المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصمة جبين



د. سمير العمري
28-10-2016, 06:03 PM
تَبْكِي عَلَيْهِ كَأَنَّهُ يُبْكَى=وَهُوَ الْعَدُوُّ الْأَنْكَدُ الْأَنْكَى
تَبْكِي وَفِي الْعَيْنَيْنِ أُحْجِيَةٌ=وَعَلَى جَبِينِكَ وَصْمَةٌ تُحْكَى
تَبْكِي وَدَمْعُكَ لَمْ يَسُحَّ عَلَى=مَنْ سَامَهُمْ فِي عَهْدِكَ الْفَتْكَا
لَمْ تُبْقِ لِلتِّمْسَاحِ مَعْذِرَةً=حَتَّى خَرَقْتَ لِغَزَّةَ الْفُلكَا
يَا حَالِبَ الثِّيرَانِ هَلْ نَضَحَتْ=يُمْنَاكَ إِلَّا الضَّيْمَ وَالضَّنْكَا
يَا طَالِبَ الْغُفْرَانِ هَلْ مَلَكَتْ=يُسْرَاكَ مِنْ أَعْدَائِنَا الصَّكَّا
أَفْقَدْتَ فِي بِيرِيسَ رَحْمَ أَخٍ=فَحُرِمْتَ فِيهِ الزَّنْدَ وَالورْكَا
أَمْ جِئْتَ تَلْطِمُ فِي جِنَازَتِهِ=حَتَّى يُقَالَ الْأَحْكَمُ الْأَذْكَى
قَدْ عِشْتَ يَا عَبَّاسُ تَشْرَبُ مِنْ=كَأْسِ الضَّلَالِ وَتَمْضُغُ الْإِفْكَا
لَمْ تَأْلُ جُهْدًا فِي الضَّجِيجِ عَلَى=مَنْ قَاوَمَ الْعُدْوَانَ وَالشِّرْكَا
هَوَّدْتَ أَكْثَرَ أَرْضِنَا فُرُطًا=حَتَّى تَرَّضَى حَبْرُهُمْ عَنْكَا
وَقَلَبْتَ وَالْمَعْنَى يَمُورُ أَسًى=سُورَ الْبُرَاقِ لِحَائِطِ الْمَبْكَى
يَا أَرْذَلَ الْحُكَّامِ مَنْزِلَةً=كَيْفَ اسْتَطَعْتَ بِحُمْقِكِ الْمُلْكَا
يَا شَرَّ مَنْ جَاسُوا وَمَنْ جَلَسُوا=فِي خَيْرِ أَرْضٍ بِالْهُدَى تزْكَى
مَا أَنْتَ إِلَّا خَائِنٌ أَشِرٌ=وَمُلَفِّقٌ لَا يُتْقِنُ الْحَبْكَا
عِلْمُ السِّيَاسَةِ فِيكَ مَذْهَبُهُ=أَنْ تَكْرَعَ الْوِيسْكِي مَعَ الْفُودْكَا
أَنْ تَطْعَنَ الْأَهْلِينَ مِنْ دُبُرٍ=وَتَهُشَّ لِلْأَعْدَاءِ مُصْطَكَّا
أَنْ تَحْقِرَ الْآرَاءَ رَاشِدَةً=وَتَهِيمَ فِي أَفْكَارِكَ الحَلْكَا
أَنْ تَزْعُمَ الْكُرْسِيَّ فِي صَلَفٍ=وَتَغُضَّ عَنْ صَفَدٍ وَعَنْ عَكَّا
أَنْ تَسْلُبَ الْأَجْيَالَ مِنْ غَدِهَا=وَتَدُسَّهَا فِي غُرْبَةٍ تُشْكَى
أَنْ تَمْنَحَ الْوَرْدَ الَّذِي طَلَبُوا=مِلْءَ الْفُؤَادِ وَنَحْصُدَ الشَّوْكَا
شَرُّ الْمَوَاقِفِ أَنْ تَمِيلَ لِمَنْ=يَعْدُو عَلَيْكَ وَيَدَّعِي النُّسْكَا
وَالْعَقْلُ آفَتُهُ الْهَوَى فَإِذَا=حَكَّ الضَّمِيرُ الْمَنْطِقَ احْتَكَّا
وَإِذَا تَوَلَّى الْكِبْرَ إِمَّعَةٌ=يَطْغَى عَلَيْهِ الرَّانُ مَا انْفَكَّا
عَبَثِيَّةُ الْكَلِمَاتِ لَيْسَ لَهَا=إِلَّا الْبَرَاء مِنَ الَّذِي رَكَّا
وَعَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ يَجْهَدُ مَنْ=يَصْبُو لِدَحْرِ عَدُوِّهِ مَعْكَا
إِنَّا السُّرَاةُ الصِّيدُ نَخْوَتُنَا=تَأْبَى الْهَوَانَ وَتَأْنَفُ الْمَحْكَا
نَسْمُو إِلَى الْفَتْحِ الَّذِي خَذَلُوا=وَنَعِفُّ عَنْ جَرْحِ الَّذِي يَنْكَا
وَالْقُدْسُ صِنْوَ الرُّوحِ مَا فَتِئَتْ=لَا نَهْشَ يُوهِنُهَا وَلَا نَهْكَا
وَإِذَا فِلسْطِينُ اشْتَكَتْ يَدَنَا=فَعَلَامَ نَرْجُو الْفُرْسَ وَالتُّرْكَا
لَا يَتَّقِي مَنْ هَامَ فِي ثِقَةٍ=أَوْ يَرْتَقِي مَنْ أَيْقَنَ الشَّكَّا
فَلْنَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فِي وَطَنٍ=وَلِنَسْعَ بِالْأَمْرِ الَّذِي يرْكَى
وَلَعَلَّ حُسْنَ الظَّنِّ بَوْتَقَةٌ=لِنَصُبَّ فِيهَا السَّمْكَ وَالْمِسْكَا
لَا غَدْرَ يُصْدِرُ شَمْلَنَا بدَدًا=لَا كَيْدَ يُورِدُ سَتْرَنَا الْهَتْكَا
سَنَظَلُّ ثُوَّارَ الْهُدَى أَبَدًا=وَنَدّكُ أُمَّ رُؤُوسِهِمْ دَكَّا
وَنَصِيحُ مِلْءَ الْكَوْنِ فِي شَمَمٍ=بِيَقِينِ مَنْ صَلَّى وَمَنْ زَكَّى
إِنَّا لَنُحْيِي الدَّهْرَ مِنْ دَمِنَا=فِي الْخَالِدِينَ وَغَيْرُنَا الْهَلْكَى