صباح تفالي
29-08-2016, 03:58 AM
//اتخاذ القرار بعد الحوار//
عندما أجالس عامة الناس أحب أن أستمتع بوقتي معهم.. لا أشغل بالي بالسؤال عن أعمارهم حتى لو كان ذلك ضروريا.. لأنه من خلال الحوار تتحدد لي كل مراحل الأعمار.. وحينها يتلخص لي تاريخ ميلاد فكرهم ورجاحته.. وروعة تعاملهم ورقي طبعهم.. وسحر جاذبيتهم..
ومعالم الشخص تتجلى دائما في كيفية تناول كلامه وطريقة جلوسه وتداول حركاته.. ومداومة لطفه واحترامه.. وهذا أهم ما في الإلقاء واللقاء.. ليصبح الإهتمام حينها رمزا من رموز الإرتياح والقبول والتوافق عند تبادل أطراف الحديث..
ويظل الإستمرار واردا حين تميل النفس بدافع الإعجاب.. وتظل الرغبة سارية في قبول هذا الشخص من خلال تميزه.. أو تضمحل عبر برود الحديث وإهماله بسبب عوامل فكرية أو أخلاقية أو دينية أو غيرها من تصرفات مقصودة أو غير مقصودة قد تكون وليدة بيئة معينة..
والنفس هنا هي التي تحدد المكوث مع هذا الإنسان أو الرحيل عنه عن طريق العين أولا.. سواء كان صديقا أو زميلا أو حبيبا أو أيا كان.. وللنظرة ميزان خفي يرتبط بالحس والذوق.. والخبرة والإحتكاك بالناس أيضا تساهمان في تحديد الميول عند الطرفين ومدى التجاوب أو التنافر..
وهناك من يتميز بسرعة البديهة والإدراك الحسي ودقة الملاحظة.. يدرك أبعاد الأمور بكل أنواعها.. فيصبح بحكمته يفرق بين سلبيات الحياة وإيجابياتها.. وبالتالي تحلو معاشرته.. وصعب جدا أن تجالس نقيضك..
تجد العين تعشق قبل أي شيء.. والنفس هي التي تسحبك عند جليسك وتحببك فيه.. حتى لو كان جيله غير جيلك.. أو أنها تجعلك تهجره ببالك وعقلك وخيالك حين يثير نفورك حتى لو كان من جيلك.. و في العمر الذي يناسبك.. ولا يظل معك إلا لسانا متلعثما وفكرا شاردا منك ورغبة قوية في البعد والإنسحاب..
فالنفس طبعها حساس ودقيق.. صعب ترويضها على شيء لن تتقبله..
والعلاقات الإنسانية لا تقاس بالأعمار أبدا حتى في الزواج.. وإنما تقاس بالتفاهم وتقارب الفكر والطباع.. أما أن يأتيك إنسان كامل الأوصاف والشمائل فهذا مستحيل تماما.. وإنما نحن نسعى إلى التقارب ومحاولة الإنسجام في كل شيء.. ليتم التلاحم المطلوب ولو في بعض الأشياء..
وللفكر نبض يشهد على مراسم المكوث أو الرحيل عند اتخاذ القرار الروحي والمعنوي.. بمرسى السكينة والإطمئنان..
وفي النهاية يصح للقلب حق التشريع والتوقيع فيما تخطه العين والنفس وجوارح الكيان..
وللروح أيضا عطر يزكيها مع من سحرك شخصه بكل المعايير.. في كل مكان وزمان.. حين تترك بصمة راقية وحضورا مميزا وأثرا جميلا مع أي كان..
دمتم بود.
#صباح تفالي
عندما أجالس عامة الناس أحب أن أستمتع بوقتي معهم.. لا أشغل بالي بالسؤال عن أعمارهم حتى لو كان ذلك ضروريا.. لأنه من خلال الحوار تتحدد لي كل مراحل الأعمار.. وحينها يتلخص لي تاريخ ميلاد فكرهم ورجاحته.. وروعة تعاملهم ورقي طبعهم.. وسحر جاذبيتهم..
ومعالم الشخص تتجلى دائما في كيفية تناول كلامه وطريقة جلوسه وتداول حركاته.. ومداومة لطفه واحترامه.. وهذا أهم ما في الإلقاء واللقاء.. ليصبح الإهتمام حينها رمزا من رموز الإرتياح والقبول والتوافق عند تبادل أطراف الحديث..
ويظل الإستمرار واردا حين تميل النفس بدافع الإعجاب.. وتظل الرغبة سارية في قبول هذا الشخص من خلال تميزه.. أو تضمحل عبر برود الحديث وإهماله بسبب عوامل فكرية أو أخلاقية أو دينية أو غيرها من تصرفات مقصودة أو غير مقصودة قد تكون وليدة بيئة معينة..
والنفس هنا هي التي تحدد المكوث مع هذا الإنسان أو الرحيل عنه عن طريق العين أولا.. سواء كان صديقا أو زميلا أو حبيبا أو أيا كان.. وللنظرة ميزان خفي يرتبط بالحس والذوق.. والخبرة والإحتكاك بالناس أيضا تساهمان في تحديد الميول عند الطرفين ومدى التجاوب أو التنافر..
وهناك من يتميز بسرعة البديهة والإدراك الحسي ودقة الملاحظة.. يدرك أبعاد الأمور بكل أنواعها.. فيصبح بحكمته يفرق بين سلبيات الحياة وإيجابياتها.. وبالتالي تحلو معاشرته.. وصعب جدا أن تجالس نقيضك..
تجد العين تعشق قبل أي شيء.. والنفس هي التي تسحبك عند جليسك وتحببك فيه.. حتى لو كان جيله غير جيلك.. أو أنها تجعلك تهجره ببالك وعقلك وخيالك حين يثير نفورك حتى لو كان من جيلك.. و في العمر الذي يناسبك.. ولا يظل معك إلا لسانا متلعثما وفكرا شاردا منك ورغبة قوية في البعد والإنسحاب..
فالنفس طبعها حساس ودقيق.. صعب ترويضها على شيء لن تتقبله..
والعلاقات الإنسانية لا تقاس بالأعمار أبدا حتى في الزواج.. وإنما تقاس بالتفاهم وتقارب الفكر والطباع.. أما أن يأتيك إنسان كامل الأوصاف والشمائل فهذا مستحيل تماما.. وإنما نحن نسعى إلى التقارب ومحاولة الإنسجام في كل شيء.. ليتم التلاحم المطلوب ولو في بعض الأشياء..
وللفكر نبض يشهد على مراسم المكوث أو الرحيل عند اتخاذ القرار الروحي والمعنوي.. بمرسى السكينة والإطمئنان..
وفي النهاية يصح للقلب حق التشريع والتوقيع فيما تخطه العين والنفس وجوارح الكيان..
وللروح أيضا عطر يزكيها مع من سحرك شخصه بكل المعايير.. في كل مكان وزمان.. حين تترك بصمة راقية وحضورا مميزا وأثرا جميلا مع أي كان..
دمتم بود.
#صباح تفالي