تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خالد وسميرة والجدة العجوز



تيسير الغصين
24-06-2016, 11:24 AM
قصة للصغار
بقلم:
تيسير الغصين


خالد وسميرة والجدة العجوز

جلست الجدة العجوز تحتسي قهوتها عندما سمعت صوت شجار أحفادها الصغار وسرعان ما أقبل خالد راكضاً ليحتمي بجدته قبل أن تدركه شقيقته سميرة لتضربه .
صاحت الأم بابنتها بالكف عن هذا الضجيج ، لكن سميرة ، كانت حزينة جداً ، لأن خالداً كسر قلمها الذي أعارته إياه ، فنادتها الجدة وربتت على كتفها قائلة : " لا تحزني يا بنيتي " وأعطتها نقوداً لتشتري قلماً جديداً..
جففت سميرة دموعها راضية ، ثم هتف خالد : " احكي لنا حكاية يا جدتي " ، وصاحت سميرة فرحة : نعم يا جدتي احكي لنا حكاية .
ابتسمت الجدة وقالت : إذن استمعا إليّ جيداً ..
يُحكى أن راعيًّا خرج ذات يوم إلى طرف المدينة يرعى غنمه ، ولما انتصف النهار واشتد لهيب الشمس شعر بالعطش الشديد ، فقصد بئراً على الطريق شرب منه حتى ارتوى ، وكان بالقرب من البئر حجر كبير ، جلس عليه ليستريح من عناء الطريق ، وحين هم بالعودة إلى بلدته ظن أنه لم يعد بحاجة للماء ، فألقى بالحجر إلى جوف البئر فأحدث ارتطامه بالقاع صوتاً أعجب صاحبنا الذي مضى مع أغنامه إلى البلدة ينشد الأغاني مسروراً .
ومرت الأيام فعزم الراعي على السفر إلى إحدى القرى البعيدة لتسويق ما ادخره طوال أيام من زبد ولبنٍ وجبنٍ ، وفي طريق عودته حدث أن هبت ريح شديدة الحر فنفذ ما معه من ماء لكثرة ما شرب، ثم استبد به العطش وحماره ، فأسرع يحث الخطى نحو البئر حتى بلغه وقد أصابه الاعياء ، وحين أدلى دلوه في البئر اصطدم بحجر صلب استحال معه لمس الماء ، وهنا تذكر الحجر الذي ألقاه فيه منذ أيام ، فلطم وجهه وهو يبكي حماره الذي سقط على الأرض من شدة الإعياء والعطش ، ثم قال في نفسه : " إن من يشرب من البئر لا يلقي فيه حجراً " .
ضحك خالد طويلاً وقال للجدة :
- حقاً إنه راعٍ غبي ..!!
سألته الجدة :
- ولِمَ ..؟؟
قال خالد: كيف يلقي الحجر في البئر الذي يشرب منه ..؟؟
ضحكت سميرة قائلة:
- هل فهمت القصة يا خالد؟
ابتسمت الجدة وهتف خالد قائلاً:
- لن أكسر قلماً بعد اليوم …

ناديه محمد الجابي
17-07-2016, 10:25 PM
إن الموعظة بالقصة تكون مؤثرة وبليغة في نفس الطفل
وكلما كان القاص ذا أسلوب متميز جذاب استطاع التأثير في الطفل وشد إنتباه
قصتك محكمة وطريفة وأسلوبك القصصي قادر على توصيل المعنى
وتحقيق الهدف للعظة والإعتبار وتتميز بالواقعية والصدق
سلمت يداك. :001:

محمد محضار
30-07-2016, 06:50 PM
فكرة جميلة ، وتصريف للموعظة عن طريق القص الجميل

أسيل أحمد
06-11-2021, 08:27 PM
قصة جميلة تقدم الموعظة في قالب قصصي لطيف ومحبب
لغة سلسة ومضمون هادف .
بوركت واليراع.