تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بلاغة الصراط بين التعريف والتنكير



الدكتور ضياء الدين الجماس
30-09-2016, 10:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بلاغة الصراط بين التعريف والتنكير


وردت كلمة (الصراط المستقيم) معرفة بلام التعريف في آيتين من القرآن الكريم فقط:
1- (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ 6) الفاتحة
2- (وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ 118) الصافات

بينما وردت بلا تعريف في باقي المواضع مثل :
- (قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 142) البقرة
- (وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 213) البقرة
- (وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا 68 ) النساء
- (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 25) يونس
- (إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 56 ) هود
- (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 76) النحل
- (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 121 ) النحل
- (وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ 36 ) مريم

المواضع كثيرة وهذه نماذج منها ، وسؤالي أنَّ التعريف في سورة الفاتحة جعل الصراط المستقيم صراطاً محدداً معروفاً واضح المعالم هو منهاج الإسلام القويم الذي بينته السنة النبوية. بينما يوحي التنكير بالتعددية أو الخصوصية في المواضع الأخرى...
فمثلاً لماذا لم يقل (ويهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم )؟
لم أجد سر البلاغة في ذلك في كتب التفسير المتوفرة لدي ( ربما لتقصيري في البحث)
فهل من إيضاح ، وجزاكم الله خيراً

الدكتور ضياء الدين الجماس
30-09-2016, 10:57 AM
البحث للحوار البناء للوصول للحقيقة
بارك الله تعالى بكل مشارك:001::v1:

جلال دشيشة
30-09-2016, 06:23 PM
وسؤالي أنَّ التعريف في سورة الفاتحة جعل الصراط المستقيم صراطاً محدداً معروفاً واضح المعالم هو منهاج الإسلام القويم الذي بينته السنة النبوية. بينما يوحي التنكير بالتعددية أو الخصوصية في المواضع الأخرى...
فمثلاً لماذا لم يقل (ويهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم )؟
لم أجد سر البلاغة في ذلك في كتب التفسير المتوفرة لدي ( ربما لتقصيري في البحث)
فهل من إيضاح ، وجزاكم الله خيراً

الأستاذ الأديب الألمعي ضياء الدين :
لقد التفتَ العارفون بالله إلى ما أثار تساؤلك المشروع ، وإنْ لمْ يكن تحت عنوان الصراط ، لكنه في مواضع أخرى ، عبَّرُوا عنْ هذا المعنى بقولهم (( للهِ طرائق بعدد أنفاس الخلائق )) وكذلك الصُرُط إلى الله بعدد ما في الأرض مِن حُبّ وقيم وخير وعمل إنساني ..
فبلاغة التنكير في تعدّد الطرُق إلى الله ، وبلاغة التعريف في أنّ هذا الصراط حازَ التميّزَ بسبب دوره التنويري أيام بعثة النبي ص ؛ حيث عجزتْ كل الصُرُط العالمية عن إنقاذ الإنسان من الشقاء ، فأعادَ إلى كافة الصُرُط معناها الحقيقي ، وأطَّرَها كما تنصّ وثيقة المدينة .
أشكرك على طرح هذا المعنى الذي أراه كفيلا بإزالة الكراهية من قلوبنا إزاء الآخرين المُسالمين .
ويبقى كلامي مجرّد رأي فقط .
بوركت .

الدكتور ضياء الدين الجماس
30-09-2016, 07:40 PM
الصراط المستقيم المعرف بلام التعريف (الـ) هو المنهج العملي التطبيقي لمعتنق العقيدة الإسلامية الصحيحة (وهو طريق واسع يستوعب جميع المسلمين والمؤمنين ) ولكل واحد منهم طريقه الخاص به(حارته في السباق) لا يعترضه أحد. بمعنى لكل مسلم ضمن الطريق المسنقيم الواسع طريق مستقيم خاص به يسير فيه على حسب قدراته التي يعينه الله عليها. ومن هذا التشبيه نفهم الخصوصية في الطريق المستقيم ، فمنهم من يتميز بالعبادات ومنهم من يتميز بالعلم ومنهم من يتميز بالإنفاق على الآخرين.. وللجنة ثمانية أبواب يدخل كل متسابق للجنة من بابها الذي تميز به في السباق.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة : يا عبد الله ! هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان . قال أبو بكر الصديق : يا رسول الله ! ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم" ( صحيح مسلم 2371 )

http://up.harajgulf.com/do.php?img=1134166 (http://GulfsUp.com)

الدكتور ضياء الدين الجماس
30-09-2016, 08:08 PM
الأستاذ الأديب الألمعي ضياء الدين :
لقد التفتَ العارفون بالله إلى ما أثار تساؤلك المشروع ، وإنْ لمْ يكن تحت عنوان الصراط ، لكنه في مواضع أخرى ، عبَّرُوا عنْ هذا المعنى بقولهم (( للهِ طرائق بعدد أنفاس الخلائق )) وكذلك الصُرُط إلى الله بعدد ما في الأرض مِن حُبّ وقيم وخير وعمل إنساني ..
فبلاغة التنكير في تعدّد الطرُق إلى الله ، وبلاغة التعريف في أنّ هذا الصراط حازَ التميّزَ بسبب دوره التنويري أيام بعثة النبي ص ؛ حيث عجزتْ كل الصُرُط العالمية عن إنقاذ الإنسان من الشقاء ، فأعادَ إلى كافة الصُرُط معناها الحقيقي ، وأطَّرَها كما تنصّ وثيقة المدينة .
أشكرك على طرح هذا المعنى الذي أراه كفيلا بإزالة الكراهية من قلوبنا إزاء الآخرين المُسالمين .
ويبقى كلامي مجرّد رأي فقط .
بوركت .
أشكرك أستاذنا الفاضل جلال الدين الهاملي على المشاركة الطيبة
وكلامي الذي جاء بعدها مباشرة يتوافق مع مضمونها والحمد لله تعالى
يبدو أن المشاركتين نزلتا في وقت واحد بفارق زمني ضئيل.
بوركت وجزاك الله خيراً

الدكتور ضياء الدين الجماس
30-09-2016, 08:12 PM
طريق المرآة المستقيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها يوم القيامة: ادخلي الجنة من أي أبوابها الثمانية شئت)) ( صحيح الجامع برقم:661 )

الدكتور ضياء الدين الجماس
30-09-2016, 09:00 PM
طريق العبادة أحد الطرق المستقيمة يتبارى فيه العبّاد

(وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ 61) يس

ناديه محمد الجابي
06-03-2021, 11:28 AM
(الصراط المستقيم) عندما يأتي معرفاً ينصرف الذهن مباشرة إلى المنهج الإسلامي القويم المتكامل بشموليته
، وأما عندما يأتي نكرة (صراط مستقيم) فقد يعني جزءاً من الصراط الكامل أو فرعاً يؤدي إليه أو منهجاً قويماً
مخصصاً بفرد أو جماعة يؤدي إلى هدف الصراط المستقيم ذاته. ...
:002::003::002:

الدكتور ضياء الدين الجماس
08-03-2021, 07:02 PM
(الصراط المستقيم) عندما يأتي معرفاً ينصرف الذهن مباشرة إلى المنهج الإسلامي القويم المتكامل بشموليته
، وأما عندما يأتي نكرة (صراط مستقيم) فقد يعني جزءاً من الصراط الكامل أو فرعاً يؤدي إليه أو منهجاً قويماً
مخصصاً بفرد أو جماعة يؤدي إلى هدف الصراط المستقيم ذاته. ...
:002::003::002:


بارك الله في أفاقك الواسعة
مع مزيد الشكر والتقدير

عبد الرحيم بيوم
09-03-2021, 11:55 AM
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (2\411 ط دار عالم الفوائد):
"وأما المسألة الثانية: وهي تعريف "*الصراط" باللام هنا، فاعلم أن الألف واللام إذا دخلت على اسم موصوفٍ اقتضت أنه أحقُّ بتلك الصفة من غيره، ألا ترى أن قولك: "جالس فقيهًا أو عالمًا"، ليس كقولك: "جالس الفقيه أو العالم"، ولا قولك: "أكلت طيِّبًا"، كقولك: "أكلت الطيِّب"، ألا ترى إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنت الحق، ووعدك الحقُّ، وقولك الحقُّ"، ثم قال: "ولقاؤك حقٌّ، والجنة حقٌّ والنار حقٌّ" (٤) فلم يدخل الألف واللام على الأسماء المُحْدَثة وأدخلها على اسم الرب تعالى، ووعده وكلامه.
فإذا عرفتَ هذا؛ فلو قال: "اهدنا صراطًا مستقيمًا" لكان الداعي إنما يطلب الهداية إلى: صراطٍ مَّا مستقيمٍ على الإطلاق، وليس المراد ذلك، بل المراد الهداية إلى الصراط المعيَّن الذي نصَبه الله لأهل نعمته، وجعله طريقًا إلى رضوانه وجنته، وهو دينه الذي لا دين له سواه، فالمطلوب أمرٌ معين في الخارج والذهن، لا شيءٌ مُطْلق مُنَكَّر، واللام هنا للعهد العلمي الذهني، وهو أنه طلب الهداية إلى معهود قد قام في القلوب معرفته، والتصديق به، وتميزه عن سائر طرق الضلال، فلم يكن بُدٌّ من التعريف.
فإن قيل: فلِمَ جاء منكَّرًا في قوله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: ٢]، وقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢)} [الشورى: ٥٢]، وقوله تعالى: {وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٨٧)} [الأنعام: ٨٧]، وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام: ١٦١].
فالجواب عن هذه المواضع بجواب واحد وهو: أنها ليست في مقام الدعاء والطلب، وإنما هي في مقام الإخبار من الله -تعالى- عن هدايته إلى صراطٍ مستقيم وهداية رسوله إليه، ولم يكن للمخاطبين عهد به، ولم يكن معروفًا لهم، فلم يجئ معرَّفًا بلام العهد المشيرة إلى معروفٍ في ذهن المخاطَب قائم في خَلَده، ولا تقدَّمه في اللفظ مَعْهود تكون اللام مصروفة إليه، وإنما تأتي لام العهد في أحد هذين الموضعين، أعني: أن يكون لها معهود ذِهنيّ أو ذِكْريّ لفظيّ؛ وإذ لا وأحد منهما في هذه المواضع، فالتنكير هو الأصل، وهذا بخلاف قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)}؛ فإنه لما تقرَّر عند المخاطَبين أن لله صراطًا مستقيمًا هدى إليه أنبياءه ورسلَه، وكان المخاطَبُ -سبحانه- المسؤول منه هدايته عالمًا به، دخلت اللام عليه، فقال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)}."