المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عطر و ذكر



عبده فايز الزبيدي
26-08-2016, 03:58 PM
من باب تنزيه مقام النبوة العلية و الرسالة السّنية نورد هنا أمورا مع توضيحها :

1. هل يجوز القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان فقيراً؟.

الإجابــة :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز هذا القول إن قصد به التنقيص من النبي صلى الله عليه وسلم ويؤدب قائله، فقد جاء في التاج والإكليل للمواق: قال مالك في رجل عيره رجل بالفقر: فقال أتعيرني بالفقر وقد رعى النبي صلى الله عليه وسلم الغنم، فقال مالك: عرض بذكر النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضعه أرى أن يؤدب. انتهى.

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فقيراً من ناحية الواقع فقد امتن الله عليه بقوله: وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى { الضحى: 8}.

وقد ترك بعد موته بساتين وأموالاً بالمدينة وفدك، وقد كان من أدعيته صلى الله عليه وسلم المأثورة: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم وغيره.

ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: اقض عنا الدين وأغننا من الفقر. رواه مسلم.

وفي سنن النسائي عن مسلم بن أبي بكرة: قال: كان أبي يقول في دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر، فكنت أقولهن، فقال أبي: أي بني عمن أخذت هذا؟ قلت: عنك، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولهن في دبر الصلاة. قال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد.

ولا يعارض هذا الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه في سننه، عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين. فالمسكنة في دعائه صلى الله عليه وسلم إنما تعني: الذلة والافتقار إلى الله، إرشاداً لأمته إلى استشعار التواضع والاحتراز عن الكبر والنخوة، وفي معناه يقول المباركفوري في شرح الترمذي: فأراد صلى الله عليه وسلم بذلك إظهار تواضعه وافتقاره إلى ربه إرشاداً لأمته إلى استشعار التواضع والاحتراز عن الكبر والنخوة، وأراد بذلك التنبيه على علو درجات المساكين وقربهم من الله تعالى، قال الطيبي ـ رحمه الله ـ لكن لم يسأل مسكنة ترجع للقلة، بل للإخبات والتواضع والخشوع.

وفي النهاية في غريب الأثر: اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين ـ أراد به التواضع والإخبات وأن لا يكون من الجبارين المتكبرين.

وفي تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: ومعنى المسكنة في قوله: احشرني مسكيناً ـ التواضع والإخبات كأنه سأل الله تعالى أن لا يجعله من الجبارين والمتكبرين ولا يحشره في زمرتهم، والمسكنة حرف مأخوذ من السكون يقال تمسكن الرجل إذا لان وتواضع وخشع وخضع، ومن الدليل على ما أقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان سأل الله عز وجل المسكنة التي هي الفقر لكان الله تعالى قد منعه ما سأله، لأنه قبضه غنياً موسراً بما أفاء الله عز وجل عليه وإن كان لم يضع درهماً على درهم، ولا يقال لمن ترك مثل بساتينه بالمدينة وأمواله ومثل فدك إنه مات فقيراً والله عز وجل يقول: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ـ والعائل الفقير كان له عيال، أو لم يكن، والمعيل ذو العيال كان له مال أو لم يكن، فحال النبي صلى الله عليه وسلم عند مبعثه وحاله عند مماته يدلان على ما قال الله عز وجل، لأنه بعث فقيراً وقبض غنياً، ويدل على أن المسكنة التي كان يسألها ربه عز وجل ليست بالفقر. انتهى.

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=144073

جلال دشيشة
26-08-2016, 04:41 PM
قد يُبتلى النبي به ـ أحيانا ـ اختبارا ، ويكون منه اختيارا ليتعلم الناس خطورة الطغيان بعد الغنى { إن الإنسان ليطغى أنْ رآه استغنى } والله أعلم .

عبده فايز الزبيدي
26-08-2016, 06:26 PM
قد يُبتلى النبي به ـ أحيانا ـ اختبارا ، ويكون منه اختيارا ليتعلم الناس خطورة الطغيان بعد الغنى { إن الإنسان ليطغى أنْ رآه استغنى } والله أعلم .

هل تقصد غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟

جلال دشيشة
26-08-2016, 09:24 PM
هل تقصد غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟


لمْ أفهمْ سؤالك ، أرجو التوضيح ؟
:002:

عبده فايز الزبيدي
26-08-2016, 11:04 PM
قد يُبتلى النبي به ـ أحيانا ـ اختبارا ، ويكون منه اختيارا ليتعلم الناس خطورة الطغيان بعد الغنى { إن الإنسان ليطغى أنْ رآه استغنى } والله أعلم .

سنبدأ من كلامك:
كلمة النبي التي في كلامك ، تعني بها محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيَّ نبي من الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين.

جلال دشيشة
26-08-2016, 11:29 PM
سنبدأ من كلامك:
كلمة النبي التي في كلامك ، تعني بها محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيَّ نبي من الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين.


شكرا على التوضيح أخي الفاضل .
بما أنّ الموضوع عن النبي محمد ص ، فإنه هو المقصود .
لكن هل كلامي احتمل شيئا آخر ؟
بوركت

عبده فايز الزبيدي
27-08-2016, 01:32 AM
شكرا على التوضيح أخي الفاضل .
بما أنّ الموضوع عن النبي محمد ص ، فإنه هو المقصود .
لكن هل كلامي احتمل شيئا آخر ؟
بوركت

الكلام الرباني واضح : ( و وجدك عائلاً فأغنى) .
و على طريقتك ، الواضح ما يحتاج زيادة مفهومية :wow:

ناديه محمد الجابي
27-08-2016, 11:15 AM
أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار الآخرة عن الدنيا، وقد خيّر بين أن يكون مَلِكاً أو يكون عبداً، فاختار أن يكون عبداً،
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم تأتيه خيرات كثيرة فكان لا يتركها بين يديه حتى يوزعها وينفقها في سبيل الله،
ومواقفه  معروفة لا تحتاج إلى إيراد، ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم وحرصه على طلب الآخرة أنه كان يعطي
عطاءً من لا يخشى الفاقة، حتى أنه على كثرة ما يأتيه من الخير إلا أن بيته كان لا يوقد فيه نار حيث كان يعيش
على الأسودين كما ورد ذلك عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول:(والله يا ابن أختي إن كنا
لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه
وسلم نار،قلت يا خالة:فما كان يعيشكم؟ قالت:الأسودان؛التمر والماء..)(رواه البخاري ومسلم).
إذاً فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان من أغنى الناس ولكنه كان زاهداً في الدنيا غير راغب فيها،
وكان حريصاً على الآخرة راغباً فيها، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الجديدان الليل والنهار.
ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يعيننا على الإقتداء به، والتمسك بسنته، ونيل شفاعته، وأن يجمعنا
به في دار كرامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أجزل الله لك المثوبة والعطاء وجعله في ميزان حسناتك. :os:

عبده فايز الزبيدي
27-08-2016, 04:14 PM
أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار الآخرة عن الدنيا، وقد خيّر بين أن يكون مَلِكاً أو يكون عبداً، فاختار أن يكون عبداً،
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم تأتيه خيرات كثيرة فكان لا يتركها بين يديه حتى يوزعها وينفقها في سبيل الله،
ومواقفه  معروفة لا تحتاج إلى إيراد، ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم وحرصه على طلب الآخرة أنه كان يعطي
عطاءً من لا يخشى الفاقة، حتى أنه على كثرة ما يأتيه من الخير إلا أن بيته كان لا يوقد فيه نار حيث كان يعيش
على الأسودين كما ورد ذلك عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول:(والله يا ابن أختي إن كنا
لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه
وسلم نار،قلت يا خالة:فما كان يعيشكم؟ قالت:الأسودان؛التمر والماء..)(رواه البخاري ومسلم).
إذاً فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان من أغنى الناس ولكنه كان زاهداً في الدنيا غير راغب فيها،
وكان حريصاً على الآخرة راغباً فيها، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الجديدان الليل والنهار.
ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يعيننا على الإقتداء به، والتمسك بسنته، ونيل شفاعته، وأن يجمعنا
به في دار كرامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أجزل الله لك المثوبة والعطاء وجعله في ميزان حسناتك. :os:

بارك الله فيك
لقد أوجزتِ و أفدتِ :
( فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان من أغنى الناس ولكنه كان زاهداً في الدنيا غير راغب فيها،
وكان حريصاً على الآخرة راغباً فيها، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الجديدان الليل والنهار.)

و زيادة على ما سبق ، حرم الله على رسوله صلى الله عليه وسلم و على أهل بيته الصدقة
لأنها طهرة للمال ولصاحبه ،
فقد ثبت في المسند وصحيح مسلم من حديث المطلب بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الصدقة لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس" قال الشوكاني -رحمه الله- : وإنما سميت أوساخاً لأنها تطهرة لأموال الناس ونفوسهم، قال تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة: من الآية103] انتهى .

والصدقة لا يستغني عنها غير غني ، والله قد أغنى نبيه صلى الله عليه و سلم بل أغنى الله به المسلمين في عهده .
قال تعالى :
( وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ){التوبة:59}

وشكرا للجميع.
محبكم