المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُبارك



نجود بلعالية
23-08-2016, 12:26 PM
أحدّق في المَلامح المُجعّدة التي تُقابلني، بيني وبين هذه الوجوه غُربة أعوام ، أُطالعها وكأني بها تنكرني وأنكرها ..
- قَدرٌ في النهاية أن نجتمع في طابور واحد ... المَرضُ للجميع.
أتحسس تلك الإبرة التي تخترق يدي وأعود لمطالعة الباب الذي يُقابلني ، خلف هذا الباب ستستجدُّ أمور كثيرة ، ثمة تفاصيل حاسمة لمسار الحياة القادمة .
أدور ...وأدور في بوتقة لا أخرج منها إلا إلي ، تتزاحم وساوسي وافتراضاتي:
- ماذا لو ...؟
وأعود لواقع اللحظة على ذِكر اسمي ، حان دوري ، أجرُّ قَدَمَيَّ نحو الداخل بمزيج من اللهفة والتثاقل ...لحظات فاصلة...
- كلُّ شيء صار جليًا.
يَجول خيالي في إعاقة الأيام القادمة وأحبس دمعة تكاد تنهمر .
أجرُّ خطواتي نحو الخارج في خيبة مريرة قبل أن يبادرني الطبيب مجددا:
- مبارك عليك .
أحدّق فيه وكأنّما أحاول أن أجد محلّا مناسبا لكلمته :
- أنسمع مثل هذا في لجج مصائبنا !؟
وألمح للمرة الأولى كرسيّه المتحرّك ويده اليسرى المتصلّبة .. الاصطناعية .
- حقًّا مُبارك على ما تَبَقّى وسَلم .

حنيف النفيعي
24-08-2016, 03:22 AM
جميل ما خطّتهُ أناملك

شكراً لك أستاذة / إبتسام

ناديه محمد الجابي
24-08-2016, 06:55 PM
وكأني بصاحب قصتك عائدا من الحرب بعد أعوام إغتراب بألام مرض وإصابة
ويؤكد له الطبيب مخاوفه فيجول خياله في أعاقة دائمة ستصاحب الأيام القادمة
فهم بالخروج وهو يحبس دموعه ، ليجد الطبيب يبارك له .. فيتعجب ، ويتسائل
ولكنه يجد أن الطبيب نفسه لم يسلم من الخطب فهو مقعد وفاقد ليده ، ولكنه راض
بالخطب شاكرا لله على ما تبقى وسلم.
ذكرتني قصتك بقصة عروة بن الزبير: فقد توفى ابنه وفاةً غاية في الصعوبة إذ دهسته
الخيل بأقدامها، وقُطِعت قدم عروة في نفس يوم الوفاة، فاحتار الناس على أي شيءٍ يعزونه..
على فقد ابنه أم على قطع رجله؟
فدخلوا عليه، فقال: "اللهم لك الحمد، أعطيتني أربعة أعضاء.. أخذت واحدًا وتركت ثلاثة..
فلك الحمد؛ وكان لي سبعة أبناء.. أخذت واحدًا وأبقيت ستة.. فلك الحمد؛ لك الحمد على ما أعطيت،
ولك الحمد على ما أخذت،أشهدكم أنِّى راضٍ عن ربي " .
أداء متقن ، وعمق في الرؤية، وحرف جميل
بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري. :001:

أحمد العكيدي
25-08-2016, 03:43 PM
هي أشياء قد يصاب بها أي كان، نتمنى من الله العفو والعافية.
تحياتي وتقديري

عباس العكري
25-08-2016, 06:47 PM
مبارك

https://4.bp.blogspot.com/-ZAtbxT6dETY/V78g2EG4hoI/AAAAAAAAEZM/sVwoTwFqX9gmj4ZZhwWeqhPGYQruHQl6wCLcB/s1600/%25D9%2585%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2583 .png

يجيش النص بمشاعر الحزن على فقدان الإنسان أعز ما يملكه، أعني الصحة والعافية، بمرور الزمن وتكالب الأمراض، فتغير الحال إلى إعاقة مستمرة، ولذا كيف يقابل الإنسان ظرفه المستجد وكيف يصبر، هو نص يثير لواعجا يكمن الحل فيها بالشكر على ما نملك بدلا من الحسرة على ما فات

عمر الصالح
26-08-2016, 12:25 AM
لغة راقية..

سرد ماتع..

جو نفسى مرسوم بحرفية عالية..

هى قصة إنسانية .. وفيها إنسانية القصة..

رائعة فى كل شئ حتى الرضا على بعض المصائب امام الكل!

تقديرى وإحترامى

عمر

نجود بلعالية
27-08-2016, 02:54 PM
جميل ما خطّتهُ أناملك

شكراً لك أستاذة / إبتسام


وجميل هو حضورك أستاذ حنيف
تحية تليق’

نجود بلعالية
27-08-2016, 02:57 PM
وكأني بصاحب قصتك عائدا من الحرب بعد أعوام إغتراب بألام مرض وإصابة
ويؤكد له الطبيب مخاوفه فيجول خياله في أعاقة دائمة ستصاحب الأيام القادمة
فهم بالخروج وهو يحبس دموعه ، ليجد الطبيب يبارك له .. فيتعجب ، ويتسائل
ولكنه يجد أن الطبيب نفسه لم يسلم من الخطب فهو مقعد وفاقد ليده ، ولكنه راض
بالخطب شاكرا لله على ما تبقى وسلم.
ذكرتني قصتك بقصة عروة بن الزبير: فقد توفى ابنه وفاةً غاية في الصعوبة إذ دهسته
الخيل بأقدامها، وقُطِعت قدم عروة في نفس يوم الوفاة، فاحتار الناس على أي شيءٍ يعزونه..
على فقد ابنه أم على قطع رجله؟
فدخلوا عليه، فقال: "اللهم لك الحمد، أعطيتني أربعة أعضاء.. أخذت واحدًا وتركت ثلاثة..
فلك الحمد؛ وكان لي سبعة أبناء.. أخذت واحدًا وأبقيت ستة.. فلك الحمد؛ لك الحمد على ما أعطيت،
ولك الحمد على ما أخذت،أشهدكم أنِّى راضٍ عن ربي " .
أداء متقن ، وعمق في الرؤية، وحرف جميل
بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري. :001:

القديرة نادية ..
حضورك الجميل أثرى القصة
سعيدة أن حظيت بتعليق منك

نجود بلعالية
27-08-2016, 02:58 PM
هي أشياء قد يصاب بها أي كان، نتمنى من الله العفو والعافية.
تحياتي وتقديري


ويبقى أن صبر هذا يختلف أن ذاك
بوركت

نجود بلعالية
27-08-2016, 03:05 PM
مبارك

https://4.bp.blogspot.com/-ZAtbxT6dETY/V78g2EG4hoI/AAAAAAAAEZM/sVwoTwFqX9gmj4ZZhwWeqhPGYQruHQl6wCLcB/s1600/%25D9%2585%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2583 .png

يجيش النص بمشاعر الحزن على فقدان الإنسان أعز ما يملكه، أعني الصحة والعافية، بمرور الزمن وتكالب الأمراض، فتغير الحال إلى إعاقة مستمرة، ولذا كيف يقابل الإنسان ظرفه المستجد وكيف يصبر، هو نص يثير لواعجا يكمن الحل فيها بالشكر على ما نملك بدلا من الحسرة على ما فات

القدير عباس
حقيقة تفاجأت وسعدت كثيرا بالتصميم الإحترافي الذي لخّص المشهد ... ممتنة جدا جدا ..بارك الله فيك
ولقراءتك أيضا التي أضفت على الموضوع جمالا
شكرا جزيلا لك

نجود بلعالية
27-08-2016, 03:08 PM
لغة راقية..

سرد ماتع..

جو نفسى مرسوم بحرفية عالية..

هى قصة إنسانية .. وفيها إنسانية القصة..

رائعة فى كل شئ حتى الرضا على بعض المصائب امام الكل!

تقديرى وإحترامى

عمر

أستاذ عمر
لهذا الحضور وزنه
وافر شكري
ممتنة حقا

آمال المصري
13-11-2016, 12:11 AM
كان يجر قدمه نحو الداخل ولا يعرف أن طبيبه أشد إعاقة منه
فأيقن لم استحق المباركة على ما تبقى وسلم
نص مؤثث بالشجن بلغة فائقة الجمال أجدت وأبدعت نسجه وسرده وحبكته أديبتنا الفاضلة فشكرا لك
ومرحبا بك في واحتك
تحية وتقدير