تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غُــــــلُّ الرعـــــــاة



مصطفى بطحيش
24-06-2005, 08:07 AM
غُــــــلُّ الرعـــــــاة

( رأى أحد المارة فأطلق كلبه , ظنا منه انه حظي بصيد ثمين , احذر فقد يداهمك في أي لحظة الكلاب ! )

أفِلَ النهارُ و لم يعدْ يقوى وغادر
منهكَ الأوصالِ خائرْ
والليلُ عَسْعَسَ يستبدُّ بهِ الجنونُ
مخالساً بَرِمَ الأواصرْ
والريحُ تعصفُ لا تقرُّ وكلما
هدأت عوى فيها مَضاجِـرْ
والجدولُ اليعبوبُ آسنَهُ الوهى
ولغَ الكلابُ بكلِّ طاهرْ
كلبٌ يَهـِرُ ونعجة ٌ لاذتْ
بـِراع ٍ ساترِ الأنيابِ كاسرْ
هذا زمانُ العُهر والخصيان
دولةُ كلِّ طاغيةٍ وغادرْ
جَوِّعْ كِلابَ حِماكَ أطلقْ من ترى
يأتيكَ منه الصيدُ وافرْ
جَوِّعْ واَضْر ِ مِنْ كِلابِكَ
لن يفوتَ قنيصُ ضاريةٍ مُناوِرْ
هل تكتـَسيْ شحماً بِضِرسٍٍ
جانَبَ النَعماءَ من شح ٍ مقاتِـرْ ؟
جَـذرٌ تـَلَـفَّـظـَهُ الأديمُ فلم يقرْ
و نَسغُه أشتاتُ سادرْ
اقسمت انك لستَ تعدو ان تكون
لنعجة خرقاءَ آمرْ
* * *
الليلُ يعبثُ بالأماني والذئابُ كأنها
قِطَعُ الظلامِ تبادرتْ في الأفق تترى
و ( الحِيرةُ ) الثكلى تـَناهبَها الأعاجمُ والنفوسُ كليلةٌ
مابينَ يائسةٍ و سكرى
كلُّ الرُعاةِ تـَفـَطَّـرَتْ أنيابُهم ( سَقَطَ النَّصِيفُ )
فَـكُـلُّهُمْ مِنْ ثـَوبـِهِ المهزولِ يعرى
وَبَدَتْ جُلودُهمُ وأنضجها الغُـلولُ فلم تزلْ
مِنْ ناعِم ِ الأثوابِ تـَشرى
ما ثـَمَّ إلا أنتَ تـَختزلُ الكلامَ بعبوةٍ ندباءَ
تبدو في بني الصفراءِ ذكرى
وعلى جِذاكَ الفجرُ يَبدو مُستطيراً في يَدَيْكَ
بـِرَغمِ أنفِ الليلِ يُورَى
هُزِّ الرِّجالَ لـَعَلَّـهُ يَصحو صلاحُ الدينِ
أو يَمضي على البلقاءِ سعدٌ
نادباً للذُلِّ كِسْرى
أو تـُكَفكِفَ عَبرَةً مِهراقَ تجري مُنذُ دَهرٍ
في شُقوبِ الخَدِّ حَرّى
* * *
الدَّهرُ عادَ كأنما نَكَصَتْ قُريشُ واَدبَرتْ
لم تكترثْ لما دهاها الخَطبُ اِدَّا
وكأنما ابن البداوةِ لم يكن في القادسية
يَعتلي إيوانَ كِسْرى شَدَّ بالفرقان زِنْدا
وكأنَّما اليرموك لم يَكُ شاهداً
وابنُ الوليدِ وفِطنةُ البدويِّ
تـُلوي بالعـُلوج ِ الرومِ وأدا
كيفَ تأتيك الحضارةُ... يا شريداً في الصحارى
زادَ فيك الشَّظْفُ بُعدا؟
يا شتيتاً لم تَزَلْ تزدادُ رَغمَ الفقرِ عِنْدا
سَلْ تُخومَ الكونِ , سَلْ أجرامها
من أينَ تأتيكَ البُطولةُ يا شريدُ ؟
وَهَلْ رضِعتَ البَأسَ صرفاً
في صِبا الأيامِ ... مَهْدا؟
* * *

د.جمال مرسي
04-07-2005, 01:27 PM
الليلُ يعبثُ بالأماني والذئابُ كأنها
قِطَعُ الظلامِ تبادرتْ في الأفق تترى
و ( الحِيرةُ ) الثكلى تـَناهبَها الأعاجمُ والنفوسُ كليلةٌ
مابينَ يائسةٍ و سكرى


الرائع مصطفى بطحيش
كم اشتقت للقراءة لك
و هنا وجدتني أقرأ شعرا جميلا هو ما يميز مصطفى بطحيش
كنت أود أن أسال عن كلمة يعبوب .. فقد التبست عليّ
دمت بخير و سعادة
د. جمال

حوراء آل بورنو
17-07-2005, 01:01 AM
كيفَ تأتيك الحضارةُ... يا شريداً في الصحارى
زادَ فيك الشَّظْفُ بُعدا؟
يا شتيتاً لم تَزَلْ تزدادُ رَغمَ الفقرِ عِنْدا
سَلْ تُخومَ الكونِ , سَلْ أجرامها
من أينَ تأتيكَ البُطولةُ يا شريدُ ؟
وَهَلْ رضِعتَ البَأسَ صرفاً
في صِبا الأيامِ ... مَهْدا؟

نعم يا أيها الأخ الكريم ، هذه تفعيلات تنطق بالحال ، و تتحدث بأبلغ مقال .
هلاّ زدتنا منها ، و أكثرت .

تحية إليك طيبة .

مصطفى بطحيش
25-07-2005, 12:12 AM
الليلُ يعبثُ بالأماني والذئابُ كأنها
قِطَعُ الظلامِ تبادرتْ في الأفق تترى
و ( الحِيرةُ ) الثكلى تـَناهبَها الأعاجمُ والنفوسُ كليلةٌ
مابينَ يائسةٍ و سكرى


الرائع مصطفى بطحيش
كم اشتقت للقراءة لك
و هنا وجدتني أقرأ شعرا جميلا هو ما يميز مصطفى بطحيش
كنت أود أن أسال عن كلمة يعبوب .. فقد التبست عليّ
دمت بخير و سعادة
د. جمال

أخي د.جمال
حياك الله

واسعدني وجودك هنا , واجد نفسي لا عذر لي في تقصيري , ولا يشفع لي عبء العمل .... ولكن شفيعي سماحتكم ورقيكم
اشكرك اخي العزيز على تعليقكم على قصيدتي ,

أما عن كلمة يعبوب

فقد جاء في فقه اللغة للثعالبي ما يلي :

" فإِذا كَانَ سَرِيعَ الجَرْي ، فهو يَعْبُوبٌ (شُبِّهَ باليَعبُوبِ وَهُوَ الجَدْوَلُ السَّرِيعُ الجَرْي) " انتهى
يقصد الفرس

أما لسان العرب مادة ( عبَّ ) فقد جاء :

" واليَعْبُوبُ:
الجَدْوَلُ الكثير الماء، الشديدُ الجِريةِ، وبه شُبِّه الفَرَسُ الطويل " انتهى

وعلى العموم هو الجدول الكثير الجري والخير ولا يأسن

لك مني اجمل تحية

مصطفى بطحيش
25-07-2005, 12:14 AM
كيفَ تأتيك الحضارةُ... يا شريداً في الصحارى
زادَ فيك الشَّظْفُ بُعدا؟
يا شتيتاً لم تَزَلْ تزدادُ رَغمَ الفقرِ عِنْدا
سَلْ تُخومَ الكونِ , سَلْ أجرامها
من أينَ تأتيكَ البُطولةُ يا شريدُ ؟
وَهَلْ رضِعتَ البَأسَ صرفاً
في صِبا الأيامِ ... مَهْدا؟

نعم يا أيها الأخ الكريم ، هذه تفعيلات تنطق بالحال ، و تتحدث بأبلغ مقال .
هلاّ زدتنا منها ، و أكثرت .

تحية إليك طيبة .

حرة أسعدت بحريتك تلك

واسعدني مرور الأحرار هنا

لك مني اجمل تحية

د. سمير العمري
12-08-2005, 05:46 PM
أخي الشاعر مصطفى بطحيش:

أيها الشاعر الكبير المجيد!

إبداااااع لا يتأنى إلا لأمثالك. هي تحفة أدبية معنى ومبنى.


للتثبيت انبهاراً.


ربما أستغرب المقطع الأخير الذي خالف سياق تفعيلة القصيدة فاستبدلت الرمل بالكامل. لعلي أطمع بتوضيح منك أخي المبدع.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

مصطفى بطحيش
14-08-2005, 10:28 PM
أخي الشاعر مصطفى بطحيش:

أيها الشاعر الكبير المجيد!

إبداااااع لا يتأنى إلا لأمثالك. هي تحفة أدبية معنى ومبنى.


للتثبيت انبهاراً.


ربما أستغرب المقطع الأخير الذي خالف سياق تفعيلة القصيدة فاستبدلت الرمل بالكامل. لعلي أطمع بتوضيح منك أخي المبدع.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

أخي الكريم

د.سمير العمري

أشكر لك مرورك الكريم واعنز بكلماتك اللطيفة تلك , ويسعدني نقدك وتمحيصك للقريض وكشف مكامن القوة والضعف فيه

أما عن اختلاط التفعيلات في المقطع الأخير , فقد حاولت ان اتلمس الخلل ولكني فشلت , وأصرَّ مني السمع على سلامة الموسيقا , ولعك اكثر رهافة واحساسا بموسيقا الشعر .
لي عودة وسأعمد الى تحليل المبنى علِّي أقف على بينة

أشكرك على تثبيت القصيدة

لك مني أطيب تحية

مصطفى بطحيش
18-08-2005, 11:55 PM
دراسة للبنية الإيقاعية لقصيدة ( غُــــــلُّ الرعـــــــاة )

السلم عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد

كان قد اشار د.سمير العمري الى خلل في توقيعات قصيدة ( غل الرعاة ) مما دفعنى لمراجعة ذهنية لايقاعها .... فلم استبن الخلل الموسيقى فيها , مما دفعني الى دراسة البنية اليقاعية للقصيدة راجيا ان اقف على عبرة الخلل ؛
سأعمد في هذه الدراسة , إلى التعبير بحرف الدال , للدلالة على الحرف المتحرك , والى حرف الميم للدلالة على الحرف الساكن , وكذلك إلى القواعد العروضية العامة في تناول الكلمات على اعتبار طريقة اللفظ لإثبات كل من المتحرك والساكن

اما الفراغ بين تتابع وآخر من حرفي الدال والميم فلا يعبر سوى عن فاصل بنيوي يميز بنية التوقيعة الواحدة وحروفها ولا يمت إلى زمن التوقيعة بصلة
اما النجمة فهي لفصل التوقيعة الواحدة عن الاخرى
وقد اخترت حرفي الدال والميم لاعتبارات إيقاعية .

غُــــــلُّ الرعـــــــاة

أفِلَ النها* رُ و لم يعدْ * يقوى وغا * در منهكَ ال * أوصالِ خائرْ
دددم ددم * دددم ددم * دم دم ددم * دددم ددم * دم دم ددم دم

والليلُ عَسْ * عَسَ يستبد * د بهِ الجنو * نُ مخالساً * بَرِمَ الأواصرْ
دم دم ددم * دددم ددم * دددم ددم * دددم ددم * دددم ددم دم

والريحُ تع * صفُ لا تقر * ر وكلَّما * هدأت عوى * فيها مَضاجِـرْ
دم دم ددم * دددم ددم * دددم ددم * دددم ددم * دم دم ددم دم

- نلاحظ ان الايقاع يتكون من التركيب : / دددم ددم / أو / دم دم ددم /
- أما الضرب ( التركيب الايقاعي الأخير من البيت )
- فهو التركيب / دددم ددم دم / أو / دم دم ددم دم /
هذا الايقاع يعبر عنه بالتفعيلة / مُتَفَاعِلُنْ /
وهى عماد البحر الكامل
وهذه التفعيلة ينتابها ما يسمى بالإضمار ؛
وهو تسكين المتحرك الثاني من التفعيلة فيصبح التركيب / دم دم ددم / ويعبر عن هذا التركيب بالتفعيلة / مستفعلن /

اذن فالقصيدة ترتكز الى ايقاع الكامل وينتابها ما ينتاب الكامل من العلل والجوازات !

اما ايقاع الضرب / دددم ددم دم / فهو احد اشكال أضرب الكامل / متفاعلاتن /
ويسمى / الترفيل / ويلاحظ فيه زيادة متحرك وساكن والتزامه على طول القصيدة
كما نلاحظ / الاضمار / وهو تسكين المتحرك الثاني في بعض الأضرب وهو ايضا من جوازات أضرب الكامل
اما الترفيل فيعطي جرسا مميزا يميز نهاية كل جملة شعرية عما يليها
وهذا التقليد من الشروط الاساسية في علم الايقاع كي تستطيع الاذن تمييز الوحدات الايقاعية عن بعضها
وتستمر القصيدة على هذا المنوال .....
والجدولُ اليعبوبُ آسنَهُ الوهى
ولغَ الكلابُ بكلِّ طاهرْ

كلبٌ يَهـِرُ ونعجة ٌ لاذتْ
بـِراع ٍ ساترِ الأنيابِ كاسرْ

هذا زمانُ العُهر والخصيان
دولةُ كلِّ طاغيةٍ وغادرْ

جَوِّعْ كِلابَ حِماكَ أطلقْ من ترى
يأتيكَ منه الصيدُ وافرْ

جَوِّعْ واَضْر ِ مِنْ كِلابِكَ
لن يفوتَ قنيصُ ضاريةٍ مُناوِرْ

هل تكتـَسيْ شحماً بِضِرسٍٍ
جانَبَ النَعماءَ من شح ٍ مقاتِـرْ ؟

جَـذرٌ تـَلَـفَّـظـَهُ الأديمُ فلم يقرْ
و نَسغُه أشتاتُ سادرْ

اقسمت انك لستَ تعدو ان تكون
لنعجة خرقاءَ آمرْ

* * *
الليلُ يعبثُ بالأماني والذئابُ كأنها
قِطَعُ الظلامِ تبادرتْ في الأفق تترى
دم دم ددم دددم ددم دم دم ددم دددم ددم دددم ددم دددم ددم دم دم ددم دم
و ( الحِيرةُ ) الثكلى تـَناهبَها الأعاجمُ والنفوسُ كليلةٌ
مابينَ يائسةٍ و سكرى

كلُّ الرُعاةِ تـَفـَطَّـرَتْ أنيابُهم ( سَقَطَ النَّصِيفُ )
فَـكُـلُّهُمْ مِنْ ثـَوبـِهِ المهزولِ يعرى

وَبَدَتْ جُلودُهمُ وأنضجها الغُـلولُ فلم تزلْ
مِنْ ناعِم ِ الأثوابِ تـَشرى

ما ثـَمَّ إلا أنتَ تـَختزلُ الكلامَ بعبوةٍ ندباءَ
تبدو في بني الصفراءِ ذكرى

وعلى جِذاكَ الفجرُ يَبدو مُستطيراً في يَدَيْكَ
بـِرَغمِ أنفِ الليلِ يُورَى

هُزِّ الرِّجالَ لـَعَلَّـهُ يَصحو صلاحُ الدينِ أو يَمضي على البلقاءِ سعدٌ نادباً للذُلِّ كِسْرى
دم دم ددم دددم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم
أو تـُكَفكِفَ عَبرَةً مِهراقَ تجري مُنذُ دَهرٍ في شُقوبِ الخَدِّ حَرّى
دم ددم دددم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم

في هذا المقطع يبدو الامر وكأنه خلل في الايقاع !
وهو خلل واضح لو لم تكن نهاية المقطع السابق ( دن نادبن لذ ذل ل كسرى ) مرفلة !
فاذا قرأنا نهاية المقطع السابق مع بداية المقطع الاخير ؛
( دن نادبن * لذ ذل ل كس*رى أو تكف* كف عبرتن )
( دم دم ددم * دم دم ددم * دم دم ددم * دددم ددم )

ويلاحظ هنا اكتمال التوقيعات

وكأن الحالة هذه تجبر على قراءة المقطعيتن الاخيرين بنفس متصل لا سكت فيه
وارى ان هذه القراءة تعبر عن حالة اضافية من الانفعال النفسي

* * *
الدَّهرُ عادَ كأنما نَكَصَتْ قُريشُ واَدبَرتْ
لم تكترثْ لما دهاها الخَطبُ اِدَّا

وكأنما ابن البداوةِ لم يكن في القادسية
يَعتلي إيوانَ كِسْرى شَدَّ بالفرقان زِنْدا

وكأنَّما اليرموك لم يَكُ شاهداً
وابنُ الوليدِ وفِطنةُ البدويِّ
تـُلوي بالعـُلوج ِ الرومِ وأدا
دددم ددم دم دم ددم دددم ددم دم دم ددم دددم ددم دددم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم

كيفَ تأتيك الحضارةُ... يا شريداً في الصحارى
زادَ فيك الشَّظْفُ بُعدا؟
دم ددم دم دم ددم دددم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم

يا شتيتاً لم تَزَلْ تزدادُ رَغمَ الفقرِ عِنْدا
دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم

سَلْ تُخومَ الكونِ , سَلْ أجرامها
من أينَ تأتيكَ البُطولةُ يا شريدُ ؟
دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دددم ددم دم

وَهَلْ رضِعتَ البَأسَ صرفاً
في صِبا الأيامِ ... مَهْدا؟
ددم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم دم ددم دم
* * *
كذلك هنا تتكرر حالة القراءة المتصلة للمقاطع الاربعة الاخيرة
وكأنها تشير الى ذروة الانفعال النفسي في نهاية القصيدة !

أخيرا ارجو ان اكون قد وفقت في تحليل القصيدة وتفسير ما اشار إليه د.سمير العمري

لكم مني اجمل تحية .

د. سمير العمري
19-08-2005, 10:49 PM
أخي الكريم مصطفى:

جميل تناولك العروضي للقصيدة وإشارتك إلى الزحاف والعلة التي تجوز في "متفاعلن" الكامل.

أنا كنت أتحدث عن هذا المقطع:

كيفَ تأتيك الحضارةُ... يا شريداً في الصحارى
زادَ فيك الشَّظْفُ بُعدا؟
يا شتيتاً لم تَزَلْ تزدادُ رَغمَ الفقرِ عِنْدا
سَلْ تُخومَ الكونِ , سَلْ أجرامها
من أينَ تأتيكَ البُطولةُ يا شريدُ ؟
وَهَلْ رضِعتَ البَأسَ صرفاً
في صِبا الأيامِ ... مَهْدا؟


هنا تجد أن التفعيلة هي "فاعلاتن" وهذا ما أشرت إليه. لعلك أردت بشرحك وخصوصاً في قولك "يجب أن تقرأ في نفس واحد" أن أجعل الترفيل في نهاية السطر الذي سبقها من أصل التفعيلة ولا أجدني أرضى منك بذلك. ذلك أن هذا المقطع يا أخي مستقل بذاته في المعنى والتدوير والنفس. وما أحب أن ينتظر شاعر كبير مثلك من القارئ وإن كبر أن يقرر إن كان السبب البسيط ترفيلاً أو تدويراً.

ثم إنني أجد أنه إن قبل الأمر على أن السبب البسيط في السطر الذي يسبق من أصل التفعيلة فإنك هنا بحاجة لإعادة النظر في التدوير وهو أمر في شعر التفعيلة لا أراه يقل أهمية عن الوزن والعروض بل ويحدد الكثير من معالم المعنى والوزن.

هذا ما أرى وإنما تؤتى العزائم على قدر أصحابها وأنت تعلم أننا ننزلك شاعراً ذا قدر مكين.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

مصطفى بطحيش
28-08-2005, 03:25 PM
د. سمير تحية لك

أنت تفترض أن شعر التفعيلة قد وصل الى شكل نهائي وقواعد صارمة في ذهنك والأمر ليس بهذه الصورة

لابأس بمداخلتك فقد دفعتني لأن أطلع على ما قيل في الشعر الحديث , ولي عودة للحديث بتفصيل أكثر

لك مني أجمل تحية

أحمد حسين أحمد
01-09-2005, 09:55 PM
الليلُ أنشبَ ظفره عصب الرقاب
وشلَّ ناصية المنابر
لا الـــريح قـــادرةٌ على لمّ الشتات
ولا بقادرةٍ زبانية الدوائر
عفّر بحبرك كبرياء الشرق
واســــلخ كل منهزمٍ مكابر
هذا زمان السخط والعصيان
هلّل للقتال يهابك الطغيان
يفزع كل كافر
ـــــ
قَطّعْ دياجير الظلام بشفرة الطلق البهيجِ
كأنما أعددتَ للجبروت قبرا
مـــن جــــــاء بالـــحـشدِ الكبيرِ مدجّجٌ بالخوفِ
والضــرباتُ أدرى
هَزَّ الرجالُ سيوفهم بالحقِ
فاحتـــــطبوا رؤوس العُهرِ بدرا
ــــــــ
الدهرُ سَيّدَ باغياً وجد الخراف بلا رعاةٍ
فاستباح حقولنا عدّا ونقدا
في زحفهِ وجد الضعيفَ
و مــــن توسّمَ بالنـــذالةِ مســــتعدّا
دأْبَ العلوج إذا أغاروا
هــل لـــهم في الغدرِ ندّا؟
ــــــــ