المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكسرةُ الشموخ ...



فجر القاضي
07-10-2016, 07:49 PM
سقى اللهُ الهوى وسقى ضِرامهْ
وأيّاماً رضعتُ بها غرامَهْ

إلامَ الدهرُ يُرجعُ لي ليالٍ
تحزُّ بخافقي وجهَ اليمامهْ

يرواد خاطري قصرَ الخطايا
ب(( هيتَ لكَ)) المليكة والمُدامهْ

أعفُّ عن الخيالِ ألومُ نفسي
و وسْواسُي يقول : لمَ الملامةْ!

أُراوغُ بين تأنيبي و طبعي
يتوهُ بمنطقي حدُّ السلامةْ

تكلَّفتُ التودّدَ واعتراني
هوانٌ فاقَ آفاقَ الكرامةْ

فلفلفني دثارُ الشوقِ دهراً
ورغم جفاه ألقمني لزامَهْ

شِباكٌ زفّ أوصالي عروساً
فكيفَ اصطادتِ الريمُ الأسامةْ

بأيِّ سلاحها آذتْ رسوخي
بلحظ ٍ غمضهُ غطّى حسامهْ

بشالٍ إذ تشرّد من نسيمٍ
وشَعرٍ ماجَ أهداني سهامَه

بوجهٍ يُعْقِبُ الرائي ذهولاً
يكفُّ عيونه عمّا أمامهْ

ذكتْ نارُ الجفا بين الحنايا
أتاها الدمعُ يُقريها انهزامهْ

وغصَّتْ آخرُ الشهقاتِ ضمني
طوتْني في سراديبِ الندامةْ

ولكنَّ اشتياقي ليس يرضى
التواري عن فؤادي أو خصامَهْ

فشرُّ مراحلِ الإنسانِ يومٌ
يذوق بهِ بلا وعيٍ فطامهْ

يؤمّلُ بالرضاعة بعدَ حينٍ
ويُمضي عمره يهوى الْتقامهْ

فلا هوَ بالتأمّلِ مستريحٌ
ولا اعتاد الفراقَ ولا طعامَهْ

لبنى علي
07-10-2016, 08:13 PM
يا لشجنٍ قد سكن محيَّا الأبجديَّة بغصَّة نبضٍ صاخب الإيقاع همسه، وسكون أمواج الشتات الومضيَّة ..

إنها لأصداء عتاب فجريَّة ببوصلة يقينٍ وجوديَّة !

دمتَ وأناقة العزف القوس مطريّ أيها الفاضل الكريم فجر القاضي ..

عبده فايز الزبيدي
07-10-2016, 08:15 PM
هذا بيت غاية في الجمال :

تكلَّفتُ التودّدَ واعتراني
هوانٌ فاقَ آفاقَ الكرامةْ

نص جميل لشاعر جميل
بارك الله فيك .

حيدرة الحاج
08-10-2016, 12:55 AM
اجدت سيدي ورسمت بالحرف ابداعا واي ابداع
طربت واستمتعت كثيرا هنا تحية لك ايها الشاعر الشاعر

رياض شلال المحمدي
08-10-2016, 05:17 AM
وما بعد هذا الوصف على الفؤاد من ملامة ، سقاك الله من أنعم
الود والهنا والرضا لتبقى تغردّ بلاغةُ الشعور بالحسان من المعاني
والذكريات الدواني ، تحيتي وكثير تقدير شاعرنا العزيز .

عبد السلام دغمش
08-10-2016, 11:39 AM
بوركتم شاعرنا على هذا النص الجميل ..

وتبقى النفس بين نوازع الخير والشر .

حرف جميل ، فلا فضّ فوك .

تحياتي .

عادل العاني
08-10-2016, 01:39 PM
تدفقت شعرا , واسابت حروفك شاعرية ,

فرسمت لوحات راقية المعنى بليغة الصياغة.

وأبيات كثيرة تستحق أن تقتبس لما فيها من نسج شعري ولوحات معبّرة.

توقفت عند هذا البيت :

إلامَ الدهرُ يُرجعُ لي ليالٍ
تحزُّ بخافقي وجهَ اليمامهْ

عروض الشطر الأول ( ليالٍ ) ... وما فهمته أنها مفعول به للفعل ( يرجع ) أي حكمها ( ليالياً ) وحذف الياء من آخرها هو عند الرفع أو الخفض وليس النصب, ولو كانت فاعلا لجاز ذلك كما في ( إلام الدهرَ ترجعُ لي ليالٍ ) ... لكن ربما عندك تفسير آخر لذلك.

ويبقى هذا رأيا ليس إلا ...

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

محمد حمود الحميري
08-10-2016, 06:57 PM
الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان
شِباكٌ زفّ أوصالي عروساً
فكيفَ اصطادتِ الريمُ الأسامةْ
هههههه ــ ذكرتني بقول الشاعر في عجزه
تأملوا كيف فعل الظبي بالأسـدِ
تقديري لقلمك الرفيــع .

ليانا الرفاعي
08-10-2016, 08:25 PM
كيف يكون الإقتباس من هذه الرائعة أشعر كأن كل بيت مستثنى سيعاتبني ولن أتمكن من الدفاع ولكن لا بد من الإشادة والتوقف بتلك الخاتمة وما تحمل من بلاغة في صورتها وروعة التشبيه وتكامله فيها برغم ما حملت من وجع فقد انثالت فيها المشاعر
المنبثقة من أعماق صدر الحرمان




فشرُّ مراحلِ الإنسانِ يومٌ
يذوق بهِ بلا وعيٍ فطامهْ

يؤمّلُ بالرضاعة بعدَ حينٍ
ويُمضي عمره يهوى الْتقامهْ

فلا هوَ بالتأمّلِ مستريحٌ
ولا اعتاد الفراقَ ولا طعامَهْ

أسعد الله قلبك شاعرنا بما يرضيك
تحيتي وتقديري

محمد ذيب سليمان
08-10-2016, 09:56 PM
بارك الله بك
وهذا النسج الرائع وهذا المحمول الشعري الجميل
من نسج وتصوير ومعان وقافية جميلة
كنت رائعا
.. محبتي لقلبك

د. سمير العمري
11-10-2016, 02:19 AM
الله الله!

نص شعري جميل ومميز وطاب لي بل ورسم ابتسامة على وجهي فلا فض فوك أيها المبدع!

استوقفني موضعين أشار الأستاذ عادل إلى أحدهما وأشير للثاني في قولك يؤمل بالرضاعة فالمرء يؤمل الشيء إن كان يأمل أن يحصل عليه ويؤمل بالشيء إن كان يعد به غيره.

تقديري

عصام إبراهيم فقيري
24-01-2017, 10:36 PM
الله الله

رائع يا فجر هذا التجلي المبهر

نص متخم بالشعر والشاعرية والجمال فلله أنت ولله حرفك المسافر في سماوات من الألق والبديع والروعة

زدني من جمالك أيها الشاعر الشاعر


بك وبحرفك إعجابي .

أحمد الجمل
25-01-2019, 05:25 PM
الله الله الله
قصيدة ممتعة وأكثر من راااائعة
سلمت أخي الفاضل وسلم قلبك ولسانك
تحيتي ومحبتي

ثناء صالح
25-01-2019, 09:12 PM
الله!
ليست هذه أول مرة أقرؤها .
لكنها مازالت تثير دهشتي ببساطة تعابيرها التي اتفقت مع قوة السبك ونصاعة الأفكار والمعاني وروعة الإيقاع !
رائعة!
تحيتي لإبداعكم أستاذنا الشاعر القدير فجر القاضي