المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة صابر الأخيرة - قصة قصيرة



عماد هلالى
11-11-2016, 02:34 AM
ليلة صابر الأخيرة - قصة قصيرة نشرتها لي الشروق العربي في 13-20 سبتمبر 1991 - داخل الى 18 سنة .. الثالثة ثانوي
تتابعت خطواته عشوائيا في الظلام ,لكنها مصيرية ,كل خطوة يتقدمها تبعده عن زمن سابق يحاول أن يهرب منه ,وتتابعت الأفكار أيضا على شريط مخيلته كتتابع أعمدة الجسر الذي يمشي عليه ,غريب أنا في هذا العالم - قال صابر - لم أكن أبدا واقعيا ,لكنني عشت الواقع بكل آلامه ووخزاته المحرقة ,الكل يتحرك بجنون المادة ,كل الحياة من حولي تغلي وتفور .. وأنا وحدي غارق في شرنقة حريرية نسجتها من خيوط خيالي ولونتها بألوان الطيف الصافية .. وجهي وحده الذي دامت على سطحه الإيتسامة وسط كل الوجوه التي أعبستها المعيشة وارتسمت فيها وبكل وضوح بطاقات الأسعار الداكنة .. كم نصحني اصدقائي أن أنزع عن عيني نظارتي الوردية وأرى العالم بوضوح وحاولت ,لكنني لم أقدر رغم استفزاز نظرات الإحتقار التي كنت أقرؤها في عيون الناس ,حتى في عيني أقرب أقربائي ... زوجتي ,كم حاولت أن أثبت لهم جميعا أن المثالية سوف تنزل إلى الواقع وأنني أبدا لن أتغير ,بل يجب أن يتغير الكل وأبقى ثابتا ,فجأة وجدت أن الإعصار قوي ,أقوى من أن يسمع صرخة ضعيف مثلي .. رأيت الكل انحنى له كالأعشاب لكي لا تكسر ووحدي بقيت صامدا ,عنيدا ,وازداد الإعصار قوة وازددت عنادا ثم كسرت . تنهد صابر ووقف على الجسر يتأمل البحر الصاخب تحته - ثم عاوده الخيال من جديد : فعلا كسرت ,لقد تركت إبني مع أمه التعيسة في شبه بيت لا أعرف إن كانت لهما لقمة للعشاء أم لا ... وفجأة تذكر أحد أصدقائه القدامى المشكوك فيه ,تردد ... ثم انطلق اليه .
- في صباح يوم انتشر في البلد خبر رجل رمى بنفسه من الجسر
- وفي صباح يوم آخر وصلت لإمرأة تعيسة رسالة من زوجها لم تفهمها إلى حد الآن قال فيها : - إنني لم أنتحر لكن المباديء انتحرت داخلي ! -
- وفي صباح يوم آخر سمع حارس سجون من إحدى الزنزانات المظلمة صوتا يقول : إنّ تلك الشرنقة الحريرية أحسن ألف مرة من هذه الزنزانة المظلمة ,وكم كنت غبيا عندما حسبت أن تلك الليلة ليلتي الأخيرة بل هي ليلتي الأولى !

عادل العاني
11-11-2016, 12:15 PM
أرحب بك قاصّا وأديبا في أفياء الواحة

نص جميل وقصة معبّرة وذات معنى...

وتصلح للنشر في قسمها

ما ينقصها هو قليل من العناية واستخدام علامات الترقيم , وقطع الإستمراية عند الإنتقال لمقطع جديد. كما أن بعض همزات القطع كان يجب أن تكون واضحة.

تحياتي وتقديري

قوادري علي
11-11-2016, 07:26 PM
سرد جميل يعلن عن سارد مميز..
نتمنى لك التوفيق عماد..

عبد السلام دغمش
12-11-2016, 08:18 PM
اهلًا بكم أديبنا الأستاذ عماد هلالي ..
أسلوب جميل وربما احتاجت منك لبعض الاشتغال على النص.
هي قصة وليست بالقصيرة جدا ،وأستئذنك في نقلها لمنتدى القصة والمسرحية .

تحيتي .

عماد هلالى
13-11-2016, 12:12 AM
شكرا جزيلا أساتذتي بارك الله فيكم

ناديه محمد الجابي
13-11-2016, 07:19 PM
السعي إلى المثالية والرغبة فيها قد تصبح مصدرا لإزعاجك وإزعاج من يعيشون حولك
وقد يؤدي إلى التوتر النفسي خاصة مع ضغوطات الحياة وصعابها.
إن من يسعون وراء المثالية هم غالبا أناس طيبون يتوقعون من الحياة الكثير
ولكنهم غالبا ما يفاجأون بالواقع المر.
نص مائز بسرديته الرائعة، ولغته، وخاتمته الصادمة..
قصة معبرة ومؤثرة ومؤلمة
بوركت ـ وشكرا لك
وأهلا بك في أفياء واحة الخير والأدب والجمال.:001:

أحمد العكيدي
15-11-2016, 12:35 PM
هي قصة ذات مغزى وحكمة ترسم مشهد من مشاهد الواقع الصعب.
تحياتي أستاذ عماد.

عماد هلالى
19-11-2016, 12:50 AM
شكرا جزيلا أسعدتموني والله بهذه المشاركات الطّيبة

كاملة بدارنه
02-12-2016, 07:55 PM
قصّة معبّرة عن واقع أليم بسرد جاذب حتى القفلة
بوركت
تقديري وتحيّتي

عماد هلالى
03-12-2016, 01:48 AM
وفيك بارك أستاذة شكرا جزيلا جزاكم الله كل خير

آمال المصري
10-12-2016, 05:29 AM
نفس تسمو وترتجي المثل وتحيا بالقيم والمبادئ لامكان لها على أرض الواقع إلا من رحم ربي
نص جميل بفكرته وسرده وما يرمي إليه وببعض الاعتناء يصير أبهى وأروع
مرحبا بك أيها الفاضل في واحتك
تحية وتقدير

عماد هلالى
23-01-2017, 03:52 AM
آمال المصري : مرورك الكريم أجمل وأروع , لكي خالص تحياتي وتقديري , شكرا جزيلا