مشاهدة النسخة كاملة : نثر الألفية
عبده فايز الزبيدي
17-08-2016, 06:34 PM
نثرُ الألفية:
(شرحٌ موجزٌ لألفيةِ ابن مالك في النّحو والصّرفِ، ينثرُ مَنظومها نَثرًا يقرّب الأقصى من مقاصِدها، ويَبسطُ المطويّ من ألفاظها، ويتمّمها بزيادة، تُكسَبها الحُسنى وزيادَة، وفي كلِّ ذلكَ نفعٌ للمبتدئ، وتَذكِرةٌ للعالِم.
يقدّمه رئيسُ المجمعِ وعضو هيئةِ التدريسِ بجامعةِ أمّ القرى: أ.د. عبدالعزيز بن علي الحربي .)*
و عملي هو تفريغ المادة العلمية ، و ما تيسر من تهميش إن دعت الحاجة ، والله ولي التوفيق .
___________________
* كلام الناثر.
عبده فايز الزبيدي
17-08-2016, 06:39 PM
المُقدمة :
قـالَ مُحمَّـدٌ هو ابْنُ مالـكِ = أحمدُ ربِّيْ اللهَ خيرَ مالـكِ
مصلِّيـاً على النَّبيِّ المصطفى =وآلـهِ المُسْتكملينَ الشَّرَفـا
المعنى :
قالَ محمدُ بن عبدالله بنُ مالك ٍ الطَّائِيُّ الأندلسيُّ ( أحمدُ ربي ) أيْ أصفه ُ بِالنَّعْتِ الجَمِيْلِ،( خَيْرَ مَالكٍ ) مَلك ، ( مصلِّيـاً على النَّبيِّ ) دَاعِيَاً بالصَّلاةِ على النَّبيِّ مُحمَّدٍ ( المُصْطَفَى) أي المُخْتَار صلى الله عليه و سلم ، ( وآلـهِ المُسْتكملينَ الشَّرَفـا) و على أقاربهِ المُؤمِنينَ الذِّيِنَ بَلَغوا كَمَالَ الشَّرف.
و قوله : ( أحمدُ ربِّيْ اللهَ ) هذا مَقُولُ القول ِ في محلِ نصب و ( مصلِّيـاً ) حال .
عبده فايز الزبيدي
18-08-2016, 01:21 PM
وأسـتـعيـنُ اللهَ في ألْـفيَّـهْ = مقاصدُ النَّحْوِ بـها مَحْوِيَّـهْ
تقرِّبُ الأقْـصى بلفْظٍ مُوْجَـزِ = وتبْـسطُ البَذْلَ بوعدٍ مُنْجَـزِ
وتقتضي رضىً بغيـرِ سُخْـطِ = فائـقـةً ألْفِيَّـةَ ابْنِ مُعْـطِ
المعنى :
و أطلبُ العونَ من اللهِ في نظْم ألفيَّةٍ منَسُوبَةٍ إلى ألفِ بيت ٍ مقاصد النحو و مهماته فيها مجموعة ، وهذه الألفية ُ تقربُ للأذْهَانِ الأَقْصى أيْ الأبعد َمن المَقاصد ِ والعوامل بكلامٍ قليلِ اللفظِ كثيْرِ المعنى .
وهذه الألفيّةُ تبسُطُ العطَاءَ النَّحويَّ بوعدٍ سريعِ الوفاء ِ ، وهذه الألفيةُ بسبب ما تقدَّمَ تَطْلبُ مِنْ قارِئِها رضاً لا سَخَطَ فيهِ ؛ فإنَّها في حالٍ فاقَتْ فيهِ ألفيّة أبي زكريا يَحي بن معطي .
فائدة: السُّخْطُ و السَّخَطُ سواء ، و كذاك العُرْبُ و العَرَبُ ، و العُحْمُ و العَجَمُ ، و القُفْلُ و القَفَلُ ، و الوُلْدُ و الوَلَدُ ، و العُجْبُ و العَجَب.
عبده فايز الزبيدي
18-08-2016, 01:44 PM
وَهْـوَ بِسَبْقٍ حائِـزٌ تفضيـلاً = مستوجِبٌ ثنـائِيَ الْجميـلا
واللهُ يقـضي بهِبَـاتٍ وافِـرهْ = لي ولهُ في درجاتِ الآخِرَهْ
المعنى:
(وَهْـوَ ) أيْ ابن مُعْطٍ بسببِ سبْقِهِ و سَنِّهِ هَذِهِ السُّنَّةَ الحَسَنَةَ وهي نظْمُ النَّحو ( حائِـزٌ ) أَيْ جَامِعٌ للفضْلِ في هذا ، وهو أيِضَا ( مستوجِبٌ ) أي مستحقٌ الثَّنَاءَ الجَمِيْلَ عَليهِ ؛ لأنَّني انتفعتُ بنظمِهِ عِلْمَاً و عَمَلاً ، واللهُ جَلَّ جَلالُهُ يَحْكُمُ بعَطَايَا كثيرةٍ ليْ و لابنِ مُعْطٍ فِي مَراتِبِ الدَّارَ الآخِرة .
عبده فايز الزبيدي
19-08-2016, 01:47 PM
الكَلامُ وما يَتألف مِنه :
كَلامُنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ كـ (اسْتَقِمْ) = واسمٌ و فِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الكَلِمْ
وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ و القُولُ عمْ = و كِلْمَةٌ بِها كَلامٌ قَدْ يُؤَمْ
المعنى:
كلامُنا معشرَ النَّحويينَ مَا اجتمعَ فيهِ أَمْرِانِ: اللفظُ و الإفادة مِثْلُ (استقمْ) و قام زيد و زيدٌ قائم .
و الكَلِم يَتألفُ مِن ثلاثة أشياء : الاسمِ و الفعْلِ و الحَرْفِ ، و وَاحِدُ الكَلِمِ أَيْ مُفْرَدُهُ ( كَلِمَةٌ) ، والقَولُ يُطْلقُ على الَكلامِ و الكَلِمِ و الكَلِمِةِ فهوَ يَعُمُّ الثَّلاثة ، ولفظُ كَلِمَة قَد يُقصدُ بِها الكَلام ، وقولهُ ( الكَلِم) مبتدأٌ مُؤخّرٌ و خبرُهُ ما قبْلَه .
و معنى ( و القُولُ عمْ )أَيْ عَمَّ الثلاثةَ و شَملَ الثلاثة التي هي : الكَلامُ و الكلِمُ و الكَلِمة.
عبده فايز الزبيدي
20-08-2016, 04:28 PM
بِالْـجَرِّ والتَّنْوِيْنِ والنِّـدا وَأَلْ = وَمُسْنَدٍ لِلاسْمِ تَمْيـِيْزٌ حَصـَلْ
بِتا (فَعلْتَ) و (أَتَتْ) و يا (افْعَلِـيْ ) = ونُـوْنِ أَقْبِلَنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِـي
سِواهُما الحرفُ كَـ (هَلْ) و (فِيْ) و (لَمْ) = فِعْلٌ مضارعٌ يلي لمْ كـ( يشَمْ)
معنى الأبيات:
البيتُ الأوَّلُ يُقْرأُ مِنْ آخِرِهِ هكذا: للاسم تمييزٌ حَصَلَ بدخول الجرِّ نحو (هذا لِزيدٍ )، و بالتّنوين نحو (زيدٌ )، و بالنِّداء ( يا زيدُ)، وبأل نحو ( الإنسانُ) ، و بالمُسنَدِ حينَ يُسْنَدُ لأنَّهُ لا يُسْنَدُ إلا للاسم نحو ( قَامَ زَيدٌ ) أسْنَدناَ القيامَ إلى زيد.
و البيت الثَّاني يُقْرأُ مِنْ آخِرِهِ أيْضَاً هَكذَا : فِعْلٌ يَنجَلِي بِتا (فَعلْتَ) ، ..... إلى آخره.
أي يتَّضِحُ بتاءِ فَعَلتَ المفتوحةِ للمذكر المُخاطبِ ، أو المكسورةِ للمؤنث المُخَاطَبَة ، أو السِّاكِنَةِ نحو ( قَامتْ هند ) ، هَذا للماضي ، و أمَّا الأمرُ فيُعرف بقبولِهِ ياءَ المُخاطَبَةِ نَحو ( افْعَلِي) ، كَمَا ينجلي بِقَبولهِ نونَ التوكيدِ في نحو ( أَقْبِلَنَّ يا زيد ) .
وَ سِوى الاسم ِ و الفعلِ الحرف مِثْلُ : (هَلْ) وهي تدخل على الاسم و الفعل و الحرف ، و (فِيْ) وهي لا تدخلُ إلا على الاسم ، و (لَمْ) وهيَ لا تدخلُ إلا على الفعل المُضارعِ ، ثُمَّ ذَكَرَ علامةَ المُضَارع فقالَ فِعْلٌ مضارعٌ يكونُ بعد لمْ نحوُ لمْ يشم ولم يسمع .
عبده فايز الزبيدي
21-08-2016, 09:29 AM
وَ مَاضِيَ الأفعالِ بالتا مِزّْ، و سِمْ = بالنَّونِ فعلُ الأمرِ إنْ أَمْرٍ فُهِمْ
و الأمْرُ إنْ لَمِ يَكُ للنِّون مَحَلْ = فِيْهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ : (صَهْ) و (حَيَّهَلْ)
مِنْ قَوْلِهِ_ رحمَهُ اللهُ تَعَالى _ في البيت الذي قبله ( فِعْلٌ مضارعٌ يلي لمْ كـ ( يشم) ) إلى آخرِ هذينِ البيتينِ بيانٌ لعلاماتِ الأفعالِ الثلاثةِ .
قالَ هُنَا ( مِزّْ) أيْ مِيِّزْ ماضِيَ الأفعالِ بالتاءِ كَمَا تَقدَّمَ ، و (سِمْ) أَيْ ضَعْ علامَةً لفعْلِ الأمْرِ أو مَيِّزْ فِعْل الأمرِ بالنّونِ بشرطِ أنْ يكونَ فعل الأمر دالاً على الأمرِ و الطلبِ ، وفعل الأمر إن لم يكن للنون محلٌ فِيْهِ أي في فعل الأمر فهُو اسمُ فعلِ أمر مِثْلُ ( صَهْ ) أي اسكتْ و (حَيَّهَلْ) بمعنى أَقْبِل.
عبده فايز الزبيدي
22-08-2016, 09:08 AM
والاسْمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ و مَبْنِي = لِشَبَهٍ مِنَ الحُرُوفِ مُدْنِيْ
كَالشَّبَهِ الوَضْعِيِّ في اسْمي (جِئْتَنَا) = والمَعْنَوِيِّ فِي(مَتَى) وفي (هُنَا)
و كَنِيَابَةٍ عنِ الفعْلِ بِلا =تَأثُّرٍ و كافتقارٍ أُصُّلا
معنى الأبيات الثلاثة :
الاسْمُ بعْضُهُ مُعْرَبٌ يَتَغيَّرُ آخِرهُ لتأثُّرهِ بالعوامِلِ الدَّاخِلَةِ عَليْهِ و بعْضُهُ مبنيٌّ يَلزَمُ آخرُهُ حَالةً واحِدةً لِشَبَهِهِ المُقَرِبِ بالحروفِ ، و الحُروفُ كُلُّهَا مَبْنِيَّةٌ، و قَد ذَكَرَ في البيت الثَّاني و الثَّالثِ أَنْواعَ الشَّبَهِ وهيَ أَرْبَعَةٌ :
-الشَّبَهُ الوضْعِيِّ في (جِئْتَنَا) وهُمَا التَّاءُ لأنها تُشْبِهُ في وضْعِهَا مَا وُضِعَ مِنْ حُروفِ المَعَانِي عَلى حَرْفٍ واحِدٍ كباءِ الجَرِّ و واوِ القسَمِ ، و (نَا) تشْبِهُ مَا وُضِعَ على حَرْفَيْنِ نَحْوُ (مِنْ ) و( عَنْ ).
-والشَّبُهُ الثَّاني الشَّبَهُ المَعْنَوِيُّ في ( مَتَى) فَإِنَّهَا للاسْتِفْهَامِ كـ(هَلْ) ، و مِثْلُ (هُنَا) للإِشَارةِ وهذا يُشْبُهُ حَرْفَاً مُفْتَرَضَ الوضْعِ ولكنَّ العَرَبَ لَمْ تَضَعَ للإشارةِ حَرْفَاً كَمَا يقولُ النَّحويِّون.
_و الشَّبَهُ الثَّالثُ الشَّبَهُ بالحرْفِ في النِّيَابَةِ عْنِ الفعْلِ مِنْ غَيْرِ أنْ يَتَأثَّرَ بِالعَوامِلِ وَعَدمُ التَّأثُّرِ بالعامِلِ مِنْ خَصَائِصِ الحُروفِ ، مِثَالُ ذلكَ ( نَزَالِ) نَابَ عَنِ (انْزِلْ) مَنْ غَيرَ أنْ يَتَأثَّر .
_ والشّبَهُ الرَّابِعُ الشَّبَهُ في الافتِقَارِ إلى غَيرِهِ كاسْمِ المَوصُولِ فَإِنَّهُ لا يُفْهَمُ إلاَّ مَعَ صِلَتِهِ و كّذَلِكَ الحَرْفُ لا يفْهَمُ مَعْنَاهُ إلاَّ مَعَ غَيْرِهِ .
عبده فايز الزبيدي
23-08-2016, 09:28 AM
وَمُعْرَبُ الأسماءِ ما قَدْ سَلِمَا = مِنْ شَبَهِ الحَرْفِ كـ(( أَرْضٍ )) و ((سُمَا )) *
مَعْنى البيت:
المُعْرَبُ مِنَ الأسْمَاء ما سَلِمَ مِن شَبَهِ الحَرفِ الذي سَبَقَ ذكْرُهُ نَحْوُ (( أَرْضٍ )) و ((سُمَا )) فليسَ في هذين الاسمين شبه وضعي بالحرف و لا معنويٌّ و لا نيابيٌّ و لا افتقاريٌّ ، وقولهُ ((سُمَا )) بضمِّ السينِ لُغَةٌ في اسم .
ثُمَّ قال ابنُ مالِكٍ :
وَ فِعْلُ أَمْرٍ و مُضِيٍّ بُنِيَا = وَ أَعْرَبُوا مُضَارِعَاً إنْ عَرِيَا
مِنْ نُونِ تَوكِيْدٍ مُبَاشِرٍ ، و مِنْ = نُونِ إِنَاثٍ كـ ( يَرُعْنَ مَنْ فُتِنْ )
ذَكَرَ المُصَنِفُ قَبْلَ هَذا المُعْرَبَ و المَبْنِيَّ مِنْ الاسْماءِ ثُمَّ قَال هُنَا :
فِعلُ الأمرِ و فعلُ المٌضِيِّ مَبْنِّيَانِ على السُّكونِ أو عَلَى الفَتْحِ أو على الحذفِ كما سيَأتي ، و أَعْرَبَ النَّحَاةُ الفعلَ المُضَارعَ و سُمِّيَ مُضارعاً لِمُضَارعتِهِ الاسمِ نحو يَقومُ و لنْ يَقومَ بِشَرْطَيْنِ اثنينِ :
أحدُهما : أن يكونَ عَارِيَاً أيْ خَالِيَاً مِنْ نونِ التَّوكِيْدِ المُبَاشِرَةِ فَإذا لَحقتهُ نونُ التّوكيدِ المباشرةُ بُنِيَ آخِرُهُ نَحْوُ لأقُومَنَّ .
و الثَّاني : أن يكونَ عَارِيَاً مِنْ نون النِّسْوةِ فَإذا لَحقتهُ نونُ النِّسْوةِ بُنِيَ على السّكون ،نحو : النساءُ يَرُعْنَ في الآخِرة مَنْ فُتِنَ بِهِنَّ في الدُّنيا .
__________________________________________
* (أرض) اسم معربٌ صحيح و (سُمَا) اسم معرب معتل ؛ لأنك تقول: ما سماكَ؟ أي : ما اسمُك؟ و لم تسقط الألف فدل على أصالتها .
عبده فايز الزبيدي
24-08-2016, 10:58 AM
وَ كُلُّ حَرْفٍ مُسْتَحِقًّ للبِنَا = و الأَصُلُ في المَبْنِيِّ أَنْ يُسَكَّنَا
وَ مِنْهُ ذُو فَتْحٍ و ذُو كَسْرٍ و ضَمْ= كـ ( أَيْنَ) ( أَمْسِ) (حَيْثُ) و السَّاكِنِ ( كَمْ)
البيتُ الأولُ يَشْتملُ على قاعدتينِ كُلّيتينِ ، الأولى : كُلُّ حرْفِ مَبْنيٍّ ، أي الحروفُ كلُّها مبنيِّة.
الثّانية : الأصلُ في البِنَاء السُّكون أو الأصل في المبنيات السكون ، نحْوُ ( مِنْ) و ( عَنْ) و ( كَمْ) .
ثُمَّ قَالَ في البيتَ الَّذي بعدهُ (وَ مِنْهُ ذُو فَتْحٍ) أي و بعضُهُ أَيْ بعضُ المبنيّ مفتوح مثل ( أَيْنَ) ، و بعضُ المبنيِّ مكسور مثلُ ( أَمْسِ) وبعضه مضموم مثل (حَيْثُ) و بعضهُ ساكنٌ مثلُ ( كَمْ) وهُوَ الأصلُ كَمَا تقدَّمَ نحوُ ( كَمْ) .
تنبيهانِ:
_ التّنبيهُ الأولُ :
مِنْ إذا صَحَّ وضْعُ كلمة بعض مكانَها فهي تَبْعِيْضِيَّة ، كما جاءَ في قولِهِ : (وَ مِنْهُ ذُو فَتْحٍ) أيْ و بعضُه ذو فتْحٍ .
_ التنبيه الثاني :
( أمسِ) مِنْ غيرِ ( أل) معرِفَةٌ لأنَّها تختصُ باليوم الذي قبلَ يومِيْ ، فإذا دَخَلتْ عليها ( أل) صارتْ نَكرة ، يُلغَزُ فيها فيقال :
ما الكلمةُ التي إذا نُكرِّتْ عُرِّفتْ و إذا عُرِّفتْ نُكرِّتْ ؟
فيقال : هيَ كلمةُ ( أمسِ) .
إذا قلتَ ( أمسِ) فهي تختص باليوم الذي قبل يومك ، وإذا قلتَ ( الأمسِ) انصرفَ الكلامُ إلى أيِّ يومٍ من الأيامِ السَّابقة ولو كانَ في اليومِ الأولِ مِنْ أيامِ الدّنيا ، وهذا من عجائِبِ اللغةِ العربية و غرائِبِهَا .
___________________________________
الحركات من حيث الخفّة هي بالترتيب التالي: السكون ، الفتح ، الكسر ، ثم الضمّ .
عبده فايز الزبيدي
25-08-2016, 10:24 AM
فَارْفَعْ بِضَمٍّ ، وانصِبَنْ فَتْحَاً و جُرّْ = كَسْرَا كـ (ذِكْرُ اللهِ عَبْدَهُ يَسُرّْ)
واجْزُمْ بِتَسْكِيْنٍ ، و غَيْرُ ما ذُكِرْ = يَنُوبُ نَحْوُ : ( جاء أخو بني نَمِرْ)
هذهِ الأبياتُ الأربعة في بيان علاماتِ الإعراب و مواضِعها ، فقال _رحمهُ الله تعالى_ اجعل الرَّفْعَ و النَّصبَ للاسم نحْوُ : كَلَّمَ عَبْدُ اللهِ زَيْداً ، وللفعلِ المُضارعِ أَيْضَاً نحو : سَأُصلي و لنْ أهَابَ أَحَدَاً .
والبيتُ الثَّاني يشتملُ على قاعدتينِ كُلّيتينِ:
الأولى : الجَرُّ مِنْ خَصَائِصِ الأسْمَاءِ ، و الثانية : الجَزْمُ مِنْ خصائصِ الأفعال ،
و الجزمُ لا يكونُ إلا للفعلِ المُضَارع .
فإذا أردت أنْ ترفعَ أو أنْ تنصِبَ أو أنْ تَجُرَّ أو أن تَجْزمَ فارفع بالضمِّ وانصبْ بالفتحِ ، و جُرَّ بالكسرِ ، و اجزمْ بالسُّكون ، مثال الرفعِ و النَّصبِ و الجرِّ (ذِكْرُ اللهِ عَبْدَهُ يَسُرّْ) ، (ذِكْرُ) مرفوعٌ و علامة رفعهِ الضَّمة ، (اللهِ ) ولفظ الجلالة علامة جرِّه الكسرة ، ( عَبْدَهُ ) منصوبٌ و علامة نصبهِ الفتحة .
و مثال الجزم بالسكون قوله تعالى : (( لمْ يلدْ (3) و لمْ يُولدْ(4) ))، وقوله :
(، و غَيْرُ ما ذُكِرْ يَنُوبُ ) معناهُ أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ من هذا فإِنَّهُ ينوبُ عن هذه العلاماتِ نَحْوُ : ( جاء أخو بني نَمِرْ) فكلمة ( أخو) الرفع فيها _ هُنَا _ ليس بالضمة ولكِنَّهُ بالواوِ نيابَةً عن الضمة ، و (بني ) مجرورو الشأن أن يجرَّ بالكسرة ولكنه جُرَّ _هاهُنَا _ بالياءِ نيابةً عن الكسرة كم سيأتينا بحول الله تعالى .
عبده فايز الزبيدي
28-08-2016, 09:20 PM
وَارْفَعْ بِوَاوٍ، وَانْصِبَنَّ بِالَأَلِفْ= وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الَأسْمَا أَصِفْ
مِنْ ذَاكَ (ذُو) إنْ صُحْبَةً أَبَانَا.=وَالفَمُ، حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا
(أَبٌ)، (أَخٌ)، (حَمٌ) كَذَاكَ،و(هَنُ).=وَالنَّقْص ُ فِي هذَا الَأخِيرِ أَحْسَنُ
هذه الأبياتُ الثلاثة معَ بيتين لاحقينِ في الأسماءِ الستَّةِ، هيَ أسماءٌ تعربُ بالحروفِ نِيَابَةً عنِ الحركاتِ ؛لهذا قال المُصَنِفُ ارفعْ بالواو نيابَةً عن الضّمةِ وانصبْ بالألف نيابَةً عن الفتحةِ واجرر بالياء نيابةً عن الكسرة ما أصفُهُ لكَ مِنَ الأسماء .
ومِمَّا اصفه لك (ذُو) إنْ أظْهَرَ معنى الصُّحْبةِ ، أي إنْ كَانَ بِمعْنى صاحِب ،و كذلك (فَم) (حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا) أي انفصل الميمُ عنه ، نحو : هذا فُوهُ و رأيتُ فَاهُ ، ونظرتُ إلى فيْهِ .
و كذلك (أَبٌ)،و (أَخٌ)، و (حَمٌ) ، و (هَنٌ) كُلُّها إذا أضيفت إلى غَيْرِ ياء المتكلمِ تُعرَبُ هذا الإعراب ، تقولُ : جاء أبوهُ ، ورأيتُ أخَاهُ ، و مررتُ بِأبيْهِ ، وتقولُ هذا هَنُوْهُ ، وأبصرتُ فاهُ ، و ذهبتُ إلى ذي عِلمٍ ، وهكذا .
و معنى قوله : ( وَالنَّقْصُ فِي هذَا الَأخِيرِ أَحْسَنُ ) أنَّ لغةَ النَّقْصِ في ( هَنُ) أحسنُ من لغة الإِتمامِ ، تقولُ : هذه هَنُهُ ، ورأيتُ هَنَهُ ، و نظَرَ إلى هَنِهِ، ولا تُعْربُ حينئذٍ إعراب الأسماء السِّتَّةِ .
تنبيهٌ :
الـ (هَنُ) يُطلقُ في اللغة العربيةِ على كلِّ مَا يُستقبح ذِكْرُهُ ،وقِيْل هو الفرجُ خَاصة.
عبده فايز الزبيدي
05-09-2016, 11:28 AM
وَفِي أبٍ وَتَالِيَيْهِ يَنْدُر = وَقَصْرُهَا مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ
وَشَرْطُ ذَا الإعْرَابِ أنْ يُضَفْنَ لا= لِلْيَا كَجَا أخُو أبِيكَ ذَا اعْتِلاَ
في هذين البيتين ما يُتَمِّمُ الكلامَ عنِ الأسماء السِّتّةِ ، وقد ذكرَ في البيت الذي قبله أنَّ النَّقصَ في ( هَن)هُو الأحسن ، وقال _ هنا _ والنَّقصُ يندرُ أي يقلُّ جِدَاً َ( فِي أبٍ وَتَالِيَيْهِ ) ، و تالياهُ هما : أخٌ و حمٌ ، ومن ذلك قولُ رؤبَةَ بن العَجَّاجِ أو قولُ أبيه :
بِأَبِهِ اقتدى عَدِّيٌ في الكَرَم =و مَنْ يُشابه أَبَهُ فَمَا ظَلَمْ
وقَصْرُ هذه الأسماءِ الثلاثةِ ، التي هي : أبٌ و أخٌ و حمٌ ، أشهرُ من نقصِهنَّ ، فتكونُ كالأسماء المقصورةِ ، كـموسى و عيسى و العصا ، ومن ذلك قولُ رؤبَةَ بن العَجَّاجِ وقيلَ هو أبو النَّجم :
إنَّ أبَــاهَــا و أبَــــا أبَــاهَــا = قد بلغا في المجدِ غَايتَاهَاوفي البيت الثَّاني لابنِ مالكٍ بيان شرط الإعراب المذكور ، وهو شرطٌ واحدٌ ، أنْ تُضاف هذه الأسماءُ السِّتةُ إلى غيرِ ياءِ المُتَكلمِ ، نحو : جَاءَ أخُو أبِيكَ ذَا اعْتِلاَءٍ ، أي صاحبَ اعتلاءٍ .
فائِدة:
جَاءَ أخُو أبِيكَ ، أصلُه جَاءَ أخُو أبِيكَ ، ولكنَّ العَرَبَ تتصرفُ في إحدى الهمزتين إذا التقتا لثِقَلِ الهمْزِ ، إمَّا بحذفٍ أو تسهيلٍ أو إبدالٍ أو نقل .
عبده فايز الزبيدي
29-09-2016, 04:40 PM
بِالأَلِفِ ارْفَعِ الْمُثَنَّى وَكِلا = إِذَا بِمُضَمَرٍ مُضَافاً وُصِلاَ
كِلْتَا كَذَاكَ اثْنَانِ واثْنَتَانِ = كَابْنَيْنِ وَابْنَتَينِ يَجْرِيَانِ
وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيعِهَا الأَلِفْ = جَرًّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ
هذا هو النوع الثاني مما تنوبُ فيه الحروف ، وهو المُثَنَّى ، يقول : ارفع المثنّى بالألفِ نيابةً عنِ الضَّمةِ نحو : الرجلانِ قائمانِ ، و المرأتانِ قاعدتانِ ، وارفع بالألف ( كِلا ) بشرطِ أن يوصلَ بضمير ، و كذلك ( كِلتَا ) ، نحو : كلانا نُؤمنُ باللهِ ، و كلتاهما قائمتانِ ، اثْنَانِ واثْنَتَانِ يَجْرِيَانِ في الإعرابِ مجرى ابْنَيْنِ وَابْنَتَينِ ، أَيْ يجريانِ مَجْرى المثنَّى ، ولعلّكَ تلحظُ أنَّ هذهِ الألفاظ َ التي هي : كِلا و كِلْتَا و (اثْنَانِ واثْنَتَانِ ) * ، لمْ يعتبرها النَّحويون من باب المُثنَّى ، معَ أنَّ إعرابَها كإعرابِهِ ، و السِّرُ في ذلكَ عندَهم أنَّ هذه الألفاظَ ليسَ لها مفردٌ مِنْ لفظِها .
وفي البيتِ الثَّالثِ أخبرَ أنَّ الياءَ تَخْلُفُ ( الألف )** في جميعِ الألفاظ المتقدمة ، في الجرِّ نيابةً عن الكسرة ** *، وفي النصبِّ نيابةً عن الفتحةِ ، معَ فتح ما قبل الياءِ وهو فتْحٌ مَألوفٌ معروفٌ ، تقولُ : قرأتُ الكتابَيْنِ ، و مررتُ بالشيخَينِ .
هذا هو حاصلُ هذه الأبياتِ ، و هنالك تنبيهٌ وهو أنَّ مِنَ العربِ مَنْ يُلزِمُ المثَنَّى الألفَ مُطْلَقَاً ، وعليْهِ قولهُ سُبْحانَهُ و تَعالى : ( إنَّ هذانِ لساحرانِ ) **** على أصَحِّ التخرِيْجاتِ لهذه القراءة .
*************************************
* في التسجيل الأصل قال الشيخ : ( ابنان و ابنتان) ، وهو خطأ غير مقصود ، و الصحيح ما أثبته .
**أضفتُ كلمة ( الألف) لأن الكلام يقتضيها .
*** في الأصل ( الكسر ) .
**** سورة طه ، آية رقم ( 63 ) . قرأ أبو عمرو البصري : (( إنَّ هذين لساحران ))، وقرأ حفص وابن كثير :(( إن هذان لساحران ))، وقرأ الباقون :(( إنَّ هذان لساحران )) بتشديد النون . و قراءة أبي عمرو البصري لا إشكال فيها ، و إنَّما الإشكال في قراءة الباقين .
عبدالستارالنعيمي
30-09-2016, 04:37 PM
الأستاذ عبدة فايز الزبيدي
بوركت أيها الكريم وما جاد به قلمك الذهبي من علوم ثمينة وجزاك عنا خيرا
مع التحية والتقدير
عبده فايز الزبيدي
30-09-2016, 08:25 PM
الأستاذ عبدة فايز الزبيدي
بوركت أيها الكريم وما جاد به قلمك الذهبي من علوم ثمينة وجزاك عنا خيرا
مع التحية والتقدير
بارك الله فيك
و جزاك الله كل خير .
محبكم:0014:
عبده فايز الزبيدي
03-10-2016, 04:18 PM
وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَبِيَا اجْرُرْ وانْصِبِ=سَالِمَ جَمْعِ عَامِرٍ وَمُذْنِبِ
وَشِبْهِ ذَيْنِ وَبِهِ عِشْرُونا=وَبَابُهُ أُلْحِقَ وَالأَهْلُونَا
هذا هو النوعُ الثَّالثُ ممّا تدخلهُ النِّيابةُ ، وهو جمع المذكر السَّالم ، و المعنى : ارفعْ بواوٍ نيابةً عن الضَّمةِ ، واجررْ و انصبْ بياءٍ نيابةً عن الكسرةِ و عنِ الفتحةِ سالم جمعِ عامِرٍ و مُذنبٍ ، مِمَّا كان علماً كـ ( عامرٍ ) أو كانَ صفةً كـ ( مُذْنِبٍ) ، و شبهَهما ، تقول : جاءَ العامرونَ ، و رَأيتُ العامرينَ ، و عفوتُ عنِ المُذنبينَ .
و أُلحق بهذا الجمع في الإعرابِ ما اخْتلَّ فيهِ شرطٌ مِن شروطِ جمع المذكر السَّالمِ ، و من ذلكَ: عشرونَ و ثلاثونَ و أربعونَ إلى تسعينَ ، قال اللهُ تعالى : ( إنْ يكنْ مِنكُم عشرونَ صابرونَ) * ، و قال سبحانه : ( وواعدنَا مُوسى ثلاثينَ ليلةً )** ، و قال عزَّ وجلَّ في سورة البقرةِ : ( و إذ واعدنا موسى أربعينَ ليلةً) *** .
كَما أُلحقَ به ( أهْلونَ) ، تقولُ: جاءَ الأهْلونَ ، و رأيت الأهلينَ ، و مررتُ بالأهْلينَ ، و الأهلونَ جمعُ أَهْلٍ ، و الأهْلُ ليسَ باسمِ مفردٍ و لا صفة.
فائدة:
الجمعُ السَّالمُ بنوعيه : المذكر و المؤنث ، سُمِّيَ سالماً ؛ لأنَّهُ لم يُكَسَّرْ كما كُسِّرَ جمعُ التَّكسيرِ ، بَلْ بقيتْ حروفُهُ و حركاتُهُ سالمة .
__________-
* سورة الأنفال ، آية (65) .
** سورة الأعراف ، آية ( 142) .
*** سورة البقرة ، آية (51) .
عبده فايز الزبيدي
04-10-2016, 04:54 PM
أُولُو وَعَالَمُونَ عِلّيُّونَا=وَأَرَضُونَ شَذَّ وَالسِّنُونَا
وَبَابُهُ وَمِثْلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ=ذَا الْبابُ وَهْوَ عِنْدَ قَوْم يَطَّرِدْ
هذه تتمَّةٌ لمِا أُلحقَ بجمعِ المُذكر السالمِ ، و المعنَى : و ( الأهْلونَ) الذي ذُكرَ في البيت السابق أُلحق بالجمع المذكر السالمِ ، و كذلكَ ( أولو) التي ذكرها في صدر البيت الأول ، (أولو) أيضا ألحق وهو اسم جمعٍ ، لا مفردَ له من لفظهِ ، و كذلك ألحق ( عَالَمون) لأنّه غير خاص بالعقلاء ، بل يشمل كلَّ ما سِوى الله ، و من شرط جمع المذكر السَّالم أن يكونَ للعقلاء.
و ( عليونَ) أيضاً أُلحق لأنَّه مفردٌ ، ولكنّه جاء على صورة ِالجمع ، و ( أرضونَ) شذَّا أيضاً في هذا الإعراب ؛ لأنه لم يَسْلمْ من التكسر ، بل هو جمع تكسيرٍ ، و مفردهُ مؤنث ، لأننا حين نُصغِّر ( أرض ) نقول: أُرَيْضَة ، و التّصغيرُ يردُ الأشياء إلى أصلها ، و كذلك ( السّنونَ ) جمعُ سَنَةٍ ، شَذَّا أيضا ، وبابهُ هو كلُّ اسم ثلاثي حُذِفت لامُهُ و عُوِّضَ مكانها تاء مربوطةٌ ، مثل : ( عِزَة ) وهي الفرقةُ أو الجماعةُ من النَّاس ، تُجمعُ على ( عِزِيْن ) ، وقد يردُ قليلاً ( سنون) و بابُهُ في الإعراب مثل ( حين) فيعربُ بالحركاتِ ، فتقولُ حينئذٍ : هذه سنينُهُ التّي مضتْ ، و ذَكَرتُ سنينَهُ الخاليةَ ، و عَلمتُ عدَدَ سنينِهِ ، وهذا الإعرابُ مضطردٌ عند قومٍ من العربِ.
عبده فايز الزبيدي
05-10-2016, 04:15 PM
وَنُونَ مَجْمُوعٍ وَمَا بِهِ الْتَحَقْ= فَافْتَحْ وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرِهِ نَطَقْ
وَنُونُ مَاثُنِّيَ وَالْمُلْحَقِ بِهْ= بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوهُ فَانْتَبِهْ
في هذين البيتينِ بيانُ ضبطِ نونِ المُثنّى و نونِ الجمعِ ، يقول افتح نونَ جمع المذكر السالم ، فقل : المؤمنونَ و المؤمنينَ ، و افتح نونَ ما التحق به ، فقل: عشرون و العالمين ، وهكذا ،
و قَلَّ مَن نطقَ من العربِ بكسره ، قال جريرٌ _ وقيل غيره _ :
و ماذا يبتغي الشعراءُ منِّي = و قد جاوزتُ حَدَّ الأربعينِ *
ثُمَّ قال ابنُ مالكٍ : ونونُ الذي ثُنِّيَ و الذي أُلحقَ بِهِ استعملوه بعكس ذلك ، فكسروا نُونَهُ ، تقولُ : جاء الطالبانِ و مررتُ بالحافظينِ ، و هكذا تقول : الاثنان و الاثنتانِ و الاثنينِ و الاثنتينِ ، و قَلَّ مَنْ نَطقَ بفتح النون في المُثَنّى ، قال قائلهم ، وهو رُؤْبَة :
أعرفُ منها الجِيْدَ والعينانا=ومنخرينِ أشبها ظبيانا
وفي هذا البيتِ شاهدانِ :
فتحُ النون ** و إلزامُ المُثنَّى الألف ***، و معنى البيت ِ : أعرفُ مِنَ المحبوبةِ جيدَهَا أي ( رقبتَها) و عينيها و منخريها الكبيرينِ اللَّذينِ يشبهان منخري ظبيانَ و هو رجلٌ كان مشهوراً بِكِبَرِ الأنف.
_______________
* هكذا جاء البيت في ديوان جرير ، و جاء في الأصمعيات منسوباً لِـ ( سُحَيْم بن ِ وَثِيْلٍ الرِّيَاحي ) هكذا :
و ماذا يَدَّريْ الشعراءُ منِّي = و قد جاوزتُ رَأسَ الأربعينِ
يَدَّري : يَخْتِلُ .
** نون المثنى و ما ألحق به.
*** على لغة بعض العرب ، قال عبدالله بن صالح الفوزان في دليل السالك إلى ألفية ابن مالك : ( و عليه ورد قوله صلى الله عليه و سَّم :( لا وتْرانِ في ليلة ) .
عبده فايز الزبيدي
06-10-2016, 08:56 PM
وَ مَا بِتَا و أَلِفٍ قَدْ جُمِعَا = يُكْسَرُ في الجَرِّ و في النَّصْبِ مَعَا
كَذَا ( أُولاتُ ) و الَّذي اسْماً قَدْ جُعِلْ = كَـ ( أّذْرِعَاتٍ ) فِيْهِ ذَا أَيْضَاً قُبِلْ
هذا هو جمعُ المؤنثِ السَّالم ، يقولُ فيه المُصَنِّفُ و ما قَد جُمعَ بتاءٍ و أَلِفٍ ، فحكمهُ في الإعرابِ أنَّهُ يُكسرُ في الجرِّ و في النَّصبِ معاً ، و الأصلُ في النَّصْبِ أن يكونَ بالفتحِ ، و لكنّهُ _ هاهُنا _ يكسرُ نيابةً عنِ الفتحةِ ، قال تعالى : ( إنَّ المسلمينَ و المسلماتِ و المؤمنينَ و المؤمناتِ و القانتين و القانتاتِ ) *، و مثال المجرور قولهُ تعالى: ( وقلْ للمؤمناتِ يغضضنَ مِنْ أبْصارِهِنَّ ) **.
وقوله : (كذا ) أي كجمع المؤنث السالم في نصبه بالكسرة ( أولاتُ ) و معناهُ صاحبات ، كقولهِ تعالى : ( و إنْ كُنَّ أولاتِ حَمْلٍ )*** أي صاحبات حملٍ ، فهو _ إذَنْ _ ملحقٌ بجمع المؤنث السالم ؛ لأنَّهُ ليسَ لهُ مفردٌ مِنْ لفظِهِ ،كلفظِ ( أولو) الذي تقدم _ مَعَنَا _ في جمع المذكر السَّالمِ ، و كذلك الذي جُعِلَ اسماً كأَذْرِعَاتٍ ، وهو اسمُ موضعٍ بالشَّامِ ، أصْلُهُ جمعُ أَذْرِعَةٍ ، قَدْ قُبِلَ فيهِ هذا الإعرابِ ، وهو النَّصبُ بالكسرة نيابةً عنِ الفتحةِ ، وفيهِ إعرابٌ آخر ، تقولُ على الإعرابِ الذي ذكرَهُ المُصَنِّفُ _ وهو المشهورُ _ : رأيتُ أَذْرِعاتٍ ، و مررتُ بأذرعاتٍ .
_______________________
* ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ( 35 ) ) سورة الأحزاب .
** ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 31 ) ) سورة النُّور .
*** ( أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى ( 6 ) ) سورة الطلاق .
عبده فايز الزبيدي
14-10-2016, 04:14 PM
وَ جُرَّ بالفَتَحَةِ مَا لا يَنْصَرِفْ = مَا لَمْ يُضَفْ أَوْ يَكُ بَعْدَ ( أَلْ ) رَدِفْ
في هذا البيتِ أَمَرَكَ أنْ تَجرَّ بالفتحةِ الاسمِ الذي لا ينصرفُ ،و معنى لا ينصرفُ أي لا يُنوَّنُ ، تقولُ : مَررتُ بإبراهيمَ ، و سلَّمتُ على أحمدَ ، و سمعتُ عَنْ عَبْلَةَ ، و جئتُ إلى حضرموتَ ، كُلُّ ذلكَ مجرورٌ بالفتحةِ نيابةً عن الكسْرةِ ، وهذا الحكمُ الذي هو الجَرُّ بالفتحةِ نيابةً عن الكسرة مُطَّرِدٌ في كلِّ اسمٍ ممنوعٍ منَ الصرف ، ما لم يكنْ الاسم الممنوع من الصرف مُضافاً ، كقوله تعالى : ( في أحسنِ تقويم)* ، فأحسن هنا أُضيفتْ إلى تقويم ؛ فجرت بالكسرة على الأصل ؛ لأنها أضيفت ، و نحو مررتُ بفاطمتِكم .
و ما لم يكن _ أيضاً _ قد لحق ( أَلْ) أي يجرُّ بالفتحةِ ما لم يكن الاسم الممنوع من الصرف قد لحق ( ألْ) ، نحو مررت بالأفضلِ .
لطيفةٌ:
في الممنوعِ من الصرف نابتِ الفتحةُ عن الكسرةِ ، وفي جمع المؤنثِ السالم نابتِ الكسرةُ عن الفتحةِ ؛ فاستوتِ القسمةُ .
-------------------------------
* سورة التين ، : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( 4 ) ).
عبده فايز الزبيدي
16-10-2016, 04:29 PM
وَاجْعَلْ لِنَحْوِ يَفْعَلاَنِ النُّونَا=رَفْعاً وَتَدْعِينَ وَتَسْأَلُونَا
وَحَذْفُهَا لِلْجَزْمِ وَالنَّصْبِ سِمَهْ=كَلَمْ تَكُونِي لِتَرُومِي مَظْلَمَهْ
هذانِ البيتانِ في الأفعالِ الخمسةِ ، وهي النوعُ الأخيرُ من الأنواعِ التي تَدخُلُها النِّيابَةُ ، و معنى البيتينِ : واجعلِ النُّونَ علامةَ رفعٍ لمَا جاء على نحوِ يفعلان كـ(يَدعوانِ )، و تفعلانِ كـ ( تَدعوانِ) ، و تفعلين كـ ( تَدعِينَ)، و تفعلونَ و يفعلونَ كـ (تَسألون و يَسألون) .
وحذفُهَا أي حذف النّون سمةٌ أي علامةٌ للجزم نحو : لم تكوني ، و النصبِ نحو: لترومي ، و ( لترومي) ترومي منصوب بأنِ مضمرة وجوباً بعد لا م الجحود ، ولام الجحود تأتي بعد كون منفيّ مثل : ما كانَ ، و لم يكن .
تنبيه :
كلٌّ من الألف في تفعلان و يفعلان ، والواو في تفعلون و يفعلون ، والياء في تفعلين ، فاعلٌ مبنيٌّ في محلِ رفع .
عبده فايز الزبيدي
19-10-2016, 04:49 PM
وَسَمِّ مُعْتَلاًّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا=كالْمُصْطَفى والمُرتْقَيِ مَكَارِمَا
فَالأوَّلُ الإعْرَابُ فِيهِ قُدَّرَا=جَمِيعُهُ وَهْوَ الَّذي قَدْ قُصِرَا
وَالثَّانِ مَنْقُوصٌ وَنْصْبُهُ ظَهَرْ=وَرَفْعُهُ يُنْوَى كَذَا أيْضاً يُجَرّ
هذه الأبياتُ الثلاثةُ في الاسم المقصور و الاسم المنقوص ، وهما اسمانِ معربانِ ، و معنى الأبياتِ :
سمِّ الاسمَ الذي يكونُ مختومَاً بألفٍ لازِمَةٍ مفتوحٌ ما قبلها كالمصطفَى و موسَى و يحيَى ،
سمِّهِ معتلاً ، و كذلك الاسم المعرب المختوم بياءٍ لازمةٍ مكسورٌ ما قبلها
سمِّهِ معتلاً ، فامّا الأول : وهو المقصور فالإعرابُ فيه مقدَّرٌ في جميعِ أحواله ،
تقول : جاء موسى ، و رأيتُ موسى ، و مررتُ بموسَى ، الإعرابُ مقدَّرٌ على الألف ،
و لا يمكنُ ظهورُ علامةِ الإعراب فيه .
والثاني : الاسم المنقوص ، ونصبُه يظهرُ في آخرهِ ، و أمَّا رفعُهُ و جرّهُ فهو منويٌّ
أي مقدّرٌ ، كالاسم المقصور ، تقولُ : جاء القاضي ، و مررتُ بالقاضي ،
و رأيتُ القاضيَ ، و تقولُ في إعرابهِ مرفوعٌ بضمة مقدرة منع من ظهرها الثِّقلِ ،
و كذلك الجرّ * ، و أمَّا في حال النَّصبِ فإن ظهور الفتحة ممكن و ميسرٌّ غير متعذّر و لا متعسِّر .
و أمَّا المقصور فإنَّه يعرب بحركةٍ مقدّرة على آخره ، يمنع من ظهور هذه الحركة التَّعذّر ؛
لأنَّه يتعذّر أي يستحيل _ كما نعبِّرُ _ أن يُحرَّك الألف ، لأن الألفَ إذا
حُرِّكَ انقلبَ إلى شيءٍ آخرَ ، كما قال الأول : ( فكأَنَّنِي أَلِفٌ و ليسَ بِمُمكنٍ تحريكه ) **.
______________
*أي يقال مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهور هذه الحركة الثِّقل .
** هذا بعض بيت من الكامل وتمامه :
لكن نحلت لبعده فكأننى = ألف وليس بممكن تحريكهُ
قاله محمد بن رضوان المعروف بابن الرعاد, المتوفى سنة 700هـ/ 1300م، وكانت بينه وبين البوصيري مهاجاة،
وجاء من خبر هذا البيت ما رواه ابن هشام في (شرح شذور الذهب ) ، في الشاهد رقم (19) في ص(96) ،
طبعة المكتبة العصرية، 1426 هـ - 2005 م :
(و من محاسن بعض الفضلاء أنه كتب من مدينة قوص إِلى الشيخ العلامة بهاء الدين محمَّد بن النحاس الحلبى
رحمه الله يتشوق إِليه ويشكو له نُحُوله فقال:
سَلِّمْ عَلَى المَوْلَى البَهَاءِ وَصِفْ لَهُ = شَوْقِى إِليْهِ وأَنَّنِى مَمْلُوكُهُ
أبدًا يُحَرِّكُنِى إِليْهِ تَشُوُّقِى = جِسْمِي بِهِ مَشْطُورُهُ مَنْهُوكُهُ
لَكِنْ نَحِلْتُ لبُعْدِهِ فَكَأَنَّنِى = أَلِفٌ وليْسَ بِمُمْكِنٍ تَحْرِيْكُهُ )
عادل العاني
26-10-2016, 09:36 PM
بارك الله فيك أخي
موضوع مهم جدا ,
وأثبته للفائدة
تحياتي وتقديري
عبده فايز الزبيدي
27-10-2016, 04:02 PM
بارك الله فيك أخي
موضوع مهم جدا ,
وأثبته للفائدة
تحياتي وتقديري
أخي الحبيب ، و أستاذي الكريم/
عادل العاني
بارك الله فيك ، أشكر لك كريم عنايتك و صادق رعايتك،
أما بخصوص التثبيت ، فأرجو إعادة الموضوع لما كان عليه ؛ حتى لا يأتي من يحتج،
أو من يقول هذا ( دون المستوى).
و جزاك الله خيراً.:0014::0014:
عادل العاني
27-10-2016, 04:13 PM
أخي عبده فايز
وهل تعتقد هناك موضوع أهم من هذا ... ؟
سأكون له من المتابعين , وننتظر الجديد دائما.
وشكرا لتواضعك الكبير
تحياتي وتقديري
عبده فايز الزبيدي
27-10-2016, 04:42 PM
وَأَيُّ فِعْلٍ آخِرٌ مِنْهُ أَلِفْ= أوْ وَاوٌ أوْ يَاءٌ فَمُعْتَلاًّ عُرِفْ
فَالأَلِفَ انْوِ فِيهِ غَيْرَ الجَزْمِ=وَأبْدِ نَصْبَ مَاكَيَدْعُو يَرْمِي
وَالرَّفْعَ فِيهِمَا انْوِ وَاحْذِفْ جَازِماً=ثَلاثَهُنَّ تَقْض حُكْماً لازِماً
الإعرابُ إمَّا أن يظهرَ كما مضى قبل الكلام عن المنقوص و المقصور ، و إمَّا أن يُقَدَّرَ ، و قدْ ذكرَ الإعرابَ المقدَّرَ في المقصور و المنقوص .
وهُنَا ذكر الأفعالَ التي يُقَدَّرُ فيها الإعرابُ * ، فقال : أيُّ فعلٍ ** آخرُه ألف كـ (يَسعى) ، أو واو كـ ( يدعو) ، أو ياء كـ ( يرمي) فهو معتلٌ ***، ؛ لأنَّ آخره حرفُ علَّةٍ ، و إنْ أردتَ إعرابَهُ ، فما كان آخره ألف انوِ فيه وقدِّره فقل هو مرفوع بضمة مقدرة ****على آخره ، أو هو منصوبٌ بفتحةٍ مقدَّرةٍ على آخره ، إلاَّ الجزم ، فإِنَّهُ يكونُ بحذفِ آخره نحو : لم يسعَ ، و إن وقفنا عليه قلنا : لم يَسْعْ ، لأنَّ حرف العلةِ قد حُذف من أجلِ الجزم .
وأظهرْ نصبَ ما كانَ آخرهُ واواً كــ(يدعو ) أو ياءً كـ (يرمي ) ، وقدِّر فيهما الرفعُ بالضمة ، واحذفْ حرفَ العلَّةِ حال الجزم من الثلاثة التي هي : يسعى و يدعو و يرمي ، إنْ تفعلْ ذلكَ تقضِ أي تحكمْ بذلك الحذفَ حكمَاً لازمَا .
__________________________
*أي المعتل من الأفعال وهو الباب السابع مما يعرب بالنيابة .
** أي الفعل المضارع ،لأن الكلام في المعرب.
***المعتل من الأفعال : ما كان في آخره واو قبلها ضمة كـ (يدعُو ) ، أو ياء قبلها كسرة كـ (يَرمِي) ، أو ألف قبلها فتحة كـ (يسعَى) .
**** تقدير الحركات في حالتي الرفع و النصب للثقل كما في المعتل بواو أو ياء، و للتعذر للمعتل بألف.
ملحوظة : التهميش مستفاد من كتاب ( دليل السالك إلى ألفية ابن مالك) لكاتبه / عبدالله الفوزان .
عبده فايز الزبيدي
27-10-2016, 05:16 PM
أخي عبده فايز
وهل تعتقد هناك موضوع أهم من هذا ... ؟
سأكون له من المتابعين , وننتظر الجديد دائما.
وشكرا لتواضعك الكبير
تحياتي وتقديري
بارك الله فيك.:0014:
عبده فايز الزبيدي
01-11-2016, 03:20 PM
نَـــــــكِرَةٌ قَابِــــــــلُ أَلْ مُؤَثِّرَا=أوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ مَــــا قَـــــدْ ذُكِـــــــرَا
وَغَيْرُهُ مَعْرِفَةٌ كَـ(هُمْ) (وَذِي)=وَ(هِنْدَ) وَ(ابْنِي) وَ(الغُلامِ) وَ(الَّذِي)
بَدأ بالنَّكرةِ لأَنَّها الأصلُ ، و لا يلزمُ أنْ يكونَ الأصلُ هو الأشرفُ ، وقال في تعريفِها : ( نكرةٌ) أي الاسم النّكرةُ هو ما يقبلُ ( أَلْ) ، و تُؤثر فيه التعريف *كـ رجل و امرأة و قمر و حجر ، إذا أدخلنا على هذه الألفاظ ( أَل) فإنَّنَا نقولُ : الرَّجل و المرأة و القمر و الحجر .
(أَوْ) أيْ النكرةُ الذي يقعُ موقعَ ما يَقْبَلُ ( أَلْ ) الذي ذُكر آنِفَاً ، مِثَالُ ذلكَ : (ذو) فإنَّها بمعنى صاحب ، وصاحب يقبل ( أَلْ) فنقول الصَّاحب ، و ( غيرُهُ) أي غير الاسم النَّكرة ، المعرفة، و المعرفةُ سِتَةُ أنواعٍ **، وقد ذكرَها في البيت الثَّاني ، فقال:
وَغَيْرُهُ مَعْرِفَةٌ كَـ(هُمْ) (وَذِي) ....................... إلى آخرِهِ .
و أولها : الضمير كـ هُمْ و أنتَ و نحنُ ، و الضَّميرُ هو أَعْرفُ المعارف المذكورةِ ، و قال ابنُ حَزْمٍ ، رحمه اللهُ تعالى ، : ( المَعارفُ مُتساويةٌ ، و لا تَتفاوتُ ؛ لأنَّهُ لا يُقالُ هذا أَعْرفُ مِنْ هذا)
ولكنَّ النُّحاة رفضوا هذه الدَّعوة ، و قالوا : إنَّها تتفاوت في المعرفة .
و الثَّاني هو اسمُ الإشارة ، نحو : ذي و ذا و ذانِ ، و ثالثُها العلمُ ، مثالُ لك : هند و زيد ٌ و عبداللهِ ،و الرَّابعُ هو المُضافُ ، مثاله : ابني و كتابي و سيارةُ أحمدَ ، و الخامسُ هو المُعرَّفُ بِأَلْ ، مثالهُ : الغلام و القلمُ و القرطاسُ ، و السَّادسُ الاسمُ الموصولُ كـ الذي و التي و مَنْ .
فائدة:
أَعْرَفُ المَعارِفِ على الإطلاقِ هو اللهُ جَلَّ جَلالُه.
____________________
* قال الشيخ العلامة / محمد بن صالح العثيمين ، رحمه الله تعالى رحمةً واسعة ، في شرحه على ألفية ابن مالك ،:
( هذا التعريف تعريفٌ بالعلامة ، فهو تعريفٌ بالرّسم ،ليس تعريفاً تَامَّاً ، بل هو تعريفٌ رسميٌّ لا ذاتي .
تعريف النكرة الذاتي : هو كلُّ اسم شائعٌ في جنسِهِ ، لا يختصُّ به واحد دون الآخر.
تعريفها الرَّسمي ، وهو التَّعريفُ بالعلامة : ما ذكره المؤلف ، .....) (ص110 )
** ذكر ابن مالك المعارف دون ترتيب _ هنا _لضرورة الوزن ، ولكنه فيما بعد ذكرها مرتبةً ، و ترتيب المعارف من حيث قوة التعريف ، كما يلي : الضمائر ، العَلم ، اسم الإشارة ، الاسم الموصول ، المُعرّف بأل ، المُضاف إلى معرفة .
قال أحدُهم، مرتباً المعارف:
إنَّ المعارفَ سبعةٌ فيها سَهُلْ = أَنا صالحٌ ذا مَا الفتى ابني يا رجلْ
فعدَّ المعارف سبعة و أدخل فيها النكرة غير المقصودة، وهي الضمير ( أنا) ، العلم ( صالح) ، ذا ( اسم الإشارة )، ما (اسم موصول) ، الفَتَى ( معرف بأل) ، ابني ( مضاف إلى معرفة ، و ابن مضاف لضمير) ، يا رجل (النكرة المقصودة من بين المنادى).
عبده فايز الزبيدي
08-11-2016, 03:33 PM
فَمَا لِذِي غَيْبَــــــــةٍ أوْ حُضُورِ = كَأنْتَ وَهْوَ سَمّ بِالضّمِيرِ
وَذُو اتِّصَـــــالٍ مِنْهُ مَالاَ يُبْتَدَا = وَلاَ يَلِي إِلا اخْتِيَاراً أبَدَا
كَالْيَاء وَالْكَافِ مِنِ ابْنِي أكْرَمَكْ = وَالْيَاءِ والهَا مِنْ سَليهِ مَا مَلَكْ
أَولُ أنواعِ المَعارفِ الضَّميرِ ؛ ولِهذا بَدأ بِهِ ، فقال فما وُضعَ للغَيبةِ كـ (هُوَ) أو الحُضورِ و الحضور يَشتمِلُ على الخِطاب و التَّكلم ، نحو : أَنتَ و أَنَا ، مَا كانَ كذلك سَمِّه بالضميرِ ، وهو يَنقَسِمُ إلى مُتَّصلٍ و مُنْفصلٍ ،فذو الاتصال _ أيْ المتصل _ هو الذي لا يُبْتَدأُ بِه ، و لا يَصِحُّ أن يقعَ بعدَ ( إلَّا ) في الاختيارِ ، والمقصود بـ (الاختيار) النَّثر ، وهو غيرُ الاضطرار ، الذي هو الشعرُ ؛ لأنَّ الشَّاعرَ قد يَضطرُ إلى أنْ يُخالفَ القاعدةَ المشهورةَ، كالهاء و كالكافِ من نحوِ : ابني أكْرَمَكَ ، فإن الكاف في أكرمك و الياء في ابني لا يُصحّ أن تجعلَ كُلّاً منهما في أول الكلمةِ ، فلا تقول : كَأكرمَ ، و لا تقولُ : جاءَ الطّلابُ إلَّاكَ ، أو إلَّاهُ ، إلا في الشعر .
و كالياءِ و الهَاءِ مِنْ ( سَليهِ مَا مَلَك ) ، لا يَصحّ أن تقدمَ الهاء و الياء قبل السِّينِ ، هذا مضمونُ مَا اشتمَلتْ عليه أبياتُ المُصَنِّف.
وهُنالكَ تنبيهٌ :
وهُوَ أَنَّهُ وردَ في الشِّعرِ مجِيْءُ الضميرِ المتصلِ بعدَ إلَّا ، و منْهُ قولُ بعضِهم :
و مَا نُبَالِي إِذا مَا كُنْتِ جَارَتَنَا = ألَّا يُجاوِرَنَا إِلَّاكِ دَيَّارُ
و معنى البيتِ : لا نَكْتَرِثُ إذا لم يجاورْنَا سواك .
عبدالستارالنعيمي
09-11-2016, 10:44 AM
الأستاذ عبده فايز الزبيدي
دام عطاؤك زاخرا أخي الكريم وتقبل أزكى تحياتي
مع التقدير
وَأَيُّ فِعْلٍ آخِرٌ مِنْهُ أَلِفْ= أوْ وَاوٌ أوْ يَاءٌ فَمُعْتَلاًّ عُرِفْ
فَالأَلِفَ انْوِ فِيهِ غَيْرَ الجَزْمِ=وَأبْدِ نَصْبَ مَاكَيَدْعُو يَرْمِي
وَالرَّفْعَ فِيهِمَا انْوِ وَاحْذِفْ جَازِماً=ثَلاثَهُنَّ تَقْض حُكْماً لازِماً
أو واوُ أو ياءٌ فمعتلا عُرفْ ---إذا كتب (واوٌ)يختل الوزن
الإعرابُ إمَّا أن يظهرَ كما مضى قبل الكلام عن المنقوص و المقصور ، و إمَّا أن يُقَدَّرَ ، و قدْ ذكرَ الإعرابَ المقدَّرَ في المقصور و المنقوص .
وهُنَا ذكر الأفعالَ التي يُقَدَّرُ فيها الإعرابُ * ، فقال : أيُّ فعلٍ ** آخرُه ألف كـ (يَسعى) ، أو واو كـ ( يدعو) ، أو ياء كـ ( يرمي) فهو معتلٌ ***، ؛ لأنَّ آخره حرفُ علَّةٍ ، و إنْ أردتَ إعرابَهُ ، فما كان آخره ألف انوِ فيه وقدِّره فقل هو مرفوع بضمة مقدرة ****على آخره ، أو هو منصوبٌ بفتحةٍ مقدَّرةٍ على آخره ، إلاَّ الجزم ، فإِنَّهُ يكونُ بحذفِ آخره نحو : لم يسعَ ، و إن وقفنا عليه قلنا : لم يَسْعْ ، لأنَّ حرف العلةِ قد حُذف من أجلِ الجزم .
وأظهرْ نصبَ ما كانَ آخرهُ واواً كــ(يدعو ) أو ياءً كـ (يرمي ) ، وقدِّر فيهما الرفعُ بالضمة ، واحذفْ حرفَ العلَّةِ حال الجزم من الثلاثة التي هي : يسعى و يدعو و يرمي ، إنْ تفعلْ ذلكَ تقضِ أي تحكمْ بذلك الحذفَ حكمَاً لازمَا .
__________________________
*أي المعتل من الأفعال وهو الباب السابع مما يعرب بالنيابة .
** أي الفعل المضارع ،لأن الكلام في المعرب.
***المعتل من الأفعال : ما كان في آخره واو قبلها ضمة كـ (يدعُو ) ، أو ياء قبلها كسرة كـ (يَرمِي) ، أو ألف قبلها فتحة كـ (يسعَى) .
**** تقدير الحركات في حالتي الرفع و النصب للثقل كما في المعتل بواو أو ياء، و للتعذر للمعتل بألف.
ملحوظة : التهميش مستفاد من كتاب ( دليل السالك إلى ألفية ابن مالك) لكاتبه / عبدالله الفوزان .
عبدالستارالنعيمي
09-11-2016, 10:45 AM
الأستاذ عبده فايز الزبيدي
دام عطاؤك زاخرا أخي الكريم وتقبل أزكى تحياتي
مع التقدير
[QUOTE]
وَأَيُّ فِعْلٍ آخِرٌ مِنْهُ أَلِفْ= أوْ وَاوٌ أوْ يَاءٌ فَمُعْتَلاًّ عُرِفْ
فَالأَلِفَ انْوِ فِيهِ غَيْرَ الجَزْمِ=وَأبْدِ نَصْبَ مَاكَيَدْعُو يَرْمِي
وَالرَّفْعَ فِيهِمَا انْوِ وَاحْذِفْ جَازِماً=ثَلاثَهُنَّ تَقْض حُكْماً لازِماً
أو واوُ أو ياءٌ فمعتلا عُرفْ ---إذا كتب (واوٌ)يختل الوزن
عبده فايز الزبيدي
09-11-2016, 03:29 PM
[QUOTE=عبده فايز الزبيدي;1082071][gasida= font=",7,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الأستاذ عبده فايز الزبيدي
دام عطاؤك زاخرا أخي الكريم وتقبل أزكى تحياتي
مع التقدير
أو واوُ أو ياءٌ فمعتلا عُرفْ ---إذا كتب (واوٌ)يختل الوزن
أهلاً وسهلاً بك أستاذنا الكريم /
عبدالستار النعيمي
و كلامك صحيح _ بارك الله فيك ، و يستقيم الوزن بوضع حركة الضمة المفردة على الواو بدلاً من تنوينها ، و لا نملك سوى إثبات ما في نسخ الألفية من متون و شروح .
:0014:
محمد حمود الحميري
26-01-2018, 08:21 PM
متابع بشغف ..
أشكرك أخي الحبيب .
هيثم زكريا العرباني
19-11-2019, 10:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متابع
سلمت يمناك أخي الكريم
نود أن تكمل السلسلة إن شاء الله تعالى
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir