تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة على ريش البراق للدكتور إبراهيم الكوفحي



رداد الهذلي
18-06-2016, 09:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم قصيدة أستاذنا الفاضل, الأستاذ الدكتور: إبراهيم الكوفحي, أستاذ الأدب والنقد الحديث في الجامعة الأردنية,
وهي بعنوان:

على ريش البراق


سأقيــمُ عـنـد مشارفِ القَمَــــرِ= في خـيمــةٍ للشعــر والـــوتر
فهـناك أيامـي .. شــذىً وندىً= تنسابُ مثلَ نسائــــمِ الزَّهَـــــرِ
وهــناك أحـلامي .. مجنّحــــةٌ= جــوّابـــةٌ في عـالـــم الطُّهُـــرِ
أرنو وأصغي .. ذائباً دهشاً= للكــون في نــوم وفي سَهَــرِ
ولربّـــما زارتْ مـــلائكـــــــةٌ= تُهــــدي إلـيّ روائــــعَ الـدّررِ
أو راح يطربُها الحديثُ معي= فأتـتْ مـع الإمســـاءِ .. للسّمــرِ
أو للتجـوّل في الفضـاء على= ريش ( الـبراقِ) الناعـمِ النّضرِ
تمضي الثواني ، لا يدنّســها= شيءٌ ، ولا تشكـو من الضّجـرِ
ريّانة بالحُسْــنِ ، أسكــــرها= عـذبُ النشيدِ .. وفاتنُ الصّـورِ
ما عــدتُ أحتملُ البقــاء هـنا= إني شقـيتُ بصحبــة البشـــرِ
صاحبــتُ أكـثرهمْ ، فما أنسـتْ= روحي بـهمْ في الحـلّ والسّفــرِ
حاولتُ .. كم حاولتُ أهضِمُـهُمْ= لكـــنّ ألينــــهمْ كــما الحـجــــرِ
قبلاتــــهمْ ممـــزوجــــةٌ بــــدمٍ= وكأنّــــها الطعنــــاتُ بالسُّمُـــرِ
(إبليسُ) علّمهمْ ..، ومن عَجَبٍ= فاقــــوه في شــــرٍّ وفي أشَــــرِ
كــم راح يسألـــهمْ فنــــونَ أذىً= وطــرائقاً تَهــــدي إلى سَقَـــــرِ
جادوا عليــه بالجـــديد ، ومـا= بخلــتْ يــدٌ في العسْــر واليُسُــرِ
لو ملّ ( إبليسٌ ) ، وقال : غداً= سأتــوبُ ..، ما تابوا مـدى العمـرِ
لا يتركــــون الشـــرَّ ، أدمنـــه= دمُهُمْ ، كـما الأفيــــون والأبــــرِ
إني لفــي عَصْرٍ بلا خُـلُــقٍ= متوحّـشٍ ، من أجهل العُصُرِ