مشاهدة النسخة كاملة : اليأس الأبدى لأعداء الإسلام
السعيد شويل
04-09-2016, 04:08 PM
اليأس الأبدى لأعداء الإسلام
************************************************** ************************************************** ****
.................................................. .................................................. ......
منذ بزوغ فجر الإسلام واليأس دائمٌ وأبدى لأعداء الإسلام
حشدوا جهودهم ويحشدون كل طاقاتهم وأنفقوا وينفقون شتى أموالهم واستقطبوا ويستقطبون عملاءهم .. وخابت وفشلت كل آمالهم ..
بذلوا أقصى مقدرتهم واقتدارهم ويبذلون أقصى مساعيهم وسعيهم يظنون ويحسبون أنهم سوف يبلغون مالا يبلغه من كانوا قبلهم ..
وانعدمت كل حيلهم وماهم ببالغى مرادهم كما لم يبلغها أسلافهم ..
...
جهلوا أن الله ناصر دينه وظاهره .. سواء نصره المسلمون أو تخاذلوا وتقاعسوا عن نصرته ..
جهلوا قول الله : { الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ }
لم يفقهوا أن هذا اليوم .. هو كل يوم .. وأن هذا القول يُقرأ فى كل يوم .. وأن آيات الله فى كتابه حفظها الله وجعلها خالدة خلود الحياة ..
ولهذا : فاليأس لهم دائمٌ وأبدى إلى أن يبعثهم ويبعثنا الله ..
...
لقد صدوا ويصدون عن دين الله وحاربوا ويحاربون شريعة الله .. ولم يدركوا قول الله :
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ }
فالهدى هو القرآن والرسول هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ودين الحق هو الإسلام قضى الله له أن يظل ظاهراً إلى يوم الدين
جبراً وقسراً عنهم وعن كل العالمين .
...
ألقى الله فى قلوبهم الرعب وباءوا بغضب ولعنة من الله وضرب الله عليهم الذِلة والصَغار
والمسكنة والإنكسار .. حتى وإن عاندوا وتكبروا وتجبروا ..
{ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ } .. { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى }
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ }
لم يعلموا أن الله قهر كل مخلوقاته وقهر كل مافى أرضه وسماواته
...
سبحانه وتعالى تصرف فى ملكه كما شاء عزاً وعدلاً وسلطانا .. وهب للمتقين بنعمته أمناً وإيمانا ولم يقطع أرزاق أهل الكفر
والمعصية جوداً وامتنانا وعمّ المذنبين برحمته عفواً وغفرانا ..
يدّعى أهل الكفر والشرك أن له شريكاً وولداً فيمهلهم وبعذابه لايعاجلهم لعلهم يهتدوا ويؤمنوا ..
ويحلم عمن عصى من المؤمنين فيؤخرهم وبعقابه لايعاجلهم لعلهم يتوبوا ويستغفروا ..
...
من آمن واتقى منهم فهؤلاء هم خير الخلق والبرية .. وهؤلاء هم خير أمة أخرجت للناس ..
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ }
فقد أطاعوا الله ورسوله يخشوْن الله ويتقوه ويعملون الصالحات ولا يجترحون السيئات .
صانوا الأمانة وأدوا ما أمرهم الله فيها وما شرعه من فروض وحدود وتعاليم وأحكام .
جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وقاموا ببلاغ الرسالة إلى من سواهم من غير المؤمنين ..
هذا هو جزاؤهم : { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }
.
أما العاصين والمذنبين من المؤمنين فقد أخبرهم الله أن لا ييأسوا ولا يقنطوا من رحمة الله .
سبحانه وتعالى يغفر لهم ما اقترفوه من ذنوب وآثام مهما بلغت أو عظمت .. ولكن :
إن تاب وأناب واستغفر الله قبل أن يغرغر ويفارق الحياة ..
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
...
وأما من ظل على كفره ومات على شركه فهؤلاء هم شر الخلق والبرية ..
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }
إن بلغتهم الرسالة فلم يهتدوا ويؤمنوا .. فقد عصواْ الله ورسوله لهم عذاب أليم وسكنى الجحيم ومأواهم نار جهنم
صماً لايسمعون وعمياً لايبصرون وبكماً لاينطقون .. هذا هو مصيرهم :
{ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً }
...
المؤمنون عبيدٌ لله .. وغير المؤمنين عبيدٌ لله ..
هؤلاء وهؤلاء خلقهم الله لعبادته وليبلوهم فيما آتاهم وليرى أيهم أحسن عملا ..
إن آمنوا واتقواْ وأطاعوا الله ورسوله فقد وعدهم الله بالفوز العظيم وجنة النعيم ..
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ }
وإن عصواْ الله ورسوله فقد أعد الله لهم نار جهنم خالدين فيها آبدين ..
{ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً }
.................................................. .................................................. .....
************************************************** ************************************************** *
سعيد شويل
جلال دشيشة
04-09-2016, 05:17 PM
إذا كان اليأسُ هو القنوط والفشل , فإنّ أمتنا الإسلامية قد توحّلتْ وهي تبحث عن مخرج مما أصابها .
فأيّ يأس لمَنْ سمّيتهم " أعداء " وقد أحسنوا تسخير الحياة ، فأعطتهم خضرتها وجمالها وعزّها ، وأسأنا فهم الحياة و فهم الدين , فضيّعْنا الجميع ، وأضاعونا وأيّ أمّة أضاعوا ؟!!
السعيد شويل
04-09-2016, 09:12 PM
************************
أخى : أعد قراءة الموضوع بتمهل وروية .. وسوف تدرك معنى يأس الأعداء الذى أريده فى الموضوع
***
جلال دشيشة
05-09-2016, 01:53 AM
لقد أعدتُ قراءة الموضوع ، لكن حالة اليأس التي افترضتها في الطرف الآخر هي أوضح فينا ..!
تقول :
منذ بزوغ فجر الإسلام واليأس دائمٌ وأبدى لأعداء الإسلام
حشدوا جهودهم ويحشدون كل طاقاتهم وأنفقوا وينفقون شتى أموالهم واستقطبوا ويستقطبون عملاءهم .. وخابت وفشلت كل آمالهم
واضحٌ أنك تتحدث عن الأعداء إلى زماننا هذا ، بدليل قولك :
وانعدمت كل حيلهم وماهم ببالغى مرادهم كما لم يبلغها أسلافهم
والسؤال : ما نوع هذا اليأس الذي جعلهم يخيبون ويفشلون وتنعدم حيلهم ؟
وهل في الواقع هم كذلك حقا ؟
إنْ كان يأسهم هو كما قلتَ :
قضى الله له أن يظل ظاهراً إلى يوم الدين
جبراً وقسراً عنهم وعن كل العالمين
فإننا نسألك ما هي أبرز تجليات هذا الظهور ؟
هل هي إقامة الشعائر ؟ أم إقامة الخلافة ؟ أم تحقيق غايات الإسلام كالعدل والرحمة والإحسان ...؟
السعيد شويل
05-09-2016, 04:53 PM
*************************
من هنا أبين لك أخى : جلال الدين
...
سوف يظل أعداء الإسلام آيسين إلى يوم الدين .. آيسين من ماذا كما تتساءل وكما أجبت عنه أنت فى مشاركتك وتساؤلك
آيسين من ظهور الإسلام على كل الأديان .. برغم حشد كل مايملكون لإطفاء نوره ..
لا يغرنك تقلبهم فى البلاد واستقطابهم للمنافقين والحاقدين فى تنفيذ ما يأملون ويتوهمون ولايغرنك تسلطهم على من يتخذونهم أولياء لهم يبتغون العزة عندهم ..
فكل هذا وغيره سراب وأوهام
...
اليأس أبدى لهم منذ بزوغ فجر الإسلام .. وسيظل أبدياً لهم إلى يوم يبعثون
...
تتساءل عن الطرف الآخر وهم المسلمين ..
الأولون من المسلمين أطاعوا الله ورسوله .. فنصرهم الله على قلتهم وتساقطت الدول والحضارات أمام دولتهم . وكان اليأس دائماً وأبدياً لأعداء الدين ..
فكانوا جديرين بنصر الله وتأييده .. وبوعد الله لهم بالفوز العظيم وجنة النعيم
.
وأما فى العصور الحاضرة أقبل المسلمون على الدنيا ومتاعها .. وتخاذلوا عن نصرة الدين .. وبهذا :
تنازلوا عن أسباب عزتهم وسيادتهم .. وعصوا الله ورسوله .. فأصابهم الله بالبلاء والذل والشقاء ..
وحق عليهم نار جهنم والعذاب الأليم ..
ورغم هذا التقاعس والتخاذل : فإن الله سوف يظل ناصر دينه وظاهره .. وسيظل اليأس دائماً وأبدياً لأعداء الدين ..
*******
جلال دشيشة
05-09-2016, 08:58 PM
أخي الكريم :
هل جاء الدين الإسلامي لاسئصال الأديان الأخرى ، أمْ دعا إلى التعايش مع أهلها ؟
ويمكن أنْ أسألك أيضا : هل ترى أنّ أتباع الأديان الأخرى يريدون استئصال الإسلام ؟ وإذا كانت الإجابة " نعم " فهل نحن أظْهَرْنا لهم أخلاق التعايش ، لكنهم أصرّوا على معاداة الإسلام ومحاولة محوه ؟
بوركت .
السعيد شويل
06-09-2016, 12:16 AM
***************************
أخى : جلال الدين
الأديان تعاقبت والرسالات تدرجت منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام ..
كانت جميع الرسل والأنبياء ( قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رسالتهم هى دعوة أقوامهم إلى توحيد الله وعبادته .
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }
....
نزلت رسالة الإسلام
هذه الرسالة هى آخر الرسالات وهى آخر الأديان ..
نزلت إلى : الكفار والمشركين والغافلين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين .. ( منهم من آمن ومنهم من كفر )
أمر الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم أن ينذر بها كافة خلقه وعبيده وأن يبين لهم أنهم مأمورون ومكلفون من الله باتباعها
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً }
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً .. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
....
وأنزل الله إليهم كتابه وشريعته ..
أمرهم فيها بأداء الأمانة وهى : أداء فروض الله من صلاة وزكاة وحج وصوم وجهاد وتحريم للفواحش ماظهر منها ومابطن وتحريم للإثم والبغى
واتباع حدود الله فى الميراث وعدم أكل أموال اليتامى ورمى المحصنات إلى آخر ما أظهره الله فرضاً ونصاً فى كتابه وسنة نبيه .
( هذه الأمانة مكلف بها جميع الخلق .. من آمن منهم يؤدها .. ومن لم يؤمن وجب عليه أن يؤمن ليقوم بأدائها )
.
وأمرهم فيها ببلاغ الرسالة وهى : خاصة بطائفة الدعاة والعلماء والفقهاء ( حملوا على عاتقهم وألزموا أنفسهم أن يقوموا بالنذارة وبلاغ الرسالة )
كلف الله هذه الطائفة أن يبينوا تعاليمها وأحكامها للمسلمين .. وأن يقوموا ببلاغها لغير المسلمين ويبينوا لهم أنهم مأمورون بالإيمان واتباع دين الإسلام .
هذا التكليف هو : مجرد البلاغ .. ليس إلا ..
وهو ما أمر الله وكلف به نبيه ورسوله فقال له : { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ } .
{ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ } .
من أبى واستكبر منهم فهم ليسوا بوكلاءٍ عنهم ولا أىٍ منهم بحفيظٍ عليهم .. من شاء منهم أن يؤمن فليؤمن ومن شاء منهم أن يكفر فليكفر ..
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } ..
{ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }
...
إن اتبع المسلمون شريعة الله
وقاموا بدعوة الكفار إلى الإسلام .. فأبوه ولم يتبعوه .. فقد شرع الله قتالهم
وإن قاموا بدعوة اليهود والنصارى إلى الإسلام .. فأبوه ولم يتبعوه .. فقد فرض الله عليهم أن يدفعوا الجزية
*******
وإن عصى المسلمون شريعة الله .. وعصى غير المسلمين اتباعها ( ممن بلغتهم الرسالة ) .. فقد قال العزيز الحكيم :
{ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً }
***************
جلال دشيشة
06-09-2016, 05:06 PM
أخي الفاضل السعيد شويل ، حيّاك الله ..
لقد لخّصتَ مقصودك ــ وقد كنتَ مُوفّقًا في التلخيص ــ في الفقرة ما قبل الأخيرة التي قلتَ فيها :
إن اتبع المسلمون شريعة الله
وقاموا بدعوة الكفار إلى الإسلام .. فأبوه ولم يتبعوه .. فقد شرع الله قتالهم
وإن قاموا بدعوة اليهود والنصارى إلى الإسلام .. فأبوه ولم يتبعوه .. فقد فرض الله عليهم أن يدفعوا الجزية
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
سوف نفترض أنّ المسلمين اتبّعوا شريعة الله عزّ وجل ، وأقاموا دولة إسلامية تمتد من طنجة إلى جاكرتا ، وأصبح يحكمهم خليفة واحد , تحته وُلاة موزّعون على أقاليم الإسلام، وآتاهم الله قوة ، ومَكّن لهم تمكينا ، وفي نفس الوقت هناك دول الاتحاد الأوروبي بنفس قوّتها الحالية ، ونضيف إليهم أمريكا وكندا ..، وهؤلاء سوف نطلق عليهم " أهل الكتاب " .
وهناك أيضا بعض الدول الآسيوية ، كالصين , مثلا ، نطلق عليهم " الدول الوثنية " ..
لقد فهمتُ مِنْ كلامك أنّ دول أهل الكتاب ، نعرضُ عليها الإسلام ، فإذا رفضت الدخول فيه ، فرَضْنا عليهم الجزية .
أمّا الدول الوثنية فإننا نعرض عليهم أيضا الإسلام ، لكن إذا رفضوه قاتلناهم ..
والسؤال أيها الفاضل ، حين ترفض الدول الوثنية الدخول في الإسلام ، ونُعطيهم فرصة وفرصة ...لكنهم يُصرّون على التمسك بوثنيتهم حتى ولو كلّفتهم دماءهم ، ألا ترى ــ أخي الكريم ــ أننا نُمارس عليهم نوْعًا مِن الإكراه ..!!
تخيّلْ معي المشهد ..
أقْلَعَ الجيش الإسلامي مِن مطار مركز الخلافة (السعودية ) ووصَلَ إلى الصين واختَرقَ أجواءها ، وحطّ هناك ، فجاءهم على الفور الرئيس الصيني "شي جين بينغ " يتفاوضُ مع الجيش الإسلامي ، ودار بينهم هذا الحوار :
الرئيس الصيني : ماذا تريدون ، ومَنْ أنتم ؟
الجيش الإسلامي : نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام ، جئناكم برسالة الإسلام الخاتمة ، وأنتم أمام خيارين : الدخول في الإسلام أو نقاتلكم !!
الرئيس الصيني : ولكن ، كيف أستطيع أنْ أقنع مليار شخص بهذا الدين ، أليست مسألة الإيمان مبنية على القناعة العقلية والميل القلبي ، وهذا غير ممكن .
الجيش الإسلامي : إذن سوف نقاتلكم ، لا نقاش معنا !!
ثمّ طلب الجيشُ الإسلامي بتحييد النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة ..في مكان معزول ، وأمهلوهم أسبوعا ..!
بعد مرور أسبوع نشبَ القتال بين الجيش الإسلامي والجيش الصيني ، وسَقطتْ الصين بعد معارك دامية ، وضُمّت إلى أقاليم الإسلام .
وهكذا ، الهدف الثاني بعد الصين ، اليابان ....إلــخ .
حتى وصَلوا إلى دول أهل الكتاب ، وفرضوا عليهم الجزية ، بما فيهم أمريكا .
أخي الفاضل السعيد :
هل هذا بالضبط هو مرادُ الله ورسوله ؟
وما هي صورة الإكراه التي يأباها دينُنا { لا إكراه في الدين } { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } ؟
وجزاك الله خيرا .
السعيد شويل
06-09-2016, 11:03 PM
**********
شكرا لكم أخى جلال وتحياتى لكم مع خالص دعواتى
*****
جلال دشيشة
08-09-2016, 12:32 AM
**********
شكرا لكم أخى جلال وتحياتى لكم مع خالص دعواتى
*****
أخي السعيد :
إنْ كنتُ أسأتُ الأدب معكم ، فأنا أعتذر ..
لستُ أدري لماذا دائما في الحوار يكون مِنْ بدائلكم الجاهزة هذا الانسحاب غير المُبرّر ..!!
هناك فراغ لا يسدّه شكرك ولا تحيتك ولا دعوتك ...
أرجو منك أنْ تتأمّل جيدا في عنوان هذا القسم " الحوار الإسلامي " حتى تفكر قبل إدراج أي موضوع .
أنا لا أجبرك على الحوار ، ولكن أدعوك إلى التأمّل في معنى الحوار ، إنّ الكتابة هنا تتبعُها مسؤولية ..
مع السلامة .
فجر القاضي
16-09-2016, 09:24 AM
أستاذ جلال :
تأتينا بصور من مخيلتك عن أمور ستكون قريبةً بإذن الله ..
دعني أقلب لك الصورة لأرى ما أنت فاعل لكن من الواقع لا الخيال ...
إن جاءك جيش اليهود والصليب والبوذا والهندوس والزردشتية والشيوعية والملاحدة ..بطيرانٍ لا عدد له
قصفوا ما قصفوا من المسلمين المتسامحين الأذلاء كأهل حلب وإدلب وكافة أرض الشام ..واحتلوا ما احتلوه ..كفلسطين والجولان وعقول السلاطين ...
بدعوى السلام والقضاء على الإرهاب ورد الحقوق ...
هل ستبقى كما أنت عليه اليوم من ذل وخنوع وضياع أم ستحمل سلاحك ..أم تعرض عليهم الإسلام مع ابتسامة الرضا مراتومرات...
سأجيب عنك :
هذا آخر همك ...
راجع نفسك ..واهتم لأمرك ..ودع عنك توزيع العواطف وبيع المشاعر المسالمة ..فأهل الإسلام يموتون إن كنت لا تدري ...
.......
أخي الشويل ..سلمت يمينك على العرض الراقي للموضوع ..
دمت بخير
جلال دشيشة
16-09-2016, 10:14 PM
أستاذ جلال :
تأتينا بصور من مخيلتك عن أمور ستكون قريبةً بإذن الله ..
دعني أقلب لك الصورة لأرى ما أنت فاعل لكن من الواقع لا الخيال ...
إن جاءك جيش اليهود والصليب والبوذا والهندوس والزردشتية والشيوعية والملاحدة ..بطيرانٍ لا عدد له
قصفوا ما قصفوا من المسلمين المتسامحين الأذلاء كأهل حلب وإدلب وكافة أرض الشام ..واحتلوا ما احتلوه ..كفلسطين والجولان وعقول السلاطين ...
بدعوى السلام والقضاء على الإرهاب ورد الحقوق ...
هل ستبقى كما أنت عليه اليوم من ذل وخنوع وضياع أم ستحمل سلاحك ..أم تعرض عليهم الإسلام مع ابتسامة الرضا مراتومرات...
سأجيب عنك :
هذا آخر همك ...
راجع نفسك ..واهتم لأمرك ..ودع عنك توزيع العواطف وبيع المشاعر المسالمة ..فأهل الإسلام يموتون إن كنت لا تدري ...
.......
أخي الشويل ..سلمت يمينك على العرض الراقي للموضوع ..
دمت بخير
بما أنك تتحدث من الواقع ، فسنتحاور في حدود الواقع .
ــ مَنْ هو هذا العدو الذي جاء ، نريد تحديده بالاسم ؟
ــ وهل اتفق معك إخوانك العرب على تحديده ؟
ــ وإذا لم يتفقوا معك ــ وهو الواقع ــ فما هي نقاط الاختلاف التي فرّقتكم ؟
إذا أجبتنا فلن نبيعَ العواطف لمن لا يستحقها ، هذا وعدٌ مني .
فجر القاضي
17-09-2016, 05:02 PM
أما بالاسم فقد ذكرت لك بدل الاسم عشراً ...
وأمّا اتفق معي أخواني العرب ..فلن أكذب عيني لأصدق تلفازاً أو فيس بوك ..
.....
أردتُ جواباً على سؤالٍ ..افترضتُ له على لسانك جواباً ..
ما أنت فاعل ...وبعدها نقرر حوار أو لا ...
جلال دشيشة
17-09-2016, 06:50 PM
أما بالاسم فقد ذكرت لك بدل الاسم عشراً ...
ـ هذا يدلّ على أنّ عداوتكم هي للأديان وللتنوع ..
ربما تظنون أنّ الآخر يفكّر كما تفكّرون ، حيث تربطون كل أفعالكم وردود أفعالكم بالأساس الديني .
أنت بهذا ظلمتَ كثيرا من اليهود والبوذيين والهندوس والزردشتيين والشيوعيين والملاحدة الذين لا صلة لهم بما يجري في العالم العربي .
هل أنتَ عاجز عن تسمية العدو باسمه حتى تتجنّى على أديان ومذاهب وتيارات بريئة ؟
حاول أنْ تخرج من دولة الخلافة إلى العالم المتكوِّن مِن دُول قُطْرية لا تتبنى الأديان حتى تستطيع أن تسمّي لنا العدوّ .
وأمّا اتفق معي أخواني العرب ..فلن أكذب عيني لأصدق تلفازاً أو فيس بوك ..
ـــ أنْ يتّفقَ العربُ ، هذا خبرٌ سارٌ ، ونتمنى سماعه ورؤيته ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، أنا عربي مثلك ولم أتفقْ معك ، ونحن في ساحة الحوار نموذج مصغّر للاختلاف الحاصل في الواقع ، فهل العلة في الشمس أم البصر ؟
أردتُ جواباً على سؤالٍ ..افترضتُ له على لسانك جواباً ..
ــ سؤالك خاطئ ، لأنك عداوتك هي مع الأديان ، فلا يصح أنْ نفترض أنّ أديان الأرض تتواطأ على دين الإسلام ، لأن الإسلام يعيش بينها مُعززا مكرما لولا الفهم الخاطئ وأحلام الخلافة .
فجر القاضي
17-09-2016, 09:44 PM
نعم ..عداوتي لكل الأديان بكل فخر ...)) إن الدين عند الله الإسلام ...(( اقرأ باقي الآية ...
ذلك له توقيت ..حتى يعود للإسلام قوته وعزه ..حينها يكون لي الخيار بالعفو أو اللاعفو ...
.....
اتفق العرب أم لم يتفقوا ..هذا آخر همي ..لأني كافرٌ بالعروبة ..مسلمٌ في الصين أحب إلي من مليون عربي غير مسلم ...
.....
من لم يحارب المسلمين أو يتورط في قتلهم ..بالسلاح أو الدعم أو الإعلام أو الكلام ...فله حسابات أخرى لست بصددها ...من أهل الكفر الأصلي ...
.......
من لم يرضَ عن فعل أبناء دينه .بحرب الإسلام فهو بالضرورة قادرٌ على التصريح بذلك ..وإن لم يفعل ..فهو بالضرورة راضٍ
......
جوابك هروب واضح .... لا حوار حتى تأتي بجواب ..ما أنت فاعل في هذه الحرب اليوم ..
جلال دشيشة
18-09-2016, 12:43 AM
نعم ..عداوتي لكل الأديان بكل فخر ...)) إن الدين عند الله الإسلام ...(( اقرأ باقي الآية ...
ذلك له توقيت ..حتى يعود للإسلام قوته وعزه ..حينها يكون لي الخيار بالعفو أو اللاعفو ...
.....
اتفق العرب أم لم يتفقوا ..هذا آخر همي ..لأني كافرٌ بالعروبة ..مسلمٌ في الصين أحب إلي من مليون عربي غير مسلم ...
.....
من لم يحارب المسلمين أو يتورط في قتلهم ..بالسلاح أو الدعم أو الإعلام أو الكلام ...فله حسابات أخرى لست بصددها ...من أهل الكفر الأصلي ...
.......
من لم يرضَ عن فعل أبناء دينه .بحرب الإسلام فهو بالضرورة قادرٌ على التصريح بذلك ..وإن لم يفعل ..فهو بالضرورة راضٍ
......
جوابك هروب واضح .... لا حوار حتى تأتي بجواب ..ما أنت فاعل في هذه الحرب اليوم ..
سأبدأ من حيث انتهيت بقولك
.ما أنت فاعل في هذه الحرب اليوم
إذا كانت هناك حربٌ ، فهي بين أشخاص مازالوا يتوهمون أنهم يعيشون في نموذج الخلافة ، وبين نموذج دولة المواطنة .
أنا أقدّرُ حبّك للخلافة الإسلامية ، وتعلّقك بها ، وسطورُك تعكس هذا التحمّس ، لكن ـ أخي الفاضل ـ الحقيقة هي أنّ العالَمَ تغيّرَ ، وأنّ العالَمَ المفهومي الذي تغترف منه غير العالم الذي نعيشه .
هذا الطموح لا معنى له اليوم ، نحن في عصر الدولة القُطرية ، لقد ذهبَ عصرُ " دار الإسلام " بإلغاء الخلافة العثمانية .
والدليل على ذلك انقسام العالم العربي إلى دول ( السعودية ـ سوريا ـ الأردن ـ لبنان ـ اليمن ـ المغرب ...) فأصبحتْ لهذه الدول مصالح مختلفة ، وتحالفات متباينة ...
يمكن أنْ يكون كلامك صحيحا ضمن دار الإسلام الواحدة .
اسْألْ أيّ فقيه دستوري : ما هي عناصر الدولة التي ترتكز عليها ؟ سيجيبك بأنّ الدولة اليوم ترتكز على ثلاثة أشياء :
1 ـ الإقليم : ويُطلبُ فيه أمران :
ــ الحدود الجغرافية ــ والثبات : فلا يُسمح لأي دولة بتوسيع رقعتها الجغرافية بأي وسيلة ( كالفتوحات مثلا ) ولا يوجد أي استعمار مباشر ، باستثناء حالة فلسطين نسأل الله أنْ يحررها .
2 ــ الشعب : وهُم الناس داخل الإقليم ، مهما اختلفت عقائدهم .
3 ــ السلطة : وهي نظام الحكم .
هذا التقسيم الثلاثي ، لم يكن موجودا في القرون الوسطى ، كانت الدولة عبارة عن سلطة وشعب ، ولم تتضح كثيرٌ من الأقاليم بشكل واضح ، بسبب التوسّع ..
وهذا ما يؤكد أنّ مفهوم دار الإسلام كان ثقافيا أكثر منه جغرافيا ، حيث تتمدد الدولة الإسلامية هنا ، وتخسرُ أرضا هناك ، إلى أنْ ألغيتْ الدولة العثمانية .
وفي ظل مفهوم دار الإسلام الثقافي يمكن أنْ نفهم التخيير الثلاثي من طرف الجيش الإسلامي إبّان الفتوحات ( الإسلام ـ الجزية ــ السيف ) كان الغرض من عرض الإسلام هو لأجْل أنّ الاتفاق في الدين يُلغي السيادة ، أي إذا وافقتَ الجيش الإسلامي على الدين فلنْ يتسيّدَ عليك أحد ، لأنّ السلطة تستمد سيادتها من عقيدة الأمة ، ومِن الطبيعي إذا دخلتَ في دين الإسلام فقد شملتْك هذه السيادة ، وأصبحتَ جزءا من دار الإسلام الثقافية .
ودوام الحال من المحال ..
فلماذا لا نطوّرُ فقها جديدا نابضا يتماشى مع فكرة الدولة الحدودية القطرية ، ونتوقف عن استهلاك طاقاتنا في أحلام الخلافة .
ــ عداوتك للأديان لنْ تزيل الأديان { ولا يزالون مختلفين ..} والله عزّ وجلّ هو الذي خَلقَ البوذي والهندوسي والمسيحي ....ولا يوجد مخلوق اختار دينه مِنْ أوّل يوم ، فقد يحتج البوذي ويقول : لماذا تُخلق أنتَ مسلما وأنا أخلقُ بوذيا ؟ ولماذا يَضعني الإله في امتحان البحث عن الحقيقة ، وأنتَ تجِدُها جاهزة ، أين العدل الإلهي ؟ بماذا ستجيب ؟
وإذا كان الاختلاف سُنّة كونية لا يمكن مغالبتها ، فلماذا نعادي الناس على شيء ورثوه ؟ وما الفائدة أنْ نبحث عن الحقيقة طالما أنّ حكمة الله أرادت الاختلاف ؟
هذه بعض أسئلة الآخر غير المسلم ، أرجو أنْ تُدقق فيها جيدا ، وتتأمل في قول الله جل في علاه { ولو شاء ربك لجعل الناس أمّة واحدة } .
أسألُ الله أنْ يفتح عيون بصائرنا .
فجر القاضي
18-09-2016, 07:07 PM
فلسفيات ومنطق وإعمال عقل في تغيير دساتير إلهية ثابتة لن يغيرها إنسان مهما حاول ...
حُلم الخلافة ليس عن عبث ..لأن رسول الله وعدنا بذلك ..بحديث صريح واضح ..)) ثم تكون خلافة على نهج النبوة (( اقرأه كاملاً ..
اليومغداً ..بعد سنة بعد قرن لابد ستعود ...تسليماً كاملاً
حدود جغرافيا ..وطن معين ..خرائط ..لا مكان لها على غبار ثيابي ..الأرض كلها وطني ..حيث أشاء إن شاء الله ...
لا أحد يولد إلا مسلماً فطرة الله ..كل مولود يولد على الفطرة ..فأبواه يهودان وأبواه ينصرانه .... ((
...
العقل أو عقلك استخدمه لتجارة أو صناعة أو زراعة أو دراسة ..لا تحاول تغيير مفاهيم الشريعة الثابتة به
......
الفلسفة مضيعة للوقت مذهبة للتسليم ..مهلكة للمسلم لا تلزمني ...
جلال دشيشة
19-09-2016, 12:48 AM
حتى نكون منهجيين في الحوار ، سنتناول ما أوردتَه نقطة نقطة ، ولن نتجاوز الواحدة حتى ننتهي منها ، وسنبدأ بما بدأتَ وهو موضوع الخلافة :
قلتَ :
حُلم الخلافة ليس عن عبث ..لأن رسول الله وعدنا بذلك ..بحديث صريح واضح ..)) ثم تكون خلافة على نهج النبوة (( اقرأه كاملاً ..
اليومغداً ..بعد سنة بعد قرن لابد ستعود ...تسليماً كاملاً
حدود جغرافيا ..وطن معين ..خرائط ..لا مكان لها على غبار ثيابي ..الأرض كلها وطني ..حيث أشاء إن شاء الله ...
أتركك مع قوْلٍ فصْلٍ ، للشيخ أحمد الريسوني ، يناقش فيه حديث الخلافة والفهم الخاطئ ، فيقول (عمدة الحالمين بالخلافة وعودتها، هو الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره، وهو عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة".
وهذا الحديث، أولا: لا يخلو من هشاشة في ثبوته وصحته، وأقصى ما يقوله فيه أهل الاختصاص هو أنه "حَسَنُ الإسناد". ومثل هذا لا يبنى عليه شيء من الأحكام الغليظة والأمور الجسيمة، وقصارى ما يصلح له هو التبشير وبث الأمل، أما إذا جد الجد وعظمت الأمور، فلا بد من أدلة صحيحة متينة، وإلا فلا.
وثانيا: هناك حديث آخر في الموضوع، وهو في مثل درجة هذا أو أعلى منه، وأعني به حديثَ سفينةَ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي اللهُ مُلكه من يشاء». فهذا الحديث لم يذكر خلافة ثانية تأتي وتكون على منهاج النبوة بعد الخلافة الأولى.
وثالثا: كلا الحديثين ليس فيه أمر ولا نهي، أي ليس فيه تكليف بشيء. فمن ادعى أنه بإعلانه الخلافة وتبعاتها الخطيرة قد قام بما أوجب الله عليه، فليخبرنا أين كلفه الله بهذا؟ ومن أين له هذا الوجوب؟ وإلا فهو دعي، ومن الذين يفعلون ما لا يُؤمرون ..
أن الخلافة على منهاج النبوة كانت قائمة على تحقيق المعاني والمقاصد والأعمال، وليس على الشعارات والبيانات، والمظاهر والألقاب. نقل الإمام البغوي في "شرح السنة"، عن حميد بن زنجويه "أن الخلافة إنما هي للذين صدقوا هذا الاسم بأعمالهم، وتمسكوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده، فإذا خالفوا السنة، وبدلوا السيرة، فهم حينئذ ملوك، وإن كانت أساميهم الخلفاء".
وفي ما يخص قضيتنا -قضيةَ الحكم والخلافة والسياسة- نجد أن الشرع جاء بالعدل وأوجبه في كل المجالات، وجاء بالإحسان وكتبه على كل شيء، وجاء بالشورى والمشروعية ومنع الاستبداد، وجاء بالإيثار وذم الاستئثار، وجاء بالمساواة والتواضع وتحريم التجبر والطغيان، وجاء بحفظ الأموال العامة وألا تُقرب إلا بالتي هي أحسن، وحرم التخوض فيها بأي استئثار أو اختلاس أو تبذير أو محاباة، وجاء بنصرة الضعفاء وتمكينهم من حقوقهم وكرامتهم وحاجاتهم، وجاء بردع الأقوياء، ومنعهم من البغي والاعتداء، وجاء لتحقيق الأمن ورفع الخوف.
وهذه كلها أركان وفرائض وعزائم قطعية، معلومة مواضعها ومكانتها وأدلتها في الدين. فإذا تحققت هذه المعاني والمقاصد في ظل شيء اسمه الخلافة فنِعْمَتِ الخلافة، وهي التي نريد. وإذا انتهكت وضيعت في ظل "الخلافة" فبئست الخلافة، وهي ما لا نريد. وإذا تحققت دون اسم الخلافة، وتحت أي اسم آخر، فقد حصل المقصود كاملا غير منقوص
ثم يقول (لو اختفى لفظ "الخلافة والخليفة" من حياة المسلمين إلى الأبد، ما نقص ذلك من دينهم مثقالَ ذرة ولا أصغرَ منها. ولكن إذا اختفى العدل، واختفت الشورى، وشرعية الحكم ليوم واحد، فتلك طامة كبرى. ) انتهى
ــ وأقول : لو كانت الخلافة مطلوبة لذاتها بالشكل القديم ، لجاء تفصُيلها كتفصيل الصلاة ، فهل الإمامة الصغرى أهمّ من الإمامة الكبرى فيَرِدُ في الأولى من الشروط والأركان والأوصاف ما انتشر تفصيله في كافة الأمصار والأعصار ، ولا يَرِدُ في الكبرى إلا جملة أحاديث آحادية لا تخرج دلالاتها عن تلميح أو تبشير أو شيء من هذا القبيل الذي لا يُعوّل عليه في القضايا العظيمة ؟!
ولا يخفاك أنّ معاوية ـ رض ـ لم يلتزم نظام الخلافة ، وهو من صحابة رسول الله ص .
بل حتى طريقة اختيار الخلفاء الراشدين لم تلتزم شكلا واحدا :
فأبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ جاء عن طريق الانتخاب عقب بيعة السقيفة ثم تلتْها البيعة العامة في المسجد .
وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عهِد إليه أبو بكر بالخلافة ,
وعثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ جاء عن طريق الشورى التي كانت بين ستة مُرشّحين .
وعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ اختارته الأمّة في ظروف صعبة سوى معاوية مع أهل الشام .
والنتيجة هي : أنّ الخلافة لو كانتْ شيئا معلوما من الدين بالضرورة لفُصّلتْ تفصيلا ، وإذا رجعنا إلى كتاب الله فيما يتعلق بالإمامة والسياسة فلن تجد إلا قوله تعالى { وأمرهم شورى بينهم } أو مثل { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }
بعد هذا التفصيل نطرح هذه الأسئلة :
بما أنك تطمح إلى الخلافة ، فأنتَ تقرّ بأنها غير موجودة ، كما أنك تراها من القضايا الكبرى وربما على رأس الأولويات ، وبالتالي نسأل :
هل القضية الكبرى كالخلافة يتركُها النبي ص لاجتهادات الخلفاء مِن بعده فتتغير طريقة الاختيار من خليفة إلى آخر ؟
وهل يكفي أنْ ترِدَ فيها أحاديث ظنية رغم أنها تتصل بحياة أمّة أو فنائها ؟
هل هي أقلّ من الإمامة الصغرى التي جاءتْ مفصّلة ؟
وكيف تفسّر عدم التزام معاوية بنظام الخلافة ؟
وشكرا جزيلا .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir