المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقد كتاب د.أحمد سالم (فقه العروض) /ثناء صالح



ثناء صالح
21-10-2016, 01:40 AM
يطرح الأستاذ د. أحمد سالم منهجه العروضي الخاص في كتابه (فقه العروض) ، بوصفه منهجا بديلا عن منهج الخليل في دوائره العروضية . ومن جميل هذا الطرح أنه معروض من قبل مؤلفه للمناقشة والنقد والحوار .
وقد كنت ابتدأت الحوار مع الأستاذ د. أحمد سالم حول رؤيته ومنهجه البديل هذا. ثم توقفت لانشغالي عنه .
غير أن الكثير من الملاحظات والملابسات ما تزال تدفعني ﻹكمال هذا الحوار من منطلق الحوار النقدي البناء.
وقبل أن أبدأ بعرض ملحوظاتي النقدية أحب أن أنوه إلى ذلك الجزء من المعنى الإيجابي لمصطلح "النقد "فالنقد ليس هجوما عدوانيا يقتضي دفاعا عدوانيا .
إنما أتوقع حوارا نقديا يتضمن الاستيضاح والإيضاح. والإحقاق والاستحقاق .
ولست منطلقة في نقدي بغرض النقض والهدم ابتداء. ولكنني أرغب في الاستفهام والاستقراء والاستنتاج . وأطمح بأن أجتهد في وضع نقاط على حروف تستحقها. حسب استطاعتي وفهمي .
ولا أزعم كمال فهمي.
لكن ربما تكون محاولة وضع هذه النقاط على حروفها تتويجا لجهد بذله الأستاذ د. أحمد سالم مشكورا ويستحق عليه الثناء والتقدير من الجميع.
وربما تكون فرصة لوضع اليد على بعض الثغرات في طرح أستاذنا د. أحمد سالم . فيعمل على معالجتها وترميمها. وما كان الكمال يوما بمقدور بشر .
وسأبدأ بالملاحظة الأولى حول عنوان الكتاب.
عنوان الكتاب(فقه العروض):
قرأت هذا التركيب اللغوي ( فقه العروض ) أول مرة في كلام للأستاذ العروضي د. ضياء الدين الجماس في حوار له مع الأستاذ خشان خشان حول محتوى ( العروض الرقمي ) منذ حوالي سنتين، وكان ذلك على شكل اقتراح قدمه د. ضياء الدين الجماس للأستاذ خشان لتسمية محتوى العروض الرقمي باسم ( فقه العروض ) فقال:
"حتى كلمة العروض وعلم العروض يلزمها إعادة نظر فكل ما يُعَلَّم هو عِلْم بأحد أشكاله ومنه النافع ومنه الضار ، فالعروض يحتوي على قوانين ومبادئ يجب تعلمها فهو نوع من العلم، وأما علم العروض بهذه التسمية التي تقصدها كعلم يتجاوز العروض في تعليم قواعد العروض إلى اكتشاف أسرارها وهو ما يجب أن يسمى فقه العروض وليس علم العروض والفقه بالشيء أعلى مستوى من العلم به.
ولذلك أرى أن تجريد كلمة عروض وعزلها عن العلم، إجحاف بحقها اللغوي في المعنى ،بل هي علم جيد يصل بنا إلى مستوى لنتعلم الشعر من خلاله، ثم نحتاج إلى فقه العروض لنكشف أسرار هذا العلم.
كما نقول في الشرع هناك علم العبادات وهو ما يتعلق بتعلمها وهناك فقه العبادات وهو محاولة اكتشاف أسرار تشريعها والفقه بالشيء أعلى من العلم به.
ولذلك أرى أن : العروض علم يعلم الناس مبادئ الشعر وأصوله، وهناك فقه العروض = علم العروض الذي يسعى للبحث عن أسرار هذه القوانين.
قد تستغرب هذه الحقائق ، ولكنها هي الحقيقة التي تدعمها معاجم اللغة ومصطلحاتها."

http://www.arood.com/vb/showpost.php?p=75107&postcount=5

فأرجح أن يكون د. أحمد سالم قد اطلع على كلام د. ضياء الدين الجماس فتأثر به واقتبس عنوان كتابه منه. خاصة وأن د. أحمد سالم قد بين أنه اعتمد في بعض مصادر أفكاره في كتابه على ما ورد في المنتديات بقوله :
"المصدر الثالث : هو مقتطفات من أبحاث صغيرة متناثرة ومناقشاتها عبر منتدياتكم وكانت تلك المناقشات بين الثلاثي العروضي المتفاني في خدمة علم العروض (الدكتور سليمان أبو ستة والدكتور عمر خلوف وأستاذي الكريم م / خشان خشان)."

كما لا يجد د. أحمد سالم حرجا من التصريح بقصر المدة التي قضاها باحثا في علم العروض وقربها "
"ولا أتحرج من القول أن أول معرفتي بعلم العروض كانت قبل (عام ونصف فقط من اليوم) فقبل عام ونصف لم أكن أعرف شيئا عن علم العروض "

وهو وإن كان يشير إلى العلاقة الزمنية القصيرة نسبيا بين د. أحمد سالم والبحث في علم العروض ، إلا أنه يدل كذلك على الجهد الكبير الذي بذله خلال هذه الفترة القصيرة والذي أثمر منهجا عروضيا كاملا متكاملا. فخلاصة الحوارات بين أقطاب العروض تضع الباحث المهتم في مراحل متقدمة من البحث منذ اللحظات الأولى لابتدائه به .ﻷنه يحصل منها سريعا على بذور الثمار التي نضجت وأينعت في حقول سابقيه من الباحثين فيتجاوز مرحلة انتظار نضج الثمار بهدف استخراج بذورها. وهذا يحسب للباحث في أي مجال علمي باعتبار الحصيلة العلمية المتقدمة في أي علم هي حصيلة تراكمية لجهد الباحثين فيه عبر تاريخه. وباعتبار البدء من حيث انتهى الآخرون ضرورة ماسة تساعد على تقديم الجديد المستند إلى القديم والمنبثق عنه. على الرغم من أن مضمون المحتوى العلمي الذي يطرحه د. أحمد سالم ما جاء إلا لينقض ويهدم كل ما بناه الباحثون قبله من علم العروض التقليدي المبني على أسس المنهج الخليلي.
نقول هذا ﻻستحقاق الإشادة به من حيث ذكاء الباحث في البناء على ماسبق مما يقتضي فهم ما سبق واستيعابه كي يتم نقضه .
وأما محاولة هدم ما بناه الخليل من قبل د. أحمد سالم فيصرح بها هو بنفسه في بعض حواري معه
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=7544&page=2
قائلا: "وكوني أهدم نظريات الخليل في علم العروض وأعيد البناء على أسس أكثر رسوخا وشموخا كما أراها , فهذا ليس تطاولا (فنظريات الخليل ليست هي العلم) فكل عمل إنساني قابل للنقد والنقض , وأنا لن أجمع التراث العروضي وأهدمه هدما حسيا

وسيأتي من بعدنا من يكمل المسيرة إلى أن يشاء الله ."
وبقدر هذه الشجاعة الكبيرة التي نقدرها من د. أحمد سالم والتي تدفعه لنقد ونقض نظريات الخليل نتوقع منه أن يتقبل منا نقد نظرياته كذلك . ويبقى الحوار هو المجال الوحيد ﻹثبات مستحقات طرحه ومستلزماته العلمية لتبنيها أو دحضها.
كذلك نشيد بالأسلوب الشفاف والروح العلمية المرنة التي يتمتع بها د.أحمد سالم ، إذ يصرح بأنه لا يجد غضاضة في نسب الآراء إلى أصحابها الذين سبقوه في الإدلاء بها ، عندما يصادف القارئ تشابها بين بعض ما يطرحه من الآراء وآراء سابقيه من الباحثين في العروض.فيقول:
(وإذا وجدنا رأيا منسوبا لغير الخليل ويتفق مع ما وصلنا إليه في بحثنا هذا نسبناه لصاحبه استئناسا به , وخاصة إذا كان من أعلام علم العروض , ويتمتع بالثقة والثقل عند علماء وطلاب هذا العلم .

وإن ذكرنا شيئا وصلنا إليه ولم ننسبه لأحد , واتفق أن ذكر في كتاب من قبل , قبلنا فيه أول رأي , ولم ننازع فيه أحدا , فما نقدمه في كتابنا هذا ليس بحثا في الجزئيات من أجل الجزئيات , لكنه إعادة بناء علم العروض من جديد بعد استخلاص واصطفاء ما نحتاجه من البناء القديم .)


غير أنني آخذ على أستاذنا د. أحمد سالم في مجرى هذه الشفافية العلمية سهوه عن ضرورة التزامه أيضا بنسب الآراء إلى أصحابها حتى لو كانت هذه الآراء غير مطروحة في كتب العروض بل في المنتديات أو سواها من المواقع على صفحات الإنترنت، وحتى لو لم يكن أصحابها من أعلام علم العروض أيضا . إذ أصبحت مواقع الإنترنت أحدى مصادر البحث العلمي المعاصرة التي لا يمكن إغفالها أو السهو عنها. وما أحسب شفافية د. أحمد سالم إلا وتشمل هذا الجانب وإن سها قلمه عن تحريره. خاصة وأن الكثير من التشابه الذي قد يصل إلى حد التطابق العكسي قد تمت ملاحظته بين منهج (فقه العروض) ومنهج العروض الرقمي الذي يطرحه الأستاذ خشان خشان كدليل علمي رائد يبحث في منهج الخليل ومنطلقاته .
يتبع بإذن الله

د. أحمد سالم
21-10-2016, 03:47 AM
ظننت أن ما بذلته من جهد ووقت في منتدى العروض رقميا قد ضاع سدى , لكن إن كانت النتيجة التي وصلنا إليها هي هذا المستوى الراقي من الحوار النقدي البناء بعيدا عن أساليب نقل كلمات من قبيل (الأستاذ العروضي باديس) فهذا يسعدني , وسأتابع نقدكم لكتابنا فقه العروض , وستكون ردودي مركزة دائما على كل ما هو هام وجوهري من وجهة نظري , وإن أغفلت شيئا مما تطرحونه وهو هام بالنسبة لكم فأرجو تنبيهي لأخصه بشرح مستفيض .

تقديري واحترامي

الدكتور ضياء الدين الجماس
21-10-2016, 08:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع يستحق الاهتمام والمتابعة لأنَّ النقد البنّاء يثري ويزيد البناء الراسخ رسوخاً ويجلو عنه ما يعلق به من خبث الرياح.
رحم الله الخليل العالم الجليل الذي حرض العقول للنقد والتحليل.
وأثاب الله تعالى من يعمل بنية نشر العلم الخالص لوجه الله تعالى
جزاكم الله خيراً
:0014::0014::0014:

أرجو أن تكون لغة الحوار مبسطة ومدعومة بالأمثلة لاستقطاب أكبر عدد من المتابعين مهما كان مستواهم في فهم علم العروض.

ثناء صالح
21-10-2016, 10:26 PM
ظننت أن ما بذلته من جهد ووقت في منتدى العروض رقميا قد ضاع سدى , لكن إن كانت النتيجة التي وصلنا إليها هي هذا المستوى الراقي من الحوار النقدي البناء بعيدا عن أساليب نقل كلمات من قبيل (الأستاذ العروضي باديس) فهذا يسعدني , وسأتابع نقدكم لكتابنا فقه العروض , وستكون ردودي مركزة دائما على كل ما هو هام وجوهري من وجهة نظري , وإن أغفلت شيئا مما تطرحونه وهو هام بالنسبة لكم فأرجو تنبيهي لأخصه بشرح مستفيض .

تقديري واحترامي

مرحبا بالأستاذ الكريم د. أحمد سالم
أشكر لكم تفضلكم بالتعليق هنا.
وأشكر لكم سلفا استجابتكم المأمولة للحوار سواء بالمتابعة، أو بالرد على الاستفسارات وشرح ما يلتبس على فهمنا.
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وزادكم من فضله.
مع التقدير والاحترام

عادل العاني
22-10-2016, 03:16 PM
أتابع معكم هذا الحوار الذي أتوقع أن يكون حوارا عروضيا علميا رائدا ...

وهذا لايعني موافقتي على كل ما تقدم ولا رفضي له , لكن سأنتظر ما يطرح لاحقا لأننا مازلنا في العنوان وفي نظرة عامة.

بارك الله فيكم جميعا

تحياتي وتقديري

ثناء صالح
22-10-2016, 11:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع يستحق الاهتمام والمتابعة لأنَّ النقد البنّاء يثري ويزيد البناء الراسخ رسوخاً ويجلو عنه ما يعلق به من خبث الرياح.
رحم الله الخليل العالم الجليل الذي حرض العقول للنقد والتحليل.
وأثاب الله تعالى من يعمل بنية نشر العلم الخالص لوجه الله تعالى
جزاكم الله خيراً
:0014::0014::0014:

أرجو أن تكون لغة الحوار مبسطة ومدعومة بالأمثلة لاستقطاب أكبر عدد من المتابعين مهما كان مستواهم في فهم علم العروض.
أشكرك أستاذنا الكريم ضياء الدين الجماس على المتابعة
بارك الله فيكم

ثناء صالح
22-10-2016, 11:38 PM
أتابع معكم هذا الحوار الذي أتوقع أن يكون حوارا عروضيا علميا رائدا ...

وهذا لايعني موافقتي على كل ما تقدم ولا رفضي له , لكن سأنتظر ما يطرح لاحقا لأننا مازلنا في العنوان وفي نظرة عامة.

بارك الله فيكم جميعا

تحياتي وتقديري

أهلا بكم أستاذنا الكريم عادل العاني
أرجو أن يكون حوارا ماتعا.
وأشكركم على المتابعة
بارك الله فيكم

ثناء صالح
22-10-2016, 11:46 PM
مقدمة
لم نجد علما من العلوم نشأ كاملا وتم صياغة قواعده مرة واحدة على يد عالم واحد , فهل علم العروض هو الاستثناء بين العلوم كلها ؟
يجيب الخليل بكل تواضع عن هذا السؤال حيث يقول (2) :

إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها , وعرفت مواقع كلامها , وقام في عقولها علله , وإن لم ينقل ذكر عنها , ومثلي مثل رجل حكيم دخلت دارا محكمة البناء عجيبة النظم والأقسام فتيقنت حكمة بانيها , وكلما وقفت على شيء منها قلت : إنما فُعل هذا هكذا لعلة كذا وكذا , واعتللت أنا بما عندي , فإن أصبت العلة فهو الذي التمست , وإن سنح لغيري علة هي أليق مما ذكرته فليأت بها .

يطلق الخليل الدعوة لغيره أن يأت بما لديه من جديد , شريطة أن يكون أليق مما جاء هو به .
.........
والسؤال الآن : هل يمكن الرجوع لأصل الأوزان كما استخدمها العرب في عصور الاحتجاج (1) , لنقوم ببناء نموذج آخر , يكون أليق مما جاء به الخليل ؟ وبذلك نكون قد قبلنا دعوته الضمنية في قوله : (وإن سنح لغيري علة أليق مما ذكرته فليأت بها ) .[/COLOR]
هذا ما سنجيب عنه في هذا الكتاب .

هذه الفقرة التي يستشهد بها الأستاذ أحمد سالم ليدلل على أن الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله - كان قد أطلق الدعوة لغيره ليأتي بما هو أليق مما جاء به هو في علم العروض. وردت في كتاب (الإيضاح في علل النحو) ﻷبي القاسم الزجاجي في الصفحتين 65-66 من باب (القول في علل في النحو )، والكتاب من تحقيق مازن المبارك ،صادر عن دار النفائس في بيروت عام (1402- 1982).
وقد ذكر المؤلف أبو القاسم الزجاجي تلك الفقرة ليشرح كيف كان يتم ضبط كلام العرب نحويا، ولا علاقة لعلم العروض نهائيا بكلام الخليل.
فقد قال الزجاجي في باب (القول في علل النحو ):
" وعلل النحو بعد هذا على ثلاثة أضرب ؛ علل تعليمية ، وعلل قياسية ، وعلل جدلية نظرية . " ثم شرح العلل التعليمية والعلل القياسية ، وعندما وصل إلى شرح العلل الجدلية النظرية قدم لكلام الخليل قائلا:
" وذكر بعض شيوخنا أن الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله- سئل عن العلل التي يعتل بها في النحو ، فقيل له : أعن العرب أخذتها أم اخترعتها من نفسك ؟فقال: (( إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها ، وعرفت مواقع كلامها ، وقام في عقولها علله ، وإن لم ينقل ذلك عنها، واعتللت أنا بما عندي أنه علة لما اعتللت منه، فإن كنت أصبت العلة فهو الذي التمست ، وإن تكن هناك علة له فمثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارا محكمة البناء ، عجيبة النظم والأقسام ، وقد صحت عنده حكمة بانيها ، بالخبر الصادق أو بالبراهين الواضحة والحجج اللائحة ، فكلما وقف هذا الرجل في الدار على شيء منها قال : إنما فعل هكذا لعلة كذا وكذا . وبسبب كذا وكذا سنحت له وخطرت بباله محتملة لذلك . فجائز أن يكون الحكيم الباني للدار غعل ذلك للعلة التي ذكرها هذا الذي دخل الدار ، وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة ، إلا أن ذلك مما ذكره هذا الرجل محتمل أن يكون علة لذلك ، فإن سنح لغيري علة لما عللته من النحو هو أليق مما ذكرته بالمعلول فليأت بها. )). انتهى كلام الخليل.
ويعلق الزجاجي على كلام الخليل قائلا : "وهذا كلام مستقيم ، وإنصاف من الخليل - رحمة الله عليه - وعلى هذه الأوجه الثلاثة مدار علل النحو فاعرف ذلك إن شاء الله "
وبعد هذا الذي استعرضته من سياق كلام الخليل ثبت لنا أن الخليل لم يكن يقصد علم العروض بقوله
" فإن سنح لغيري علة لما عللته من النحو هو أليق مما ذكرته بالمعلول فليأت بها."

وكيف يقصد العروض وهو يقول "النحو " ؟

فكيف فهم الأستاذ أحمد سالم أن الخليل كان يقصد العروض ؟
عند مقارنة الفقرة التي ذكرها أ. أحمد سالم في كتابه عن كلام الخليل مع الفقرة التي ذكرها الزجاجي سنلاحظ أن كلمة ( النحو ) مع بعض الجمل قد حذفت من كلام الخليل، كما حذف السياق الذي قدم لكلام الخليل والذي يفهم منه أن الخليل كان يجيب عن سؤال وجه إليه حول العلل التي يعتل بها في النحو لا في العروض.
فلماذا حذفت كلمة (النحو ) ؟ وما المصدر الذي استمد منه أ. أحمد سالم تلك الفقرة من كلام الخليل؟
قبل حوالي سنتين أخرج الأستاذ خشان خشان هذه الفقرة إلى سطح مواقع ( الإنترنت)
" جاء فيها :*من الخليل إلى العروضيين
11-03-2014, 06:03 PM

من معرض الرياض للكتاب حصلت اليوم على كتاب :" العروض والإيقاع – في النظريات الحديثة للشعر العربي " للدكتور ربيعة الكعبي واستحوذت الفقرة الأولى على اهتمامي وسررت بها أيما سرور، فهي للخليل بن احمد رحمه الله، وقد وجدت فيها ما افتقدته في سواها من نص صريح للخليل يعبر عن منهجه الفكري وما ينبثق عنه من شمولية،وتعبيره عن ذلك تعبيرا يطابق توجه تعبير الرقمي ولكنه يتفوق عليه .*........
الفقرة على لسان الخليل بن أحمد منقولة من معجم الأدباء لياقوت الحموي 6/74.
ثم يكتب الأستاذ خشان الفقرة بعد أن يمسح منها كلمة ( النحو ) ويضع مكانها عدة نقاط (....) للإشارة إلى وجود جزء محذوف من كلام الخليل مكان النقاط. كما هو واضح في الرابط
http://www.alfaseeh.com/vb/archive/index.php/t-81425.html
فأما الأستاذ خشان فقد حذف كلمة ( النحو ) من كلام الخليل لهدف واضح وهو أنه يرغب بالتعبير عن منهجية الخليل في علمه وفي فكره. لذا فإن حذف كلمة (النحو ) يحول كلام الخليل إلى كلام عام يعطي صورة عامة عن منهج تفكيره . أما إبقاؤها فيوحي بأن طريقته في التفكير إنما هي خاصة بعلم النحو فقط.
إذن الأستاذ خشان هو من حذف كلمة النحو ووضع مكانها بعض النقط.
وبما أن الأستاذ أحمد سالم استمد بعض مصادر كتابه من مواقع الإنترنت وبعض الحوارات العروضية فيها. فقد أخذ الفقرة من كلام الأستاذ خشان دون أن يتحقق منها في مصدرها الأصلي. وفهمها خطأ على أنها تتضمن دعوة من الخليل لمن يأتي بعده كي يأتي بما هو أليق مما جاء به في علم العروض. وثبتها في كتابه على هذا الأساس وجعل كتابه كله استجابة للدعوة الموهومة فيها.

خشان محمد خشان
23-10-2016, 12:33 AM
سلام الله عليك استاذتي الفاضلة ثناء صالح

إليك صورة الصفحة التي وردت فيها فقرة الخليل كما هي في كتاب د. ربيعة الكعبي

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/shapes1/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9.jpg


https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/shapes1/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9.jpg

د. أحمد سالم
23-10-2016, 12:39 AM
هذه الفقرة التي يستشهد بها الأستاذ أحمد سالم ليدلل على أن الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله - كان قد أطلق الدعوة لغيره ليأتي بما هو أليق مما جاء به هو في علم العروض. وردت في كتاب (الإيضاح في علل النحو) ﻷبي القاسم الزجاجي في الصفحتين 65-66 من باب (القول في علل في النحو )، والكتاب من تحقيق مازن المبارك ،صادر عن دار النفائس في بيروت عام (1402- 1982).
وقد ذكر المؤلف أبو القاسم الزجاجي تلك الفقرة ليشرح كيف كان يتم ضبط كلام العرب نحويا، ولا علاقة لعلم العروض نهائيا بكلام الخليل.
فقد قال الزجاجي في باب (القول في علل النحو ):
" وعلل النحو بعد هذا على ثلاثة أضرب ؛ علل تعليمية ، وعلل قياسية ، وعلل جدلية نظرية . " ثم شرح العلل التعليمية والعلل القياسية ، وعندما وصل إلى شرح العلل الجدلية النظرية قدم لكلام الخليل قائلا:
" وذكر بعض شيوخنا أن الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله- سئل عن العلل التي يعتل بها في النحو ، فقيل له : أعن العرب أخذتها أم اخترعتها من نفسك ؟فقال: (( إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها ، وعرفت مواقع كلامها ، وقام في عقولها علله ، وإن لم ينقل ذلك عنها، واعتللت أنا بما عندي أنه علة لما اعتللت منه، فإن كنت أصبت العلة فهو الذي التمست ، وإن تكن هناك علة له فمثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارا محكمة البناء ، عجيبة النظم والأقسام ، وقد صحت عنده حكمة بانيها ، بالخبر الصادق أو بالبراهين الواضحة والحجج اللائحة ، فكلما وقف هذا الرجل في الدار على شيء منها قال : إنما فعل هكذا لعلة كذا وكذا . وبسبب كذا وكذا سنحت له وخطرت بباله محتملة لذلك . فجائز أن يكون الحكيم الباني للدار غعل ذلك للعلة التي ذكرها هذا الذي دخل الدار ، وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة ، إلا أن ذلك مما ذكره هذا الرجل محتمل أن يكون علة لذلك ، فإن سنح لغيري علة لما عللته من النحو هو أليق مما ذكرته بالمعلول فليأت بها. )). انتهى كلام الخليل.
ويعلق الزجاجي على كلام الخليل قائلا : "وهذا كلام مستقيم ، وإنصاف من الخليل - رحمة الله عليه - وعلى هذه الأوجه الثلاثة مدار علل النحو فاعرف ذلك إن شاء الله "
وبعد هذا الذي استعرضته من سياق كلام الخليل ثبت لنا أن الخليل لم يكن يقصد علم العروض بقوله
" فإن سنح لغيري علة لما عللته من النحو هو أليق مما ذكرته بالمعلول فليأت بها."

وكيف يقصد العروض وهو يقول "النحو " ؟

فكيف فهم الأستاذ أحمد سالم أن الخليل كان يقصد العروض ؟
عند مقارنة الفقرة التي ذكرها أ. أحمد سالم في كتابه عن كلام الخليل مع الفقرة التي ذكرها الزجاجي سنلاحظ أن كلمة ( النحو ) مع بعض الجمل قد حذفت من كلام الخليل، كما حذف السياق الذي قدم لكلام الخليل والذي يفهم منه أن الخليل كان يجيب عن سؤال وجه إليه حول العلل التي يعتل بها في النحو لا في العروض.
فلماذا حذفت كلمة (النحو ) ؟ وما المصدر الذي استمد منه أ. أحمد سالم تلك الفقرة من كلام الخليل؟
قبل حوالي سنتين أخرج الأستاذ خشان خشان هذه الفقرة إلى سطح مواقع ( الإنترنت)
" جاء فيها :*من الخليل إلى العروضيين
11-03-2014, 06:03 PM

من معرض الرياض للكتاب حصلت اليوم على كتاب :" العروض والإيقاع – في النظريات الحديثة للشعر العربي " للدكتور ربيعة الكعبي واستحوذت الفقرة الأولى على اهتمامي وسررت بها أيما سرور، فهي للخليل بن احمد رحمه الله، وقد وجدت فيها ما افتقدته في سواها من نص صريح للخليل يعبر عن منهجه الفكري وما ينبثق عنه من شمولية،وتعبيره عن ذلك تعبيرا يطابق توجه تعبير الرقمي ولكنه يتفوق عليه .*........
الفقرة على لسان الخليل بن أحمد منقولة من معجم الأدباء لياقوت الحموي 6/74.
ثم يكتب الأستاذ خشان الفقرة بعد أن يمسح منها كلمة ( النحو ) ويضع مكانها عدة نقاط (....) للإشارة إلى وجود جزء محذوف من كلام الخليل مكان النقاط. كما هو واضح في الرابط
http://www.alfaseeh.com/vb/archive/index.php/t-81425.html
فأما الأستاذ خشان فقد حذف كلمة ( النحو ) من كلام الخليل لهدف واضح وهو أنه يرغب بالتعبير عن منهجية الخليل في علمه وفي فكره. لذا فإن حذف كلمة (النحو ) يحول كلام الخليل إلى كلام عام يعطي صورة عامة عن منهج تفكيره . أما إبقاؤها فيوحي بأن طريقته في التفكير إنما هي خاصة بعلم النحو فقط.
إذن الأستاذ خشان هو من حذف كلمة النحو ووضع مكانها بعض النقط.
وبما أن الأستاذ أحمد سالم استمد بعض مصادر كتابه من مواقع الإنترنت وبعض الحوارات العروضية فيها. فقد أخذ الفقرة من كلام الأستاذ خشان دون أن يتحقق منها في مصدرها الأصلي. وفهمها خطأ على أنها تتضمن دعوة من الخليل لمن يأتي بعده كي يأتي بما هو أليق مما جاء به في علم العروض. وثبتها في كتابه على هذا الأساس وجعل كتابه كله استجابة للدعوة الموهومة فيها.

هذه هي صفحتنا الأولى من كتابنا فقه العروض , أرجو من أستاذتنا أن تقول رأيها مرة أخرى بعد الإطلاع عليها , وهي منشورة على صفحتنا منذ شهور , ولدى الأستاذ خشان نسخة منها في هذا التاريخ ,

.................................................. ............



مقدمة



لم نجد علما من العلوم نشأ كاملا وتم صياغة قواعده مرة واحدة على يد عالم واحد , فهل علم العروض الذي وضعه الخليل (1) هو الاستثناء بين العلوم كلها؟

يجيب الخليل بكل تواضع عن هذاالسؤال حيث يقول (2) :

إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها , وعرفت مواقع كلامها , وقام في عقولها علله , وإن لم ينقل ذكر عنها , ومثلي مثل رجل حكيم دخلت دارا محكمة البناء عجيبة النظم والأقسام فتيقنت حكمة بانيها , وكلما وقفت على شيءمنها قلت : إنما فُعل هذا هكذا لعلة كذاوكذا , واعتللت أنا بما عندي , فإن أصبت العلة فهو الذي التمست , وإن سنح لغيري علة هي أليق مما ذكرته فليأت بها .

يطلق الخليل الدعوة لغيره أن يأت بما لديه من جديد , شريطة أن يكون أليق مما جاء هو به .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(1)الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي , رائد من رواد علوم العربية , ومؤسس علم العروض, وصاحب معجم العين أول معجم للغة العربية , توفي - على المشهور - في البصرة سنة 174هـ 789م بخلافة هارون الرشيد.
(2) معجم ياقوت الحموي 6/74 بتصرف . فالخليل وإن كان يتحدث هنا عن العلة والمعلول إلا أن إجابته تمثل منهجا عاما في تصنيفه لعلوم العربية هو وغيره من العلماء.
.......................................

وبالنسبة لكلمة فقه فهي أشهر من أن تقتبس
فقه اللغة
فقه النحو
فقه الثورة
فقه النفس
فقه الجنس
فقه حب الحياة
فقه حب النفس

كنت أنتظر نقدا أكثر قوة وعمقا في المضمون , وسأنتظره وأتابع
دمت أستاذتنا الكريمة في خير وسعادة

وفي أول عرض لمقدمة كتابنا تجدين نفس النص بهامشه وقد عرضه أ / خشان ورابطه


https://l.facebook.com/l.php?u=http%3A%2F%2Farood.com%2Fvb%2Fshowthread.p hp%3Fp%3D85073%23post85073&h=xAQGUXTNx&s=1&hc_location=ufi

ثناء صالح
23-10-2016, 12:41 AM
جاءني الآن هذا التعقيب من الأستاذ خشان
رأيت تعليقك في الواحة أستاذتي حول فقرة الخليل.إليك صورة الصفحة وفيها تلك الفقرة:https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/shapes1/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9.jpgشكرا لك أستاذي الفاضل خشان إذن لست من حذف كلمة (النحو) .
بل هي محذوفة من المصدر .
لكن لدي المصدر الذي يثبتها.
أرجو منك المعذرة لظني أنك من حذفها.
وأشكرك على الأبيات الجميلة سأنوه إلى ردك هذا .
مع التحية والتقدير

د. أحمد سالم
23-10-2016, 01:19 AM
سلام الله عليك استاذتي الفاضلة ثناء صالح

إليك صورة الصفحة التي وردت فيها فقرة الخليل كما هي في كتاب د. ربيعة الكعبي

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/shapes1/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9.jpg


https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/shapes1/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9.jpg

مرحبا بك م / خشان خشان
من الجيد أن تكون هنا , كنت مشغولا بالطريقة التي يمكنك أن ترد عن العروض الرقمي حينما يتم مقارنة منهجنا في فقه العروض بما جاء في العروض الرقمي , لأنك صاحبه وأقدر الناس على الدفاع عنه , فمرحبا بك مرة أخرى لتدعم أستاذتنا الكريمة أ / ثناء صالح بما لديك , ويكون لك حق الرد باسمك مباشرة .
دمتم جميعا في خير وسعادة

د. أحمد سالم
23-10-2016, 01:58 AM
جاءني الآن هذا التعقيب من الأستاذ خشانشكرا لك أستاذي الفاضل خشان إذن لست من حذف كلمة (النحو) .
بل هي محذوفة من المصدر .
لكن لدي المصدر الذي يثبتها.
أرجو منك المعذرة لظني أنك من حذفها.
وأشكرك على الأبيات الجميلة سأنوه إلى ردك هذا .
مع التحية والتقدير

الأستاذ خشان خشان حضر بنفسه أستاذتنا الكريمة وقد رحبت به , نيابة عنك
وعرضت عليه أن تكون ردوده باسمه , حتى لا أخلط بينكما في الرد , وحتى يظل نقدك مبنيا على قراءتك الخاصة لكتابنا , وأن تبحثي بنفسك عن كل معلومة , وقد رأيت بنفسك كثرة أخطائه ومغالطاته في منتدى العروض رقميا , فأنا أعيذك أن تقترفي مثل تلك الأخطاء .
في الرد السابق اكتفيت بذكر نص الصفحة الأولى ( بهامشها ) , وتركت لك معاودة القراءة مرة أخرى , كما اكتفيت بذكر عناوين يسبقها كلمة فقه
لكني سأحرص في المرات القادمة على أن أفند كل صغيرة وكبيرة بالتفصيل فأرجو أن تحافظي على اسمك كناقدة لها رؤيتها الموضوعية .


دمت أستاذتنا الكريمة في خير وسعادة

الدكتور ضياء الدين الجماس
23-10-2016, 02:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر المتحاورين على تحاورهما الجميل البناء ، وودت التعليق على عبارة الأستاذ أحمد التي أوردها في مقدمة كتابه (لم نجد علما من العلوم نشأ كاملا وتم صياغة قواعده مرة واحدة على يد عالم واحد , فهل علم العروض الذي وضعه الخليل (1) هو الاستثناء بين العلوم كلها؟)
أقول نعم كل العلوم قابلة للتطوير ولكن هناك فرق في التطوير بين الصورة في الأداء وإضافة رتوش وبين وضع قواعد وأسس جديدة ، وهذا يعتمد على طبيعة العلم فالعلوم الوصفية ثابتة حسب ثبات الموصوف وأما العلوم الغائبة عن النظر وتحتاج لوسائل متطورة فتتطور على حسب تطور الوسائل المساعدة وليس ذلك عيباً في العلوم الوصفية فعلم التشريح الوصفي لم يتغير بأصوله لأن الموصوف ثابت فلن يأتينا علم تشريح بإنسان بعينين في قفا رأسه أو في بطنه...
إن ما قام به الخليل رحمه الله تعالى ما هو إلا دراسة وصفية لشعر العرب الأصيل وقعد قواعده ووضع أصوله . ( ولن يأتينا شخص بموسوعة جديدة للشعر العربي الأصيل)، بل وضع الخليل بفضل فكره التجريدي الرياضي الأسس العامة لمنهجية بناء الشعر العربي ، فحدد درجة تحمل بناء البيت لعدد الحروف وعلاقة الأسباب بالأوتاد وعدد الأسباب بالنسبة للأوتاد واحتمالات ترتيبها (أوزانها) وفق مبدأ التدوير والتبديل لتقصي سائر الاحتمالات بوضع دوائره التي تشهد له بعمق تفكيره التجريدي ثم قاس على البناء النظري التجريدي ما توفر من شعر تطبيقي لتكون الضوابط محكمة البناء. وهذا سر من أسرار بقاء قواعده التي فشل علماء العروض على مر العصور أن يغيروها أو يأتوا بمثلها. فمنهجيته في وضع البناء النظري وما وافقه من شعر العرب تطبيقياً تشهد على إخلاصه في عمله. وما زاد من إحكام عمله تقواه وصدقه وبصيرته النافذه وتمكنه من علوم اللغة العربية الأخرى اللازمة في بناء الشعر,
أرجو المعذرة على دخولي في الحوار وأشكر المتحاورين على البداية الرائعة ، وسعة الصدر، وإذا كانت مشاركة الآخرين غير مستحبة لاتقاء تشتيت الأفكار فليعلن المتحاوران ذلك وسنصغي للاستماع فقط
بارك الله بكم وجزاكم خيرا

د. أحمد سالم
23-10-2016, 03:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر المتحاورين على تحاورهما الجميل البناء ، وودت التعليق على عبارة الأستاذ أحمد التي أوردها في مقدمة كتابه (لم نجد علما من العلوم نشأ كاملا وتم صياغة قواعده مرة واحدة على يد عالم واحد , فهل علم العروض الذي وضعه الخليل (1) هو الاستثناء بين العلوم كلها؟)
أقول نعم كل العلوم قابلة للتطوير ولكن هناك فرق في التطوير بين الصورة في الأداء وإضافة رتوش وبين وضع قواعد وأسس جديدة ، وهذا يعتمد على طبيعة العلم فالعلوم الوصفية ثابتة حسب ثبات الموصوف وأما العلوم الغائبة عن النظر وتحتاج لوسائل متطورة فتتطور على حسب تطور الوسائل المساعدة وليس ذلك عيباً في العلوم الوصفية فعلم التشريح الوصفي لم يتغير بأصوله لأن الموصوف ثابت فلن يأتينا علم تشريح بإنسان بعينين في قفا رأسه أو في بطنه...
إن ما قام به الخليل رحمه الله تعالى ما هو إلا دراسة وصفية لشعر العرب الأصيل وقعد قواعده ووضع أصوله . ( ولن يأتينا شخص بموسوعة جديدة للشعر العربي الأصيل)، بل وضع الخليل بفضل فكره التجريدي الرياضي الأسس العامة لمنهجية بناء الشعر العربي ، فحدد درجة تحمل بناء البيت لعدد الحروف وعلاقة الأسباب بالأوتاد وعدد الأسباب بالنسبة للأوتاد واحتمالات ترتيبها (أوزانها) وفق مبدأ التدوير والتبديل لتقصي سائر الاحتمالات بوضع دوائره التي تشهد له بعمق تفكيره التجريدي ثم قاس على البناء النظري التجريدي ما توفر من شعر تطبيقي لتكون الضوابط محكمة البناء. وهذا سر من أسرار بقاء قواعده التي فشل علماء العروض على مر العصور أن يغيروها أو يأتوا بمثلها. فمنهجيته في وضع البناء النظري وما وافقه من شعر العرب تطبيقياً تشهد على إخلاصه في عمله. وما زاد من إحكام عمله تقواه وصدقه وبصيرته النافذه وتمكنه من علوم اللغة العربية الأخرى اللازمة في بناء الشعر,
أرجو المعذرة على دخولي في الحوار وأشكر المتحاورين على البداية الرائعة ، وسعة الصدر، وإذا كانت مشاركة الآخرين غير مستحبة لاتقاء تشتيت الأفكار فليعلن المتحاوران ذلك وسنصغي للاستماع فقط
بارك الله بكم وجزاكم خيرا


السلام عليكم دكتورنا الكريم د / ضياء الدين الجماس
ما ذكرته سيدي الكريم سبق وأن قمت بالرد عليه , ولا أعرف إن كنت قرأته أم لا , وأعيد عليكم ما تكرم به أ / خشان من السؤال عن نفس ما تفضلتم به وأعيد إجابتي عليه كما هي , وإن كانت الإجابة غير مقنعة فأتبعها بمزيد من المقارنات والإيضاح
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان http://arood.com/vb/blue-style_imarah/buttons/viewpost.gif (http://arood.com/vb/showthread.php?p=85299#post85299)

سلم الله يديك يا استاذي وشكرا للشرح، ولا تؤاخذني فإني أسأل بما يطرأ لي حتى لو بدا سخيفا

1- ما الفرق بين الفصل اللغوي والفصل الموسيقي، ؟

2- قولك: الضرب ( علن ) أشكل علي. فلست أعرف ضربا على هذه الشاكلة.

كما يبدو السياق في المقارنة بين ضرب ( خليلي) وآخر (خليلي ) وكأنه دراسة لخواص الضروب التي تم تعريفها عند
الخليل بين صنف وآخر . ومجرد إقرار وجود الصربين ( الخليليين ) تبنٍّ لعروض الخليل . وليس إنشاء جديدا لسواه. التفاوت
موجود ودراسة أسبابه جد مفيدة،

يبقى السؤال الذي يتجدد في ذهني:

إننا ابتدأنا أساسا بتفاعيل الخليل وأسبابه وأوتاده وضروبه، وهذا ينزع انطباع أن هناك منهجا غير منهج الخليل.
تماما كفنان يأتي إلى تمثال جاهز ويبدأ بوصفه مدخلا تعدياا طفيفا هنا وآخر هناك مع الاتزام الهيكل
الأصلي للتمثال.. لك أن تجيب بأن الأصل هو الشعر العربي. وهذا صحيح.
ولكن بمجر تبني هياكل التفاعيل والأسباب والأوتاد فنحن في ( حرم الخليل ) شئنا أو أبينا.

المنهج الجديد المخالف ( الهادم - خاصة ) ينبغي أن يتحرر من هيكل ومصطلحات المهدوم. ولذا تمنيت من
البداية عدم التطرق للتفاعيل أو أوزان البحور كما وصفها الخليل .

لكن لا بأس واصل وتحمل تكرار بعض ملاحظاتي العامة المتكررة ولن ألومك إن ضقت بها ذرعا. ولكني حريص
على المتابعة حتى نصل للموضوع المفصلي الذي ابتدأنا به وهو موضوع تفسير التدوير.

شكرا لحلمك وسعة صدرك.


وكان ردنا عليه ما يلي :
الفصل الموسيقي هو أصوات الحركات المتلاصقة نسبيا في نهايات الأوزان (الأعاريض والأضرب ) بغض النظر عن نوع الحروف التي تسكنها تلك الحركات وبغض النظر عن نوع الحركات نفسها ( فتحة أو ضمة أو كسرة)

الفصل اللغوي : أو اللفظي هو القافية بأصوات حروفها اللازمة ( الروي وما يلتزم من الحروف وحركات بعينها )

هل سألت نفسك يوما لماذا تأتي عروض البسيط مخبونة وجوبا , فتأتي فعلن بثلاث حركات متلاحقة بلا فاصل بينها من السواكن ؟

وهل سألت نفسك يوما لماذا لا تأتي عروض مجزوء المتقارب إلا محذوفة ؟

وهل سألت نفسك يوما لماذا لا تأتي عروض الوافر التام إلا مقطوفة ؟

وهل سألت نفسك يوما لماذا لا تأتي عروض الرمل التام إلا محذوفا ؟

وغيرها الكثير من الأسئلة التي تأتي للفكر تلقائيا بمجرد ذكر الأعاريض والأضرب وما يحدث فيها من تغيير , فأغلب الأعاريض والأضرب يحدث لها تغيير ملازم , سواء زحافات أو علل

يمكن وضع عدد من القواعد كل منها تجمع عددا من الظواهر العروضية كحذف سبب من التفعيلة الأخيرة لكذا وكذا وكذا من الأوزان , أو حذف الساكن من الموضع كذا وكذا وكذا من الأوزان ..... ألخ .

لكن ما هو السر في تلك الظواهر وإن تغيرت أشكالها ومسمياتها ؟
وما هو الهدف الموسيقي من تلك الظواهر ؟
ولماذا تحدث في الوزن كذا ولا تحدث في الوزن كذا ؟
وهل لتلك الظواهر تأثير على استخدام الوزن تاما أو مجزوءا ؟
وهل لتلك الظواهر تأثير على الزحافات ؟

فإذا اجتمعت لديك كل الإجابات لكل تلك الأسئلة , وظهر أن كل فرض نظري قام به الخليل أدي لمشكلة بين العروضيين ولم يستطع أحد منهم حسم الخلاف على مدى القرون الماضية

يكون السؤال الهام والأخير

هل يمكن لتلك الظواهر التي تشترك بها كل الأوزان التي استخدمها العرب حتى عصر الخليل والتي كتب لها البقاء , هل يمكن بناء نموذج نظري جديد يكون أساسه تلك الظواهر مجتمعة ؟؟؟

وهل قيام نموذج نظري جديد يقوم على قوانين جديدة غير تلك التي افترضها الخليل في (علاقة الأوزان في الدوائر) , هل يسمى ذلك دراسة لخواص عروض الخليل ؟؟

أنت تقول أن الخليل بنى عروضه على الدوائر

ورغم اعترافي بعلاقة الطويل والبسيط في الدائرة إلا أنني لا أعترف بعلاقة مجزوء المديد بها , ولا أعترف بعلاقة المستطيل بتلك الدوئرة وأرى أن المستطيل وزن لا يمت بصلة لأوزان العرب ولا يمكن أن يولد أبدا , وأن علاقة الطويل بالبسيط لا تؤسس لأي علاقة أخرى بأي أوزان أخرى , بل وأرى أن علاقة الطويل بالخفيف أقرب منها للبسيط .

أنا أعترف بعلاقة الكامل بالوافر في علاقة دائرية رغم تحفظي على (كمال العلاقة) بسبب وجوب قطف الوافر وأطلب تعليلا لذلك , لكني لا أعترف بعلاقة (المتوفر) ولا أن الدائرة يمكن أن تكتب له شهادة ميلاد وقبول .

أما دائرة المشتبه فلا أعترف بأي علاقة دائرية بين المقتضب والمجتث والمضارع ومعهم السريع بتلك الدائرة (المشبوهة) ولا أعترف بأي من بحورها المهملة .

إذا فأنا لا أعترف بنظرية الخليل جملة وتفصيلا لأني لا أقبل الأساس الذي بنيت عليه , أنا فقط أقبل ببعض مظاهر العلاقة , لكن أساسها ونتاجها لا أعترف به ,

وقد بنيت فقه العروض لتكون العلاقة بين الأوزان هي القواعد الثلاث التي أنا بصددها ,

فلماذا إذا تصر أستاذي الكريم على القول أن فقه العروض سيكون تابعا لعروض الخليل ؟!

قبلت اقتراحك سيدي بأن نبتعد عن الخليل قليلا ونتركه وشأنه , لكنك تصر على قطع الطريق أولا على نفسك وثانيا على غيرك بهذه التوقع ( أن يكون فقه العروض تابعا لعروض الخليل ) ,

وهذا التوقع غير مبني على أي أساس , فمن يتخلص من الدوائر التي هي أساس منهج الخليل ويتخلص من الوتد المفروق وتفاعيله لن يكون تابعا أبدا للخليل .

واستخدامي للتفاعيل يشبه تماما استخدامي للأرقام , مجرد وسائل للتواصل بيني وبين العلماء أمثالكم وبين طلاب العلم , لكن العلم ليس التفاعيل ولا الأرقام ولا الرموز العروضية من الحركات والسكون ولا المصطلحات ,

العلم مخلوق لا مادي يتجلى وينجلي فقط بالأدوات لينتقل لعقل المتلقي ليولد في عقله علم مثله , وتتلاقح العلوم والمعلومات المختلفة ليتولد منها علوم جديدة , وهكذا إلى قيام الساعة .

سيكون على أن أقدم لكل درس بمقدمات طويلة عن استخدامي لبعض الموروث الخليلي بما يجعل الاعتراض علي أمرا محرجا علميا , وسأكون مضطرا لاستخدام عدة جمل تحمل نفس المعنى مرة بمصطلح الخليل ومرة بمصطلح أقترحه ومرة بمجرد ذكر المعنى بلا مصطلح , فيتشتت انتباهك وانتباه أساتذتي الكرام بين ثلاث تعبيرات للمعنى الواحد , وكلما أردت استخدام أحدهم ذكرت ثلاثتهم جميعا ؛

وهذا سيكون أمرا مرهقا لي ولكم ؛

فإن كان لديكم اعتراض على استخدامي للمصطلحات القديمة بنفسها أو بتوسيع معانيها لتشمل غيرها ولم تقتنع بما قدمته من قبل وحصرته أنت في فكرة (السرد الجميل لبعض المصطلحات) فيمكننا حسم هذا الأمر من الآن ولنفرد له ما يحتاجه من وقت حتى نستطيع التقدم ,

فإن لم نجد لغة مشتركة يمكننا أن نتحدثها فلن يكون هناك أي فائدة .

ولو كان البناء الذي بنيته للعروض الرقمي هو ما يقف حائلا بينك وبين ادراك قصور علم الخليل فيمكننا البدء بالرقمي , فقط أعطني رابط الكتاب في نسخته الأخيرة ليكون لدي ما أعتمد عليه في البحث والمناقشة , فيجب إفراغ الإناء لتستطيع ملؤه .

دمت سيدي الكريم في خير وسعادة .. مع خالص تقديري واحترامي لشخصكم الكريم

الدكتور ضياء الدين الجماس
23-10-2016, 05:57 AM
السلام عليكم دكتورنا الكريم د / ضياء الدين الجماس

دمت سيدي الكريم في خير وسعادة .. مع خالص تقديري واحترامي لشخصكم الكريم[/COLOR]

بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذنا الفاضل د. أحمد سالم
أعتذر عن مداخلتي في صفحة نقد الأستاذة ثناء لأنها تشوش البحث وتحرفه عن هدف الناقدة. ولن أتداخل حتى تنتهي الناقدة في مهمتها ، وهذه نصيحتي لكل الأخوة المتابعين. ولكنني أحب التوضيح لكم بأنني لم أتوجه إليك بسؤال حول القوافي كفواصل موسيقية ، وأنا لم أتابع الحوارات كلها في منتدى العروض رقمياً لأنني كنت مشغولا بتحضير عشرة مواضيع عروضية نشرتها هنا وهناك.
لست أدري ما العلاقة بين تعليقي وإجابتك ، كما أنني لم أقل بأن الخليل بنى عروضه على الدوائر بل كانت الدوائر تتويجاً ونتاجاً لتكامل سلاسل البحور المترابطة كترابط جسم الإنسان ينتج بعضها بعضاً. ومن لايدرك العلاقات المحكمة بين سلاسل البحور الخليلية فلن يدرك عمق العملية الفكرية في العروض الخليلي. والله أعلم
أكرر اعتذاري لكما وقد أتابع الحوار بطريقتي بعد أن تعلن الناقدة الكريمة انتهاء رسالتها النقدية.
سدد الله خطانا جميعاً ووفقنا لما فيه الخير
:001::0014:

ملاحظة
أرجو منك أستاذنا الكريم أن تضع ولو نبذة مختصرة عن سيرتك الشخصية هنا في قسم تراجم أدباء الواحة
سيرتي على الرابط https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=80227

عادل العاني
23-10-2016, 01:55 PM
سلام الله عليك استاذتي الفاضلة ثناء صالح

إليك صورة الصفحة التي وردت فيها فقرة الخليل كما هي في كتاب د. ربيعة الكعبي




أرحّبُ بالأستاذ خشان خشان لتواجده هنا ,

وكلّي أمل أن يشارك بالحوار الهادف مشاركة مباشرة فمنه نستفيد ,

ووجوده ومشاركته حتما سيعطيان بعدا آخر لما يطرح هنا من آراء.

بارك الله فيك , وأتمنى أن يستمر تواصلك هنا أو في أي موضوع آخر.

كما سيتم تثبيت الموضوع ليتسنى متابعة الحوارات الجادة والهادفة.

تحياتي وتقديري

د. أحمد سالم
23-10-2016, 08:48 PM
السلام عليكم دكتورنا الكريم د / ضياء الدين الجماس
نعم سيدي الكريم أعرف أنك لم تتوجه إلي بسؤال حول القوافي كفواصل موسيقية , وأنا لم أجب عنها فقط , فأنا جاوبت على كل ما أشرت إليه في مداخلتك والتي تتطابق تماما مع ما قاله م / خشان خشان :فأنت بدأتها بقولك



ولكن هناك فرق في التطوير بين الصورة في الأداء وإضافة رتوش وبين وضع قواعد وأسس جديدة ،






و م / خشان خشان يقول :



تماما كفنان يأتي إلى تمثال جاهز ويبدأ بوصفه مدخلا تعديلا طفيفا هنا وآخر هناك مع الاتزام الهيكل

ومرحبا بمداخلاتك وبمداخلات كل الأساتذة الأفاضل

دمت دكتورنا الكريم في خير وسعادة

ثناء صالح
29-10-2016, 12:57 AM
الأستاذ خشان خشان حضر بنفسه أستاذتنا الكريمة وقد رحبت به , نيابة عنك
وعرضت عليه أن تكون ردوده باسمه , حتى لا أخلط بينكما في الرد , وحتى يظل نقدك مبنيا على قراءتك الخاصة لكتابنا , وأن تبحثي بنفسك عن كل معلومة , وقد رأيت بنفسك كثرة أخطائه ومغالطاته في منتدى العروض رقميا , فأنا أعيذك أن تقترفي مثل تلك الأخطاء .
في الرد السابق اكتفيت بذكر نص الصفحة الأولى ( بهامشها ) , وتركت لك معاودة القراءة مرة أخرى , كما اكتفيت بذكر عناوين يسبقها كلمة فقه
لكني سأحرص في المرات القادمة على أن أفند كل صغيرة وكبيرة بالتفصيل فأرجو أن تحافظي على اسمك كناقدة لها رؤيتها الموضوعية .


دمت أستاذتنا الكريمة في خير وسعادة

أشكرك أستاذي الفاضل د. أحمد سالم لردك.
وأعتذر عن تأخري في الرد.
لست مختلفة معكم حول شهرة كلمة " فقه ". ولكنكم استخدمتم تعبيرا جديدا(فقه العروض) غير مستخدم من قبل العروضيين على حد علمي. فعلى سبيل التأصيل لهذا التعبير أردت الإشارة إلى من سبقكم في لفت النظر إليه. وهو ما أعتقد أنكم سهوتم عنه.
أما ما يتعلق بردكم على فقرة الخليل واستدلالكم منها أنها تعبر عن منهجيته عموما، بما يشمل منهجه في العروض.فانا أختلف معكم كما أختلف مع أستاذي خشان حول هذا الاستدلال .كونه يتعارض في الرقمي مع قناعتنا بإن الخليل لم يكن يتوقع وجود من يمكنه أن يأتي بأليق مما أتى هو به في علم العروض.
فقد تواترت الأخبار في كتب العروض القديمة* التي تعرضت لشخصية الخليل على ذكر معلومات ،تفيد بأنه لم يكن يحبذ أن يأتي أحد بعده في علم العروض بأليق مما أتى به هو .
ومن ذلك ما ورد في كتاب ( سير أعلام النبلاء ) للذهبي إذ قال عن الخليل :"كان رأسا في لسان العرب، دينا ورعا قانعا متواضعا، يقال
إنه دعا الله أن يرزقه علما لا يسبق إليه.ففتح له بالعروض. " ومثل هذا ذكر عنه في ( معجم الأدباء) لياقوت الحموي *وفي ( الأعلام )* للزركلي .
ولئن صح هذا عنه فإنه رغبته في أن يكون المتفرد في علم العروض تمنعه من إطلاق الدعوة لمن يأتي بعده في أن يأتي بالأليق. إلا على سبيل التحدي.
في كل الاحوال، فإن تبريركم بأنكم تعرفون أنه لم يكن يقصد االعروض بقولكم " فالخليل وإن كان يتحدث هنا عن العلة والمعلول إلا أن إجابته تمثل منهجا عاما في تصنيفه لعلوم العربية هو وغيره من العلماء. "
قولك هذا لم ينفع في تبرير خطأ الاستدلال بقدر ما أضاف تمويها لكلام الخليل. فاستخدام تعبير (العلة والمعلول) على سبيل الاستخدام الاصطلاحي المطلق وكأن القارئ سيفهم قصدكم منهما بوضوح ، يقتضي أن تكون ( العلة والمعلول ) مصطلحا مزدوجا عاما دقيقا واضحا في العلوم التي أسسها الخليل أو اعتنى بها( علم العروض أو علم النحو أو الإيقاع أو علوم الدين ). ويقتضي أن كلام الخليل كان يدور حول هذا المصطلح المزدوج باعتباره مطلقا ومستقلا عن الطبيعة المحددة لعلم ما .
ولكنهما في الحقيقة ليسا كذلك.
بل يقتصر مصطلح ( العلة ) في النحو على حروف العلة او " حروف اللين "، كذلك في العروض فإن " الحديث عن "العلل" يعني الحديث عن التغيرات العروضية التي تطال الوتد في أول بيت الشعر وآخره. والخليل لم يكن يتحدث عن العلة والمعلول بمفهومهما المزدوج المطلق.
ﻷن هذا المصطلح المزدوج المطلق يخص علم المنطق . وفيما عدا المنطق ينبغي تحديد وتقييد لفظ (العلة و العلل ) بنوع العلم وطبيعته.
كما هو الحال في علم الحديث الشريف،فنقول " الحديث المعلول " وهو الحديث لذي دخلته علة تمنع صحته.
ومثال ذلك التحديد عنوان كتاب ( الإيضاح في علل النحو ) للزجاجي. وفي الكتاب ذاته العنوان ( باب علل النحو ) فانظر كيف قيد كلمة "علل" وخصصها بعلم النحو .
وهكذا نقول : إن الخليل لم يكن يتحدث عن العلة والمعلول مطلقا، بل كان يتحدث عن علل النحو خصوصا. وإن أمكن تعميم كلامه للاستدلال على منهجه عموما . فيجب التوقف عن تعميم ذلك ليشمل منهجه في العروض لسببين :
أولهما أنه دعا ربه أن يرزق علما لا يؤخذ إلا منه. بافتراض صحة هذا الخبر عنه.
وثانيهما : أنه لم يقدم شرحا لمنهجه في دوائره ، وقد كان جديرا به أن يفعل . ولو افترضنا أنه قدم ذلك الشرح فكان سيصل للناس إما عن طريق مؤلفه في العروض أو عن طريق تلامذته. فإذا افترضنا أنه قدم شرحا لمنهجه فعلا في كتابه ( العروض ) ولكن الكتاب فقد لسوء الحظ ، فينبغي أن نتساءل لم لم يعوض تلاميذه (مثل الأخفش ) فقدان ذلك الشرح لمنهج أستاذهم في نظريته الدوائرية ؟ ولم سيطر الحديث عن التفاعيل وما يطرأ عليها من تغيرات عروضية على الحديث عن النظام العلمي العام الذي انتظمت به النظرية؟
والجواب الأقرب للذهن أن يكون الخليل قد اكتفى بتقديم نتائج تجربته الذهنية العلمية العامة في قواعده التي حكمت التغيرات العروضية دون تقديم الآلية التي انتسقها تفكيره للوصول إلى تلك النتائج. واحتفظ بالآلية الذهنية لنفسه كما لو كانت المختبر الشخصي الخاص به كما حدث حينما أغلق البال عليه وجلس يطرق على الطست ، فسمع ابنه الأصوات ، فظنه قد جن وجمع عليه الناس.*
وهذه الحادثة على بساطتها قد تدلنا على السبب الذي دفع الخليل للامتناع عن شرح آلية التفكير التي انتسقت عملياته الذهنية.

وقد لا يرى الأستاذ أحمد سالم لهذا التحليل الذي لم يطل بعد المادة العلمية في كتابه أية أهمية تذكر .
ولكنني لا أقول إنني سأقصر نقدي على المادة العلمية فقط في هذا الكتاب ، بل سأحرص أيضا على تحليل الخلفية العلمية التي كون فيها الباحث وشائجه المنطقية التي ربط بها بين نظريته ونظرية الخليل.
وهذا مطلوب مني فعله وأنا أقف أمام عمل علمي ذي أهمية كبيرة لباحث يرغب بهدم نظام علمي تاريخي متكامل ليقيم على أنقاضه (بناء ) علميا جديدا.
فالخلفية العلمية للباحث وما تتضمنه من إشارات إلى قدرته على مكاملة بحثه تتدخل في صميم منهجه الجديد وترشد القارئ إلى أساساته غير المنظورة . والتي دفعته للبحث أو وجهت تفكيره خلاله.
وأنا أرى كل هذا جديرا بالاهتمام ما دمنا سنقبل على استطلاع نظام علمي جديد ذي خلفية علمية وذي مرتكزات منطقية تنضوي تحت عنوان (تطور علم العروض) وليس مجرد استطلاع لمعلومات مجتزأة ومبعثرة يقترحها الباحث لتسد فراغ ثغرات في نظام بناء قديم.
لذا فأرجو من الأستاذ أحمد سالم أن يكون صبورا في قراءة ما لا يراه عميقا بما يرضي طموحه من هذا النقد. ريثما أصل إلى مادته العلمية فأتناولها بعمق يرضى عنه . وبموضوعية ترضيه.
ولست عن ذلك ببعيدة .
ومن جهة ثانية ، فإنني أرحب بأن يتتبع أستاذنا كل ما أكتبه من تفاصيل ليعمد إلى تفنيد كل صغيرة وكبيرة بما لديه من تفسير وتبرير وحجة علمية . وهذا هو ما أرجوه منه وأدعوه إليه .
مع التحية والتقدير




*سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ج7/ص430.
*معجم الأدباء ، ياقوت الحموي ج11/ص73
*الأعلام ، الزركلي ،ج /ص 165

د. أحمد سالم
29-10-2016, 07:13 PM
السلام عليكم أستاذتنا الفاضلة أ / ثناء صالح
سأقبل وجهة نظرك وتبريرك لما قدمت , لكي نجتاز هذا الأمر إلى ما هو أكثر أهمية وسأنتظر ما تجودي به مستقبلا من نقد لأصول (فقه العروض ).
على أن قولي ( بتصرف ) وتلوينها باللون الأحمر مع عدم وضعي للنص بين قوسين أو تلوينه بلون مختلف يعني أنني من تصرف في النص الأصلي لتبسيطه وتخليصه من ركاكة الصياغة الأصلية ,
وقولي ( فالخليل وإن ) نعني أن الأمر لا يتعلق بالعروض صراحة , وقولي ( العلة والمعلول ) هو من أشهر مصطلحات النحو ولا يخفي على أي طالب مبتدئ فضلا عن علماء متخصصين وكتابي مقدم لهم أولا لأنه يناقش العروض في أعلى مقاماته , وقولي ( تمثل ) وقولي منهجا ( عاما ) وقولي ( لعلوم ) (العربية) بالجمع والتعميم , ثم قولي ( هو وغيره ) كل ذلك يعطي دلالات كثيرة لكل طالب علم أن يفهم ما أعنيه من الاستشهاد بمقولة كهذه .
( مع تنزيهنا للخيل من نتائج هذا الافتراض )
لو افترضنا جدلا أن الخليل كان عالما مغرورا أو دكتاتورا أو متحجر الفكر والعقل بحيث لا يقبل أن يبحث غيره في علم العروض , فإن ذلك سيكون عيبا في شخصيته , ونقص في عقله , ولم يكن ذلك ليمنعنا مما أقدمنا عليه , وكنا سنقدم لكتابنا بمقدمة تتضمن هذا التوصيف الجديد للخليل , ونقول أننا سنقتحم مجال البحث في علم العروض عنوة ودون استئذان وأننا لن ننتظر دعوة من أحد , لأن هذا حق لكل إنسان كما هو حق للعلم نفسه على كل إنسان .
أما تسمية أستاذتنا الفاضلة لكلمتين ( فقه العروض ) بتركيب لغوي فهو مبالغة كبيرة , فنحن ندرس العروض ولا ندرس علما آخر , وهو أحد علوم اللغة العربية والتي يشتهر اسم ( فقه اللغة ) كأحد علومها , ومن فروع العربية ( النحو ) ويسبقه كلمة فقه أيضا فنرى ( فقه النحو ) , وأعتقد أن الصرف ينتظر فقها والبلاغة تنتظر فقها , والعروض كان مثلها إلى أن سمينا كتابنا بهذا الاسم .
وأنا أختار اسما لكتابي كنت أبحث عن أفضل الأسماء التي تليق بما يحتويه من ثورة في علم العروض , ولم أجد أرفع وأجل من كلمة فقه لتصف ما أقدمه , ولم أكتف في التسمية فقط على ( فقه العروض ) بل ذكرت ما يكمل الاسم ( قواعد البناء الموسيقي للشعر العربي كما لم تعرف من قبل ) ولو أهدتني الأستاذة الكريمة أ / ثناء صالح أسما أفضل من هذا الاسم فلن أتردد في تغيير اسم الكتاب إليه وسأقدم لها شكرا في مقدمة الكتاب على تلك الهدية .
دمت أستاذتنا الكريمة في خير وسعادة

ثناء صالح
03-11-2016, 01:23 AM
يتساءل الأستاذ أحمد سالم في مقدمة كتابه
ف"هل استجاب علماء العروض بعد الخليل لهذه الدعوة ؟"
ويجيب عن تساؤله بنفسه قائلا:***" يصف لنا أبو الحسن العروضي - المتوفى سنة*342*هجرية - حال علماء العروض بعد الخليل - المتوفى سنة*174*هجرية -* فيقول*:
( فإني رأيت جماعة ممن ألف في هذا العلم كتبا , فكل أتى بما ليس فيه مقنع , بل زاد الشيء انغلاقا وصعوبة , ولم يشف غليلا , ولا أوضح سبيلا , ولا فرج كربة ولا غمة , وإنما فضل المتأخر على المتقدم , زيادة في شرح لفظ يستغلق , أو حل شك يلتبس ,* ففتحه بذهنه وكشفه , ورأيت بعضهم لم يزد في نقله على من تقدم شيئا البتة ,غير أنه نقل الشيء من أوله إلى آخره ثم نحله نفسه .)(1)
ب العروض مع الخليل في مسألة هنا وأخرى هناك , وفي بعض الجزئيات والفروع (2), سواء منهم القريب العهد به كالأخفش*, ومن أتى بعده في العصور المختلفة* كالجوهري*وحازم*القرطاجني*و يرهم , إلا أن أحدا منهم لم يمس القواعد الأساسية التي وضعها الخليل , فساروا جميعا على نهجه, واقتفى كل منهم أثره , ما جعل إسهامهم في التراكم المعرفي عبر تلك العصور يبدو متواضعا إذا ما قورن بعمل الخليل .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1)*************الجامع في العروض والقوافي لأبي الحسن العروضي صـ 33 , تحقيق الدكتور : زهير غازي زاهد* , والأستاذ : هلال ناجي .(2)*************وأحيانا في مسائل يراها البعض هامة كما يقول د. محمد العلمي في مقدمة كتابه العروض والقافية دراسة في التأسيس والاستدراك صـ 7 (أما الجوهري والقرطاجني فإن دراسة عملهما ترجع لمخالفتهما للخليل في أمور مهمة )).
انتهى الاقتباس .
لا شك أن ما قدمه الأستاذ أحمد سالم في كتابه هذا يختلف مع منهج الخليل في نظريته الدوائرية في كثير من مناحيه الأساسية.ولا شك أن تأييده ﻷبي الحسن العروضي في أن العروضيين لم يقدموا بعد الخليل الجديد والمختلف إلا في أمور يسيرة خلال الألف عام التالية صحيح إلى حد بعيد.
غير أننا نعتب على أستاذنا أحمد سالم عدم تنويهه بالمؤلفات العروضية التي بدأت تقدم الجديد والمختلف عن منهج الخليل في علم العروض منذ بدء فترة الحداثة وما تلاها حتى اليوم. فقول الأستاذ أحمد سالم أن أيا من العروضيين (( لم يمس القواعد الأساسية التي وضعها الخليل , فساروا جميعا على نهجه, واقتفى كل منهم أثره , ما جعل إسهامهم في التراكم المعرفي عبر تلك العصور يبدو متواضعا إذا ما قورن بعمل الخليل .)) ينقصه أن يستثني الكتب العروضية التي اعترض مؤلفوها على أسس ثابتة في منهج الخليل . وقد لاحظنا تأثيرها في كتابه " فقه العروض " هذا الذي بين أيدينا .
فكيف لا ينوه الأستاذ أحمد سالم بما قدمه كتاب ( مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي " وكيف يغفل عن الإشارة إلى أن مؤلفه د أحمد مستجير قد سبقه إلى افتراض (التفعيلات الجذعية) ؟ فهو أول من افترض التفعيلتين الجذعيتين الثلاثية 222 والرباعية 2222 . اللتين كررهما الأستاذ أحمد سالم تكرارا ولم يبتكرهما ابتكارا.
كما أن د. أحمد مستجير هو من نادى بتحريك ساكن السبب الخفيف للحصول على السبب الثقيل .وهو ما كرره الأستاذ أحمد سالم مرة أخرى ولم يبتكره.
والأمر الثالث أن د. أحمد مستجير لم يعتبر الوتد المجموع أصلا بل اعتبره ناتج عن التغيرات التي تطرأ على السبب الخفيف بحذف سبب ساكن السبب الخفيف الأول من سببين خفيفين متجاورين . وهو ما كرر الأستاذ أحمد سالم قوله أيضا.
و كيف لا ينوه بكتاب الأستاذ سليمان أبوستة "(في نظرية العروض العربي ).الذي سبقه إلى الاعتراض على محاولات الخليل اصطناع الشواهد المناسبة التي تدعم وتؤيد وجود الوتد المفروق كوحدة إيقاعية مستقلة وقائمة بذاتها.
وكيف تجاهل اعتراض د. عمر خلوف على السبب الثقيل والوتد المفروق قبله
حيث يقول د. عمر خلوف في كتابه ( كن شاعرا ) ص24منتقدا العروضيين" الغريب أنهم على الرغم من إقرارهم بذلك، فهم يقبلون مقطًعا عروضيًا كالذي يسمونه
السببالثقيل (// ) والوتد المفروق (/ه/ )! وهي مقاطع وهمية، لأنها تنتهي بمتحرك، فلا يصح
الوقوف عليها أصلاً. " ؟
وكيف يتجاهل الإشارة إلى الكثير من المسائل التي يتفق فيها مع الأستاذ خشان في العروض الرقمي والتي سنذكرها في حينها؟
لا نأخذ بهذه الملاحظات على الأستاذ أحمد سالم كونه تأثر بآراء العديد من العروضيين المعاصرين . فمن الطبيعي أن بستقي الباحثون في أي علم أفكارهم بعضهم من بعض. ﻷننا مقتنعون مثله بأن العلوم تتطور وتنموتراكميا. ولكننا نأخذ عليه أنه يتجاهل في مقدمته هذه الكتب التي ساهمت إلى حد بعيد في تكوين رؤيته الشخصية ومذهبه الخاص في استقراء العروض العربي وتأطير ما اكتشفه أولئك العروضيون مما يرونه (مشكلات) في منهج الخليل .ليكون ذلك دافعا عنده يدفعه لاقتراح منهح جديد لمعالجة تلك (المشكلات) العروضية المترتبة على منهج الخليل والتي أشبعها العروضيون قبله بحثا و تمحيصا واعتراضا . وهي كلها تمس القواعد الأساسية في منهج الخليل

د. أحمد سالم
03-11-2016, 01:42 AM
بالنسبة للإشارة لدكتور مستجير ولكتابه فقد أوردناها في الصفحة 18 من الكتاب ولم نهملها , وفي نفس الصفحة نسبنا تحريك ساكن السبب الأول من السببين المقرونين لأول من قال به وهو الأخفش , وهذا نص صفحة 18 من الكتاب :

************************************************** ****
الأسباب الخفيفة والتفاعيل الجذعية والتفاعيل الأساسية :

المادة الأولية التي يتكون منها الإيقاع الموسيقي للشعر العربي هي الحركة ورمزها الخط المائل / والسكون ورمزه الدائرةO , ومن الحركة والسكون تتكون وحدة البناء الأساسية السبب /O ,

ومن السببين المتجاورين يتشكل الوتد بحذف ساكن السبب الأول,
/O/O← //O
وذلك على مستوي الوزن كله وليس على مستوى التفعيلة فقط ؛ فحيثما وجدنا حركتين بعدهما ساكن فهو وتد تشكل من سببين متجاورين بحذف ساكن الأول ؛(1)
وإذا اقترن السببان في تفعيلة واحدة تتكون الفاصلة المترددة بتحريك ساكن السبب الأول , ونرمز (للحركة المترددة) بـ Ø .
/O/O ← /Ø/O
ويسمى السبب الذي تحرك ساكنه بالسبب الثقيل .

يقول الأخفش :( والسبب حرفان الآخرمنهما ساكن , وهو كل موضع يجوز فيه الزحاف , وقد يقرن السببان فيكون فلْ فلْ وهوصدر مستفعلن /O/O//O [ وآخر مفاعيلن //O/O/O ] , وهما السببان المقرونان ؛ويكون السببان مفروقان , سبب في أول الجزء وسبب في أخره مثل فاعلاتن /O//O/O, ويكون السبب المقرون متحرك الثاني فلُ فلْ نحو صدر متفاعلن /Ø/O//O وآخر مفاعلتن //O/Ø/O) (2) .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) فإذا وصل أحدهم لهذا التحليل البسيط ثم حصره على مستوى التفعيلة الخليلية فقط دون الوزن كله حتى أخرج لنا مفعولات كتفعيلة أساسية يستخدمها في وصف الأوزان عاد أسيرا لعروض الخليل وقوانينه بعد أن كاد يتحرر من أغلالها , وهذا ما فعله الدكتور أحمد مستجير في كتابه مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي , بل وأضاف تفعيلة خماسية شقيقة لمفعولاتُ هي مفعول ُليزداد الأمر تعقيدا.
(2) كتاب عروض الأخفش تحقيق سيد البحراوي صـ 44 .


**************************************
وبالنسبة لكتاب الأستاذ سليمان أبو ستة فلم أقرأه إلا بعد وضع الكتاب , وقد اتخذ كل منا منهجا مختلفا في تحقيقه , فهو قد ناقش الشواهد العروضية نفسها , أما أنا فقد انتزعت اعتراف الأخفش بوضع المسائل , وكما يقال ( الاعتراف سيد الأدلة )

وكما قلت أيضا في مقدمة الكتاب صفحة 41 :
و رغم وضوح وسهولة الأفكار التي نقدمها في هذا الكتاب , إلا أن المهمة كانت مزدوجة وشاقة , حيث نقوم بهدم البناء القديم , واستخدام الصالح من أنقاضه لإعادة البناء الجديد ؛ فالأمر كان أشبه باستخلاص الذهب من المناجم ؛ ففي كل طن من الصخور نجد بضع جرامات من الذهب الخالص.



وأنتظر ما هو متشابه مع العروض الرقمي ومؤلفه م / خشان خشان , لنذكر أصل كل فكرة مما يبدو متشابها , ونذكر تسلسل كل فكرة عبر الزمن , لنقول من أول من قال بالفكرة , ونتتبعها في مراحل نموها وتطورها , ونوضح الفروق الجوهرية لكل منها ونذكر ما لها وما عليها .


دمت أستاذتنا الفاضلة في خير وسعادة

ثناء صالح
06-11-2016, 04:12 AM
لماذا يعترض الأستاذ أحمد سالم على منهج الخليل ؟

كتب الأستاذ أحمد سالم ملاحظاته التالية :

(( ملاحظات على صيغ البحور في نموذج الخليل :

بنظرة سريعة إلى أوزان البحور الخمسة عشر كما صاغها الخليل نلاحظ ما يلي :
(1)خمسة بحور يقول عنها الخليل أنها لم تستعمل إلا مجزوءة ,وهي (المديد, الهزج , المقتضب , المضارع , و المجتث ) .

(2)بحران يقول عنهما الخليل لم يستعملا إلا تامين , وهما (الطويل , والمنسرح) (1) .

(3) وأما عن ( الوافر, السريع , والرمل ) فيقول الخليل :

الوافر لم يستخدم إلا مقطوفا , والسريع لم يأت إلا مكشوفا مطويا أو مكشوفا مخبولا , والرمل لم يأت إلا محذوفا ؛ وكل هذه المصطلحات تعني أن الجزء الأخير نقص منه سبب , فجاء على خمسة أحرف بدلا من سبعة .

(4) أما المتقارب فيقول الخليل عن مجزوءه أنه لم يأت إلا محذوفا , ويقول عن التام أن الجزء الأخير يجوز فيه الحذف , والواقع الشعري يقول الأكثر أن يأتي محذوفا , وإن جاء تاما يأت على فعولُ المقبوضة وتكون واوه حرف لين(2).

(5) والبحر البسيط رغم أن الخليل ذكر أنه يأت تاما ومجزوءا, وذكر للمجزوء أربعة أعاريض , فلم يكتب البقاء إلا لوزن المخلع , وأما الأعاريض الثلاثة الأخرى فماتت مبتسرة قبل أن تخرج من العصر الجاهلي ولم تقم لها قائمة بعد(3).

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

(1) صنف أيضا تحت المنسرح وزنا منهوكا .

(2) نذكر التفاصيل مع الإحصاء في باب البحر المتقارب .

(3) بحث بعنوان ظهور واضمحلال مجزوء البسيط للـ د /سليمان أبو ستة .

(6) لم يبق من بحور الخليل إلا ثلاثة (الرجز, الكامل ,والخفيف) , وهي التي نظم الشعراء على أوزانها تامة سالمة الأجزاء , كما نظموا على مجزوءاتها .

مع ملاحظة أن عروض الطويل لا تأتي إلا مقبوضة , وعروض البسيط لا تأتي إلا مخبونة , وعروض المنسرح والمقتضب لا تأتي إلا مطوية , ويقول الأخفش أن أصل مستفع لن في الخفيف مفاعلن وأن أصل مفعولات في المنسرح والمقتضب فاعلات .

(7) ونضيف لما سبق البحور السبعة المهملة التي استخرجها الخليل من دوائره , والتي لم يكتب لأي منها أن يولد لا تاما ولا مجزوءا على مدى أكثر من ألف ومائتي عام بعد الخليل وإلى اليوم , إلا محاولات البعض لنظم عدة أبيات عليها .

ما ذكرناه من ملاحظات يعطي دلالات أولية على البون الشاسع بين نموذج الخليل النظري والواقع الشعري

ولم يعطنا الخليل ولا العروضيون من بعده تفسيرات شافية لما ذكرناه من تلك الملاحظات – وغيرها الكثير لم نذكره - والتي كانت ولا زالت مواضع للخلاف بين العروضيين قديما وحديثا .))
؛))
انتهى الاقتباس .

إذن ،نفهم الآن أن جزءا من الادعاء الذي يقدمه الأستاذ أحمد سالم في أن منهج الخليل يستحق الهدم، يقوم على حجة واضحة، وهي وجود البون الشاسع بين النظرية والواقع الشعري في منهج الخليل .
وسنفترض مبدئيا أن الأستاذ أحمد سالم محق في هذه الحجة . وبهذا يحق لنا مطالبته بتقديم نموذج نظري بديل* يتطابق حقا مع الواقع الشعري كي يتفوق على نموذج الخليل الآيل للهدم.
فأرجو أن نحتفظ بهذا المطلب في أذهاننا إلى حين محاكمة نموذج الأستاذ أحمد سالم .
ومن جهة ثانية ،علينا أن نقدم بينتنا التي تثبت خطأ الادعاء. وتنقض الحجة الضعيفة المقدمة من الأستاذ أحمد سالم .إذ ليس ثمة مأخذ حقيقي يؤخذ على الخليل في منهجه.
وليس ثمة أي تناقض بين نظرية الخليل والواقع الشعري .
بل هناك توافق وتلاؤم بين النظرية والواقع . ودليلنا على هذا الكلام يعرفه الأستاذ أحمد سالم كما يعرفه كل عروضي . وهو ( قوانين الزحافات والعلل )* التي اكتشفها الخليل بنفسه. والتي تفسر وتبرر الفروق الإيقاعية بين النظرية والواقع تفسيرا كاملا شاملا لا يشوبه نقص. وإن وظيفة هذه القوانين هي إحداث التلاؤم التام بين النظرية الخليلية والواقع الشعري .

ف"]لماذا لا يعتد الأستاذ أحمد سالم بوظيفة هذه القوانين التي تتلخص بإحداث التوافق والتلاؤم بين النموذج النظري والواقع الشعري ؟ مع العلم أن الواقع الشعري لم يأت ردا على نظرية الخليل ، كي يحتج الأستاذ سالم بأن الواقع كذب النظرية .
بل إن الواقع الشعري سبق النظرية بأكثر من قرنين، و عندما بدأ الخليل بحثه العلمي بدأه من ملاحظة واستقراء الظاهرة الواقعية لا من الخيال العلمي . وبالتالي فإن ما لا ينبغي لنا تجاهله هو أن الخليل لاحظ تعدد أنماط التغيرات التي تطرأ على الوزن في كل بحر سواء في بدء البيت أو في الحشو أو في منطقتي العروض والضرب في القصيدة نفسها .
ومن منطق التفكير أن نتوقع أنه حاول البحث عن الشكل النموذجي الأصلي التام الذي يقبل كل تلك التغيرات ويستوعبها مع الحفاظ على شكله الأصلي . ولبس من الصعب على الخليل أن يدرك ذلك الشكل عند ملاحظته أن غالبية الأبيات في القصيدة الواحدة تأتي به.
إذن ، هل كان على الخليل أن يغض النظر عن وجود الوزن التام ؟ أم كان عليه أن يعتبر أن كل تغير يطرأ على الوزن في القصيدة نفسها يعطي وزنا مستقلا بحيث تصبح القصيدة الواحدة منظومة على عدة أوزان ؟
طبعا تبدو هذه الأسئلة غير وجيهة وغير منطقية ، ولكنها نتيجة طبيعية للفكرة التي يطرحها الأستاذ سالم عندما يعترض على محاولة الخليل إيجاد الوزن التام لكل بحر .
وربما يرغب الأستاذ سالم بمناقشة وزن كل بحر على حدة ﻹظهار المفارقة بين الواقع[/COLOR] الشعري ونظرية الخليل.
فلنستعرض إذن ملاحظاته السابقة لنضع يدنا على تلك المفارقة إن وجدت .
يقول :
("1) خمسة بحور يقول عنها الخليل أنها لم تستعمل إلا مجزوءة ,وهي ( المديد , الهزج , المقتضب , المضارع , و المجتث ) .
"
أين المفارقة ؟
إذا كان الخليل يصف ملاحظاته للواقع الشعري فلا تثريب عليه. والتثريب يأتي من عدم مصداقية الخليل في توصيف الواقع الشعري.
والحقيقة أن هذه البحور قد استعملت مجزوءة مع ندرة النظم على بعضها كالمقتضب والمضارع وربما المجتث .فأما ندرة النظم فيتحكم بها ذوق الشعراء ولا سلطة للخليل عليه.
يقول أستاذنا :
" (2)بحران يقول عنهما الخليل لم يستعملا إلا تامين , وهما (الطويل , والمنسرح) (1) ."
وقد صدق الخليل وأحسن الإحصاء .
يقول أستاذنا:

" (3) وأما عن ( الوافر, السريع , والرمل ) فيقول الخليل :

الوافر لم يستخدم إلا مقطوفا , والسريع لم يأت إلا مكشوفا مطويا أو مكشوفا مخبولا , والرمل لم يأت إلا محذوفا ؛ وكل هذه المصطلحات تعني أن الجزء الأخير نقص منه سبب , فجاء على خمسة أحرف بدلا من سبعة ."
نعم صحيح. وصدق الخليل في توصيفه لواقع الشعر في هذه البحور .

(4) أما المتقارب فيقول الخليل عن مجزوءه أنه لم يأت إلا محذوفا , ويقول عن التام أن الجزء الأخير يجوز فيه الحذف , والواقع الشعري يقول الأكثر أن يأتي محذوفا , وإن جاء تاما يأت على فعولُ المقبوضة وتكون واوه حرف لين(2).

هنا ، مفارقة بين الواقع الشعري وملاحظة الخليل من حيث القيمة الإحصائية فالتقدير الإحصائي لأحد التغيرات عند الخليل لم يتوافق مع القيمة الواقعية له . لكن علينا أن ننتبه إلى أن هذه المفارقة لم تطرأ بين الواقع الشعري والنموذج النظري الخليل. بل هي لم تغادر الواقع الشعري . ﻷن التغيرات العروضية لا مكان لها في النموذج النظري . والمسألة محصورة بسوء تقدير القيمة الإحصائية في الواقع الشعري.
(5) والبحر البسيط رغم أن الخليل ذكر أنه يأت تاما ومجزوءا, وذكر للمجزوء أربعة أعاريض , فلم يكتب البقاء إلا لوزن*المخلع*, وأما الأعاريض الثلاثة الأخرى فماتت مبتسرة قبل أن تخرج من العصر الجاهلي ولم تقم لها قائمة بعد (3) .
حسنا. أين خطأ الخليل في موت ثلاثة من أربعة من أعاريض مجزوء البسيط؟ وما علاقة النموذج النظري بهذا الموت ؟ وأين المفارقة بين النموذج النظري والواقع الشعري ؟
هل كان ينبغي على الخليل مثلا أن يتنبأ بموت أعاريض مجزوء البسيط، ولأنه لم يتنبأ فقد ارتكب خطأ ؟ أم كان ينبغي له أن يمتنع عن القول بأن البسيط يأتي مجزوءا ولو على سبيل الممكن. ..؟

(6) لم يبق من بحور الخليل إلا ثلاثة (الرجز, الكامل ,والخفيف) , وهي التي نظم الشعراء على أوزانها تامة سالمة الأجزاء , كما نظموا على مجزوءاتها .

مع ملاحظة أن عروض الطويل لا تأتي إلا مقبوضة , وعروض البسيط لا تأتي إلا مخبونة , وعروض المنسرح والمقتضب لا تأتي إلا مطوية , ويقول الأخفش أن أصل مستفع لن في الخفيف مفاعلن وأن أصل مفعولات في المنسرح والمقتضب فاعلات .

الرجز والكامل والخفيف والبسيط والطويل والمنسرح والوافر والمتقارب والسريع كلها تأتي تامة مع أنواع مختلفة من التغيرات تطرأ على* حشوها وعروضها وضربها . كما قد تأتي مجزوءة باستثناء الطويل والمنسرح. وهذا الواقع الشعري الذي لاحظه الخليل واستقرأه واستنتج منه قوانين الزحافات والعلل ليربط النموذج النظري الأصلي واحتمالات ما قد يطرأ عليه من تغيرات.

(7) ونضيف لما سبق البحور السبعة المهملة التي استخرجها الخليل من دوائره , والتي لم يكتب لأي منها أن يولد لا تاما ولا مجزوءا على مدى أكثر من ألف ومائتي عام بعد الخليل وإلى اليوم , إلا محاولات البعض لنظم عدة أبيات عليها .

ليس هناك ما يثبت بان الخليل قد استخرج البحور المهملة . بل إن تسميتها بالبحور (المهملة ) تثبت براءة الخليل من استخراجها.فهي مهملة ﻷن الخليل أهملها .
وأما القول :
((ما ذكرناه من ملاحظات يعطي دلالات أولية على البون الشاسع بين نموذج الخليل النظري والواقع الشعري ؛))
إن ما ذكر من ملاحظات لا يعطي إلا دلالة واحدة فقط ؛ وهي أن العروضيون يحاولون تحميل الخليل مسؤولية تنوع أو تطور ذائقة الشعراء في انتحائهم أوزانا معينة بنسبة إحصائية أعلى من غيرها . أو في لجوئهم أصلا إلى إحداث تغيرات طفيفة على الأوزان الأصلية التامة* .
وأخيرا القول :
((ولم يعطنا الخليل ولا العروضيون من بعده تفسيرات شافية لما ذكرناه من تلك الملاحظات – وغيرها الكثير لم نذكره - والتي كانت ولا زالت مواضع*للخلاف بين العروضيين قديما وحديثا .))
فالرد عليه: أنه لا الخليل ولا العروضيون بعده يمكنهم أن يغيروا ما كان من الواقع الشعري في مسألة إحداث أنواع معينة من التغيرات العروضية التي* طبقها الشعراء* فطريا على أوزان البحور . وحسب الخليل أنه اكتشف العلاقة الرابطة بين كل تغير في الوزن وبين نظام الوزن الأصلي التام .ثم جمع هذه العلاقات الرابطة كلها واستنتج منها قوانين جامعة شاملة يمكن تطبيقها على الأجزاء المتماثلة من أوزان كل البحور . فلا نكاد ننلاحظ تناقضا في شموليتها المذهلة . حتى أن هذه الشمولية الواضحة ألهمت الأستاذ خشان أن يجمع الدوائر الخمسة في نظام بنيوي متكامل في غاية الدقة والتكثيف أطلق عليه اسم ( ساعة البحور ) . ومن أراد استطلاعه مع قراءة العلاقات الرابطة بين الدوائر جميعا عبر خصائص محاور الساعة ( وهي المواضع الثابتة للأوتاد والأسباب في كل دائرة ) التي تتكرر عبر كل الدوائر التي تخترقها سيصاب بالدهشة والذهول بسبب تكرار خصائص تلك المحاور من جهة ، وبسبب فتحها لمجال التنبؤ بما يمكن أو لا يمكن من الزحافات والعلل التي ترتبط بها في الواقع الشعري.
فنحن نستطيع من معرفة موضع محور كل سبب أو محور كل وتد في ساعة البحور أن نتنبأ باحتمالات زحافاته أو علله في الواقع الشعري .
وما ذلك إلا لقابلية إظهار تكامل المنظومة الإيقاعية الكاملة للدوائر الخمسة بترتيبها ترتيبا يكشف عن اتساق أنساقها الإيقاعية وانتظامها في تكوين بنيوي ذي هندسة دورانية ( دورية) أقرب إلى منظومات الطبيعة في بنيان الأشجار وأوراقها وأزهارها ، وبنيان نجوم البحر وقنافذه ومحاره، من حيث التطبق.
و أقرب إلى الترتيب الدوراني لجدول ماندلييف للعناصر الكيميائية من حيث تكرار الخصائص حسب المواقع.
وما هذا التماثل والانسجام مع المنظومات الطبيعية إلا دليل على وحدة الناموس الإلهي في تكوينه للمنظومات الفطرية الطبيعية .

ثناء صالح
06-11-2016, 01:20 PM
ورد خطأ في قولي "إن ما ذكر من ملاحظات لا يعطي إلا دلالة واحدة فقط ؛ وهي أن العروضيون يحاولون تحميل الخليل مسؤولية تنوع أو تطور ذائقة الشعراء في انتحائهم أوزانا معينة بنسبة إحصائية أعلى من غيرها."
والصواب : "أن العروضيين يحاولون "

عصام إبراهيم فقيري
06-11-2016, 02:33 PM
موضوع جدير بالمتابعة والتأمل

سأحرص على متابعته باستمرار لأستفيد من علمكم وحواراتكم الجميلة

شكرا لك أديبتنا القديرة على هذا المجهود الذي يذكر فيشكر

تحيتي لك أديبتنا ولأديبنا العروضي د. أحمد سالم وللجميع .

د. أحمد سالم
08-11-2016, 02:18 AM
ربما يتعجب البعض من قول الأستاذة الفاضلة ثناء :
(ليس هناك ما يثبت أن الخليل قد استخرج البحور المهملة , بل إن تسميتها بالبحور (المهملة) تثبت براءة الخليل من استخراجها , فهي مهملة لأنالخليل أهملها .)
والعجب هنا من أمرين :
الأمر الأول : أن ما يتغنى به الرقميون (ومنهم الأستاذةثناء ) ويعتبرونه دلالة على عبقرية الخليل وذكائه الخارق هو تصميمه لتلك الدوائر واستخراج الأوزان المستعملة والمهملة منها , الآن تعتبره الأستاذة ثناء اتهام يجب تبرئة الخليل منه .

الأمرالثاني : وهو أكثر عجبا من الأول , هو دليلها وحجتها في نفي التهمة حيث تقرر أن سبب تسميت البحور المهمل بهذا الاسم هو أن الخليل أهملها وليس لأن الشاعر العربي هو من أهملها , وبناء عليه سيكون من باب الفكاهة أن نقول بأن البحور المستعملة سميت بذلك لأن الخليل هو من استعملها وليس الشاعر العربي .

وسيزول العجب لو ركزنا قليلا في قول الأستاذة ثناء
(فأرجو أن نحتفظ بهذا المطلب في أذهاننا إلى حين محاكمة نموذج الأستاذ أحمد سالم
ومنهجه
ثانية , علينا أن نقدم بيِّناتنا التي تثبت خطأ الادعاء , وتنقض الحجة الضعيفة المقدمة من الأستاذ أحمد سالم .)
وأنا أقول أن للناقد دور يختلف عن دور المحامي , فإذا تقمص الناقد شخصية المحامي فإن عقله الباطن سيعمل ( بطريقة لا واعية ) ويستخدم نفس لغة وأدوات وأساليب المحاماة , ولا يخفى على أحد مهارات المحامي في طمس ما يستطيع من أدلة الادعاء وقدرته على قلب الحقائق لصالح موكله , والهروب من بعضها , وإنكار البعض الآخر حتى ولو كان ثابتا متواترا عبر القرون الماضية راسخا في وجدان العروضيين متيقن من صحته , كما يملك المحامي من القدرات العقلية ما يمكنه من جر الخصم إلى ساحات مختلفة ليجهده ويشتت القضية ويضيع معالمها .

وبالطبع أنا لا أستطيع مجاراة الرقميين في نقاش حول علاقة العروض الرقمي وما يزعمه الأستاذ / خشان خشان من اكتشافه لمنهجية وعبقرية العروض الخليلي واندماجهما معا فيما يسميه بـ ( الرقمي الخليلي ) وعلاقة ذلك بالمنظومة الكونية بما تحتويه من :
عالم البحار وأصدافه وقنافذه ونجومه ,
عالم النبات وأشجاره وأوراقه وأزهاره ,
عالم الحشرات ونحله وهندسته في بناء بيوته ,
علم الرياضيات وأرقامه ومعادلاته ,
علم الهندسة ومعماره وتصاميمه وأرابيسكه ونقوشه ,
علم الكيمياء وجدول مندليف وعناصره ,
وعالم الملك والملكوت وناموسه الإلهي وسننه وقوانينه .

من لا يعرف العروض الرقمي ربما يظن أن ما ذكرته هو من قبيل السخرية , لكنه بالفعل بعضا مما يزعمه أهل الرقمي وأشارت إليه أستاذتنا الكريمة الفاضلة في نهاية مرافعتها .

لكنني وإن عجزت عن مجاراتهم فيما سبق إلا أنني سأناقش العروض الخليلي والعروض الرقمي فيما يتعلق بأوزان الشعر العربي وما وصلنا من القصائد عليها .

ونبدأ بالعروض الخليلي :
وسنبدأ بتعريف بعض المصطلحات لأننا سنحتاج لكثير من اليقظة , ومزيد من المنطق , وللعديد من البديهيات اللغوية حتى لا نقع فريسة في شراك العقل الباطن ( للناقد المحامي ) .




تعريف القاعدة : هي حكم كلي ينطبق على جميع الجزئيات , أي الأصل والقانون الضابط .



وبالطبع لاتوجد قاعدة مثالية مطلقة , فلكل قاعدة ما يشذ عنها ,
لكن أقل ما يفترض في القاعدة لنسميها بهذا الاسم أن تكون جامعة لعدد من الظواهر موضوع الدراسة أكبر من المستثنى منها , وإلا أصبحت القاعدة هي الاستثناء والاستثناء هو القاعدة .

والنص المقتبس الذي قدمته الأستاذة ثناء ليس اعتراضا مني على منهج الخليل كما استهلت مرافعتها بقولها : (لماذا يعترض الأستاذ أحمد سالم على منهج الخليل ؟)
, لأن المناهج تخضع للتقييم ولا تخضع للاعتراض
وتقييم القاعدة يكون بعدد الظواهر المندرجة تحتها مقارنة بعدد الظواهر الشاذة عنها , وكلما زادت المندرجة وقلت الشاذة حازت القاعدة على قبول أكبر , والعكس صحيح , إلى أن يقل عدد الظواهر المندرجة تحت القاعدة عن الشاذة , وهنا ترفض القاعدة ويجب البحث عن قواعد أخرى .

إذن فالنص المقتبس هو تقييم لقاعدة لم تذكرها الأستاذة ثناء في البداية لكنها بدأت من أول خطوات التقييم ثم ذكرتها في سياق المرافعة ولنا عودة لكل ما قالته .
ما هي هذه القاعدة الخليلية وما أهميتها لتكون محور الانطلاق لتقييم بناء الخليل النظري استعدادا لهدمه ولإقامة البناء الجديد ؟؟

القاعدة الخليلية هي : أن أصل البحور التمام مع سلامة الأجزاء ؛ ثم يطرأ عليها التغيير في عدد حروف الأجزاء سماه الزحافات , ونقص في عدد الأجزاء (التفاعيل) سماه الجزء .

ويندرج تحت هذه القاعدة عدةبنود يعرفها كل عروضي وهي :
(1) أصل الأوزان في البحور ذوات التفاعيل السباعية يتكون من ست تفعيلات تامة سالمة الأجزاء , ثلاثة في كل شطر .
(2) أصل الأوزان في البحور ذوات التفاعيل الخماسية يتكون من ثمان تفعيلات تامة سالمة الأجزاء , أربعة في كل شطر .
(3) أصل الأوزان في البحور ذوات التفاعيل السباعية والخماسية يتكون من ثمان تفعيلات , أربعة في كل شطر .
(4) أن كل البحور قابلة للجزء حتى وإن لم تستعمل إلا تامة , وأن كل البحور قابلة لأن تأتي تامة حتى وإن لم تستعمل إلا مجزوءة .

ربما يعترض البعض على البند الرابع ويقول أن العروضيين لم يتفقوا جميعا عليه , وأنا أقول لهم ومتى اتفق العروضيون على شيء ؟؟ ثم ما الهدف إذن من القول بأن أصل الوزن كذا ؟ هل هو من قبيل العبث ؟؟!! فعلى سبيل المثال ماذا كان يمنع الخليل من القول أن أصل المجتث هو مستفعلن فاعلاتن وفقط ماذا يريد من زيادة فاعلاتن ثانية هل هي زيادة بلا هدف ؟؟ ثم إنني جئت بفقه العروض لأهدم ما بناه الخليل والعروضيون من بعده فلا فرق عندي إن اتفقوا أو اختلفوا , ولا فرق عندي بين صحة ماينسبونه للخليل من عدمه فأنا أختصمهم جميعا .


ذكرنا نص القاعدة السابقة (بدون بنودها لأن كل عروضي يعرفها) في الصفحة رقم 9 وبداية النص المقتبس من قبل الأستاذة ثناء يقع في صفحة 14 والصفحات الأربعة التي تفصل بينهما ليس فيها إلا التذكير بالزحافات والعلل وبأوزان البحور الخمسة عشر كما استخرجها الخليل من دوائره , والتي هي موضوع التقييم وإليكم نص الصفحة رقم 9 :
***************************

تصنيف الأوزان إلى البحور ومجزوءاتها :

صنف الخليل الأوزان التي جمعها إلى خمسة عشر وزنا رئيسيا , سماها البحور التامة , اجتهد في استخلاصها مما جمعه ودرسه من الشعر في عصر الاحتجاج (1), واضعا قاعدة عامة في نموذجه النظري وهي : أن أصل البحور التمام مع سلامة الأجزاء ؛
ثم يطرأ عليها التغيير في عدد حروف الأجزاء سماه الزحافات , ونقص في عدد الأجزاء (التفاعيل) سماه الجزء .

وفي محاولة منه لاستنباط الصيغ التامة لأوزان البحور التي لم يجدها مستعملة إلا مجزوءة , عمد الخليل إلى وضع الدوائر العروضية الخمسة , استخرج منها خمسة عشر بحرا تاما سالم الأجزاء ,وسبعة بحور مهملة (لم ينظم عليها العرب شعرا) .

ثم ألحق كلا من الأوزان الثلاثة والستين - التي استخلصها من أشعار العرب - كأوزان تابعة للصيغ الأصلية المستخرجة من الدوائر.

ولتقريب النموذج النظري - الأوزان الأصلية المستخرجة من الدوائر - مع الواقع الشعري وضع الخليل "قواعد" للتغييرات التي تطرأ على التفاعيل (قسمت للزحافات والعلل) , كما وضع مفهوم الجزء ليصنف الأوزان المتشابهة معا تحت بحر واحد (2) .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) عصر الاحتجاج يمتد لـحوالي ٣٠٠سنة (١٥٠عاما قبل الإسلام ومثلها بعده) , ويبدأ تقريبا في عصر امرئ القيس , وينتهي بعصرالشعراء الأمويين .
(2) وضع الخليل والعروضيون من بعده الكثير من المصطلحات لوصف التغييرات التي تحدث سواء في كامل الوزن أو على مستوى التفعيلة , بعضها له وجود في الواقع الشعري, وبعضها مجرد فروض نظرية تولدت بالقياس والتعميم , حتى أصبحت هذه المصطلحات عبئا ثقيلا على علم العروض , زادته تعقيدا حتى نفر منه ليس فقط طلاب العلم بل والكثير من الشعراء أنفسهم , كما يقر بذلك العروضيون .



***********************
إذن من الواضح أنني أقيّم مبدئيا أهم قواعد الخليل وهي أصول الأوزان التي استخرجها من الدوائر , ولأني لا أعطي أحكاما مسبقة , فقد أجلت الحكم على تلك القاعدة بعد أن قدمت البنود السبعة مجتمعة ,
ولأني أناقش علم العروض في أصوله العليا فاكتفيت بالاختصار ولم أتطرق إلى كل التفاصيل , فهذه ليست إلا (عريضة الدعوى) لقبول النظر في القضية , وأما المرافعات والمداولات وتقديم الأدلة التفصيلية وانتظار الحكم النهائي , فكل ذلك مذكور بالتفصيل في أبواب وفصول الكتاب , لذلك لم نطلب حكما نهائيا واكتفينا بقولنا:

ما ذكرناه من ملاحظات يعطي دلالات أولية على البونالشاسع بين نموذج الخليل النظري والواقع الشعري ؛



إذن البنود السبعة مجتمعة بما تحتويه لم تكن إلا ( نظرة سريعة ) لتقييم (أولي ) للقاعدة السابقة , يتبعه التفاصيل , فإذا كانت البحور التي تندرج تحتها 3 بحور فقط والتي تشذ عنها 12 بحرا فهل تسمى هذه قاعدة ؟؟!!!! .

أما ما ذكرته الأستاذة الكريمة ثناء في الرد على كل بند من البنود السبعة فيبدو كمحاولة بائسة من العقل اللا واعي للمحامي الناقد والذي سيطر عليها من أول كلمة في مرافعتها لآخر كلمة ,
وعلى ما يبدو فإنه محام هاو ٍ متطوع ليس لديه وقت لقراءة أوراق القضية ,فهو يعطيها بعضا من أوقات فراغه , وعلى ما يبدو فقد غرّه اتساع صدر المحكمة وهيئة المحلفين , كما غرّته الفسحة التي أعطاها له صاحب الدعوى , فاستهتر غير مرة في تناول القضية , وظن أن بإمكانه نظر عريضة الدعوى ليلغي القضية في ذهن من لا يعرف الفرق بين المحامي والناقد .

ولأن هدفي من إطالة القضية هو أن تكون مباراة بين محترفين ليستمتع بمشاهدتها الحضور الكرام وليعرفوا أكثر عن منهج الخليل ومنهج فقه العروض لذلك ترفقت غير مرة وطلبت أن ينضم عدد آخر من المحامين الرقميين وغير الرقميين لأنني أريد هيئة دفاع قوية عن الخليل .
لكنني لن أسمح بتسطيح القضية وتشويهها لذلك يجب استثارة روح التحدي وإشعال حماسة هذا المحامي الكسول ليبذل قدرا أكبر في البحث ولكي يستعين بمن يستطيع من زملاءه ليقدموا له يد العون , بدلا مما فعله والذي نبينه في التعليقات التالية على كل بند من البنود الستة , ونكتفي بما قلناه في البند السابع ونذكر به مرة أخرى حتى لا ننساه :

ربمايتعجب البعض من قول الأستاذة الفاضلة ثناء :
(ليس هناك ما يثبت أن الخليل قد استخرج البحور المهملة , بل إن تسميتها بالبحور (المهملة) تثبت براءة الخليل من استخراجها , فهي مهملة لأنالخليل أهملها .)
والعجب هنا من أمرين :
الأمرالأول : أن ما يتغنى به الرقميون (ومنهم الأستاذة ثناء ) ويعتبرونه دلالة على عبقرية الخليل وذكائه الخارق هو تصميمه لتلك الدوائر واستخراج الأوزان المستعملة والمهملة منها , الآن تعتبره الأستاذة ثناء اتهام يجب تبرئة الخليل منه .

الأمرالثاني : وهو أكثر عجبا من الأول , هو دليلها وحجتها في نفي التهمة حيث تقرر أن سبب تسميت البحور المهمل بهذا الاسم هو أن الخليل أهملها وليس لأن الشاعر العربي هو من أهملها , وبناءعليه سيكون من باب الفكاهة أن نقول بأن البحور المستعملة سميت بذلك لأن الخليل هو من استعملها وليس الشاعر العربي .

يتبع

د. أحمد سالم
09-11-2016, 01:41 AM
كيف ظهرت الأسئلة الغير وجيهة والغير منطقية في نقد كتابنا فقه العروض ؟؟
هذا ما سنعرفه من تناول الأستاذة / ثناء للفقرة المقتبسة عاليه , حيث تقول :

هل كان على الخليل أن يغض النظر عن وجود الوزن التام ؟؟
أم كان عليه أن يعتبر أن كل تغير يطرأ على الوزن في القصيدة نفسها يعطي وزنا مستقلا , بحيث تصبح القصيدة الواحدة منظومة على عدة أوزان ؟؟
طبعا تبدو هذه الأسئلة غير وجيهة وغير منطقية ،ولكنها نتيجة طبيعية للفكرة التي يطرحها الأستاذ سالم عندما يعترض على محاولة الخليل إيجاد الوزن التام لكل بحر .

هل حقا هذه الأسئلة الغير وجيهة والغير منطقية هي نتيجة طبيعية للفكرة التي طرحتها أنا ؟؟
الإجابة كلها تكمن في معاني الكلمات المستخدمة في صياغة الأسئلة ,
فهل تعرف الأستاذة / ثناء الفرق بين الوجود الواقعي و الوجود الافتراضي حين استخدمت كلمة وجود ؟؟
وهل تعرف أن استنكار المطالبة بــــ غض النظر يكون عن الوجود الحقيقي , وليس عن الوجود الافتراضي ؟؟
وهل تعرف الأستاذة / ثناء الفرق بين الوزن التام و الوزن الأصلي ؟؟
وهل تعرف الفرق بين التغير الطارئ و التغير اللازم ؟؟ وهل تطرقت أنا في الفقرة المقتبسة للتغير الطارئ ؟؟


يجب توضيح عدة أمور , كنت أظنها لا تخفى على أساتذة العروض الرقمي :
في المنهج الخليلي هناك ثلاث مراحل لوصف وتصنيف الأوزان :
المرحلة الأولى : يسميها الخليل بــ الوزن الأصلي للبحر وهو صيغة الوزن المستخرج من الدائرة .
المرحلة الثانية : صيغة أو صيغ أوزان كل بحر في الواقع الشعري وما يتبعه من الأوزان بتنوع أعاريضها وضروبها , وتنتج صيغ الأوزان في المرحلة الثانية من صيغ أوزان المرحلة الأولى بعد دخول التغييرات اللازمة عليها - إن وجدت -, مثل العلل اللازمة والزحافات اللازمة لينتج الوزن التام , كما ينتج منه الوزن المجزوء والمشطور والمنهوك وأعاريض وضروب كل منها .
المرحلة الثالثة : عبارة عن صيغ أوزان المرحلة الثانية وقد دخلها التغييرات الغير لازمة , مثل الزحافات الغير لازمة والعلل الغير لازمة .

وفي كل مرحلة من هذه المراحل وقع الخليل في العديد من الأخطاء , بالطبع هذه الأخطاء ليست ناتجة عن عدم وعي الخليل على حقيقة الظواهر العروضية ولكنها نتيجة لنظرياته التي صاغ بها نموذجه النظري , وقد تناولناها بالتفصيل في أبواب ومباحث فقه العروض , لكن الأستاذة ثناء قامت بخلطها معا بشكل عجيب,
فالنص المقتبس الذي قدمته يتحدث عن الفرق بين أوزان الخليل في المرحلتين الأولى والثانية وبين الواقع الشعري , لكن الأستاذة ثناء أخذتها من سياقها هذا وحولته للمقارنة بين المرحلة الثانية والثالثة , وهو ما ظهر في دفاعها عن فكرة الزحافات الغير لازمة والعلل الغير لازمة , فظهرت تلك الأسئلة التي تصفها بالغير وجيهة والغير منطقية , لكنها ليست بسبب الطرح الذي طرحته أنا .

كما ظهر ذلك في ردودها على كل بند من البنود الستة الأولى , وربما لا تعرف الأستاذة ثناء حتى الآن أنها كانت تقارن بين الخليل والخليل بين الخليل في صياغاته لأوزان المرحلة الثانية حين يقر بالواقع الشعري وبين الواقع الشعري نفسه الذي أقره الخليل , لذلك فمن المنطقي أن لا تجد فرقا بين الخليل الواقعي وبين الواقع الشعري .

ولم نتدخل نحن بين الخليل والخليل إلا في مواضع محدودة عندما وجدنا فرقا بين تقدير الخليل للواقع الشعري وبين تقديرنا له , مثل وزن المتقارب التام , ومن المبشر أن الأستاذة ثناء أقرت بالفرق , وقد أسعدني ما قالت في ردها على البند الرابع , حيث قالت :
هنا ، مفارقة بين الواقع الشعري وملاحظة الخليل من حيث القيمة الإحصائية فالتقدير الإحصائي لأحد التغيرات عند الخليل لم يتوافق مع القيمة الواقعية له
ولن يقلل من سعادتي بهذه الخطوة المتقدمة محاولتها تلطيف الأمر بقولها :
لكن علينا أن ننتبه إلى أن هذه المفارقة لم تطرأ بين الواقع الشعري والنموذج النظري للخليل . بل هي لم تغادر الواقع الشعري .ﻷن التغيرات العروضية لا مكان لها في النموذج النظري . والمسألة محصورة بسوء تقديرالقيمة الإحصائية في الواقع الشعري .
ورغم خلطها مرة أخرى بين التغيرات العروضية اللازمة والغير لازمة وخلطها بين أوزان المرحلة الأولى والثانية إلا أن الأمر يستحق التقدير , ونؤجل الحوار حول جملتها التي تقول فيها : لأن التغيرات العروضية لا مكان لها في النموذج النظري لوقت أخر .
وأبشر الأستاذة ثناء أنها في باب الزحافات والعلل ستجد الكثير من المفارقات بين الواقع الشعري وما قرره الخليل ,
لكنها ليست ناتجة من سوء تقدير الخليل للقيم الإحصائية في الواقع الشعري , لكنها ناتجة من الإهمال التام للواقع الشعري وإحصائه , وفرض نظريات القياس والتعميم على هذا الواقع .

يتبع

ثناء صالح
10-11-2016, 05:51 PM
موضوع جدير بالمتابعة والتأمل

سأحرص على متابعته باستمرار لأستفيد من علمكم وحواراتكم الجميلة

شكرا لك أديبتنا القديرة على هذا المجهود الذي يذكر فيشكر

تحيتي لك أديبتنا ولأديبنا العروضي د. أحمد سالم وللجميع .

أهلا ومرحبا بكم أستاذي الشاعر الكبير عصام الفقيري
تسعدني متابعتكم
ودمتم بطيب حضوركم

ثناء صالح
10-11-2016, 05:59 PM
يتعجب الأستاذ أحمد سالم من قولي إن البحور المهملة إنما سميت مهملة ﻷن الخليل أهملها .
وإنني بدروي لأتعجب من تعجبه أشد التعجب .
إذ أن العروضيين جميعا يعلمون أن الخليل لم يورد أمثلة على البحور الستة التي تنتج من الفك العكسي لدوائره. فهو وإن كان يدرك أنها تنتج نظريا من الفك العكسي لدوائره إلا أنه أغفل الحديث عنها بشكل كامل. ولم يهتم باختراع أمثلة لها ليبين أوزانها، وما قد تحتمله من زحافات وعلل، وهو الحريص على اختراع الأمثلة الشعرية التي يبين فيها مواضع التغيرات العروضية المحتملة نظريا من عنده عندما يتعذر عليه الإتيان بأمثلة تلك التغيرات في الواقع الشعري. بل كان موقفه منها شبيها بموقفه من الألفاظ غير المستعملة عند العرب والتي أهمل الحديث عنها أيضا في معجمه ( العين ). ثم إنه ثبت عن المولدين استخدامهم لتلك الأوزان التي أهملها الخليل.بما ورد عنهم من أبيات. ويقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه موسيقى الشعر ص 230:
"يكاد يجمع أهل العروض على أن للمولّدين أوزانا مخترعة لم يسبقوا إليها، وقد سمّيت بالبحور المهملة."
إذن ، فمن الذي استعمل هذه البحور الخليل أم المولدون؟ومن الذي أهملها، الخليل أم المولدون ؟
لكن للدكتور إبراهيم أنيس نفسه وجهة نظر مقنعة ينسب فيها ما جاء على الأوزان المهملة من شعر المولدين إلى العروضيين لا إلى الشعراء. ويبرر ذلك بقوله
"وذلك لأننا نرى أمثلتها وشواهدها تتكرر هي بعينها في كتبهم غير منسوبة لشاعر معروف، وتبدو عليها سمة من الصنعة العروضية."(موسيقى الشعر ، ص231)
وما يدفعني لتأييد وجهة نظره ما كتبه السكاكي الذي عاش في عصر المولدين
(يوسف بن أبي بكر السَّكَّاكي (555 - 626 هـ / 1160 - 1229 م) ) في كتابه ( مفتاح العلوم ) (ص523)في سياق الدفاع عن الخليل الذي أخذ عليه معاصرو السكاكي من العروضيين - فيما يبدو - إهماله للأوزان التي زادوها على أوزانه كما يتضح من، فأخذوا عليه إهماله لها، كونه لم يشملها في ما حصره من أوزان نسبت إلى العرب.
يقول السكاكي مدافعا عن الخليل ومبررا إهماله لتلك الأوزان تحت عنوان ( في تتبع الأوزان) :
" إعلم أن النوع الباحث عن هذا القبيل يسمى علم العروض ،وما أهم السلف فيه إلا تتبع الأوزان التي عليها أشعار العرب, :v1:, ولا حاكم في هذه الصناعة إلا استقامة الطبع وتفاوت الطباع في شأنها معلوم, وهي المعلم الأول المستغنى عن التعلم, فاعرف وإياك إن نقل إليك وزن منسوب إلى العرب لا تراه في الحصر أن تعد فواته قصورا في المخترع فلعله تعمد إهماله لجهة من الجهات أو أي نقيصة في أن يفوته شيء هو في زاوية من زوايا النقل لا زوايا العقل).
فالسكاكي لا يرى لمن ضم تلك الأوزان ﻷوزان الخليل فضلا عليه. ويبرر له إهماله لها بكونها لا تتوافق مع الطبع المستقيم عند العرب.
فلو كان الخليل قد استعمل تلك الأوزان وهي مما لم يستعمله العرب لا قبله ولا في عصره - كما يتهمه الأستاذ أحمد سالم - سواء أكانت أوزانا ناجمة عن الفك العكسي لدوائره أو سواها من الأوزان التي تخالف الطبع المستقيم عند العرب، لما احتاج السكاكي أن يبرر له ما أخذ عليه من إهمالها، وقد زيدت بعده. وهو في معرض الدفاع عنه.
فالثابت الذي تعجب منه أنه أهمل تلك الأوزان، كما أهمل من قبلها الألفاظ التي لم يستعملها العرب في(معجم العين )وهو منهجه الثابت في الاستعمال والإهمال.

عادل العاني
10-11-2016, 07:19 PM
الأستاذة ثناء وليسمح لي الدكتور أحمد

هذا اقتباس من ردّك :

فلو كان الخليل قد استعمل تلك الأوزان وهي مما لم يستعمله العرب لا قبله ولا في عصره - كما يتهمه الأستاذ أحمد سالم - سواء أكانت أوزانا ناجمة عن الفك العكسي لدوائره أو سواها من الأوزان التي تخالف الطبع المستقيم عند العرب، لما احتاج السكاكي أن يبرر له ما أخذ عليه من إهمالها، وقد زيدت بعده. وهو في معرض الدفاع عنه.

وأنا هنا فقط أريد أن أستفسر منك هل يعبر هذا عن رأيك أيضا ؟

البحور المهملة هي ليست ناجمة عن فك عكسي لدوائر عروض الفراهيدي بل هي ناتجة من عملية التدوير وبدونها لا تكتمل دوائره , أما لماذا لم يذكرها فهذا قد يكون بسبب عدم وجود شواهد عليها , رغم أنه نظم بعض الشواهد في المشتبه وكذلك في توثيق بعض الزحافات. ولو يذكرها الفراهيدي مثلما لم يذكر المتدارك والذي لاتكتمل بدونه دائرة المتفق وهذا أغرب ما يكون منه.
وهذه البحور أو الأوزان اعتمدت في العصر العباسي ولكن على نطاق ضيق ولم تكتب لها ديمومة الإستمرارية.
ونحن لا يمكن أن نسمي دوائر الفراهيدي دوائرا بدون المرور بها فهي تنتج تلقائيا بل أن أي دائرة كاملة متعلقة بها تتضمنها تلقائيا , والقول بالفك العكسي ليس صحيحا والقول زيدت ليس صحيحا ..وهي كبحور تتوفر فيها أسس البناء الشعري وقواعده .

تحياتي وتقديري

ثناء صالح
10-11-2016, 10:08 PM
[FONT="Traditional Arabic"][SIZE="5"]الأستاذة ثناء وليسمح لي الدكتور أحمد
هذا اقتباس من ردّك :

[COLOR="Red"]فلو كان الخليل قد استعمل تلك الأوزان وهي مما لم يستعمله العرب لا قبله ولا في عصره - كما يتهمه الأستاذ أحمد سالم - سواء أكانت أوزانا ناجمة عن الفك العكسي لدوائره أو سواها من الأوزان التي تخالف الطبع المستقيم عند العرب، لما احتاج السكاكي أن يبرر له ما أخذ عليه من إهمالها، وقد زيدت بعده. وهو في معرض الدفاع عنه.
وأنا هنا فقط أريد أن أستفسر منك هل يعبر هذا عن رأيك أيضا ؟
أهلا ومرحبا بكم أستاذي الفاضل عادل العاني
ما اقتبستموه أعلاه باللون الأحمر هو رأيي الشخصي الخاص ولم أنقله أو أقتبسه عن السكاكي كما توحي كلمة (أيضا) في استفساركم.


البحور المهملة هي ليست ناجمة عن فك عكسي لدوائر عروض الفراهيدي بل هي ناتجة من عملية التدوير وبدونها لا تكتمل دوائره ,
الفك هو التدوير .
ثم إنه فك او تدوير عكسي ﻷن وزن كل بحر من البحور المهملة يمثل معكوس أو مقلوب وزن بحر آخر في دائرته.فالمستطيل معكوس الطويل ﻷنه ينجم عن عكس مواقع تفعيلات شطر الطويل. فبدلا من ترتيب التفاعيل الأصلي في الطويل ( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ) نعكس الترتيب فيصبح (مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن) في المستطيل.
وهكذا نعكس التفاعيل في وزن الوافر مثلا، فنحصل على المتوافر المهمل . وهكذا مع بقية البحور المهملة .

أما لماذا لم يذكرها فهذا قد يكون بسبب عدم وجود شواهد عليها , رغم أنه نظم بعض الشواهد في المشتبه وكذلك في توثيق بعض الزحافات. ولو يذكرها الفراهيدي مثلما لم يذكر المتدارك والذي لاتكتمل بدونه دائرة المتفق وهذا أغرب ما يكون منه.
لم يكن الخليل عاجزا عن تأليف الشواهد .وعدم تأليفه الشواهد عليها دليل على أنه أراد إهمالها عن وعي منه . كما أهمل كل ما لا يستعمله العرب من ألفاظ في معجم العين الذي حصر فيه الألفاظ المستعملة فقط.


وهذه البحور أو الأوزان اعتمدت في العصر العباسي ولكن على نطاق ضيق ولم تكتب لها ديمومة الإستمرارية.
نعم. بالضبط. وهذا يعني أن سبب تسميتها بالمهملة راجع لكون الخليل قد أهملها وليس ﻷن الشعراء بعده قد أهملوها. فأبو نواس وأبو العتاهية وسواهما من الشعراء كانوا مهتمين بها واستعملوها في العصر العباسي .

ونحن لا يمكن أن نسمي دوائر الفراهيدي دوائرا بدون المرور بها فهي تنتج تلقائيا بل أن أي دائرة كاملة متعلقة بها تتضمنها تلقائيا , والقول بالفك العكسي ليس صحيحا والقول زيدت ليس صحيحا ..وهي كبحور تتوفر فيها أسس البناء الشعري وقواعده .
تحياتي وتقديري
قد أوضحت المقصود بالفك العكسي أعلاه. وهو صحيح.
وإن محاولة الشعراء المولدين النظم على أوزانها دفعت العروضيين لضمها وزيادتها إلى ما حصره الخليل من أوزان في واقع الشعر . فكيف لا يكون القول بأنها زيدت صحيحا ؟؟!!
وهي كبحور تتوافر فيها أسس البناء الشعري ولكنها من حيث الاستساغة تعد مخالفة للذائقة العربية الأصيلة . ولذا لم يكتب لها المجد التاريخي كما كتب للبحور الخليلية الخمسة عشر.
كل التقدير مع التحية

عادل العاني
11-11-2016, 01:02 PM
الأستاذة ثناء

هذه هي دائرة المختلف والتي رسمت اعتمادا على بحر الطويل , وإذا نظرت لها فكل البحور الخمسة تظهر فيها الثلاثة المستعملة والإثنان المهملان , ولا يوجد تدوير عكسي أو أي افتراض آخر , وهذه تمثل دائرة الفراهيدي بكافة أوزانها وبحورها , والدائرة لا تكتمل بأي افتراض آخر وهذا ما قصدته.





https://up.harajgulf.com/do.php?img=1253960 (http://GulfsUp.com)


تحياتي وتقديري

ثناء صالح
11-11-2016, 04:55 PM
الأستاذة ثناء

هذه هي دائرة المختلف والتي رسمت اعتمادا على بحر الطويل , وإذا نظرت لها فكل البحور الخمسة تظهر فيها الثلاثة المستعملة والإثنان المهملان , ولا يوجد تدوير عكسي أو أي افتراض آخر , وهذه تمثل دائرة الفراهيدي بكافة أوزانها وبحورها , والدائرة لا تكتمل بأي افتراض آخر وهذا ما قصدته.





https://up.harajgulf.com/do.php?img=1253960 (http://GulfsUp.com)


تحياتي وتقديري

جميل.
لكن لو استبدلتم مقاطع تفعيلات البحر الطويل بالأسباب والأوتاد حسب رموزها الرقمية (2: سبب خفيف) و (3 : وتد ) ،لكان ذلك أفضل في تمثيل دائرة المختلف الشاملة لجميع بحورها المستعملة والمهملة .
على أية حال ، أنتم تعلمون المقصود بعبارة (الفك أو التدوير العكسي) فعلاقة التعاكس تنصب على عكس مواضع تفعيلات البحر المستعمل ليتحول إلى بحر مهمل في كل دائرة. فالتعاكس أو الفك العكسي يحدث على مستوى التفعيلات وليس على مستوى المقاطع العروضية . ويعبر عن علاقة المقارنة بين وزني بحرين أحدهما مستعمل والآخره مهمل.
وعندما لا نأخذ في اعتبارنا مسألة المقارنة بين الوزنين، لا يمكننا ملاحظة التعاكس.

وزن الطويل على الدائرة: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن 3 2 -3 2 2- 3 2 -3 2 2
ووزن المستطيل على الدائرة: مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن 3 2 2 -3 2 -3 2 2 -3 2
نلاحظ أننا حصلنا على وزن المستطيل بعكس مواقع تفعيلات الطويل. وهذا يحدث بالتدوير على مستوى التفعيلات .ويظهر بالمقارنة .
مع التقدير

الدكتور ضياء الدين الجماس
11-11-2016, 06:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل عادل العاني
ما عرضتته هو التمثيل البياني للبحر الطويل بشطريه والدوائر الخليلية لا تبنى على الشطرين بل على الشطر الأول التام. وقد عرضت طريقة مبسطة لبناء كل دائرة مفردة ليتم من خلال ذلك فهم الدائرة الشاملة.
الرابط
https://www.rabitat-alwaha.net/showpost.php?p=1084027&postcount=17
وللخليل أكثر من طريقة لاستنباط البحور، والتدوير واحدة منها، وتبديل أماكن التفعيلات وقراءتها المعكوسة طرق أخرى لاستنفاد كافة احتمالات أوزان البحور.
إن من يدرك دقة دوائر الخليل يجل هذا الرجل الكبير بما قدمه لنا من علوم
رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته

د. أحمد سالم
11-11-2016, 08:01 PM
تعجبي كان من أمرين , الثاني منهما هو سؤال خطر لي :
هل يتخلى الرقميون عن أبسط بديهيات اللغة والمنطق من أجل الجدال ؟

في معجم المعاني الجامع هناك معنيان لكلمة مهمل :
(1) المهمل من الكلام : غير المستعمل
(2)مُهْمَل :متروك من غير عناية به


من المعنى الأول لكلمة مهمل وبكل بساطة وبديهية نقول :
أن من استعمل ( الأوزان المستعملة ) هم الشعراء العرب قبل الخليل ,
ومن أهمل ( الأوزان المهملة ) هم الشعراء العرب قبل الخليل ,
ومن حاول استعمال ( الأوزان المهملة ) هم الشعراء المولدين بعد الخليل .

ومن المعنى الثاني نقول : أن الخليل أهمل صنع " الشواهد " على الأوزان المهملة , ولم يعتن بها فهي مهملة عنده من هذا الجانب .

لكن أيهما المعنى الرئيسي المنطقي والذي يتبادر إلى الذهن ويمكن الاحتجاج به , وأيهما المعنى الثانوي والمستخدم في الجدال ؟

ننظر للكلمة المضادة للبحور المهملة فنجدها ( البحور المستعملة ) فإذا كان معناها البديهي الذي يتبادر إلى ذهن القارئ هو أن الشعراء العرب هم من استعملوها في نظم الشعر , فهذا يعني أن المعنى الأول المتبادر للذهن هو أن البحور المهملة تعني أولا وأساسا أن الشاعر العربي هو من أهملها .
أما إذا كان معنى ( البحور المستعملة ) أن الخليل هو من استعملها واعتنى بها وبشواهدها فيكون معنى ( البحور المهملة ) أن الخليل هو من أهملها .

فإن كان المعنى الأخير هو ما تعنيه الأستاذة ثناء , فلا أملك إلا أن أترك للقارئ الحكم ,

ثم ما علاقة ما قاله السكاكي بالبحور المهملة المستخرجة من الدوائر , هو يتحدث عن أوزان تنسب للعرب فيما قبل الخليل - ( مثل قصيدة أم السليك ومثل ما ينسب لعلي بن أبي طالب على الخبب ) - , وجد أحدهم عليها شعرا لكنه لم يجد هذه الأوزان في عروض الخليل , فالسكاكي يبررذلك بأنه أحد احتمالين :
إما أن الخليل عرفها لكنها لم تلقى قبولا في ذوقه فأهملها, ولا يعاب على أحد أن طبعه لم يقبل وزنا
أو أن هذه الأشعار لم تصله وهذا أمر وارد وهو ليس نقيصة في حقه لأنها تتعلق بالنقل وليس بالعقل , فهو ينسب للخليل كمال عقله وأما النقل فالنقص فيه وارد لا يعيب أحدا .
*******
من خبرتي بالمتعة التي يجدها العروضيون في الجدال , وفتح معارك جانبية ,توقعت هذا الأمر وأشباهه , فحسمته في مقدمة الكتاب حتى لا يستنزف منا الجهد والوقت فقلت في صفحة رقم 5 :

ولأن ما يعنينا في المقام الأول هي الأفكار ذاتها , نتفق معها أو نختلف , وليس البحث في مدى صحة ما نسب للخليل أو لغيره , لذلك إن قلنا في كتابنا هذا يقول الخليل كذا , أو يرى الخليل كذا , أو فعل الخليل كذا , قصدنا ما نُسب إليه في تلك الكتب , سواء بلفظ صريح , أو كان رأيا ضمنيا , أو قاعدة ضمنية استخلصها صاحب الكتاب مما وصله عن الخليل , أو استخلصناها نحن من مجموع ما وصل إلينا متواترا وإن لم نجدها بنص صريح .

وهذا ما كررته مرة أخرى حين قلت في ردي السابق أنني أختصم الخليل والعروضيين معا في الأفكار التي بنو عليها النموذج النظري , ولا فرق عندي أيهم صاحبها , ومنها فكرة التدوير وما ينتج عنها من ( الأوزان المهملة وأصول الأوزان المستخرجة من الدوائر) .

وأنا أرحب بالتخلص من البحور المهملة في هذه المرحلة المتقدمة من المناظرة, وأحب أن أنبه إلى أنها سبعة بحور وليست ستة كما ذكرت الأستاذة ثناء , أم أنها تعتبر المتدارك ( فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن ) هوالخبب ؟؟!!

كما أتمنى أن نصل بنفس الطريقة وبنفس المبدأ إلى القول بأن ( الأوزان المهملة ) الأخرى والتي لم يهتم الخليل بصنع " الشواهد " لها وأهملها مثلها مثل أوزان البحور المهملة أيضا , وبذلك ننفي عن الخليل تهمة ثانية , ونصل لنقطة اتفاق أخرى .

ونعني بالأوزان المهملة هي كل الأوزان التامة المستخرجة من الدوائر والتي لم تستعمل إلا مجزوءة وكذلك الأوزان المجزوءة التي لم تستعمل أوزانها إلا تامة ,وجميعها لم يهتم بها الخليل ولم يصنع لها " شواهد " . ويبقى الاعتراف فقط بالمستعمل الذي له وجود واقعي في الشعر العربي .

ولم يكن تعجبي الأول من نفي الأستاذة ثناء لعلاقة الخليل بالبحور المهملة في حد ذاته فهو خطوة جيدة على الطريق الصحيح , لكن كنت أسأل نفسي مستعجبا : هل تتخلى الأستاذة ثناء والرقميون بهذه السهولة عن فلسفتهم المعتمدة في أساسها على مبدأ التدوير والذي هو أصل اكتشافهم لعبقرية الخليل وهو في نفس الوقت دليل عبقريتهم المتماهية مع عبقرية الخليل والمكتشفة لمنهجه ؟ وإذا تخلو عن مبدأ التدوير فماذا يبقى معهم من المبادئ في مواجهة خصومهم حين يغرقونهم بطوفان البحور الجديدة ؟

وكيف يكون هذا الأمر خطوة جيدة على الطريق الصحيح ؟؟
لأنه عندما تنفي الأستاذة ثناء أي علاقة للخليل بالبحور المهملة , فهي تثبت أن الدوائر والعلاقة الدائرية بين الأوزان علاقة عابرة وغير شرعية , لأن ما ينتج عنها من الأوزان غير معترف بنسبها ويمكن إهماله كما أهمله واضع الدوائر نفسه ,ويثبت الرأي القائل بأن الدوائر العروضية ليست إلا طرفة وأنها لا تضيف للعروض شيئا غير معلوم ولا ينقص العروض شيئا إن أهملناها , بل على العكس فلم تعد طرفة بل أصبحت مصدرا للفتنة بين العروضيين وسببا للشقاق الحادث بينهم , لذلك كان يتوجب علينا أن نبحث عن العلاقة الحقيقية التي تربط الأوزان , وهو ما جعلني أبحث عن العلاقة الحقيقية التي تربط الأوزان معا والتي صغناها في القواعد الثلاث ( التكرارالثنائي والانعكاس الموسيقي والفصل الموسيقي )
وهذا بالضبط ما كنت أحاول إثباته في مقدمة فقه العروض وقد اختصرته الأستاذة ثناء , وبقى عليها عبء إقناع باقي الرقميين بما وصلت إليه , ( إن لم يقتلوها ) .D:

عادل العاني
11-11-2016, 08:32 PM
جميل.
لكن لو استبدلتم مقاطع تفعيلات البحر الطويل بالأسباب والأوتاد حسب رموزها الرقمية (2: سبب خفيف) و (3 : وتد ) ،لكان ذلك أفضل في تمثيل دائرة المختلف الشاملة لجميع بحورها المستعملة والمهملة .
على أية حال ، أنتم تعلمون المقصود بعبارة (الفك أو التدوير العكسي) فعلاقة التعاكس تنصب على عكس مواضع تفعيلات البحر المستعمل ليتحول إلى بحر مهمل في كل دائرة. فالتعاكس أو الفك العكسي يحدث على مستوى التفعيلات وليس على مستوى المقاطع العروضية . ويعبر عن علاقة المقارنة بين وزني بحرين أحدهما مستعمل والآخره مهمل.
وعندما لا نأخذ في اعتبارنا مسألة المقارنة بين الوزنين، لا يمكننا ملاحظة التعاكس.

وزن الطويل على الدائرة: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن 3 2 -3 2 2- 3 2 -3 2 2
ووزن المستطيل على الدائرة: مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن 3 2 2 -3 2 -3 2 2 -3 2
نلاحظ أننا حصلنا على وزن المستطيل بعكس مواقع تفعيلات الطويل. وهذا يحدث بالتدوير على مستوى التفعيلات .ويظهر بالمقارنة .
مع التقدير


الأستاذة ثناء

- أنا اعتمدت ما قيمته من أرقام للأسباب والأوتاد , ولو طبقنا ما تفضلت به لكان المخطط شكر متطابق مع الإختلاف فقط في القيم. وهذا تحاورنا فيه في موضوع رؤيتي للعروض الرقمي.

- أنا لا أتفق معك في الوصف " الفك أو التدوير العكسي " لأن كافة بحور المختلف واضحة في المخطط , وهو يمثل دائرة تامة , ولرسم أي بحر سيظهر كما لو أن الدائرة دارت باتجاه اليسار سببا أو وتدا. والشكل لكل بحور الدائرة لا يختلف عن شقيقه كشكل لكن بدايته تختلف حيث نقطة الإبتداء تكون دائما من أول سبب أو وتد على يسار الخط الشاقولي.

- البحور الخمسة يمكن قراءتها من المخطط , وليس هناك ما يسمى بالتدوير أو الفك العكسي بل هو دوران مترابط للأسباب والأوتاد.

- من الناحية الهندسية الخلية الموسيقية للطويل هي " فعولن مفاعيلن " وهذه تتكون من خمسة مقاطع هي " فعو - لن - مفا - عي - لن " وعند التدوير أي بتحرك سبب أو وتد من آخر الخلية لبدايتها ستنتج خمسة تشكيلات من اِكال البناء الشعري الهندسي , وهذه تمثل البحور الخمسة في هذه الدائرة وهي البحور المستعملة والبحور المهملة.

- ونحن هنا لا نناقش أسباب استعمال بحور وإهمال بحور أخرى حتى نضع استنتاجات , فالبحور الخمسة ضرورية لإكمال الدائرة لارتباط بحر بآخر مستعملا كان أو مهملا.

تحياتي وتقديري

عادل العاني
11-11-2016, 08:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل عادل العاني
ما عرضتته هو التمثيل البياني للبحر الطويل بشطريه والدوائر الخليلية لا تبنى على الشطرين بل على الشطر الأول التام. وقد عرضت طريقة مبسطة لبناء كل دائرة مفردة ليتم من خلال ذلك فهم الدائرة الشاملة.
الرابط
https://www.rabitat-alwaha.net/showpost.php?p=1084027&postcount=17
وللخليل أكثر من طريقة لاستنباط البحور، والتدوير واحدة منها، وتبديل أماكن التفعيلات وقراءتها المعكوسة طرق أخرى لاستنفاد كافة احتمالات أوزان البحور.
إن من يدرك دقة دوائر الخليل يجل هذا الرجل الكبير بما قدمه لنا من علوم
رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته

الأخ الدكتور ضياء الدين

أنا لا أدري من أين اعتمدت هذه المقولة في التدوير اعتمادا على شطر واحد , هذا صحيح حين أدور كتابيا أما لرسم الدائرة فلابد أن يكون البيت بشطريه , وأعيدك إلى مخطوطة أبي الحسن العروضي الذي أوضح الدوائر الخمسة وكل دائرة اعتمد فيها بيتا شعريا تاما بلا زحافات ودور مقاطع الأسباب والأوتاد لينتج بحور أي دائرة.
ثم ما الإعتراض على تمثيب الطويل بشطريه إن هو أظهر حقيقة الدائرة ببحورها الخمسة المستعملة والمهملة ؟

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

عادل العاني
11-11-2016, 08:49 PM
الأخ الدكتور أحمد

شكرا على تعقيبك , لكن وجهة نظري تختلف فيما يلي :

- ليس من حقنا أن نسمي مجموعة بحور دائرة إن لم تنتظم فعليا في دائرة وهذا ما أوضحته الدائرة التي وضعتها هنا كما سأضع كل الدوائر الأخرى في موضوع آخر.

- التدوير أساس من أسس علم العروض وأي وزن لا يدور لا يمكن أن ينتمي للشعر العربي , فالدائرة تتبنى أساس البناء الشعري كما توضح في دائرة المختلف :
خلية الطويل " وتد + سبب + وتد + سببان "
ومنها يمكن إعادة صياغة باقي البحور في الدائرة.
وهكذا لبقية الدوائر.

عظمة الخليل كمهندس للعروض برهانها في اعتماد مبدأ التدوير الهندسي للمقاطع المتكونة من أسباب وأوتاد وأسلوب الترابط بينها. وكل ما علينا هو أن نبتعد عن محاولة جر الفراهيدي قسرا لما نطرحه من اجتهادات , كما طرح سابقا " ساعة البحور " وليس انتقاصا من هذا العمل الرائع لكنه لا يمت للفراهيدي بصلة ففي زمانه كانت الساعات رملية وليس هناك ساعة على شكل دائرة.
لذا فلنعبّر عما نجتهد به تعبيرا حقيقيا ونبعد الفراهيدي عما نطرحه.

أما أن نتحاور الآن في هل هو أهمل هذه البحور أو أنها مهملة فهذا لن يزيد أو ينقص من الفراهيدي, لأنه أصلا لم يصلنا عليها شعر من عصور ما قبله بل ربما شواهد من عصور بعده.

أما ما تفضلت به عن المتدارك فإهماله يعني نسف دائرة المتفق لأن البحر الواحد لا يشكل دائرة , والمتدارك يتمم الدائرة مع المتقارب , أما لماذا لم يعتمده الفراهيدي فهذا أمر لم ندركه لحد الآن,
وعلى أي حال فهو قد اعتمد من قبل الأخفش , وبهذا لم يعد بحرا مهملا.

بارك الله فيكم جميعا

تحياتي وتقديري

د. أحمد سالم
11-11-2016, 09:09 PM
الأستاذ الفاضل أ / عادل العاني
ما تفضلت به أستاذنا الكريم في مبدأ التدوير هو الصحيح وهو الموافق لمنهج الخليل في التدوير
والرد على الأستاذة ثناء صالح في غاية البساطة , لأن في كلامها مغالطات وأخطاء تنسف ما تقول :
تقول أن الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وأن المستطيل : مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن
وهذا صحيح

لكن ما علاقة الوافر بالمتوفر والفك العكسي ؟؟!! :
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
فاعلاتك فاعلاتك فاعلاتك

وما علاقة المديد بالمتد والفك العكسي ؟؟!!:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن

ثم إن الفك العكسي ينتج عنه المديد والبسيط في مجموعة واحدة وكلاهما مستعمل
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن ..... وهو يساوي
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن

مبدأ التدوير الذي يذكره الأستاذ عادل العاني هو نفسه مبدأ التدوير الذي اعتمده الخليل , لكن الرقميين غيروا كثيرا في مبادئ الخليل حين صنعوا ساعة البحور , سنذكره بالتفصيل عندما يأتي دور ساعة البحور في المناقشة , لكن أول أصول الخليل التي تغيرت في ساعة البحور هو اعتماد البحر ( رب الدائرة ) وتغيير مواضع البحور في ترتيبها في دائرة الخليل , فعلى سبيل المثال دائرة المختلف : اعتمد الخليل الطويل كـ (رب الدائرة ) بينما اعتمد الرقميون البسيط , وهذا يغير مواضع الأسباب والأوتاد على المحاور , في محاولة لخلق تجانس بين خصائص الأسباب على تلك المحاور , ومزيد من التفصيل نذكره في حينه

دمت جميعا في خير وسعادة

ثناء صالح
11-11-2016, 09:30 PM
الأستاذ الفاضل أحمد سالم
أما الجدال ، فأنا في غنى عنه.
فأقترح أن لا يكون بيننا ما هو مدعاة للجدال .
فأرجو منكم التوقف عن المشاركات تعقيبا على كلامي إلى أن أتم قول ما لدي.مع احتفاظكم بحق الرد كاملا. وعلى كل صغيرة وكبيرة وردت في كلامي .ولكن في نافذة أخرى لا يكون التعقيب فيها متبادلا آنيا. وذلك كي يتعذر علي الجدال .فإنني أمقته وأمقت متابعة الخوض فيه.
بارك الله فيكم

عادل العاني
11-11-2016, 09:46 PM
الأستاذ الفاضل أحمد سالم
أما الجدال ، فأنا في غنى عنه.
فأقترح أن لا يكون بيننا ما هو مدعاة للجدال .
فأرجو منكم التوقف عن المشاركات تعقيبا على كلامي إلى أن أتم قول ما لدي.مع احتفاظكم بحق الرد كاملا. وعلى كل صغيرة وكبيرة وردت في كلامي .ولكن في نافذة أخرى لا يكون التعقيب فيها متبادلا آنيا. وذلك كي يتعذر علي الجدال .فإنني أمقته وأمقت متابعة الخوض فيه.
بارك الله فيكم

الأستاذة ثناء

النقد هو حوار حول فقرات معينة , فإن لم تستوفِ حقها في النقاش فكيف يتم الإنتقال لموضوع آخر ... أنا هنا لا أتفق معك.

تحياتي وتقديري

ثناء صالح
11-11-2016, 09:59 PM
الأستاذة ثناء

النقد هو حوار حول فقرات معينة , فإن لم تستوفِ حقها في النقاش فكيف يتم الإنتقال لموضوع آخر ... أنا هنا لا أتفق معك.

تحياتي وتقديري

المشكلة أنني حساسة لألفاظ لا تليق بي .ولا أقبل أن يوصف كلامي بأنه جدال. ﻷنه ليس كذلك. ولا وقت عندي أضيعه بالجدال.
وعندما يفهم كلامي على أنه جدال فأنا أول المنسحبين من الجدال.
تقديري

عادل العاني
11-11-2016, 10:12 PM
فقط للمعلومات :

البيت الذي اعتمده أبو الحسن العروضي لفك بحور الداوائر إضافة لأجزاء التفعيلات هو أبيات شعر دوّرها مع التفعيلات :

دائرة المختلف: بيت من الطويل التام :

سّما في العُلى يحيي رسومَ العطا الجزْلِ ... همامٌ لهُ فضلٌ وطولٌ وإحسانُ

دائرة المؤتلف : بيت من الوافر التام

لهُ نعمٌ مضاعفةٌ ينالُ بها ... مفاخرةً ويحفظُ أصلَها حسبُ

دائرة المجتلب : بيت من الهزج :

وفي لي سيّدي هارونُ بالعهدِ الْـ ... ـلَذي كنّا عقدناه فلمْ يغدرْ

دائرة المشتبه : بيت من بحر السريع التام

ماذا وقوفُ الصبِّ بينَ الأطلالْ ... في منزِلٍ مستوحشٍ رثِّ الحالْ

دائرة المتفق : بيت من المتقارب التام

لحا في هواهُ فأربى عذولٌ ... فما زادَ بالعذل إلّا غراما

تحياتي وتقديري

عادل العاني
11-11-2016, 10:20 PM
المشكلة أنني حساسة لألفاظ لا تليق بي .ولا أقبل أن يوصف كلامي بأنه جدال. ﻷنه ليس كذلك. ولا وقت عندي أضيعه بالجدال.
وعندما يفهم كلامي على أنه جدال فأنا أول المنسحبين من الجدال.
تقديري

الأستاذة ثناء

الحوار مفيد جدا ولابد أن يوصلنا لنتائج قد نتبناها , وأنا أتفق معك في أن أي رد أو تعقيب يجب أن يبتعد عن الجدل العقيم من جميع المشاركين.

واحتراام وجهات النظر حتى وان اختلفنا معها هو غاية نسعى إليها.

والتعبير عن وجهات النظر لا يلزم أحدا أن يتبناها بل لكل جهة الحق في تبني ما تطرجه وتدافع عنه , أما إن لم نرتض بعض الأوصاف فأنا يا سيّدتي حاورت وربما تذكرين حتى عندما وصفت بأبشع الأوصاف.
بل وتفاجأت مرة بعد تركي للمتديات لعدة سنوات بموضوع على الإنترنت في أحد المواقع يعيدني لما نشرته في عام 2005 أو 2006 بأنني أسعى لتحطيم قواعد الفراهيدي, ولك أعبأ بذلك.

على أي حال أنا أرى أن من مصلحة الجميع استمرار الحوار , مع الإرتقاء به باحترام وجهات النظر المتبادلة بين كل الأطراف.

تحياتي وتقديري

الدكتور ضياء الدين الجماس
12-11-2016, 02:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بناء الدوائر من روائع ما ابتكره الخليل بفكره الرياضي في المتواليات المتكاملة ، وعندما نقول دائرة فهذا يعني يمكنك البدء بأي نقطة منها على أن تعود إلى نقطة الانطلاق .
ففي دائرة المتفق مثلا يمكنك البدء بأي من بحريها المتقارب أو المتدارك وفي المؤتلف يمكنك البدء بالوافر أو الكامل وإليك نماذج من الدوائر واستنباط مطالع بحورها الخليلية والمهملة
======


سأعرض الدوائر باعتماد الاول فيها ما كان يبدأ بالتسلسل 2 2 3 مستفعلن مع العلم انه يصح البدء بأي بحر من بحور الدائرة لأنها متكاملة وينتهي المسار عند الوصول إلى مكان الانطلاق(المطلع).
والمطلع هو نقطة انطلاق فك البحر في الدائرة.
مثلا : تتألف دائرة المتفق من بحرين كل منهما خماسي التفعيلة : المتقارب //*/* 3 2 مكررة 4 مرات في الشطر والمتدارك فاعلن /*//* 2 3 مكررة أربع مرات في الشطر
فنختار كتابة تسلسل اسباب وأوتاد أحد البحرين ونحدد عليه مطلع البحر الثاني واتجاه المسار وبعد انتهاء قراءة السطر نتابع القراءة بالدوران إلى البداية . وهذا هو معنى الدائرة

تطبيق : 2 3 2 3 2 3 2 3 ( المتدارك) ويبدأ مطلع المتقارب من الرقم الثاني ( الوتد) وعندما ينتهي قراءة السطر نتابع من البداية لننتهي عند الرقم الأول.
ملاحظة
عرضت دائرتي المؤتلف والمختلف بطريقتين كنموذج لإمكانية البدء من أي بحر من بحور الدائرة.




https://up.harajgulf.com/do.php?img=1254507

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1254508

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1254512

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1255789

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1254510

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1254511

دائرة المختلف باعتبار الطويل أولها

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1254509

بالنسبة لاستنباط بعض العروضيين لبعض البحور المهملة من عكس التفعيلات ، إنما هي على ما أعتقد ملاحظات عروضية لمن يهتم بالتفعيلات ولا يستوعب مبدا الدوائر التي تعسر على بعض الناس، وليس المهم كيف استنبط البحر المهمل والمهم انه وارد نظرياً ولكن الخليل أهمله لعدم وجود شواهد مقنعة عليه من الشعر العربي ليتمكن من تحليل خصائصه العروضية. ومن يفهم مبدأ الخليل في رصد الاحتمالات بمبدأ التباديل من عشرة تفعيلات يدرك أنه يستطيع رصد آلاف البحور ولكن ما الفائدة منها إذا لم تكن واقعية وترضي الذائقة العربية.

الدكتور ضياء الدين الجماس
12-11-2016, 02:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتنا الكرام
الدائرة الشاملة والساعة الشاملة التي ابتكرت فكرتها لإثبات أن تفعيلة مستفعلن هي الأم المولدة لسائر البحور هي من إبداعي الخاص، (لا أعتقد أن أحداً سبقني بفكرتها) ولا علاقة للرقميين ولا التفعليين بها وإنما جاءت باجتهاد مني بعد دراسات معمقة للعروض التفعيلي والرقمي معاً ومن أراد الحوار معي حولها فأنا مستعد لذلك في رابطها
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=86005
وأرجو الحوار على شكلها النهائي الذي يضم البحور الخليلية والمهملة.
ويمكن شرح دقائقها واهدافها التعليمية على الرابط المذكور.
مع مزيد شكري واحترامي

ملاحظة
ساعة البحور للأستاذ خشان خشان هي المعتمدة في الرقمي وهو مبتكرها وتعتمد على أسس العروضيين في مطالع البحور كما ذكروها في كتب العروض.

د. أحمد سالم
12-11-2016, 06:46 PM
السلام عليكم أستاذي الكريم أستاذ / عادل العاني
تقولون أن : التدوير أساس من أسس علم العروض وأي وزن لا يدور لا يمكن أن ينتمي للشعر العربي

التدوير هو نظرية الخليل التي بنى عليها ( العروض الخليلي ) , وهي أساس من أسس ( العروض الخليلي ) , وأنا أسأل بعض الأسئلة واعذرني في طريقة صياغتها :
السؤال الأول : هل العروض هو علم يبحث في أوزان الشعر العربي فهو علم مثل باقي علوم العربية كالنحو والصرف والبلاغة والمعاني والبديع كل منها يختص بدراسة جانب من جوانب اللغة العربية , أم أنه علم لدني ورسالة سماوية بعث الله بها الخليل فيجب أن نؤمن بها ونصدق كل ما جاء فيها ؟؟

فإذا كان علما بشريا مثل باقي العلوم فلنا أن نقيّم قواعده , ومنها قاعدة التدوير , ونسأل :

السؤال الثاني : هل يوجد وزن واحد خرج من الدوائر تاما كان أو مجزوء لم يكن مستعملا من قبل الخليل , يمكن وصفه بأنه لقي قبولا عند عدد من الشعراء فنظموا عليه في أي عصر من العصور على مدى 1200 عام ؟؟

السؤال الثالث وهو سؤال عام : هل يوجد أي وزن من الأوزان خليليا كان أو غير خليلي لا يمكن تدويره ؟ بمعنى وضع أسبابه وأوتاده في شكل دائري ثم فكها بطريقة دائرية ؟؟

دمت أستاذي الكريم في خير وسعادة

الدكتور ضياء الدين الجماس
12-11-2016, 07:49 PM
الأخ الدكتور ضياء الدين

أنا لا أدري من أين اعتمدت هذه المقولة في التدوير اعتمادا على شطر واحد , هذا صحيح حين أدور كتابيا أما لرسم الدائرة فلابد أن يكون البيت بشطريه , وأعيدك إلى مخطوطة أبي الحسن العروضي الذي أوضح الدوائر الخمسة وكل دائرة اعتمد فيها بيتا شعريا تاما بلا زحافات ودور مقاطع الأسباب والأوتاد لينتج بحور أي دائرة.
ثم ما الإعتراض على تمثيب الطويل بشطريه إن هو أظهر حقيقة الدائرة ببحورها الخمسة المستعملة والمهملة ؟

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

أخي عادل
يبدو ان طريقة ابي الحسن العروضي لم تعد مقبولة عند العروضيين وانتهجوا التبسيط فقد جاء في كتاب العيون الغامزة على خبايا الرامزة للدماميني ص 49 (وقد جرت العادة بان يوضع شكل دائرة وترسم عليها نصف واحد من تفعيل البحر الاول منها ... وإليك صورة عن الصفحة)
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1257604 (http://GulfsUp.com)
وهذا نموذج وجميع كتب العروض التي بحوزتي تتكلم وترسم بنفس الطريقة
وإذا لم تقتنع بسهولة الطريقة فسأدكر لك كتباً أخرى مرجعية معتمدة

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1257727 (http://GulfsUp.com)

عادل العاني
12-11-2016, 08:48 PM
أخي الدكتور ضياء الدين

شكرا على هذه المعلومات , لكنني وجدت في أسلوب أبي الحسن العروضي وما رسمته بيانيا فيه ما يكفي.

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

عادل العاني
12-11-2016, 08:49 PM
لأخ الدكتور أحمد

شكرا على ردّك وتساؤلاتك المشروعة واسمح لي بالرد عليها :

أولا :
العروض علم حاله حال النحو وقواعد اللغة العربية , وهو لم يضعه أو يخترعه شخص بعينه, فالعرب كانت تقول الشعر على سجيتها وتصيغ الشعر بأوزان اعتمدت على ذائقتها الموسيقية والعلاقة بين الحروف الساكنة والمتحركة وأسلوب الربط بينها. العروض ليست دستورا منزلا , وماقام به الفراهيدي هو أنه اكتشف أن الشعر العربي يخضع لقواعد معينة وأوزان معينة واستطاع باجتهاده أن ينظمها في دوائر ويستخرج منها ما سماه بحور الشعر وأوزانه بكافة جوازاته.
ولم يمنع أحد أيا كان من أن يجتهد ويخالف الفراهيدي أو يستدرك عليه , فالنظريات التي اعتمدها وأضاف لها خاضعة متى ما شئنا للبحث فيها.
أما موضوع التدوير فهو لا علاقة له علاقة مطلقة بالفراهيدي , هو اعتمد التدوير ليستخرج بحوره وأوزانه وينظم أوزان الشعر العربي تحت مسمياتها. وكنتيجة هو اكتشف ذلك ولم يضعه, لكنه وضع قاعدة للتدوير وهي أن تكون التفعيلات تامة حتى يكون التدوير سليما, وبعكس ذلك لايمكن تدوير أي وزن أو بحر.
أما التدوير فعلاقته بالشعر العربي علاقة بأسس بنائه التي تعتمد على الأوتاد والأسباب وهذا سينعكس كنتيجة على العلاقة بين الحروف المتحركة والحروف الساكنة. الشعر العربي امتاز بهذه العلاقة التي وفّرت له ترابطا بين بحور الشعر ضمن تلك العلاقة :
فعندما نقول أن البناء الشعري يعتمد على سببين بين كل وتدين ينتج عندنا
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
هنا تحقق مبدأ التدوير ولا علاقة للفراهيدي به لأنه أصلا موجود في الشعر العربي. ولا أريد أن أذكر كل الأمثلة وكل ما ينتج كافة بحور الشعر.

ثانيا :
أخي الفراهيدي لم يضع بحورا لننظم عليها أو نستخدمها , بل هو درس ما بين يديه وأوجد العلاقة التي تربط الأسباب بالأوتاد بمختلف أشكالها ونتج عنده خمسة دوائر ومنها نتجت بحور الشعر التي كانت مستخدمة , لكن عملية التدوير من الناحية الهندسية أفرزت أوزانا أو بحورا لم تكن مستعملة , وسماها " مهملة " وحاول بعده بعض الشعراء أن يستخدموها ولو أن هذا لم يكتب له الإستمرارية , لكن هذا لاعلاقة له بالفراهيدي وأسلوب بنائه لدوائره واستنتاجاته.
هو عبّر عن اجتهاده بذلك الأسلوب ولم يأت أحد من بعده ليضع منهجا لبحور الشعر العربي المتداولة بأسلوب مغاير.
وحتى لو جاء من يتمكن من ذلك ففضل الفراهيدي لا ينكر أبدا في اكتشافه علم العروض.
قد يكون الفراهيدي لم يغط كامل مساحة الشعر العربي , وهذا ربما أدى لانقراض بعض الأوزان لكننا لايمكن أن نثبت ذلك بسبب عدم وجود ما يدعمه بين أيدينا.
اعتناق مبدأ التدوير يمكن أي باحث أو مجتهد في معرفة أصول التفعيلات بعد مزاحفتها , وحين يقرأ قصيدة فيها " مستفعلن فاعلن فعولن " يعرف أن البناء الشعري يرفض ذلك لأنه لا يجوز تجاور أوتاد في شطر البيت الشعري لذا لابد أن تكون هناك زحافات أتاحت لظهور " فعولن " بجانب فاعلن.

ثالثا :
كل أوزان الشعر العربي والبحور التي ظهرت من دوائر الفراهيدي هي ناجمة عن مبدأ التدوير , إن كانت هذه الأوزان مستعملة أو مهملة. ولتكن المهملة " ناتجا عرضيا " لمبدأ تدوير الأوزان المستخدمة. وهذا الناتج العرضي قد يأتي يوم ويستخدم فيه.
وأكرر فقط رأيي بأن الفراهيدي لم يضعها بشكل دائؤي بل هو اكتشف أن نسقها دائري وأعطيتك مثالا واسمح لي بشرحه بصورة أوتاد وأسباب :
قلنا أسلوب البناء المعتمد في أحد البحور هو :
وتد + سبب + سبب , كحلية موسيقية
وهذه تكافئ مفاعيلن
لو تغيرت طريقة البناء إلى سبب + وتد + سبب
ستحافظ على الإفتراض الأول بين كل وتدين سببان عند تكرر الخلية الموسيقية مرتين أو ثلاث مرات.
وهذه تكافئ فاعلاتن
وإن غيرنا الطريقة إلى سبب + سبب + وتد
كذلك سنحافظ على أسلوب البناء عند تكرر الخلية الموسيقية والتي تكافئ هنا مستفعلن.
وهذا نفس الأسلوب المتبع في بقية الهلايا الموسيقية والتي وفقا لأسلوب البناء نجم عنه بحور ودوائر.
أما القول عن البناء غي الخليلي فأنا دوّرت أوزانا معتمدا في دائرة وتدين مفروقين " الدائرة السادسة " أو معتمدا على إدخال نسق آخر يربط " مفاعلتن فعولن " كخلية موسيقية وهي الدائرة السابعة أو تدوير وزن ما سماه الخليل الوافر المستعمل " مفاعلتن مفاعلتن فعولن " دون افتراض عائدية " فعولن " لمفاعلتن ونجم عنه الدائرة التاسعة.
من التدوير تنتج أوزان تتمتع بكافة شروط قواعد الشعر العربي أما هل هي مستعملة أم لا فهذا أمر آخر.
وأي وزن إن حاولنا تدويره ولم يكمل دائرة , وعلى افتراض أن تكون تفعيلاته تامة , فعند التوقف ستجد حتما أسبابا لذلك , وهذه الأسباب تتعلق بأسس بناء الشعر العربي.
بل وهناك من دوّر أوزان المجزوء واستخرج فيها أوزانا من أوزان الشعر العربي التي تضمنتها دوائر الخليل وسماها " دوائر المجزوء " وهو الأخ محمد السحار , والنتيجة أن هذه الدوائر جمعت أوزانا من مجزوء بحور من دوائر مختلفة.

آمل أن كنت قد وفقت في الرد على تساؤلاتك

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

لحسن عسيلة
13-11-2016, 04:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،
تحية تقدير للجميع ،
إن الخليل رحمه الله ، كما يُدرَك من دراسة دوائره العروضية ، كان يؤصل للشعر العربي على بينة من أمره من خلال تصور عام مسبق ، قادته إليه عملية استقراء وتقص واستقصاء ، جعلته يدرك بفطنته أن هذا الشعر العجيب ينبني على تجاور الأسباب والأوتاد , وأن بحوره تختلف وتتباين من حيث طبيعة وعدد الأسباب بين الأوتاد قبلها و بعدها وما ينتج عن ذلك من تغيرات .
لقد استقصى الخليل رحمه الله جميع احتمالات تموضع الأوتاد والأسباب في واقع الشعر العربي ووثق كل التغيرات الواقعة أصلا فيه على كل المستويات : حشوا و عروضا و ضربا وقام بالتأصيل لها وفق ما جمَّع من أشعار العرب .
والحق أن الدوائر الخليلية لم تترك لقائل مقالا ، وأنها لخير شاهد على ذكاء وفطنة هذا الرجل وأنها ــ وبلغة العصر ــ تعتبر بمثابة تلك الديباجة التي يُصَدر بها المؤلفون مؤلفاتهم ليبينوا للقارئ منهجهم في البحث من خلالها .
فإذا كنا نعلم أن الخليل استعمل عمليات التقليب للمقاطع "الأوتاد والأسباب " وعرضها على الواقع الشعري العربي بغية تأصيله وتقعيده ، فهل من المعقول أن نقول إن الخليل لا يعرف المتدارك وأن الأخفش تداركه عليه ، ولا يعرف البحور المهملة التي يمكن لطالب مبتدئ استخلاصها بالتدوير، لا أظن ذلك ، وأعتقد ــ وأنا مستريح الضمير حتى يثبت ما يخالف اعتقادي ولا أرى ذلك حاصلا يوما ــ أن الخليل يعرف تمام المعرفة بحر المتدارك من خلال دائرة المتفق ، ولكنه تجاهله وأهمله ولم يهتم به .
طيب لماذا لم يبال به ولم يؤصله ؟
الجواب بكل بساطة هو :
لأن الخليل رحمه الله لم يكن غبيا ولم يكن ليناقض نفسه ويهدم بنيانه ، إنه لم يجد للمتدارك أمثلة في واقع الشعر العربي وكل ما تم جمعه من أشعار مما يقرب من هذا البحر يتمرد ــ ليس على قوانين الخليل وحسب ــ ولكن يتمرد على الذائقة العربية الأصيلة التي أطرها عروض الخليل.
ألسنا متفقين على أن "الحكم على الشيء فرع عن تصوره " ، إن الخليل رحمه الله لم يكن عبثيا لحظة واحدة وهو يؤصل لبحور الشعر العربي ، بل كان يقعد على ضوء الواقع الشعري الأصيل ولم يـحِـدْ عنه قيد أنملة ، وقد علم وهو من هو أن مدار هذا الأمر على التقليبات بين الأوتاد والأسباب ، وعليه فلا يصح في الأذهان أن يغيب عنه المتدارك وغيره من المهملات .
أخيرا وليس آخرا بحول الله ، أقول إن إهمال الخليل للمهملات تبعٌ لإهمال الذائقة العربية لها ، وهو في ذلك لم يزل وفيا لها متماهيا معها ولم يتجاوزها ، لأن غرضه الأول والأخير كان تأصيلها وتقعيدها وحفظها من الضياع ، وليس تجاوزها وتحديها أو تحديثها .
الأستاذ لحسن عسيلة بتاريخ 13/ 11/ 2016
تحية للجميع .
:001:

د. أحمد سالم
13-11-2016, 06:36 PM
السلام عليكم أستاذي الكريم أ / عادل العاني

هل العلاقة الدائرية موجودة بين الأوزان في واقع الشعر العربي ؟ بمعنى هل العلاقة الدائرية موجودة بين الأوزان كما استخدمها الشعراء العرب ؟؟

هذا ما كنت أشرحه في الفقرة المقتبسة من قبل الأستاذة ثناء , وقد ذكرته مجملا لأن التفاصيل موجودة في مجمل الكتاب , ولأن الاعتراض على نظرية يجب أن يكون مصحوبا بتقديم نظرية بديلة .
ويمكنني القول أن العلاقة الدائرية بين الأوزان في واقع الشعر العربي موجودة بشكل محدود للغاية , ولا توجد أي علاقة دائرية كاملة بين أوزان أي دائرة إلا بعد افتراض نظري يخالف الواقع الشعري , في بعضها يكون الفرق بين الواقع الشعري والفرض النظري بسيطا مقبولا , وفي الكثير منها يكون الفرق كبيرا لا يمكن قبوله ,

وإذا جمعنا تلك الفروق - البسيطة منها والكبيرة - معا ظهرت نظرية الدوائر كقاعدة غير مقبولة لأن الشاذ عنها أكثر مما يندرج تحتها ,
ومن ناحية أخرى لأن ما ينتج عنها مما ليس له واقع في الشعر ليس له أي قيمة حقيقية , فلم يحدث أن لقي أي وزن خرج منها – لم يكن مستعملا من قبل - أي قبول عند الشعراءعلى مدى أكثر من 1200 عام , وهي فترة كافية لاختبار قبول تلك الأوزان ,

وبعد أن اكتشفنا القواعد الحقيقية لأوزان الشعر العربي فيمكننا الجزم الآن أن ما خرج من الدوائر والتدوير في نموذج الخليل أو خارج نموذج الخليل لم يكن إلا نتائج لقياس صحيح لكن على قواعد خاطئة , لذلك فهي نتائج خاطئة , وإليك بعض تفاصيل ما أجملناه لتضح الصورة أكثر :

أولا دائرة المختلف : لا تكتمل العلاقة الدائرية بين بحورها إلا :
(1) بافتراض أن أصل عروض الطويل هو مفاعيلن وليس مفاعلن , وهو على خلاف الواقع الشعري والذي لا تظهر فيه العروض على مفاعيلن إلا في التصريع , وهو فرض نظري مقبول لأن الفرق بين الواقع والنظرية بسيط للغاية ولأنه موجود في الواقع ولو كان محدودا ومشروطا بالتصريع .
(2) بافتراض أن أصل عروض البسيط فاعلن وليس فعلن , وهو على خلاف الواقع الشعري والذي لا تظهر فيه فاعلن , وهو أيضا افتراض نظرى مقبول لأن الفرق بسيط حتى وإن لم يكن له وجود .
(3) بافتراض أن أصل المديد تاما على خلاف الواقع الشعري , وهذا افتراض نظري غير مقبول فالفرق بين الواقع والنظرية تفعيلة كاملة لا وجود لها قبل الخليل , ولم توجد بعد الخليل على مدى 1200 عام , ولأنه يفصل وزن عن بحره الأصلي ويجعله بحرا مستقلا .
(4) بافتراض إمكانية وجود المستطيل والممتد , على خلاف الواقع قبل الخليل ,وبعد اختبار إمكانية وجوده بعد الخليل وحتى اليوم .

ثانيا دائرة المجتلب : و لا تكتمل العلاقة الدائرية بين بحورها إلا :
(1) بافتراض أن أصل عروض الرمل فاعلاتن وهو فرض يخالف الواقع حيث لا تأتي العروض على فاعلاتن إلا في التصريع , والاختلاف هنا متوسط , لأن الفرق يتعلق بسبب كامل وليس بساكن .
(2) بافتراض أن أصل الهزج التمام على خلاف الواقع قبل الخليل وبعده وإلى اليوم , والاختلاف هنا كبير فهو تفعيلة كاملة .

الدائرة الثالثة دائرة المؤتلف : لا تكتمل العلاقة الدائرية بين بحورها إلا:
(1) بافتراض أن أصل الوافر هو التمام على خلاف الواقع حيث يجب قطف التفعيلة الثالثة , وهذا فرق كبير لأنه يتعلق بسبب كامل ولأنه لا وجود له في الواقع لا قليل ولا كثير .
(2) بافتراض إمكانية وجود المتوفر , وهو ما لم يوجد قبل الخليل ولا بعده وإلى اليوم

الدائرة الخامسة دائرة المتفق : العلاقة الدائرية فيها لا وجود لها إلا :
(1) بافتراض سلامة عروض المتقارب وهو مالا وجود له في الواقع الشعري إلا في التصريع , وما شذ من الأعاريض النادرة وبشروط
(2) افتراض وجود المتدارك ( فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن ) وهو مالا وجود له قبل الخليل ولا بعده , وما نظم عليه من شعر التفعيلة لا يكاد يذكر هذا لو اعتبرنا أن شعر التفعيلة من الشعر العربي .

الدائرة الرابعة دائرة المشتبه : وهي أصل الداء ومصدر البلاء , والعلاقة الدائرية لا توجد بها إلا بـ ( البهلوانية ) كما يصفها الدكتور عمر خلوف ,
(1) بافتراض أن أصل السريع هو مستفعلن مستفعلن مفعولات , وهو افتراض لاوجود له , وهو تغير متوسط لكنه يفصل وزنا عن بحره ويجعله بحرا مستقلا .
(2) افتراض أن أصل المجتث التمام وهو لم يوجد إلا مجزوء وهذا تغيير كبير فضلا عن فصل وزن تابع لبحر وجعله بحرا مستقلا
(3) افتراض أن أصل المقتضب تاما وهو على خلاف الواقع كما يلزمه بالطي في موضعين , وهذا اختلاف كبير غير مقبول ويعزل وزنا تابعا لبحر ويعتبره بحرا مستقلا
(4) افتراض أن المضارع – إن كان له وجود – تاما وهو على خلاف الواقع المزعوم والخلاف بين أصل الوزن من الدائرة وأصل وجوده المزعوم كبير
(5) افتراض إمكانية وجود المتئد والمنسرد والمطرد وجميعها لا وجود لها لا قبل الخليل ولا بعده وإلى اليوم

بعد كل ما ذكرناه , نعيد السؤال الذي بدأنا به مرة أخرى :

هل العلاقة الدائرية موجودة بين الأوزان في واقع الشعرالعربي ؟ بمعنى هل العلاقة الدائرية موجودة بين الأوزان كما استخدمها الشعراءالعرب ؟؟ أم أنها من صنع الخليل بما افترضه من افتراضات لا وجود لها ؟؟

وهل يمكن البناء على نظرية التدوير والثقة في إمكانية توليد أوزان جديدة منها أم أنها لا تعدو أن تكون طرفة عروضية تحولت لمأساة عروضية بعد أن أصبحت تيها عروضيا فقد فيه الخليل والعروضيون من بعده وجهتهم الصحيحة واستنزف طاقتهم ؟؟

دمت أستاذي الكريم في خير وسعادة

د. أحمد سالم
13-11-2016, 08:38 PM
تصحيح الدائرة الرابعة دائرة المشتبه

عادل العاني
13-11-2016, 08:43 PM
الأخ الدكتور أحمد

سأرد عليكم لكن بعد رد على الأستاذ لحسن عسيلة , وقبلها فقط أشير إلى سهو غير مقصود في " الدائرى الرابعة دائرة المجتلب " والصحيح هي دائرة المشتبه.

فإن وافقت صححتها حتى لا يلتبس الأمر عند المتابعين.

وقد تم التصحيح.

تحياتي وتقديري

د. أحمد سالم
13-11-2016, 09:08 PM
الأخ الدكتور أحمد

سأرد عليكم لكن بعد رد على الأستاذ لحسن عسيلة , وقبلها فقط أشير إلى سهو غير مقصود في " الدائرى الرابعة دائرة المجتلب " والصحيح هي دائرة المشتبه.

فإن وافقت صححتها حتى لا يلتبس الأمر عند المتابعين.

وقد تم التصحيح.

تحياتي وتقديري

نعم أستاذي الكريم , حاولت تصحيحها لكن فات الوقت , فصححتها في مشاركة ثانية . لذلك أكون شاكرا لو تم تصحيحها في المشاركة الأصلية

دمت طيبا

عادل العاني
13-11-2016, 09:28 PM
الأستاذ لحسن عسيلة

شكرا لمداخلتك ومتابعتك للموضوع المهم.

وأنا لا أختلف معك فيما تفضلت به من شرح لما قام به الفراهيدي من جهد لوضع قواعد للشعر العربي وهي الخطوة الأولى التي رسخت علما باسم علم العروض للشعر العربي وبغض النظر عن أي وجهة نظر أخرى. وأهم أمر هنا هو أسلوب البناء الشعري واعتماد الأوتاد والأسباب في بنائه واختلافها من بحر لآخر ومن دائرة لأخرى.

لكنني أختلف معك في ما تفضلت به عن البحور المهملة وربطها بالذائقة العربية علما بأن هذه البحور لم تعرف ولم تظهر لولا افتراضات الفراهيدي لتأصيل قواعده في العروض.

وأتفق معك في موضوع المتدارك وأنه كبحر لا يمكن أن يغيب عن عبقرية الفراهيدي الذي وضع دائرة للمتقارب , وحتما شقيقه الذي يكمل الدائرة هو المتدارك وبعكس ذلك لا تكون هناد دائرة ولا هم يحزنون.

وأختلف معك في أن الفراهيدي لم يجد شعرا على المتدارك بكافة مسميماته ولو لم يكن بالكثرة لكنها حتما كانت أكثر من الأبيات التي اعتمدها أو صاغها لبعض بحور دائرة المشتبه , حيث تقول المراجع أن بحرا اعتمد على أساس بيت واحد قالته جارية أو بحر آخر اعتمد لأن رجلا من قريش قال بيتا واحدا وحين لم يجد نظم هو بيتا ليدعم بحره.
أما المتدارك فقد كان في متناول يده ويذكر أبو الحسن العروضي أمثلة عليه من عصر ما قبل الفراهيدي وسأدونها هنا :

أشجاكَ تشتُّتُ شِعَبِ ... الحَيّ فأنتْ لهُ أرِقٌ وصِبُ

ويقول عنها أنها قصيدة طويلة ولولا الإطالة لذكرها عن آخرها.
والبيت ذكر أيضا في المعيار ص 84 وفي الإقناع ص 76

وكذلك يذكر بيتا من قصيدة مشهورة كذلك :
أمنْ أجلِ مطوّقةٍ هتفتْ ... أسبلتَ دموعَك تنهملُ

والبيت مذكور في هامش ص 232 من كتاب الفسطاس المستقيم.
وكذلك أبيات مشهورة للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه منها :

إنّ الدنيا قد غرّتنا ... واستهوتنا واستلهتنا

ومن أشعار من سماهم المحدثون قبله :

يا دارُ كستكِ يدُ المزُنِِ ... بُردًا بمفوَّقةِ اليمَن

وكذلك :
رحلتْ بسمتيك الإبلُ ... فشويتَ وعقلكَ مختبلً

وكذلك
سارت بمدائحكِ النجُبُ ... وجزوك الخيرَ بما احتقَبوا

وأنا أذكر أيضا آية من القرآن الكريم اتزن فيها شطر :

" إنا أعطيناك الكوثرْ " فعْلن أربعة مرات

وأية أخرى :
" ليلةُ القدرِ خيرٌ منْ ألف شهر " مجزوء المتدارك المذيل مع وجود " فعْلن " فيها وهي الثالثة.

كل هذا يعزز وجود " فعْلن " و " فعِلن " و " فاعلن " في الشعر العربي ضمن ما يسمى " المتدارك " أو أي مسمى آخر.

أنا هنا لن أميز بين المتدارك والخبب كما يحاول بعض المجتهدين في الوقت الحاضر من فصله , لأنني أريد طرح وجهة نظري فيما يخص الفراهيدي والمتدارك:

المتدارك هو " ورطة " الفراهيدي والفخ الذي لم يتمكن من تجاوزه للأسباب التالية :

1- اعتمد الفراهيدي على قاعدة البناء الشعري أوتادا وأسبابا , وفي المتدارك نرى شواهده تعتمد على أسباب أحيانا دون وجود أوتاد كما وضع وصفها هو.

2- اعتمد الفراهيدي على أنه لا يجوز مجيء علة في الحشو , وهنا نرى الشواهد تثبت عكس ذلك , فإن اعتمد البحر فسيقع في مطب " فعْلن " فيه.

3- الإعتراف من قبله بهذا البحر بشواهده المتوفرة لديه كان يعني " تقويض " ما افترضه من قواعد تؤصل للشعر العربي ولدوائره.

4- لم يكن في مقدوره حينها أن يفصل بين ما بين يديه ويسمي هذا المتدارك وهذا " الخبب " كما يسعى بعضنا اليوم , لأنه حتما سيفتح ثغرة كبيرة على نفسه, إذ أن الشواهد تثبت ما هو عكس قواعده التي اعتمدها.

5- ورطة الوتد المفروق , وهذه سأتركها الآن لعدم علاقتها بالمتدارك. وكذلك ورطة توالي الأسباب الثلاثة التي أنجبت ما سمي بالوتد المفروق.

ولهذه الأسباب تجاهل الفراهيدي هذا البحر " متعمدا " وهو أوضح ما يكون كنتيجة لدائرة المتفق بل أسهل البحور جميعها.

ونحن الآن إن اعتمدنا هذا البحر من ضمن بحور الفراهيدي فهذا يعني هدم قواعده من أسسها التي بنيت عليه عروض الفراهيدي

أما التقسيم من بعضهم هذا " يحري " وهذا " خببي " فلم يأت بها سلطان ولا حجة ممن عاصر الفراهيدي أو من جاء بعده , لأن الإجتهاد السائد هو السماح بمجيء " فعْلن " في حشوه وهذا يخالف قواعد الفراهيدي.

وربما في حواراتنا مستقبلا نضع بعض الأسس التي نتفق عليها

بارك الله فيكم جميعا

تحياتي وتقديري

عادل العاني
13-11-2016, 09:41 PM
وأسأل الإخوة المتحاورين أيضا :

ما هي شواهد الفراهيدي لبحوره الثلاثة " اللقيطة " المضارع والمقتضب والمجتث ؟ وأضيف أيضا المشطور والمنهوك لبعض البحور ؟

وهل كانت بكثرة ما بين يدي الفرااهيدي مما ذكره أبو الحسن العروضي ؟

أنا لا أطرح هذه التساؤلات لاستهداف الفراهيدي لأنني أجله وأعتبره مهندس العروض الأول ولست أعارضه لكنني أحبذ أن من يدافع عنه يدافع عنه بأسلوب لا يغالط فيه قواعد الفراهيدي وإلا هدمها دون أن يعلم.

رحم الله الفراهيدي الذي اكتشف لنا علما مازلنا نبحث فيه لحد الآن.

تحياتي وتقديري

د. أحمد سالم
14-11-2016, 12:15 AM
وأسأل الإخوة المتحاورين أيضا :

ما هي شواهد الفراهيدي لبحوره الثلاثة " اللقيطة " المضارع والمقتضب والمجتث ؟ وأضيف أيضا المشطور والمنهوك لبعض البحور ؟

وهل كانت بكثرة ما بين يدي الفرااهيدي مما ذكره أبو الحسن العروضي ؟

أنا لا أطرح هذه التساؤلات لاستهداف الفراهيدي لأنني أجله وأعتبره مهندس العروض الأول ولست أعارضه لكنني أحبذ أن من يدافع عنه يدافع عنه بأسلوب لا يغالط فيه قواعد الفراهيدي وإلا هدمها دون أن يعلم.

رحم الله الفراهيدي الذي اكتشف لنا علما مازلنا نبحث فيه لحد الآن.

تحياتي وتقديريأنقل لكم من مصدر أكاديمي , بغرض توفير المعلومات , أما الآراء حول ما تفضلتم به فنتركها للمشاركات التالية :
يقول الدكتور محمد العلمي في كتابه عروض الشعر العربي قراءة نقدية توثيقية صفحة 24 , 25 :
(8) لم يرد المضارع مطلقا في أي ديوان من الدواوين الجاهلية والإسلامية والأموية المدروسة .
وقد ورد في أغاني الأصفهاني من المضارع مقطوعة واحدة من أربعة أبيات لأبي عثمان سعيد بن وهب الكاتب , المتوفي أيام المأمون وذلك قوله :
لقد قلت حين قرّ (م) بت ِ العيس يا نوار
قفوا فاربعوا قليلا ... فلم يربعوا وساروا
فنفسي لها حنين ... وقلبي له انكسار
وصدري به غليل ... ودمعي له اندحار

وقد قال عنه أبو العلاء المعري ( والثلاثة الأوزان : المضارع والمقتضب والمجتث , وقل ما توجد في أشعار المتقدمين , فأما المضارع فالبيت الذي وضعه الخليل :
وإن تدن منه شبرا ... يقربك منه باعا
وهو مفقود في شعر العرب , وهو عروض قول أبي العتاهية :
أيا عتب ما يضرّ (م) كِ أن تطلقي صفادي

وقال عنه التبريزي : ( لم يسمع المضارع من العرب , ولم يجئ فيه شعر معروف , وقد قاله الخليل وأجازه )
ولعل في قول التبريزي : (قاله الخليل ) تكرار لرأي أستاذه المعري حين قال إن الخليل واضع بيت شاهد المضارع .

وأنكر أبو الحسن الأخفش قبل المعري والتبريزي ( أن يكون المضارع والمقتضب في شعر العرب , وزعم أنه لم يسمع منهم شئ في ذلك ) . إلا أن أبا إسحاق الزجاج اعتبر أنهما ( قليلان حتى إنه لا يوجد منهما قصيدة لعربي , وإنما يروى من كل واحد البيت والبيتان , ولا ينسب بيت منهما إلى شاعر من العرب , ولا يوجد في أشعار القبائل )

ولعل رأي الزجاج أن يكون الفيصل في موضوع عدم سماع الخليل المضارع من العرب , وفي وضعه لبيت شاهده .

(9) لم يرد المقتضب مطلقا في أي ديوان من الدواوين الجاهلية والإسلامية والأموية المدروسة .
إلا أن حال المقتضب أحسن من حال المضارع , ذلك أنه يروى عن الأخفش أن المقتضب ( سمع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وذلك أن جارية قالت :
هل علي ويحكما ... إن لهوت من حرج

(10) ويضاف إلى بيت المجتث الذي في ديوان الفرزدق أبيات المجتث للوليد بن يزيد :
إني سمعت بليل ... ورا المصلي برنه
إذا بنات هشام ... يندبن والدهنه
يندبن قرما جليلا ... قد كان يعضضهنه
أنا المخنث حقا ... إن لم ..............

وقال التبريزي عن بيت الشاهد على المجتث :
البطن منها خميص ... والوجه مثل الهلال
(هذا البيت قديم وأنشدوا بيتا آخر قالوا هو قديم , وهو :
جن ّ هببن بليل ... يندبن سيدهنه )
ولعل البيت الثاني القديم أن يكون رواية أخرى لفقت من صدر البيت الأول من مقطوعة الوليد بن يزيد وعجز البيت الثاني منها ,
على أن شوقي ضيف قال عن الوليد بن يزيد ( لقد كان أول من اقترح - فيما نعلم - وزن المجتث , إذ غنى فيه قوله :
إني سمعت بليل ..... إلخ )
إنتهى الاقتباس من العلمي

والمشطور من الرجز فقد أحصى له العلمي 384 مرة لذلك فهو كثير , 38 مرة في العصر الجاهلي و 346 مرة في العصرين الإسلامي والأموي كلها ذات عروض ( ضرب ) صحيح
والمشطور من ( السريع ) فقد أحصى له العلمي على العروض ( الضرب ) المكشوف 351 مرة , 39 مرة في العصر الجاهلي و 312 مرة في العصرين الإسلامي والأموى ,
وعلى مشطور ( السريع ) الموقوف العروض ( الضرب ) 26 مرة , 6 مرات في الجاهلي و 20 مرة في الإسلامي والأموي

وأما المنهوك من الرجز 7 مرات , 5 في الجاهلي و 2 في الإسلامي والأموي
ومنهوك المنسرح فلم يجد عليه شيئا
لكنه صنف قصيدة وقطعة لمطيع بن إياس تحت مجزوء الرجز وهما في الأصل مجزوء المنسرح المكشوف لكن الخليل لم يذكرها في أعارضه وضروبه لذلك فقد اختلف العروضيون حول نسبهما وهما :

القطعة الأولى لمطيع بن إياس أربعة أبيات :
إكـلـيـلـها ألــــوان ... ووجهها فــتـَّان
وخالهـا فـريـد ... ليس له جـيـران
إذا مشـت تـثـنّـت ... كـأنــهـا ثـعـبــان
قد جدّلت فجاءت ... كـأنــهـا عـنــان

القصيدة الثانية لمطيع بن إياس ثمانية أبيات :
نـعـم لـنـا نـبـيـذ ... وعـنـدنـا حـمَّـاد (1)
وخـيـرنـا كـثـير ... والخير مســـتزاد
وكـّلـنـا من طرب ... يطيـر أو يــكـاد
وعـنـدنـا وادينا(2) ... وهـو لـنـا عـماد
ولـهـونا لـذيــذ ... لـم يلهه الــعـبـاد
إن تشتهي فسادا ... فـعـنـدنـا فـسـاد
أو تشتـهي غـلاما ... فـعـنـدنـا زيــاد (3)
ما إن به الـــتـواء ... عـنـا ولا بـعــاد
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) حماد : هو حماد الراوي .
(2) وادينا: يقصد ( حكم الوادي ) وهو مغني للوليد بن يزيد .
(3) زياد : اسم لغلام .
والقصيدة كتبها الشاعر (مطيع) ليغنيها (حكمالوادي) في مجالس اللهو والمجون والفسق بالغلمان (زياد) التي اشتهر بها مجلس (الوليد بن يزيد) وقد نقلها لنا الراوي (حماد) ؛وسنعرف لاحقا أن الأوزان والقصائد المعدة للغناء لا يتحرج الشاعر من كثرة الزحافات ولا من الزحافات القبيحة بل لا يتحرج من الخروج عن الوزن في بعض مواضعها لأنه يعرف سلفا أن اللحن والغناء يخفي كل تلك العيوب .

وأحب التنويه إلى أن عدد مرات النظم في الإحصاء يعد فيها العلمي القصيدة والقطعة والبيت المفرد كل منها يساوى مرة دون تفريق .

دمتم بخير

عادل العاني
14-11-2016, 02:40 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الدكتور أحمد سالم
اسمح لي هنا أن ألخص ما تفضلت به فأنت تنكر تدوير أبيات الشعر العربي كاعتراض على دوائر الفراهيدي , وتعتمد في ذلك على الواقع التطبيقي وعلى الواقع الإفتراضي وتعتبره قاعدة للإنطلاق.
وأنا هنا لا أخالفك فيما تفضلت به عن كل دائرة, لكن علينا أن نذكر قواعد الشعر العربي وهل هي صحيحة أم لا :
تفعيلات الشعر العربي المعتمدة
الزحافات الجائزة والعلل المعتمدة
الأوتاد والأسباب والعلاقة بينهما
ما هي حدود توالي الأسباب
هل يجوز توالي أوتاد
ثم نأتي إلى أسلوب البناء النظري , فهو يعتمد على التفعيلات التامة والتفعيلات التامة تعتمد على أسلوب بناء يربط بين بحر وآخر وينتج عنه مجموعة بحور سماها الفراهيدي " دائرة " والتدوير لايمكن أن ينتج حين تكون تفعيلة مزاحفة أو تكون العروض والضرب مقيّدان بعلة أو سبب في مقام العلة.
عند البحث في علم العروض لا يمكن أن نستبعد افتراضات التفعيلات التامة لأن زحافات كل بحر تختلف عن زحافات بحر ثاني , وأنت استعرضت الدوائر وافتراضاتها , لكنني لا أجد ما يمنع من اعتماد التفعيلة التامة لغرض التدوير:
قلت بأن دائرة المختلف اعتمدت على بحر الطويل والذي عروضه مشروطة بالقبض " مفاعلن " ومع مفاعلن لا يمكن تدوير البيت كما أنها تتضمن وتديت متجاورين " ظاهريا " وهذا يخالف أحد أسس البناء الشعري ولابد أن تعاد إلى أصلها.
والسؤال الآن ماهو أصلها ؟
وإذا أخذنا نظريتك في الإنعكاس :

فعولن مفاعيلن ... انعكاسها فعولن مفاعيلن

وهذا ينطبق على البسيط مستفعلن فاعلن ... وانعكاسه مستفعلن فاعلن

وكذلك المديد التام : فاعلاتن فاعلن ... وانعكاسه فاعلاتن فاعلن

وأنا لن أسميه انعكاسا بل سأسميه " خلية موسيقية "

فخلية الطويل الموسيقية هي " فعولن مفاعيلن " بتكررها ينتج شطر وبتكرر الشطر ينتج بيت.كما هي خلية البسيط " مستفعلن فاعلن " والمديد " فاعلاتن فاعلن "

ثم يأتي الواقع في عدم اعتماد العروض تامة بل مقبوضة " مفاعلن " بينما يحافظ على الضرب في أول نوع من الطويل.وهو واقع أجازته قواعد العروض للطويل أو لغيره من البحور.

كما تنطبق هذه النظرية مع جوازاتها السببية أو العللية على بقية الدوائر.

أما عن دائرة المجتلب فأنا أختلف معك في أن تبدأ بالرمل بل أن هذه الدائرة يمكن أن تعتمد على الشعر التام الذي جاء على بحر الرجز:

مستفعلن مستفعلن مستفعلن

وما نتج عنه من بحرين آخرين , الهزج والرمل , وأنا أتفق معك في أن الأول جاء استخدامه وجوبا , لكنه الآن يستخدم تاما أيضا , أما الرمل فهناك شعراء أبدعوا فيه الآن تاما. وهذا يؤكد أن ما أنتجته الدائرة هو شعر استحسنته ذائقة الشعر الحديث.

والأمر نفسه فيما يتعلق بدائرة المؤتلف وافتراضك , وأنا أخلفك فيه حيث تبنى الدائرة على بحر الكامل وكلنا نعرف تفعيلاته , ونجم عنه بحر مهمل ( وسبب إهماله أنه بحر غير مستخدم كما أن تسكين سابعه الساكن سيخلطه ببحر الرمل).

أما الوافر فنعم أتفق معك في فرضية قطف عروضه وضربه , لكن هذا يجوز بعد استنباط الوزن التام وعكسه على ما مطبق ووضع ضوابط استخدامه. كما لا يخفى علينا أن الشعراء المحدثين بدأوا يستسيغون النظم عليه وتقبلته ذائقتهم الشعرية.
ولا أريد الخوض هنا فيما افترضته أنا في موضوعين سابقين وهو فصل الوافر المستخدم " مفاعلتن مفاعلتن فعولن " وتدويره لينتج أوزانا أخرى أو كما ذكر أبو الحسن العروضي من بعض شعر على وزن " مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن " ودورته أيضا بنجاح لينتج أوزانا أخرى.

أما ماذكرته عن دائرة المشتبه فأنا أتفق معك في هذه الدائرة " المشبوهة " ونشرت اليوم موضوعا عنها.

أما المتفق فأنا شرحته في رد سابق على الأستاذ لحسن , فالمتدارك بالنسبة للفراهيدي " القشة " التي يمكن أن تقصم ظهر البعير.
لكنني مازلت مقتنعا بنظرية الفراهيدي في التدوير وهذا ينطبق على الأوزان التامة , أما ما يحدث في التطبيق فهذا يخضع لما يستسيغه الشاعر من زحافات وعلل وإن لم يكن ما مطبق يكافئ ما نتج فهذا لايعني فساد النظرية مادامت قد أتاحت ذلك.

وتساؤلك الأخير أجبت عنه وأعيد جوابي , هناك فرق بين الواقع والإفتراض النظري , والتدوير لايمكن أن يتم إلا بتفعيلات تامة , والأوزان الناتجة هي بتفعيلات تامة وليس إلزاما أن تستخدم تامة فهناك الزحافات والعلل التي تنوّع من الأوزان ووفقا لما يستسيغه الشاعر.

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

عادل العاني
14-11-2016, 06:18 PM
ولإثبات صحة التدوير المرتبط بالواقع أنسخ لك رأيي الذي ورد في موضوع " بحر السريع وإشكالاته العروضية "

https://www.rabitat-alwaha.net/newreply.php?do=newreply&p=1038328


(4)
الإحتمال الثالث : وهو أن يكون بحرا مستقلا وينتمي لدائرة تعتمد تفعيلتين سباعيتين وتفعيلة خماسية.

مستفعلن مستفعلن فاعلن
ولنختبر إمكانية تدويره :
علن مستفعلن مستفعلن فا
مفاعيلن مفاعيلن فعولن
لن مفاعيلن مفاعيلن فعو
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن
علن فاعلاتن فاعلاتن فا
فعولن مفاعيلن مفاعيلن
لن فعولن مفاعيلن مفاعي
فاعلاتن مفاعيلن فعولن
لن فاعلاتن مفاعيلن فعو
مستفعلن فاعلن مستفعلن
علن مستفعلن فاعلن مستف
مفاعيلن فعولن مفاعيلن
لن مفاعيلن فعولن مفاعي
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
تن فاعلاتن فاعلن فاعلا
مستفعلن مستفعلن فاعلن

ولنستعرض بعض البحور الناتجة :
1 - مستفعلن فاعلن مستفعلن
وهو مجزوء البسيط.
2 - مفاعيلن مفاعيلن فعولن
وهذا من الهزج وعروضه وضربه فعولن كما في الوافر , وهناك نظم حتى في الوافر يأتي على هذا الوزن عند تسكين الخامس المتحرك في مفاعلتن لتنقلب إلى مفاعيلن.
3 - فاعلاتن فاعلاتن فاعلن
وهذا من الرمل ( فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن ) بحذف السبب الأخير, وكما وردنا النظم عليه باعتماد العروض والضرب (فاعلن)
4 - فعولن مفاعيلن مفاعيلن
ومجزوءه يشابه مجزوء المتقارب ( فعولن فعولن فعْ = فعولن مفاعيلن )
5 - فاعلاتن مفاعيلن فعولن
وهذا من بحر المطرد ( فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن) المهمل, وهنا هو بعروض ( عولن) بعد حذف السبب الأخير من (مفاعيلن)
6 - مستفعلن فاعلن مستفعلن
وهذا هو مجزوء البسيط
7 - مفاعيلن فعولن مفاعيلن
هو مجزوء المستطيل المهمل ( مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن ) في دائرة المختلف
8 - فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
و هذا هو مجزوء المديد ( فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن ) والذي جاء وجوبا بهذا الوزن.
وهنا لا توجد أي اعتراضات على الزحافات التي جاءت على السريع وخاصة الطي , لعدم وجود وتد مفروق فيه.

د. أحمد سالم
14-11-2016, 09:44 PM
السلام عليكم أستاذي الكريم أ / عادل العاني

بداية ومن قولك :

وإذا أخذنا نظريتك في الإنعكاس :
فعولن مفاعيلن ... انعكاسها فعولن مفاعيلن
وهذا ينطبق على البسيط مستفعلن فاعلن ... وانعكاسه مستفعلن فاعلن
وكذلك المديد التام : فاعلاتن فاعلن ... وانعكاسه فاعلاتن فاعلن
وأنا لن أسميه انعكاسا بل سأسميه " خلية موسيقية "

فهذا يعني أنك لم تجد وقتا لقراءة فقه العروض , ولا يمكنني اختصاره في مشاركة , لكن الانعكاس الموسيقي ليس ما ذكرته , ولا يمكن أن يكون الفرق بين ما يقوله الخليل وما يقوله فقه العروض هو مجرد فرق في التسمية ,
وللتعليق على الأوزان الثلاثة وربطها بـ ( قواعد البناء الموسيقي الثلاثة ) التكرار الثنائي والانعكاس الموسيقي والفصل الموسيقي نقول :
(1) البسيط يتبع قاعدة التكرار الثنائي والفصل الموسيقي فقط وليس به انعكاس موسيقي , ونتفق معك في تسمية ( مستفعلن فاعلن ) بالخلية الموسيقية , فنحن نعتبرها (تفعيلة طويلة)أو( جملة إيقاعية طويلة ) واحدة ولا يمكن تجزئتها , ويتكون البحر من تكرارها مرتين وهذا هو ( التكرار الثنائي ) ويتم خبن فاعلن الثانية لعمل الفاصلة الموسيقية (فعلن) , وقد قدمنا بابا كاملا من سبعة مباحث لشرح الفصل الموسيقي , من أول تأصيلة وحتى أثره على الزحافات .
وعندما حاول الشعراء استخدام البسيط مجزوء , ( مستفعلن فاعلن مستفعلن ) بحذف فعلن من نهايته , فقد الوزن خاصيتي التكرار الثنائي والفصل الموسيقي معا , لذلك ماتت كل مجزوءات البسيط , ولم ينج منها إلا ( المخلع ) , لماذا ؟؟ لأنه بكل بساطة استطاع أن يتحور ويصبح تابعا للتكرار الثنائي , وفي تحوره هذا تخلص من كل علاقة له بالبسيط , وهذا كان مضمون بحث الدكتور سليمان أبو ستة والذي قدمته لكم للإطلاع عليه , ونلخص مراحل تحوره وتطوره في الخطوات التالية :
(1) مستفعلن فاعلن مستفعلن ... فقدت مستفعلن الثانية حركة وتدها فأصبحت :
(2) مستفعلن فاعلن مفعولن ... ثم التزم مفعولن الخبن فصارت :
(3) مستفعلن فاعلن فعولن ... كما تخلت فاعلن عن سببها ولم يعد يدخله الخبن فالتحق بنهاية مستفعلن فتشكلت مستفعلاتن وانضم ما بقي من فاعلن وهو وتدها إلى فعولن فصارت متفعلاتن فأصبح الوزن :
(4) مستعلاتن متفعلاتن ... وبذلك أصبح الوزن خاضعا للتكرار الثنائي ( للتفعيلة ) أو ( الجملة الإيقاعية ) أو (الخلية الموسيقية) مستفعلاتن , مع خبن مستفعلاتن الثانية كأصل للوزن ( في مبحث الوتد المفروق قدمنا تفصيلا لمجئ الأسباب الثلاثة المتوالية في كل الأوزان ) , والأذن الموسيقية للشاعر والمتلقي العربي تقبل بتبادل ( مستفعلن مع مفاعلن ) في بداية البسيط ولا تشعر بالفرق بينهما , لذلك فهي تتبادل ( مستفعلاتن مع متفعلاتن ) في المخلع دون أن تشعر بالفرق بينهما , ثم المرحلة الأخيرة من تطور وزن المخلع وهي دخول علة الشق على الوتد الأول من متفعلاتن لتصبح مستفعلاتن كعلة جارية مجرى الزحاف , فيتحول الوزن إلى
(5) مستفعلاتن مستفعلاتن .. لكن مع شرط أن تنتهي كلمة مع ساكن نون مستفعلاتن الأولى لتبدأ ميم مستفعلاتن الثانية مع متحرك كلمة أخرى , وهذا الشرط يجعل الأذن لا تشعر بتوالي ثلاثة أسباب , كما لا تشعر بالفرق بين ( مستفعلن ومفاعلن ) في أول البسيط , وهو نفس الشرط في خمسة أوزان أخرى ذكرناها معا في حديثنا عن الوتد المفروق , كلها تخضع لنفس القاعدة وهي ( توالي وتدين يسبقهما سبب لا يزاحف ) .

هذا ما يقوله فقه العروض عن أوزان البسيط ومجزوءاته , ولماذا ماتت في العصر الجاهلي ولم ينج منها إلا المخلع , والذي أصبح بعد عملية التطور والتحول هذه أصلا لبحر سميناه المتوسط ( لأن تفعليته مستفعلاتن متوسطة الطول بين مستفعلن ومستفعلن فاعلن ) ويتبعه وزن واحد مثالي وهو ( المنسرح ) , ولم يبق من أوزان البسيط إلا البسيط التام ولا يتبعه أي وزن آخر . وبذلك أصبحت فكرة الجزء فيه غير مقبولة , ولحق بأخيه الطويل في كونه لا يستعمل إلا تاما , وبذلك خرج من قاعدة التمام والجزء . ( أتفق مع القول بأن ما أقوله أغلبه مذكور في كتب ومباحث السابقين من أول حازم القرطاجني وحتى الدكتور سليمان أبو ستة , لكننا أضفنا إليها وطورناها مع توافقها التام مع قواعدنا الثلاثة , وهذا ما عنيته باستخلاص بضع جرامات من الذهب الخالص من أطنان الصخور )

أما لماذا لم يخرج المخلع من المنسرح مباشرة بتخلي شطريه عن ( الوتد ) كعملية الحذذ في الكامل التام . فلأن الشاعر العربي كان يستخدم المنسرح بنهايته فعلن , وهي عنده وحدة موسيقية ثابتة لا تتجزء , جرب قبل ذلك التخلص منها في الكامل الأحذ فأنتجت له مجزوء الكامل , وعاش مجزوء الكامل لأنه بعد تخلصه من فعلن ظل خاضعا للتكرار الثنائي , وقد جرب التخلص أيضا من فعلن في نهاية الخفيف التام المحذوف المخبون , فنجحت لأنها أنتجت له وزن مجزوء الخفيف ( فاعلاتن مفاعلن ) وهي تساوي ( فاعلن فاعلن علن ) وهو وزن تابع للتكرار الثنائي للتفعيلة فاعلن مع فاصلة موسيقية علن ,
لذلك فقد حاول الشاعر العربي بنفس الطريقة التخلص من فعلن في نهاية البسيط ظنا منه أن الوزن يمكن له النجاح والاستمرار , لكن لأنه فقد التكرار الثنائي والفصل الموسيقي معا فتحول إلى وزن لا يخضع لقواعد الشعر العربي , فمات مبتسرا لكن بعد أن قام بمهمته في عملية التحور والتطور .

أما الطويل : فكما نعرفه جميعا سلطانا لبحور الشعر العربي , لماذا ؟؟ لأن قواعد البناء الموسيقي للشعر العربي الثلاثة ( الانعكاس الموسيقي والفصل الموسيقي والتكرار الثنائي ) تتداخل معا في هذا الوزن السلطان ويحتفظ بنفس الخصائص في صورة مثالية حتى عند دخول الزحافات عليه ( ونقصد بالطبع الزحافات الواقعية بعد عملية التطور في الزحافات وهي قبض فعولن الأولى والثانية فقط ) ,

وقد شرحنا وزن الطويل بخصائصه الموسيقية في مواضعها , ونعيدها للفائدة :
(2) وزن الطويل ( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ) تتكرر فيه التفعيلة الطويلة ( الجملة الإيقاعية ) ( الخلية الموسيقية ) فعولن مفاعيلن مرتين وهذا هو التكرار الثنائي , لكن نلاحظ إن :
(1) مفاعلن في عروض الطويل لا تأتي سالمة إلا في التصريع , ومفاعلن في موسيقى الشعر العربي هي البديل لـ مستفعلن , فالتفعيلة مفاعيلن في الهزج لا تأتي على مفاعلن أبدا , والأخفش يقول أن القبض في الهزج لم يجده لا هو ولا الخليل وأنهم أجازوا القبض بالقياس , ( وقد قدمنا لذلك في باب الزحافات والعلل ) , كما نلاحظ أن قبض مفاعيلن في حشو الطويل يهبط بموسيقى القصيدة ونلاحظ في رحلة تطور زحافات الطويل أن القبض كان بنسبة تتراوح بين 8 % في العصر الجاهلي , إلى صفر % في نهاية العصر الأموي , فما الذي جعل الشعراء يتخلون عن القبض ؟؟

هذا ما تفسره قاعدة الانعكاس الموسيقي والفصل الموسيقي , فوزن الطويل يمكن تقسيمه إلى :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن .... كما يمكن تقسيمه إلى
فعولن فعولن . فاعلن فاعلن علن .... حيث تنعكس صورة أوتاد وأسباب فعولن فعولن , في شكل فاعلن فاعلن وهنا ينتهي الانعكاس الموسيقي , ثم تأتي علن الأخيرة كفاصلة موسيقية مشتركة بين التفعيلتين فعولن وفاعلن المكونتين لوزن الطويل , و علن نفسها هي الفاصلة الموسيقية لوزن مجزوء المتقارب بعد تكرار فعولن مرتين , كما أنها الفاصلة الموسيقية لوزن مجزوء الخفيف بعد تكرار التفعيلة فاعلن مرتين ,
فعولن فعولن فعو ... مجزوء المتقارب تكرار ثنائي لـ فعولن + فاصلة موسيقية علن ( فعو)
فاعلاتن مفاعلن ... مجزوء الخفيف , ويمكن كتابته
فاعلن فاعلن علن ... تكرار ثنائي لـ فاعلن + فاصلة موسيقية علن

وبذلك يصبح وزن الطويل خاضعا للقواعد الثلاث لموسيقى الشعر العربي , كما نعرف لماذا تخلص الشعراء العرب من زحاف القبض في الحشو لأن الوزن في هذه الحالة يفقد صفة الانعكاس الموسيقي باندماج السببين حول محور الانعكاس في وتد , وهو نفس تفسيرنا لعدم دخول الخبن على مستفعلن الثانية في السريع , وهو نفس تفسيرنا لعدم دخول الكف على فاعلاتن في الرمل , كل ذلك خلافا لمنهج الخليل في الزحافات , فبدلا من أن يبحث الخليل عن تفسير للظواهر العروضية , طمس حقيقة وجودها ونسبها وجوازاتها وتطورها بمنهجه الذي اعتمده وهو منهج القياس والتعميم .

أما فقه العروض فيدرس مسارات التطور , ثم يضع التفسيرات , ويستخلص منها القواعد الحقيقية , وبعد ذلك سنعطي وصفة التطور لبعض الأوزان التي تأخرت في مسارها , مثل قولنا في المتقارب التام بوجوب حذف العروض وليس بجوازه , وفي قولنا بعدم جواز خبن مستفعلن الثانية في الرجز , وهو ليس فرضا نفرضه على الشعراء , لكنه الوصفة العروضية لتحسين موسيقى الأوزان بناء على رؤيتنا لفقه العروض .

أما وزن المديد فيطول الشرح حوله لذلك نفضل الرجوع إليه في تصنيف أوزان الرمل .
وما يكمل فكرة الانعكاس الموسيقي في الطويل , هو وزن الخفيف , فهو المعكوس الأكثر التصاقا بالطويل عن البسيط :حيث يمكن تقسيم وزن الخفيف
فاعلاتن مفاعلن فاعلاتن .. ... إلى
فاعلن فاعلن فعولن فعولن ..... الخفيف التام
فعولن فعولن فاعلن فاعلن علن ... الطويل التام

حاولت وضع بعض الإجابات على أسئلتك في سياق التوضيح , فأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك , كما أرجو أن يكون ذلك دافعا لك لقراءة فقه العروض ففيه الإجابة على كل ما تفضلت به من أسئلة .

دمت أستاذي الكريم في خير وسعادة

د. أحمد سالم
15-11-2016, 04:40 PM
ونستكمل الحوار حول ما تفضلت به

ذكرتُ في تعليق سابق على التدوير أن الرقميين غيّروا البحر ربّ الدائرة , لذلك فأنا أعرف جيدا أن الهزج رب دائرة المجتلب , ولم أكن أقصد حين بدأت ببحر الرمل أنني أعتبره رب الدائرة , ولا فرق في تقييمنا للدوائر بين أي البحور هو رب الدائرة فلو اعتبرنا الرجز هو رب الدائرة , ستظل العلاقة الدائرية بينه وبين الرمل والهزج كما هي , لا تكتمل إلا بفرض تمام الهزج وهو لم يستخدم إلا مجزوء , ولا تكتمل إلا بفرض سلامة عروض الرمل وهي لا تأتي إلا محذوفة ومثلها دائرة المؤتلف , فلو اعتبرنا أن الكامل هو رب الدائرة فستظل العلاقة الدائرية بين الأوزان لا تكتمل إلا بفرض سلامة الوافر وهو لم يستخدم إلا مقطوفا وكذلك بفرض وجود المتوفر وهو ما لا وجود له .

ونقدي لمبدأ التدوير للأسباب التالية :
(1) أن التدوير مبني على قاعدة التمام وسلامة الأجزاء : وهذه القاعدة لا يندرج تحتها إلا ثلاثة أوزان فقط وهي ( الرجز والكامل والخفيف ) وما يشذ عنها اثني عشر وزنا , - ( هذا لو تغاضينا عن البحور المهملة في التقييم ) - بعضها شاذ بطريقة مقبولة نوعا ما , وأغلبها شاذ بطريقة فجة , كما ذكرناها من قبل ,
واعتناق هذه القاعدة على مدى قرون من الزمان أخفى قاعدة الفصل الموسيقي تماما , وقاعدة التكرار الثنائي وليس التكرار الثلاثي أو الرباعي وكذلك قاعدة الانعكاس الموسيقي , وهي القواعد التي تنطبق على كل الأوزان في الواقع الشعري ما عدا ( المضارع والمقتضب والمجتث ) وكلنا أصبح الآن يعلم أصلها وكذلك ( مجزوءات البسيط ما عدا المخلع ) وقد شرحناها من قبل . ووزن ( مستفعلن فعولن ) .

(2) أن التدوير وما خرج من الدوائر لا قيمة له إلا ما كان في الواقع الشعري قبل الخليل , وأن من اعتنق مبدأ التدوير محاولا توليد بحور جديدة لم يتعلم من تجربة استمرت 1200 عام , فهو يجرب ما فشل من قبل ظنا منه أن دوائره حين ظهر فيها وزن مستعمل أن غير المستعمل فيها سيكون له مستقبل , ولو نظر لنتائج دوائر الخليل لعلم أنه يخض الماء ,
ولو طبق قواعد فقه العروض - وهي المستمدة من واقع الأوزان - على أوزان دائرته لعلم أن مستقبلها سيكون مثل مستقبل أوزان دوائر الخليل المهملة وأصول أوزانه التي تخالف الواقع الشعري , ولعلم أن الشاعر العربي قد استنفذ كل احتمالات توليد الأوزان ولم يعد هناك ما يمكن اختراعه , غير أجزاء الأوزان ( مثل المقتضبات وقد جمعناها معا في مبحث الأوزان الشاذة ) وكلها مجتمعة لا تمثل رقما يلتفت إليه في عدد القصائد المنظومة عليها .

ومن يعرف سبب موت مجزوءات البسيط ونجاة المخلع وحده , وأن وزن المخلع هو ( مستفعلاتن متفعلاتن ) وليس ( مستفعلن فاعلن فعولن ) سيعرف أن وزن اللاحق ( مستفعلن فاعلن فاعلن ) لا تتوافر فيه قواعد الشعر العربي وأن مصيره سيكون مثل مصير غيره من الأوزان المنقرضة , وما كان ليضيع عمره في الجدال والنقاش حوله هو وغيره من نتائج دوائره .

أما عن استخدام بعض الحداثيين لأوزان الخليل كما خرجت من الدائرة , فيجب أن يعد من النتائج السلبية لدوائر الخليل ومنهجه لا أن تعد شواهد على صدق ما خرج منها , فاستخدام الهزج تاما أو استخدام الوافر تاما صحيح العروض والضرب , أو استخدام الرمل تاما صحيح العروض والضرب , هذا افساد لموسيقى الشعر العربي وضرب لقواعده وتشويه لجماله , وسيكون لنا باب كامل في هذا الموضوع , ولم تجد مثل تلك الأوزان فرصة للظهور المحدود للغاية إلا في العصر الحديث بعد أن عرف الشعراء قصيدة التفعيلة , وقبل ذلك لا وجود لها إلا في أبيات شاذة قليلة محدودة , مثل الأبيات الثلاثة على الرمل التام للمتنبي ولنا حولها حديث , ومثل عدة أبيات أخرى على الهزج التام لشاعر لا أذكر اسمه الآن , وأيضا لم تكن هذه المحاولات لتجد لها طريقا للظهور المحدود والفاشل لولا فكرة أصل الوزن المستخرج من الدائرة , ولك أن تتخيل البسيط وقد جاءت أعاريضة وضروبه على فاعلن , أو الطويل وقد جاءت عروضه على مفاعيلن , أو المنسرح وقد جاءت أعارضه وضروبه على مستفعلن , لا يقبل بمثل هذه الأوزان إلا من فسد ذوقه ,

كما يمكن تخيل أن تأتي في البسيط زحافات مثل خبن أو طي مستفعلن الثانية , أو أن تخبن مستفعلن الثانية في السريع فاعلن , وغيرها من الزحافات المندرجة تحت بند يجوز في منهج الخليل وهي نتاج القياس والتعميم , وهو افساد لذوق الشعراء المبتدئين ومن لهم معرفة سطحية بالعروض .

لذلك يجب هدم مبدأ التدوير , ومبدأ القياس والتعميم في الزحافات ,
كما يجب التخلص من الوتد المفروق وتفاعيله ,
كل ذلك بالرجوع لأصل الأوزان كما استخدمها الشعراء العرب قبل أن تعبث بها نظريات العروض .

دمت أستاذنا الكريم في خير وسعادة
وأعتذر عن صياغة بعض آرائي فهي موجهة للفكرة نفسها

عادل العاني
15-11-2016, 08:47 PM
الأخ الدكتور أحمد سالم

ردّا على ما تفضلت به :
1- أنا قرأت كتابك أكثر من مرة وتعلم أن اطلاعي على ما نشرته من كتاب كاملا أو على أجزاء كنت أتابعه على صفحتي الفيسبوك الخاصة بي وبالأستاذ خشان , وكان هذا أحد أسباب دعوتي لكم لهذا الصرح الكبير فمثلك يعتبر مكسبا كبيرا.
2- ربما أنا عرضت فكرة الإنعكاس ليس كما تفضلت بها في كتابك وأنا حقيقة لم أرغب أن أدحل في نقاش حول الأسلوب في الوقت الحاضر لكنني ذكرتها لما تمثله الخلية الموسيقية المركبة التي تتشكل منها بحور دائرة المختلف وهي الدائرة التي اختصت بأن تكون خليتها مزاوجة بين تفعيلتين سباعية وخماسية.
3- وأنا لا أريد الإنتقال حاليا لموضوع آخر قبل أن ننتهي من موضوع التدوير ولهذا اسمح لي أن أبين ما يلي :

أولا : ذكرت بأن دائرة المجتلب لا تدور بحورها إلا بتمام أجزاء الهزج ,
حسنا نحن نتفق أن الهزج المستخدم هو مفاعيلن مفاعيلن , فألا يمكن تدويره وماذا ينتج ؟
مفاعيلن مفاعيلن
فاعلاتن فاعلاتن
مستفعلن مستفعلن

والخلية الموسيقية هنا هي تفعيلة سباعية واحدة تتكون من وتد وسببين ولهذا تعطي ثلاثة أنواع من التشكيلات.
فما اختلافنا هنا ؟

ثانيا :
نأتي للخلية الموسيقية في المختلف :
نتفق أنها فعولن مفاعيلن , ألا يمكن تدوير هذه الخلية ؟
فعولن مفاعيلن
فاعلن فاعلاتن
مستفعلن فاعلن
مفاعيلن فعولن
فاعلاتن فاعلن
فعولن مفاعيلن
تنتج خمسة أشكال من التشكيل للخلية الموسيقية لأنها تتكون من خمسة مقاطع وهي وتدان وثلاثة أسباب.

ثالثا :
ولهذا فمبدأ التدوير في الشعر العربي أحد قواعد البناء الشعري , أما عن الوتد المفروق فهذا قصته قصة أخرى وضمنه في موضوع آخر , أما الزحافات فهذا يأتي بعد الإتفاق على جوهر العروض وقواعد بناء الشعر العربي , فالزحافات والعلل لها علاقة بالذائقة الموسيقية ومهارة الشاعر في اختيار موقع الزحافات.
أما العلل فهي تعطي أشكالا أخرى من أوزان الشعر العربي ونحن نعرف أن الفراهيدي أعطى 63 وزنا " باستثناء المتدارك " فقاعدة التدوير أنتجت خمسة عشر بحرا لكن هذه البحور هي تتضمن 63 وزنا من أوزان الشعر العربي وبغض النظر عن وجهة نظري في إسقاط المشطور والمنهوك لأنني لا أعتبرهما شعرا لورودهما في القرآن الكريم.

رابعا :
ومبدأ التدوير اشترط أن تكون التفعيلات تامة بدون علة أو زحاف وهذا الشرط هو الوحيد الذي يضمن التدوير, فما هي التفعيلات التي نتفق عليها والتي تبنى وفقا لمنهج الفراهيدي ؟
ولنترك الآن الحديث عن " مفاعلن " التي افترضتها في منهجك " تامة " حتى تؤصل لمبدأ تراه أنت صحيحا وتوازن بين " فاعلاتن " الأولى و " فاعلاتن " الثانية" في الخفيف ولن أسأل عن أصلها ...
كما لن أسأل إّا جاءت " مستفعلن " فما الذي سيحدث ؟ هل تنسف المبدأ أم ستعتمد على قول الأخفش أن الزيادة كالنقصان , أي سنحذفها لنعود لما يظن أنه الأصل ... وهذا أحد مبادئ الفراهيدي في إعادة التفعيلة لأصلها ... أليس كذلك ؟

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

د. أحمد سالم
16-11-2016, 02:17 AM
أشكرك أستاذي الكريم أ / عادل العاني على ثقتك وتقديرك , وأنا أحترم فيك إخلاصك للعلم وقدرتك على التفكيرالمبتكر ومرونة أطروحاتك , كما أحترم فيك تقديرك للخليل وعلمه من غير تقديس , ولست أقل منك احتراما للخليل ولا تقديرا لجهده , وما يصدر عني من وقت لآخر هو من قبيل (كانا يأكلان الطعام) حين يقف التقديس حائلا بين الشخص وإعمال العقل لإدراك الحقيقة . وبعد :
كأنك أستاذي الكريم تقرأ أفكاري, كنت أنوي طرح التسلسل المنطقي والخطوات التفصيلية التي كان الخليل يفكر فيها حين استقر على اختيار التدوير كأصل لمنهجه من بين الكثير من الأفكار التي خطرت له في بحثه عن أصول علم العروض , وكيف بدأ ببناء نموذجه النظري من أول خطوة فيه حتى وصل إلى الصورة النهائية بدوائره الخمسة , ونبدأ معك من قولك :

أولا : ذكرت بأن دائرة المجتلب لا تدور بحورها إلا بتمام أجزاء الهزج ,
حسنا نحن نتفق أن الهزج المستخدم هو مفاعيلن مفاعيلن , فألا يمكن تدويره وماذا ينتج ؟
مفاعيلن مفاعيلن
فاعلاتن فاعلاتن
مستفعلن مستفعلن

والخلية الموسيقية هنا هي تفعيلة سباعية واحدة تتكون من وتد وسببين ولهذا تعطي ثلاثة أنواع من التشكيلات.
فما اختلافنا هنا ؟


أقول : لا اختلاف بيننا هنا , وأعتقد أن هذه الخطوة هي أول فكرة عن التدوير وصل إليها الخليل , وأنه قد اختبر التدويرهنا فوجده ( فكرة كاملة مثالية) فآمن بها وصدقها .
والسؤال الآن ما هي الخطوة التالية؟؟
يتحكم في هذه الخطوة كل ما لدى الخليل من ملاحظات صغيرة وكبيرة على الأوزان المستخدمة , ولا أبالغ إن قلت ملايين العمليات الذهنية المدرَكة والغير مدرَكة للوصول إلى الاختيارات السليمة عند تناقض الظواهر العروضية وكيف سيوفق بينها , ولأن الخليل هو المؤسس لهذا العلم ولأن فكره ومعلوماته حتى الآن هو نفسه مصدرها وصاحبها , ولا توجد خبرات سابقة استفاد منها في تصنيف هذا العلم فليس بين يديه نموذج آخر - فما كان قبله كان الشق التطبيقي من علم العروض - , فكان عليه أن يختار ما يناسب تكوينه الفكري , وتكوينه الفكري مبني على افتراض وجود كل الاحتمالات الممكنة كأصل للأشياء, ثم يقوم برصد ما هو موجود منها في الواقع , وما نقص منها في الواقع يمكن له تخيله قياسا على الموجود , لكنه في نفس الوقت كان محافظا لدرجة ما إذا ما قورن بالأخفش , وسيكون لنا مقارنة بينهما من هذا الجانب .
نعود للخطوة التالية :
لاحظ الخليل أن بعض الأوزان تستخدم تامة ويدخل عليها علل النقص , كما يدخل عليها الجزء , ومن نظريته في الاحتمالات الممكنة قال أن الأوزان التي استخدمت مجزوءة فقط كان من الممكن نظريا أن تستخدم تامة أيضا , وأن الأوزان التي استخدمت تامة فقط كان من الممكن أن تستخدم مجزوءة أيضا , ولكي يكمل الدائرة افترض نظريا أن الهزج لو جاء تاما فسيكون على ثلاث تفعيلات سالمة مثله مثل الرجز , وأن الرمل لو جاء تاما فسيكون مثلهما , ومن هنا تصبح الدائرة بين الأوزان التامة نموذجية كما هي بين الأوزان المجزوءة ,ويحدث الخليل نفسه فيقول : الافتراضان لا عيب فيهما , فهما احتمالان ممكنان نظريا لكن الشاعر العربي هو من اختار أن ينظم على الهزج مجزوء فقط , وهو أيضا من اختار أن يستخدم الرمل محذوفا , فأتم الخليل دائرته , ولم يشغل نفسه بالبحث عن السبب الذي جعل الشاعر العربي يستخدم الهزج مجزوء فقط , ولم يشغل نفسه عن السبب الذي يجعل الشاعر العربي يستخدم الرمل محذوفا , ولم يشغل نفسه عن السبب الذي جعل الشاعر العربي يستخدم الرجز تاما ومجزوء معا .
ولو حاول الخليل البحث عن تلك الأسباب , ثم وصل إليها لانعكس ذلك على النموذج النظري ولقدم قواعد أخرى غير التي قدمها , ولما اعتمد على نظرية التدوير التي جعلته يخالف الواقع بافتراضات من عنده, وإن كان هذا عيبا في نموذج الخليل فهو ليس عيبا في الخليل نفسه , لأنه وبكل بساطة أنشأ علما جديدا ومن طبيعة العلوم أن تبدأ ثم تتطور .

ثم كان على الخليل أن يضع دائرة للمؤتلف , ومن خبرته بدائرة المجتلب , فلم يكن من الصعب عليه أن يفترض نفس الافتراضات وأن يضع نفس الاحتمالات , فكان أن وضع احتمالا للوافر يشبه إلى حد ما الرمل في الدائرة السابقة , فكلا الوزنين نقص منه سبب خفيف , وفي طريقته لفك البحور من الدائرة السابقة ظهر عنده وزن لم يستعمل وهو وزن المتوفر , وهو احتمال نظري لكن الشاعر العربي لم يستخدمه , ولو كان الخليل ينظر للفاصلة على أنها تكونت من تحريك ساكن السبب الأول من السببين المقرونين كما كان يراها الأخفش , لاختفى هذا الاحتمال الذي لا وجود له في الواقع , ولاقترب النموذج أكثر من الواقع , ولو كان الخليل غير مقتنع برأي الأخفش ويريد أن يوفق نموذجه النظري مع الواقع , لاعتبر الفاصلة الصغرى وحدة غير قابلة للتجزئة وفك البحرين الوافر والكامل فقط متخطيا السبب الثقيل , لكن الخليل يعتبر السبب الثقيل وحدة مستقلة , كما يعتبر البحورالمهملة احتمالات ممكنة لذلك فهو يعتبر خروج بحر مهمل من دوائره كمال لها وليس عيبا فيها ,
وكالعادة لم يشغل الخليل نفسه بالبحث عن عدم استخدام المتوفر طالما أنه احتمال وارد , ورغم أن الوافر حذف منه سبب مثل الرمل إلا أن الخليل لم يشغل نفسه بالبحث عن السبب في ذلك ولم يربط بينهما , كما لم يشغل نفسه في البحث عن سبب استخدام الكامل تاما سالما مثل الرجز في الدائرة السابقة ولم يربط بينهما أيضا ,وربما لو شغل نفسه ووجد السبب لتغير نموذجه النظري .

ومن دائرة إلى دائرة تزيد الفروق بين الواقع والاحتمالات , والخليل أيضا لا يشغل نفسه بالبحث عن الأسباب , ولو بحث عنها ووجدها لأعاد البناء النظري على نظرية أخرى غير تلك الدوائر .
هذا ما اختاره الخليل كأصل لبناء نموذجه النظري , وفي المشاركات التالية سنكمل باقي الاحتمالات التي طرحتها أستاذي الفاضل حول تدوير :
فعولن مفاعيلن
وإمكانية تكوين الخلايا الموسيقية بصورة نظرية , وتعارضها حين تتركب معا لتكون الوزن .
ولو كنت ُ أخذتُ الحوار لطريق غير الذي كنت تريده , فلا مانع عندي من الرجوع للمسار الذي تريده , وأن تبني على الدائرة بالأوزان المجزوءة كما تحب , فالخليل اختار الأصل في الأوزان التمام ثم يدخلها النقصان , ولو وجدت أن مسار البناء على ما خرج من الدوائر مجزوء فلا مانع , لأن ذلك يقرب المسافات بيننا نوعا ما .
دمت أستاذي الكريم في خير وسعادة

عادل العاني
16-11-2016, 10:08 PM
الأخ الدكتور أحمد

يبدو أننا نقترب للسير في نفس الإتجاه والمسافة التي تفرق بيننا قصيرة.

ومن ردك أفهم أننا لا نختلف على مبدأ التدوير في دائرة المجتلب ولا يهم أيهما الأساس المجزوء أو التام , كما لا نختلف على دائرة المختلف والتي اعتمدت على بحر الطويل الذي يعتبر أشهر بحر فيها بل وهو بحر الشعراء الكبار.

وما تفضلت به عن دائرة المؤتلف صحيح تماما , وهذه الدائرة كان يمكن الإستغناء عنها إذ لا حاجة للعروض لها للأسباب التالية :

- البحران اللذين ظهرا وهما الكامل والوافر المستخدمان كثيرا مع تقييد الوافر بضرب وعروض " فعولن " وهما كما نرى من الزحافات التي تصيبهما يصبحان مماثلين لبحري الرجز والهزج, حتى قيل أن القصيدة لو جاءت كلها على الرجز مثلا فتفعيلة واحدة من الكامل تكفي لنسب القصيدة والحال نفسه لمجزوء الوافر وتداخله مع الهزج.
ولو أعاد الفراهيدي صياغة قواعده وقبل بتحريك ساكن من السبب الأول في " مستفعلن " فيحصل على " متفاعلن " وقبل بتحرك الساكن الخامس في " مفاعيلن " لحصل على " مفاعلتن " ولكان في غنى عن اشتقاقهما من دائرة أفرزت له بحرا غريبا عجيبا وهو المتوفر والذي يستند إلى " فاعلاتنُ " مما اضطر لإهماله يتبرير ذلك بأنه بحر عند تسكين متحركه السابع سيختلط مع بحر الرمل. كما أن مثل هذا البحر سيخنق كثيرا من الزحافات التي لايمكن المجيء بها لأنها تفتح مجالا لتوالي خمسة حروف متحركة " فاعلاتنُ فعِلاتنُ ".
كما أنه أزال الحدود الفاصلة بين كل بحرين حين أقر بعض الزحافات الأخرى المتشابهة فيها رغم عدم استساغة الشعراء لها.

لكن في هذه الحالة يجب إيجاد مخرج لتداخل الأوزان أو دمج كل بحرين ببحر واحد.

وموضوع بناء الدوائر كما قلت لا يهم إن كان على التام المفترض أو المجزوء فكلاهما يؤديان لنفس النتائج , والفراهيدي أوجز ذلك باعتماد التام ثم اشتقاق الأوزان وليس العكس وهذا قلل عدد الدوائر المحتملة والتي شملت 63 وزنا.

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

د. أحمد سالم
18-11-2016, 12:26 AM
السلام عليكم أخي الكريم أستاذ / عادل العاني
لا أريد أن أحبطك , نعم نحن نسير معا في نفس الطريق لكن دليلنا هو الواقع الشعري , وعندما طرحت َأنت فكرة تدوير مجزوءات دائرة المجتلب قصدت من تعليقي أن الفكرة لم تكن غائبة عن الخليل , وكان أمام الخليل طريق من اثنين ,
الأول وهو اعتبار أن أصل البحور التمام مع سلامة الأجزاء وهو ما سار فيه , ولو سرنا نحن فيه فسوف نصل لنفس النتيجة .
فلماذا لا نجرب الطريق الآخر , ونعتبر أن الأوزان المجزوءة في البحور " الصافية "(الموجودة في الواقع الشعري ) هي أصول البحور ونقوم بالبناء عليها .
وهذا الطريق سيعلمنا قواعد البناء , لأننا في هذه الحالة مجبرين على دراسة الواقع الشعري واستخلاص قوانين البناء منه .

وحتى أكون واضحا أقول : لا فرق عندي بين ( المتوفر والهزج التام ) كلاهما بالنسبة لي وزن مهمل , وأيضا لا فرق عندي بين إخوة المتوفر (المتئد والمنسرد والمطرد والمستطيل والممتد ) وبين إخوة الهزج التام ( المقتضب التام والمضارع التام والمديد التام ) كلها أوزان مهملة , فكيف أقبل وجود واحد منها وأرفض وجود الآخر ؟
أستاذي الكريم أنت بمرونتك وطرحك لتدوير الأوزان المجزوءة فتحت بابا ستصل منه لحل العديد من المشكلات التي تحارب من أجلها منذ سنوات , ولا زلت تحارب حتى الآن , ولن تنتهي الحرب أبدا .
وأنا أسير معك في هذا الطريق لأنك ستصل لهذه النتيجة بنفسك ومن خلال أفكارك أنت , فقط كل مهمتي هي أن أقطع الحلقة عند نقطة معينة لتصل لنهايتها .
وأما بالنسبة لدائرة المختلف فالخلايا الموسيقية الخمسة هي افتراضات نظرية , أفضل تأجيل الحديث عنها حتى ننتهي من البحور " الصافية " كما يسميها البعض .
لدينا الآن مجزوءات ( الهزج والرمل والرجز والوافر والكامل ) خمسة أوزان مجزوءة لها واقع شعري, ولو ألحقنا بها مجزوء المتقارب , ستصبح الصورة كاملة أمامك , وستجد الحل لواحدة من المشكلات التي تؤرقك , وستجد مفتاح لحل مشكلة ثانية , ثم ستجد الحلول تباعا , أنا أثق بذلك .


دمت أستاذي الكريم في خير وسعادة .

عادل العاني
18-11-2016, 06:01 PM
الأخ الدكتور أحمد سالم

اسمح لي أن أتوقف من الحوار هنا , وأنتقل لإكمال ما بدأنا إلى موضوعك " فقه العروض " لأنني أرى الأستاذة ثناء قد توقفت عن نشر ما تراه من نقد بعد أول خطوات له, وربما الأستاذة ثناء لا ترغب أن يستمر الحوار قبل أن تكمل مشوارها في النقد .. وسأترك لها المجال واسعا هنا لتدلو بدلوها.

وسأرد عليك وأكمل الحوار معك في موضوعك " فقه العروض "

بارك الله فيكم جميعا

تحياتي وتقديري