تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عيد الجرح..



ابراهيم أوحسين
27-06-2016, 04:56 PM
لِضَيْفَيْهِ عِيدَ الجُرْحِ قالَ : تفَضَّلاَ
فَذا كُوخِيَ النَّاجي من الحربِ والبَلاَ

أيَكْفيكُما خُبزٌ تَنَتَّنَ طَعْمُهُ
فليسَ لدَى الجَوْعَى طعامٌ ليُأكَلاَ ؟

فلو أنَّني حقًّا ملَكتُ قِراكُمَا
لَمَا كنتُ ضانًّا بالمزيدِ وأَبْخَلاَ

ولكنَّني مفْجوعُ أهلٍ وعِثْرَةٍ
ومفجوعُ بيتٍ بالرّمادِ تَزَمَّلاَ

فلا عَجَبٌ مِن نَكْبَةٍ أوْ مُلِمَّةٍ
ولا عجبٌ من أنْ نُصابَ ونُبْتَلَى

طُيُورُ بلادِ الرّافِدَيْنِ تَيَتَّمَتْ
وكُلُّ طُيُورِ الشَّامِ تَذْكُرُ كَرْبَلاَ !!

هُنَا فَقَدَتْ كُلُّ البلابلِ دَوْحَهَا
هُنا وَجَدَتْ بابَ التَّراتيلِ مُقْفَلاَ

فيَا ضَيْعَةَ الدُّنيا إذا الشَّعبُ لَمْ يَزَلْ
على مَهْدِهِ المسروقِ يعْدِمُ منْزِلا !

هُمُ القوْمُ كمْ عاشُوا كِبارًا أَعِزَّةً
فأَضْحَوْا صِغَارًا نازِحينَ وَ رُحَّلاَ

تَرَى الطفلَ مَحْمولاً على ظَهْرِ أُمِّهِ
وما سَمِعَتْ مَوْتًا إِليهِ تَسَلَّلاَ

أراهَا دِماء المرْءِ بَاتَتْ رخيصَةً
وَما عَادَ يُجْدي أنْ نَعيشَ مُطَوَّلاَ

*****************
أَشِيرَا عَلَيَّ الآنَ ما أَنَا فَاعِلٌ
أَأَلْزَمُ كُوخِي أَمْ أَتِيهُ لِأُقْتَلاَ ؟

كأنِّي رأيتُ الدَّهرَ يُشْهِرُ سيْفَهُ
صَقيلاً لِيُفْنينَا جنوبًا وشَمْأَلاَ

أيا دَهْرُ لَمْ تُبْصِرْ عُيُونُكَ غَيْرَنَا
أَ نُشْبِهُ أعوادَ الثِّقابِ لِنُشْعَلاَ ؟

لَعَمْرَيْكُمَا ما كُنْتُ أَدْري بِأَنَّنَا
مُسِخْنَا على مَرْأًى منَ الصَّحْبِ قُمَّلاَ

لكَمْ مَدَّنا الْعَادُونَ تَحْتَ رَصَاصِهِمْ
وَقَدْ أَحْضَرَ الحَفَّارُ فأْسًا ومِعْوَلاَ

تُرِكْنَا سُدًى ما بينَ خَوْفٍ وَيَقْظَةٍ
نُغَازِلُ أَحْلاَمَ النَّجَاةِ سَبَهْلَلاَ

يُدَاهِمُ خَيْطُ الصُّبْحِ حِينًا دُرُوبَنا
ونبْكي عَلَيْهِ الدَّمْعَ ماَ غابَ وانْجَلَى

أَعِيدا على وجْهِي قميصَ عُروبةٍ
لِأُبْصِرَ فَتْحًا عنْ قريبٍ مُؤَجَّلاَ

فمَا أَنَا مِمَّنْ يُنْسَجُ العُمْيُ حَوْلَهُ
ولستُ الذي يُعْطي الجوابَ لِيُسْأَلاَ

أَلاَ فتَزَحْزَحْ يا زَمانُ لِأُمَّتي
وَجُدْ بِغَدٍ يَسْقِي التُّرابَ قَرَنْفُلاَ

لِكَيْ لاَ تُرَى الأيَّامُ تَأْكُلُ بَعْضَها
وكَيْ لاَ يُرَى الرَّاعِي يُلَمِّعُ مِنْجَلاَ

عادل العاني
27-06-2016, 11:15 PM
قصيدة رائعة ,

وصفت حالة شعب يئن تحت ألم الجراح والظلم .

أجدت الوصف وأحسنت الشعر

وبعض ما أورد أن أشير إليه :

لِضَيْفَيْهِ عِيدَ الجُرْحِ قالَ : تفَضَّلاَ

( عيدُ ) مرفوعة لأنها فاعل.

لَمَا كنتُ ضانًّا بالمزيدِ وأَبْخَلاَ

هل هي ضانّا أم ضاناً بدون شدة ؟
عند اعتمداد الشدة على ( ضانّا ) سيخرج الشطر عن وزن الطويل بزيادة سبب , لذا أعتقد أنها بدون شدة .. ويبقى هل هو المعنى الذي تقصده.

صَقيلاً لِيُفْنينَا جنوبًا وشَمْأَلاَ
( ليفنيَنا ) فعل منصوب وعلامة نصبة الفتحة على الياء وهذا يخرج وزن التفعيلة من الطويل , والضرورة الشعرية هنا غير مستحبة لأن النحو له الأولوية.
ويمكن استبدال اللام بحرف آخر لا ينصب الفعل.

وهي وجهة نظر ليس إلا ...

وتبقى القصيدة شامخة بمعانيها وسبكها وقافيتها

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

محمد ذيب سليمان
28-06-2016, 12:27 AM
بوركت ايها الشاعر
على هذا المحمول الجميل لحرفك
لقلبك الفرح

عدنان الشبول
28-06-2016, 12:43 AM
شعر جزل وجميل ومحكم


دمتم مبدعين

ابراهيم أوحسين
28-06-2016, 09:34 PM
الأستاذ عادل العاني تحياتي لك ولحرفك..
ملاحظاتك على العين والرأس طبعا، لكن وجب التنبيه إلى أن _ عيدَ _ في البيت الأول أردته ظرف زمان، والفاعل جعلته مستترا، لذلك جاء منصوبا.
ثانيا _ ليفنينا _ هي _ وقد يفني _ بعد التصحيح..
تحياتي لك

فاتن دراوشة
29-06-2016, 09:32 AM
قصيدة من رحم أوجاع أمّة قدّت أصغريها المآسي والأحزان والنّكبات

دامت يراعتك تصهل بالحقّ

ودام حرفك بهيّا رائعا

ابراهيم أوحسين
07-07-2016, 10:09 AM
الأستاذ محمد ذيب سليمان أشكرك على طيب المتابعة..
تحاياي..

ابراهيم أوحسين
07-07-2016, 09:25 PM
للتصحيح فقط:
ليؤكلا بدل ليأكلا..
معذرة

د. سمير العمري
25-07-2016, 04:06 PM
قصيدة جميلة وفيها نفس شعري طويل عابق وأداء مميز فلا فض فوك!

والعيد بات في بلادنا سبب حزن ووجد بدل أن يكون سبب بهجة وحبور ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولقصيدة هنا كان مميزة عموما ولكن شابها عدة هنات متفرقة بدأت تستدرك بعضها ولا يزال بعض آخر يحتاج تنقيحا.

تقديري

نغم عبد الرحمن
04-08-2016, 04:25 AM
أجدت وصف حال ما ألم بأمتنا وبلادنا المنكوبة
المتخمة من ويلات الحرب ألما وجوعا وحرمانا.
لكن الله يمهل ولا يهمل هو حسبنا ونعم الوكيل.

بارك الله فيك وبكل ماحملت أبياتك من معاني مؤثرة. :hat:
خالص تقديري..

آمال يوسف
31-07-2019, 11:44 PM
(أَلاَ فتَزَحْزَحْ يا زَمانُ لِأُمَّتي
وَجُدْ بِغَدٍ يَسْقِي التُّرابَ قَرَنْفُلاَ)
هذا الغد قادم ولا ريب، فلنعد له العدة
شكراً لروحك الثائرة على الوجع
تحيتي وتقديري