المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المندس



سعاد محمود الامين
30-11-2016, 04:52 AM
المُندس

عندما يأوى إلى فراشه ليلا يسب ذاته:
ـ أنت مجرد جرثومة لاتُرى بالعين المجردة..
فترد ذاته التعيسة:
ــ لا أحد يحبك ..لا أحد يفتقدك!
لحظتها يشعر بالعدمية ، فيحضن وسادته وينشج فى صمت، حتى يغلبه النعاس.
يستسقظ يتحسس جسده بضجر :
... لم أمت..ليتها هامت وضلت جسدي..
ينهض ويرتدي اسماله، وينتعل خفه الذى لايترك أثرا على الأرض..ويسير فى الشارع الذى تعود أن يعبره كل يوم.. يغالب شعوره المرير بأنه مخفي لم يره أحداً.
منذ أسبوع وهوحبيس الجدران، مكدود وطأه الجوع فخرج مرغما، صاح به نادل المطعم مرحبا:
ـ أينك.؟
التفت خلفه فلم ير أحد فبادره النادل:
ـ أسبوع لم نرك يارجل افتقدناك..والله
همهم:
ـ هل هذا يتحدث معي ؟.. افتقدني ! يا مرحى
وخرج يغالب ابتسامة عنيدة تقاوم الارتسام،ولأول مرة يحس أنه مرئي. شعر بثقله فوق الأرض فاختال.

:noc:

ناديه محمد الجابي
30-11-2016, 04:09 PM
بطل قصتنا هنا شخصية ضعيفة ، ثقته بنفسه مهزوزة ، يشعر بأن لا شيء يميزه
يرى في نفسه إنسان حقير ـ وحيد ـ منبوذ ـ يسرف في هذا التفكير حتى يصبح
للأسف حقيقة.. يضخم أخطاءه، ويفرح بجرح نفسه للشعور بالمزيد من الألم
وجلد الذات هنا حيلة العاجز ومطية الفاشل ومهرب الجبان.
( أنا مجرد جرثومة ـ لا احد يحبك ـ لا أحد يفتقدك)
هذه العبارات هى معاول هدم تهدم نفسيته وتحطمها...
لذا فعندما كلمه النادل وسأل عنه أعطاه جرعة من الثقة فترتسم الإبتسامة
على وجهه، ولأول مرة يحس بثقله على الأرض ـ فيختال.

رسم دقيق بالكلمات لحالة مرضية أجدت عرضها ، وأبدعت في نسجها بقوة
تتألقين في إظهار الفكرة التي وفقت في إيصالها إلى المتلقي
بلغة أدبية مميزة
أهلا بعودة هذا القلم النابض بالروعة.
:v1::0014:

عمر الصالح
01-12-2016, 07:22 PM
المُندس

عندما يأوى إلى فراشه ليلا يسب ذاته:
ـ أنت مجرد جرثومة لاتُرى بالعين المجردة..
فترد ذاته التعيسة:
ــ لا أحد يحبك ..لا أحد يفتقدك!
لحظتها يشعر بالعدمية ، فيحضن وسادته وينشج فى صمت، حتى يغلبه النعاس.
يستسقظ يتحسس جسده بضجر :
... لم أمت..ليتها هامت وضلت جسدي..
ينهض ويرتدي اسماله، وينتعل خفه الذى لايترك أثرا على الأرض..ويسير فى الشارع الذى تعود أن يعبره كل يوم.. يغالب شعوره المرير بأنه مخفي لم يره أحداً.
منذ أسبوع وهوحبيس الجدران، مكدود وطأه الجوع فخرج مرغما، صاح به نادل المطعم مرحبا:
ـ أينك.؟
التفت خلفه فلم ير أحد فبادره النادل:
ـ أسبوع لم نرك يارجل افتقدناك..والله
همهم:
ـ هل هذا يتحدث معي ؟.. افتقدني ! يا مرحى
وخرج يغالب ابتسامة عنيدة تقاوم الارتسام،ولأول مرة يحس أنه مرئي. شعر بثقله فوق الأرض فاختال.

:noc:



العمل الفنى المتكامل يبهر القارئ مهما كانت توجهاته ومساحات تذوقه...

فكره ولا أروع , حوار ثرى لم يخالطه الحشو ولا الإسترسال..

صياغة ومفردات ثرية ولا أروع..


أستاذتنا .. سعيد أننى مررت من هنا لأضع بصمة على خجل !


تحية تقدير

عمر

عبد السلام دغمش
02-12-2016, 05:52 AM
الأستاذة سعاد

نص جميل يختزل سلوك شخص يعيش على الهامش مما أصابه بالانهزامية أمام الواقع..
هل يتحمل هو ما وصل اليه ..أم أن الواقع بذاته أدى به لهذا الاغتراب ..؟ ربما كانت الحالة الثانية أشد فشعوره بالجوع وجفاء من حوله وعدم اكتراثهم ربما أدت به لما وصل إليه .

ربما جاءت الخاتمة أبسط من الحبكة .. هل كان مجرد تساؤل النادل عنه كفيلا بانتشاله من يأسه؟

أهلا بكم أديبتنا الكريمة .

تحيتي .

سعاد محمود الامين
02-12-2016, 12:37 PM
العزيزة نادية
شكرا لتعليقك البديع لقد غصت عميقا في النص
امتناني وتقديري لبهاء حرفك

سعاد محمود الامين
02-12-2016, 12:39 PM
الأديب عمر
سعدت بهذا المرور الوريف..والحرف الأنيق
أخجلت تواضعي خاص شكري وتقديري

سعاد محمود الامين
02-12-2016, 12:45 PM
الأديب عبد السلام
لقلمك وحشة شكرا لك على ماتفضلت به حول النص
نعم هناك مثلا يقول الغرقان يتعلق بالقشة..فالانسان المدمر ذاتيا أحيانا
يتخيل ابتسامة احدهم له ليتوازن ..فما بالك ينتشله احدهم قائلا له أن غيابه بائن ...يرد له روحه..فترة لم اقل يشفي..

آمال المصري
08-12-2016, 08:15 PM
كلمة طيبة جديرة أن تبدل حال بئيس وتبدل تطيره لتفاؤل ويأسه لأمل
نص جميل ماتع فكرة وبيانا وسردا فشكرا لك أديبتنا الرائعة
مرحبا بك في واحتك
تحية وتقدير

سعاد محمود الامين
10-12-2016, 06:58 AM
شكرا لمرورك الوريف
الأستاذة آمال
تحيات قلبية

عباس العكري
31-12-2016, 11:12 AM
https://2.bp.blogspot.com/-KODvRlo1HQU/WGeEWYGb4bI/AAAAAAAABio/7fGS_b1PkCswcIbwHgZ1DutS3XtriONcACLcB/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25AF %25D8%25B3.png

سعاد محمود الامين
31-12-2016, 07:17 PM
الأخ عباس
تحية ود واحترام
كل عام وأنت بخير
حقيقة الدهشة والفرحة غمرتنى حين رأيت النص بهذه الأناقة..لقد أنرت وأضفت
شاكرة لك ومقدرة..:0014: