المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سناد التأسيس



عبدالستارالنعيمي
25-06-2016, 09:34 AM
سناد التأسيس

{{ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ}}

معنى التأسيس لغة:أسَّس البناءَ وضع قاعدته ، جعل له أساسًا

شاع بين العروضيين تناقل النصوص بعينها ثم تضمينها أبيات الشعر والشواهد المكررة فيها رغم وجود آلاف الأبيات من الشعر القديم أو الحديث والتي تغني عن الأمثلة المضروبة ؛فما قرأت كتابا أو بحثا في العروض إلا وفيها نفس الأبيات الشعرية الممتثلة ؛بل ونفس التعريفات المنقولة عن القدماء دون التفاتة إلى صحة حكمها أو تعريفها وهذا يقودنا للسؤال التالي:
-هل عُرّف التأسيس تعريفا دقيقا خلال مسيرة العروض العريقة؟
ربما ستجيب:نعم ؛فالتأسيس عروضيا :أَلِفٌ تلزم القافية ، وبينها وبين حرف الرويّ حرفٌ؛ مثل قول العجّاج الذي يرد في أكثر كتب العروض:
يا دار مية اسلمي ثم اسلمي--- فخندف هامة هذا العالم
ولو رجعنا إلى تعريف القافية-والتي تعنى بسناد التأسيس-وجدناها محصورة بين آخر ساكنين مع حركة ما قبل الساكن الأول مثل :
عذْبُ (\0\0)
محملي(\0\\0)
من ألمِ (\0\\\0)
في العجلةِ (\0\\\\0)
نلاحظ شيوع الأنواع الثلاثة في قافية الشعر العربي؛أما الرابع فقليلا ما ورد؛ولكن هذا النوع هو المسمى بالمتكاوس وهي قافية فَصَلَ بين ساكنيه أربعُ حركات متوالية، وهو مأخوذ من تكاوس الإبل، أي ازدحامها واجتماعها على الماء:
(النفس فيها رغبة إلى العلا ** والرجل تدنو عن بُلُوْغِ أَمَلِيْ) وهذه القافية تأتي في بحر الرجز فقط
أوليس هذا التقسيم وهذه التسمية ؛قد جاء من قبل علماء العروض!بلى ؛فلِمَ يذكرون أهمية الحركات بين الساكنين عند التقسيم وينكرونها عند التأسيس؟لا شك أن هذا الأمر فيه :
1- إغفال عن التعريف الحقيقي للقافية وما تمخض عنه من إبراز دور الحروف الساكنة وحركاتها في القافية لما فيها من تغاير وتمييز إيقاعي بينها وبين بقية الحروف
2- التزام بتعريف لم يصل الغاية المعنية لتعريف القافية
إن القافية في البيت المذكور في أعلاه هي (لُوغُ أملي)\0\\\\0
فإن جاءت القافية التالية(جاء أجلي)\0\\\\0 ؛ التقطت الأذن الرهيفة نشوزها عن الأولى وذلك لتغاير حركتي الواو والألف في الكم والإيقاع اللذين بني عليهما ترنيمة الشعر
أما (المتراكب) ؛فهي قافية فصل بين ساكنيها ثلاثة حركات متوالية:
(و لا أرى فاعلاً ، في الناس ، يشبهه ،---- ولا أُحاشي، من الأقوام، من أحَدِ)

فالقافية هي (من أحدِ)\0\\\0 وهي أيضا من كلمتين
(حتى يبيدَ ، على عمدٍ ، سراتهمُ ،--- بالنافذاتِ منَ النبلِ المصاييبِ
إني وجدتُ سِهامَ الموتِ مُعرِضَة ً--- بكلّ حتفٍ، من الآجالِ، مكتوبِ)
وقد قرأت لبعضهم أن في البيت الأول سناد التأسيس ؛وهذا خطأ لأن القافية هي (يِيْبِ)\0\0
أما بيت النابغة فلم يتعرض له أحد وفيه سناد التأسيس ظاهر:
(وهَبّتِ الرّيحُ مِنْ تِلقاءِ ذي أُرُلٍ،---تُزجي مع اللّيلِ من صُرّادِها صِرَمَا
صُهبَ الظّلالِ أتَينَ التّينَ عن عُرُضٍ--- يُزْجينُ غَيْماً قليلاً ماؤهُ شَبِمَا)
فالقافية هي(ها صرما)\0\\\0
متراكبة مؤسسة
لذلك لا مناص لي إلا احتساب هذا التأسيس سنادا معيبا للقافية وبخاصة إذا تكررت في القصيدة الواحدة؛ثم الطعن في تعريف التأسيس (أَلِفٌ تلزم القافية ، وبينها وبين حرف الرويّ حرفٌ)لتعديله إلى (أَلِفٌ تلزم القافية ، وبينها وبين حرف الرويّ حرف أو أكثر)وذلك في أنواع القافية؛ المتكاوس والمتراكب والمتدارك

أما حكم بعضهم على احتساب سناد التأسيس ضمن الكلمة الواحدة فقط؛ فهي غفلة أخرى من لدن علماء ونقاد العروض وكأنهم يقيسون الشعر بمقياس الكلمات لا بالسواكن والمتحركات ؛نعم صحيح أن هذه الرموز تستعمل في الوزن ؛لكن القافية –حسب تعريف الخليل لها - لم تسلم من وصفها بالحركات بين ساكنين؛فإذا كانت القافية في قصيدة ما هي (خواليَ)ألا يجوز للشاعر استعمال (وما ليَ)مقابلها ؛نعم يجوز؛ولكن هنا جاءت من كلمتين فلماذا لم يجز سناد التأسيس ضمن كلمتين ؟
إن هذه المسألة أشبه بمن يبني جدارا من طابوقات كبيرة وأخرى صغيرة ثم يأتي شخص ثان ويبني جداره على نفس الطريقة؛فينتقده الأول زاعما أن البناء يكون بالطابوق الكبير فقط!
ورغم ذلك فقد جاءت ألف التأسيس في كلمتين عند بعض الشعراء:
أنْتَ في غَفلةٍ وقلبُكَ سَاهـي--- نَفَدَ العُمـرُ والذُّنـوبُ كما هِي
إن ألف التأسيس في (ساهي) مسبوقا بحركة الفتحة على حرف السين له النغمة نفسها(كمّا وثقلا) مع القافية الثانية(ما هي)الواقعة ضمن كلمتين؛والذين لم يحسبوا مثل هذه التأسيس سنادا؛ هم في غفلة عما في القافية من نغم وإيقاع

الدكتور ضياء الدين الجماس
25-06-2016, 09:35 PM
الأستاذ عبد الستار النعيمي
من يأتِ بنظرية جديدة لا أساس لها في علم العروض يجب أن يدعمها بشواهد شعرية يلتزم فيها الشاعر بألف تأسيس وبينها وبين الروي أكثر من حرف دخيل واحد ، لا نريد أكثر من ثلاثة أبيات متتالية من شعر العرب

محمد ذيب سليمان
25-06-2016, 10:22 PM
متابع للإستفادة
وتحياتي

عصام إبراهيم فقيري
25-06-2016, 11:21 PM
أستاذنا الكبير عبدالستار النعيمي

لا أدري على أي أساس اعتمدت هذا التبديل على ما تعارفه الشعراء وجاءت به شواهد الشعر العربي
والتي تثبت وباستمرار أن ألف التأسيس ألف ضمن حدود القافية يفصل بينها وبين الروي حرف يسمى بالدخيل
وإن كان هناك من استثناء يخرج الألف من كونها تأسيسا هو وقوعها في كلمة منفصلة عن الكلمة التي تضم الروي شريطة ألا يكون الروي ضميرا أو ما يلحق بالضمير حيث توجد الكثير من الشواهد في الشعر العربي على استثناء هذه الحالة

أتفق مع الدكتور الأديب القدير ضياء الدين الجماس فيما أشار إليه ونريد الشواهد من الشعر العربي التي تستند عليها وتثبت حقيقة ما توصلت إليه لتعم الفائدة

ولك من الشكر أجزله أيها الأديب المتفرد

عبدالستارالنعيمي
25-06-2016, 11:33 PM
من قافية( المتراكب) المؤسسة قول المتنبي:
وقلنا لها أين أرض العراق--- فقالت ونحن بتربانَ ها
ونام الخويدمُ عن ليلنا---وقد نامَ قبلُ عمّى لا كرى
ومن جهلتْ نفسهُ قدرهُ--- رأى غيرهُ منه ما لا يرى
-----
أيضا قوله:

عمرُ العدوّ إذا لاقاه في رهجٍ --- أقَلُّ مِنْ عُمْرِ ما يَحْوِي إذا وَهَبَا
تخلو مذاقتهُ حتى إذا غضبا--- حالَتْ فلَوْ قطرَتْ في الماءِ ما شُرِبَا
وتغبطُ الأرضُ منها حيث حلّ بهِ--- وتَحْسُدُ الخيلُ منها أيَّها رَكِبَا

-----------


ومن قافية(المتراكب) قول البحتري:
شَرْطِيَ الإنْصَافُ، لوْ قِيلَ اشترِطْ،--- وعدوي مَنْ إذا قال قَسَطْ
أدَعُ الفَضْلَ، فَلا أطْلُبُهُ،--- حَسْبِيَ العَدْلُ من النّاسِ فقَطْ

عادل العاني
25-06-2016, 11:40 PM
أخي العزيز الدكتور عبدالستار

سأضع ما أوضحته في ردي على قصيدة الأخ أبي الأمين هنا أولا :




أخي الدكتور عبدالستار

حسبما فهمت من ردّك أن في القافية سناد التأسيس وهو حرف الألف الذي أشرت له في بعض الضروب.

وأنا لا أراه تأسيسا لأن تعريف التأسيس أن يأتي قبل الروي بحرف متحرك كما في ( السواحل , المعامل , القوافل )

بينما في القصيدة هناك حرفان بينه وبين الروي الذي هو حرف الشين , ولو كان تأسيسا لكان يفترض أن يسيبق الشين بحرف متحرك واحد وعلى سبيل المثال ( طائش , راعش , عائش )

بينما لا يفصل بين التأسيس والروي إلا حرف الدخيل ... هذا رأي ,

والرأي الآخر هو حتى لو جاء ألف تأسيس لا يعتبر تأسيسا إن كان بكلمة منفصلة :

كقول عنترة بن شداد :

ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحرب دائرة على ابني ضمضمِ

الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والناذرين إذا لم ألقهما دمي

كما هو واضح أتى عنترة ( هما دمي ) مع ( ضمضم )

والضروب التي اقتبستها جاءت الألف في كلمة والروي في كلمة أخرى , إضافة إلى ماذكرته في الرأي الأول.

تحياتي وتقديري

عادل العاني
26-06-2016, 12:12 AM
ولنأت الآن إلى ما تفضلت به :

أتفق معك بخصوص القافية فقد اختلف في تعريفها العروضيون الأوائل لكن الفراهيدي وضع تعريفا اعتمده معظم العروضيين وهو ما تفضلت به , فالقافية تقع مابين الساكنين الأخيرين والحرف المتحرك الذي يسبقها.

ومذهب الفراهيدي هو كما في :

قفا نبك من حبيب ومنزلِ ... اعتبر القافية هي ما بين الساكنين والمتحرك الذي يسبقها ( منزلِ )

واتفق معظم العروضيين على أن ألف التأسيس تأتي قبل الروي بحرف متحرك وهو ما يسمى حرف الدخيل.

والدخيل هو حرف متحرك يقع بين التأسيس والروي مما يعني لا وجود له في باقي القوافي لأنه ارتبط مع التأسيس.

كقول الشاعر :

فلا تقبلنهم إن أتوك بباطل ... ففي الناس كذاب وفي الناس صادق

وهنا في القافية حرف الروي هو القاف , والدخيل هو الدال , وفيها ألف تأسيس.

وقد أجازوا في الدخيل أن يكون بأحد الحركات الثلاثة ( الضم أو الفتح أو الكسر )

كما أجازوا في حالة كون الألف في كلمة والروي في كلمة أخرى فيها حرف إضمار أن تكون الألف تأسيسا أو غير تأسيس :

كما في قول الشاعر عوف بن عطية التميمي من قصيدة الألمعيات ( قوافي الأخفش )

وإن شئتما ألقحتما أو نتجتما ... وإن شئتما مثلا بمثل كلاهما
فإذا كان عقلا فاعقلا لأخيكما ... بنات المخاض والفصال المقاحما
وكما ترى ألف التأسيس في ( كلا ) والروي في ( هما ) وأجاز معها ( المقاحما )

وقول زهير بن أبي سلمى :

ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابقا شيئا إذا كان ماضيا

وهنا أيضا اعتمد التأسيس رغم أنه جاء في كلمة والروي في كلمة أخرى والروي هو الياء وهو إضمار

أما أبو النجم العجلي :

وطالما وطالما وطالما
غلبتْ عادا , وغلبت الأعجما

فالأخفش رأى أن الألف في طالما تأسيس , وكان يرى خطأ المجيء بـ ( الأعجما ) حيالها وهذا رأيه فيها

وكذلك في أرجوزة للعجاج :

يادار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي
فخندف هامة هذا العالم

الألف في العالم تأسيس وما جاء في البيت الأول قبيح

أما ما اعتمد على أنه غير تأسيس هو بيت عنترة الذي ذكرته سابقا.

وما تفضلت به أخي أن هناك احتمال ورود حرفين دخيلين بين التأسيس والروي فلم أعثر على دليل عليه , وليتك تأتينا ببعض أبيات كما طلب الدكتور ضياء الدين..

والسؤال هل هذا أيضا ينطبق على لو كان بينهما ثلاثة أحرف متحركة ؟

تحياتي وتقديري

الدكتور ضياء الدين الجماس
26-06-2016, 01:01 AM
من قافية( المتراكب) المؤسسة قول المتنبي:
وقلنا لها أين أرض العراق--- فقالت ونحن بتربانَ ها
ونام الخويدمُ عن ليلنا---وقد نامَ قبلُ عمّى لا كرى
ومن جهلتْ نفسهُ قدرهُ--- رأى غيرهُ منه ما لا يرى
-----
أيضا قوله:

عمرُ العدوّ إذا لاقاه في رهجٍ --- أقَلُّ مِنْ عُمْرِ ما يَحْوِي إذا وَهَبَا
تخلو مذاقتهُ حتى إذا غضبا--- حالَتْ فلَوْ قطرَتْ في الماءِ ما شُرِبَا
وتغبطُ الأرضُ منها حيث حلّ بهِ--- وتَحْسُدُ الخيلُ منها أيَّها رَكِبَا
-----------
ومن قافية(المتراكب) قول البحتري:
شَرْطِيَ الإنْصَافُ، لوْ قِيلَ اشترِطْ،--- وعدوي مَنْ إذا قال قَسَطْ
أدَعُ الفَضْلَ، فَلا أطْلُبُهُ،--- حَسْبِيَ العَدْلُ من النّاسِ فقَطْ

أستاذنا
في البيت وقلنا لها أين أرض العراق--- فقالت ونحن بتربانَ ها
أين الروي هنا وما علاقته بالروي (يرى - كرى)
أما الأبيات التالية فكلها لا تأسيس فيها، ولا جمال التأسيس
التاسيس يعنى الالتزام بألف التأسيس في الكلمة الواحد أو كلمتين على أن يكون المقطع الثاني ضميراً مما يصح أن يكون روياً.
هذا ما اتفق عليه العروضبون والشعراء قاطبة.
هل تلزم الشاعر بأن يلتزم ألفاً قبل حرفين من الروي وما الفائدة من ذلك ؟ هل فيه جمال نطق أو موسيقى مختلفة كما هو حال التأسيس بحرف واحد بين الألف والروي.
إن جميع الأبيات التي أوردتها قواف عادية لا تأسيس فيها.
ألا يكفي الشعراء ما شرعه لهم الخليل من سناد التأسيس ولم يخالفه فيه أحد لغزارة شواهده.
ومن يريد أن يزداد علما فعليه (كتاب الكافي في العروض والقوافي للخطيب التبريزي- ص 154 وما بعدها)
انظم لنا أستاذنا قصيدة تلتزم فيها بنظريتك وانظر رأي المستمعين والنقاد ، وهل واجهتك صعوبة في النظم؟

عادل العاني
26-06-2016, 01:36 AM
ونام الخويدمُ عن ليلنا --- وقد نامَ قبلُ عمّى لا كرى
ومن جهلتْ نفسهُ قدرهُ --- رأى غيرهُ منه ما لا يرى

في هذين البيتين إذا اعتبرنا الروي حرف الراء إن كانت القصيدة مبنية عليه فالتأسيس موجود , أما إذا كان الروي الألف فلا تأسيس فيها.

تحياتي وتقديري

عادل العاني
26-06-2016, 01:47 AM
القصيدة كاملة أخي الدكتور عبدالستار :



أَلا كُلُّ ماشِيَةِ الخَيزَلى = فِدا كُلُّ ماشِيَةِ الهَيذَبى

وَكُلِّ نَجاةٍ بُجاوِيَّةٍ = خَنوفٍ وَما بِيَ حُسنُ المِشى

وَلَكِنَّهُنَّ حِبالُ الحَياةِ = وَكَيدُ العُداةِ وَمَيطُ الأَذى

ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ = إِمّا لِهَذا وَإِمّا لِذا

إِذا فَزِعَت قَدَّمَتها الجِيادُ = وَبيضُ السُيوفِ وَسُمرُ القَنا

فَمَرَّت بِنَخلٍ وَفي رَكبِها = عَنِ العالَمينَ وَعَنهُ غِنى

وَأَمسَت تُخَيِّرُنا بِالنِقابِ = وادي المِياهِ وَوادي القُرى

وَقُلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ = فَقالَت وَنَحنُ بِتُربانِها

وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ = مُستَقبِلاتٍ مَهَبَّ الصَبا

رَوامي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ = وَجارِ البُوَيرَةِ وادِ الغَضى

وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ الرِداءِ = بَينَ النَعامِ وَبَينَ المَها

إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى شَفَت = بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى

وَلاحَ لَها صَوَرٌ وَالصَباحَ = وَلاحَ الشَغورُ لَها وَالضُحى

وَمَسّى الجُمَيعِيَّ دِئداؤُها = وَغادى الأَضارِعَ ثُمَّ الدَنا

فَيا لَكَ لَيلاً عَلى أَعكُشٍ = أَحَمَّ البِلادِ خَفِيَّ الصُوى

وَرَدنا الرُهَيمَةَ في جَوزِهِ = وَباقيهِ أَكثَرُ مِمّا مَضى

فَلَمّا أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ = فَوقَ مَكارِمِنا وَالعُلا

وَبِتنا نُقَبِّلُ أَسيافَنا = وَنَمسَحُها مِن دِماءِ العِدا

لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ = وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى

وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ = وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا

وَما كُلُّ مَن قالَ قَولاً وَفى = وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفاً أَبى

وَلا بُدَّ لِلقَلبِ مِن آلَةٍ = وَرَأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصَفا

وَمَن يَكُ قَلبٌ كَقَلبي لَهُ = يَشُقُّ إِلى العِزِّ قَلبَ التَوى

وَكُلُّ طَريقٍ أَتاهُ الفَتى = عَلى قَدَرِ الرِجلِ فيهِ الخُطا

وَنامَ الخُوَيدِمُ عَن لَيلِنا = وَقَد نامَ قَبلُ عَمىً لا كَرى

وَكانَ عَلى قُربِنا بَينَنا = مَهامِهُ مِن جَهلِهِ وَالعَمى

لَقَد كُنتُ أَحسِبُ قَبلَ الخَصِيِّ = أَنَّ الرُؤوسَ مَقَرُّ النُهى

فَلَمّا نَظَرتُ إِلى عَقلِهِ = رَأَيتُ النُهى كُلَّها في الخُصى

وَماذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ = وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا

بِها نَبَطِيٌّ مِنَ اهلِ السَوادِ = يُدَرِّسُ أَنسابَ أَهلِ الفَلا

وَأَسوَدُ مِشفَرُهُ نِصفُهُ = يُقالُ لَهُ أَنتَ بَدرُ الدُجى

وَشِعرٍ مَدَحتُ بِهِ الكَركَدَنَّ = بَينَ القَريضِ وَبَينَ الرُقى

فَما كانَ ذَلِكَ مَدحاً لَهُ = وَلَكِنَّهُ كانَ هَجوَ الوَرى

وَقَد ضَلَّ قَومٌ بِأَصنامِهِم = فَأَمّا بِزِقِّ رِياحٍ فَلا

وَتِلكَ صُموتٌ وَذا ناطِقٌ = إِذا حَرَّكوهُ فَسا أَو هَذى

وَمَن جَهِلَت نَفسُهُ قَدرَهُ = رَأى غَيرُهُ مِنهُ مالا يَرى



وأراه لم يلتزم بألف التأسيس في كل أبيات القصيدة , والروي في هذه القصيدة هو الألف لأنها من أصل الكلمة وما يفصل الروي عن الألف في بعض ضروبها حرفان وليس حرفا واحدا لذا لم يلتزم به المتنبي لأنه ليس تأسيسا

عادل العاني
26-06-2016, 02:02 AM
والقصيدة الثانية كاملة :


دَمْعٌ جرَى فقضَى في الرَّبْعِ ما وجَبَا = لأهلِهِ وشَفَى أنّى ولا كَرَبَا
عُجْنا فأذهَبَ ما أبْقَى الفِراقُ لَنا = منَ العُقُولِ وما رَدّ الذي ذَهَبَا
سَقَيْتُهُ عَبَراتٍ ظَنّهَا مَطَراً= سَوائِلاً من جُفُونٍ ظَنّها سُحُبَا
دارُ المُلِمِّ لها طَيفٌ تَهَدّدَني = لَيلاً فَما صَدَقتْ عَيني ولا كَذَبَا
أنْأيْتُهُ فَدَنا، أدْنَيْتُهُ فنَأى،= جَمّشْتُهُ فَنَبَا، قَبّلْتُهُ فأبَى
هامَ الفُؤادُ بأعرابِيّةٍ سَكَنَتْ = بَيْتاً من القلبِ لم تَمدُدْ له طُنُبَا
مَظْلُومَةُ القَدّ في تَشْبيهِهِ غُصُناً = مَظلُومَةُ الرّيقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبَا
بَيضاءُ تُطمِعُ في ما تحتَ حُلّتِها = وعَزّ ذلكَ مَطْلُوباً إذا طُلِبَا
كأنّها الشّمسُ يُعْيي كَفَّ قابضِهِ =شُعاعُها ويَراهُ الطّرْفُ مُقْتَرِبَا
مَرّتْ بنا بَينَ تِرْبَيْها فقُلتُ لَها = من أينَ جانَسَ هذا الشّادِنُ العَرَبَا
فکستَضْحَكَتْ ثمّ قالتْ كالمُغيثِ يُرَى = ليثَ الشَّرَى وهوَ من عِجْلٍ إذا انتسبَا
جاءتْ بأشجعِ مَن يُسمى وأسمحِ مَن = أعطَى وأبلغِ مَنْ أملى ومَنْ كَتَبَا
لوْ حَلّ خاطرُهُ في مُقْعَدٍ لمَشَى = أو جاهلٍ لصَحا أو أخرَسٍ خَطَبَا
إذا بَدا حَجَبَتْ عَيْنَيكَ هَيْبَتُهُ =. وليسَ يحجبُهُ سِترٌ إذا احتَجَبَا
بَياضُ وَجْهٍ يُريكَ الشّمسَ حالكةً = ودُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُّرَّ مَخْشَلَبَا
وسَيفُ عَزْمٍ تَرُدّ السّيفَ هِبّتُهُ = رَطْبَ الغِرارِ منَ التأمُورِ مُختَضِبَا
عُمرُ العَدوّ إذا لاقاهُ في رَهَجٍ = أقَلُّ مِنْ عُمْرِ ما يَحْوِي إذا وَهَبَا
تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئْتَ تَبْلُوَهُ = فكُنْ مُعادِيَهُ أوْ كُنْ له نَشَبَا
تَحْلُو مَذاقَتُهُ حتى إذا غَضِبَا =.حالَتْ فلَوْ قطرَتْ في الماءِ ما شُرِبَا
وتَغْبِطُ الأرْضُ منها حيثُ حَلّ بهِ =. وتَحْسُدُ الخيلُ منها أيَّها رَكِبَا
ولا يَرُدّ بفيهِ كَفّ سائِلِهِ = عن نَفسِهِ ويَرُدّ الجَحفَلَ اللّجِبَا
وكُلّما لَقيَ الدّينارُ صاحِبَهُ = في مُلكِه افترَقا من قبلِ يَصْطَحِبَا
مالٌ كأنّ غُرابَ البَينِ يَرْقُبُهُ = فكُلّما قيلَ هذا مُجْتَدٍ نَعَبَا
بَحْرٌ عَجائِبُهُ لم تُبْقِ في سَمَرٍ= ولا عَجائِبِ بحرٍ بَعدَها عَجَبَا
لا يُقْنِعُ ابنَ عليٍّ نَيْلُ مَنزِلَةٍ =يَشكُو مُحاوِلُها التّقصيرَ والتّعَبَا
هَزّ اللّواءَ بَنو عِجْلٍ بهِ فَغَدا =رأساً لهمْ وغَدا كُلٌّ لهُمْ ذَنَبَا
التّارِكينَ منَ الأشياءِ أهْوَنَها =والرّاكبينَ مِنَ الأشياءِ ما صَعُبَا
مُبَرْقِعي خَيلِهمْ بالبِيضِ مُتّخذي = هامِ الكُماةِ على أرماحِهِمْ عَذَبَا
إنّ المَنيّةَ لَوْ لاقَتْهُمُ وَقَفَتْ = خَرْقاءَ تَتّهِمُ الإقدامَ والهَرَبَا
مَراتِبٌ صَعِدَتْ والفِكْرُ يَتْبَعُها .= فَجازَ وهْوَ على آثارِها الشُّهُبَا
مَحامِدٌ نَزَفَتْ شِعْري ليَمْلأها = فآلَ ما امتَلأتْ منْهُ ولا نَضَبَا
مَكارِمٌ لكَ فُتَّ العالمينَ بِهَا = مَنْ يَسْتَطيعُ لأمْرٍ فائِتٍ طَلَبَا
لمّا أقَمْتَ بإنْطاكِيّةَ اخْتَلَفَتْ = إليّ بالخَبرِ الرُّكْبانُ في حَلَبَا
فَسِرْتُ نَحْوَكَ لا ألْوي على أحَدٍ = أحُثّ راحلَتيَّ: الفَقْرَ والأدَبَا
أذاقَني زَمَني بَلْوَى شَرِقْتُ بها = لَوْ ذاقَها لَبَكَى ما عاشَ وانتَحَبَا
وإنْ عَمَرْتُ جَعَلْتُ الحرْبَ والدةً = والسّمْهَريَّ أخاً والمَشرَفيَّ أبَا
بكلّ أشعثَ يَلقى الموْتَ مُبْتَسِماً = حتى كأنّ لهُ في قَتْلِهِ أرَبَا
قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ = عن سرْجِهِ مَرَحاً بالعِزّ أو طَرَبَا
فالمَوْتُ أعذَرُ لي والصّبرُ أجملُ بي = والبَرُّ أوْسَعُ والدّنْيا لِمَنْ غَلَبَا




ولا أراه التزم بهذه الألف لأنها ليست تأسيسا

عادل العاني
26-06-2016, 02:07 AM
أما قول البحتري فياليتك أخي الدكتور عبدالستار تأتينا بكامل القصيدة ,

أنا الآن لم أعثر عليها وسأحاول ذلك أيضا

لأن القصيدة كاملة تعطي الصورة الواضجة عن الموضوع كما تبين في قصيدتي المتنبي.

تحياتي وتقديري

الدكتور ضياء الدين الجماس
26-06-2016, 10:41 AM
الأستاذ عبد الستار النعيمي
لقد بدأت موضوعك بآية كريمة ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَار)
هل هذه هي التقوى التي أسست بنيانك عليها أن لا تنقل القصائد كاملة وتختار منها وترتب على هواك لكي تروج لنظرية فاسدة أسستها على شفا جرف هار ..
لقد راجعت جميع الأمثلة المضروبة فتبين أنك اقتطعت منها على هواك.
لقدأعطيتنا فكرة عن مصداقية تقواك .
نسأل الله تعالى لك الرشاد في رمضان

الدكتور ضياء الدين الجماس
26-06-2016, 10:55 AM
أما قول البحتري فياليتك أخي الدكتور عبدالستار تأتينا بكامل القصيدة ,
أنا الآن لم أعثر عليها وسأحاول ذلك أيضا
لأن القصيدة كاملة تعطي الصورة الواضجة عن الموضوع كما تبين في قصيدتي المتنبي.
تحياتي وتقديري


أخي الفاضل عادل العاني
لقد وجدت قصيدة البحتري وهي كسابقاتها لا تأسيس فيها ولا إلتزام..



شَرْطِيَ الإنْصَافُ، لوْ قِيلَ اشترِطْ،= وعدوي مَنْ إذا قال قَسَطْ
أدَعُ الفَضْلَ، فَلا أطْلُبُهُ،= حَسْبِيَ العَدْلُ من النّاسِ فقَطْ
وَسَطُ الاخْوَانِ لا يَدْخُلُ لي= في حِسابٍ، وَأخو الدّونِ الوَسَطْ
وَالمُعَنّى مَنْ تَمَنّى، خالِياً= نَقْلَ أخْلاقي منْ بَعْدِ الشّمَطْ
أيّهَا الحُرُّ الّذي شِيمَتُهُ = صِحّةُ الرّأي، إذا الرّأيُ اختلَطْ
شَطَطٌ أعوَجَ ما كَلّفْتَني= ومِنَ الجَوْرِ تكالِيفُ الشّطَطْ
ليْسَ لي عَتْبٌ على حادِثَة= هَبْني النّجْمَ عَلا، ثُمّ هَبَطْ
لَسْتُ بالمَرْءِ إذا أسْقَطْتَهُ = منْ عِدادٍ في مُرَجّيكَ، سقطْ
عَادَةُ الأيّامِ عِنْدي غَضّةٌ = خِلّةٌ تَصْدُفُ، أوْ دارٌ تَشُطْ

عبدالستارالنعيمي
27-06-2016, 12:13 AM
أستاذنا الكبير عبدالستار النعيمي

لا أدري على أي أساس اعتمدت هذا التبديل على ما تعارفه الشعراء وجاءت به شواهد الشعر العربي
والتي تثبت وباستمرار أن ألف التأسيس ألف ضمن حدود القافية يفصل بينها وبين الروي حرف يسمى بالدخيل
وإن كان هناك من استثناء يخرج الألف من كونها تأسيسا هو وقوعها في كلمة منفصلة عن الكلمة التي تضم الروي شريطة ألا يكون الروي ضميرا أو ما يلحق بالضمير حيث توجد الكثير من الشواهد في الشعر العربي على استثناء هذه الحالة

أتفق مع الدكتور الأديب القدير ضياء الدين الجماس فيما أشار إليه ونريد الشواهد من الشعر العربي التي تستند عليها وتثبت حقيقة ما توصلت إليه لتعم الفائدة

ولك من الشكر أجزله أيها الأديب المتفرد



الأستاذ عصام فقيري
كما ذكرت في صدر المقال ؛اعتمدتُ على تسمية القوافي -المتكاوس-المتراكب- المتدارك- وعلى تعريف الخليل للقافية مركزا على عدد حركاتها الواقعة بين ساكني تعريف الخليل ؛وقد بينتُ أعلاه اختلاف الإيقاع بين ألف المد وغيرها؛وهنا أسأل :ما الفرق بين ألفي المد في ( بدا ليا) و(بدا لهمُ)
أما استثناء التأسيس عند وقوعها في كلمة منفصلة ؛فهو ما تطرقت له في أعلاه وقد قدم أ العاني دعما لذلك بقوله(كما أجازوا في حالة كون الألف في كلمة والروي في كلمة أخرى فيها حرف إضمار أن تكون الألف تأسيسا أو غير تأسيس :

كما في قول الشاعر عوف بن عطية التميمي من قصيدة الألمعيات ( قوافي الأخفش )

وإن شئتما ألقحتما أو نتجتما ... وإن شئتما مثلا بمثل كلاهما
فإذا كان عقلا فاعقلا لأخيكما ... بنات المخاض والفصال المقاحما
وكما ترى ألف التأسيس في ( كلا ) والروي في ( هما ) وأجاز معها ( المقاحما )

عبدالستارالنعيمي
27-06-2016, 12:39 AM
ولنأت الآن إلى ما تفضلت به :

أتفق معك بخصوص القافية فقد اختلف في تعريفها العروضيون الأوائل لكن الفراهيدي وضع تعريفا اعتمده معظم العروضيين وهو ما تفضلت به , فالقافية تقع مابين الساكنين الأخيرين والحرف المتحرك الذي يسبقها.

ومذهب الفراهيدي هو كما في :

قفا نبك من حبيب ومنزلِ ... اعتبر القافية هي ما بين الساكنين والمتحرك الذي يسبقها ( منزلِ )

واتفق معظم العروضيين على أن ألف التأسيس تأتي قبل الروي بحرف متحرك وهو ما يسمى حرف الدخيل.

والدخيل هو حرف متحرك يقع بين التأسيس والروي مما يعني لا وجود له في باقي القوافي لأنه ارتبط مع التأسيس.

كقول الشاعر :

فلا تقبلنهم إن أتوك بباطل ... ففي الناس كذاب وفي الناس صادق

وهنا في القافية حرف الروي هو القاف , والدخيل هو الدال , وفيها ألف تأسيس.

وقد أجازوا في الدخيل أن يكون بأحد الحركات الثلاثة ( الضم أو الفتح أو الكسر )

كما أجازوا في حالة كون الألف في كلمة والروي في كلمة أخرى فيها حرف إضمار أن تكون الألف تأسيسا أو غير تأسيس :

كما في قول الشاعر عوف بن عطية التميمي من قصيدة الألمعيات ( قوافي الأخفش )

وإن شئتما ألقحتما أو نتجتما ... وإن شئتما مثلا بمثل كلاهما
فإذا كان عقلا فاعقلا لأخيكما ... بنات المخاض والفصال المقاحما
وكما ترى ألف التأسيس في ( كلا ) والروي في ( هما ) وأجاز معها ( المقاحما )

وقول زهير بن أبي سلمى :

ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابقا شيئا إذا كان ماضيا

وهنا أيضا اعتمد التأسيس رغم أنه جاء في كلمة والروي في كلمة أخرى والروي هو الياء وهو إضمار

أما أبو النجم العجلي :

وطالما وطالما وطالما
غلبتْ عادا , وغلبت الأعجما

فالأخفش رأى أن الألف في طالما تأسيس , وكان يرى خطأ المجيء بـ ( الأعجما ) حيالها وهذا رأيه فيها

وكذلك في أرجوزة للعجاج :

يادار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي
فخندف هامة هذا العالم

الألف في العالم تأسيس وما جاء في البيت الأول قبيح

أما ما اعتمد على أنه غير تأسيس هو بيت عنترة الذي ذكرته سابقا.

وما تفضلت به أخي أن هناك احتمال ورود حرفين دخيلين بين التأسيس والروي فلم أعثر على دليل عليه , وليتك تأتينا ببعض أبيات كما طلب الدكتور ضياء الدين..

والسؤال هل هذا أيضا ينطبق على لو كان بينهما ثلاثة أحرف متحركة ؟

تحياتي وتقديري




الأستاذ عادل العاني

إن اسم المقال المطروح هنا :(سناد التأسيس)
وقد قدمت معنى السناد مدعوما بالآية الكريمة ؛أما التأسيس فكما تعلمه هو الاختلاف وهذا هو بيت القصيد من الطرح هذا؛فاختلاف ألف المد مع حرف آخر ضمن القافية يعد عيبا كما هو متفق عليه ولكن اعتبر بعضهم هذا العيب عند وجود حرف واحد بين الروي والألف ؛لكني احتسبت العيب ضمن ورود حرفين أو أكثر بين الروي والألف؛فما الفرق بين ألف (إذا قعدوا) و(إذا قعدْ)

عبدالستارالنعيمي
27-06-2016, 12:47 AM
أستاذنا
في البيت وقلنا لها أين أرض العراق--- فقالت ونحن بتربانَ ها
أين الروي هنا وما علاقته بالروي (يرى - كرى)
أما الأبيات التالية فكلها لا تأسيس فيها، ولا جمال التأسيس
التاسيس يعنى الالتزام بألف التأسيس في الكلمة الواحد أو كلمتين على أن يكون المقطع الثاني ضميراً مما يصح أن يكون روياً.
هذا ما اتفق عليه العروضبون والشعراء قاطبة.
هل تلزم الشاعر بأن يلتزم ألفاً قبل حرفين من الروي وما الفائدة من ذلك ؟ هل فيه جمال نطق أو موسيقى مختلفة كما هو حال التأسيس بحرف واحد بين الألف والروي.
إن جميع الأبيات التي أوردتها قواف عادية لا تأسيس فيها.
ألا يكفي الشعراء ما شرعه لهم الخليل من سناد التأسيس ولم يخالفه فيه أحد لغزارة شواهده.
ومن يريد أن يزداد علما فعليه (كتاب الكافي في العروض والقوافي للخطيب التبريزي- ص 154 وما بعدها)
انظم لنا أستاذنا قصيدة تلتزم فيها بنظريتك وانظر رأي المستمعين والنقاد ، وهل واجهتك صعوبة في النظم؟


الأستاذ ضياء الدين الجمّاس

روي الأبيات المذكورة هي الألف ! وبينها وبين الألف السابقة حرفان واحتسبت هذه الألف تأسيا -كما أرى-ولا ألزم أحدا به

عبدالستارالنعيمي
27-06-2016, 12:52 AM
ونام الخويدمُ عن ليلنا --- وقد نامَ قبلُ عمّى لا كرى
ومن جهلتْ نفسهُ قدرهُ --- رأى غيرهُ منه ما لا يرى

في هذين البيتين إذا اعتبرنا الروي حرف الراء إن كانت القصيدة مبنية عليه فالتأسيس موجود , أما إذا كان الروي الألف فلا تأسيس فيها.

تحياتي وتقديري


الأبيات قافيتها (لا كرى) و (لا يرى) ورويّها حرف الألف
فصل بين الألفين حرفان وكما أرى الألف الأول ألف تأسيس

عبدالستارالنعيمي
27-06-2016, 01:03 AM
القصيدة كاملة أخي الدكتور عبدالستار :



أَلا كُلُّ ماشِيَةِ الخَيزَلى = فِدا كُلُّ ماشِيَةِ الهَيذَبى

وَكُلِّ نَجاةٍ بُجاوِيَّةٍ = خَنوفٍ وَما بِيَ حُسنُ المِشى

وَلَكِنَّهُنَّ حِبالُ الحَياةِ = وَكَيدُ العُداةِ وَمَيطُ الأَذى

ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ = إِمّا لِهَذا وَإِمّا لِذا

إِذا فَزِعَت قَدَّمَتها الجِيادُ = وَبيضُ السُيوفِ وَسُمرُ القَنا

فَمَرَّت بِنَخلٍ وَفي رَكبِها = عَنِ العالَمينَ وَعَنهُ غِنى

وَأَمسَت تُخَيِّرُنا بِالنِقابِ = وادي المِياهِ وَوادي القُرى

وَقُلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ = فَقالَت وَنَحنُ بِتُربانِها

وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ = مُستَقبِلاتٍ مَهَبَّ الصَبا

رَوامي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ = وَجارِ البُوَيرَةِ وادِ الغَضى

وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ الرِداءِ = بَينَ النَعامِ وَبَينَ المَها

إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى شَفَت = بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى

وَلاحَ لَها صَوَرٌ وَالصَباحَ = وَلاحَ الشَغورُ لَها وَالضُحى

وَمَسّى الجُمَيعِيَّ دِئداؤُها = وَغادى الأَضارِعَ ثُمَّ الدَنا

فَيا لَكَ لَيلاً عَلى أَعكُشٍ = أَحَمَّ البِلادِ خَفِيَّ الصُوى

وَرَدنا الرُهَيمَةَ في جَوزِهِ = وَباقيهِ أَكثَرُ مِمّا مَضى

فَلَمّا أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ = فَوقَ مَكارِمِنا وَالعُلا

وَبِتنا نُقَبِّلُ أَسيافَنا = وَنَمسَحُها مِن دِماءِ العِدا

لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ = وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى

وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ = وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا

وَما كُلُّ مَن قالَ قَولاً وَفى = وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفاً أَبى

وَلا بُدَّ لِلقَلبِ مِن آلَةٍ = وَرَأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصَفا

وَمَن يَكُ قَلبٌ كَقَلبي لَهُ = يَشُقُّ إِلى العِزِّ قَلبَ التَوى

وَكُلُّ طَريقٍ أَتاهُ الفَتى = عَلى قَدَرِ الرِجلِ فيهِ الخُطا

وَنامَ الخُوَيدِمُ عَن لَيلِنا = وَقَد نامَ قَبلُ عَمىً لا كَرى

وَكانَ عَلى قُربِنا بَينَنا = مَهامِهُ مِن جَهلِهِ وَالعَمى

لَقَد كُنتُ أَحسِبُ قَبلَ الخَصِيِّ = أَنَّ الرُؤوسَ مَقَرُّ النُهى

فَلَمّا نَظَرتُ إِلى عَقلِهِ = رَأَيتُ النُهى كُلَّها في الخُصى

وَماذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ = وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا

بِها نَبَطِيٌّ مِنَ اهلِ السَوادِ = يُدَرِّسُ أَنسابَ أَهلِ الفَلا

وَأَسوَدُ مِشفَرُهُ نِصفُهُ = يُقالُ لَهُ أَنتَ بَدرُ الدُجى

وَشِعرٍ مَدَحتُ بِهِ الكَركَدَنَّ = بَينَ القَريضِ وَبَينَ الرُقى

فَما كانَ ذَلِكَ مَدحاً لَهُ = وَلَكِنَّهُ كانَ هَجوَ الوَرى

وَقَد ضَلَّ قَومٌ بِأَصنامِهِم = فَأَمّا بِزِقِّ رِياحٍ فَلا

وَتِلكَ صُموتٌ وَذا ناطِقٌ = إِذا حَرَّكوهُ فَسا أَو هَذى

وَمَن جَهِلَت نَفسُهُ قَدرَهُ = رَأى غَيرُهُ مِنهُ مالا يَرى



وأراه لم يلتزم بألف التأسيس في كل أبيات القصيدة , والروي في هذه القصيدة هو الألف لأنها من أصل الكلمة وما يفصل الروي عن الألف في بعض ضروبها حرفان وليس حرفا واحدا لذا لم يلتزم به المتنبي لأنه ليس تأسيسا




هنا مربط الفرس؛لم يلتزم المتنبي بألف التأسيس ---لماذا ؟أ لانه جاء بعد بشار بن برد!
وموضوعنا يبحث عن السناد

عبدالستارالنعيمي
27-06-2016, 01:19 AM
الأستاذ عبد الستار النعيمي
لقد بدأت موضوعك بآية كريمة ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَار)
هل هذه هي التقوى التي أسست بنيانك عليها أن لا تنقل القصائد كاملة وتختار منها وترتب على هواك لكي تروج لنظرية فاسدة أسستها على شفا جرف هار ..
لقد راجعت جميع الأمثلة المضروبة فتبين أنك اقتطعت منها على هواك.
لقدأعطيتنا فكرة عن مصداقية تقواك .
نسأل الله تعالى لك الرشاد في رمضان



الأستاذ ضياء الدين الجماس

أنا أطرح بحثا ولا ألزم به أحدا
أراك تحمل في صدرك ضغينة والعياذ بالله ؛وهل الاستشهاد بقول الله تعالى "تقوى"! أم لدعم شرح معنى كلمة التأسيس هذا أولا؛ثم من قال لك أنا أروج لنظرية فاسدة؟ الفساد في قولك وفي صورك البيانية في العروض الرقمي المشوهة لآيات الله وما جاء في إفتاء أهل العلم بأنها امتهان للقرآان الكريم ؛والتي فضحتها أمام الله والناس.

عادل العاني
27-06-2016, 01:31 AM
الأستاذ عادل العاني

إن اسم المقال المطروح هنا :(سناد التأسيس)
وقد قدمت معنى السناد مدعوما بالآية الكريمة ؛أما التأسيس فكما تعلمه هو الاختلاف وهذا هو بيت القصيد من الطرح هذا؛فاختلاف ألف المد مع حرف آخر ضمن القافية يعد عيبا كما هو متفق عليه ولكن اعتبر بعضهم هذا العيب عند وجود حرف واحد بين الروي والألف ؛لكني احتسبت العيب ضمن ورود حرفين أو أكثر بين الروي والألف؛فما الفرق بين ألف (إذا قعدوا) و(إذا قعدْ)

أستاذي الفاضل الدكتور عبدالستار

ردّا على سؤالك :

إذا قعدوا : القافية هنا هي ما بين الساكنين الأخيرين والمتحرك قبلهما ( ذ ا قَ عَ دً وْ ) والروي هنا الدال المضمومة وبينها وبين الألف حرفان , والقافية مطلقة وهي من المتراكب أي ثلاثة متحركات بين الساكنين

إذا قعدْ : القافية هنا هي ( ذ ا قَ عَ دْ ) والروي هنا الدال الساكنة وبينها وبين الألف حرفان أيضا , والشرط هنا المفضل هو التزام حركة الحرف ماقبل الروي بينما لا يفترض ذلك في ( إذا قعدوا ) والقافية هنا مقيدة وهي من المتدارك أي متحركان بين الساكنين.

وكلاهما لا تأسيس فيهما حسب منهج الفراهيدي أي يجوز إبدال الألف بأي حرف آخر


تحياتي وتقديري

الدكتور ضياء الدين الجماس
27-06-2016, 02:01 AM
الأستاذ ضياء الدين الجماس

أنا أطرح بحثا ولا ألزم به أحدا
أراك تحمل في صدرك ضغينة والعياذ بالله ؛وهل الاستشهاد بقول الله تعالى "تقوى"! أم لدعم شرح معنى كلمة التأسيس هذا أولا؛ثم من قال لك أنا أروج لنظرية فاسدة؟ الفساد في قولك وفي صورك البيانية في العروض الرقمي المشوهة لآيات الله وما جاء في إفتاء أهل العلم بأنها امتهان للقرآان الكريم ؛والتي فضحتها أمام الله والناس.

لن أكون مثلك في الرد بل ما يخرج من فمي فيما تقول سوى التذكير بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ ") و قول حسبي الله ونعم الوكيل,
ولن تراني في صفحاتك بعد اليوم فعذراً

عادل العاني
27-06-2016, 10:39 PM
أخوي العزيزين الدكتور عبدالستار والدكتور ضياء الدين

أحييكما أولا على الرغبة في الحوار للتوصل إلى ما قد ينفعنا ,

ورجاء أخوي أن نبتعد عن التجريح والرد المتشنج الذي لن يخدم الهدف من الحوار,

وأنتما أكبر من هذا

بارك الله فيكما

تحياتي وتقديري

عبدالستارالنعيمي
27-06-2016, 10:40 PM
أستاذي الفاضل الدكتور عبدالستار

ردّا على سؤالك :

إذا قعدوا : القافية هنا هي ما بين الساكنين الأخيرين والمتحرك قبلهما ( ذ ا قَ عَ دً وْ ) والروي هنا الدال المضمومة وبينها وبين الألف حرفان , والقافية مطلقة وهي من المتراكب أي ثلاثة متحركات بين الساكنين

إذا قعدْ : القافية هنا هي ( ذ ا قَ عَ دْ ) والروي هنا الدال الساكنة وبينها وبين الألف حرفان أيضا , والشرط هنا المفضل هو التزام حركة الحرف ماقبل الروي بينما لا يفترض ذلك في ( إذا قعدوا ) والقافية هنا مقيدة وهي من المتدارك أي متحركان بين الساكنين.

وكلاهما لا تأسيس فيهما حسب منهج الفراهيدي أي يجوز إبدال الألف بأي حرف آخر


تحياتي وتقديري



الأستاذ المكرم عادل العاني

بعد التحية والاحترام؛
نعم حسب المنهج المتبع ؛كلاهما لا تأسيس فيهما؛لكن سؤالي :
ما الفرق بين الألفين إيقاعيا أو كيف يتصرف المنشد بهما؟

عادل العاني
27-06-2016, 11:01 PM
الأستاذ المكرم عادل العاني

بعد التحية والاحترام؛
نعم حسب المنهج المتبع ؛كلاهما لا تأسيس فيهما؛لكن سؤالي :
ما الفرق بين الألفين إيقاعيا أو كيف يتصرف المنشد بهما؟

أخي الدكتور عبدالستار

أنا لا أجد فرقا بينهما , لأنني في نطقهما أستطيع أن أمد الألف أو أقصرها , أما لغرض الإنشاد أو الإيقاع فسيعتمد هذا على بقية الضروب في المقطوعة إذ لا يمكن أن أمد في واحد وأقصر في واحد. لأنك تتفق معي أن الألف الساكنة ليست كباقي الحروف الساكنة إلا حروف المد ( الواو والياء )

وهي وجهة نظر قد تكون صائبة أو خاطئة.

تحياتي وتقديري

عبدالستارالنعيمي
28-06-2016, 12:04 AM
أخي الدكتور عبدالستار

أنا لا أجد فرقا بينهما , لأنني في نطقهما أستطيع أن أمد الألف أو أقصرها , أما لغرض الإنشاد أو الإيقاع فسيعتمد هذا على بقية الضروب في المقطوعة إذ لا يمكن أن أمد في واحد وأقصر في واحد. لأنك تتفق معي أن الألف الساكنة ليست كباقي الحروف الساكنة إلا حروف المد ( الواو والياء )

وهي وجهة نظر قد تكون صائبة أو خاطئة.

تحياتي وتقديري


بل وجهة نظر صائبة؛وهذا ما ابتغيه وأهدف له في موضوعي هذا ؛فإننا لا نجد فرقا مديا أو إنشاديا بين ألف بينه وبين الروي ثلاثة حروف وألف بينه وبين الروي حرفان أو حتى حرف واحد ×فلماذا نسمي هذا الأخير تأسيسا دون الألفين الآخرين؟
مع التحية والتقدير