المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: مسرحية " المجهول " ::



لبنى علي
03-11-2016, 03:10 PM
عاد الألم وعادت الذكرى تتربع من جديد على أصداء

محيّا معزوفة الأيام و سلسة مفاجآتها اللامتناهية ..

اليوم .. الذكرى السنوية لأصداء مسرحية " المجهول "..

تلك المسرحية التي قلبت حياة العم " عصام " رأساً على عقب ..

وأحالت فجر ابتسامته الى خيوط دخان ضبابية ..


حسام , سام , ربيع , ثلاثة شرايين نابضة في فؤاد واحد ..

ذاتُ القيم , ذاتُ المباديء , ذات التربية القويمة , ذات الابتسامة

وذات الوفاء ..

إنهم للعم عصام سيمفونية حياة وبريق وجود ..

سيمفونية , ابتلعتْ ايقاعاتها , بلا رحمة , أمواج القدر و..





للحديث دوماً بقية ..




لبنى

ناديه محمد الجابي
03-11-2016, 04:25 PM
لم نشبع بعد من لغتك الشيقة المشوقة لتتركينا على وعد باللقاء والتتمة
وكأنك قد قدمت لنا طبقا من المشهيات قبل تقديم الوجبة الرئيسية
فأرجو أن لا تتركينا كثيرا في الإنتظار.
تحياتي وودي.
:003::005:

لبنى علي
04-11-2016, 12:47 PM
لم نشبع بعد من لغتك الشيقة المشوقة لتتركينا على وعد باللقاء والتتمة
وكأنك قد قدمت لنا طبقا من المشهيات قبل تقديم الوجبة الرئيسية
فأرجو أن لا تتركينا كثيرا في الإنتظار.
تحياتي وودي.
:003::005:



ما أجملكِ وروحكِ ورُقيّ نبضكِ وأناقة الأبجديَّة يا ناديه الأقحوان ..

ولأزاهير متابعتكِ الناطقة رُقيًّا كأنت طاقة ريحان ..

لبنى علي
04-11-2016, 12:49 PM
سامٌ أبى إلا أن يذهب في رحلة بحرية بحثاً عن مغامرة ،


عن كنز مجهول ، عن أسطورة ، عن أطلال سفينة مفقودة ..



حزم حقائبه ، قبّل والده ، ودّع أخويْه ، ونبض الابتسامة تعلو وجنتيه ، وبريق الطموح

يفر من بين نبضات عينيه ..


غادر .. ولم يكن يعلم أن أسطورة بحرية


ستحيا من جديد لتلقي بظلالها على مرايا الأمس


و صدى الحاضر القريب البعيد ..







(( يتبع ))

لبنى علي
05-11-2016, 05:17 PM
" ذات الأطياف السبعة " تلك الأسطورة التي بدت تحوم

بخبث في فضاءات مخيلة العم عصام ، لتحيل الترقب

إلى هذيان ، والصمت إلى ظلال نيران ، والعين إلى مرفأ

لؤلؤ منثور ، في أحشائه أشواك حيرة ، وفي ظلاله

بريق من بلور ..

وأسراب تساؤلات قد اخترقت بوابة المجهول

لتمسي رهينة تكهناتٍ ضبابيّة توحّدتْ وأوردة

ربيع ، ورؤى حسام ، وعَبَرات العم عصام ، ونبضات

قهقهة الـ

.


.

.











(( يتبع ))

لبنى علي
05-11-2016, 05:47 PM
أجل ,, هي قهقهة اللعنة الأسطورية ,,

تلك التي تعود ظلالها إلى ما قبل المائة عام ,,

.. تلك التي أحالت , وببراعة , قرية " التلال " الهادئة إلى

ضجيح رهبة , و هذيانات ضبابية ,,وصدى عَبَرات تساؤلاتٍ

هادئة صاخبة مدويّة ,,


,, تلك التي صيّرتْ , وبمكر , ربيع الوجدان و عبق رياضه الغنّاء

إلى أشواك صحراء قاحلة لا حياة فيها ولا همس وجود ,,









(( يتبع ))

لبنى علي
07-11-2016, 05:21 PM
, ريحانة التلال , هكذا اعتاد أهل القرية

مخاطبة :: لبنى :: ابنة أحد أعيان القرية ,, وأكثرهم

ثراء وصيتاً ,,

ريحانتنا كانت للجمال محبة , وكان الجمال لها نعم المُحب ..

فروحها سامرت عطر أخلاقها وبهاء ترانيم طلتها وإشراقة مُحياها,,

,, لبريق عينيها حكاية صفاء ومعزوفة حياة لطالما

تناقلتها فراشات الربيع وزغاريد النسمات وشذى قناديل

الرياض ,,



كَبُرَتْ ,, وكبر معها عنقود القيم , وازدان بومضات الشمس

وأنشودتها , وبالفجر وبسماته , والقمر وبريق نجماته ,,

فأضحت لقلب الوجود نعم السفيرة لصفاء الروح وإشراقة ابتسامتها

إلى أن ..












(( .. يتبع .. ))

لبنى علي
15-11-2016, 02:39 PM
إلى أن ألقى كيوبيد بسهمه ليعلن ولادة حب

حقيقي ,, حب تربع في قلبِ فؤاد ريحانة التلال

ليضفي إلى بريق إشراقة محيّاها إشراقاً نابضاً بأزاهير

الحياة ونسمات ابتسامة اتخذتْ من رحيق الزهر

وترنيمة الفجر , وتراتيل القمر , عنواناً

لها وومضات هويّة ,,


أجل ,, إنه أحمد ,,

ذاك الذي سرق مفتاح قلب لبنى و اعتلى صهوة أوردته

وتناغم وإيقاعات صدق نبضاته , فأضحى لها نِعْمَ الحبيب ..

وكزوج مستقبلي من صدى روحها قريبٌ قريب ,,


لبنى قررتْ مصارحة والدها( سليم ) بأمر هذا السلطان " الحب "

حتى يُتوّج بتاج النور ,, وعطره ,,

وهذا فعلاً ما كان ,,

وكانت فكرة مقابلة سليم لأحمد

من الضرورة بمكان ..

فتقابلا وتحادثا وانتهى الأمر

بــ








.


.


.



(( يتبع ))

لبنى علي
15-11-2016, 05:33 PM
" أزاهير الموافقة "

أجل ,, تفننتْ في عزف لحنها ,, ليبتسم الفؤاد


طرباً ولتبتهج الروح فرحاً ,, ولتدندن العيون


أنساً و صفاء ,,


,,ولم تكن تعلم بأن ربوع السعادة ستوصد

أبوابها بلا رحمة وسيكون الحزن للقلب

هو الرفيق الأوحد ,,


.

.




(( يتبع ))

ناديه محمد الجابي
15-11-2016, 07:43 PM
خيال واسع وسرد جميل أمتعني وكأنها قصة من ألف ليلة وليلة
نص يزهو بألق جمال الحرف وشاعريته
وروعة أداء أدبي
ولكنك بخيلة تسقينا القصة قطرة قطرة
دام بهاء حرفك ودمت بألق في سماء الإبداع.
:v1::0014:

لبنى علي
19-11-2016, 04:32 PM
خيال واسع وسرد جميل أمتعني وكأنها قصة من ألف ليلة وليلة
نص يزهو بألق جمال الحرف وشاعريته
وروعة أداء أدبي
ولكنك بخيلة تسقينا القصة قطرة قطرة
دام بهاء حرفك ودمت بألق في سماء الإبداع.
:v1::0014:



وبحضوركِ كم ازدانت النبضات وابتسمتْ يا ناديه الرُّقيّ وأصالة الروح السامية الرَّقيقة الأنيقة ..

لبنى علي
19-11-2016, 04:41 PM
اقترب موعد الزفاف ,, ومع نبضات دقات


بشائره , بدأت نيران الصراع تحتدم ,,


إنه صراع ذاتي بحت ,, بطلاه : سليم وسليم


.


.


.


لا ,, ما الذي فعلته ؟؟ لِمَ وافقتُ ؟؟


إنها ابنتي الوحيدة ,, إنها نبراس


فضاءاتي , ربيع أيامي , بريق ابتساماتي


إنها أميرة مملكة روحي ,, إنها بوح صمتي


إنها


.


.


.
أنا , أجل ,, أنا




فلا بد ..


لا بد من إيجاد طريقة لأتخلص بها من هذا الشاب ,,


ولكن ,,


لا , لا محل للكن من الإعراب ..


.


.


.


أيا رائد ( خادم سليم ) ,, هل لك بإحضار جميل على الفور ؟


رائد : بكل سرور ..


.



.



.



(...يتبع ...)

لبنى علي
19-11-2016, 05:57 PM
أهلاً بك يا " جميل " ..

وبكَ أهلاً " سيد سليم" , ما الأمر ؟

كل ما في الأمر أني ,,


لحظة ,,

رائد ,, لا أريد ضجة ,, كل من يسأل عني ,, عبر أثير رنين

الهاتف , أو بوح طرقات الباب ,,, فتولى أمر صرفه ,,

لكَ ذلك , سيدي , أستأذنكم ,,,

.


.


.


_ جميل , أشعر برغبة قوية بإلغاء الزفاف ,,

_ لا مشكلة , كل ما عليك فعله هو مصارحة ابنتك حول هذا الأمر ,,

_ أنت لا تعرف لبنى , عنيدةٌ عنيدة ,,

_ إذن , سأتولى هذه المهمة ,,

_ ماذا ستفعل ؟

_ أنسيت يا سيد سليم بأني ساحر ؟!

_ لا , لم أنسَ , ولهذا استدعيتك .

_ سترى شيئاً يسرك .

_جيد , ولكن ,,

_ لا تقلق , لن تكون قط في الصورة ,,

_ جميل جدا ,, ما المخطط ؟

_ " ذات الأطياف السبعة " ..

_ ما هذه ؟

_ إنها ..


.


.


.



(( يتبع ))

لبنى علي
19-11-2016, 05:58 PM
" ذات الأطياف السبعة " إنها جوهرة ذات

سبعة أطياف لونية ,,

أجل ,, هي ذات بريق ظاهري يخطف الأبصار ,,

ولكنها تحوي في أحشائها أسهام خبث

تحيل الذات إلى ..


_ إلى ماذا ؟






ـ سترى بنفسك يا سيد سليم ..

.


.


.


.



_ في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم

سأتوجه إلى منزل أحمد ,,

وأنت ستتخذ الشجرة المقابلة للمنزل لك مخبأ ..

.


.


.



في تمام الساعة السابعة , دق جرس الباب :


ـ مساء الخير سيد " أحمد " ,,

ـ مساء النور سيد " جميل " , حياك ..

ـ أهكذا يا رجل ,, تتقدم لخطبة أجمل فتيات القرية , ولا تخبرني ؟

ـ أووووه ,, أعتذر منك ,, ولكن حتماً لن تقام حفلة الزفاف بدونك ,,

فأنت لي نعم الأخ ,,


:: نعم الأخ ..!! قالها , ولم يكن يعلم بأن " لكل شيء ثمن

حتى الكفن " ..::


_ ما دمتُ لكَ أخاً , فلن ترفض قط هديتي ,, (( هدية الزفاف ))

_ ولكني لم أزف إلى عروسي بعد ,,

ـ أعلم ذلك , ولكنها برهان على أني لستُ منك بغاضب ,,

فاقبلها من أخيك ...

_ وكيف لي أن أرفض هديتك ,,

_ تفضل , هي بداخل هذه السلة الملونة ,,

_ ما أجملها ..!!

_ تفضل , التقطها ,,

:: وما أن التقطها حتى



.



.


.



( يتبع )

لبنى علي
19-11-2016, 05:59 PM
وما أن التقط أحمد تلك الهدية ,, الجوهرة السحرية

[ ذات الأطياف السبعة ]

حتى أضحى

.


.


رماداً ,,

.


.


وما بين ذهول ارتسم بصمت على محيّا سليم , وابتسامة مكر

تعالت إيقاعاتها لتحيا بسكون صاخب في أحشاء أوردة

جميل وظلال بريق عينيه ,,

انتفضت الحروف ,,

فإذا بسليم يُصر على ضرورة

احتضان قاع البحر القريب من القرية

كينونة [ ذات الأطياف السبعة ],, علها

تمسي بفعل البحر وأسراره ومفاتيح بهاراته أجزاءً متناثرة ,,


فوافقه جميل ,, وأسرع في التقاطها ولكن

بواسطة [ ملقط ] قام هو بصنعه ,,


ابتسما , ثم غادرا المكان , ولم يكونا يعلما

أن هناك مفاجأة, لم تكن بالحسبان ,

كانت بانتظارهما ,,



.


.


.




(( يتبع ))

لبنى علي
19-11-2016, 06:00 PM
خالد ,, الأخ الأصغر لأحمد ,, [ الجد الأكبر للعم عصام ]


شَهِدَ تلك الواقعة المشؤومة ,, ولكن


ماذا عساه يفعل ,, ؟


إن نطق ,, فسيوسمه أهل القرية بالجنون ,,


وإن صمت ,, فستبتلعه أمواج الغل والحقد والكراهية ,,


وسهام الظنون ...


فما له إلا ,,


البكاء ,,


أجل ,, استجمع ما تبقى من قواه , وأسرع محتضناً الرماد


بصرخات بكاء صامتة صاخبة هادئة مدويّة , تشوبها حرقة


وثورة هذيان ,, ونيازك ذهول ضبابية ,,


وما بين صمت وبكاء وجنون وعقلانية ,,


انتفض خالد , واتجه صوب " زيتونة أحمد "


أجل ,, إنها شجرة زيتونٍ تعهدَها أحمد بالرعاية والإهتمام


منذ أن كانت بذرة حتى أمست شجرة نضرة صلبة تسر الناظرين ..


وبظلال أفيائها حفر حفرة صغيرة , احتضنتْ رماد أخيه ,,


ولطالما ارتُويت جزيئات حبيباتها بدمع العين و القهر


والشجن , والحنين ,,


وبلا سابق إنذار ,, ينتفض الرماد و








.



.




.





(( يتبع ))

لبنى علي
19-11-2016, 06:01 PM
ينتفض الرماد وتصفق ما بين أحشائه أجنحةٌ

لطائرٍ بهي المنظر ,, ذا صوت شجي ,,وبريق عيون

ناطقة ,, وربيع ألوان هادئةصاخبة ذات نبضات

تأملية حائرة ساحرة ,,



وما بين ابتسامة حقيقية خفية وبكاء ظاهر

ينتفض خالد وتحتضن لآليء عينيه الطير بعفوية ,,

ويصمت الحرف وتتلعثم الأبجدية ,,



أخي ,, أحمد ,, آهٍ .. كم اشتقتك ,,



.


.


.


يبتسم طير الرماد وتنطق بحار الحنين

والاشتياق ,,واللهفة ,, برويّة وأزاهير نديّة ,,


وتتطاير ريشة تلو ريشة تلو ريشة من ثنايا

ثوبه الجديد لتشكل كلمات متصلة نبضاتها :

" سأذهب إليها يا أخي "


.


.


.



( يتبع )

لبنى علي
19-11-2016, 06:02 PM
وفعلاً ,, احتضن طائرنا الفضاء بجناحيه وحلّق عالياً بأنفة وحنين

واشتياق لريحانة التلال وعبقها الأصيل ,,

وما أن لمست قدماه شرفتها حتى خُيِّل للبلابل والفراشات

والحمام بأن تلك الشرفة الصامتة الضبابية

قد صُيِّرَتْ إلى ربيع متشابكة إيقاعاته و ناطقة

ألوانه ,,


ابتسم ,, وابتسمتْ معه عناقيد الذكريات والوعود والعهود

والتأملات ,,

وفي معمعة تلك الصور المتداخلة أطرها ,, وفيض

اللهفة التي طوقتْ فؤاد أحمد [ طير الرماد ]

صمتتْ الومضات ,, ونطقتْ عيون التنهدات ,,

وفُتحتْ نافذة الواقع , الشرفة , وأطلتْ

منها , ريحانتنا , لتحيي ذاك الطائر

ولتصافح الشمس بصمت واغتراب ,,


فأبحرتْ الروح بصمت في ميناء اللامدى :

_ آهٍ يا لبنى ,, يا ريحانة التلال وريحانتي ,,

ماذا حلَّ ببريق ابتسامتكِ ؟

أين صدى ضحكة عينيكِ ؟ .. أين الأمل الذي

لطالما توجكِ أميرة عليه ؟؟ أين ....؟


فإذا بناي قد عزف لحنه لينطق وينطق :


_ أين أنت يا أحمد ؟

_ لِمَ لم تأتِ إلى حفلة زفافنا ؟

ماذا دهاك ؟


_ أنا هنا يا أنا

_ اشتقتكِِ


انتفضت لبنى ,, ثم ,,


ابتسمت ابتسامة ساخرة , وقالت : وها قد

أضحى الهذيان لكِ يا لبنى نعم الرفيق .. فلتهنئي ..!!!


__ لا ,, يا لبنى ,, إنه ليس بهذيان ,,

أنا هنا ,, أنا أحمد ,,


__ أحمد !!! أين أنت ,,؟

__ أمامكِ

_ أمامي !! لا أمامي إلا طائر بهي المنظر ,, إلا إذا

كنت قد ارتديت طاقية الإخفاء , فهذا أمر آخر ,,

_ إنه أنا ,,

_ من تقصد ؟؟ , أتقصد ....

_ أجل ,, الطير

_ لا ,, لا أصدق ,,

يبدو أنني سأجن ..!!


_ إنه أنا يا لبنى

__ ماذا حل بك ,,؟

__ سلي خالد ,, أخي ,,

أحبكِ يا أنا , أحبك ,,


ومضى أحمد ( طير الرماد ) في طريقه

مخلفاً وراءه ناراً , ليست كمثلها نار

إنها نار الحيرة وشظايا سهامها والتي

قد توحدتْ و مخيلة لبنى ,,

فصرخ الصمت ,, وتُوِّجَ بتاج الذهول ,,


و


.


.


.


( ... يتبع ... )

لبنى علي
19-11-2016, 06:03 PM
وما بين ترقب ورهبة وذهول وهذيان


ونبضات خطوات متسارعة تسابق برق الثواني


وتحاكي دقائق المجهول ,, صمتت لبنى ورعد الحقيقة أضحى إعصاراً


اقتلع أوردة الحياة من باطن ربيع فؤادها ، ابتسامتها


كينونتها ، مخيلتها ، حتى أمستْ ظلالا ..


ودعتْ خالداً ، ومضت في طريقها ، وما أن وطأت قدماها


أرضية بيتها ، حتى أسرعتْ نحو غرفتها ، وافترشت بساط


الدمع ,, ثم نامت ,, [ نومتها الأخيرة ] ..


وأما السيد " سليم " فقد امتنع عن الطعام والشراب


حزناً وألماً وندماً وحسرة ,, حتى فارق الحياة ..


وأما جميل ,, فقد حزم حقائبه بعيد وفاة السيد سليم


وعزم على الإنتقال لربوع المدينة ,, وفي أثناء


سفره اعترضت طريقه ثلة من قطاع الطرق , فنهبوا


ما نهبوا , وأردوه قتيلا ..



وبقي طير الرماد ينزف دمعاً لفراق لبنى ,, حتى أضحى طيفا ,,



وأما خالد [ الجد الأكبر للعم عصام ] فقد ترك القرية


حاملاً معه صدى نبضات أخيه ، وابتساماته ، وتأملاته ..


وذكريات لطالما جمعتهما سوياً ضمن بوتقة واحدة ,, ورؤىً


نديّة وأهازيج ربيعية ..



( يتبع .. النبض الأخير )

لبنى علي
19-11-2016, 06:04 PM
هذا وقد أضحت " ذات الأطياف السبعة " أسطورة تناقلتها الأجيال


إلى أن اشتدتْ إيقاعاتها صخباً في مخيلة العم عصام ,, وتساؤلات


عديدة اجتاحت فؤاده ,,


ترى ,, هل عثر سام على تلك الجوهرة السحرية أثناء


مغامرته البحرية الأخيرة ,, فأضحى حاله كحال أحمد ؟؟


هل ابتلعه البحر ؟؟


هل قذفتْ به أمواج البحر الهادر الى إحدى الجزر البعيدة ؟


هل أضحى وجبة دسمة للحيتان ؟


هل وهل وهل ,,


وما زالت سهام تلك التساؤلات تخترق ميادين


إجابات وإجابات ,, وضبابية تكهنات ,,


مخلّفة وراءها.. تساؤلات أكثر عمقاً ورهبة ,, وصمتاً ..




النهاية



لبنى

لبنى علي
19-11-2016, 06:23 PM
وعلى هامش النبض :-


نعم .. ما اتخذتْ مسرحية المجهول قالب المسرحية وبنية عناصرها

وشروطها الدلالية ذات المبنى والمعنى الشمولي

بل اتخذت منها تتابع المشاهد الروائية ضمن قوالب بعينها

وآلية التشويق ومسرح الحياة التأمليّة وما بها من مد وجزر

نبضيّ ضمن نطاق بعينه ورؤى تكامليّة ..

الدكتور ضياء الدين الجماس
19-11-2016, 07:05 PM
جاذبة تفرض على القارئ متابعتها..
ذات أطياف سبعة.. تمام اطياف الضوء
مع كل قراءة ينكشف طيف من أطيافها...
سيمفونية هادئة في البدء ثم بشرى الهطول لكن السحاب يتبدد بحرارة عقدة أنانية أبوة غريبة
والنهاية فاجعة فيها حكمة بليغة...
هذا ما قرأته في قراءتي الأولى وقد أحتاج لعدة قراءات لكشف الأطياف السبعة
دام نبض الحكمة في هذا المداد المتألق

عادل العاني
19-11-2016, 07:25 PM
أقرأ متأملا روعة وجمال هذا الإبداع ,

ومع كل فصل أتأمل ما سيأتي بعده , ,اغوص في أعماق الفكر لأقرأ الفصل بعد الفصل بتأنٍ ودقة أكثر ...

أسلوب رائع في الصياغة وأسلوب أروع في استقطاب الإهتمام ...

ومهما كانت القصة مؤلمة بتفاصيلها القريبة من الخاتمة , لكنها تحمل كثيرا من الإيحاءات التي لو أردنا ترجمتها لبقينا نكتب لأيام وأيام.

رائعة من رائعة

أجدت وأحسنت

:nj::0014::nj:

ناديه محمد الجابي
19-11-2016, 07:40 PM
مسرحية رائعة ـ ( أسطورة ذات الأطياف السبعة)
حكي شيق بإحساس رائع ومهارة تصويرية عالية وأداء قصي إبداعي
مشاعر نابضة بالحب ـ وصراع أبدي بين الخير والشر في محاولة لقتل كل ما هو جميل
أسلوب مميز، ولغة شاعرية، وصور موحية راقية حملت عبق الأصالة بين سطورها.
ومازلت رغم كل هذا لم أكتشف بعد كل أبعادها
سلمت لبنى ـ ودام سحر حرفك.
:v1::0014:

رياض شلال المحمدي
20-11-2016, 10:09 AM
أوّل ما يتحسَّسه المتلقي هنا أنه أمام أسلوب جديد ومشوّق في طرحه والمعطيات ، وربما تتابعه على
تلكم الفقرات زاد من إيجابيّة اجتذاب فكر القارىء لمعرفـــــة الختام المجهول ، وإن كان من تحفظ فهو
لا ريب على الإكثار من فسح المجال بين الفقرات ، فتقارب الفكِر يخفّف شيئًا من ثقل الفراغات ، لروعة انسكاب
اليراعة بأطيافها وأدائها أجمل تحايا الإعجاب والتقدير .

لبنى علي
20-11-2016, 12:30 PM
جاذبة تفرض على القارئ متابعتها..
ذات أطياف سبعة.. تمام اطياف الضوء
مع كل قراءة ينكشف طيف من أطيافها...
سيمفونية هادئة في البدء ثم بشرى الهطول لكن السحاب يتبدد بحرارة عقدة أنانية أبوة غريبة
والنهاية فاجعة فيها حكمة بليغة...
هذا ما قرأته في قراءتي الأولى وقد أحتاج لعدة قراءات لكشف الأطياف السبعة
دام نبض الحكمة في هذا المداد المتألق



أهلًا بالفاضل الكريم الدكتور ضياء الدين الجماس ورُقيّ الرِّيشة النَّاطقة ذوقًا رفيعًا .. وأهازيج بصمةٍ أنيقةٍ ربيعيَّةٍ وجوديَّةٍ مشرقةٍ مشرقة .. فدمتَ وخير الخير أيها الفاضل النبيل ..

لبنى علي
20-11-2016, 12:33 PM
أقرأ متأملا روعة وجمال هذا الإبداع ,

ومع كل فصل أتأمل ما سيأتي بعده , ,اغوص في أعماق الفكر لأقرأ الفصل بعد الفصل بتأنٍ ودقة أكثر ...

أسلوب رائع في الصياغة وأسلوب أروع في استقطاب الإهتمام ...

ومهما كانت القصة مؤلمة بتفاصيلها القريبة من الخاتمة , لكنها تحمل كثيرا من الإيحاءات التي لو أردنا ترجمتها لبقينا نكتب لأيام وأيام.

رائعة من رائعة

أجدت وأحسنت

:nj::0014::nj:




هو الرُّقيّ بكَ قد نطقَ فأنطقَ قلائدَ البيان الأنيق المتناغم وإشراقة المداد وسمو النبض وقيثارة الذوق الرَّفيع .. فدمتَ أيُّها الفاضل النبيل عادل العاني ونوارس الشفافيَّة الوجوديَّة ..

لبنى علي
20-11-2016, 12:39 PM
مسرحية رائعة ـ ( أسطورة ذات الأطياف السبعة)
حكي شيق بإحساس رائع ومهارة تصويرية عالية وأداء قصي إبداعي
مشاعر نابضة بالحب ـ وصراع أبدي بين الخير والشر في محاولة لقتل كل ما هو جميل
أسلوب مميز، ولغة شاعرية، وصور موحية راقية حملت عبق الأصالة بين سطورها.
ومازلت رغم كل هذا لم أكتشف بعد كل أبعادها
سلمت لبنى ـ ودام سحر حرفك.
:v1::0014:


ما أجملكِ وروحكِ ورُقيّ بصمةٍ ياسمينيَّةٍ من لدنكِ ريحانيَّةٍ ذات أزاهير الطِّيبِ وريشة زاهيةٍ أنيقة .. وحتمًا ستنجلي ضبابية السكون
ولأبعاد الأبعادِ ستصافحين ومرآة التأمُّل ومحبرة اليقين .. راقيةٌ أنتِ وستبقين أيتها الرقيقة النبيلة نادية ..

لبنى علي
20-11-2016, 12:41 PM
أوّل ما يتحسَّسه المتلقي هنا أنه أمام أسلوب جديد ومشوّق في طرحه والمعطيات ، وربما تتابعه على
تلكم الفقرات زاد من إيجابيّة اجتذاب فكر القارىء لمعرفـــــة الختام المجهول ، وإن كان من تحفظ فهو
لا ريب على الإكثار من فسح المجال بين الفقرات ، فتقارب الفكِر يخفّف شيئًا من ثقل الفراغات ، لروعة انسكاب
اليراعة بأطيافها وأدائها أجمل تحايا الإعجاب والتقدير .

طبتَ أيُّها الفاضل رياض شلال المحمدي وطاب بكَ المداد الأنيق المصافح لرُّقيّ الفكر وربيعيَّة الرِّيشة القوس مطريَّة .. ولتحفظكم حتمًا مكانته ودلالته والقيمة .. فدمتَ حتمًا والذَّوق الرَّفيع أيها الكريم النبيل ..

عبده فايز الزبيدي
20-11-2016, 02:39 PM
بوركت الأنفاس ، أستاذة / لبنى علي
فكلام جميل ، و لغة شفيفة
وأشكر لقلمك هذه النزهة الطيبة
و سأتابع يراعك إن شاء الله على هذا المتصفح الأنيق.

موفقة للخير .

محمد ذيب سليمان
20-11-2016, 02:52 PM
لجمال النسج مكان ومكانة علية
جاذل اامتلقي باعث للرغبة في المتابعة
لمعرفة القادم وما يخبئ خيال الكاتبة
من احداث مستقبلية
شكرا لك

لبنى علي
21-11-2016, 03:49 PM
بوركت الأنفاس ، أستاذة / لبنى علي
فكلام جميل ، و لغة شفيفة
وأشكر لقلمك هذه النزهة الطيبة
و سأتابع يراعك إن شاء الله على هذا المتصفح الأنيق.

موفقة للخير .



دمتَ للرُّقيّ بعنوان أيُّها الفاضل الكريم عبده فايز الزبيدي وأزاهير الطِّيب
وقيثارة الذَّوق الرَّفيع وشفافيَّة الشَّفافيَّة ..

لبنى علي
21-11-2016, 03:50 PM
لجمال النسج مكان ومكانة علية
جاذل اامتلقي باعث للرغبة في المتابعة
لمعرفة القادم وما يخبئ خيال الكاتبة
من احداث مستقبلية
شكرا لك



طبتَ أيُّها الفاضل الكريم محمد ذيب سليمان وطاب بكَ رُقيّ المداد
وترانيم البيان وأزاهير الطِّيب النبضيّ الوجوديّ الأنيق ..

حسين محسن الياس
22-11-2016, 08:53 PM
الاخت العزيزه لبني
قرات واستنتجت ما يلي
بالرغم من كوني لست بناقد
لكني هنا متلقي عادي
لغة المسرحية لغه جميله واعجبتني
لكني كنت افضل الواقع علي الخيال
الموجود فيها
رسمت صوره خياليه للابطال
المسرحيه قصيره واصغر من ان تسمي مسرحيه
فهي مشروع لمسرحيه
لكنها وبدون مجامله اعجبتني
ولو بذلت جهدا اضافيا ربما خرجت
بمسرحية اجمل
تقبلي اعتذاري لاني ارد من الهاتف
وهو لا يساعد كما تعلمين في ايصال
المطلوب
تحياتي لك مع تمنياتي الجميله

عبد السلام دغمش
23-11-2016, 05:57 AM
الاديبة الفاضلة لبنى

هذه القصة بمشاهدها المتعددة جميلة ..

وهنا قرات الابتكار في الأسلوب وإن كان جانحاً في عالم الخيال .

ربما تلاحقت الاحداث في المشاهد الأخيرة ..
لكن الأسلوب جميل واللغة كانت رائقة .

دمت بخير أديبنا وسلم اليراع .

لبنى علي
25-11-2016, 12:49 PM
الاخت العزيزه لبني
قرات واستنتجت ما يلي
بالرغم من كوني لست بناقد
لكني هنا متلقي عادي
لغة المسرحية لغه جميله واعجبتني
لكني كنت افضل الواقع علي الخيال
الموجود فيها
رسمت صوره خياليه للابطال
المسرحيه قصيره واصغر من ان تسمي مسرحيه
فهي مشروع لمسرحيه
لكنها وبدون مجامله اعجبتني
ولو بذلت جهدا اضافيا ربما خرجت
بمسرحية اجمل
تقبلي اعتذاري لاني ارد من الهاتف
وهو لا يساعد كما تعلمين في ايصال
المطلوب
تحياتي لك مع تمنياتي الجميله



طبتَ أيُّها الفاضل الكريم حسين محسن الياس وطابتْ بكَ رُقيّ البصمة النَّاطقة النَّاطقة ..

وحتمًا ما اتخذتْ مسرحية المجهول قالب المسرحية وبنية عناصرها

وشروطها الدلالية ذات المبنى والمعنى الشمولي

بل اتخذت منها تتابع المشاهد الروائية ضمن قوالب بعينها

وآلية التشويق ومسرح الحياة التأمليّة وما بها من مد وجزر

نبضيّ ضمن نطاق بعينه ورؤى تكامليّة ..


دمتَ وأناقة البيان المشرق ربيعًا ووجوديَّة و قيثارة أزاهير نبضيَّة ..

لبنى علي
25-11-2016, 12:52 PM
الاديبة الفاضلة لبنى

هذه القصة بمشاهدها المتعددة جميلة ..

وهنا قرات الابتكار في الأسلوب وإن كان جانحاً في عالم الخيال .

ربما تلاحقت الاحداث في المشاهد الأخيرة ..
لكن الأسلوب جميل واللغة كانت رائقة .

دمت بخير أديبنا وسلم اليراع .



أيُّها الفاضل الكريم عبد السلام دغمش .. هو الرُّقيّ بكَ قد نطَقَ فأنطق الطِّيبَ نوارسَ نبضيَّة ذات أصالةٍ وجوديَّة وأناقة فكرٍ ربيعيَّة و أزاهير ذوقٍ رفيع قوس مطريَّة ..

أحمد رامي
01-12-2016, 05:31 PM
متابع بشغف حرف كاتبته مشروع روائية و من نوع خاص
قرأت ماكتبت بنهم متشةفا ما سيأتي .
لي عودات و عودات إن شاء الله

الفرحان بوعزة
02-12-2016, 11:15 AM
عملت الساردة على توجيه القارئ نحو وضعية اجتماعية قبل أن تدخل في التفاصيل قد تجري في الواقع الممكن، وهي تقنية لا تبتعد عن النمط الشكلي لكتابة المسرحية ، حيث تم تقديم الشخصيات في البداية ،وتأخير شخصيات أخرى سوف تظهر من جديد لتغير مسار الحكي مع جعل الأحداث تتعقد وتتشابك وتنحو نحو ما غرائبي وعجائبي .لكن الكاتبة لم تتقيد حرفيا بهذه التقنية المسرحية عدا بعض الحوارات التي أثثت النص عندما تركت لبعض الشخصيات أن تتحدث عن نفسها وتكشف خباياها وأسرارها ./حوار سليم مع الساحر /حوار الساحر مع أحمد / حوار طائر الرماد مع لبنى / حوار خالد مع أحمد ولبنى /...
لم تتقيد الساردة حرفيا بتقنية كتابة المسرحية ،بل عمدت على تكسيرها فقدمت الشخصيات في قالب سردي مع ترك عدة انطباعات حول ما تؤول إليها الشخصيات أثناء تفاعلها مع الأحداث المقبلة.من خلال هذه التوطئة يتبين أن الساردة مطلعة على مسار الأحداث وخطية " نص مسرحية المجهول" فالعنوان وحده يشكل نصا مستقلا قائما بذاته ، يمكن أن يكون اختياره فيها خدعة للقارئ ليتساءل :أهو دال على مسرحية ؟أم دال على قصة متفرعة الأحداث يختلط فيها الواقع والمتخيل وما هو غيبي وخرافي وأسطوري وسحري ... فالنص ينطلق من ما هو واقعي إلى ما هو غرائبي والقاسم المشترك بينهما هو السحر /الأطياف السبعة /
الحياة مسرحية كبيرة ،مشاهدها متنوعة ومختلفة بين الزمان والمكان ،ولا يمكن تشخيصها دفعة واحدة .. والساردة عملت على تشخيص جزء بسيط منها، ضمت حالات ووضعيات معزولة تشكلت في مشاهد مترابطة لكنها مجزأة على مساحة الكتابة..
في بداية النص حصرت السارد ذهن القارئ في العم عصام وحالة الابن 'سام'الذي يريد أن يغادر القرية بعدما أخبرتنا الساردة عن موضوع السفر الذي قلب حالة العم عصام إلى ما يشبه حالة الهذيان والشك والريبة والحذر المشوب بالأمل والطموح الغامض/ سام أبى أن يذهب في رحلة بحرية بحثا عن مغامرة / ففعل 'أبى' يحيلنا على عدة دلالات قد تكشف لنا عن شخصية سام الغامضة منها: الإصرار، الحلم،المغامرة ،الطموح، البحث عن السعادة ، البحث عن التغيير....
بقيت وضعية سام غامضة ومجهولة بعد المغادرة ، بعدما تركت الساردة النهاية للقارئ ليبحث عنها من خلال تجربته وثقافته وموقفه من الحياة المعاصرة. وبذلك قد تكون قد أسدلت الستار عن المشهد.....فغيرت الخطاطة السردية للحديث عن لبنى وأحمد كمشهد جديد منتزع من الحياة الذي يعرف تقلبات في موقف الأب سليم ،فتأرجح بين الموافقة في البدء والرفض مما دفعه أن يستعين بالسحر والساحر للتملص من الخطيب الذي حوله الساحر إلى طائر رماد يشاهد لبنى وهي لا تراه ....
استطاعت الساردة أن توظف الأسطورة في قصتها الطويلة دون أن تشير إلى أسطورة الفينيق الذي انبعث من رماده ،لكن "طائر الرماد"الذي خلقته الساردة في هذا النص هو وجه من وجوه فاعلية السحر عليه، ليتماثل بين القصة والأسطورة التاريخية مع ترك بصمتها المتجددة.إنها محاولة لخلخلة الأسطورة المعروفة من خلال منظور الساردة وموقفها من الحياة .. فهي توسلت بها لتكشف عن المعاناة التي لحقت المحبين بسب تدخل معيق غامض ومجهول لعب دوره في القضاء على ما هو إنساني بل على ما يغذي العلاقة الإنسانية من حب وسلوك وقيم .... بفعل التحايل والتنصل من المسؤولية ..
يقال إن شهوة الكتابة الإبداعية تكمن في طرح الأسئلة ،وفعلا طرحت الساردة عدة أسئلة في آخر النص كمحفز للقارئ أن يتصور مشهد الحياة ما بعد الكتابة. فالقصة لم تنته بعد رغم فناء بعض الأشخاص الفاعلين في المنع والتعسف وإهدار الكرامة والحرية الفردية.مما ينبئ بالتخلف والفكر المتردي ،والاعتقاد الخاطئ ، والتعامل مع الخرافات والأساطير ،واللجوء إلى السحر ....هناك تراسل خفي بين فكرة القصة والأسطورة ، بين الواقع والمتخيل ،بين الحق والباطل ،بين المعلوم والمجهول ...
هكذا قرأت هذا النص الجميل . وأتساءل بدوري عن سبب مقنع لاختيار أسماء أبطال القصة؟ أهو تفجير لذكريات نقشها الزمن في الذاكرة ونسيها، فعملت الساردة على فتح كوة تقارن من خلال الأحداث الماضي بالحاضر؟ أم جاء توظيف الأسطورة مقصودا للتأكيد على مواجهة الحياة بين الرغبة في الصمود مع خلق حياة متجددة كطائر الرماد الذي كان يجدد حياته؟ جميل ما كتبت وأبدعت المبدعة لبني .
مودتي وتقديري.

لبنى علي
04-12-2016, 01:34 PM
متابع بشغف حرف كاتبته مشروع روائية و من نوع خاص
قرأت ماكتبت بنهم متشةفا ما سيأتي .
لي عودات و عودات إن شاء الله


طبتَ أيُّها الفاضل الكريم أحمد رامي وطاب بكَ رُقيّ النبض المتناغم وإشراقة الأبجديَّة ذات الذَّوق الرَّفيع وأزاهير شفافيَّة الشَّفافيَّة .. ولعوداتكَ حتمًا نترقبُ والوجوديَّة ..

لبنى علي
04-12-2016, 01:39 PM
عملت الساردة على توجيه القارئ نحو وضعية اجتماعية قبل أن تدخل في التفاصيل قد تجري في الواقع الممكن، وهي تقنية لا تبتعد عن النمط الشكلي لكتابة المسرحية ، حيث تم تقديم الشخصيات في البداية ،وتأخير شخصيات أخرى سوف تظهر من جديد لتغير مسار الحكي مع جعل الأحداث تتعقد وتتشابك وتنحو نحو ما غرائبي وعجائبي .لكن الكاتبة لم تتقيد حرفيا بهذه التقنية المسرحية عدا بعض الحوارات التي أثثت النص عندما تركت لبعض الشخصيات أن تتحدث عن نفسها وتكشف خباياها وأسرارها ./حوار سليم مع الساحر /حوار الساحر مع أحمد / حوار طائر الرماد مع لبنى / حوار خالد مع أحمد ولبنى /...
لم تتقيد الساردة حرفيا بتقنية كتابة المسرحية ،بل عمدت على تكسيرها فقدمت الشخصيات في قالب سردي مع ترك عدة انطباعات حول ما تؤول إليها الشخصيات أثناء تفاعلها مع الأحداث المقبلة.من خلال هذه التوطئة يتبين أن الساردة مطلعة على مسار الأحداث وخطية " نص مسرحية المجهول" فالعنوان وحده يشكل نصا مستقلا قائما بذاته ، يمكن أن يكون اختياره فيها خدعة للقارئ ليتساءل :أهو دال على مسرحية ؟أم دال على قصة متفرعة الأحداث يختلط فيها الواقع والمتخيل وما هو غيبي وخرافي وأسطوري وسحري ... فالنص ينطلق من ما هو واقعي إلى ما هو غرائبي والقاسم المشترك بينهما هو السحر /الأطياف السبعة /
الحياة مسرحية كبيرة ،مشاهدها متنوعة ومختلفة بين الزمان والمكان ،ولا يمكن تشخيصها دفعة واحدة .. والساردة عملت على تشخيص جزء بسيط منها، ضمت حالات ووضعيات معزولة تشكلت في مشاهد مترابطة لكنها مجزأة على مساحة الكتابة..
في بداية النص حصرت السارد ذهن القارئ في العم عصام وحالة الابن 'سام'الذي يريد أن يغادر القرية بعدما أخبرتنا الساردة عن موضوع السفر الذي قلب حالة العم عصام إلى ما يشبه حالة الهذيان والشك والريبة والحذر المشوب بالأمل والطموح الغامض/ سام أبى أن يذهب في رحلة بحرية بحثا عن مغامرة / ففعل 'أبى' يحيلنا على عدة دلالات قد تكشف لنا عن شخصية سام الغامضة منها: الإصرار، الحلم،المغامرة ،الطموح، البحث عن السعادة ، البحث عن التغيير....
بقيت وضعية سام غامضة ومجهولة بعد المغادرة ، بعدما تركت الساردة النهاية للقارئ ليبحث عنها من خلال تجربته وثقافته وموقفه من الحياة المعاصرة. وبذلك قد تكون قد أسدلت الستار عن المشهد.....فغيرت الخطاطة السردية للحديث عن لبنى وأحمد كمشهد جديد منتزع من الحياة الذي يعرف تقلبات في موقف الأب سليم ،فتأرجح بين الموافقة في البدء والرفض مما دفعه أن يستعين بالسحر والساحر للتملص من الخطيب الذي حوله الساحر إلى طائر رماد يشاهد لبنى وهي لا تراه ....
استطاعت الساردة أن توظف الأسطورة في قصتها الطويلة دون أن تشير إلى أسطورة الفينيق الذي انبعث من رماده ،لكن "طائر الرماد"الذي خلقته الساردة في هذا النص هو وجه من وجوه فاعلية السحر عليه، ليتماثل بين القصة والأسطورة التاريخية مع ترك بصمتها المتجددة.إنها محاولة لخلخلة الأسطورة المعروفة من خلال منظور الساردة وموقفها من الحياة .. فهي توسلت بها لتكشف عن المعاناة التي لحقت المحبين بسب تدخل معيق غامض ومجهول لعب دوره في القضاء على ما هو إنساني بل على ما يغذي العلاقة الإنسانية من حب وسلوك وقيم .... بفعل التحايل والتنصل من المسؤولية ..
يقال إن شهوة الكتابة الإبداعية تكمن في طرح الأسئلة ،وفعلا طرحت الساردة عدة أسئلة في آخر النص كمحفز للقارئ أن يتصور مشهد الحياة ما بعد الكتابة. فالقصة لم تنته بعد رغم فناء بعض الأشخاص الفاعلين في المنع والتعسف وإهدار الكرامة والحرية الفردية.مما ينبئ بالتخلف والفكر المتردي ،والاعتقاد الخاطئ ، والتعامل مع الخرافات والأساطير ،واللجوء إلى السحر ....هناك تراسل خفي بين فكرة القصة والأسطورة ، بين الواقع والمتخيل ،بين الحق والباطل ،بين المعلوم والمجهول ...
هكذا قرأت هذا النص الجميل . وأتساءل بدوري عن سبب مقنع لاختيار أسماء أبطال القصة؟ أهو تفجير لذكريات نقشها الزمن في الذاكرة ونسيها، فعملت الساردة على فتح كوة تقارن من خلال الأحداث الماضي بالحاضر؟ أم جاء توظيف الأسطورة مقصودا للتأكيد على مواجهة الحياة بين الرغبة في الصمود مع خلق حياة متجددة كطائر الرماد الذي كان يجدد حياته؟ جميل ما كتبت وأبدعت المبدعة لبني .
مودتي وتقديري.




ما أسعدني برُقيّ بصمتكَ الأنيقة الناطقة وعمق الرؤية المصافحة بجوهر البيان وقيثارة الفكر ..

وتبقى التساؤلات تدور في فلك المجهول .. بوابة السكون الصاخب .. مفاتيح غربة الغيبوبة .. آنية الآنية.. آلة السراب .. وموائد التفكُّر !

دمتَ من الرُّقيّ إليه أيُّها الفاضل النبيل الفرحان بو عزة .. ودام قلمكَ بكَ ناطقًا ذوقًا رفيعًا

أصالة فكرٍ متناغمٍ و جوهر البوصلة التفكريَّة التأمليَّة .. و رؤية الرؤية !