مشاهدة النسخة كاملة : الاختلاف ..سُنّة كونية { ولا يزالون مختلفين }
جلال دشيشة
21-08-2016, 09:21 AM
:os:
مِنْ أهمّ الحقائق أنّ اختلاف الأديان والمذاهب والأفكار ... هو سُنّةٌ كونية لا مناص منها ؛ فإرادة الله اقْتَضتْ هذا كما قال الله في القرآن { ولا يزالون مختلفين .....ولذلك خلَقَهم } ومَنْ يُحاولُ أنْ يُلغيَ هذه الحقيقة فهو يتحدّى سُنَنَ الله الكونية .
والاختلاف لا يعني بالضرورة اختلافَ القلوب ؛ لأنّ الأديانَ والمذاهب إذا لمْ يكنْ مِنْ مُقَرَّرَاتِها المحبة للجميع فمآلُها إلى الزوال والانحلال .
ـ إنّ اختلاف الأديان هو آية كونية من الآيات الشاهدة على وحدانية الله ؛ فقدْ جاء في القرآن { ومِنْ آياته اختلافُ ألسنتكم وألوانكم..} إنّ هذه الآية الكريمة تؤكدُ لنا بوضوحٍ أنّ الله يتجلّى لمخلوقاته عَبْرَ التنوّع في الألسنة التي تختزنُ كُنوزا معارفية وأدْيانا متباينة ، ويتجلى أيضا عَبْرَ الألوان البشرية ، وشتّى التمايزات والأضداد المبثوثة في الكونِ الفسيح .
فكلُّ شيءٍ في الحياة متعدّدٌ ؛ بَدْءًا مِن السماوات الُعلى إلى الأرضين والأنبياء والمرسلين والشعراء والمصلحين والمفكرين ...
الواحدُ الأحدُ هو الله الصمدُ المُنزّه عن التعدّد والانقسام والعوارض التي تَعْتَوِرُ المخلوقات ، لأنه ـسبحانه ـ واجبُ الوجود ، وما سواه مفتقرٌ إليه ..
لماذا يصرُّ بعض علماء الدين على أنْ يَفْرِضُوا لوْناً واحدا من التديُّن ؛ مُتناسِينَ أنهم يعْملون ضدّ مقصودِ الله الذي أرادنا مختلفين في العالَم المشهود ؟!
إنّ تنْمِيطَ البشرية بِلَوْنٍ واحدٍ يُنافي سُنَن الله ؛ فالعبارة القرآنية صريحة في استبقاء الاختلاف { ولا يزالون مختلفين } .
ولا شكّ أنّ الإصرارَ على فكرة التنْميط والقوْلبة سوفَ يقودُ عالمنا العربي والإسلامي إلى حروبٍ دامية ، كما حدث لأوروبا في عصور الظلام .
فاعتبروا يا أولي الأبصار .
اللهم نسألك تنوير الدروب ، وستر العيوب ، وكشف الكروب .
ناديه محمد الجابي
23-08-2016, 11:08 AM
إن الله خلق التنوع ويريده، فهو يعبر عن إرادة الله ـ فمن أراد أن يختصر
التنوع ينتصب ضد نظام الله في العالم ـ ويرتكب خطيئة ضد مخطط الله العظيم.
قال تعالى : لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن
لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
فهذه السورة تؤكد مشيئة الله في الإختلاف في الأيمان.
اللهم نسألك تنوير الدروب ، وستر العيوب ، وكشف الكروب .
أبدعت أيها الأخ بروعة عطاؤك
أحسنت الطرح أحسن الله إليك بكل خير. :os:
جلال دشيشة
23-08-2016, 06:49 PM
إن الله خلق التنوع ويريده، فهو يعبر عن إرادة الله ـ فمن أراد أن يختصر
التنوع ينتصب ضد نظام الله في العالم ـ ويرتكب خطيئة ضد مخطط الله العظيم.
قال تعالى : لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن
لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
فهذه السورة تؤكد مشيئة الله في الإختلاف في الأيمان.
اللهم نسألك تنوير الدروب ، وستر العيوب ، وكشف الكروب .
أبدعت أيها الأخ بروعة عطاؤك
أحسنت الطرح أحسن الله إليك بكل خير. :os:
أديبتنا الكريمة :
عقولنا تُؤدلجُ وتُصمّمَ بطريقة تصطدم مع قوانين الحياة ..
هناك بعض رجال الدين ينشرون ثقافة الكراهية باسم الإسلام الذي جاء " رحمة للعالمين " !!
إنه من الضروري أن نفهمَ اليوم قبل فوات الأوان .
شكرا لك
رافت ابوطالب
01-11-2016, 10:50 PM
تحياتي لكم جميعا
اولا اذا سلمنا ان الاختلاف حتي علي الدين هي مشيئة الله سبحانه كقدر كوني دخلنا هنا في القدرية الجبرية بانه طالما ان تلك مشيئة االه سبحانه فان المؤمن امن ليس لاقتناعه بالدين وبحق الله ولكنه حقق مشيئة الله كفعل جبري ليس للانسان دخل به
وكذلك الكافر حقق مشيئة الله سبحانه فكفر وطالما ان كلاهما قد حقق مشيئة الله فكلاهما محمود وبالتالي هم متساوون
وبالتالي حسابهم يوم القيامة سيعتبر عبثا اذ يتساوي الطيب والخبيث
الكون له ربا واحدا هو الله سبحانه وتعالي الكون كله لا يختلف عليه سبحانه وتعالي وكل خلق من خلقه سبحانه له تشريعه الخاص بجنسه وكيفية حياته من مأكل ومش ب وتزاوج وعناية بأبنائه والدفاع عنهم. وكل الخلق يسبح االه سبحانه بتحقيقه لمراد الله سبحانه ولا يوجد كلمة الاختلاف تلك بين ذلك الخلق الا في جنسه
ثم كان الانسان الذي ان اراد النجاة الحق اليوم ليس له الا ان يعبد الله سبحانه باثبات ما اثبته لنفسه سبحانه ونفي ما نفاه عن نفسه سبحانه وليس له الا ان يكون تشريع اااسلام هو تشر يع ا دارة جنسه ولا يمكنه فهم ذلك التش يع الا بمتابعة رسول الله صلي عليه وسلم
والاختلاف المحمود هو الاختلاف الذي ينتهي عند فصل الاسلام فيه
اما ان يرتع كل بعيدا عن الاسلام. ويجعل ذلك محمو دا فهنا الخطأ
جلال دشيشة
03-11-2016, 10:53 AM
مرحبا بك أخي الفاضل :
ــ الجبرية هي التي لا تثبت للإنسان فعلا ولا قدرة على الفعل ، وهذه جبرية متطرفة ، وهناك جبرية متوسطة ، وأنا لست من هؤلاء ولا هؤلاء ، ولا علاقة لموضوعنا بفكر الجبر ، لقد فهمتَ أنّ إرادة الله للاختلاف تستلزم إرادة الشر والرضا به ، لكن مَنْ قال بإنّ الاختلاف الآيوي ـ إنْ صح التعبير ـ هو من قبيل الشر ؟ القرآن أكد العكس { ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم } فاختلاف الألسنة يتضمن اختلاف الدين والفكر ، ويقول الحق { وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } فاختلاف الشعوب والقبائل لا يقف عند حد الأعراق ، بل يشمل الأفكار والأديان ، ولو لم تكن الأفكار والأديان مقصودة ، فما الضرورة إلى التعارف مع شعوب وقبائل لها نفس أفكارنا وديننا ؟
فاختلاف أدياننا وأفكارنا وألواننا هو صيغة إبداعية جمالية طبَعَ اللهُ عليها هذا الكون ، وهي تعبيرٌ عن إرادة الله ، كما أنها تتفق مع إرادة الشرع الذي فرَضَ احترام قانون الاختلاف في عدة آيات { لا إكراه في الدين } { ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } وهو أيضا يتفق مع دستور المدينة الذي فرَضَ احترام الأديان وسَنَّ للتعايش مع اليهود لو لمْ يحصلْ منهم غدْرٌ ومكرٌ .
لكنْ قد يتساءل أحدٌ ، كما تساءلتَ ، كيف يكون الخلاص يوم القيامة إذا كان الاختلاف أمرا كونيا لا مناص منه ؟
والجواب : وهذه أكبر مشكلة ،حيث بدأ بعض الباحثين والمحققين يعالجونها ، لأنّ العقيدة التي رُبّينا عليها تحتكر الخلاص لنفسها ، فمَنْ مات على غير الإسلام فإلى جهنم ..هذا ما يعتقده معظم المسلمين ، لكن هل هذه العقيدة صحيحة ؟ أنا أضعُ بين يديك هذا التساؤل الذي حيّرني ، وأتمنى مِن شخص متمكن أنْ يفكّه :
فإمّا أن نقول : الاختلاف ليس سنة كونية ونقبل باحتكار الخلاص ، وهذا غير واقعي ، أي يتصادم مع واقعية الإسلام التي تتفهّمُ الشروط والظروف الموضوعية المحيطة بنشأة الإنسان على دين غير الإسلام .
وإما أن نقول بأن الاختلاف سُنة كونية لا تُغالَب ونؤمن بتعدد الطرق إلى الله ، فهل إلى الجمْع بين النقيضين مِنْ سبيل ؟
ا
ايهاب الشباطات
29-01-2017, 10:54 AM
مرحبا بك أخي الفاضل :
ــ الجبرية هي التي لا تثبت للإنسان فعلا ولا قدرة على الفعل ، وهذه جبرية متطرفة ، وهناك جبرية متوسطة ، وأنا لست من هؤلاء ولا هؤلاء ، ولا علاقة لموضوعنا بفكر الجبر ، لقد فهمتَ أنّ إرادة الله للاختلاف تستلزم إرادة الشر والرضا به ، لكن مَنْ قال بإنّ الاختلاف الآيوي ـ إنْ صح التعبير ـ هو من قبيل الشر ؟ القرآن أكد العكس { ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم } فاختلاف الألسنة يتضمن اختلاف الدين والفكر ، ويقول الحق { وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } فاختلاف الشعوب والقبائل لا يقف عند حد الأعراق ، بل يشمل الأفكار والأديان ، ولو لم تكن الأفكار والأديان مقصودة ، فما الضرورة إلى التعارف مع شعوب وقبائل لها نفس أفكارنا وديننا ؟
فاختلاف أدياننا وأفكارنا وألواننا هو صيغة إبداعية جمالية طبَعَ اللهُ عليها هذا الكون ، وهي تعبيرٌ عن إرادة الله ، كما أنها تتفق مع إرادة الشرع الذي فرَضَ احترام قانون الاختلاف في عدة آيات { لا إكراه في الدين } { ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } وهو أيضا يتفق مع دستور المدينة الذي فرَضَ احترام الأديان وسَنَّ للتعايش مع اليهود لو لمْ يحصلْ منهم غدْرٌ ومكرٌ .
لكنْ قد يتساءل أحدٌ ، كما تساءلتَ ، كيف يكون الخلاص يوم القيامة إذا كان الاختلاف أمرا كونيا لا مناص منه ؟
والجواب : وهذه أكبر مشكلة ،حيث بدأ بعض الباحثين والمحققين يعالجونها ، لأنّ العقيدة التي رُبّينا عليها تحتكر الخلاص لنفسها ، فمَنْ مات على غير الإسلام فإلى جهنم ..هذا ما يعتقده معظم المسلمين ، لكن هل هذه العقيدة صحيحة ؟ أنا أضعُ بين يديك هذا التساؤل الذي حيّرني ، وأتمنى مِن شخص متمكن أنْ يفكّه :
فإمّا أن نقول : الاختلاف ليس سنة كونية ونقبل باحتكار الخلاص ، وهذا غير واقعي ، أي يتصادم مع واقعية الإسلام التي تتفهّمُ الشروط والظروف الموضوعية المحيطة بنشأة الإنسان على دين غير الإسلام .
وإما أن نقول بأن الاختلاف سُنة كونية لا تُغالَب ونؤمن بتعدد الطرق إلى الله ، فهل إلى الجمْع بين النقيضين مِنْ سبيل ؟
ا
الأستاذ جلال الدين الهاملي
كتبت مقالاً سابقاً -هو بحاجة لتنقيح- حول السؤال الذي طرحته ... رابط المقال هنا (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=70588)
ناديه محمد الجابي
29-01-2017, 09:03 PM
الأستاذ جلال الدين الهاملي
كتبت مقالاً سابقاً -هو بحاجة لتنقيح- حول السؤال الذي طرحته ... رابط المقال هنا (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=70588)
المقال أكثر من رائع ـ قرأته للمرة الثانية فكان وجبة دسمة مشبعة للعقل
مريحة للقلب ـ تسمو بالروح ، وتجعلني أفتخر بإسلامي
تأملات هادفة وعميقة من مفكر يحرك قلمه فلسفة وتفكر وفراسة المؤمن
شكرا لقلم يصل بمنطق وإدراك إلى عمق المعنى الحقيقي
وشكرا على متعة وجدتها بين الحروف
تحياتي وكل تقديري. :os:
ايهاب الشباطات
30-01-2017, 10:26 PM
المقال أكثر من رائع ـ قرأته للمرة الثانية فكان وجبة دسمة مشبعة للعقل
مريحة للقلب ـ تسمو بالروح ، وتجعلني أفتخر بإسلامي
تأملات هادفة وعميقة من مفكر يحرك قلمه فلسفة وتفكر وفراسة المؤمن
شكرا لقلم يصل بمنطق وإدراك إلى عمق المعنى الحقيقي
وشكرا على متعة وجدتها بين الحروف
تحياتي وكل تقديري. :os:
[/CENTER][/COLOR][/SIZE]
الأخت الأستاذة ناديه الجابي
أسعدني أنا المقال قد أفادكِ , أما ثناءك فغفر الله لي و لكِ فلست أستحقه , قريباً بإذن الله سأنشر تنقيحاً للمقال -فيه زيادة- سأعلمك حين نشره ....
تحياتي و تقديري
جلال دشيشة
09-02-2017, 06:10 PM
الأستاذ جلال الدين الهاملي
كتبت مقالاً سابقاً -هو بحاجة لتنقيح- حول السؤال الذي طرحته ... رابط المقال هنا (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=70588)
الأستاذ الفاضل إيهاب :
المقال رائع ، لكنه لم يحلّ المشكل ..
أقول هذا ويعلمُ الله الذي لا تخفى عليه خافية أني أريد أنْ أكون منسجما مع الضمير الإنساني ومبادئ العقل .
هل التصوّرات المُسبقة هي نفسُها الأديان والمذاهب المتنوعة في عالمنا ؟
إذا كانت هي نفسها ، فما معنى أنْ يكون من آيات الله (( اختلاف ألسنتكم وألوانكم )) ولا يخفى عليك أنّ الألسنة تتضمن الأديان والثقافات ..؟
وتذكّرْ قوله تعالى ((ولا يزالون مختلفين ))
كيف نميّزُ التصورات المسبقة عن الأديان ؟
فإما أن تكون التصورات المسبقة هي الأديان وبالتالي سوف نُغالبُ سنّة الاختلاف .
وإما أن تكون التصورات مجرد عناد أو سوء فهم يؤدي إلى انتقاص الأديان والاستهزاء بها أو التنكر لها ..وهذا شيء معتاد ( وهو مرفوض ) ، ولا صلة له بالموضوع .
هل من توضيح ؟
بوركت .
ايهاب الشباطات
10-02-2017, 08:09 PM
الأستاذ جلال الدين الهاملي
قبل أن أجيبك عن أسئلتك أو تجيب عن أسئلتي , لا بد من أرضية مشتركة للحوار , أنت تبتكر تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان و تقدمها لنا على أنها حقائق مطلقة و من ذلك قولك :
"(( اختلاف ألسنتكم وألوانكم )) ولا يخفى عليك أنّ الألسنة تتضمن الأديان والثقافات "
لا أدري أنى لك هذا ؟! , اختلاف الألسنة يشير إلى اختلاف اللغات و اختلاف الألوان يشير إلى اختلاف الأعراق , هو كذلك لمن يفهم اللغة العربية , و تفاسير القرآن حول هذا المعنى , قال البغوي في تفسيره :
" يعني : اختلاف اللغات من العربية والعجمية وغيرهما ( وألوانكم ) أبيض وأسود وأحمر " .
نريد أن تبين مثلاً من أين أتيت بأن "اختلاف ألسنتكم" تشتمل على اختلاف الديانات ؟! هل يعني أن العربي النصراني له لسان مختلف عن لسان العربي المسلم ؟!
ما هو التفسير الذي استندت عليه ؟ أعني ما هو المرجع ؟ هل هو تفسير ابن كثير ؟ أم تفسير القرطبي ؟ أم ماذا ؟
جلال دشيشة
11-02-2017, 12:20 AM
الأستاذ جلال الدين الهاملي
قبل أن أجيبك عن أسئلتك أو تجيب عن أسئلتي , لا بد من أرضية مشتركة للحوار , أنت تبتكر تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان و تقدمها لنا على أنها حقائق مطلقة و من ذلك قولك :
"(( اختلاف ألسنتكم وألوانكم )) ولا يخفى عليك أنّ الألسنة تتضمن الأديان والثقافات "
لا أدري أنى لك هذا ؟! , اختلاف الألسنة يشير إلى اختلاف اللغات و اختلاف الألوان يشير إلى اختلاف الأعراق , هو كذلك لمن يفهم اللغة العربية , و تفاسير القرآن حول هذا المعنى , قال البغوي في تفسيره :
" يعني : اختلاف اللغات من العربية والعجمية وغيرهما ( وألوانكم ) أبيض وأسود وأحمر " .
نريد أن تبين مثلاً من أين أتيت بأن "اختلاف ألسنتكم" تشتمل على اختلاف الديانات ؟! هل يعني أن العربي النصراني له لسان مختلف عن لسان العربي المسلم ؟!
ما هو التفسير الذي استندت عليه ؟ أعني ما هو المرجع ؟ هل هو تفسير ابن كثير ؟ أم تفسير القرطبي ؟ أم ماذا ؟
اختلاف الأديان واعتبارُ ذلك من آياته الله وسُننه ، لم يُستفد من آية الروم على وجه الحصر ، لقد تَقرّرَ بنصوص عديدة (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين )) فهو من أهداف النشأة والتكوين ، وهذه سُنّة هادفة وواعية ..
أمّا آية الروم فهي تُمثل لأنواع الاختلاف كالألسنة ، وكما نعلم أنّ الألسنة بدلالة التضمن تُومئُ إلى ما يُعبّرُ به كلُّ قوم عن مقاصدهم ، ومِن جملة مقاصدِهم أديانُهم ومذاهبُهم ، ولا سبيل إلى إدراك اختلاف الألسنة إلا بتباين النطق والمعاني ، لذلك جاء في الختام (( إنّ في ذلك لآيات للعالَمين )) بفتح اللام قرأ الجمهور ، فالآية لكل مَنْ على وجه الأرض ، المسلم وغير المسلم .
وعندما يقول الله تعلى (( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )) فهذه أيضا تدل على أنّ الله جعلنا أديانا مختلفة ، ففي المقام الأول حسب الظاهر هو اختلاف الأعراق ، وفي المقام الثاني اختلاف الأديان بدلالة التضمن .
أمّا سؤالك عن المرجع أو المصدر ، فجوابه هو سؤال في غاية الأهمية :
هل فَسَّرَ النبي ص جميع القرآن الكريم ؟ ولماذا ؟
ايهاب الشباطات
11-02-2017, 03:56 PM
اختلاف الأديان واعتبارُ ذلك من آياته الله وسُننه ، لم يُستفد من آية الروم على وجه الحصر ، لقد تَقرّرَ بنصوص عديدة (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين )) فهو من أهداف النشأة والتكوين ، وهذه سُنّة هادفة وواعية ..
أمّا آية الروم فهي تُمثل لأنواع الاختلاف كالألسنة ، وكما نعلم أنّ الألسنة بدلالة التضمن تُومئُ إلى ما يُعبّرُ به كلُّ قوم عن مقاصدهم ، ومِن جملة مقاصدِهم أديانُهم ومذاهبُهم ، ولا سبيل إلى إدراك اختلاف الألسنة إلا بتباين النطق والمعاني ، لذلك جاء في الختام (( إنّ في ذلك لآيات للعالَمين )) بفتح اللام قرأ الجمهور ، فالآية لكل مَنْ على وجه الأرض ، المسلم وغير المسلم .
وعندما يقول الله تعلى (( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )) فهذه أيضا تدل على أنّ الله جعلنا أديانا مختلفة ، ففي المقام الأول حسب الظاهر هو اختلاف الأعراق ، وفي المقام الثاني اختلاف الأديان بدلالة التضمن .
أمّا سؤالك عن المرجع أو المصدر ، فجوابه هو سؤال في غاية الأهمية :
هل فَسَّرَ النبي ص جميع القرآن الكريم ؟ ولماذا ؟
1. أنت لم تُرجع تأويل اختلاف الألسنة أنه يشمل اختلاف الديانات إلى مرجع معتبر , بل استرسلت بجمل إنشائية تحاول فيها إثبات ذلك , و هذا يعني أنه تأويل شخصي منك , هل أنا محق في هذه النقطة ؟ إذا كان لا أرجو ذكر المرجع .
2. الذي تريد أن توصله لنا أن اختلاف الألسنة يشمل اختلاف الديانات و بالتالي هو أمر قرره الله و ارتضاه للعباد , هل هذا المقصود ؟ أرجو أن توضح لنا .
3. بالنسبة لسؤالك , قال تعالى : "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" , قال ابن تيمية : " يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم بيَّن لأصحابه معاني القرآن كما بيَّن لهم ألفاظه" .
فلو كان لفظ "اختلاف ألسنتكم" يشمل معنى اختلاف الديانات لرأيته مدوناً في كتب التفسير .
جلال دشيشة
11-02-2017, 11:30 PM
1. أنت لم تُرجع تأويل اختلاف الألسنة أنه يشمل اختلاف الديانات إلى مرجع معتبر , بل استرسلت بجمل إنشائية تحاول فيها إثبات ذلك , و هذا يعني أنه تأويل شخصي منك , هل أنا محق في هذه النقطة ؟ إذا كان لا أرجو ذكر المرجع .
2. الذي تريد أن توصله لنا أن اختلاف الألسنة يشمل اختلاف الديانات و بالتالي هو أمر قرره الله و ارتضاه للعباد , هل هذا المقصود ؟ أرجو أن توضح لنا .
3. بالنسبة لسؤالك , قال تعالى : "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" , قال ابن تيمية : " يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم بيَّن لأصحابه معاني القرآن كما بيَّن لهم ألفاظه" .
فلو كان لفظ "اختلاف ألسنتكم" يشمل معنى اختلاف الديانات لرأيته مدوناً في كتب التفسير .
القرآن الكريم نزلَ بمفرده ، ولم تنزل معه تلك المراجع ، وتَبْيينُ الرسول كان بيانا لمجمل أو توضيحا لمشكل أو ما يتعلق بأسس العبادة كمواقيت الصلاة ومقادير الزكاة ...إلخ .
أما الآيات التي تتحدث عن الكون والقصص وأسرار القرآن ومعارفه .. فلو حَسَمَها النبي ص بالتفسير لكان ذلك منافيا للغرض والمقصود من التأمل والتدبر والتفكّر ، ولقضينا على عطاءات القرآن المتجددة في كل زمان .
ويكفيك أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ اختلفوا بعد رسول الله في بعض الآيات واختلف التابعون وبقي الاختلاف إلى هذه الساعة .
فلا يوجد تفسيرٌ جاهز وحاسم منقول عن النبي ص .
وهذا هو سرّ اختلافنا .
ولا يعني هذا أننا نتنكر لتراثنا ، حاشا .
أنا أعتز بتلك التفاسير ، ومازلنا نعود إليها ، وننهل منها ، لكن الكلمة الأخيرة في التفسير لم يقلها أحد .
وحتى لا نتشتت ونبتعد عن صلب الموضوع ـ أخي العزيز ـ فإني أعيد القول بأنّ آية الروم ليست هي الدليل الوحيد في تعددية الأديان ، أو بعبارة أخرى :
كما أنّ اختلاف الألسنة مُعتبَرٌ شرعا وكونا ، كذلك اختلاف الأديان مُعتبرٌ شرعا وكونا ، فالزواج بالمرأة الكتابية يَستتبعُ أحكاما ونتائج تدل بوضوح على اعتبار هذه التعددية ، فالكتابية التي يتزوجها المسلم ، ينامُ معها في سرير واحد ، ويُسافرُ معها ، ويأخذها إلى كنيستها أو معبدها ، ويجلس مع أصهاره ، ويُنجبُ معها أولادا قد يختارون دينها ، ولا إكراه في الدين ، والنتائج كثيرة ..
ولو لمْ تكنْ هناك نتيجة إلا المحبة والمودة التي يجعلها الله للزوجين لكفتْ (( وجعَل بينكم مودة ورحمة )) .
هذا هو صريح القرآن الكريم ، فلماذا نزيدُ على الله شروطا وقيودا فرَضَتْها أحداث تاريخية معينة وظروف خاصة ؟
إنّ قبول التعددية الدينية ليستْ خياراً ، بل ضرورة لا بد منها ، لأنّنا نحن العرب والمسلمين بكل بساطة وصراحة خارج الحضارة والتاريخ ، وسيأتي اليوم الذي نجد فيه أنفسنا خارج الجغرافيا إذا بقيتْ الأمور هكذا .
ماذا سيخسرُ العالم لو اندثرَ العرب والمسلمون في هذه المرحلة بالذات ( لا أقصد المراحل الماضية) ؟
أجابني شخص كنتُ أحادثه في الأنترنت : سيتخلص سكان العالم مِنْ صداعنا!.
ايهاب الشباطات
12-02-2017, 11:17 PM
القرآن الكريم نزلَ بمفرده ، ولم تنزل معه تلك المراجع ، وتَبْيينُ الرسول كان بيانا لمجمل أو توضيحا لمشكل أو ما يتعلق بأسس العبادة كمواقيت الصلاة ومقادير الزكاة ...إلخ .
أما الآيات التي تتحدث عن الكون والقصص وأسرار القرآن ومعارفه .. فلو حَسَمَها النبي ص بالتفسير لكان ذلك منافيا للغرض والمقصود من التأمل والتدبر والتفكّر ، ولقضينا على عطاءات القرآن المتجددة في كل زمان .
ويكفيك أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ اختلفوا بعد رسول الله في بعض الآيات واختلف التابعون وبقي الاختلاف إلى هذه الساعة .
فلا يوجد تفسيرٌ جاهز وحاسم منقول عن النبي ص .
وهذا هو سرّ اختلافنا .
ولا يعني هذا أننا نتنكر لتراثنا ، حاشا .
أنا أعتز بتلك التفاسير ، ومازلنا نعود إليها ، وننهل منها ، لكن الكلمة الأخيرة في التفسير لم يقلها أحد .
وحتى لا نتشتت ونبتعد عن صلب الموضوع ـ أخي العزيز ـ فإني أعيد القول بأنّ آية الروم ليست هي الدليل الوحيد في تعددية الأديان ، أو بعبارة أخرى :
كما أنّ اختلاف الألسنة مُعتبَرٌ شرعا وكونا ، كذلك اختلاف الأديان مُعتبرٌ شرعا وكونا ، فالزواج بالمرأة الكتابية يَستتبعُ أحكاما ونتائج تدل بوضوح على اعتبار هذه التعددية ، فالكتابية التي يتزوجها المسلم ، ينامُ معها في سرير واحد ، ويُسافرُ معها ، ويأخذها إلى كنيستها أو معبدها ، ويجلس مع أصهاره ، ويُنجبُ معها أولادا قد يختارون دينها ، ولا إكراه في الدين ، والنتائج كثيرة ..
ولو لمْ تكنْ هناك نتيجة إلا المحبة والمودة التي يجعلها الله للزوجين لكفتْ (( وجعَل بينكم مودة ورحمة )) .
هذا هو صريح القرآن الكريم ، فلماذا نزيدُ على الله شروطا وقيودا فرَضَتْها أحداث تاريخية معينة وظروف خاصة ؟
إنّ قبول التعددية الدينية ليستْ خياراً ، بل ضرورة لا بد منها ، لأنّنا نحن العرب والمسلمين بكل بساطة وصراحة خارج الحضارة والتاريخ ، وسيأتي اليوم الذي نجد فيه أنفسنا خارج الجغرافيا إذا بقيتْ الأمور هكذا .
ماذا سيخسرُ العالم لو اندثرَ العرب والمسلمون في هذه المرحلة بالذات ( لا أقصد المراحل الماضية) ؟
أجابني شخص كنتُ أحادثه في الأنترنت : سيتخلص سكان العالم مِنْ صداعنا!.
لا أتفق مع بعض ما ذكرته و أتفق مع بعضه الأخر ..., لكن ما يهمنا هنا ما لونته بالأحمر و هو كلام مهم و نتمنى منك أن توضحه لنا .
و كيف يتفق مع قوله تعالى : "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" , و مع قوله عليه الصلاة و السلام : " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أحد من هذه الأمة لا يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كانَ مِنْ أَصْحَابِ النار" .
جلال دشيشة
15-02-2017, 06:25 PM
لا أتفق مع بعض ما ذكرته و أتفق مع بعضه الأخر ..., لكن ما يهمنا هنا ما لونته بالأحمر و هو كلام مهم و نتمنى منك أن توضحه لنا .
و كيف يتفق مع قوله تعالى : "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" , و مع قوله عليه الصلاة و السلام : " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أحد من هذه الأمة لا يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كانَ مِنْ أَصْحَابِ النار" .
أخي العزيز :
هذا ما أتمنى أنا أيضا أنْ يحلّه السادة العلماء .
كيف نوفّق بين عالمية الإسلام المنفتحة على كافة الأديان والثقافات ــ المُسالمة ــ وبين بعض النصوص التي يُفهمُ من ظاهرها عكس ذلك ؟
هل المشكلة ــ كما قال جمال الدين الأفغاني ـ في النص ( وحاشاه ) أم في الفهم ؟
وطالما أنّ المشكلة ــ قطعا ــ في الفهم ؛ فيجب إصلاح الفهم وتجديد الخطاب الديني .
أما إجابتي ، فهي عبارة عن موضوع مازال قيد الإعداد .
ايهاب الشباطات
15-02-2017, 07:23 PM
أخي العزيز :
هذا ما أتمنى أنا أيضا أنْ يحلّه السادة العلماء .
كيف نوفّق بين عالمية الإسلام المنفتحة على كافة الأديان والثقافات ــ المُسالمة ــ وبين بعض النصوص التي يُفهمُ من ظاهرها عكس ذلك ؟
هل المشكلة ــ كما قال جمال الدين الأفغاني ـ في النص ( وحاشاه ) أم في الفهم ؟
وطالما أنّ المشكلة ــ قطعا ــ في الفهم ؛ فيجب إصلاح الفهم وتجديد الخطاب الديني .
أما إجابتي ، فهي عبارة عن موضوع مازال قيد الإعداد .
الأستاذ جلال الدين الهاملي
المشكلة قطعاً في الفهم , تعمدت طرح تلك النصوص لكي أعرف جذر المشكلة في خلاف وجهة النظر بيني و بينك , و تبين لي لا أنك لا تُفرق في طرحك بين حقوق الله و حقوق الناس و بين ما هو دنيوي و آخروي ....
فمثلاً توحيد الله هو حق من حقوق الله و يُبنى عليه كفر اليهود مثلاً لكن هذا لا يعني أن ننتقص من حقوق اليهود الدنيوية , النبي عليه الصلاة و السلام رغم إيمانه بكفر اليهود و أنهم من أهل النار بعد موتهم ... لكن هذا لم يمنعه من التعامل مع اليهود تعاملات دنيوية بالعدل و القسط ... لا بل مات و درعه مرهون عند رجل يهودي , جاء في الحديث : (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير) , فالنبي كان يتعامل مالياً مع اليهود بالعدل و القسط ...
مثال آخر لو كان لرجل مسلم جار نصراني و هذا الجار النصراني حصلت مناسبة دنيوية عنده مثل زواج ابنته أو تخرج ابنه من الجامعة ... لا نرى مانعاً يمنع الرجل المسلم تهنئة جاره النصراني بتلك المناسبة الدنيوية .
و هنا يأتي سؤال ماذا لو كانت تلك المناسبة دينية مثل احتفال النصارى بما يُسمى "عيد الميلاد" , الجواب لا يجوز لأن تلك المناسبة المزعومة مرتبطة بحق الله على خلقه و هو التوحيد , فتلك المناسبة فيها سب لله بزعمهم أنهم يحتفلون بميلاد ابن الرب - سبحان ربك رب العزة عما يصفون - ... , لو أن أمي توفيت و جاء جيراني و جعلوا يوم وفاتها عيداً يحتفلون به كل سنة , هل سأهنئهم بعيد فيه إساءة لأمي ؟ بالتأكيد لا ! أليس من باب أولى أن يكون لله مقام في قلوبنا أعلى من مقام أمهاتنا ؟ ....
و الكلام في مثل هذا يطول ..., بانتظار موضوعك ....
جلال دشيشة
16-02-2017, 12:40 AM
الأستاذ جلال الدين الهاملي
المشكلة قطعاً في الفهم , تعمدت طرح تلك النصوص لكي أعرف جذر المشكلة في خلاف وجهة النظر بيني و بينك , و تبين لي لا أنك لا تُفرق في طرحك بين حقوق الله و حقوق الناس و بين ما هو دنيوي و آخروي ....
فمثلاً توحيد الله هو حق من حقوق الله و يُبنى عليه كفر اليهود مثلاً لكن هذا لا يعني أن ننتقص من حقوق اليهود الدنيوية , النبي عليه الصلاة و السلام رغم إيمانه بكفر اليهود و أنهم من أهل النار بعد موتهم ... لكن هذا لم يمنعه من التعامل مع اليهود تعاملات دنيوية بالعدل و القسط ... لا بل مات و درعه مرهون عند رجل يهودي , جاء في الحديث : (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير) , فالنبي كان يتعامل مالياً مع اليهود بالعدل و القسط ...
مثال آخر لو كان لرجل مسلم جار نصراني و هذا الجار النصراني حصلت مناسبة دنيوية عنده مثل زواج ابنته أو تخرج ابنه من الجامعة ... لا نرى مانعاً يمنع الرجل المسلم تهنئة جاره النصراني بتلك المناسبة الدنيوية .
و هنا يأتي سؤال ماذا لو كانت تلك المناسبة دينية مثل احتفال النصارى بما يُسمى "عيد الميلاد" , الجواب لا يجوز لأن تلك المناسبة المزعومة مرتبطة بحق الله على خلقه و هو التوحيد , فتلك المناسبة فيها سب لله بزعمهم أنهم يحتفلون بميلاد ابن الرب - سبحان ربك رب العزة عما يصفون - ... , لو أن أمي توفيت و جاء جيراني و جعلوا يوم وفاتها عيداً يحتفلون به كل سنة , هل سأهنئهم بعيد فيه إساءة لأمي ؟ بالتأكيد لا ! أليس من باب أولى أن يكون لله مقام في قلوبنا أعلى من مقام أمهاتنا ؟ ....
و الكلام في مثل هذا يطول ..., بانتظار موضوعك ....
أخي الفاضل :
هذا الموضوع ناقشته في الأنترنت مع أكثر من عشرين شخصا في مجموعات عامة وخاصة ، وكنتُ حينما أنتهي إلى هذه الاستدلالات :
(( إن الدين عند الله الإسلام )) (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا ))
أحاول إبداء رأيي للطرف الآخر في تأويل هذه النصوص وأمثالها بما يتلاءم مع أهداف القرآن الكريم ، ولا أفصّل القول ، فالتفصيل يجلب أحيانا أسوأ التأويلات والقراءات الخاطئة .
والموضوع الذي أشرتُ إليه ، هو جاهز منذ أكثر من ستة أشهر ، لكنه بحاجة إلى مراجعة في الصياغة وإلى بعض التعديل .
وحتى أكون معك صريحا ، فإني لستُ في موضع يمكن أن يستدرجني فيه التعمّد ، لأنّ النصوص التي استشهدتَ بها هي وتدٌ في المسألة ، وأنا واع جدا بما أقول ـ ولستُ منزها عن الخطأ ـ لكن الحقيقة هي أنّ موضوع التعددية الدينية لا علاقة لها بموضوع حق الله ، وإنما تتعلّق بالعدل الإلهي الذي يُساوي بين كافة المخلوقات في الامتحان ، وهنا يأتي حقّ المخلوق في امتحان عادل ..
الإنسان هو مكرّمٌ من حيث المبدأ ، والناس سواسية في التكريم ، وبالتالي هم سواسية في حق الامتحان الإلهي من كلّ الأوجه .
فالمسيحي واليهودي الذي بَلغَهُ الإسلامُ مُشوّها أو بلغه نقيّا ولم تؤهله مداركه العقلية إلى قبول الإسلام ، ما هو ذنبه إذا رفضَ الإسلام ، ومهما سُقتَ له الأدلة فلن يقتنع ، فهل نقول له " يجب عليك أنْ تقتنع " ؟
إذا قلنا له " يجب عليك أنْ تقتنع " أليس هذا هو الإكراه بعينه ، ولا إكراه في الدين ؟
وإذا تركناه إلى ضميره ومبلغ علمه الذي جعله يطمئن إلى معتقده ، فقد أقررناه على التعددية بناء على مراعاتنا لسوء فهم وقلّه مداركه ، والاحتمال الثالث هو عناد .
إذن المسألة تتصل بالعدل الإلهي ، وما ربك بظلّام للعبيد .
ايهاب الشباطات
16-02-2017, 11:54 AM
أخي الفاضل :
هذا الموضوع ناقشته في الأنترنت مع أكثر من عشرين شخصا في مجموعات عامة وخاصة ، وكنتُ حينما أنتهي إلى هذه الاستدلالات :
(( إن الدين عند الله الإسلام )) (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا ))
أحاول إبداء رأيي للطرف الآخر في تأويل هذه النصوص وأمثالها بما يتلاءم مع أهداف القرآن الكريم ، ولا أفصّل القول ، فالتفصيل يجلب أحيانا أسوأ التأويلات والقراءات الخاطئة .
والموضوع الذي أشرتُ إليه ، هو جاهز منذ أكثر من ستة أشهر ، لكنه بحاجة إلى مراجعة في الصياغة وإلى بعض التعديل .
وحتى أكون معك صريحا ، فإني لستُ في موضع يمكن أن يستدرجني فيه التعمّد ، لأنّ النصوص التي استشهدتَ بها هي وتدٌ في المسألة ، وأنا واع جدا بما أقول ـ ولستُ منزها عن الخطأ ـ لكن الحقيقة هي أنّ موضوع التعددية الدينية لا علاقة لها بموضوع حق الله ، وإنما تتعلّق بالعدل الإلهي الذي يُساوي بين كافة المخلوقات في الامتحان ، وهنا يأتي حقّ المخلوق في امتحان عادل ..
الإنسان هو مكرّمٌ من حيث المبدأ ، والناس سواسية في التكريم ، وبالتالي هم سواسية في حق الامتحان الإلهي من كلّ الأوجه .
فالمسيحي واليهودي الذي بَلغَهُ الإسلامُ مُشوّها أو بلغه نقيّا ولم تؤهله مداركه العقلية إلى قبول الإسلام ، ما هو ذنبه إذا رفضَ الإسلام ، ومهما سُقتَ له الأدلة فلن يقتنع ، فهل نقول له " يجب عليك أنْ تقتنع " ؟
إذا قلنا له " يجب عليك أنْ تقتنع " أليس هذا هو الإكراه بعينه ، ولا إكراه في الدين ؟
وإذا تركناه إلى ضميره ومبلغ علمه الذي جعله يطمئن إلى معتقده ، فقد أقررناه على التعددية بناء على مراعاتنا لسوء فهم وقلّه مداركه ، والاحتمال الثالث هو عناد .
إذن المسألة تتصل بالعدل الإلهي ، وما ربك بظلّام للعبيد .
الأستاذ جلال الدين الهاملي :
1. عندما قلت أنني تعمدت طرح تلك النصوص لم يكن في قصدي أن أستدرجك ! بل فهم أصل الخلاف بين رأيي و رأيك -root of problem كما يقال في فن problem solving - لأن المشكلة كانت عندي في عدم فهم ما ترمي إليه بدايةً ... و إلا فليس مثلك من يُستدرج و ليس مثلي من ينصب كمائناً في الحوار ... أنت و أنا أكبر من ذلك ....
2. لا أتفق معك في عُذر تارك الإسلام بعد بلوغه إياه , فما ترك أحد التوحيد إلا بسبب أهواء دنيوية محضة ..., وجهة نظري بينتها كاملة في مقال -أو كتاب - جديد بعد تنقيحه بعنوان التوحيد و العقل :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=86868
لعل فيه إجابات -بعد تنقيحه- على أسئلتك السابقة .
جلال دشيشة
17-02-2017, 09:40 PM
الأستاذ جلال الدين الهاملي :
1. عندما قلت أنني تعمدت طرح تلك النصوص لم يكن في قصدي أن أستدرجك ! بل فهم أصل الخلاف بين رأيي و رأيك -root of problem كما يقال في فن problem solving - لأن المشكلة كانت عندي في عدم فهم ما ترمي إليه بدايةً ... و إلا فليس مثلك من يُستدرج و ليس مثلي من ينصب كمائناً في الحوار ... أنت و أنا أكبر من ذلك ....
2. لا أتفق معك في عُذر تارك الإسلام بعد بلوغه إياه , فما ترك أحد التوحيد إلا بسبب أهواء دنيوية محضة ..., وجهة نظري بينتها كاملة في مقال -أو كتاب - جديد بعد تنقيحه بعنوان التوحيد و العقل :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=86868
لعل فيه إجابات -بعد تنقيحه- على أسئلتك السابقة .
القراءة جارية ...
سأسجل ملاحظاتي .
مشكور
جلال دشيشة
21-02-2017, 11:29 AM
الأستاذ جلال الدين الهاملي :
1. عندما قلت أنني تعمدت طرح تلك النصوص لم يكن في قصدي أن أستدرجك ! بل فهم أصل الخلاف بين رأيي و رأيك -root of problem كما يقال في فن problem solving - لأن المشكلة كانت عندي في عدم فهم ما ترمي إليه بدايةً ... و إلا فليس مثلك من يُستدرج و ليس مثلي من ينصب كمائناً في الحوار ... أنت و أنا أكبر من ذلك ....
2. لا أتفق معك في عُذر تارك الإسلام بعد بلوغه إياه , فما ترك أحد التوحيد إلا بسبب أهواء دنيوية محضة ..., وجهة نظري بينتها كاملة في مقال -أو كتاب - جديد بعد تنقيحه بعنوان التوحيد و العقل :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=86868
لعل فيه إجابات -بعد تنقيحه- على أسئلتك السابقة .
الأخ الكريم إيهاب :
كلام الفيلسوف "هربرت سبنسر " لا ينطبق على سُنّة الاختلاف الكونية ، إنما يتوجّه إلى المسبقات وخلفيات التفكير والتصورات الذهنية الخاطئة التي تشكّل عائقا أما التقدم في الحوار والتواصل وأخذ الانطباع الإيجابي ..
ولا يصح تنزيل كلامه على موضوعنا ، لأنه سيكون أوّل ضحية للتصوّر المسبق ، هذا على الأقل .
وحتى أكون مستندا لمرجع فيما تقرر ، فإني أتركك مع شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي يمثل الإسلام الوسطي ، وأتمنى ألّا تفهم أنّ هذه كهنوتية ، فالإسلام له مؤسساته المُعبّرة عنه ، وبخاصة عندما يتصل الأمر بعالميته وسماحته ورحمته ، وأعتقد أنّ الأزهر الشريف هو رائدٌ في هذا .
https://www.youtube.com/watch?v=KPFM_jP3Pxc
ايهاب الشباطات
04-03-2017, 10:50 PM
الأخ الكريم إيهاب :
كلام الفيلسوف "هربرت سبنسر " لا ينطبق على سُنّة الاختلاف الكونية ، إنما يتوجّه إلى المسبقات وخلفيات التفكير والتصورات الذهنية الخاطئة التي تشكّل عائقا أما التقدم في الحوار والتواصل وأخذ الانطباع الإيجابي ..
ولا يصح تنزيل كلامه على موضوعنا ، لأنه سيكون أوّل ضحية للتصوّر المسبق ، هذا على الأقل .
وحتى أكون مستندا لمرجع فيما تقرر ، فإني أتركك مع شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي يمثل الإسلام الوسطي ، وأتمنى ألّا تفهم أنّ هذه كهنوتية ، فالإسلام له مؤسساته المُعبّرة عنه ، وبخاصة عندما يتصل الأمر بعالميته وسماحته ورحمته ، وأعتقد أنّ الأزهر الشريف هو رائدٌ في هذا .
https://www.youtube.com/watch?v=KPFM_jP3Pxc
الأستاذ جلال الدين الهاملي
مع تحفظي على الأزهر و شيخه و مصطلح "الإسلام الوسطي" ... فليس هذا هنا هو موضوعنا ...
1. "التوحيد و العقل" لا يدور حول قول فيلسوف ! و معاذ الله أن ألزم الناس بقول فيلسوف , و من قرأ "التوحيد و العقل" يدرك ذلك ..., بالنسبة للفيديو الذي وضعته فهو يدور حول أهل الفترة و حكمهم , و قد قلت في "التوحيد و العقل" بالحرف : "وحساب أهل الفترة الذين لم يبلغهم الرسل على الله" , لكنني مختلف معك في إدخال الغرب من ضمن أهل الفترة , و أعلم أن لك سنداً في هذا القول من قول شيخ الأزهر و غيره كما أن لي سنداً من قول العلماء أيضاً , و لا أريد أن أدخل في نقاش يطول في هذا الموضوع فليس هو بيت القصيد في أصل خلاف الرأي , و أنما أصل الخلاف أوضحه في النقطة التالية :
2. حتى لو سلمنا جدلاً أن غير المسلمين في الغرب و غيره هم من أهل الفترة فهذا لا ينفي الحقائق التالية :- أولاً : ما هم عليه من عقائد مخالفة للإسلام هي عقائد باطلة فاسدة كفرية لم يرضها الله و لم يقبل بها لعباده قال تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ " و قال تعالى " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ " ... فالله لا يرضى عقائد النصرانية و اليهودية و الإلحاد لعباده ... مجرد الوجود لا يعني القبول , فوجود عقوق الوالدين و الزنا و القتل ... بين البشر لا يعني أن الله يرضاه ! و أن الاختلاف بين المجرمين و المحسنين هو أمر طبيعي قرره الله و ارتضاه لعباده ! ... خلاصة القول أن تلك العقائد تُسمى كفراً بغض النظر عن حكم أصحابها هم من المعذورين أم لا .
ثانياً :غير المسلمين سواء كانوا من أهل الفترة المعذورين أم لا , تجري عليهم أحكام أهل الكفر و لا تجري عليهم أحكام أهل الإسلام في الحياة الدنيا , تماماً كما أن المنافقين تجري عليهم أحكام أهل الإسلام في الحياة الدنيا و لا تجري عليهم في الحياة الآخرة .
ثالثاً : إذا كان من في الغرب لا يعرفون الإسلام فهذا يعني أن حوالي أربعين مليون في الغرب من المسلمين آثمون شرعاً بشكل خاص و بقية مسلمي العالم بشكل عام بمن فيهم الأزهر و شيخه .
و حتى شيخ الأزهر يؤكد هذا الكلام !
https://www.youtube.com/watch?v=gzq1OBOfj38
جلال دشيشة
06-03-2017, 01:16 PM
الأستاذ جلال الدين الهاملي
مع تحفظي على الأزهر و شيخه و مصطلح "الإسلام الوسطي" ... فليس هذا هنا هو موضوعنا ...
1. "التوحيد و العقل" لا يدور حول قول فيلسوف ! و معاذ الله أن ألزم الناس بقول فيلسوف , و من قرأ "التوحيد و العقل" يدرك ذلك ..., بالنسبة للفيديو الذي وضعته فهو يدور حول أهل الفترة و حكمهم , و قد قلت في "التوحيد و العقل" بالحرف : "وحساب أهل الفترة الذين لم يبلغهم الرسل على الله" , لكنني مختلف معك في إدخال الغرب من ضمن أهل الفترة , و أعلم أن لك سنداً في هذا القول من قول شيخ الأزهر و غيره كما أن لي سنداً من قول العلماء أيضاً , و لا أريد أن أدخل في نقاش يطول في هذا الموضوع فليس هو بيت القصيد في أصل خلاف الرأي , و أنما أصل الخلاف أوضحه في النقطة التالية :
2. حتى لو سلمنا جدلاً أن غير المسلمين في الغرب و غيره هم من أهل الفترة فهذا لا ينفي الحقائق التالية :- أولاً : ما هم عليه من عقائد مخالفة للإسلام هي عقائد باطلة فاسدة كفرية لم يرضها الله و لم يقبل بها لعباده قال تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ " و قال تعالى " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ " ... فالله لا يرضى عقائد النصرانية و اليهودية و الإلحاد لعباده ... مجرد الوجود لا يعني القبول , فوجود عقوق الوالدين و الزنا و القتل ... بين البشر لا يعني أن الله يرضاه ! و أن الاختلاف بين المجرمين و المحسنين هو أمر طبيعي قرره الله و ارتضاه لعباده ! ... خلاصة القول أن تلك العقائد تُسمى كفراً بغض النظر عن حكم أصحابها هم من المعذورين أم لا .
ثانياً :غير المسلمين سواء كانوا من أهل الفترة المعذورين أم لا , تجري عليهم أحكام أهل الكفر و لا تجري عليهم أحكام أهل الإسلام في الحياة الدنيا , تماماً كما أن المنافقين تجري عليهم أحكام أهل الإسلام في الحياة الدنيا و لا تجري عليهم في الحياة الآخرة .
ثالثاً : إذا كان من في الغرب لا يعرفون الإسلام فهذا يعني أن حوالي أربعين مليون في الغرب من المسلمين آثمون شرعاً بشكل خاص و بقية مسلمي العالم بشكل عام بمن فيهم الأزهر و شيخه .
و حتى شيخ الأزهر يؤكد هذا الكلام !
https://www.youtube.com/watch?v=gzq1OBOfj38
ــ أهل الغرب ــ كما أكّد شيخ الأزهر ـ يُقاسون على أهل الفترة بجامع انعدام المعلومة أو وجود المعلومة المُشوّهة ، والعدالة الإلهية المطلقة دقيقة جدا ولا يعزب عنها شيءٌ ولا يخالطُها ما يخالط البشر من المزاجية والعدوانية والنسيان والتشابه ...إلخ .
ــ نعم ، الله لا يرضى العقائد الباطلة ، لكن هل شرَعَ أحكاما ضد أهلها وهم مسالمون ؟ هاتوا برهانكم ، فالله يؤكد العكس من خلال : لتعارفوا ــ وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ــ والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب ..إلخ .
فعندما تقول ـ أخي الفاضل ـ : " مجرد الوجود لا يعني القبول " فما جدوى إنْ قرّرنا القبول أو عدم القبول ، طالما أنّه : لا إكراه في الدين ــ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ...؟
هل عدم القبول يعني ــ مثلا ــ استئصال كفرهم ؟ هذا اعتداءٌ مُحرّمٌ .
أم يعني بُغضهم ، وهذا خلاف ما قرّره القرآن (( عسى الله أنْ يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منه مودة )) (( أنْ تبرّوهم ،،)) وفي آية الزواج (( وجعل بينكم مودة ورحمة )) .
ماذا تريد أنْ تقول بالضبط ؟
ــ أمّا كلام شيخ الأزهر ، فقد أسيء فهمُه ، ويبدو أنّ صاحب الفيديو الذي أدرجه ، قصَد مغالطة الناس ، أو لم يفهم مراد الشيخ .
غاية ما في الأمر ؛ أنّ الكفرَ يكون تُهمة وإدانة إذا صَحبَهُ عُدوان ، وهذا هو الذي تجري على أهله الأحكام
أمّا الكفر الذي عناه شيء الأزهر فقد وضّحه الأستاذ المفكر " محمد عمارة " في كتابه : الإسلام والآخر ( مع بعض التحفظ ) حيث يقول :
( .. وإذا كان تحرير وتحديد المفاهيم - مفاهيم المصطلحات - هو الطريق الآمن لأي حوار حقيقي، بل ولاكتشاف مساحات الاتفاق والاختلاف بين مختلف الفرقاء - فلنبدأ بتحرير مضمون ومفهوم مصطلح "التكفير".
إن "الكفر" هو نقيض "الإيمان"؛ فكل مؤمن بشيء هو بالضرورة كافر وجاحد ومنكر لنقيض هذا الشيء؛ فالمؤمن بالتثليث كافر بالتوحيد، والمؤمن بالتوحيد كافر ومنكر لعقيدة أن عزيرًا ابن الله، والعكس صحيح.
والمؤمن بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، منكِر وجاحد وكافر بأن عيسى ابن الله، وإله، والعكس صحيح، والمنكر لكون القرآن الكريم وحيًا إلهيًّا، ولكون محمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا، هو بالضرورة كافر بالإسلام دينًا سماويًّا.
وكذلك الحال في ميدان المذاهب والفلسفات و"الأيدلوجيات"؛ فالمؤمن بالفاشية والنازية كافر بالديمقراطية، والعكس صحيح، والمؤمن بالشيوعية كافر بالليبرالية، والعكس صحيح؛ فكل مؤمن بشيء هو كافر بنقيضه؛ أي إن كل إنسان من غير اللاأدريين هو في الحقيقة مؤمن وكافر في ذات الوقت؛ فالكفر ليس سبَّةً ولا نقيصة بإطلاق وتعميم، ولكن المعيار هو كفر بماذا؟ وكذلك الإيمان، ليس ميزة وإيجابية بإطلاق وتعميم، وإنما العبرة فيه هي: الإيمان بماذا؟
ولقد عبَّر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة، التي يجهلها البعض، ويتجاهلها الكثيرون، عندما صور الإيمان والكفر وجهين لعملة واحدة، فقال: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].
فكل مؤمن بالله الواحد الأحد هو كافر بالطاغوت والطواغيت، والعكس صحيح.) انتهى .
وبما أنّ الكفر ليس سُبّة ، فما جدوى التراشق بالتكفير ؟ الله يفصل بينهم يوم القيامة .
لماذا لا نبحث عن المشتركات ونبني مجتمعاتنا في ظل تنوعنا ، كما هي أوروبا ؟
ايهاب الشباطات
21-03-2017, 12:53 PM
ــ أهل الغرب ــ كما أكّد شيخ الأزهر ـ يُقاسون على أهل الفترة بجامع انعدام المعلومة أو وجود المعلومة المُشوّهة ، والعدالة الإلهية المطلقة دقيقة جدا ولا يعزب عنها شيءٌ ولا يخالطُها ما يخالط البشر من المزاجية والعدوانية والنسيان والتشابه ...إلخ .
ــ نعم ، الله لا يرضى العقائد الباطلة ، لكن هل شرَعَ أحكاما ضد أهلها وهم مسالمون ؟ هاتوا برهانكم ، فالله يؤكد العكس من خلال : لتعارفوا ــ وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ــ والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب ..إلخ .
فعندما تقول ـ أخي الفاضل ـ : " مجرد الوجود لا يعني القبول " فما جدوى إنْ قرّرنا القبول أو عدم القبول ، طالما أنّه : لا إكراه في الدين ــ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ...؟
هل عدم القبول يعني ــ مثلا ــ استئصال كفرهم ؟ هذا اعتداءٌ مُحرّمٌ .
أم يعني بُغضهم ، وهذا خلاف ما قرّره القرآن (( عسى الله أنْ يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منه مودة )) (( أنْ تبرّوهم ،،)) وفي آية الزواج (( وجعل بينكم مودة ورحمة )) .
ماذا تريد أنْ تقول بالضبط ؟
ــ أمّا كلام شيخ الأزهر ، فقد أسيء فهمُه ، ويبدو أنّ صاحب الفيديو الذي أدرجه ، قصَد مغالطة الناس ، أو لم يفهم مراد الشيخ .
غاية ما في الأمر ؛ أنّ الكفرَ يكون تُهمة وإدانة إذا صَحبَهُ عُدوان ، وهذا هو الذي تجري على أهله الأحكام
أمّا الكفر الذي عناه شيء الأزهر فقد وضّحه الأستاذ المفكر " محمد عمارة " في كتابه : الإسلام والآخر ( مع بعض التحفظ ) حيث يقول :
( .. وإذا كان تحرير وتحديد المفاهيم - مفاهيم المصطلحات - هو الطريق الآمن لأي حوار حقيقي، بل ولاكتشاف مساحات الاتفاق والاختلاف بين مختلف الفرقاء - فلنبدأ بتحرير مضمون ومفهوم مصطلح "التكفير".
إن "الكفر" هو نقيض "الإيمان"؛ فكل مؤمن بشيء هو بالضرورة كافر وجاحد ومنكر لنقيض هذا الشيء؛ فالمؤمن بالتثليث كافر بالتوحيد، والمؤمن بالتوحيد كافر ومنكر لعقيدة أن عزيرًا ابن الله، والعكس صحيح.
والمؤمن بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، منكِر وجاحد وكافر بأن عيسى ابن الله، وإله، والعكس صحيح، والمنكر لكون القرآن الكريم وحيًا إلهيًّا، ولكون محمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا، هو بالضرورة كافر بالإسلام دينًا سماويًّا.
وكذلك الحال في ميدان المذاهب والفلسفات و"الأيدلوجيات"؛ فالمؤمن بالفاشية والنازية كافر بالديمقراطية، والعكس صحيح، والمؤمن بالشيوعية كافر بالليبرالية، والعكس صحيح؛ فكل مؤمن بشيء هو كافر بنقيضه؛ أي إن كل إنسان من غير اللاأدريين هو في الحقيقة مؤمن وكافر في ذات الوقت؛ فالكفر ليس سبَّةً ولا نقيصة بإطلاق وتعميم، ولكن المعيار هو كفر بماذا؟ وكذلك الإيمان، ليس ميزة وإيجابية بإطلاق وتعميم، وإنما العبرة فيه هي: الإيمان بماذا؟
ولقد عبَّر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة، التي يجهلها البعض، ويتجاهلها الكثيرون، عندما صور الإيمان والكفر وجهين لعملة واحدة، فقال: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].
فكل مؤمن بالله الواحد الأحد هو كافر بالطاغوت والطواغيت، والعكس صحيح.) انتهى .
وبما أنّ الكفر ليس سُبّة ، فما جدوى التراشق بالتكفير ؟ الله يفصل بينهم يوم القيامة .
لماذا لا نبحث عن المشتركات ونبني مجتمعاتنا في ظل تنوعنا ، كما هي أوروبا ؟
ما أستشهدت به من كلام محمد عمارة هو حجة عليك و ليست لك لو كنت تعقله ..., و أما طعنك في القرآن - جهلاً منك أو خبثاً- بقولك : "صور الإيمان والكفر وجهين لعملة واحدة" !!!! فلا تعليق له عندي .
و كل اللف و الدوران في محاولة جعل الكفر أمراً عادياً ... فيكفينا قوله تعالى : "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
أترك هذا الحوار و فيه الدلائل لكل باحث عن حقيقة و طالب حق , و لو كنت أعرف أنك من جماعة مؤتمر غروزني لما ضيعت وقتي معك من البداية ....
جلال دشيشة
23-03-2017, 01:41 PM
ما أستشهدت به من كلام محمد عمارة هو حجة عليك و ليست لك لو كنت تعقله
أين بالضبط الحجة على ما أقول أيها العاقل الحكيم ؟ أريد تحديدا .
و أما طعنك في القرآن - جهلاً منك أو خبثاً- بقولك : "صور الإيمان والكفر وجهين لعملة واحدة" !!!! فلا تعليق له عندي .
لو كنتَ حقا منتبها لِمَا تقرأ لمَا نسبتَ إليّ هذا الكلام "صور الإيمان والكفر وجهين لعملة واحدة" الذي هو من كلام الأستاذ محمد عمارة ، وقد أكّدتُ في بداية النص قبل نقل كلامه بهذه العبارة ( مع بعض التحفظ ) أرجوك راجع النص جيدا.
و كل اللف و الدوران في محاولة جعل الكفر أمراً عادياً ... فيكفينا قوله تعالى : "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
هذه هي الحقيقة ، شئنا أم أبينا ، الكفر الذي أدانه القرآن هو المقرون بالعدوان ، ولنْ تجد في كتاب الله أو سُنة رسول الله ص أو عمل الصحابة رض جميعا ، إدانة للكفر بلا عدوان { من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } ثم أدان الظلم بقوله { إنا أعتدنا للظالمين نارا..} .
أتحداك ، وليس من أدب الحوار التحدي ، لكني مضطر لذلك ، أتحداك أنْ تُثبتَ لي أنّ الإسلام الدين السمح أدان الكفار وهم مسالمون في ظروف تخلو من الحروب والفتن ، ارجع البصر كرّات ، سينقلب حسيرا .
وسأعطيك قاعدة نفيسة ، تختصر لك قراءة عشرات المجلدات وهي : كلّ كفر أدانه القرآن أو السنّة النبوية فهو مقترن بظلم أو عدوان أو نيّة فاسدة أو تخطيط ماكر ...إلخ مما يتعدّى ضرره إلى الآخرين ، أما مجرد الكفر فهو متروك ليوم الحساب { لكم دينكم ولي دين } { الله يفصل بينهم يوم القيامة ..} وأمثالها من الآيات .
وقد أثبتُ لك بأنّ الكفر لو كان مُدانا بحد ذاته ؛ لمَا جاز ابتداء إباحة الزواج بالكتابية أو التعامل مع أهل الكتاب ، وغير ذلك من الأمثلة المعروفة لدى الجميع .
ولا يعني هذا تمجيد الكفر ، ولكنه التعايش مع الآخر ، واحترام سُنّة الاختلاف التي لا نملك دفعها .
أترك هذا الحوار و فيه الدلائل لكل باحث عن حقيقة و طالب حق , و لو كنت أعرف أنك من جماعة مؤتمر غروزني لما ضيعت وقتي معك من البداية ....
أنا أعتز بأني من أهل السنة والجماعة الأشاعرة ، رغم أنّ هذه الشعارات ما هي إلا تنظيمية ، وإلا فأنا مسلم كما قال تعالى { هو سماكم المسلمين من قبل } .
وإذا أردتَ الانسحاب ، فلا إكراه في الحوار ، لكن يجب أنْ نتحمّل المسؤولية قبل الدخول فيه .
وشكرا جزيلا ، وبارك الله فيك .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir