العرب يتأتى من مثل ما في هذه الجملة من حرف وفعل واسم؛وكما نعلم فالحروف أنواع كذلك الأسماء والأفعال؛فإن قلنا اليوم وبعد مضي أكثر من ألف ومائتي عام لماذا لا نحذف الوتد المفروق وجب علينا أن نحذف من اللغة كل فعل أجوف (نام-رام -هام-قام------)و(كان وأخواتها)ومن الأسماء(اسمِ-طهرِ-مهرِ-قهرِ-----)ومن الحروف والظروف(بين-عند-فوق-تحت-----)
وإذا طلبنا بشواهد من الخليل تدلل على أن في شعر العرب وتد مفروق فتلك الشواهد موجودة مع قلتها لأن كتاب العين الخليلي لم يصل إلينا إلا شذرات منه وهو ما نقل منه بعض تلامذته دون عرض تفصيلي للكتاب الأصلي والذي يضم الكثير من النحو وعلم الأصوات والعروض في حين وصلنا من تلاميذه كتب اللغة والعروض والأصوات بلا ضياع أو تلف و"كتاب"سيويه في النحو أكبر دليل على محاولات إزاحة الخليل عن ساحة الشهرة والسبق
وسواء كانت المحاولات عن قصد أ و عن غير قصد فقد استدل العلماء الأوائل على اعتبار أن الخليل كان له قصب السبق في كل ما مر أعلاه ولكن تكمن العلة في فقدان الجزء الأكبر من كتابه(العين)وهو ما يؤيد كلامنا عن وجود شواهد من أشعار العرب فيه ما نبحث عنه اليوم كأمثلة للوتد المفروق بكل تأكيد
وإني لأرثي أمة ما هم"علماؤها" في عصر الحداثة إلا إدحاض كل ما أبدع فيه التراث العربي المجيد في محاولة منهم لطمس حضارتها وتفنيد الإبداع فيها بكل ما أوتوا من قوة التنكير والتدحيض فكان أولهم (عميد الأدب العربي)كما لقبوه أسياده في الغرب وقد أنكر على العرب أشعارهم في العصر الجاهلي زاعما أنهم لم يبلغوا من العقل والفكر النير ليقولوا تلك المعلقات! في حين كان يمجد ويشيد بأشعار وأدب الغربيين بكل وقاحة وبجاحة
ثم توالت هجمات الحداثيين على تراثنا العربي -الشيء الوحيد الذي حفظ لنا عبر التأريخ -من أمثال المازني والعقاد وأنيس و و و---ولا زال التراث يصد آلاف الهجمات عليه ولكنه صامد لأنه محفوظ في الصدور قبل القراطيس أولا؛ولأن هناك أفكار نيرة وأقلام غيورة توصلنا بالاستنتاج العقلي إلى إثبات كل ما أنكره الحداثيون من التراث وإدحاض كل مستحدث هجين منه؛مثلا أثبت بعضهم وجود الخطابة في العصر الجاهلي عندما أنكرها طه حسين (لوجود خطب للرسول صلى الله عليه وسلم عند ورود وجهاء القبائل عليه للدخول في الإسلام؛فأسلوب الخطابة عند الطرفين كانا متقاربين ؛ولا يعقل أن يكون قد نبغ في تلك الساعة كل مَن ألقى يخطبته أمام الرسول لو لم تكن لديه خلفية متينة في الخطابة)
الأستاذ الفاضل الدكتور عبدالستار
مرحبا بك وبمرورك الكريم على هذه الصفحة لتزيدها إشراقا.
وأشكرك على ما أضفته أخي العزيز , لكن ليس هناك ربط بين ما طرحته أنا وبين ما تفضلت به من حذف للأفعال أو للحروف المتكون من ثلاثة أحرف أو الظروف , أنا طرحت رأيا وهو يقبل أن يكون صحيحا أو خاطئا , ولم أطلب حذفه إنما تساؤل مشروع ولا يرتبط باللغة قدر ارتباطه بالشعر العربي.
أما ما تفسره بأنه وتد مفروق في الأفعال والحروف مثلا فأنا أفسرها تفسيرا آخر, وعلى سبيل المثال الفعل ( قالَ ) أنت تصفه بأنه وتد وفروق وأنا أصفه بأنه سبب خفيف وسبب مزاحف وكلاهما يرمز لهما في العروض ( / ه / ) ... أليس كلامي صحيحا ؟
أما عن الشواهد وما تفضلت به عن الوتد المفروق , فأنت أجبت عنها بعد افتراض أنها موجودة , وأنا طرحت وجهة نظري فيما اعتمده الفراهيدي.
وأرجو ألا يفسر أي جهد أو تساؤل بأنه يستهدف الفراهيدي بل علينا أن نبحث عن الحقيقة لنفهم لغتنا العربية وقواعد شعرنا العربي.
وتسمية الوتد المفروق لم تظهر إلا بعد أن ظهر علم العروض , كما أن دائرة المشتبه دائرة مازالت الشبهات تدور حولها وحول بعض بحورها , وأنا استعرضت ذلك.
وما تفضلت به عن الأدب العربي وما ذكرته من أسماء وربطته باستهداف لتراثنا فهذا بعيد عن موضوع التساؤلات التي طرحتها أنا ولسنا هنا لنناقش ماقيل عن طه حسين أو غيره من الأدباء.
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري
د. أحمد سالم
18-10-2016, 09:32 PM
ماذا لو لم يكن في العروض وتدٌ مفروق ؟
اسمحوا لي أن ( أشخبط وألخبط ) قليلا على الورق , وأنا أفكر مع نفسي حول دائرة المشتبه وهي الدائرة الرابعة من دوائر الفراهيدي والتي أنتجت تسعة بحور اعتمد الفراهيدي ستة منها وأهمل ثلاثة. إضافة لما قرأته في كتاب (علم العروض ومحاولات التجديد) للدكتور محمد توفيق.
اعتمد الفراهيدي فيها بحرا أسماه السريع وتفعيلاته ( مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ ) وقرر أن الوتد المفروق هو آخر تفعيلة ( مفعولاتُ ) , لكنه اشترط أيضا أن يستخدم هذا البحر وجوبا ( مستفعلن مستفعلن فاعلن ) والذي شككت بانتمائه لهذه الدائرة بل هو من أوزان بحر الرجز , وكل ما أصابه من علة في ضربه هو حذف سبب خفيف منه.
وبنظرة لما ورد فيها من بحور ولنأخذ أساسا بحر الخفيف :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ... فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
وبتمعن في هذا الوزن نرى توالي أسباب ثلاثة في حشو البيت رغم أن الفراهيدي وضع قاعدة عدم جواز ذلك , ولكي يخرج من هذا كان لابد من القول أن مستفعلن فيها وتد مفروق ( مستفع لن ) عندها لا تتوالى ثلاثة أسباب لأن الثالث أصبح جزءا من الوتد المفروق.
نحن نعلم أن العرب كانت تقول الشعر قبل اكتشاف علم العروض من قبل العبقري الفراهيدي , والعرب شبهت بيت الشَّعر ببيت الشِّعر ( الخيمة ) وعناصر بنائه هي الأوتاد والأسباب , وبينوا أن الأوتاد ثابتة ومشابهة لأوتاد الخشب التي تثبت بها الخيمة , والأسباب هي الحبال التي تربط الخيمة بالأوتاد ليتكون البيت ( الخيمة ) , ولم تذكر العرب أن للأوتاد نوعين هما المجموع والمفروق بل الأوتاد هي أوتاد , والأوتاد في الشعر لا يصيبها إلا العلل وهي القطع أو الزيادة , أما الزحافات فهي التي كانت تصيب الأسباب أو الحبال بتقصيرها لغرض الربط.
والعرب لا تعرف أن هناك أنواعا من الأوتاد بل الأوتاد هي أوتاد مشابهة للأوتاد الخشبية التي تدق في الأرض لتثبيت البيت وتختلف عن بعضها خاصة ما يأتي في الضروب بقطع الرأس أو الذيل أو الإضافة ومعروف أن مثل هذه الأوتاد تأتي في الطرف المقابل لباب الخيمة, وهي واحدة ولا توجد لها أنواع. أما الأوتاد في الحشو فهي التي تبقى كما هي بدون أي تغيير.
وإذا افترضنا أنه لا يوجد وتد مفروق في الشعر العربي , فماالذي سينتج ؟
ولنجر محاولة تدوير وزن بحر الخفيف دون وتد مفروق وكما يلي :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ( الخفيف )
تن فاعلاتن مستفعلن فاعلا
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن ( مستفعلن مفعولات مستفعلن ) المنسرح أو أن نعتمد تفعيلة مستفعلاتن في تفعيلات العروض.
علن مستفعلاتن مستفعلن فا
مفاعيلن مفاعيلن فاعلاتن ( القريب أو المنسرد ) أهمله الفراهيدي
تن مفاعيلن مفاعيلن فاعلا
فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن ( الغريب أو المتئد ) أهمله الفراهيدي
علن فاعلاتن فاعلاتن مستف
فعولن مفاعيلن مفاعيلاتن ( وزن يمكن إهماله ) أو اعتماده ( فعولن فعولن فاعلن مفعولن )
تن فعولن مفاعيلن مفاعيلن
فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن ( المطرد أو المشاكل ) أهمله الفراهيدي
لن فاعلاتن مفاعيلن مفاعي
مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن ( المجتث )
تن مستفعلن فاعلاتن فاعلا
مفعولن فعولن فعولن فاعلن ( مفعولات مستفعلن مستفعلن ) المقتضب أو أن نعتمد تفعيلة مفعولن في تفعيلات العروض.
علن مفعولن فعولن فعولن فا
مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن ( المضارع )
لن مفاعيلن فاعلاتن مفاعي
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
وكما نرى ما نتج وهو :
1 – كل بحور دائرة المشتبه نتجت هنا عدا بحر السريع ( لأنه لاينتمي لها )
2- توالي 3 أسباب كما هو لفظا في الخفيف.
3 – ظهور تفعيلات وهي ( مستفعلاتن , مفاعيلاتن, مفعولن ) بسبب قبول توالي ثلاثة أسباب.
وأضيف إلى ما طرحه الدكتور إبراهيم أنيس كما ورد في كتابه موسيقى الشعر ص 139 – ص 140 والذي اطلعت عليه في مرجعي (علم العروض ومحاولات التجديد) للدكتور محمد توفيق, أن المنسرح هو :
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن ... مستفعلاتن مستفعلن فاعلن
وهذا جاء ضمن رؤيته في موسيقى الشعر التي أختصر فيها بحور الشعر إلى عشرة بحور فقط وأسقط بحرين هما المضارع والمقتضب باعتبار أنهما محشوران حشرا ولا أصل لهما في الشعر العربي , إضافة لإهماله ثلاثة بحور بتبرير أنها صيغ أخرى من بحوره العشرة وهي الكامل والوافر والهزج , وأعتمد التفعيلات الإضافية التالية :
مستفعلاتن
فعولاتن ( وهي مكافئة لمفاعيلن )
وأهمل تفعيلات متفاعلن , مفاعلتن , وأهمل الوتد المفروق في كتابة ( فاع لاتن ) و ( مستفع لن ) ..وهذا صحيح لفظا وشعرا إذ لا يظهر الوتد المفروق فيهما.
والتفعيلات التي اعتمدها هي ثلاثة فعولن , فاعلن , مستفعلن
ومنها اشتق ثلاثة تفعيلات أخرى بإضافة سبب خفيف ( فعولاتن , فاعلاتن , مستفعلاتن )
ويظهر من التدوير أعلاه إمكانية عدم الإعتماد على الوتد المفروق في الشعر العربي لكن أن يعتمد على توالي الأسباب الخفيفة الثلاثة والتفعيلات الجديدة الناجمة عنها.
كما أنه لم يتطرق للسبب الثقيل الذي حذفه وحذف تفعيلاته , وهذا سيلزمنا باستحداث زحاف جديد وهو تحريك الساكن الثاني في ( مستفعلن ) لتصبح ( متفاعلن ) ليغطي النظم في الكامل وكذلك تحريك الخامس الساكن في ( فعولاتن ) لتصبح ( مفاعلتن ) وتغطي النظم في الوافر. أما الهزج فهو اعتبره من مجزوء الوافر الذي اعتمده ( فعولاتن فعولاتن )
لكنه لم يذكر الوافر ( فعولاتن فعولاتن ) ضمن بحوره , كما أنه أهمل المتدارك بالرغم من اعتماد تفعيلته ( فاعلن )
موسيقى الشعر للدكتور ابراهيم أنيس.
http://lisaanularab.blogspot.com/2011/12/blog-post_5981.html
ولن أتحدث الآن عن بحوره العشرة وهل يمكن تدويرها أم لا وأي الدوائر تجمعها وسأطرحها في وقت لاحق.
علم العروض ومحاولات التجديد للدكتور محمد توفيق.
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb79720-40189&search=books
أنا أطرح الموضوع وأعلم أن تبني هذه الرؤية سيسقط ما طرحته في الدائرة السادسة من اعتماد وتدين مفروقين أو حتى ثلاثة أوتاد مفروقة, وما نتج عنه لاحقا.
وأرحب بأي نقاش وحوار حول الموضوع.
جهد مشكور منكم أستاذنا الفاضل وشاعرنا الكريم أ/عادل العاني
أثرت مشكلة طالما أرقت علماء العروض قديما وحديثا, وكان حلها في ثلاثة جمل قالها الأخفش منذ 1200 عام , لكن من يسمع للأخفش أو لغيره وهو لم يقدم بديلا متكاملا لنظرية الخليل ؟!
الوتد المفروق وحقيقته ودائرة المشتبه
في نموذج الخليل النظري المتمثل في الدوائر العروضية وما يخرج منها من الصيغ الأصلية لأوزان البحور لا نجد اجتماع وتدين متتاليين في أي وزن منها أبدا ؛ حتى وإن كان اجتماع الوتدين في الواقع الشعري لوزن منها ثابتا في كل القصائد التي جمعها الخليل ودرسها وصنفها .
فنجده على سبيل المثال في البحر الطويل يقول أن أصل وزنه
فعولن . مفاعيلن . فعولن . مفاعيلن
11ه1ه . 11ه1ه1ه . 11ه1ه 11ه1ه1ه
يقول الخليل أن عروض الطويل أصلها مفاعيلن , رغم أنه لم يجد عروضا واحدة في شعر العرب كله سالمة إلا في الأبيات المصرعة , وهو ما جعل الخليل يقر بذلك فيقول أن عروض الطويل في غير التصريع لا تأتي إلا مقبوضة وجوبا مفاعلن //O//O .
وفي أوزان أخرى مثل المقتضب فبرغم أن الغالب الأعم من القصائد تأتي كل أبياتها على وزن
فاعلن . علن . فعلن
1ه11ه . 11ه. 111ه
باجتماع الوتدين المتتاليين ومن النادر أن يبدأ الوزن بثلاث أسباب متوالية ؛ ومع هذه الندرة فإن الخليل يجعل أصل الوزن
مفعولات . مستفعلن
1ه1ه1ه1 . 1ه1ه11ه
وهكذا كل وتدين متتاليين جعل الخليل أصل أحدهما سببين , فإن وجد شاهدا واحد يتفق مع فرضه النظري استشهد به , وإن أعياه إيجاده قال أن أصل الوزن على سببين /O/O ولم يستعمل إلا في صورة الوتد //O , وربما جاء بعده من يصنع مسألة ويعتبرها البعض شاهدا (1) ولكي ننهي تماما نظرية الوتد المفروق واجتماع الأسباب الثلاث المتوالية وما ترتب عليها من تعقيد علم العروض فسندخل دائرة المشتبه , ثم نعود منها للفواصل الموسيقية .
دائرة المشتبه (دائرة الوتد المفروق)
البحور المستعملة ذوات الوتد المفروق في نموذج الخليل ستة بحور استخرجها الخليل من دائرة المشتبه وصاغها كما يلي :
(1) مستفع لن . فاعلاتن . فاعلاتن ...... (البحر المجتث)
1ه1ه1 1ه . 1ه11ه1ه . 1ه11ه1ه
(2) مستفعلن . مستفعلن . مفعو لات ...... (البحر السريع)
1ه1ه11ه . 1ه1ه11ه . 1ه1ه1ه1
(3) مفاعيلن . فاعلاتن . مفاعيلن ...... (البحر المضارع)
11ه1ه1ه . 1ه11ه1ه . 11ه1ه1ه
(4) فاعلاتن . مستفع لن . فاعلاتن ...... (البحر الخفيف)
1ه11ه1ه . 1ه1ه1 1ه . 1ه11ه1ه
(5) مستفعلن . مفعو لات . مستفعلن ...... (البحر المنسرح)
1ه1ه11ه . 1ه1ه1ه1 . 1ه1ه11ه
(6) مفعو لات . مستفعلن . مستفعلن ...... (البحر المقتضب)
1ه1ه1ه1 . 1ه1ه11ه . 1ه1ه11ه
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1)في باب الزحافات والعلل سنذكر ما قاله الأخفش في صناعة المسائل (الأمثلة) في العروض قياسا على صناعتها في علوم اللغة .
في خمسة من بحور دائرة المشتبه – كلها عدا المجتث - جعل الخليل في أصل وزنها ثلاثة أسباب متوالية (1).
لكن في السريع يقول الخليل أن عروضه لا تأتي إلا مكشوفة مطوية أومكشوفة مخبولة
مستفعلن . مستفعلن . مفعو لات ...... (البحر السريع)
1ه1ه11ه . 1ه1ه11ه . 1ه1ه1ه1
1ه1ه11ه . 1ه1ه11ه . 1ه11ه المكشوف المطوي
1ه1ه11ه . 1ه1ه11ه . 111ه المكشوف المخبول
وبذلك فاجتماع الأسباب الثلاث في السريع ليس إلا فرضا نظريا
أما المضارع فقد أوجب الخليل المراقبة في مفاعيلن فلا تجتمع نونها وياؤها معا ولا تحذفان معا فهي إما مقبوضة أو مكفوفة
مفاعيلن . فاعلاتن ....... (مجزوء المضارع)
11ه1ه1ه . 1ه11ه1ه
11ه11ه 1ه11ه1ه ....... مقبوضة
11ه1ه1 1ه11ه1ه ....... مكفوفة
وبذلك يكون اجتماع الأسباب الثلاث في المضارع ليس إلا فرضا نظريا أيضا مثله مثل السريع (2) وقد كفانا الخليل أمرهما .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) سواء اعتبر الخليل من بينها ما سماه الوتد المفروق , فما نقصده نحن بالسبب هو الحركة المفردة التي يليها سكون
(2) نناقش هنا الفروض النظرية للخليل , أما منهجنا في صياغة البحور ورأينا في المضارع والمجتث والمقتضب فذكرناه سابقا .
وماذا عن الأوزان الثلاثة الباقية : الخفيف والمنسرح والمقتضب ؟
فبرغم أن الخليل يثبت الأسباب الثلاثة في صياغته لأوزانها إلا أن الأخفش يخالفه في ذلك - والواقع الشعري يؤيد رأي الأخفش - , حيث يقرر في كتابه العروض عدة أمور أهمها :
أنه لا يرى أصل مستفعلن في الخفيف إلا مفاعلن , كما أن أصل مفعولات في كل من المنسرح والمقتضب فاعلات , وأن السين والواو زائدة عنده , وأن الزيادة جازت كما جاز النقصان , وأن تمام التفعيلات يجعل الوزن قبيحا , وأن العرب بنت الشعر على مفاعلن في الخفيف وفاعلات في المقتضب والمجتث (أي أن أكثر ما تأتي على هذه الصيغة ) .
وإذا أعدنا صياغة البحور الثلاث كما يراها الأخفش ستختفي الأسباب الثلاث في هذه الأوزان أيضا :
فاعلاتن . مفاعلن . فاعلاتن ..... (البحر الخفيف)
1ه11ه1ه . 11ه11ه . 1ه11ه1ه
مستفعلن . فاعلات . مستفعلن ..... (البحر المنسرح)
1ه1ه11ه 1ه11ه1 1ه1ه11ه
فاعلات . مستفعلن ..... (مجزوء المقتضب)
1ه11ه1 1ه1ه11ه
ويمكننا الآن وضع قاعدة عامة في علم العروض وهي :
باستثناء بحر الأسباب فإن كل البحور وما يتبعها من أوزان لا يجتمع في الشطر الواحد منها ثلاثة أسباب متوالية إلا وكانت ناتجة عن علة من العلل أو ناتجة عن اجتماع علة وزحاف معا .
(ويمكن للشطر الأول أن ينتهي بسبب ويبدأ الشطر الثاني بسببين لكن لا يجتمع في البيت كله أربع أسباب متوالية )
وإذا اجتمعت الأسباب الثلاث في غير الضرب وجب عدم التدوير .
وإليك مختصرا للحالات التي يأتي بها ثلاث أسباب نتيجة للعلل والزحافات :
أولا الحالات التي رصدها الخليل :
(1) مفاعيلن ... بالخرم * ... مفعولن (1)
11ه1ه1ه ← 1ه1ه1ه
(2) مفاعلتن .... بالخرم * .... فاعلتن .... ثم بالعصب .... مفعولن (2)
11ه111ه ← 1ه111ه ← 1ه1ه1ه
(3) متفاعلن .... بالقطع .... فعلاتن .... ثم بالإضمار .... مفعولن (3)
111ه11ه ← 111ه1ه ← 1ه1ه1ه
(4) فاعلاتن .... بالتشعيث .... مفعولن (4)
1ه11ه1ه ← 1ه1ه1ه
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
* في باب الزحافات والعلل سنعرف ونقيم الخرم كعلة جارية مجرى الزحاف في كل حالة على حده , وإنما ذكرناها هنا لجمع المتشابه من حالات الخليل .
(1) كما في الهزج
(2) كما في الوافر
(3) كما في ضرب الكامل
(4) كما في ضرب الخفيف المعكوس
ثانيا الحالات الناتجة عن شق الوتد التي استحدثناها في كتابنا :
(1) فاعلن .... بالشق .... مفعولن (1)
1ه11ه ← 1ه1ه1ه
(2) فعولن .... بالشق .... مفعولن (2)
11ه1ه ← 1ه1ه1ه
(3) متفعلاتن .... بالشق .... مستفعلاتن (3)
11ه11ه1ه ← 1ه1ه11ه1ه .... مع السبب الأخير من مستفعلاتن قبلها يجتمع الأسباب الثلاث
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن : إذا كان الوتد المجموع يتميز بالثبات في حشو الأوزان الأخرى , كما أن ثبات موضعه بين الأسباب في مجمل الوزن هو الذي يعطي الوزن موسيقاه المميزة له ؛ فما الذي أدى لشق الوتد كعلة جارية مجرى الزحاف في حشو أوزان الخفيف الأربعة ( الخفيف , الخفيف فعلن , الخفيف المعكوس , ومقتضب الخفيف فعلن ) ؟
وكذلك المتوسط بوزنيه ( المتوسط , والمتوسط تعلن ) ؟
للإجابة على هذا السؤال نجمع تلك الأوزان معا لنعرف العوامل المشتركة بينها والتي أدت إلى شق الوتد الأول من الوتدين المتتاليين:
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) كما في الخفيف .
(2) كما في ضرب الرجز فعولن .
(3) كما في المتوسط بوزنيه حيث يتشكل سببين بالشق مع السبب الأخير من مستفعلاتن الأولى قبله تجتمع الأسباب الثلاث .
الأوزان التي يدخلها الشق كعلة جارية مجرى الزحاف هي:
1ه11ه . 1ه11ه . 11ه1ه . 11ه1ه ...... الخفيف المعكوس ( الخفيف التام )
1ه11ه . 1ه11ه . 11ه .................... الخفيف ( مجزوء الخفيف )
1ه11ه . 1ه11ه . 11ه . 111ه ... الخفيف فعلن ( الخفيف التام المحذوف المخبون )
...........1ه11ه . 11ه . 111ه ... مقتضب الخفيف فعلن ( المقتضب )
1ه1ه11ه1ه .11ه 11ه 111ه ... المتوسط تعلن ( المنسرح )
1ه1ه11ه1ه . 11ه11ه1ه ................ المتوسط ( المخلع )
• في الأوزان الستة نلاحظ اجتماع وتدين متتاليين //O//O يسبقهما سبب لا يزاحف/O,
• وفي خمسة منها - ما عدا المقتضب - يسبق السبب الذي لا يزاحف وتد//O وهو بالتأكيد لا يزاحف أيضا ,
• وفي ثلاثة منها (الخفيف فعلن و مقتضبه و المتوسط تعلن ) يتبع الوتد المقرون الثاني فاصلة ثابتة ///O وهي الأخرى لا تزاحف , والسبب الأخير من المتوسط لا يزاحف أيضا .
كل ما سبق من الأجزاء المتتالية التى لا تزاحف يجعل مرونة الوزن محدودة للغاية , والنظم عليه يكون صعبا , لذلك يكون شق الوتد الأول المقرون عامل مرونة إضافي يلجأ إليه الشاعر للضرورة ؛ وشق هذا الوتد يسبب اضطرابا موسيقيا أقل من زحاف السبب الذي قبله .(1)
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) في باب الزحافات والعلل نشرح بالتفصيل في كل وزن منها لماذا لا يزاحف السبب قبل الوتد المقرون فلكل منها أسبابه .
مع ملاحظة أنه إذا تم شق الوتد لا يتم التدوير في الأسباب الثلاث , بمعنى أن تنتهي كلمة بنهاية ساكن السبب الأول من الأسباب الثلاث المتوالية لتبدأ كلمة أخرى مع بداية السببين الناتجين من عملية الشق , وهذا يؤدي لتقليل الإضراب الموسيقي الناتج عن شق الوتد
وفي باب الزحافات والعلل سنعرف أن شق الوتد في العصر الجاهلي أقل من سلامته , وفي العصور اللاحقة تقل نسبة الأوتاد المشقوقة إلى الأوتاد السالمة عنها في العصر الجاهلي .
يمكننا القول الآن أن ساكن الوتد المفروق في نموذج الخليل ليس إلا ساكن الوتد المقرون الأول بعد شقه لذلك فهو لا يزاحف (1), وأن ساكن السبب الذي يلي الوتد المفروق هو ساكن الوتد المقرون الثاني وأنه أيضا لا يزاحف خلافا لما يزعمه الخليل والعروضيون ,
وسنعرف في باب الزحافات منهج الخليل وعلماء العروض في عصره في القياس والتعميم على الجزئيات من الأسباب والأوتاد , كما سنعرف أن القياس على القواعد الفاسدة يعطي نتائج فاسدة.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(1) وهذا ما جعل الخليل يعتقد أنه وتد مفروق , فالوتد عنده هو جزء التفعيلة الذي لا يزاحف .
عادل العاني
19-10-2016, 01:53 PM
السلام عليكم
الأستاذ الفاضل عادل العاني
أولا : ما يتعلق بتشبيه بيت الشعر بالخيمة فالخليل هو مبدعه ابتداء وليس العرب من قبله. وكذلك تسمية عناصر الإيقاع في بيت الشعر (الأسباب والأوتاد) بالاعتماد على عناصر بناء الخيمة فالخليل كذلك هو واضعها . والعرب من قبله سمت تلك العناصر ب (لا) و(نعم) كي يتمكن الشعراء من قياس الأوزان إلى طريقة تواليها والنظم عليها.
ثانيا : الوتد المفروق موجود بقوة ومغروس في مكانه من أوزان البحور في دائرة المشتبه . ولا يمكن أبدا لا زحزحته ولا اقتلاعه من مكانه.
لماذا ؟
ﻷنكم عندما افترضتم أنه غير موجود حولتم متحركه الأول وساكنه إلى سبب خفيف فأصبح لدينا ثلاثة أسباب متوالية 2 2 2 . ولكنكم لم تنتبهوا إلى أن السبب الأخير ظل محتفظا بخصائص الوتد الذي كان هو جزءا منه قبل محاولتكم فصمه عنه.
فهذا السبب الناتج عن الفصم غير قابل للزحاف مطلقا في واقع الشعر . واستعصاؤه على الزحاف يميزه عن بقية الأسباب . لذا فهو ثابت في الحشو كالوتد ﻷنه في حقيقته وأصله (وتدا ) قبل فصمه قسمين.
ومادام تجزيئه لتحويله إلى سبب لم ينفع في إفقاده خصائص الوتد. فيجب الاعتراف له بحقه في أن ينتمي إلى ماتمثله خصائصه الوتدية . وينبغي الاعتراف له بحقه في الوجود كوتد مفروق.
مع التحية والتقدير
الأستاذة الفاضلة ثناء
أشكرك على مرورك الذي زين هذه الصفحة وتعقيبك الذي أقدر ماورد فيه كثيرا واسمحي لي ببيان وجهة نظري :
1- أنا لا أتفق معك في موضوع التسمية فهي سبقت الفراهيدي بعقود , والعرب هي التي سمت بيت الشِّعر وشبَّهته ببيت الشعر وهي التي سمت العروض والقافية , وهي التي سمت الأسباب والأوتاد دون الخوض في تفاصيلها عدا ما يتعلق بالمتحرك والساكن لأن هذا يتعلق بالنطق .
2- لا أحد ينكر فضل مهندس العروض الأول وهو العبقري الفراهيدي على اكتشاف علم وقواعد العروض والتي تعتبر القاعدة الأساسية للشعر العربي لكن هذا لايمنع من البحث والإجتهاد فيما وضع قواعده هو أو من تبعه من المبدعين كالأخفش واستدرك عليه ببحر واختلف معه في بعض الزحافات.
3- أما موضوع الوتد المفروق فتساؤلاتي التي طرحتها مشروعة لأنه اعتمد الأساس في ما أسماه دائرة المشتبه على بحر وزنه ( مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ ) وسماه السريع , وتعلمين جيدا سيدتي أنه لايوجد وزن تام ينتهي بحرف متحرك أبدا ... وهذه قاعدة الفراهيدي في التدوير عدا دائرة المشتبه وهي تخالف منطق النطق العربي القديم في وجوب التوقف على ساكن خاصة في الأوزان التامة لأنني أبقى أضع أمامي بحر المتقارب رغم اعتراضي عليه. وتعلمين جيدا أن الفراهيدي وضع وزن السريع ثم أخضع ضربه لعمليات ترقيعية ليحول مفعولات إلى فاعلن .. وفاعلن قلنا رأينا فيها أن الوزن قد يكون تابعا للرجز أو حتى لوزن جديد هو ( مستفعلن مستفعلن فاعلن فاعلن ) والذي طرحه الأخ محمد السحار.
والسؤال الآن أين الوتد المفروق في بحر السريع ( مستفعلن مستفعلن فاعلن ) ؟
وأين الوتد المفروق في بحر الخفيف ( فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ) ؟
ولماذا أقحمت بحور ثلاثة في الدائرة دون وجود ما يدعمها من الشعر العربي وهي المقتضب والمضارع والمجتث ؟
وإذا اعتمدنا أن الزحافات التي أجيزت هي التي تحدد الوتد المفروق من الوتد المجموع كما في الخفيف مثلا حيث لا يجوز الطي في مستفعلن , وإن صح هذا الإفتراض فماذا عن التقييدات التي وردت مثلا في البسيط ؟
ولماذا وضعت قيود على أوزن البحور المقحمة الثلاثة بحيث فرضت الزحافات فيها ؟ وهذا أغرب مافي العروض !!!
أنا في طرحي سيّدتي أجبت عن تساؤلك الأخير في الأسباب الثلاثة بأنه إن لم نوافق على وجود الوتد المفروق فعلينا أن نقبل بتوالي الأسباب الثلاثة وهي واردة في الشعر العربي ( مفعولن ) غير أنها في الضروب وهنا علينا أن نقبل بها في الحشو كما قبلناها في الخببي .
ثم ألم تنتج كافة الأوزان التي تضمنتها دائرة المشتبه من تدوير بحر الخفيف ( فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ) ؟ فأين وجه الإعتراض ؟
أنا طرحت الموضوع للنقاش , ولم أجزم بعد بوجود الوتد المفروق أو لا ... لكنه موضوع يستحق النقاش والبحث ... والتأكيد أن هذا لاينقص من مكانة الفراهيدي أبدا.
وأنا سألت مرة هل هناك وتد مفروق استخدمته العرب في تثبيت بيت الشَّعر ( الخيمة ) وكيف كان ؟ أم أن أوتاد الخيام لها شكل واحد رأس مدبب ورأس مفلطح ليسهل دقه في الآرض ؟
فهل فعلا كان هناك وتد مفروق وكيف كان يستعمل ؟ وأنا أستبعد ما وصلني حينها من ردود أنه يشبه ( Y ) , وهذا صحيح شكلا لكن هل كان فعلا موجودا ؟
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري
عادل العاني
01-09-2020, 01:58 PM
بحر السريع مرة أخرى ومع الشاعر الكبير غازي المهر
استجابة لدعوة الشاعر الكبير غازي المهر لقراءة قصيدته (جنة الهوى) والتي مطلعها:
يا قرةَ للقلبِ والكبدِ
لولاكِ عشت الهمّ للأبدِ
والقصيدة هي من بحر السريع لكن بعروضة وضرب (فعِلن)
وقد سبق وأن أوضحت رأيي في بحر السريع سابقا وهنا أحببت أن أضيف ما يدعم وجهة نظري التي طرحتها عن كون هذا الوزن يمكن اعتباره مستقلا ولا علاقة له بدائرة المشتبه.
والإشكالية في هذا الوزن تظهر في مراجع العروض إذ لم يطلق الفراهيدي أية تسمية ولا الأخفش على هذه العروضة والضرب وكل ما ذكر عنهما أنهما تعرضا لحذف ثلاثة حروف من أصل التفعيلة مفعولات وكما يلي:
تسكين تاء مفعولاتُ : وهذا سمي بالوقف
حذف الرابع الساكن : وهذا سمي الطي ومنه نتج الضرب الأول للسريع (فاعلاتْ = فاعلان)
حذف التاء من آخر التفعيلة لينتج فاعلن وهذا سمي الكشف (أو الكسف كما في بعض المصادر) والطي. أي أن (فاعلن) هي مكشوفة أو مكسوفة ومطوية من (مفعولاتُ)
ثم أجاز الفراهيدي حذف حرف آخر وهو الساكن الثاني في (فاعلن) لتصبح (فعِلن) عروضة وضربا.
ثم أجاز الأخفش (فعْلن) في الضرب وهو بتسكين الثاني المتحرك, أو كما يقول الأخفش عن الفراهيدي أنه تم بحذف الوتد المفروق من (مفعولاتُ) ليصبح (مفعو) ويقلب إلى فعْلن).
وكما ذكر أبو الحسن العروضي أن هذه العروضة والضرب لم يطلق عليهما أي اسم لأنها تضمنت أربعة تغييرات و حذف ثلاثة حروف أو اجتماع علتين وزحافين, واقترح عدة تسميات لكنه ارتأى أن تبقى كما هي مثلما تركها الفراهيدي.
ثم عرض أمرا آخر وهو استغلال طرح الفراهيدي لأحذ الكامل في حذف وتد مجموع فارتأى إمكانية اعتماد التسمية الأحذ.
لكن في الحقيقة هذا لا يفي بالغرض فالحذو هو حذف وتد مجموع ولو افترضنا جدلا إمكانية تسمية حذف الوتد المفروق بالحذو أيضا فما يتبقى من التفعيلة هو (فعْلن) فكيف يتم تبرير (فعِلن)؟
بالطبع لا يمكن إلا إذا اعتمدنا زحافا وقبلنا به وهو تحريك الساكن في (فعْلن) ليصبح (فعِلن) وهذا لم يأت في العروض كما أنه يوحي بوجود سببين أحدهما ثقيل والسبب الثقيل لا يأتي إلا في دائرة المؤتلف.
لقد سبق وأن عرضت إمكانية نسب الوزن لبحر الرجز وكنت قد أشرت إلى أنه لو قبلنا بحذف سبب من مستفعلن لتبقى فاعلن وهو عروضة وضرب السريع. وهذا الحذف لم يأت في العروض فالحذف اختص بالأسباب الأخيرة كما في فاعلاتن المديد أو الرمل , أو ضرب الطويل الثالث ليصبح فعولن.
وهذا كان يمكن به احتواء السريع وعندها يكون بالإمكان تسمية (فعِلن) بالمخبونة و(فعْلن) بالمقطوعة, بعد الحذف كما هو في فاعلاتن وبعد حذف السبب يمكن خبن فاعلن لتصبح (فعِلن).
أما تشابه وزن (مستفعلن مستفعلن مفعولن) بين السريع والرجز فهذا أيضا يدعونا لاستعراض تحول مفعولن إلى فاعلن ثم فعِلن بعدة تغييرات:
مستفعلن بقطع رأس الوتد تصبح مفعولن
وبحذف الرابع الساكن (الطي) تنتج فاعلن
ثم بحذف ألف فاعلن (الخبن) تنتج فعِلن وهذه يمكن اعتمادها عروضة وضربا كما ورد في القصيدة, أي أن العروضة والضرب مقطوعان مطويان مخبونان.
وهذا أيضا يضعنا في نفس إشكالية مفعولاتُ بوجود ثلاثة تغييرات لم تغطها العروض ولم يسمها الفراهيدي.
وتسكين عين فعِلن لتصبح فعْلن كما أجيز يضيف لنا زحاف الإضمار, أي لجأنا إلى علة وثلاثة زحافات لتصبح لدينا التفعيلة التي نريدها بعد أربعة تغييرات.
وبعضهم أطلق تسمية (الصلم) على حذف الوتد المفروق لإنتاج الضرب (فعْلن) لكن هذا لا يحل المشكلة, إذ كيف تحولت (فعْلن) إلى (فعِلن), إلا إذا قبلنا بزحاف تحريك الساكن.
وعودة أخرى للرجز مقطوع الضرب (مفعولن) وما أجيز فيه هو الخبن أيضا ليصبح الضرب (فعولن) وهذا ما بينه أبو الحسن العروضي لكنه لم يعط شاهدا عليه, علما بأن الشعراء المعاصرين اعتمدوا العروضة والضرب مقطوعة مخبونة والشاهد للشاعر الكبير نزار قباني:
لا تسألوني ما اسمهُ حَبيبي * أخشى عليكُمْ ضَوعَةَ الطيوبِ
والقصيدة كلها جاءت على نفس الوزن أي (فعولن) عروضة وضربا
ثم نظم عليه الشاعر حماد مزيد, وأطلقت عليه تسمية (مخلع الرجز) فالتخليع كما هو في البسيط قطع رأس الوتد من مستفعلن لتصبح (مفعولن) ثم خبنها لتصبح (فعولن).
وهذا يدعوني للتساؤل لو أن العروضيين الأوائل اعتمدوا هذا بتعمق أكثر لوجدوا أن مستفعلن المقطوعة أي (مفعولن) بطيها تكون (فاعلن) وهذا كان يمكن أن يضع السريع كوزن من أوزان الرجز بعروضة وضرب مقطوعين مطويين, كما هو في (المخلع) بالقطع والخبن كقصيدة الشاعر الكبير نزار قباني.
لكن حتى في هذه الحال تبقى الزحافات اللاحقة بدون تسمية لأنها تتجاوز كل ما أقر في العروض وما ذكره الفراهيدي أو الأخفش أو غيرهما.
وعلى أي حال فعدم إطلاق الفراهيدي أي تسمية يؤكد مقولتي السابقة أن دائرة المشتبه ورطة في العروض, كما أن وزن السريع لا يمت لهذه الدائرة بأية صلة.
وأنا باقتراحي اعتبار الوزن مستقلا وينتمي لدائرة جديدة هو الحل الأمثل حينها نتعامل مع فاعلن كتفعيلة أساسية في الوزن ومنها يمكن صياغة الأوزان بتسميات معتمدة في العروض.
مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فاعلن الوزن الأساس
أولا :العروضة فاعلن لها ثلاثة أضرب:
1 - مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فاعلن (الضرب السالم من الزحاف)
والشاهد كما في مراجع العروض دون معرفة قائله:
هاجَ الهوى رسمٌ بذاتِ الغَضا * مخلولَقٌ مستعجَمٌ محوَلُ
2 - مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن فاعلن فاعلان ( الضرب المذيل)
والشاهد كما في مراجع العروض دون معرفة قائله:
أزمانُ سلمى لا يَرى مثلَها * راؤونَ في شامٍ ولا في عِراقْ
3 - مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فعْلن (الضرب المقطوع)
والشاهد في مراجع العروض لأبي قيس بن الأسلت:
قالت ولمْ تقصدْ لقيلِ الخَنا * مهلًا فقد أبلغتَ أسماعي
ثانيا : العروضة الثانية المخبونة (فعِلن) ولها ضربان
1 - مستفعلن مستفعلن فعِلن * مستفعلن مستفعلن فعِلن ( الضرب المخبون)
والشاهد في مراجع العروض للمرقش الأكبر:
النشرُ مسكٌ والوجوهُ دَنا * نيرٌ وأطرافُ الأكفِّ غَنمْ
2 - مستفعلن مستفعلن فعِلن * مستفعلن مستفعلن فعْلن (الضرب المقطوع)
والشاهد في مراجع العروض للمرقش الأكبر:
ليسَ على طولِ الحياةِ ندمْ * ومن وراءِ المرءِ ما يعلَمْ
وكما نلاحظ المخبون والمقطوع هما على نفس نسق ضروب البسيط,
ولهذا لا أتفق مع ما ذهب إليه المرقش في جمع ضربين في قصيدة واحدة عروضتها (مخبونة) وهما الضرب المخبون والضرب المقطوع كما في الشاهدين أعلاه واللذان جاءا في قصيدة واحدة.
علما بأن الزحافات الجائزة فيه هي الخبن والطي في مستفعلن.
والطريف أيضا في هذا الوزن خاصة بعروضة مخبونة وضربها مخبون أو مقطوع أنه في حالة طي كافة مستفعلن في الشطرين:
مفتعلن مفتعلن فعِلن * مفتعلن مفتعلن فعْلن
يمكن إعادة قراءته:
فاعلُ فعْلن فعِلن فعِلن * فاعلُ فعْلن فعِلن فعْلن
وهو يوحي نه من أوزن لخبب لكن بنسق معتمد
وهذه الحالة قد نجدها في أكثر من وزن في الشعر العربي.
علما بأنه كان الحري إهمال وزن السريع التام جملة وتفصيلا من الدائرة لأنه ببساطة ينتهي بمتحرك ولا يمكن النظم عليه تاما لأنه يخالف قاعدة العرب كما أن مجزوءه من تفعيلتين هو (مستفعلن مستفعلن) وهذا مجزوء الرجز, مثلما أهملت ثلاثة بحور أخرى في الدائرة, وكما أهمل بحر المتوفر من دائرة المؤتلف لأنه ينتهي بمتحرك وأسباب أخرى.
وقد يطرح بعضهم إمكانية نسب القصيدة للكامل الأحذ وهذا أيضا وارد جدا فوزن الكامل الأحذ هو :
متفاعلن متفاعلن فعِلن * متفاعلن متفاعلن فعِلن
وبإضمار كافة تفعيلات الكامل (متفاعلن) وهذا جائز وينتج:
مستفعلن مستفعلن فعِلن * مستفعلن مستفعلن فعِلن
كما أن الخبن الذي أشرت له في القصيدة يمكن اعتباره كما سماه الفراهيدي الوقص لتكون التفعيلة (مفاعلن) كما جاء في عدد من أبيات القصيدة.
لكن في هذه الحالة كان يجب مجيء تفعيلة واحدة سالمة من الكامل (متفاعلن) لتأكيد نسب الوزن للكامل الأحذ كما هو التداخل بين الكامل والرجز, علما بأن زحاف الوقص زحاف غير مستحب في الكامل. وتحويل (فعِلن) إلى (فعْلن) يتم بالإضمار.
وبعد هذا الإستعراض فإن وجهة نظري في قصيدة الشاعر الكبير غازي المهر هو:
أن القصيدة من بحر السريع بعروضة مخبونة وضرب مخبون , (ولا أعني السريع في دائرة المشتبه بل كما طرحته في الدائرة الثامنة – دائرة المتجانس)
واعتمد الشاعر فيها زحاف الخبن فقط في تفعيلة مستفعلن في بعض أبيات القصيدة.
ووفق هذا الوصف تم وضع المطلع في لوحة تقطيع عروضي كما هو في اللوحة الأولى ,
كما يبين المخطط أن الشاعر لم يعتمد أي زحاف في تفعيلات مستفعلن, والمخطط هو نفسه مخطط الدائرة عدا أن العروضة والضرب هنا مخبونان أي يتكونان من (سبب مزاحف + وتد) واختلاف وزن عن آخر فيه هو بدوران المخطط عكس عقارب الساعة بمسافة سبب أو وتد كما يظهر على المدار الخارجي للمخطط والذي يبين مواقع الأوتاد.
كما أضفت اللوحة التي سبق ونشرتها مع قصيدة الشاعر علي كريم عباس على بحر السريع بعروضة وضرب سالمين (فاعلن), وتوضح مخطط الدائرة التي أشرت لها لغرض المقارنة بينها وبين ما نظم عليه الشاعر غازي المهر.
وأقدم هذا الشرح واللوحتين هدية مني ومن رابطة الواحة الثقافية للشاعر الكبير غازي المهر كما أشكره على إتاحته هذه الفرصة لمزيد من الشرح عن بحر السريع.
وآمل أن تروق له ولكم...
ومرحبا بأي حوار أو نقاش جول الموضوع.
تحياتي وتقديري
قصيدة (جنَّةُ الهوى) للشاعر غازي المهر
*******
يا قرةَ للقلبِ والكبدِ * لولاكِ عشت الهمّ للأبد
وعشت أياما منغصةَ * فاضت ببحر الظلم والنكدِ
سفينة الهناء أنتِ فهل * تغدو رياحها بملك يدي؟
لأدفع الهموم من أفقي * وأحشد الأفراح بالمددِ
يا شوق قلبٍ كلما طلعت * شمس الورى بالقهر والرمدِ
تحلو بك الدنيا اذا احتجبت * عنها صبا الأفراحِ والرغدِ
يا غيث من جفّت له ديمٌ * أنتِ الندى في الضيم والكبَدِ
تحيا بك الآمال فابتهجت * في ناظري الحياة يا سندي
تزكو بك الدنيا فما نفحت * غير العبير منك والرندِ
يا نبض خافقي اذا انحبست * في القلب أنفاسٌ من الكمدِ
بالحب أجريت الأسى أملا * يا بلسم الأوصال والجسدِ
إنّي عشقت فيك كل هوى* وفيهِ أمضي ملهم الرشدِ
يا شعلة الغرام ما اقتربت* نسائم الأشواق والرصدِ
من عاشق جادت قريحتهِ * ببوحِ ملتاعٍ بلا جلدِ
فيك القوافي أقبلت فمضت * أمواجها تترى بلا نفدِ
إنّي بهذا الوجد مؤتلقٌ * أزهو بنبضٍ حافل الوقدِ
فدمتِ يا بشرايَ يا سكنا * أحياهُ في دنيا من البردِ
وانتّشي بالودّ محتفيا * في جنّة الهوى إلى الأبدِ
*******
وللإطلاع على المخططات يمكن فتح الرابط أدناه:
https://web.facebook.com/groups/rabi...5233110551792/ (https://web.facebook.com/groups/rabitatalwaha/permalink/4295233110551792/)
عادل العاني
01-09-2020, 02:00 PM
بحر المنسرح والشاعر الكبير عباس شكر
نشر الشاعر الكبير عباس شكر يوم أمس قطعة شعرية بمناسبة الهجرة النبوية , وهي من بحر المنسرح.
ولأنني أحمل وجهة نظر خاصة بدائرة المشتبه وبحورها المشكوك فيها ولعرض ما طرحته قبل فترة لهذا أخذت المطلع كما هو مذكور في القطعة الشعرية:
يا هجرةً فيها الكون قد نهضا
واستبشرَ الخيرُ عندها ورضى
قد أنفلتْ للتأريخ منعرجاً
أقلامها بالقدّاحِ قد فرضا
واتّصفت علاجاً لمن شخصوا
فانزاحَ فيها سقْـمٌ بمن مرِضا
محمّدٌ للأخلاق قافيةٌ
أتمّها مكرماتِ من قرضا
قد صاغها فالأنوار غايتهُ
وقت الظلامِ حكماً إذا ومضا
والمطلع وزنه :
مستفعلن مفعولات مفتعلن * مستفعلن فاعلات مفتعلن
وكما هو واضح أن العروضة والضرب (مفتعلن) أي بزحاف الطي وهذا ما نصت عليه عروض الفراهيدي على أن تكون العروض (مستفعلن) ويجوز أن تزاحف بالخبن والطي أي تأتي (مفتعلن) أو (متفعلن) كما هو في الرجز.
لكن الشاعر التزم بطي كافة الأعاريض وهذا ما استساغه وهو حسب رأيي الأسلم ذائقة ووزنا, لهذا اعتبرت (مفتعلن) هي العروضة التي التزم بها في الأبيات.
1 - تم وضع التقطيع للبيت في اللوحة الأولى وكما هو واضح فيها يظهر باللون الأحمر زحاف الطي في تفعيلة (مفعولات) لتصبح (فاعلاتُ)
2 – اللوحة الثانية تم اعتماد التقطيع فيها على أنه لا وجود للوتد المفروق لذا يمكن أن يقرأ الوزن للمطلع كما يلي:
مستفعلاتن مستفعلن فعِلن * مستفعلاتن متفعلن فعِلن
وهذه الرؤية قدمتها سابقا في موضوع (ماذا لو لم يكن في العروض وتد مفروق) والمنشور في ملتقى رابطة الواحة الثقافية عام 2016 , والسبب الذي دعاني لهذا الطرح هو ما يلي:
(إن توالي أسباب ثلاثة في الشعر العربي لم يقره الفراهيدي لهذا افترض وجود الوتد المفروق في دائرة المشتبه) , ووجهة نظري أن الأسباب الثلاثة موجودة لفظا :
فلفظ مستفع لن لا يختلف عن لفظ مستفعلن
ولفظ فاع لاتن لا يختلف عن لفظ فاعلاتن
ووزن مفعولات رقميا يساوي وزن مستفعلن رقميا.
والفرق الوحيد لفظا هو (مفعولات), ومع عدم اعتبار الوتد المفروق يمكن قراءة كافة الأوزان الأخرى بنفس الأسلوب عدا المنسرح الذي يقرأ كما أوضحت :
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن * مستفعلاتن مستفعلن فاعِلن
وهذه القراءة ناتجة من قراءة الخفيف:
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن * فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
باعتماد وتد مجموع في مستفعلن وهي كما تلفظ.
أما الخفيف فلا فرق بين تفعيلاته, والسريع هو أصلا لا ينتمي لدائرة المشتبه كما أوضحت في موضوع يخصه , والأوزان الأخرى (المقتضب والمضارع والمجتث) لها وضع آخر سيأتي الحديث عنه فيما بعد.
علما بأن تفعيلة (مستفعلاتن) اعتمدتها الشاعرة نازك الملائكة , كما أنها تفعيلة معتمدة في الشعر الشعبي في العراق وهناك أمثلة كثيرة على ذلك وسبق وذكرت مثالا عنها في موضوع (نازك الملائكة وبحر الموفور) أو كما ورد في بيتين للشاعر الكبير الرصافي مما يؤكد إمكانية توالي أسباب ثلاثة في بعض الأوزان, لأن شاعرا بحجم الرصافي استساغ توالي مستفعلاتن لا يمكن أن يقال أنه أخطأ.
ويظهر التقطيع وفق هذا الطرح كما هو موضح في اللوحة الثانية , وما يظهر باللون الأحمر هو زحاف الخبن في تفعيلة مستفعلن في الشطر الثاني.
3 – أما اللوحة الثالثة فهي لوزن الرجز وبما يكافئ ما ورد في المطلع , ويظهر أن المخطط البياني يطابق المخطط الأول لأن قيمة الوتد المفروق هي نفسها قيمة الوتد المجموع, وهذا أيضا أحد أسباب استبعادي للوتد المفروق. كما يبين باللون الأحمر زحاف الطي في تفعيلة مستفعلن الثانية في الشطر الثاني علما بأن الوزن المعتمد في المخطط هو:
مستفعلن مستفعلن مفتعلن * مستفعلن مفتعلن مفتعلن
وأرفق اللوحات الثلاثة وهي هدية مني ومن رابطة الواحة الثقافية للشاعر الكبير عباس شكر.
آمل أن تروق له ولكم...
وكل عام هجري جديد وأنتم وأمتنا الإسلامية وأمتنا العربية بخير وأمن وأمان وسلام.
للإطلاع على المخططات يمكن فتح الرابط التالي:
https://web.facebook.com/groups/rabi...1066335968470/ (https://web.facebook.com/groups/rabitatalwaha/permalink/4241066335968470/)
تحياتي وتقديري
عادل العاني
01-09-2020, 02:03 PM
بحر السريع ودائرته العروضية والشاعر علي كريم عباس
نشر الشاعر المتألق علي كريم عباس قصيدة من بحر السريع بعنوان (امرأة عشتارية) ومطلعها:
جاءت بوجهٍ مقمرِ المطلعِ
يا صوتها الأخّاذُ للمسمعِ
وأنتهز هذه الفرصة لأبين وجهة نظري في بحر السريع.
بحر السريع الذي بنيت عليه دائرة المشتبه وزنه:
مستفعلن مستفعلن مفعولات * مستفعلن مستفعلن مفعولات
ولكن بمشرط الفراهيدي حول مفعولات إلى (فاعلن) وذلك بقطع ذيل الوتد المفروق من (مفعولات) لتصبح (مفعولن) ثم بطيها لتصبح (فاعلن)
وأصبح الوزن :
مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فاعلن
وهو الوزن الذي كان عليه النظم من قبل الشعراء العرب وهو ما نظم عليه الشاعر علي كريم قصيدته المذكورة.
وبالطبع الشعراء العرب كانوا ينظمون الشعر وفقا لذائقتهم وما يستسيغونه من إيقاع والوزن المعتمد لا يظهر فيه أي وتد مفروق في الوزن, وليس هناك ما يثبت أي علاقة بينه وبين مفعولات.
وقبل سنوات طرحت موضوع (بحر السريع وإشكالاته العروضية) والذي عرضت فيه وجهة نظري أن هذا الوزن لا يعود لدائرة المشتبه بل حشر حشرا فيها ويمكن أن ينسب لدائرة أخرى وبحر آخر.
وأجريت عدة اختبارات عليه للتوصل لعائديته فهناك عدة احتمالات, لكنني اقتنعت بأنه بحر يدور في دائرة مستقلة أساس بنائها يعتمد على ( تفعيلتين سباعيتين وتفعيلة خماسية)
تم وضع مطلع القصيدة في لوحة تقطيع كما هو مبين , ويظهر مجيء التفعيلات سالمة من أي زحاف.
كما تم تدوير الوزن بدائرة في اللوحة الثانية حيث تظهر الأرقام على محيطها الخارجي ثمانية أوزان هي كما يلي:
1 - مستفعلن مستفعلن فاعلن ( السريع) والذي نسب عنوة لدائرة المشتبه
2 - مفاعيلن مفاعيلن فعولن ( الهزج بعروض وضرب محذوفين)
وهذا الوزن هو ما يرد عادة في الوافر المقطوف مع عصب التفعيلات, أما هنا فهو الهزج وعروضته وضربه محذوفان أي حذف منهما سبب خفيف.
3 - فاعلاتن فاعلاتن فاعلن (الرمل بعروض وضرب محذوفين)
4 - فعولن مفاعيلن مفاعيلن (وزن جديد)
5 - فاعلن فاعلاتن فاعلاتن (وزن جديد)
6 - مستفعلن فاعلن مستفعلن (مجزوء البسيط)
7 - مفاعيلن فعولن مفاعيلن (مجزوء المستطيل)
8 - فاعلاتن فاعلن فاعلاتن (مجزوء المديد أو ما ينظم عليه فعلا)
ويلاحظ أن معظم الأوزان الناتجة تعود لبحور في دائرتي المختلف والمجتلب عدا الوزنين الجديدين وتفعيلاتهما هما مما ورد في الدائرتين المذكورتين أيضا.
وبما أن الإيقاعات أو الأوزان الناتجة أعلاه لا تمت بأي صلة للمشتبه بل هي من دائرتي المختلف والمجتلب فيمكن اعتبارها دائرة جديدة تعتمد في بنائها الشعري على تفعيلتين سباعيتين وتفعيلة خماسية, كما سبق وطرحته وهنا سأرقم هذه الدائرة (الدائرة الثامنة) التي ينتمي لها بحر السريع والترقيم هو وفق ما طرحته من دوائرة جديدة يمكن أن تضاف لدوائر العروض وتجمع ما كان يدعى (وجوبا) أو (مجزوءا) إضافة لأوزان لم تكن مطروقة سابقا. ويمكن تسميتها (دائرة المتجانس) لتجانس وانتظام أوزان من ثلاثة دوائر عروضية في دائرة واحدة.
والرأي الآخر الذي طرحته سابقا وأعيد طرحه الآن وهو انتماء الوزن لبحر الرجز وقد سبق وبينته في الموضوع الذي طرحته:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن * مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وإن اعتمدنا العروض والضرب بحذف السبب الخفيف الأول في مستفعلن ستتحول إلى (فاعلن) وهنا مخططها لن يختلف عما طرحته أعلاه.
وأضيف هنا رأيا ثانيا لم أطرحه سابقا وهو ناتج عما ناقشناه قبل فنرة عن (مخلع الرجز) :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن * مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وبقطع رأس الوتد في العروضة والضرب يتحول الوزن إلى :
مستفعلن مستفعلن مفعولن * مستفعلن مستفعلن مفعولن
وعند خبنهما يكون الوزن:
مستفعلن مستفعلن فعولن * مستفعلن مستفعلن فعولن
وهذا ما سميته مخلع الرجز ونظم عليه نزار قباني (لا تسألوني ما اسمه حبيبي) والتي غنتها فيروز, كما نظم عليه الشاعر حماد مزيد.
وبالطبع (فعولن) ليس فيها وتد بل هي (ف عو لن) أي سبب مزاحف + سبب خفيف + سبب خفيف) وهذا لم تتطرق له مراجع العروض الرئيسية.
وعند طيهما يكون الوزن :
مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فاعلن
لكن مع ملاحظة أن (فاعلن) هنا ليس فيها وتد بل هي (فا ع لن) أي سبب خفيف + سبب مزاحف + سبب خفيف.
وهذا أيضا يثبت أن بحر السريع يمكن أن ينتمي للرجز.
واللوحة الثالثة أعدت بإعادة تقطيع المطلع لقصيدة الشاعر علي كريم باعتماد هذا الوزن من الرجز باعتماد ما ذكرته أن فاعلن هي من مفعولن وتم طيها, لذا مخططها يشبه ما نشرته سابقا عن مخلع الرجز باختلاف موقع الزحاف فقط.
وعلى أي حال يبقى رأيي كما طرحته ويمكن اعتماد ما يلي :
1 – أن السريع ينتمي لدائرة مستقلة كما أوضحت سابقا, إن كنا نعيد النظر بدوائر العروض.
2 – أن السريع يمكن أن ينسب للرجز كما بينت أعلاه, فهدفي ليس استحداث دوائر جديدة بل فهم العروض بشكل صحيح.
3 – أن السريع لا ينتمي لدائرة المشتبه.
وأقدم هذه اللوحات والشرح هدية لشاعرنا المتألق علي كريم عباس ولكل من يبحث عن أصل بحر السريع.
آمل أن تروق له ولكم...
ويسعدني معرفة آرائكم فيما طرحته.
وللإطلاع على المخططات يمكن فتحر الربط التالي:
https://web.facebook.com/groups/rabi...6307022111068/ (https://web.facebook.com/groups/rabitatalwaha/permalink/4246307022111068/)
تحياتي وتقديري
عادل العاني
01-09-2020, 02:05 PM
بحر السريع مرة أخرى ومع الشاعر الكبير غازي المهر
استجابة لدعوة الشاعر الكبير غازي المهر لقراءة قصيدته (جنة الهوى) والتي مطلعها:
يا قرةَ للقلبِ والكبدِ
لولاكِ عشت الهمّ للأبدِ
والقصيدة هي من بحر السريع لكن بعروضة وضرب (فعِلن)
وقد سبق وأن أوضحت رأيي في بحر السريع سابقا وهنا أحببت أن أضيف ما يدعم وجهة نظري التي طرحتها عن كون هذا الوزن يمكن اعتباره مستقلا ولا علاقة له بدائرة المشتبه.
والإشكالية في هذا الوزن تظهر في مراجع العروض إذ لم يطلق الفراهيدي أية تسمية ولا الأخفش على هذه العروضة والضرب وكل ما ذكر عنهما أنهما تعرضا لحذف ثلاثة حروف من أصل التفعيلة مفعولات وكما يلي:
تسكين تاء مفعولاتُ : وهذا سمي بالوقف
حذف الرابع الساكن : وهذا سمي الطي ومنه نتج الضرب الأول للسريع (فاعلاتْ = فاعلان)
حذف التاء من آخر التفعيلة لينتج فاعلن وهذا سمي الكشف (أو الكسف كما في بعض المصادر) والطي. أي أن (فاعلن) هي مكشوفة أو مكسوفة ومطوية من (مفعولاتُ)
ثم أجاز الفراهيدي حذف حرف آخر وهو الساكن الثاني في (فاعلن) لتصبح (فعِلن) عروضة وضربا.
ثم أجاز الأخفش (فعْلن) في الضرب وهو بتسكين الثاني المتحرك, أو كما يقول الأخفش عن الفراهيدي أنه تم بحذف الوتد المفروق من (مفعولاتُ) ليصبح (مفعو) ويقلب إلى فعْلن).
وكما ذكر أبو الحسن العروضي أن هذه العروضة والضرب لم يطلق عليهما أي اسم لأنها تضمنت أربعة تغييرات و حذف ثلاثة حروف أو اجتماع علتين وزحافين, واقترح عدة تسميات لكنه ارتأى أن تبقى كما هي مثلما تركها الفراهيدي.
ثم عرض أمرا آخر وهو استغلال طرح الفراهيدي لأحذ الكامل في حذف وتد مجموع فارتأى إمكانية اعتماد التسمية الأحذ.
لكن في الحقيقة هذا لا يفي بالغرض فالحذو هو حذف وتد مجموع ولو افترضنا جدلا إمكانية تسمية حذف الوتد المفروق بالحذو أيضا فما يتبقى من التفعيلة هو (فعْلن) فكيف يتم تبرير (فعِلن)؟
بالطبع لا يمكن إلا إذا اعتمدنا زحافا وقبلنا به وهو تحريك الساكن في (فعْلن) ليصبح (فعِلن) وهذا لم يأت في العروض كما أنه يوحي بوجود سببين أحدهما ثقيل والسبب الثقيل لا يأتي إلا في دائرة المؤتلف.
لقد سبق وأن عرضت إمكانية نسب الوزن لبحر الرجز وكنت قد أشرت إلى أنه لو قبلنا بحذف سبب من مستفعلن لتبقى فاعلن وهو عروضة وضرب السريع. وهذا الحذف لم يأت في العروض فالحذف اختص بالأسباب الأخيرة كما في فاعلاتن المديد أو الرمل , أو ضرب الطويل الثالث ليصبح فعولن.
وهذا كان يمكن به احتواء السريع وعندها يكون بالإمكان تسمية (فعِلن) بالمخبونة و(فعْلن) بالمقطوعة, بعد الحذف كما هو في فاعلاتن وبعد حذف السبب يمكن خبن فاعلن لتصبح (فعِلن).
أما تشابه وزن (مستفعلن مستفعلن مفعولن) بين السريع والرجز فهذا أيضا يدعونا لاستعراض تحول مفعولن إلى فاعلن ثم فعِلن بعدة تغييرات:
مستفعلن بقطع رأس الوتد تصبح مفعولن
وبحذف الرابع الساكن (الطي) تنتج فاعلن
ثم بحذف ألف فاعلن (الخبن) تنتج فعِلن وهذه يمكن اعتمادها عروضة وضربا كما ورد في القصيدة, أي أن العروضة والضرب مقطوعان مطويان مخبونان.
وهذا أيضا يضعنا في نفس إشكالية مفعولاتُ بوجود ثلاثة تغييرات لم تغطها العروض ولم يسمها الفراهيدي.
وتسكين عين فعِلن لتصبح فعْلن كما أجيز يضيف لنا زحاف الإضمار, أي لجأنا إلى علة وثلاثة زحافات لتصبح لدينا التفعيلة التي نريدها بعد أربعة تغييرات.
وبعضهم أطلق تسمية (الصلم) على حذف الوتد المفروق لإنتاج الضرب (فعْلن) لكن هذا لا يحل المشكلة, إذ كيف تحولت (فعْلن) إلى (فعِلن), إلا إذا قبلنا بزحاف تحريك الساكن.
وعودة أخرى للرجز مقطوع الضرب (مفعولن) وما أجيز فيه هو الخبن أيضا ليصبح الضرب (فعولن) وهذا ما بينه أبو الحسن العروضي لكنه لم يعط شاهدا عليه, علما بأن الشعراء المعاصرين اعتمدوا العروضة والضرب مقطوعة مخبونة والشاهد للشاعر الكبير نزار قباني:
لا تسألوني ما اسمهُ حَبيبي * أخشى عليكُمْ ضَوعَةَ الطيوبِ
والقصيدة كلها جاءت على نفس الوزن أي (فعولن) عروضة وضربا
ثم نظم عليه الشاعر حماد مزيد, وأطلقت عليه تسمية (مخلع الرجز) فالتخليع كما هو في البسيط قطع رأس الوتد من مستفعلن لتصبح (مفعولن) ثم خبنها لتصبح (فعولن).
وهذا يدعوني للتساؤل لو أن العروضيين الأوائل اعتمدوا هذا بتعمق أكثر لوجدوا أن مستفعلن المقطوعة أي (مفعولن) بطيها تكون (فاعلن) وهذا كان يمكن أن يضع السريع كوزن من أوزان الرجز بعروضة وضرب مقطوعين مطويين, كما هو في (المخلع) بالقطع والخبن كقصيدة الشاعر الكبير نزار قباني.
لكن حتى في هذه الحال تبقى الزحافات اللاحقة بدون تسمية لأنها تتجاوز كل ما أقر في العروض وما ذكره الفراهيدي أو الأخفش أو غيرهما.
وعلى أي حال فعدم إطلاق الفراهيدي أي تسمية يؤكد مقولتي السابقة أن دائرة المشتبه ورطة في العروض, كما أن وزن السريع لا يمت لهذه الدائرة بأية صلة.
وأنا باقتراحي اعتبار الوزن مستقلا وينتمي لدائرة جديدة هو الحل الأمثل حينها نتعامل مع فاعلن كتفعيلة أساسية في الوزن ومنها يمكن صياغة الأوزان بتسميات معتمدة في العروض.
مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فاعلن الوزن الأساس
أولا :العروضة فاعلن لها ثلاثة أضرب:
1 - مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فاعلن (الضرب السالم من الزحاف)
والشاهد كما في مراجع العروض دون معرفة قائله:
هاجَ الهوى رسمٌ بذاتِ الغَضا * مخلولَقٌ مستعجَمٌ محوَلُ
2 - مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن فاعلن فاعلان ( الضرب المذيل)
والشاهد كما في مراجع العروض دون معرفة قائله:
أزمانُ سلمى لا يَرى مثلَها * راؤونَ في شامٍ ولا في عِراقْ
3 - مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فعْلن (الضرب المقطوع)
والشاهد في مراجع العروض لأبي قيس بن الأسلت:
قالت ولمْ تقصدْ لقيلِ الخَنا * مهلًا فقد أبلغتَ أسماعي
ثانيا : العروضة الثانية المخبونة (فعِلن) ولها ضربان
1 - مستفعلن مستفعلن فعِلن * مستفعلن مستفعلن فعِلن ( الضرب المخبون)
والشاهد في مراجع العروض للمرقش الأكبر:
النشرُ مسكٌ والوجوهُ دَنا * نيرٌ وأطرافُ الأكفِّ غَنمْ
2 - مستفعلن مستفعلن فعِلن * مستفعلن مستفعلن فعْلن (الضرب المقطوع)
والشاهد في مراجع العروض للمرقش الأكبر:
ليسَ على طولِ الحياةِ ندمْ * ومن وراءِ المرءِ ما يعلَمْ
وكما نلاحظ المخبون والمقطوع هما على نفس نسق ضروب البسيط,
ولهذا لا أتفق مع ما ذهب إليه المرقش في جمع ضربين في قصيدة واحدة عروضتها (مخبونة) وهما الضرب المخبون والضرب المقطوع كما في الشاهدين أعلاه واللذان جاءا في قصيدة واحدة.
علما بأن الزحافات الجائزة فيه هي الخبن والطي في مستفعلن.
والطريف أيضا في هذا الوزن خاصة بعروضة مخبونة وضربها مخبون أو مقطوع أنه في حالة طي كافة مستفعلن في الشطرين:
مفتعلن مفتعلن فعِلن * مفتعلن مفتعلن فعْلن
يمكن إعادة قراءته:
فاعلُ فعْلن فعِلن فعِلن * فاعلُ فعْلن فعِلن فعْلن
وهو يوحي بأنه من أوزن لخبب لكن بنسق معتمد
وهذه الحالة قد نجدها في أكثر من وزن في الشعر العربي.
علما بأنه كان الحري إهمال وزن السريع التام جملة وتفصيلا من الدائرة لأنه ببساطة ينتهي بمتحرك ولا يمكن النظم عليه تاما لأنه يخالف قاعدة العرب كما أن مجزوءه من تفعيلتين هو (مستفعلن مستفعلن) وهذا مجزوء الرجز, مثلما أهملت ثلاثة بحور أخرى في الدائرة, وكما أهمل بحر المتوفر من دائرة المؤتلف لأنه ينتهي بمتحرك وأسباب أخرى.
وقد يطرح بعضهم إمكانية نسب القصيدة للكامل الأحذ وهذا أيضا وارد جدا فوزن الكامل الأحذ هو :
متفاعلن متفاعلن فعِلن * متفاعلن متفاعلن فعِلن
وبإضمار كافة تفعيلات الكامل (متفاعلن) وهذا جائز وينتج:
مستفعلن مستفعلن فعِلن * مستفعلن مستفعلن فعِلن
كما أن الخبن الذي أشرت له في القصيدة يمكن اعتباره كما سماه الفراهيدي الوقص لتكون التفعيلة (مفاعلن) كما جاء في عدد من أبيات القصيدة.
لكن في هذه الحالة كان يجب مجيء تفعيلة واحدة سالمة من الكامل (متفاعلن) لتأكيد نسب الوزن للكامل الأحذ كما هو التداخل بين الكامل والرجز, علما بأن زحاف الوقص زحاف غير مستحب في الكامل. وتحويل (فعِلن) إلى (فعْلن) يتم بالإضمار.
وبعد هذا الإستعراض فإن وجهة نظري في قصيدة الشاعر الكبير غازي المهر هو:
أن القصيدة من بحر السريع بعروضة مخبونة وضرب مخبون , (ولا أعني السريع في دائرة المشتبه بل كما طرحته في الدائرة الثامنة – دائرة المتجانس)
واعتمد الشاعر فيها زحاف الخبن فقط في تفعيلة مستفعلن في بعض أبيات القصيدة.
ووفق هذا الوصف تم وضع المطلع في لوحة تقطيع عروضي كما هو في اللوحة الأولى ,
كما يبين المخطط أن الشاعر لم يعتمد أي زحاف في تفعيلات مستفعلن, والمخطط هو نفسه مخطط الدائرة عدا أن العروضة والضرب هنا مخبونان أي يتكونان من (سبب مزاحف + وتد) واختلاف وزن عن آخر فيه هو بدوران المخطط عكس عقارب الساعة بمسافة سبب أو وتد كما يظهر على المدار الخارجي للمخطط والذي يبين مواقع الأوتاد.
كما أضفت اللوحة التي سبق ونشرتها مع قصيدة الشاعر علي كريم عباس على بحر السريع بعروضة وضرب سالمين (فاعلن), وتوضح مخطط الدائرة التي أشرت لها لغرض المقارنة بينها وبين ما نظم عليه الشاعر غازي المهر.
وأقدم هذا الشرح واللوحتين هدية مني ومن رابطة الواحة الثقافية للشاعر الكبير غازي المهر كما أشكره على إتاحته هذه الفرصة لمزيد من الشرح عن بحر السريع.
وآمل أن تروق له ولكم...
ومرحبا بأي حوار أو نقاش جول الموضوع.
تحياتي وتقديري
قصيدة (جنَّةُ الهوى) للشاعر غازي المهر
*******
يا قرةَ للقلبِ والكبدِ * لولاكِ عشت الهمّ للأبد
وعشت أياما منغصةَ * فاضت ببحر الظلم والنكدِ
سفينة الهناء أنتِ فهل * تغدو رياحها بملك يدي؟
لأدفع الهموم من أفقي * وأحشد الأفراح بالمددِ
يا شوق قلبٍ كلما طلعت * شمس الورى بالقهر والرمدِ
تحلو بك الدنيا اذا احتجبت * عنها صبا الأفراحِ والرغدِ
يا غيث من جفّت له ديمٌ * أنتِ الندى في الضيم والكبَدِ
تحيا بك الآمال فابتهجت * في ناظري الحياة يا سندي
تزكو بك الدنيا فما نفحت * غير العبير منك والرندِ
يا نبض خافقي اذا انحبست * في القلب أنفاسٌ من الكمدِ
بالحب أجريت الأسى أملا * يا بلسم الأوصال والجسدِ
إنّي عشقت فيك كل هوى* وفيهِ أمضي ملهم الرشدِ
يا شعلة الغرام ما اقتربت* نسائم الأشواق والرصدِ
من عاشق جادت قريحتهِ * ببوحِ ملتاعٍ بلا جلدِ
فيك القوافي أقبلت فمضت * أمواجها تترى بلا نفدِ
إنّي بهذا الوجد مؤتلقٌ * أزهو بنبضٍ حافل الوقدِ
فدمتِ يا بشرايَ يا سكنا * أحياهُ في دنيا من البردِ
وانتّشي بالودّ محتفيا * في جنّة الهوى إلى الأبدِ
*******
وللإطلاع على المخططات يمكن فتح الرابط أدناه:
https://web.facebook.com/groups/rabi...5233110551792/ (https://web.facebook.com/groups/rabitatalwaha/permalink/4295233110551792/)
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir