المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غيداء المعادي



رياض شلال المحمدي
24-11-2016, 06:01 AM
قصيدة للأستاذ الدكتور عبد الله مصطفى الهرشمي رحمه الله :


قُلْ لميٍّ - لستُ أدري - أو سعاد = هل على أرض " المعادي " من معاد
خطرتْ وادعةً لاهيةً = طوّفت منّي بعقلٍ وفؤاد
وسرت في خافقٍ من أضلعي = مثلما الأحلام في فكر العباد
وهفا القلب ولكن ردَّه = موثقٌ من سرّ حبٍّ ووداد
لبست أفوافها بل ألبست = تلكم الأفواف حسنًا ما يزاد
قطِعٌ أمّا التي من صدرها = رشف قطرَ نداها المستزاد
فازدهت غنَّاءَ في ألوانها = بَيْدَ أنَّ الأخضر المحبوب ساد
والتي استرسلت من خصرها = قبَّلتْ أقدامها أو لا تكاد
حيَّرتني هل لها ما احتشمت = فاستطالت وتحلت بالسَّواد
أم تُرى الغيداء تكسوها على = مهَجِ العشاقِ رمزًا للحداد
أشرقت حسنًا وكادت أن تَرى = حار مني اللبُّ واستعصى السَّداد
وزهت غرَّت أحسَّت أنني = أبتغي من وجهها وجه الرشاد
أنبَهتْها من عيوني نظرة = أسلمتها لدلالٍ وعناد
فخطتْ ، لا كالتي ترجو النوى = بل كمن أشجاه لحنٌ فاستزاد
واستشارت مِعصمًا في موعدٍ = لقطارٍ من ربى " حلوان " عاد
واصطحبنا بعدُ في قاطرةٍ = أيّ سحرٍ قد أقلَّت في البلاد
فأرتني أعينًا ما نضجت = ونهودًا برزت يوم النِّهاد
وخدودًا ما علتها غبرةٌ = وشفاهًل لم تجمَّل بأياد
وفؤادًا مثلما نرجو الهوى = طاهرًا حيًّا عظيم الإعتداد
فرعها الإبريز إلا أنَّه = عسجدٌ فيه انعطافٌ وانعقاد
لم ترعها صنعة كلا ولا = خُطَّ يومًا حاجباها بمداد
والتقينا ، وكلانا قد بدا = أنه أبدى الذي أخفى الفؤاد
قلتُ إن أحببت واديك فهل = غير واديك لدى الأحباب واد
لستُ أنساك ولا الزَّهر التي = حول جنَّات " المعادي " للمعاد

ناديه محمد الجابي
03-12-2016, 10:37 AM
قصيدة بديعة ، محكمة النسج لغة وإيقاعا وتصويرا
رقيقة العاطفة، عذبة ، متألقة
إختيار مميز فبارك الله في العقل والفكر والقلم
تحياتي والورود. :0014: