المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فــي سـبــيــل الــقِـيَـــم / متجدد ..



جلال دشيشة
30-08-2016, 12:59 AM
هذه خواطر وأفكار في سبيل القيم النبيلة وغايات الدين وأهدافه السامية , تتجدد كلما سنحت الفرصة .


(( 1 ))
:os:
فهْمُنا للقرآن نِسْبي ، وعطاءُ القرآن مطلقٌ ، فلا ينبغي إلزامُ الناس بالنسبي ، ولكن يُدْعَون إلى تدبّر المطلق {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } .
ولا يعني هذا , الدعوة إلى تعدّد الفهم المؤدي إلى تضارب النصوص ، إنما هو تأمّلٌ في كتاب الله على ضوء روح الإسلام وقطعياته والقيم التي لا يختلف فيها البشر .
لا أحَدَ مِن العقلاء يقبَلُ تدبّرًا يُفضي بصاحبه إلى إنكار الصدق والأمانة والنزاهة والعدل والإحسان والرحمة ....أو إلغاء الشعائر والمعلوم من الدين بالضرورة ..
التدبّرُ المطلوبُ , مَحْكومٌ بهذه الغاية " تنزيه مقام الرحمان ، وإعلاء حقوق الإنسان " .

جلال دشيشة
01-09-2016, 02:31 AM
(( 2 ))


التديّنُ كمفاهيم جاهزة مُخزّنة في الذهن , ليس هو التديّن كتجربة يخوضها الإنسان .
إذا كنتَ تتصوّرُ الله ــ جل في علاه ـ كمعلومة جاهزة في الذهن ، فإنّ إبليس كان كذلك ؛ حيث أقسم بعزة الله { فبعزّتك ..} فإبليس لا ينكرُ وجود الله ، لكنه خابَ وفشل لمّا وضعَه الله في تجربة , تزاحمَ فيها الأمرُ الإلهي مع الكِبْر والأنا ، فسَقطَ حين قال { أنا خيرٌ منه ..} .
ولو أنّ إبليس أطاع الأمر ، لأضاف إلى سجلّه تجربة إيمانية ، كان من الممكن أنْ يترقى بها إلى علّيين ، لكنه رُدّ إلى أسفل سافلين ، ولمْ ينفعه مجرّد العلم بأنّ الله موجود ، لأنه رفضَ أنْ يشعرَ بوجود الله وأنْ ينقاد إليه مُسلِّمًا تسليما .
وهذا النوع مِن التدين الفاشل الفارغ من الشعور بالرقابة الإلهية ، كذلك أظهره بنو إسرائيل في مواقف عديدة مع موسى ـ السلام ـ حتى كان المآل هو الشرك بالله { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة } { واتخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدا ..} إلــخ .
يمكن تسمية هذا التدين بـ " التدين العلمي "ولنضربْ مثالا : قد تعلمُ بوجود قوانين المنتديات ، ولا يلزم من هذا العلم الانقياد والتسليم ، فالمنتديات في ذهنك هي مجرد معلومة .
لكن أنْ تعلمَ بوجود قوانين المنتديات وتستشعر المسؤولية وتشعر بأنك صاحب رسالة سامية ؛ فالمنتديات في حسّك وقلبك وعملك ، لذلك تتفاعل مع كافة إخوانك بلا تمييز ، ناصحا أمينا ، ومشاركا فعّالا ، وناقدا بنّاءً ..
هذا باختصار الفرق بين التدين العلمي الزائف ، والتدين الشعوري ، والله أعلم .

جلال دشيشة
09-09-2016, 01:42 AM
(( 3 ))
لكل إنسان في الحياة أولويات ، تتزاحم وتتعارض ، وفي كل مرّة عندما يكون في موقع التزاحم أو التعارض تتشكّل رؤيته للآخرين وللحياة وللأفكار ، فيتكوّن له ميزانٌ هنا ، وميزان هناك ..وهكذا تتعدد موازين الإنسان بتعدد هذه المواقف ..
هذا الإنسان الذي له أولويات متحركة بحسب الظروف ، هل يصلح أن يكون فهمُه حاكما على الآخرين بشكل مطلق ؟
قد تكون هنا أولويتك هي القسوة ، وهناك الرحمة ..
ولستُ أدري هل تصيبني رحمتك ، أو أشقى بقسوتك ؟
لماذا نُسلِمُ أنفسنا لفهْمٍ أولوياتُه متغيرة ، ونترك أولوية الله الثابتة المطلقة التي لا تحكمها الظروف ولا الشروط ؟ إنها الرحمة التي أكّدها القرآن في مطالع سور القرآن " بسم الله الرحمن الرحيم " ، وهي من أبرز عناوين الرسالة المحمدية { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } .

جلال دشيشة
27-09-2016, 07:04 PM
(( 4 ))

إذا تحوّل دفاعُك عن الإسلام إلى احتكارٍ للحقيقة المطلقة والنجاة.... إلخ ؛ فأنتَ تُدافع عن ذاتٍ تريدُ التسلّط على الآخرين باسْم الإسلام ، بلْ ترْجِمْ دفاعَك عن الإسلام إلى دفاعٍ عن حقوق الإنسان التي قرّرَها الإسلام ، مثل : التعليم ، الحرية المنضبطة ، الأمن ، التفكير ، الصحة ..إلــخ ، وبهذا سنجدُ مكاننا بين الأمم الكبرى .