مشاهدة النسخة كاملة : الضوء المفقود
تيسير الغصين
12-06-2016, 06:12 AM
قصة قصيرة
بقلم:
الكاتب القاص:
تيسير الغصين
الضوء المفقود
ظلامٌ دامسٌ في غرفةٍ صغيرةٍ، لا شيء قابلٌ للرؤية فيها، تتحرك قدماهُ ببطءٍ شديدٍ محاولاً تحسس الأشياء من حوله، يرتطم رأسه بشيء صلب، يبدو وكأنه عامود من الخرسانة المسلحة، حاول تجاوزه، أين يمكن أن يعثر على عود ثقاب هنا؟! لا يبدو أن هناك أمل، تحركت قدماه من جديد، اصطدمت خاصرته بزاوية منضدة خشبية، أصدرَ انزلاقُها بأرضيةِ المكان صوتًا مزعجًا، لكنه بقي يحاول العثور على مخرجٍ يقوده إلى الفضاء الفسيح، فجأة سمع صوتَ انفتاح الباب دون أن يتمكن من رؤية ضوء الشمس الذي ملأ المكان!!
محمد فطومي
17-06-2016, 11:38 PM
تحيّة طيّبة أستاذ تيسير
بحرفيّة استطاعت العبارات هنا خلق حالة من انعدام الضّوء و الرّؤية. و كما يُقال : لا تصف لي البحر بل اجعلني أبتلّ.
أعتقد بعد قراءات عدّة احتاجها النصّ على قصره و وضوحه في الظاهر، أنّ الأزمة أعمق بكثير من مجرّد حالة عمى. أخطر. إنّها حالة من عدم القدرة أو الرّغبة في تصديقها و التسليم بها.
كان الإيحاء في نظري حاضرا رغم دفقة النور الأخيرة. بل كأنّي بها زادت من حلكة الموقف بما أنّها أفضت إلى حزن أسود في وجدان الرّجل.
تقديري و ودّي.
بسباس عبدالرزاق
20-06-2016, 11:59 PM
نص جميل وموحي تتعدد فيه القراءات حسب مستوى القارئ وهمه
وأيضا حسب حالته النفسية الآنية
فالعنوان يوحي لنا بأن النور ضائع أو هو مفقود ودلالة لفظة الضوء تحيلنا لعدة مفاهيم
الضوء: قد يعني هنا الروح المفقودة أو العلم أو حالة اجتماعية صحية
وبما أنه مفقود فهو حتما شيء مهم جدا ولابد من البحث عنه
الجملة الأولى وبعد ربطها بما يليها تعطي معان كثيرة فهذه الغرفة أكبر من مجرد غرفة نوم
قد تكون الغرفة هي المدينة الوطن وربما العقل
وكما قال الأستاذ محمد فطومي فالجملة: ظلامٌ دامسٌ في غرفةٍ صغيرةٍ، لا شيء قابلٌ للرؤية فيها،
هي جملة تضعنا داخل حالة حساسة جدا، حالة ضبابية وضيقة أيضا رغم أن دلالتها أوسع جغرافيا ولكن ترسم الوطن أضيق مما نتخيل لأنه محاط بالظلام والرؤية بداخله منعدمة
ما تلاها هو أرق وهاجس المثقف ربما الذي يحرص في خطاه على البحث عن النور ولكن ومن خلال السرد يتوضح لنا تخبطه بحيث يصطدم بعوائق قد تكون عوائق يتخيلها وربما وضعت عمدا في طريقه وربما تيهه هو ما جعله يتجه نحو الهاوية عوض الاتجاه نحو النور
وهذا أيضا تفسير للجهل الذي يصاحب أمة تتخبط في خرافاتها وتتلعثم خطاها خطوة تلوى أخرى
إنه كابوس حقيقي
الجملة الحل والتي فتحت الصندوق عبرت عن أمر مهم وأن الضوء القادم من الخارج هو لا محالة ضوء مزيف لأنه يعمي عيون الأمة
فعوض أن توقد الأمة داخلها، فالفرد في غرفته يدرك أن أقرب الضوء إليه هو نور المصباح ولكنه يراه نورا غير قادر على إضاءة داخله
وبذلك هو يفتش خارجا عوض التفتيش داخله
وربما مقصد ومرامي النص هي حضنا على إضاءة دواخلنا بعد البحث عن ضوئنا المفقود وبداخلنا لا خارجنا
نص رائع جدا
تيسير الغصين
22-06-2016, 11:54 AM
تحيّة طيّبة أستاذ تيسير
بحرفيّة استطاعت العبارات هنا خلق حالة من انعدام الضّوء و الرّؤية. و كما يُقال : لا تصف لي البحر بل اجعلني أبتلّ.
أعتقد بعد قراءات عدّة احتاجها النصّ على قصره و وضوحه في الظاهر، أنّ الأزمة أعمق بكثير من مجرّد حالة عمى. أخطر. إنّها حالة من عدم القدرة أو الرّغبة في تصديقها و التسليم بها.
كان الإيحاء في نظري حاضرا رغم دفقة النور الأخيرة. بل كأنّي بها زادت من حلكة الموقف بما أنّها أفضت إلى حزن أسود في وجدان الرّجل.
تقديري و ودّي.
أشكرك الأساذ الأديب محمد فطومي على هذه القراءة العميقة لنصي فقد لامس مداد قلمك جوهر الحقيقة التي حاولتُ الإشارة لها.
تحياتي لك،،،
تيسير الغصين
22-06-2016, 12:35 PM
نص جميل وموحي تتعدد فيه القراءات حسب مستوى القارئ وهمه
وأيضا حسب حالته النفسية الآنية
فالعنوان يوحي لنا بأن النور ضائع أو هو مفقود ودلالة لفظة الضوء تحيلنا لعدة مفاهيم
الضوء: قد يعني هنا الروح المفقودة أو العلم أو حالة اجتماعية صحية
وبما أنه مفقود فهو حتما شيء مهم جدا ولابد من البحث عنه
الجملة الأولى وبعد ربطها بما يليها تعطي معان كثيرة فهذه الغرفة أكبر من مجرد غرفة نوم
قد تكون الغرفة هي المدينة الوطن وربما العقل
وكما قال الأستاذ محمد فطومي فالجملة: ظلامٌ دامسٌ في غرفةٍ صغيرةٍ، لا شيء قابلٌ للرؤية فيها،
هي جملة تضعنا داخل حالة حساسة جدا، حالة ضبابية وضيقة أيضا رغم أن دلالتها أوسع جغرافيا ولكن ترسم الوطن أضيق مما نتخيل لأنه محاط بالظلام والرؤية بداخله منعدمة
ما تلاها هو أرق وهاجس المثقف ربما الذي يحرص في خطاه على البحث عن النور ولكن ومن خلال السرد يتوضح لنا تخبطه بحيث يصطدم بعوائق قد تكون عوائق يتخيلها وربما وضعت عمدا في طريقه وربما تيهه هو ما جعله يتجه نحو الهاوية عوض الاتجاه نحو النور
وهذا أيضا تفسير للجهل الذي يصاحب أمة تتخبط في خرافاتها وتتلعثم خطاها خطوة تلوى أخرى
إنه كابوس حقيقي
الجملة الحل والتي فتحت الصندوق عبرت عن أمر مهم وأن الضوء القادم من الخارج هو لا محالة ضوء مزيف لأنه يعمي عيون الأمة
فعوض أن توقد الأمة داخلها، فالفرد في غرفته يدرك أن أقرب الضوء إليه هو نور المصباح ولكنه يراه نورا غير قادر على إضاءة داخله
وبذلك هو يفتش خارجا عوض التفتيش داخله
وربما مقصد ومرامي النص هي حضنا على إضاءة دواخلنا بعد البحث عن ضوئنا المفقود وبداخلنا لا خارجنا
نص رائع جدا
أستاذي الرائع بسباس عبد الرزاق سبق أن قرأتُ لك تعليقًا (قراءة نقدية) لقصتي القصيرة (الحافلة) نشرتُها على صفحات مجموعة المختار الأدبية -فيسبوك- وكانت قراءة رائعة بما تضمنته من كلامٍ نقدي بحت أعطت تقييمًا للنص كقيمة أدبية، واليوم وبعد أن رأيت اسمك مقترنًا بقصتي (الضوء المفقود) أدركتُ بأني سأقرأ كلاماً يكشف عما حاولتُ الإيحاءَ به للقارئ من خلال نص قصير (واضح حسب الظاهر) وبالفعل صدق حدسي، ليست الغرفة الواردة في النص غرفة، ولا الضوء ضوء.
(الضوء المفقود) انعكاس للحالة السياسية التي أودت بنا إلى حالات مترديات متعددات على كافة الصُعد، فكان الانقسام، وكانت البطالة ، وكان الفقر، وكانت محاولات الهروب عبر البحار، وكان التوغل لأعدائنا فينا حتى أستأصلوا اللحم عن العظام، (النص) صرخة منا إلينا، بعد أن فقدنا البوصلة، لم نعد قادرين على الرؤية، أنهكتنا الحسابات الحزبية والمصالح الخاصة الضيقة جداً ، كل ذلك دفع بنا ، نحو غرفة ضيقة مظلمة ..
تحياتي لك الأديب القاص والكاتب الناقد بسباس عبد الرزاق.
ناديه محمد الجابي
22-06-2016, 01:59 PM
تحية لحرفك الجميل الهادف في نص باهر عميق
وشكرا للأستاذ محمد الفطومي، والأستاذ بسباس عبد الرازق
على رؤية عبقرية سبرت غور النص وتغلغلت لتلمس الجوهر
وتترجم ما اختفى تحت الرمز بقدرة وتمكن.
تحياتي لكم جميعا وكل تقديري. :0014:
عبد السلام دغمش
23-06-2016, 11:29 AM
نص جميل ، مكثف .. ويحتمل إسقاطات على الواقع والنفس ..
كانت محاولات بطل القصة للخروج من الـمأزق ( الظلام والحجرة ) هي غاية ما أمكنه حين أشار النص بذكاء أن الباب كان موصدًا عليه .. ربما لن يتمكن من رؤية الضوء للوهلة الأولى بعدما عاش وسط الظلمة لفترة طويلة ..
سررت بالمرور من هنا والاستزادة من المشاركات الجميلة .
كل عام وانتم بخير .
تيسير الغصين
23-06-2016, 05:46 PM
تحية لحرفك الجميل الهادف في نص باهر عميق
وشكرا للأستاذ محمد الفطومي، والأستاذ بسباس عبد الرازق
على رؤية عبقرية سبرت غور النص وتغلغلت لتلمس الجوهر
وتترجم ما اختفى تحت الرمز بقدرة وتمكن.
تحياتي لكم جميعا وكل تقديري. :0014:
أشكركِ أستاذة نادية على حضوركِ الجميل وإعجابك بحرفي
تحيتي وتقديري لكِ،،،
تيسير الغصين
17-07-2016, 06:54 AM
نص جميل ، مكثف .. ويحتمل إسقاطات على الواقع والنفس ..
كانت محاولات بطل القصة للخروج من الـمأزق ( الظلام والحجرة ) هي غاية ما أمكنه حين أشار النص بذكاء أن الباب كان موصدًا عليه .. ربما لن يتمكن من رؤية الضوء للوهلة الأولى بعدما عاش وسط الظلمة لفترة طويلة ..
سررت بالمرور من هنا والاستزادة من المشاركات الجميلة .
كل عام وانتم بخير .
قراءة جميلة وواعية لنصي أستاذي عبد السلام دغمش
سعدت بمرورك
شكري وتقديري لك
كاملة بدارنه
01-08-2016, 06:41 PM
قد تنعدم الحكمة في اتّخاذ القرار الصّحيح وقت الضّغط الشّديد، والصّراع يكون من أجل البقاء فقط، وهذا لا يعني أنّ البقاء مجدٍ!
لم يرَ النّور وكان همّه الخروج من الضّيق رغم عدم اليقين بما هو آت
قصّ معبّر
بوركت
تقديري وتحيّتي
(عمود، أملا)
تيسير الغصين
02-08-2016, 09:46 AM
قد تنعدم الحكمة في اتّخاذ القرار الصّحيح وقت الضّغط الشّديد، والصّراع يكون من أجل البقاء فقط، وهذا لا يعني أنّ البقاء مجدٍ!
لم يرَ النّور وكان همّه الخروج من الضّيق رغم عدم اليقين بما هو آت
قصّ معبّر
بوركت
تقديري وتحيّتي
(عمود، أملا)
أشكركِ الأستاذة القديرة كاملة بدارنه على مروركِ وتعليقكِ
وأشكركِ على تصويباتكِ
عمود وليس عامود
أملاً وليس أملٌ
جزاكِ الله عني خيرا
عباس العكري
30-08-2016, 03:37 AM
الضوء المفقود
https://1.bp.blogspot.com/-p1a6_zLwKQo/V8TjU0IE1bI/AAAAAAAAEcc/T7-GeNSUZdEDqgsjb8OkFoeQ1VWl5-_-wCLcB/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25A1 %2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2581%25D9%2 582%25D9%2588%25D8%25AF.png
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir