مشاهدة النسخة كاملة : إلى من دنسوا كتاب ربي
د.جمال مرسي
03-06-2005, 09:20 AM
إلى من دنسوا كتاب ربي
شعر د. جمال مرسي
جودا بدمْعِكُما عَيْنيَّ و انتحِبا=فالخطبُ أبكى شموسَ الكونِ و الشُّهُبا
خطبٌ ألمَّ بنفسي و النهارُ ضحىً=فاهتاجَ خاطرها و اغتمَّ و اضطربا
يا ويحَ نفسي ، و نيراني تُحرّقني=و الحزنُ يُشعلُ في أحشائيَ اللَّهَبا
ما كنتُ من صخرةٍ صمّاءَ يضربها=موجٌ فأرضخُ للموجِ الذي ضربا
لكنني مسلمٌ حرٌ تحرِّكني=إذا اْدلهمّتْ خطوبٌ عزةٌ و إبا
كتابُ ربي و منهاجي و مدرستي=قد دَنَّسَتْهُ يدُ الخنزيرِ ، وا عجبا
كلبٌ يُدنِّسُ آياتِ الكتابِ ، فما=مِنْ عالمٍ ساخطٍ أو حاكمٍ شَجَبا
هبّتْ شعوبُ بني الأفغانِ ثائرةً=تكادُ تلمس من زلزالها السُّحُبا
و نحنُ نأكلُ من أطباقِ حسرتنا=ذُلاً ، و نقتسمُ الويْلاتِ و الكُرَبا
و ندَّعي أننا في أصلنا عَرَبٌ=بئس العروبةُ إنْ لمْ تُصْلِحِ العَرَبا
ما طائلُ الفخرِ بالأنسابِ في زَمَنٍ=لا يعرفُ الفخرَ و الألقابَ و النَّسَبا
و ليسَ مِنْ لغةٍ غيرُ التي عَرَفَتْ=سامٌ ، تجذُّ يدَ المغرورِ و الذَّنّبا
و ليس يثأرُ للقرآنِ غيرُ يدٍ=ناريةٍ ، تُمسكُ القرآنَ و القُضُبا
لنْ تهدأَ النارُ إلا حين يُطفئها=موجٌ من الغضبِ الدفّاقِ منسكِبا
يا أمةَ الخيرِ ، و الإسلامُ منهجنا=حتّامَ نتْبعُ شيطاناً بنا لَعِبا
في كلِّ يومٍ لهُ حربٌ يؤجِّجها=أبناءُ مِلَّتِنَا كانوا لها حَطَبا
حتّامَ نرقبُ ميلادَ "الصلاحِ" ، و لم=نُعِدُّ أمّاً لَهُ.. يا أمتي .. و أبا
حتّى متى و شبابُ العُرْبِ أفسدَهُ=تلفاز" ناْنسي" و غنجٌ أتقنتهُ "رُبا"
و النائمونَ على فُحشٍ يؤرِقُهُمْ=صوتُ المؤذِّنِ أو إطلالة الخُطَبا
أَلَمْ يَئِنْ لجيوشٍ عُلِّبتْ زَمَناً=أنْ ترفضَ القيدَ و الإذعانَ و العُلَبا
ماذا تَبَقّى إذا ما دُنِّسَتْ سِوَرٌ= لو لامَسَتْ جبَلاً لاندكَّ منقلبا
و نحنُ مَزَّقَنَا صَمْتٌ و أَحْرَقَنَا =خِزْيٌ و أرَّقَنا مَجْدٌ لنا ذهبا
نَلُوُكُ قَاتَ السكوتِ المُرِّ مِنْ زَمَنٍ=نشكو لغاصبنا الأحزانَ و الوصَبا
ماذا صنعنا و جيشُ اليأس يصلبنا=على جذوع الأسى نهْباً لمن صلبا
ماذا صنعنا ، و إحساسٌ بعزتنا=يا ويح نفسيَ ، من أفعالنا هربا
أليس من قائدٍ حرٍ يجوز بنا=بيداءَ رهبتنا كي نلمسَ الشهبا
أُحسُّ في داخلي بالفجرِ يغمرنا=يا أمتي فاجعلي من خطبنا سببا
هيا إلى المجد و العلياء و انتفضي=و لترفضي الذل و التزييف و الكذبا
كفاكِ نوماً ، فقد طال الرقاد بنا=و اليوم آن لنا أن نعلنَ الغضبا
و حفظ الله كتابه العزيز إلى يوم الدين
و دمتم
سلطان السبهان
03-06-2005, 12:07 PM
اللهم احفظ كتابك العزيز ..
.
لافض فوك وجزاك الله خيرا .
يوسف العزعزي
03-06-2005, 04:57 PM
حفظكم الله أستاذي الكريم الشاعر د/جمال
دفع الله كيد الأعداء الكلاب وأعاد أمجاد الأمة لكي تدفع العار والشنار
وتنفض عنها أرجاس الذلة وتتجنب المهانة التي طبعتها المعاصي .!
أستاذي
أبدعت والله
وأحسنت
ودممتم ذخرا ً للأمة
أخوكم /العزعزي
د.جمال مرسي
03-06-2005, 09:21 PM
بارك الله بك أخي سلطان
و شكرا لمرورك و أدعو الله أن يحفظ ديننا و قرآننا
دمت بخير
د. جمال
عدنان أحمد البحيصي
03-06-2005, 10:42 PM
أخي د. جمال
الحقيقة أني كنت مولعا في مراحل دراستي الثانوية باستخراج الصور البلاغية من النصوص التي تقع بين يدي
واليوم أرى نفسي سأبدأ بهذه الهواية
وأسأل الله السداد
عدنان أحمد البحيصي
03-06-2005, 10:51 PM
جـودا بدمْعِكُمـا عَيْنـيَّ و انتحِبـا
فالخطبُ أبكى شموسَ الكونِ و الشُّهُبا
خطبٌ ألمَّ بنفسي و النهـارُ ضحـىً
فاهتاجَ خاطرها و اغتـمَّ و اضطربـا
في البيت الأول أجاد الشاعر حيث خاطب العيين وكأنها إنسان يعقل وفي استعارة مكنية حيث شبه العين بالإنسان العاقل وحذف المشبه به وجاء بشيء يدل عليه ألا وهو الخطاب
ثم نراه يطلب من العينين أن ينتحبا ،وهذا كناية عن الإنسان المنتحب عبرعنه شاعرنا بشيء من أجزاء المنتحب ألا وهو العينين وفيه استعارة كما أسلفنا من قبل
ثم نرى الشاعر وقد جعل الشمس ذات عينين تبكي وكذلك الشهب وهنا استعارة مكنية أخرى
ثم في البيت الثاني أرى الشاعر دهمه الخطب الجلل الذي سيشرع في إيضاحه في الأبيات التالية لكن حقيقة استوقفتي جملته والنهار ضحى ولم اعرف بالضبط ما قصد بها
ثم عبر شاعرنا عن كليته بنفسه وجعل لها خاطرا يهيج ويغتم ويضطرب ولكن أليست المعاني الثلاثة تؤدي لنفس الهدف والغاية ؟؟
عدنان أحمد البحيصي
03-06-2005, 11:06 PM
يا ويحَ نفسي ، و نيرانـي تُحرّقنـي
و الحزنُ يُشعلُ في أحشائـيَ اللَّهَبـا
ما كنتُ من صخرةٍ صمّاءَ يضربهـا
موجٌ فأرضخُ للمـوجِ الـذي ضربـا
قمة الأسى في خطاب النفس يا ويح نفسي ،لكن أرى أن لفظ نيراني لم يكن الشاعر موفقا باستخدامها فلو قال نيران لصلح المعنى ، إلا أنه نسب النيران لنفسه وما أدري ما مسوغ ذلك ولعله اراد النيران التي تشتعل في النفس وحتى إن أرادها فكان أولى به أن ينسبها إلى النفس لا إليه لأن شاعرنا خاطب النفس على أنها منفصلة عن الذات في أبيات سابقة
وفي الشطر الثاني من البيت رأينا الحزن عاقلا يمسك بجذوة من النار ليشعل بها أحشاء الشاعر لهبا
ما كنتُ من صخرةٍ صمّاءَ يضربهـا
موجٌ فأرضخُ للمـوجِ الـذي ضربـا
في هذه الأبيات يستغرب الشاعر من أسى نفسه مع أنه تعود منها رباطة الجأش (هذا ما فهمته) نافيا كونه صخرة صماء على شاطىء بحر فترضخ للأمواج المتلاطمة
عدنان أحمد البحيصي
04-06-2005, 12:50 PM
لكننـي مسـلـمٌ حــرٌ تحرِّكـنـي
إذا اْدلهمّـتْ خطـوبٌ عـزةٌ و إبـا
كتابُ ربي و منهاجـي و مدرستـي
قد دَنَّسَتْهُ يـدُ الخنزيـرِ ، وا عجبـا
كلبٌ يُدنِّـسُ آيـاتِ الكتـابِ ، فمـا
مِنْ عالـمٍ ساخـطٍ أو حاكـمٍ شَجَبـا
هبّتْ شعـوبُ بنـي الأفغـانِ ثائـرةً
تكادُ تلمـس مـن زلزالهـا السُّحُبـا
لكنني مسلم حر ، تأتي بعد نفي الشاعر كونه صخرة صماء تخضع لموج ، بل هو مسلم حر تحركه عندما تتابع الإزمات العزة التي تنبع من كونه مسلما أبيا والإباء الذي يرفض به الخضوع لذل ونراه قد حذف الهمزة المتطرفة في وإبا
ثم أنه وبروعة صور الخطوب بالليل المدلهم وذلك للدلالة على مدى سوادها؟
كتابُ ربي و منهاجـي و مدرستـي
قد دَنَّسَتْهُ يـدُ الخنزيـرِ ، وا عجبـا
ثم هاهو يتعجب من صمت الصامتون عن تدنيس كتاب ربه ثم ينتسب بإعتزاز كتاب الله إليه منهجا كما أنه التلميذ في رحاب هذه المدرسة القرآنية الفريدة مدرسة الآيات المحكمات
ثم كنى بإعداء الله الذين دنسوه بالخنزير وهذا لعمري أقل تعبير يقال في وصفهم
كلبٌ يُدنِّـسُ آيـاتِ الكتـابِ ، فمـا
مِنْ عالـمٍ ساخـطٍ أو حاكـمٍ شَجَبـا
نراه الشاعر يصف من دنس الكتاب هنا بالكلب فهو قد جمع أنواع من نجس الحيوانات لبيان فكرته، وإن كنت أرى أن يقتصر على نوع واحد
ثم هو ذا يستنكر على العلماء والحكام موقفهم ، ففي حين يسخط علماء السلطان على المجاهدين ويفصلون الفتاوى لخدمة سلطناهم نراهم ما سخطوا وما غضبوا وكذا الحكام الذي تعودوا على الشجب الخالي من كل تغيير نراه وقد بخلوا على كتاب الله حتى بالشجب وتركوا كتاب الله ورائهم ظهريا
هبّتْ شعـوبُ بنـي الأفغـانِ ثائـرةً
تكادُ تلمـس مـن زلزالهـا السُّحُبـا
ثم مع سكوت أولئك العلماء والحكام نرى شعب الأفغان المسلم يهب ثائرا منافحا عن الكتاب المبين ، حتى لقد خيل للشاعر من شدة ثورتهم أننا سنطول السحب بايدينا بفعل ما زلزلوا الأرض انتصارا لكتاب الله تعالى
لكن ألم يكن أولى بالشاعر أن يسرد حالات الهوان بداية لأنه سيعود عما قليل لحالات أخرى من حالات الهوان ثم يسرد بعد ذلك مواقف العزة حتى يكتمل الجو النفسي للنص فلا ينتقل القارىء من رؤية حال الذل إلى حال العز ثم يرجع إلى حال الذل مما يولد اضطرابا نفسيا لدي القارىء؟
عدنان أحمد البحيصي
04-06-2005, 01:03 PM
و نحنُ نأكلُ مـن أطبـاقِ حسرتنـا
ذُلاً ، و نقتسـمُ الويْـلاتِ و الكُرَبـا
و ندَّعي أننـا فـي أصلنـا عَـرَبٌ
بئس العروبةُ إنْ لمْ تُصْلِـحِ العَرَبـا
ما طائلُ الفخرِ بالأنسابِ فـي زَمَـنٍ
لا يعرفُ الفخرَ و الألقابَ و النَّسَبـا
ثم نرى الشاعر وقد أعجب بما فعله شعب الأفغان يتذكر فعل شعبه فيعود إلى الأسى مصورا حال الأمة بمن يأكل من أطباق الحسرة ذلا وهنا استعارة مكنية حيث شبه االذل بالطعام وحذف المشبه به وجاء بمتلازم مع الطعام ألا وهو لفظ الأكل ولعله أراد بالحسرة هنا التحسر على أمجاد الأمة الفائتة
ثم هاهي الامة العربية تقتسم الويلات والكربا كما تقتسم الورثة جيلا بعد جيل فشبه الويلات والكربا بالشي المادي الذي يقتسم وهنا استعارة مكنية أخرى
ولعل الشاعر قصد كرب بفلسطين والعراق وهنا وهنا من أمتنا الممزقة
ثم نراه في البيت التالي يسخر ممن يفتخر بأصله العربي مع عدم صلاح نفسه ، فنراه _وقد وفق هنا أيما توفيق_ أن العروبة لا طائل منها إن لم تصلح أحوال العرب ويعودوا إلى سالف عهدهم حيث كان العرب مادة الإسلام وجنده
ثم نراه يتسائل باستغراب عن فائدة الفخر بالإنساب في هذا الزمن الذي لا يعترف بفخر ولا نسب ولا لقب وهنا قد شبه الزمن بالعاقل الذي يعرف وحذف المشبه به وجاء بلازمة من لوازمه وهي المعرفة (استعارة مكنية) وفيها أيضا كناية عن الناس بالزمن
د.جمال مرسي
04-06-2005, 04:28 PM
أخي الحبيب عدنان
أتابع نقدك و تحليلك عن كثب
أنت رائع
أكمل و سيكون لي معك وقفات
شكرا لك أيها الحبيب
عدنان أحمد البحيصي
04-06-2005, 06:08 PM
أخي الكريم جمال
سأواصل كأتصال المحبة بيننا
شكرا لك
عدنان أحمد البحيصي
04-06-2005, 06:20 PM
و ليسَ مِنْ لغةٍ غيرُ التـي عَرَفَـتْ
سامٌ ، تجذُّ يـدَ المغـرورِ و الذَّنّبـا
و ليـس يثـأرُ للقـرآنِ غيـرُ يـدٍ
ناريةٍ ، تُمسـكُ القـرآنَ و القُضُبـا
لنْ تهـدأَ النـارُ إلا حيـن يُطفئهـا
موجٌ من الغضـبِ الدفّـاقِ منسكِبـا
ثم نرى شاعرنا لا يرى لغة الحوار جائزة مع من جنسوا المصحف، وهي لغة الحراب التي عرفها من قبل أعداء الله لغة تقطع يد المغرور فتردعه عن اساءته وتقطع الأذناب ممن تولاه من حكام العرب الخونة
ونراه في البيت الثاني ينفي قدرة الثأر للقرآن غير اليد النارية التي تمسك الكتاب فلا تتخلى عنه بيد وتمسك السيف بيد وهنا مجاز مرسل حيث عبر عن الكل بالبعض فعبر عن الإنسان الذي يثأر بجزء منه وهي اليد
ونرى شاعرنا قد أبدع في البيت الذي يليه ، فنراه قد شبه الغضب بالبحر ذي الأمواج المتدفقة ، وإن كنت أرى أنه لم يوفق في استخدام لفظ لن تهدأ فهدوء الشيء لا يعني عدم وجوده ولكن يعني وجوده مع هدوءه فكيف يطفئها مع هدوئها كان أولى به أن يقول مثلا لن تسكن أو لن تخمد
ثم نراه قد شبه الغضب بالبحر المنسكب وحذف المشبه به وجاء بشيء من خواص الماء ألا وهو الإنسكاب
عدنان أحمد البحيصي
04-06-2005, 10:08 PM
يا أمةَ الخيرِ ، و الإسـلامُ منهجنـا
حتّـامَ نتْبـعُ شيطانـاً بنـا لَعِـبـا
في كـلِّ يـومٍ لـهُ حـربٌ يؤجِّجهـا
أبنـاءُ مِلَّتِنَـا كانـوا لهـا حَطَـبـا
حتّامَ نرقبُ ميلادَ "الصـلاحِ" ، و لـم
نُعِدُّ أمّاً لَـهُ.. يـا أمتـي .. و أبـا
حتّى متى و شبـابُ العُـرْبِ أفسـدَهُ
تلفاز" ناْنسي" و غنجٌ أتقنتـهُ "رُبـا"
و النائمونَ علـى فُحـشٍ يؤرِقُهُـمْ
صوتُ المـؤذِّنِ أو إطلالـة الخُطَبـا
ثم ينادي شاعرنا أمته الخيرة مذكرا لها أن الإسلام هو المنهج ، ثم يقول حتام ولعله أراد بها حتى متى ، ولا أعرف مدى صحة دمجها بهذا الشكل فأسأل الشاعر ذات السؤال؟
يقول الشاعر حتى متى نتبع شيطانا اتخذنا لعبا بيده ، وكأنه يلوم أمته على تركها لمنهج الإسلام واتباعها منهج الشيطان
ثم يعود بنا الشاعر ليصور لنا حالة أخرى من مظاهر الذل ، فهاهم أبناء المسلمين يدفعون لحروب قد لا يكون لهم فيها ناقة ولا جمل وقد شبه أبناء الأمة بالحطب الذي يشتعل فيا لروعة التصوير
ثم نراه في بيته التالي يستنكر من ينتظر نصرا بلا عمل ، فهو يستغرب ممن ينتظر ميلاد الأيوبي صلاح الدين في حين أن الامة ما كانت أما رؤوما لهذا المولود ولا أبا معلما له .
ثم نراه في البيت الثالث يبكي على حال شباب العرب الذين أفسدوا بالإعلام الغربي الموجه لخدمة الكفر وأهله ، ومن مظاهر هذا الإعلام المعادي نانسي وربا
كما أنه في بيته الرابع يركز نظره على فئة من الناس ما باتت على تقوى من الله بل على فحش الأخلاق، وفي حين أنهم يطربون لكل فاحشة فإنهم يؤرقهم صوت المؤذن أو الواعظ الخطيب
د.جمال مرسي
05-06-2005, 07:34 AM
ما شاء الله عليك أخي الفاضل عدنان
ملكة تحسد عليها و اكتشفناها فيك مؤخرا
دمت لنا متذوقا و ناقدا جميلا .
كلمة حتام كما جاء في المعجم الوسيط أصلها حتى ما، حذفت الف ما الإستفهامية للتخفيف
و معناه : إلى متى ؟
شكرا لك و دمت بخير
أخوكم د. جمال
عدنان أحمد البحيصي
05-06-2005, 01:32 PM
أَلَـمْ يَئِـنْ لجيـوشٍ عُلِّبـتْ زَمَنـاً
أنْ ترفضَ القيدَ و الإذعانَ و العُلَبـا
ماذا تَبَقّـى إذا مـا دُنِّسَـتْ سِـوَرٌ
لـو لامَسَـتْ جبَـلاً لانـدكَّ منقلبـا
ثم يتسائل شاعرنا عن جيوش قد سادت ردحا من الزمن ما بالها اليوم ساكنة متسائلا ألم يئن لها أن ترفض القيد والإذعان ولعله قصد بالعلبا اللعبا أو الغلبا فلعله أخطأ في الطباعة
ونرى أنه وبكل مهارة بنى فعل غلبت للمجهول في اشارة ان الجيوش لا تغلب لوحدها وإنما الله يغلبها على من يشاء من عباده وفي ذلك نسب الفضل إلى الله لا إلى العدة والعدد
ثم هاهو في البيت التالي يتساءل بأسى عن أي إذلال لم يلحق بالأمة وهل أكثر من أن يدنس كتاب الله جهرة على مرأى العالم كله فلو كان تلك المصيبة قد وقعت على الجبال لأندكت وأنقلبت منهارة
عدنان أحمد البحيصي
05-06-2005, 02:22 PM
و نحـنُ مَزَّقَنَـا صَمْـتٌ و أَحْرَقَنَـا
خِـزْيٌ و أرَّقَنـا مَجْـدٌ لنـا ذهبـا
نَلُوُكُ قَاتَ السكوتِ المُرِّ مِـنْ زَمَـنٍ
نشكو لغاصبنا الأحـزانَ و الوصَبـا
ماذا صنعنا و جيشُ اليـأس يصلبنـا
على جذوع الأسى نهْباً لمـن صلبـا
ماذا صنعنـا ، و إحسـاسٌ بعزتنـا
يا ويح نفسيَ ، مـن أفعالنـا هربـا
ثم هاهو الشاعر وقد غلبته العبرة يشبه الصمت بأداة تمزق وكأنها الخنجر وحذف المشبه به وجاء بفعل يمزق دالا على الأداة وهنا استعارة مكنية
قم هاهو الخزي يحرق الأمة وهنا استعارة مكنية أخرى حيث شبه الخزي بالنار التي تحرق وحذف المشبه به وجاء بفعل الإحراق "أحرقنا"
ثم هاهو المجد الفائت يطرد الكرى من العيون، وكأننا مطالبون فقط بأن نتغني بماض لها ذهبا في حين اننا لا نتحرك ، وهنا يلمح الشاعر ببراعة لمن يبكي على أطلال مجد ذاهب
ثم ها نحن نلوك قات السكوت من زمن ونرى شاعرنا مولعا بالاستعارات والتشبيهات فهاهو يشبه الزمن بنبتة القات التي تخذل صاحبها عن القيام وتفتره ، ثم هي نبتة السكوت المر
ورغم مأسيء الأمة فقد غفلت عن الشكوى لخالقها و جعلت تشتكي للخصم والحكم ومجلس الأمن وغيرها من فنون الكفر التي وإن أختلفت في وجوه لعملة واحدة
ثم يتسائل الشاعر بأسى عن صنيع الأمة وقد تعودت على اليأس القاتل المدمر وهنا قد شبه اليأس بجنود الجيش وكأن اليأس حي بيننا وهذا لعمري يقرب الصورة إلى ذهن من قرأ أو سمع
ثم هاهو يمثل الأسى في الشطر الثاني من البيت نفسه بشجر له جذوع وهنا حذف المشبه به وجاء بشيء من صفاته وهي جذوع (استعارة مكنية)
ماذا صنعت الأمة يتسائل الشاعر والإحساس العميق بعزة الإسلام يهرب من هول أفعال من يتخلى عن المنهج القويم، ثم نراه يخاطب نفسه يا ويح نفسي
وهذا الإحساس قد شبهه الشاعر بالشيء الذي يفر وحذف المشبه به وجاء بشيء يدل عليه وهو الهرب (استعارة مكنية)
د.جمال مرسي
05-06-2005, 02:27 PM
تعقيبا على كلمة عُلِّبَت .. أخي عدنان
أقول .. علّب الشيء أي وضعه داخل علبة من الصفيح أو نحوه كمثل السردين أو الفاكهة و الخضروات المطبوخة ليتم حفظة بطريقة معينة .
و لقد قصدت تعليب السردين بصفة خاصة حيث يوضع هذا النوع من الأسماك داخل العلبة متراصا بلا حراك و قد أحكمت العلبة عليه منعا لفساده .
فكان تشبيهي للجيوش المتراصة بلا حراك بالسردين داخل علبة محكمة .
و بالله التوفيق
و شكرا لاجتهادك أخي الفاضل
تقبل الود
د. جمال
عدنان أحمد البحيصي
05-06-2005, 02:57 PM
جيد أخي
شكرا لك لتواصلك
عدنان أحمد البحيصي
05-06-2005, 06:35 PM
أليس مـن قائـدٍ حـرٍ يجـوز بنـا
بيداءَ رهبتنـا كـي نلمـسَ الشهبـا
أُحسُّ فـي داخلـي بالفجـرِ يغمرنـا
يا أمتي فاجعلي مـن خطبنـا سببـا
هيا إلى المجد و العلياء و انتفضـي
و لترفضي الذل و التزييف و الكذبـا
كفاكِ نوماً ، فقد طـال الرقـاد بنـا
و اليوم آن لنـا أن نعلـنَ الغضبـا
ثم نرى شاعرنا وقد ألتهب عواطفه فتسائل عن رجل يتقدم ليحمل الراية ويقود الأمة ، وشبه الأزمات التي تمر بها الأمة بالبيداء لكنها بيداء رهبة الامة وخوفها من التحرك ، ونلمس الشهبا كناية عن العلو ثم إنه شبه الفجر بالماء يغمر وحذف المشبه به وجاء بفعل يدل على الماء وهنا استعارة مكنية وفي ذلك كناية عن مدى الأمل الذي يغمر الشاعر ويملك عليه أحاسيسه في تغيير حال الامة
ثم هاهو الشاعر يحس بالفجر وقد بدأ ينتقل من حال الأسلا لحال التغيير ونراه هنا أكثر تفائلا مما كان في أبياته السابقة وهو يستنجد الأمة أن تجعل من الخطب الجلل الذي هو تدنيس المصحف مطية للتغير
ثم نراه يقول هيا إلى المجد والعلياء وقد شبههما بالمكان الذي يذهب إليه فيا لدقة التصوير فالمجد لمن تحرك لا لمن قعد وخمل ، ولمن رفض التزييف والذل والكذبا كما أوضح في الشطر الثاني من بيته
ثم هاهو يستنجد الأمة أن تنهض من نومها ورقادها المعنوي برضاها بالذل والإذعان
ولقد آن للأمة أن تعلن الغضبا
أخي د.جمال مرسي قصيدة رائعة تستحق وقفات ووقفات
ولي وقفة أخيرة وهي عنوانها إلى من دنسوا كتاب ربي لا أرى هذا العنوان مناسبا لما في القصيدة فما خاطبت من دنسوا إنما خاطبت أمة نامت عنهم وكان أولى من وجهة نظري ان تقول إلى أمة نامت وكتاب ربها يدنس
شكرا لك ولك أعذب الأماني بالتقدم
وإن أذنت لي سأقف أمام كل قصيدة لك بإذن الله كما وقفت هنا
بارك الله فيك
إدريس الشعشوعي
09-06-2005, 01:26 AM
الله أكبر ... لك الله ايها الشاعر الكريم أستاذنا الحبيب د.جمال .. قصيدة رائعة فاضت صدقا و قوة و مشاعرا جياشة ...
حفظ الله كتابه الكريم ..و حفظك ايها الكريم
تحياتي و تقديري و مودتي
عمر رمضان
10-06-2005, 10:36 AM
شرت لك قصيدتك في موقعنا ، ارجو ان لا تبخل علينا انت والاخوة الادباء الكبار في النشر عندنا فهذا يسعدنا
د.جمال مرسي
10-06-2005, 04:16 PM
شكرا لك أخي شاعر القدس رمضان عمر على نشرها هناك
و لكني لم أستطع تصفحها في موقعكم و لست أدري عن السبب
عموما يشرفنا تشجيع موقعكم بالكتابة فيه متى ما سنحت الظروف
دمت بخير يا صديقي
و تقبل الود
د. جمال
د.جمال مرسي
10-06-2005, 04:22 PM
أخي الحبيب عدنان
أشكرك من القلب على ما بذلته من مجهود جبار في نقد و تحليل قصيدتي
و ليس أقل من أن نكتب مثل هذا العمل في مناسبة كهذه ألهبت أحاسيسنا بل أشعلتها .
و ليس أقل من أن يكون تفاعلك معها هكذا و بهذه الروعة التي كشفت لنا عن روح الناقد بداخلك .
أما عن عنوان القصيدة .. فأنا أعترف عن عجزي في تسمية معظم قصائدي .. هذه مشكلة أواجهها بالفعل و الاسم الذي اقترحته لا بأس به لأن الخطاب فيه للأمة التي انصبت معظم القصيدة عليها .
شكرا لك أخي الحبيب
و دمت بخير و سعادة
و أتمنى ألا تحرمني هذه الإطلالة .
أخوكم د. جمال
د.جمال مرسي
10-06-2005, 05:07 PM
أخي الحبيب المبدع شاعر
يشرفني مرورك الكريم على عمل من أعمالي
و أدعو الله أن يحفظ كتابه و يصونه ضد العابثين به و أن ينتقم منهم شر نقمة
بارك الله بك و تقبل الود الخالص
أخوكم د. جمال
عدنان أحمد البحيصي
14-06-2005, 06:15 PM
أخي الحبيب عدنان
أشكرك من القلب على ما بذلته من مجهود جبار في نقد و تحليل قصيدتي
و ليس أقل من أن نكتب مثل هذا العمل في مناسبة كهذه ألهبت أحاسيسنا بل أشعلتها .
و ليس أقل من أن يكون تفاعلك معها هكذا و بهذه الروعة التي كشفت لنا عن روح الناقد بداخلك .
أما عن عنوان القصيدة .. فأنا أعترف عن عجزي في تسمية معظم قصائدي .. هذه مشكلة أواجهها بالفعل و الاسم الذي اقترحته لا بأس به لأن الخطاب فيه للأمة التي انصبت معظم القصيدة عليها .
شكرا لك أخي الحبيب
و دمت بخير و سعادة
و أتمنى ألا تحرمني هذه الإطلالة .
أخوكم د. جمال
أخي الكريم جمال مرسي
هي وقفات تلميذ عند استاذه الكبير د.جمال مرسي
ولا زلت تلميذا في حضرة ابداعك
وقد أبيت إلا أن أعلق على قصيدتك الإخوانية الجميلة :" رسالة إلى سمير العمري "
وهذا هو الرابط
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=73034#post73034
شكرا لك
د. سمير العمري
04-08-2005, 07:13 PM
لله أنت أخي د. جمال!
أي شاعرية وأي شعر!
بل أي غضبة هي لله تعالى!
تحية إعجاب لإبداع كبير ولقصيدة من العيون. ولعلي لا أرى كتاب الله يدنس وإن داسته بعض خنازير نجسة ، فكتاب الله في الصدور لا في السطور والله من نزله ومن يحفظه. إن التدنيس لنا مدعي الإسلام ونحن من هنا حين تركنا كلام الله للسطور ونزعناه من الصدور، نحن المدنسون وكلام الله طاهر شريف.
هذا الإبداع يستحق التثبيت
وبالمناسبة ... كأن قصيدتي التي ذكرتني بها هنا "راية المجد" ما يعارض قصيدتك هذه وإن كانت سبقتها. يسعدني أن أهديها لك ولأبناء الأمة.
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=27040
تحياتي وإعجابي
:os::tree::os:
د. سمير العمري
04-08-2005, 07:17 PM
أعود هنا مجدداً لأفرد الشكر والتقدير لأخي المبدع عدنان والذي يرينا منه في كل يوم موهبة جديدة متفوقة.
أرى ما قام به من جهد مميز ويستحق التقدير والتشجيع ويحتاج مدعي النقد أن يتعلموا كيف تقرأ القصيدة بتجرد وإتقان.
أخي عدنان أشكر لك هذه الهمة التي أسعدتني وأشد على يديك.
دمت متألقاً مبدعاً
تحياتي وإعجابي
:os::tree::os:
عدنان أحمد البحيصي
08-08-2005, 01:34 PM
أعود هنا مجدداً لأفرد الشكر والتقدير لأخي المبدع عدنان والذي يرينا منه في كل يوم موهبة جديدة متفوقة.
أرى ما قام به من جهد مميز ويستحق التقدير والتشجيع ويحتاج مدعي النقد أن يتعلموا كيف تقرأ القصيدة بتجرد وإتقان.
أخي عدنان أشكر لك هذه الهمة التي أسعدتني وأشد على يديك.
دمت متألقاً مبدعاً
تحياتي وإعجابي
:os::tree::os:
أخي الكريم
بارك الله فيك
ما أنا إلا تلميذك
وما أجاد التلميذ إلا عندما أهتم به الأستاذ
شكرا لك
د.جمال مرسي
09-08-2005, 12:19 PM
لله أنت أخي د. جمال!
أي شاعرية وأي شعر!
بل أي غضبة هي لله تعالى!
تحية إعجاب لإبداع كبير ولقصيدة من العيون. ولعلي لا أرى كتاب الله يدنس وإن داسته بعض خنازير نجسة ، فكتاب الله في الصدور لا في السطور والله من نزله ومن يحفظه. إن التدنيس لنا مدعي الإسلام ونحن من هنا حين تركنا كلام الله للسطور ونزعناه من الصدور، نحن المدنسون وكلام الله طاهر شريف.
هذا الإبداع يستحق التثبيت
وبالمناسبة ... كأن قصيدتي التي ذكرتني بها هنا "راية المجد" ما يعارض قصيدتك هذه وإن كانت سبقتها. يسعدني أن أهديها لك ولأبناء الأمة.
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=27040
تحياتي وإعجابي
:os::tree::os:
خي الحبيب د. سمير
و هل يكون للشعر طائلا ما لم يغضب و ينتفض في مثل هذه المواقف
و هل أكبر من تدنيس كتاب الله على ايد خنازير لئام
شكرا لك مرورك و تعقيبك و تثبيتك للقصيدة
و الشكر موصول للناقد المبدع عدنان الإسلام
دمتما بخير و سعادة
و حفظ الله كتابه من كل عابث لاه .
ودي و تقديري و احترامي
د. جمال
تركي عبدالغني
13-08-2005, 07:42 PM
لا أعرف كيف أني لم أعلق على القصيدة
رغم أني قرأتها سابقا فاعتقدت أني قد فعلت
فمثل بوحك لا يستحق التجاهل
فأنت وشعرك أولى أن يسجل المرء إعجابه واحترامه حتى قبل قراءته
فلذا أسجل إعجابي أيها الشاعر الرقيق
فلك كل آيات الحب والتقدير
وبوركت والوطن
تركي عبدالغني
عدنان أحمد البحيصي
13-08-2005, 10:25 PM
لا أعرف كيف أني لم أعلق على القصيدة
رغم أني قرأتها سابقا فاعتقدت أني قد فعلت
فمثل بوحك لا يستحق التجاهل
فأنت وشعرك أولى أن يسجل المرء إعجابه واحترامه حتى قبل قراءته
فلذا أسجل إعجابي أيها الشاعر الرقيق
فلك كل آيات الحب والتقدير
وبوركت والوطن
تركي عبدالغني
أخي تركي عبد الغني
كم يسعدني تواجدك معنا
شكرا لك ودمت بكل الحب
بارك الله فيك
د.جمال مرسي
15-08-2005, 10:48 AM
لا أعرف كيف أني لم أعلق على القصيدة
رغم أني قرأتها سابقا فاعتقدت أني قد فعلت
فمثل بوحك لا يستحق التجاهل
فأنت وشعرك أولى أن يسجل المرء إعجابه واحترامه حتى قبل قراءته
فلذا أسجل إعجابي أيها الشاعر الرقيق
فلك كل آيات الحب والتقدير
وبوركت والوطن
تركي عبدالغني
أخي الحبيب الذي أسعد برؤية صورته البهية لأول مرة تركي عبد الغني
يكفي أن تكون موجودا في أي عمل أنسجه
فهذا قمة الفخر و السعادة لي
سعدت بك و أكرر شكري لأخي الحبيب عدنان
د. جمال
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir