تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحب الحنيف



د. سمير العمري
27-09-2016, 07:16 PM
أَلَــدُّ مِــنْ نِــقْمَةِ الْــمَوتُورِ مَــا اقْــتَرَفَهْ = أَغْــرَاهُ عَــرْفُ الشَّغَافِ الْعَفِّ فَاقْتَطَفَهْ
سَــالَتْ عَــلَى وَجْــنَةِ الْــوَجْدِ ابْتِسَامَتُهُ = وَتَــرْجَمَتْ مِنْ حَدِيثِ الصَّمْتِ مَا نَزَفَهْ
لَــمْ يَــدْرِ أَنَّ الَّــذِي يَــخْشَى عَــلَى يَدِهِ = بِــالظُّفْرِ يَــنْسِجُ مِــنْ خَيْشِ النَّوَى تَلَفَهْ
مَــا اعْــشَوْشَبَتْ بِالْهَوَى الْعُذْرِيِّ أَفْئِدَةٌ = إِلَّا وَأَرْعَــى بِــهَا مَــهْمَا اتَّــقَى صَــلَفَهْ
تَــبَــرَّأَ الْــوَعْدُ مِــنْ كَــفٍّ مَــدَدْتُ لَــهُ = وَمِــنْ يَــمِينٍ عَــلَى صَدْرِ الصّبَا حَلَفَهْ
مَـــا حَــمْــحَمَتْ خَــيْــلُهُ إِلَّا وَسَــرْبَلَهَا = دِرْعَ الْــوَقَــارِ فَــأَيَّــانَ الْــهَــوَى ثَــقَفَهْ
لَــوْلَا تَــأَنَّى فَــلَمْ يَــأْنَسْ إِلَــى قصَصٍ = مِــنْ شَــهْرَزَادَ وَلَــكِنْ صَرْفُهَا صَرَفَهْ
بِــنْتُ الْــخَيَالِ هَــوَتْ بِــالصَّدِّ عَــاكِفَةً = عَــلَــى جُـــذَاذِ فُــؤَادٍ حَــطَّمَتْ رَهَــفَهْ
وَابْــنُ الْــخَلِيلِ نَمَى الْحُبَّ الْحَنِيفَ فَمَا = يُــوَجِّــهُ الْــقَــلْبَ إِلَّا مُــسْــلِمًا شَــغَــفَهْ
أَحْــنَتْ عَــلَى بَــدْرِهِ شَــمْسِي فَحَادَ بِهَا = صَوْبَ الْكُسُوفِ وَنُورِي الْبَرُّ مَا خَسَفَهْ
وَالــشَّمْسُ مَــا أَفَــلَتْ فِــي لَيْلِ غُرْبَتِهَا = وَإِنَّــمَا مِــنْ قُــصُورِ الْــعَيْنِ أَنْ تَصِفَهْ
أَزْلَــفْتُ قَــلْبِي غُــلُوًّا فِــيكِ مِــنْ وَمَقٍ = كَــصَائِمٍ يَــرْتَجِي الرِّضْوَانَ فِي عَرَفَةْ
وَجِــئْتُ أَنْــحَرُ عِــرْفَانِي عَــلَى طَــبَقٍ = وَلَــوْ حَــبَبْتِ فُــؤَادِي الْــحَتْفَ لَازْدَلَفَهْ
يَــا مَــنْ تَــبَوَّأْتِ جَــنَّاتِ الــنُّهَى نُــزُلًا = وَفِـــي جــنَانِكَ لَــمْ يُــبْدِ الــنَّدَى كَــلَفَهْ
لَا تَسْكُبِي الْيَأْسَ فِي كَأْسِ السِّنِينَ أَسَى = فَــرَشْفَةُ الــسُّمِّ لَا تُــبْقِي الَّــذِي رَشَــفَهْ
وَلَا تَــدُعِّــي حَــنِينَ الــطِّينِ مِــنْ وَرَعٍ = فَــصَــبْوَةُ الْــمَاءِ لَــيْسَتْ نُــطْفَةً وَتَــفَهْ
وَلَا تُــرَاعِــي إِذَا مَــا الْــهَجْرُ أَيْــوَبَنِي = فَـــإِنَّ لِــلــشَّوْقِ إِلْــحَــافٌ وَلِــي أَنَــفَةْ
مَـــا أَنْـــتِ إِلَّا أَنَــا رُوحٌ تَــشِعُّ عَــلَى = جِــرْمَيْنِ مِــنْ عَــسْجَدٍ ذَابَا بِهَمْسِ شَفَةْ
وَالــنَّفْسُ سِــرٌّ سَــرَى لَا حَدْسَ يُدْرِكُهَا = وَلَا يُــحِيطُ بِــهَا فَــصْحٌ صَــفَا وَصِــفَةْ
وَأَنْــتِ شِــعْرِي الَّذِي لَوْ عَنَّ فِي زَمَنٍ = لَــبَــشَّ مِــنْهُ زُهَــيْرٌ وَانْــتَشَى طَــرَفَةْ
كَــأَنَّــهُ عَـــادَ مِـــنْ سِــرْدَابِ غَــيْبَتِهِ = لِــيُدْهِشَ الــذَّوْقَ مِــنْ إِبْدَاعِ مَا اغْتَرَفَهْ
وَمَـــا تَــسَــلَّقَ قَـــدْرِي غَــيْرُ مُــنْتَهِزٍ = كَــالْفَأْرِ مِــنْ حَوْبَةِ اللَّيْثِ امْتَرَى شَرَفَهْ
لَا كُــنْتَ يَــا قَــلْبُ إِنْ أَمْــسَيْتَ إِمَّــعَةً = يَــرَى الْــوُجُودَ وَلَــكِنْ لَا يَــرَى طَرَفَهْ
إِنْ كَــانَ يَــسَفَعُ نَــخْلَ الْــحلْمِ نَمْلُ أَذَىً = فَــكَيْفَ يُــسْعِفُ نَــحْلَ الْــمُجْتَنِي سَعَفَةْ
قِفْ فِي مَدَى الْحُبِّ لَا تَعْدُ الْمُنَى بِهَوَىً = فَــأَيُّ عِــشْقٍ لِمَنْ يُضْنِيكَ مَحْضُ سَفَهْ
وَلِــلْــمَشَاعِرِ بَــيْــضَاءَ الـــرُّؤَى دِيَــمٌ = تَأْسَى بِعَصْفٍ وَإِنْ أَبْدَى الصَّدَى أَسَفَهْ
فَــنَــرْجِسُ الْــقَلْبِ لَا يَــسْمُو بِــلَا ثِــقَةٍ = وَلُــؤْلُــؤُ الْــحُبِّ لَا يَــنْمُو بِــلَا صَــدَفَةْ