مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر تفالي عبدالحي
تفالي عبدالحي
02-12-2016, 10:59 PM
سكر القلب
سَكرَ القلْبُ فوق تلك الرَّوابي............منْ جَمَال الطَّبيعة الخلاّب
فاذْهبوا يا سقاةُ إنِّي سعيدٌ.................في حياةٍ كثيرةِ الإعجاب
واصْرفوا الكأسَ دون أيِّ كلامٍ ......واتْركوني بلا شرابِ الخواب
نَطْلبُ الضرَّ و السّقامَ غَباءً .......منْ كُؤوس الحرَام ذاتِ الحباب
قدْ رأَيْتُ المخْمورَ شخْصًا عَنيفًا.......فاقدًا للنُّهى و خيْطِ الصواب
تارةً يلْعنُ الوجُودَ و ما فيه............وَ طورًا يبْكي كَطفْلٍ مُصَاب
فإذا المَرْءُ ضيَّعَ العقْلَ بالخمْر ..........توَلَّى الشَّيطانُ جرَّ الرّكاب
نعْمةُ العَقْلِ تسْتحقُّ حفاظًا............فَهْي نورٌ و لمْ تكُنْ مِنْ ترَاب
صحَّة العقلِ في التأمُّل و التفْكِير.........في ما يُذيبُ قلْبَ الصِّعاب
لمْ أَجدْ في الخُمور إلا سُمومًا.........و ضَياعًا للعُمر في الأَكواب
فالرَّبيع البديعُ يسْقي عُيُوني ............بجَمالٍ يطيلُ عهدَ الشباب
و السَّعيدُ السعيدُ منْ كانَ يقْضي..العيشَ بين الزُّهور و الأعشاب
إنِّني قَدْ سُقيتُ في الغاب خمرا.......ما عليها العقاب يوْمَ الحساب
و وجدْتُ الأَيَّامَ ظلاًّ ظليلاً ................و نسيمًا و راحةَ المُرتاب
إنَّ في الغاب يختفي كلّ عجْزٍ..........وتصير الأحلامُ دونَ حساب
عيشَة حطَّها الزمانُ بَعيدًا............عنْ ضجيج السُّكان و الرُّكاب
غاب فيها الضَّياعُ و المرْءُ يرْتا.....حُ مع الورد منْ سَماعِ العتاب
سَاعةٌ في الهُدوء خيْرٌ منَ الأَ....يَّام تُقْضى في قبْضَةِ الاصْطخاب
يا لها منْ مَعيشة لمْ أجدْ فيها..................شقاءً يَضرُّ بالألْباب
يا لها منْ مناظرٍ حَطَّها في ...........قبْضَة الغابِ صانعُ الأَسْباب
تفالي عبدالحي
13-12-2016, 01:09 PM
صحب الهم
صَحبَ الهمُّ و السهادُ فؤادي............فَتخلَّتْ عنْهُ حَياةُ الهناءِ
إِنَّني في الغرام جدُّ سقيم ...........و أرى في كفَّيْكَ خيْرَ الدواء
أنتَ تَدْري أنِّي أحبُّكَ جدًّا .............مثلَ حُبِّ السِّكِّير للصهْباء
فالهوى صَار ساكنًا في ضُلوعي.......بينما لا تريدُ حتَّى لقائي
قدْ كتمْتُ الهوى و لكنْ بدتْ أعْ.........راضُه للعيانِ دونَ رداء
لا تدَعْني و قفْ بجنْبي فإِنِّي..........لا أُحبُّ البقاءَ في البأْسَاء
إِنَّ بَحْرَ الغرَام بحْرٌ خطيرٌ.............ليسَ فيه للهمِّ أيُّ انقضاء
و اتَّقِ اللهَ في مُحبٍّ غدا منْ .........كَثْرةِ الاكْتئابِ في شرِّ داء
مُنْذ صُغْري أراكَ نَجْمًا منيرًا .......نُورهُ قَدْ غَطَّى نُجومَ السماء
إِنِّني واهِبٌ لقرْبكَ عُمْري..............فَهنيئًا للقرْبِ خَيْر العطاء
كُنْ كريمًا إِنَّ الكريمَ رحيمٌ............و عديمُ الجَفاء و البغْضَاء
فَجريحُ الغرَام لا يبْتَغي غيْرَ............حَنانٍ ينْسيه طُولَ الجفاء
خُلقَ الدِّفْءُ والهنا في التَّداني ..بَيْنما الضرُّ والأسى في التنائي
نمْ هنيئًا أمَّا أنا فظلامُ .........الليلِ أضْحى يَقْتاتُ منْ أعْضَائي
ساءَلتْني عنِ الصفاء ضُلوعي...أبْعدَ الضرُّ يا ضُلوعي صَفائي
ليتَ للدهْر قُدْرةَ النُّطْق حَتَّى.........يَسْتطيعَ الكلامَ عنْ أَعْبائي
إِنَّ منْ يَحْملُ الهوى لا يُبالي.............بمَلام العذالِ و الرفقاء
ضَاقَ صَدْري ولَمْ أَعدْ ذا نشَاطٍ....في حَياةٍ لمْ تحْو غيْرَ الرياء
فأنا طائرٌ تَربَّى على الاخْ........لاصِ وَالصِّدْق والعطا و الإِبَاء
فإِذا غبْتُ عنْكَ فاعْلمْ يقينًا..........أنَّني في الهوى لقيتُ فنَائي
تفالي عبدالحي
16-12-2016, 03:39 PM
تَجاهَلْتِ قلبي
تَجاهَلْتِ قلبي وأَكْثَرْتِ لَوْمي...وأَثْقلْتِ فِكْري وزدْتِ اضطرابي
فَأصْبحْتُ منكِ كثيرَ الجروح.........و أحيا حياةً كلون الغراب
غُموضُك عنْ حدِّه زاد جدًّا..............فَأدْخلني عالمَ الارتياب
أنا منذُ صُغري أحبُّ الوضوحَ......و دومًا يكونُ إليه انتسابي
غَدوْتِ كأنَّكِ ما كنْتِ يَوْمًا ...........تحسِّين في غَيْبتي باكْتئاب
وحضْنكِ ما عاد فيه الحنانُ ...............يَلفُّ جوانبَه كالثياب
حَكمْتِ على حُبِّنا بالأفول...........و ما كان ذلك عينَ الصواب
حَسبْتُ هوانا سَيبقى مُشعًّا ........كتلك النجومِ فخابَ احْتسابي
تَمنيْتُ لو ما تزال الأمورُ.............تظلُّ كما هي دون انقلاب
سأطفئُ شَمْعي فما عاد دورٌ .......له في حياةٍ من الاصْطخاب
و أحبسُ عندي طيوري لكي لا ....تريْها ترفْرفُ حولَ الروابي
وأرحل عنك لأرتاحَ منكِ ........فَما عاد في القُرْب غيْرُ العذاب
إذا أصْبحتْ عيشةٌ كالجحيم........رَكبْتُ إلى البُعْد عَنْها ركابي
تفالي عبدالحي
19-01-2017, 11:15 AM
ذاتَ الضفائر
أيا ذاتَ الضفائر لا تَصدِّي...........فإني مُغْرمٌ بكِ مِنْ قديم
أتيتُ إليكِ أبحثُ عن صباح.......يُخلِّصني من الليل البهيم
خيالك لا يفارقني بتاتًا..........سواء في ذهابي أوْ قدومي
حُضُورُكِ يَجْلب الأنظارَ دومًا.....و يَطْردُ حلَّةَ الحال الذميم
جَمالك فاق حسْنَ الورْد سِحرًا....و غَطَّى نورُه نورَ النجوم
قوامُك غار غصْنُ البان منه......لِمَا فيه من النَّسقِ الوسيم
أرجِّي منكِ في الدنيا وصَالاً .......يكونُ مُشافيًا داءَ السقيم
مددْتُ يدي إليكِ فلا تكوني.........مُصمِّمةً على الصدِّ الأليم
فإنَّ الصدَّ يَهْويْ بالأماني......من الأعلى إلى القاع الوخيم
كَتمْتُ الحبَّ عنْ كلِّ البرايا.........و لكنْ كتْمه فوق الكتوم
هواكِ غدا يُقيِّدُني بقيدٍ ...........فَيَمْنعُني عن السَّيْر السليم
تخاصمَ في الظلام معي رُقَادي...فبات السُّهْدُ لي أَوفى حميم
أعَدْلٌ أَنْ أعيشَ بلا هَناءٍ ...........و أَنْ أبقى حليفًا للهُموم
فما في العيش فائدةٌ إذا لمْ .............يكنْ فيه هناءٌ للمقيم
و لا في الصُّبح مَنْفعةٌ إذا لمْ...يجئ بالنور و الشَّدْو الرخيم
شكوتُ إليكِ جرْحًا بي كبيرًا....... لعَلَّكِ تعْطفين على الكليم
تفالي عبدالحي
19-01-2017, 11:19 AM
لا تزيدي
لا تزيدي جُروحَه فهْوَ يحْيا .........في خضمِّ الجُروح منذُ قديم
عاقبتْه الأَيَّامُ ظُلمًا و حقدًا .........و سَقاه الضياعُ خمْرَ الجحيم
لمْ يعُدْ يعْرفُ السُّرورَ و لوْلا.......الظلْمُ ما عاشَ في شقاءٍ أليم
أَرْغمتْه الأحزانُ في عيشه أنْ.......يقضيَ الليل ساهرا كالنجوم
حُلْمه في الحياة كانَ كبيرًا .........فتهاوى بالنَّحْس مِثلَ الهشيم
صارَ في أرْضِه وحيدا تعيسًا.........و توارى عنْه طريقُ النعيم
ضاق ذرعًا بعيشةٍ ليس فيها ..........أيُّ نور كَجوْف ليلٍ بهيم
أنْقذيه منْ قبْضةِ الضُّرِّ حتَّى ..........يَملأَ الكوْنَ بالغنَاء الرَّخيم
ما يَودُّ الغريقُ غيرَ يدٍ تُنْ..........جيه منْ قبْضةِ الهَلاك الوَخيم
و امْنحيه خيْطًا يخيطُ به عيشًا ........مُريحًا و خَاليًا منْ وُجوم
لا تكُوني بعيدةً و امْنحيه ............راحَةَ البالِ في زَمان سقيم
إنَّه طَائرٌ يحبُّ الأعالي ................فاحْمليه إلى جوار النُّجوم
إنَّ هذا الوجودَ همٌّ ثقيلٌ ...............و عذابٌ لوْلا حنانُ الكريم
لا تلومي فاللوْم أمْرٌ عظيمٌ ............و عقاَبٌ يزيدُ جرْحَ المَلُوم
ليسَ في العنْفِ و الملامةِ نفْعٌ.......إنَّما النَّفعُ في الكلام الرؤوم
لا تدومُ الأحْوالُ و المرْءُ لا بدَّ.............لهُ ما ينْسيه دارَ الكُلوم
تفالي عبدالحي
19-01-2017, 11:24 AM
الأديب الجليل
إنَّ في هذه الحياة أمُورًا ............تسْتَحقُّ التّرْكيزَ و التّفْكيرا
فاللئيمُ الغنيُّ صار مُهابًا............وَ هوَ للنَّاس يحملُ التَّكديرا
و الأديبُ الجليل صارَ مُهانًا .........صار للهَمِّ و العذاب أَسيرا
ذََنْبهُ أنَّه يريدُ صلاحًا..............لجميع الورى و عَيْشًا نَضيرا
فاللئيمُ الغنيُّ إنْ كانَ بالأمْ..........وال و الجاه و النعيم فَخُورا
فالأديبُ الجليلُ يَبْقى سَعيدًا..........كلَّما واصلَ الوئامُ المسيرا
كارهٌ للغنى و لا يشْتكي الفقْ.......رَ و إنْ كان في الحَياة فقيرا
يَعْرفُ الصدْقَ والتَّواضُع والرفْقَ.....ولا يَعْرِفُ الخنا والغرورا
ينشرُ الخيرَ أينما حلَّ دومًا.........كيْ يرى الشرّ خائبًا مَدْحوراَ
يَرفضُ الشيْءَ كُلَّما جعل العلْمَ ......يُعاني التَّهميشَ و التأخيرا
يحْملُ الحُبَّ في الفؤاد لكُلِّ .........النَّاس و الاحْترامَ و التَّقْديرا
يَنْصحُ الناسَ بالتَّعَاون حتَّى.........لا تَكونَ الحَياةُ شيئًا عَسيرا
ويرَى الغدرَ ليسَ منْ شيم الأحْ...رار والكذبَ والأذى والفُجورا
يَنْبذُ العنْفَ والخصامَ ويَدْعو....نا على الجَهْلِ والعدى أنْ نثورا
لا يُريدُ الفَسَادَ أو أنْ يحسَّ........النَّاس في هذه الحَياة الفُتورا
ينصحُ المرْءَ بالبقاء بعيدًا............عنْ أناسٍ يُحَاربون النورا
وَ يُنادي بالعَدْل و الحَقِّ و السِّلْ....م وَيبْقى في كُلِّ شيْء خبيرا
صَابرٌ منْ أجْل الأنَام إلى اللَّوْ....م و هَوْلِ الشُّجُون صَبْرًا كَبيرا
و يُناجي النُّجومَ و النَّهر والأط....يار والزهرَ والنبات الخضيرا
و يحبُّ الربيعَ حيث الرَّوابي.........لا يكونُ الجمالُ فيها أسيرا
وَ يُحسُّ السرورَ حين يرى طفْ......لاً يتيمًا يعيشُ عَيْشًا وثيرا
وُ يُماشي الأيّامَ بالكدّ و العزْ...........م و يَحيا مُسَالمًا وَ وقُورا
تفالي عبدالحي
19-01-2017, 11:27 AM
كفاني
طَال لَيْلي وَ زَادَ حُزْني فَهَلْ.............بَعْدَ المُعانَاة للفُؤَاد نَعيمُ
قدْ كَفاني منَ الحَياة جَفاءٌ................إنَّني مِنْ جَفائِها مَكلومُ
فإذا المَرءُ خَانَه الحَظُّ لمْ يلْقَ............هَناءً وَ مَال عنْهُ النَّديم
و إذا المَرْءُ لَمْ يَجدْ رَاحةً في..........عيْشِه حَالَفتْه فيه الكُلومُ
وإذا النَّفسُ سادَها الخَوْفُ عاشَتْ..في عَذاب الظنون وَهْوَ أليم
إنَّ مَنْ كانَ للِّئَام صَديقًا.................جَاءَهُ منْهمُ الكلامُ الذميمُ
خَابَ مَن ظَنَّ في اللئيم حَنانًا.............إنَّ قَلْبَ اللَّئيم لَيْلٌ قتيمُ
كُلُّ شَخْصٍ يَعودُ إلا الذي قدْ.........صار في باطن التُّراب يُقيمُ
كلُّ شَيْءٍ يَزُولُ بَعْد مُقامٍ..............غَيْر هَذا الزَّمَانِ فَهْوَ مُقيمُ
مَنْ أرَادَ الشَّبابَ بَعْدَ مَشيبِ......الرَّأْسِ رَامَ النُّجُومَ حَيْثُ تَحُومُ
شِمْتُ في عَصْرنا أنَاسًا لَديْهِمْ...........أَدَبٌ أَحْمَقٌ وَ فكْرٌ سَقيمُ
هَذه الأرْضُ للْغَنِيِّ نَعيمٌ................وَ لذاك الفَقير فَهْيَ جَحيمُ
لَمْ أَجدْ في الخُمُور فَائِدَةً وَ.........المَرْءُ في حُضْنِها تَرَاهُ يَهيمُ
إنَّ هذا الزَّمانَ صَار مُخيفًا.........وَ خَطيرًا وَ غابَ عنه الحَكيمُ
تفالي عبدالحي
26-01-2017, 04:02 PM
العصفور السقيم
عهِدْناكَ في البُستان حُرًّا و دائمًا......تُغنِّي غنَاءَ الحُبِّ و الصِّدْق و اليُسْر
تَطيرُ معَ الأَطْيار دُونَ توقُّفٍ...........فتَخلقُ ضَرْبًا في الفَضاء من السِّحْر
و تَمْرحُ في تلك السُّهول بغِبْطةٍ..........و تَشْربُ منْ مَاءِ الينابيع و النَّهْر
و تَمْشي على عُشْب الرِّياض مُبخْترًا..... كمَنْ حقَّقَ الأحْلامَ في أوَّل العُمْر
و في الفَجْر تَشْدو للوُجود نشيدَه..........بصَوتٍ مَليءٍ بالحرَارَة و الطّهْر
و لكنْ أراكَ اليْومَ أصْبحْتَ جَالسًا......و تشْكو هُجومًا منْ سقَامٍ و منْ ضُرِّ
غَدوْتَ وحيدًا كالطُّلول و ذابِلاً.............و قد كنْتَ في الأيّام عِقدًا من الدرِّ
لقدْ رَاحَ عيْشٌ عنْكَ كانَ منَعَّمًا..........وَ حلَّ عليكَ الهمُّ منْ حيثُ لا تدري
فَأصْبحْتَ مكْسُورَ الجنَاح مُحَطَّمًا....كمنْ خَانَهُ الأصْحابُ في المسْلك الوعْر
شَربْتَ الأسى فيه مَذاقُ نهَايةٍ....و أَصْبَحْتَ بعْدَ اليُسْر في الضَّنْك و العُسْر
دَخلْتَ إلى بحْر المَصَائبِ و الأسى .......دَعاكَ إليه السُّقْمُ و السُّقْمُ ذو أمْر
تعالَ إلى حُضْني تَجدْ ما تُريدُه.......ففي الحُضْن كلُّ الحُبِّ و العطْف و البرِّ
تعالَ و لا تَرْهبْ وجُودي فإنَّني............أُحِبُّكَ حبًّا صَادقًا كالهَوى العذْري
تَعَالَ نَفُزْ فوْزًا ثمينًا على الضَّنى........فلا شَيْءَ خَيْرٌ في الحَياة منَ النَّصْر
كلانا يُعاني في الحَياة و لا يرَى......سوى الضرِّ كالسِّكين يذْبحُ في الصَّدْر
تَعَال فما خَوفُ النُّفوس مُعَمِّرٌ...........فما الخَوْفُ إلا الوهْمُ يقْبعُ في الفكر
تفالي عبدالحي
29-01-2017, 04:12 PM
أنت بحر
أنتَ بَحْرٌ من الجمال كبيرٌ.......أنتَ دنيا من الشذى و النشيد
إنني في هواكَ صبٌّ عميدٌ..........فَحرامٌ عليكَ طولُ الصدود
ليس في البُعْد أيُّ شيْءٍ مريح.....بينما القرْب مُتْرَعٌ بالسعود
إنَّ حُبَّا في خافقي لكَ عندي.........لم يعُدْ حَجْمُه له منْ مزيد
صار دَمْعي عليه يشْهدُ دومًا.......ودُموعُ المُحبِّ خيْرُ شهود
لامني فيكَ لائمٌ وَ هْو لا يدْري................بأنِّي مُقيَّدٌ بالقيود
خانني في هواكَ صَبْري ولم أحْ..سبْه يومًا يخونُ عهْدَ الجَلود
إنَّ عبْءَ الغرام ليس بسهْلٍ............حَمْله إنَّه كَعبْء الحديد
لا تكنْ قاسيًا و رفْقًا بصَبٍّ............راحَ عنه الهناءُ جدَّ بعيد
لسْتُ مُستعذبًا حياةً إذا لم ........ألْقَ فيها سكينتي و سعودي
يعْجزُ المَرْءُ أن يكونَ سعيدًا.......في حياة الحرْمَان و التنكيد
أَطْيبُ العيش كامنٌ في حَياةٍ........غاب عُنْوانُها عن التسهيد
كنْ قريبًا مني و ليس بعيدًا...........إنَّ طعْمَ الوصال جدُّ فريد
لا تدَعْني في الضرِّ أَحْيا فَإنِّي...منْ شُعورٍ و لسْتُ منْ جُلْمود
كُنْ صَباحًا يزيحُ عَنِّي ظلامي....فَطُيوري اشْتَاقتْ إلى التغريد
إنَّني غارقٌ فكنْ لي نَجاةً.........كيْ أرى رَوْعةَ الربيع الجديد
تفالي عبدالحي
07-02-2017, 10:44 PM
أتوقُ
أُتوقُ إلى حياةٍ صار فيها........إخاءُ الناس يَلْمعُ كالشهاب
فنعْمَ المرءُ مَنْ دومًا تراه ..........يمدُّ يدَ المعونة للمُصَاب
و بئْسَ المرْءُ مَنْ دومًا تراه......يميلُ إلى العداوة كالذئاب
لقدْ وجَّهْتُ أنظارَ اهْتمامي ... إلى طَرْد التعاسة منْ رحابي
ألذُّ العيش في دنيا ابْتهاج.....يكونُ و ليس في دنيا اكتئاب
ولَيْستْ همَّتي تحتاجُ شيئًا....و لكنْ في الطريق كبتْ ركابي
حَسبْتُ العبْءَ لن يبقى ثقيلاً....ولكنْ خاب ما كانَ احْتسابي
وَ تبْخلُ دائمًا عَنِّي الليالي...........و تعْطي للئيم بِلا حِساب
و تَدْفعُني إلى الأَهْوال دوْمًا.....و تبْعِدُنِي عن الشهْد المذاب
و فرْقٌ بَيْنَ ما تبغي الليالي....وما يبغي الفؤادُ منَ الرِّغاب
و مِنْ عَجبٍ أسائلها مِرارًا.....فتَخْتارُ السُكوتَ عنِ الجواب
و ليْستْ شَكْوتي فعْلاً معيبًا...........يجرُّ إليَّ أَنْواعَ العتاب
فما في هذه الدنيا سُكونٌ ..... إذا لم أستطعْ كبْحَ اضْطرابي
سأبقى مُسْتمرًّا في مسيري........و لو لاقيتُ أنواعَ العذاب
فَصبري دائمًا يَبْقى حليفي.....و مُؤْنسُ وحْدتي يبقى كتابي
ولنْ أرتاحَ ما دامتْ نُجُومي...يعيقُ ظهورَها عبْءُ الضباب
و مَنْ رام الوصولَ إلى المعالي....فَمسْلكها مليءٌ بالصعاب
و مَنْ لم يَسْتطعْ حمْلَ الصعاب....قضى أيَّامَه وسطَ الخراب
تفالي عبدالحي
10-03-2017, 11:41 PM
أيها الشعر
ما لهذا الرُّكودِ يسْكنُ عندي...........و لهذا الربيع يبْكي أمَامي
إنَّني منْ عبْء الحياة أعاني.........ما يُعاني الوليدُ يوْمَ الفطام
و فُؤادي يلفُّه الحزْنُ حتى..............نبْضُه قدْ غدا بدون نظام
حاصَرتْني الظلماءُ منْ كلِّ صوْبٍ........فغَدتْ شرَّ حاجزٍ قدَّامي
فمتى تسْمحُ الليالي بصبحٍ .............مُتْرعٍ بالسرور و الأنغام
أين ألقى الهناءَ إنْ لم أضعْ في....ساحة المجد والعلى أعلامي
قد تأخَّرْتُ في الحياة و لكنْ........جاء وقْتُ النهوض و الإقدام
إنَّ كسْبَ العلاء شيْءٌ على المقْ..دام سهْلٌ وليسَ صعْبَ المرام
فإذا نلتُ ما أودُّ تَهاوتْ.............صخْرةُ الهمِّ و السهاد أمامي
إنَّ منْ لم يكن قويًّا شجاعًا..............عاش بينَ الأنام كالأيتام
و إذا الطيرُ لم يَكنْ ذا جَناحٍ...............رفستْه الحياةُ بالأقْدام
أيها الشعرُ أوْقفِ الحرب إنِّي...........لمْ أعدْ قادرًا على الآلام
قدْ رأيتُ الأنامَ في عصْرنا قدْ ........تركُوا جانبًا طريقَ السلام
أسْكتوا كلَّ منْ إلى النُّور يدْعو ....و اسْتجابوا إلى نداءِ الظلام
و اشْتروا بالنَّعيم كمْ منْ بلاءٍ.......و اسْتطابوا البقاءَ في الآثام
لمْ يَعدْ في القلوب أيُّ حنانٍ.......بلْ تَمادتْ في الحِقد و الإنتقام
ليتَ شعري أين الهدوءُ و هذا......الكونُ سكَّانه كثيرو الخصام
كلُّ شخْصٍ في القوْل صار حكيمًا.....بينمَا في الفعال شرّ اللئام
تفالي عبدالحي
23-04-2017, 01:00 AM
إذا شئْتَ
وإذا شئْتَ أنْ تكونَ سعيدًا........فارْفضِ العيْشَ في الضجيج الأليم
فحياةُ الضَّجيج يهْجم فيها .............الضرُّ منْ كُلِّ جانبٍ كالجحيم
وحياةُ الهدوء تسْترْجعُ الأحْ...........لامَ من قبْضة الزمان الظلوم
و اتركِ الناسَ إنَّهمْ أَصْبحوا في........عَصْرنا للإخاء شَرّ الخصوم
كَشَّروا عنْ نيوبهمْ و تمَادوا............في فعال التنغيص و التَّهديم
هتكوا ذمَّة الإخاء غباءً...................و رعوا ذمَّة العِداء الوخيم
ليت شعري فالعيشُ إنْ لم يكنْ فيه.......... إخاءٌ غدا مكانَ الكلوم
خلِّ ثوبَ الوجوم عنك بعيدًا .............فهو ثوبٌ عليكَ غيرُ وسيم
و امشِ في مسْلك الحياة طليقًا......... و ارْم للرّيح كلَّ شيءٍ ذميم
وافْعل الخيرَ دائما فهْو فعلٌ ................منْ فعال الكرام منذ قديم
و ترفَّعْ عن الصغائر دومًا............و عن الحقد و الأذى و النميم
و تمسَّكْ بالعزْم و الصبْر دومًا.............و دع اليأسَ فهْو جدُّ أليم
و ارتَشفْ منْ فم الصباح رضابًا...........فهْو خيرُ الدواء للمغموم
وارْحمِ الأذْنَ منْ هراءِ النوادي....وانسَ عبْءَ الحياة تحت النجوم
و اسْمع الطيرَ في الغصون يغنِّي............فغناءُ الطيور جدُّ رخيم
و انسَ بين الأشجار ما مرَّ من سقْمٍ......... و همٍّ و خيْبةٍ و وجوم
غنِّ للياسمين حلوَ الأغاني.............. فهْوَ يَهْوى الغناءَ منذ قديم
وَ تغزَّلْ بالعطر وارقصْ مع الإ.....لْهام و الصمْت في ظلال الكروم
عشْ عزيزًا وأطْلق القلبَ في دنيا .......توارتْ فيها شباكُ الهموم
راحةُ البال لا تكون سوى في......عيشةِ الطهْر و الشذى و النسيم
تفالي عبدالحي
23-04-2017, 01:26 AM
الأعمى
تريدُ الحياةَ كباقي البرايا.......و كيف لك البعْدُ عنْ ذا القضاء
عماك غدا حاجزًا للوصول....... إلى عيشة طقْسها ذو صفاء
فقدْتَ الضياءَ فهاج الظلامُ.........فضاق الوجودُ بفقْد الضياء
يجيء الربيعُ بكلِّ الفُتون ...........و أنتَ تظلُّ حبيسَ الشتاء
فلا تبْصرُ الزهْرَ يمسي ويضحي....لتلك الروابي كأبهى غطاء
و لا تبْصر الطيرَ فوق الغصون...و طوْرًا يحلِّقُ ملْءَ الفضاء
ولا تبصر النهرَ يرنو إليك..........و يدْعوك حبًّا إلى الارتواء
أمامك كلُّ الجمال الفريد...............و أنت بعيدٌ عن الانتشاء
فلا شيْءَ يعْنيك في الحسْن حتى....ولوْ ظلَّ منْتشرًا في العراء
تساوى لديكَ الدجى والضياء........وما لهما نفْسُ نوْع الرداء
تظلُّ وحيدًا كمثل الغريب...........و ما للغريب سوى الانزواء
تَودُّ الوصولَ إلى ما تريد.................و لكنَّه دائما عنْكَ ناء
يحاصرُكَ الهمُّ منْ كلِّ صوْبٍ.........فيمْنعُ عنكَ وصولَ الهناء
تظل جروحكَ دون التئام........و يُبكيكَ صعْبُ حُصول الشفاء
وتحْملُ عبْء الحياة الثقيلَ............و ليس لعبئكَ أيُّ انقضاء
و يحْدوك خوفٌ إذا ما مشيتَ........فيجْعل مشْيكَ دون اسْتواء
إذا ما أردْتَ اكتشافَ الأُمور..........وجدْتَ الكثيرَ من الالتواء
فيا أيُّها الناس لا تتْركوه............يعيش وحيدًا حليف الشقاء
أصيخوا إليه فدوما ينادي........... عليكمْ جميعا بأقوى النداء
إذا لم تكونوا له سامعين............فلا شيْءَ ينسيه هوْلَ البلاء
أعينوه كي يصْبحَ الصعْبُ سهْلاً.....وكونوا لعينيْه خيرَ الضياء
فإنَّ المعذبَ يزدادُ سوءًا............... إذا لم يجدْ كثرة الاعتناء
و لا تحْسبوا أنَّ ربَّ الوجود........يضيّعُ في الأجْر أهْلَ العطاء
فرَبُّ الوجود يُجَازي الكرامَ ...........على كلِّ فعْلٍ كثيرَ الجزاء
تفالي عبدالحي
14-05-2017, 11:17 PM
أقبلت بيننا
أَقْبَلتْ بَيْننَا بقدٍّ رَشيق...............وَ عُيون المها وَفَرْع مَديد
يا لها منْ جَميلة ذات غُنْج...............وَ دلال وَ رقَّة التَّغريد
فدلالُ الحسان يشْفي فؤادًا........هدَّهُ الدَّهرُ بالأسى و الرُّكود
ضَحكتْ ضَحْكةً بصَوْت رَخيم........فغدَا الكلُّ في ذُهُولٍ شَديد
حُسْنُها للعيون شَيءٌ جَديدٌ........ سحْرُها كابْتسَام ذاك الوَليد
لا تملُّ العُيونُ منْهَا وَ لمْ أعْ......رفْ شَبيهًا لهَا بهذا الوجود
صَوتُها في الحَديث صَوْتُ كَنار......يَتَغنَّى بالحُبِّ بين الورود
فَهْيَ إنْ أقبَلتْ رَأيْتَ انْشرَاحًا.....وَسُرُورًا قدْ فاقَ كُلَّ الحُدُود
وَ هْيَ إن أدْبرَتْ رَأَيْتَ قُطوبًا.....وَ عُبوسًا ما إنْ له منْ مزيد
رَقصَتْ بيننا بقدٍّ كَغُصْن..............البَان يَهْتزُّ للنَّسيم السَّعيد
فَنَسينَا كُلَّ الأمُور وَ طرْنَا..........في فضَاء السَّعادَة المَمْدود
كلُّ شَيْءٍ فيها بديعٌ مُثيرٌ..........فَهْيَ دُنيَا منَ الجَمال الفَريد
فلقدْ سَيْطَرَتْ عَلينَا وَ أصْبَحْ........نَا لهَا خَاضعين مثلَ العَبيد
تَركتْنا نَظنُّها كَمَلاك................جَاء للأَرْض منْ مَكَانٍ بَعيد
تفالي عبدالحي
28-05-2017, 02:32 PM
يا طائرَ الروض
يا طائرَ الروض لا تبخلْ بأغْنيةٍ.............عنِّي فإني لمُشْتاقٌ إلى النغم
يا طائر الروض كنْ بالشدْو مُنْدفعًا..ولا تكنْ صامتًا في الروض كالصنم
يقدِّمُ الدّهرُ دوْمًا للورى حِكمًا...........و الحرُّ مَنْ عندهُ ميلٌ إلى الحكم
لابدَّ للْقلبِ بعْد الضيق منْ فرج........ فيصْبحُ العيشُ روْضا جدَّ مُبْتسم
ليس الذي يملكُ الإصْرارَ مُنْهزما.....بلْ منْ غدا راضيا بالذلِّ و الوصم
الحرُّ دوْمًا يرى في الذلِّ منْقصة.....فالحرُّ كالنسْر لا يهوى سوى القمم
أخو الجهالة طول الوقْت في تعبٍ......فالجهلُ ما فيه غيْر الشؤْم والنّقم
تبّا لعيشٍ إذا ما كان صاحبه............يظن أنَّ العلى في النوْم و الوهَم
كيف النجاحُ لشخْصٍ لا طموحَ له.....و القلبُ دون طُموحٍ الفوْز كالعدم
فقيمةُ المرء في الدنيا بلا هدفٍ........كقيمة الشدْو للإنْسان ذي الصَّمم
طوبى لمنْ جعل الأيامَ معْرفة.............فلنْ تراه ضعيفَ الفهْم و الهمم
تنْحلّ بالعلم لا بالجهْل معْضلة..........فيظْهر الحقُّ مثْل النجْم في الظلم
العمْر يأْكله مرُّ الزمان ومَنْ.............يسْلكْ صبورًا طريقَ العلْم يغْتنم
فخادمُ العلْم يجْني كلَّ منْفعة...........و خادمُ اللهْو لا يجني سوى الندم
كمْ أمّةٍ أدْركتْ بالعلم رفْعتَها..............فأصْبحتْ في حياة العزّ و النعم
كمْ أمّةٍ أصْبحتْ بالجهْل تائهةً..............في عالمٍ مُتْرع بالهمِّ و السّقم
لا يحْسن العيشُ إلا وهْو مُزْدهرٌ.......كالروْض يحْسنُ بالأطيار و النّغم
العلْمُ تاجٌ من الأنوار حاملُه...................يظلُّ بين البرايا جدَّ مُحْترم
الفهم تنْمو بماء العلْم نبْتتُه................و الفهمُ قيمته منْ أفْضل القيم
ما أجْمل المرءَ في الدنيا و منْطقه........يشعُّ بالفكر و الأمْثال و الحكم
تفالي عبدالحي
06-06-2017, 02:51 PM
وردةٌ أنتِ
وردةٌ أنتِ عذْبةٌ تتلقَّى.............في الرياض الحَنانَ و الاهتماما
أنتِ نجمٌ يشعُّ نورًا فريدًا .........و عنِ الضُّعف و الأفُول تَسامى
يا له منْ قَدٍّ يميلُ كغصن...............و خدودٍ فيها الصباحُ أقاما
و شِفاهٍ منْ قبَّلتْهُ و قَدْ كان..........عَجوزًا في العيش عادَ غُلاما
أنتِ أَوْلى بالوصْف في هذه الدنيا.........وإنْ كان يُعْجزُ الأَقلاما
فأنا وَاقفٌ هنا زَوِّديني......................نَظرة ً فابْتسامَةً فَكلاما
فَفؤادي مذ أنْ رأيْتكِ أضْحى.........خَارجًا عنْ إرادتي مُسْتضَاما
فهْو رهْنٌ لديكِ فاحْميه منْ كلِّ .........هلاكٍ كيْ لا يصيرَ حُطاما
لامَني في هواكِ كمْ منْ قريبٍ...........و بَعيدٍ حتى كَرهْتُ الملاما
لسْتُ مِمَّنْ يرْضى الخُضوعَ و لكنْ....طائري حَطَّ في هَواك فَهاما
طال ليلي وَ لمْ أذقْ فيه غمْضًا....أو هناءً سلي الهوى و الظلاما
كلما قدْ شاهدْتُ في الروْض زهْرًا...راسخَ الحُسْن زدْتُ فيكِ هُياما
مُتْعبٌ منْ نَار الصَّبابة جدًّا........فهْيَ تزْدادُ في الظلامِ اضْطراما
قدْ شَربْتُ الشُّجونَ كأسًا دهاقًا...منذُ أصْبحْتُ في الهوى مُسْتهَاما
لمْ أعدْ قادرًا على السُّقم في العَيْش......فإنِّي أَشْكو إليكِ السّقاما
لا تكوني بَعيدةً عنْ فؤادي...........حَاملُ الجُرْح يَبْتغي الاهتماما
إنَّني أكْرهُ الظلامَ فكوني...............أنْتِ نوري الذي يبيدُ الظلاما
مُلئَ الكونُ بالحُروب شَقاءً............فاتْركِيني أُحسُّ فيكِ السلاما
أسْكرتْني الخيْباتُ حتَّى غدتْ رِجْلي ......مِرارًا لا تسْتطيعُ القِياما
إنَّني في أسْرِ الغرام أعاني .....فافْتحي الأسْرَ و الْعني الاصْطداما
أيُّ ذَنْبٍ جَنيْتُه كيْ يطُولَ .......الأسْرُ إنِّي أصْبحْتُ أَخْشَى الحِماما
آفةُ العَيش أنْ تكونَ وحيدًا...............وَ تُحسّ الأَحْزانَ و الآلاما
تفالي عبدالحي
28-07-2017, 03:00 PM
أميل إلى
أميلُ إلى الرَّزانةِ منذ صغري........و أكره أنْ أميلَ إلى التصابي
وما عابَ العداةُ عليَّ أنِّي...........منَ المضْمَار أعْلنْتُ انْسحابي
لأنِّي دائما أَحْمي انْتمائي…...........إلى حلْفِ الكفاحِ منَ التبابِ
ويُرْجى الفوزُ بَعْد الجُهْد دوْمًا......كَما يُرْجى الظُهُورُ منَ الغياب
إذا حقَّقْتُ ما أصبو إليه...............سَتَحْضرُ فَرْحتي بعد ارتقاب
و ما ضاق الفؤادُ به ستغدو.............حمولتُه سرابًا في سراب
ومَنْ يُردِ الوصولَ بكل صدْقٍ.......يصلْ رغم الكثير من الصعاب
ويبقى الصبرُ خيرَ الزاد دومًا.......لمنْ رام الوصولَ إلى الطلاب
ويلقى الشهْمُ راحتَه إذا ما........إلى المجد امتطى صعْبَ الرِّكاب
ولا يرضى بأنْ يبقى حبيسًا.........لعيْشٍ ذي شُحوب و اضْطراب
و يبقى العقلُ للإنْسان خِلاًّ.................إذا ما خانه كلُّ الصحاب
قعودُ المرْء عنْ طلب المعالي..........قعودٌ لا يجرُّ سوى الخراب
يهانُ المرْءُ إنْ ما فيه نفْعٌ................و يُفتَحُ للوجاهَة كلُّ باب
و لوْ كان الخمولُ يفيدُ كانتْ.........ملازمةُ الخُمول منَ الصواب
كفاحُ المرْءِ في عزِّ الشباب........يُخفّفُ في المشيب من العذاب
فما أبهى الفتوةَ حين تبقى..........تصرُّ على العلى بدلَ التصابي
يحسُّ الشيخُ بالإحباط إنْ لمْ......... يُحقِّقْ أيَّ شيْءٍ في الشباب
تفالي عبدالحي
18-08-2017, 09:38 PM
رجوع حبيبي
إليَّ رجوعُ حبيبي ربيعٌ................أمدَّ رياضي بكلِّ البهاء
فلم يَبْق للصفو غيرُ ازدهار......ولم يَبْق للكدْر غير انقضاء
ففي بُعْده لمْ أكنْ ذا نشاطٍ............فعبْءُ البعاد كثيرُ العياء
فما أقْبحَ البعْدَ بعد التداني......و ما أَجْملَ القربَ بعد التنائي
تَولَّى زمانُ الأسى و العناء.....و جاء زمانُ الرضا و الهناء
سَمعْتُ حديثَ الحبيب الشجيَّ.........فكان حديثًا كَحلْو الغناء
غدوتُ طليقا كتلك الطيور.......و ما كنتُ غيرَ سجين الشقاء
صفتْ ليلتي مِنْ غُيوم السهاد...وصارتْ حبيسةَ دنيا الصفاء
لَقدْ عَمَّ بعد الضجيج الهدوءُ....و منْ قبلُ كانَ حبيسَ الخفاء
وصار فؤادي حليفَ السرور......ومنْ قبلُ كانَ حليفَ البكاء
وَ عاد هَزارُ الروابي يُغنِّي..........لنا مثلما كانَ قبل الجفاء
وعوَّضْت ما فاتني منْ حنانٍ..وخاصَمْتُ عيشًا ككهف الشتاء
فما جاز بعد قُدوم الحبيب ........سوى أَنْ أحقِّقَ كلَّ اكتفائي
فحضنُ حبيبي كثيرُ العطاء........و وجْهُ حبيبي كثير البهاء
شربتُ من الحبِّ حَتَّى ثملْتُ...فأَحْسَسْتُ أَنِّي اقْتَنَصْتُ ابتغائي
لقد جَفَّف النورُ نبْعَ الظلام.......و كمْ كنْتُ في حاجة للضياء
أنا في الوصال لقيتُ الدواءَ........لدائي الذي كان شرَّ البلاء
أنا شاكرٌ نعْمةَ القرْب جدًّا.............أنا شاكر كلَّ هذا الرخاء
تفالي عبدالحي
30-08-2017, 10:06 PM
الشتاءُ
الصَّيْفُ راح فراح عيْشٌ مُتْرعٌ........... بالنور و الأفراح و الأنسام
و أتى الشتاءُ مُكشِّرًا و مُصمِّمًا..... للنَّيْل من حُسْن الوجودِ السامي
هَجمَ الصقيعُ على المخارفِ والربا.. وعلى النخيل الشامخ المتسامي
و ذوى النباتُ و سحْرهُ و جمَالُه....... و خبا ضياءُ الزَّهْر و الأكْمَام
وغدا السحابُ على الفضاء مُسَيْطرًا...... و يسيرُ فيه بدون أيِّ نظام
الرَّعدُ قدْ ملأ الوجودَ نَوائبًا............ و السهلُ غطَّاه الجليدُ الطامي
والشمسُ قلَّ حضورُها و نشاطها.............و البدرُ صار مُلثَّمًا بلثام
و الليلُ طال مقامُه و سوادُه............ و الصُّبحُ أصْبح مبْهمَ الأعلام
و الريحُ صارتْ مثلَ شخص كارهٍ.......... للسلم و الأفراح و الأنغام
تمشي فتتْركُ خلْفها ما حطَّمتْ............... تبدو عليه قسوةُ الإجرام
و الروضُ لمْ يبقَ التناسقُ حاضرًا.......... فيه و صارَ مُبعْثرًا كركام
و الطيْرُ قدْ لزمَ السكوتَ و لمْ يَعدْ........... ذا غبْطةٍ و سعادة و هيام
وَرْدُ الربا أضْحى كشخصٍ يشْتكي.......... ظلمَ الورى و تقلُّبَ الأيّام
و النهرُ صار مُحَمّلا مُتخلِّيًا................ عن وجْهه الفتّان وَ البسَّام
والبردُ صار يهاجمُ الإنسانَ منْ............كلِّ الجوانب كالقتام الطامي
فيصيبُه رَغْم الملابس بالضنى.............. وَ يصُدُّ عنْهُ النومَ بالآلام
البردُ وحْشٌ لا يُصدُّ بحَاجز................ و يَجولُ في الدُّنيا بلا أقدام
لوْلا الدواءُ لأخْرَج السكَّانَ مِنْ......... هذا الوُجود إلى الظلام الدامي
إنََّ الشتاءَ يَجرُّنا لنعُومَ في............ بحْر الشقاء الرَّحْب و المترامي
تفالي عبدالحي
30-08-2017, 10:24 PM
وقع القلب
وَقعَ القلبُ في غرام غزال ...........لَمْ يُفارقْ يومًا رياضَ النسيم
قَدْ كساه الجمالُ أبْهى لباسٍ.................فغدا لامعًا كَمثْل النجوم
خدُّه دائمًا يشعَّ بهاءً..................و صفاءً مثل الصباح الوسيم
طرْفُه في فعاله قادرٌ أنْ.............يسْقطَ الطيرَ منْ أعالي الكروم
عيشه لا يحطُّ فيه عبوسٌ..................و تغنِّي فيه طيورُ النعيم
قلبه في الغرام قاسٍ و أمَّا.............صوْتُه في الحديث جدُّ رخيم
حبُّه فاتحٌ لكلِّ مُحبٍّ...................... مُسْتهام بابَ الشَّقاء الأليم
منذ أنْ صَدَّ عنْ هوايَ صُدودًا...........وَهواه في خافقي مِنْ قديم
خاصمَ العينَ نوْمُها فاشْتكتْ لي......منْ خصام الرُّقاد كمْ منْ كلوم
طال ليلي و لم يكنْ هكذا بلْ.............كانَ حُلمًا عَذْبًا وجدَّ وسيم
لوْ وجدْتُ الحبيبَ صدْرًا حنُونًا .......ما عَرفْتُ الأحْزانَ مثلَ اليتيم
في الهوى لامني نديمي كأنِّي.............مُذْنبٌ أسْتحقُّ لوْمَ النديم
صرْت أشكو و لمْ أكنْ غيرَ طيْرٍ.........يملأُ الكونَ بالغناء الرخيم
لم أجدْ في الغرام أيَّ سُكون.............فالهوى مُتْرعٌ بكلِّ الهموم
خابَ ظنِّي و لمْ يكنْ خائبًا حتى..............و جدتُ الفؤادَ جدَّ كليم
ليس منْ يسْكن السعادة دارًا...........مثلَ مَنْ يشتكي دوامَ الكلوم
إنَّ دنيا الإنسان عٍبْءٌ عليه............ إنْ تخَلَّتْ عنها ظلالُ النعيم
نلتُ ما كَدَّر الصفاءَ فأصبحْ...........تُ حليفَ الشَّكْوى كأيِّ سقيم
كلُّ شيْء يسيرُ ضِدِّي كأنِّي............جئْتُ منْ عالمٍ وراء النُّجوم
تفالي عبدالحي
31-08-2017, 10:36 PM
أساء الظنَّ
أساءَ الظنَّ بي ناسٌ وهُمْ ما.......دروا شيئًا و لا فهموا خطابي
و لو فهموا خطابي صَفَّقوا لي.........و قالوا إنَّه عينُ الصواب
أحاولُ أنْ يظلَّ معي سُروري.......نشيطًا مثلَ غيْثٍ ذي انسكاب
و لكنْ ما ألاقي مِنْ أُمُور...................تسلّمُني لدنْيا الاكْتئاب
رأيتُ الحرَّ بين الناس أضْحى…......يَعيشُ حياتَه ملْءَ اغتراب
فلا عجبٌ إذا زادتْ شَكاتي….........فإنِّي ضِقْتُ ذرعًا بالضباب
أنا مازلتُ أبحثُ عنْ سكون....... ينَقِّي النَّفْسَ منْ كلِّ اضطراب
فلنْ أرتاحَ إلا في حَياةٍ...............يكونُ العيشُ فيها ذا اجتذاب
أنا مثلُ الهزارِ يَودُّ دومًا ...............ملازمةَ الربا بدلَ الخرابِ
يعيشُ المرءُ مقهورًا إذا ما ..........تَخلَّى عنْ مقارعة الصعاب
مذاقُ الفوز بعد الجُهْد حلْوٌ............كمثل حلاوة الشهْد المذاب
لقدْ شاهدْتُ في كلِّ اتِّجاهٍ....................عُيوبًا لا تُغطَّى بالثياب
أحبُّ المرْءَ يَهْوى العيشَ صدْقًا....ويأبى العيشَ في كنف الكِذاب
وجدْتُ الصمْتَ أَفْضلَ مِنْ كلام...........يجرُّ وراءه كمْ مِنْ عتاب
و لن يتراجعَ الإجْرامُ إلا ……......على الجاني بتطبيق العقاب
نطاقُ العدْل لا ينهار إلا…….........إذا ما لمْ يُصَنْ منْ كلِّ باب
و كلُّ حَقيقةٍ يومًا ستبدو…….…...بشكْلٍ واضحٍ مثل الشهاب
و كل مُقرَّب فإلى ابتعاد....................و كل مُبعَّد فإلى اقتراب
و كمْ مِنْ دَوْلةٍ بالعلم صَارتْ.........تُحلِّقُ في السماء مع العُقاب
وَ كَمْ منْ دَولةٍ بالجهل صَارتْ...........حَبيسةَ ظلْمةٍ ذات التباب
وخيْرُ الناس منْ يبقى مُصرًّا........على تَخْفيف أَوْجاع المُصَاب
رأيتُ الدهرَ لا يصْفو لشخْصٍ.........و حَتَّى لوْ صفا فإلى انقلاب
يُصَاحِبني كِتابي في مسيري.....فيُغْني النفسَ عَنْ باقي الصحاب
و أَعْلمُ أنَّ فعلَ الخير فعلٌ ….…......يُجازى بالكثير منَ الثواب
سَيُدْفنُ عنْ قريبٍ كلُّ شخص….......و يُبْعثُ منْ جديدٍ للحساب
ويُسْأل كمْ سؤالٍ عنْ أمور......ويُجبَرُ في الحساب على الجواب
فإمَّا أن يُحالَ إلى حَياةٍ ...................... مُحفَّفة ٍ بأنهار عِذاب
وإمَّا أن يُحالَ إلى حياةٍ.................. تَضمُّ جميعَ أنواع العذاب
فطوبى للذي دنياه تَمْشي................بأَكْملها على خطِّ الصواب
تفالي عبدالحي
10-09-2017, 03:56 PM
مُلئ الدهرُ
مُلئ الدهرُ بالنجوم و لكنْ...............أنتِ نجمٌ في غاية الاتِّقاد
إنني في الغرام أدعوكِ دومًا.......دعوةَ الحرِّ في عذاب الصفاد
منذ أصبحْتُ عاشقا مُسْتهامًا..ما صفا العيشُ من هُجوم السّواد
لم أكنْ دائمَ الأسى هكذا بل..........كنتُ في العيش دائمَ الإنشاد
لوعةُ الحبِّ أبعدتْني كثيرًا.......عن هنائي وعنْ سكون الوساد
كنتُ أقضي ليلي رقادًا هنيئًا.....صرْتُ أقضيه في شِباك السهاد
وإذا اصطادكَ السهادُ تبيتُ.........الليلَ تشكو منْ قسْوة الصيَّاد
ليتني أستطيع وحدي بأن أبقى............لهذا الشقاء بالمرصاد
عبث الحبُّ فجأةً بي و أني.............كنتُ دومًا ذا قوَّة الأطواد
أنا لولا الغرامُ ما خانني الصبرُ........الذي كان عُدَّتي و عَتَادي
تعبي شاهدٌ على كلِّ شيء...........فاسْأليه عنْ كل خافٍ و باد
كلما غُلِّفَ الوجودُ بصمْتٍ...........فاسْمعي خافقي عليكِ ينادي
لا تصدِّي عنِّي وبالوصْل جُودي.....إنَّ خيرَ الأفعال فعلُ الجواد
إنَّ في الوصل للمحبِّين روضا..........مُتْرعًا بالجمال و الإنشاد
جرِّبيني حتى تريْني بأنِّي ..................ذو مزايا كثيرةُ التَّعْداد
إنني بالوصال جدُّ جدير................بدلاً من تواجدي في البعاد
تفالي عبدالحي
22-10-2017, 11:50 PM
لماذا
لماذا تظلُّ حبيسَ الخمول.........و تأبى الكفاحَ و دأْب الصعود؟
وَتغْلقُ عَيْنَيْكَ عَنْ سِحْر تلكَ.....الروابي وعنْ سحْر تلك الورود
وَ تخْلعُ ثَوْبَ الرَّبيعِ البَهيج..........وَ تَلْبسُ ثوبَ الشِّتاءِ العَنيد؟
وَ تَقبلُ بالهَمِّ مثلَ الغريب..........وَ تنْسى الهناءَ و حُلْوَ النَّشيد؟
ينادي عليكَ الصباحُ المجيد............فلبِّ نداءَ الصباح المجيد
ودعْ عنْكَ هذا الخمول الطويلَ........و ذلك من أجْل عهْد جديد
و يكفيكَ ما ضاع أمْسًا و ركّزْ.........على غدك المُتبقّي الوحيد
و لا تتّبعْ رأيَ ذاك الجهول.............فما كان يوْمًا برأيٍ سديد
أنا لا أريد سوى أنْ أراكَ..............عظيمًا و ذلك بيْتُ القصيد
فما قيمةُ المرْء بين البرايا ...........إذا لم يكنْ ذا شموخ مشيد
و حسْبكَ عزمٌ قويّ الصمود......لطرْد النّحوس و جلْب السّعود
فما أبْعد المجْدَ عنْ كلِّ شخْصٍ........قليلِ النّهوض كثيرِ القعود
إذا ما الفتى لم يكنْ ذا طموح.......قضى عمْره في حياة الركود
وكنْ في مسيركَ دوما جلودًا.........فلا يدْركُ المجدَ غير الجلود
ومنْ صدَّ عنْ حمْل عبْء المعالي...يعشْ مثل ذاك الغريب الشرود
وعيبٌ على المرْء ألا يكونَ .........أمام الصّعاب قويَّ الصمود
و لا بدَّ أن يغدوَ العيشُ يومًا.............بديعًا كمثل الربيع الفريد
تفالي عبدالحي
11-11-2017, 11:17 PM
متعبٌ
مُتعَبٌ منْ دهْرٍ كثيرِ الخطوب........و قليلِ السرور و الترْحيبِ
متْعبٌ من تأخّري وجمودي.........وجروحي ووحْدتي و نَحيبي
و منَ الموت كلَّ يوم وحيدًا.......و من الناس و الملامِ العصيب
متعبٌ منْ خروج خيْلي تباعًا....من سباق الوصول دونَ نصيب
و منَ الشمْس حين يصْطادها بعدَ....حياةِ الشموخ سهْمُ الغروب
متْعبٌ من تحمّلي لوجودٍ..........صار فيه الشريفُ مثلَ الغريب
و من البنِّ طعْمُه صارَ عندي .......مثلَ طعْم الفراق و التَّعْذيب
و منَ الحُسْن في عُيون الغواني.....و من القبْح في لباسٍ قشيب
متْعَبٌ من سماع لغْو السكارى.........عندما يحْتسون أمَّ الذنوب
و منَ الاقْتراب منْ كائنات ......عندها الحقْدُ ساكنٌ في القلوب
و منَ الاقْتتال في كلِّ شيْءٍ .......و منَ السَّيْر في طريقٍ جديب
و من السامعين كمْ منْ نداءٍ........لمصابٍ يبكي و لا منْ مجيب
و من القامعين كلَّ ضعيفٍ...........و من الناكرين حقَّ الأديب
و من الواقفين مثلَ الأفاعي........و من الراغبين في التخريب
و من الرَّاكبين خيلَ الملاهي.......و من السالكين درْبَ العيوب
و من الخائفين منْ كلِّ شيْءٍ.........و من الطامعين في المنكوب
ومن العيْش في الضجيج الذي يقْضي..قضاءً على صدى العندليب
و منَ السَّهْر في ضيافةِ بيت .......الهمِّ أحْضانُه كحُضْن اللهيب
و من الضرِّ حين يهْجمُ منْ كلِّ........مكانٍ و لمْ يَعدْ منْ هروب
تفالي عبدالحي
08-12-2017, 03:30 PM
سَألْتُ الشَّيخَ
سَألْتُ الشَّيخَ : ممَّاذا تُعَاني؟.........فقالَ: من الرَّتابةِ و الجمودِ
حَياتي لمْ يعُدْ فيها جَديدٌ.............و كَانتْ سَابقًا مَأْوى الجديد
شبابي منْذ ولّى راحَ عيشٌ..........بديعُ الحسْن كالوَرْد السعيد
صَحبْتُ الدَّهرَ لكنْ خَانَ ودِّي..........و كَافَأني بِأنْواعِ الصُّدود
وكنت أعيشُ مثلَ الطير حرًّا....فصرتُ أعيش في كنفِ القيود
فوا أسفا بقيتُ بلا شبابٍ...........أحسُّ بصوْلة الضيق الشديد
لقد أكل البياضُ سوادَ شَعْري.....و صار السمْعُ في جهْد جهيد
حُضوري لمْ يَعدْ شيئًا مُهابًا...........كَأنِّي لمْ أكنْ مثلَ الأُسُود
دَوامُ الحُزْن أعياني كثيرًا............. كأني حاملٌ عبْءَ الحديد
نهاري لم يعدْ وجْها بشوشًا..........و ليلي صار مرًّا بالسهود
سُكوني قَدْ غدا عَنِّي بعيدًا..........و قلَّ الصبْرُ عن ذاك البعيد
لقدْ أَصْبَحْتُ في الدنيا وَحيدًا........حليفَ العَجْز وَ الهمِّ المديد
وإنَّ العجْزَ إنْ أَضْحى غِطاءً........لِشخْص كانَ أَوْلى بالهُمود
فؤادي ضاق بالأحزان ذرعًا...... فَليْتَ البشْرَ يَظْهرُ مِنْ جَديد
لقَدْ ضَغطَ السّقامُ عَليَّ حَتَّى........سَمِعْتُ حديثَ سُكَّان اللحُود
بكيتُ من الأسى و الهمِّ حتى.....غدا دمْعي يسيلُ على الخدود
وكيف الصبْرُ عنْ ما كان عندي......يشكِّلُ منْبعَ العيش الرغيد
تفالي عبدالحي
17-12-2017, 09:19 PM
يا ابن الوجود
تَمسَّكْ بالصواب على الدوام...........وَ ثقْ بالله تنْجُ منَ الضّرَام
وَ كُنْ للخَيْر ذا طَلبٍ و عشْق.........وَ خذْ دَومًا مكَانَك في الأمَام
وَصَاحبْ منْ إلى الإصلاح يدعو....ويأبى العيشَ في حضْن الظلام
فإن الحرَّ مَنْ يبغي صلاحًا...............يحقّقُ للورى دنيا السلام
وَ لا تَكُ ذا فؤادٍ منْ صُخور.............فإنَّ اللينَ منْ شيَم الكرَام
وَ عشْ حُرَّا طَليقًا مثْلَ طَير..............و لا تَخْضعْ لأَحْكام اللئام
و كُنْ في كلِّ أمْر ذا كِفاح .............وَ صبْر منْ حَديدٍ و اعْتزام
فليْسَ يفوزُ إلا مَنْ يُضحِّي................برَاحَته و سَاعاتِ المَنام
وَ قُلْ دومًا كلامًا مُسْتَقيمًا................فإنَّ المَرْءَ يُعْرَفُ بالكلام
وَ لا تدْخلْ بُيوتَ البُخْل ضَيْفًا.............و لا تَسْمَعْ لعُشَّاق المَلام
وكُنْ في العَيْش عونًا لليَتامى...........و فكرْ في الذين بلا طعام
ودافعْ عنْ تيار العلْم دومًا................ليبْقى حاجزًا ضدَّ الظلام
و أتممْ منْ فعالكَ كلَّ فعلٍ.................. فقوّةُ كلِّ فعْلٍ في التّمام
وَ كنْ حَذرًا منَ القوْمِ اللئامِ...............فإنَّ الغدْرَ منْ طَبْع اللئام
وَ لا تَسْلُكْ طَريقَ الظُّلم يَوْمًا.............طريقُ الظُّلْم مَجْلبَةُ الأثام
وعشْ بين الكرام تعشْ عزيزًا............مُحاطاً بالمحبَّةِ و السّلام
و لا تحْزنْ على شيْءٍ تَولَّى.................فَإنَّ المرْءَ أَكْلٌ للحِمَام
تفالي عبدالحي
13-01-2018, 09:21 PM
تعالي
تعالي فهذا الصَّباحُ الجميلُ..........يبدِّدُ جرْحَ السُّهادِ العصيبِ
و يبْعِدُ عنَّا زحامَ الهُموم........... وينْفضُ عنَّا غبارَ الشحوب
و يغلقُ بابَ الزمان المريض...... و يَفتحُ بابَ الزَّمان القشيب
تعالي فمازال نهْرُ الحنين...........يُروّي شغافَ الفؤاد الكئيب
ألفْتُ من الدَّهر كلَّ الجفاء.......فكوني الحنَانَ و خيرَ الوهوب
فما كنتُ يوْمًا أريدُ الفراق .......و لا كنْتُ أبْغي حَياةَ القطوب
تعالي نُكسِّرْ قيودَ الشقاء.........و ندفنْ ِحياةَ الأسى و النحيب
و نَجْمَعْ من الروْض أبْهى الزهور....و نسْمَعْ لأغْنيةِ العَنْدليب
فمنَّا الضَّياع سَيبْقى قريبًا ........... إذا لمْ نكنْ سُعَداءَ القلوب
تعالي فما أجْملَ الأمْنيات ....... إذا الكونُ مزَّقَ ثوبَ الشحوب
بِبعْدكِ جَفَّتْ وُرودُ الغَرام...........و بَعْثرَها الدَّهرُ بينَ الدروب
تعالي و لا تَتْركيني أعاني......فمَا عادَ في البُعْد غيْرُ الخطوب
تَعبْتُ منَ الجرْي خلفَ السَّراب.....و أَعْيا الفؤادَ دوامُ القطوب
فلا رَاحةَ العاشقِ المُسْتهام.......... إذا راحَ عنْهُ حنانُ الحبيب
تعالي فقدْ ضاعَ منَّا الكثيرُ.......و أَضْحى البعادُ كوحْشٍ رهيب
تعالي ليرحلَ عنَّا زمانٌ ...............قَليلُ الهُدوء كثيرُ اللغوب
لقدْ جئْتُ أحْملُ وردًا إليكِ ..............و قلبًا يَودُّ دواءَ الكرُوب
فأنتِ السعادةُ لوْ تَفْهمين..............و أنتِ السكينةُ للمُسْتريب
و أنتِ السلامُ إذا ما الوجود.........الكبيرُ غدا متْرعًا بالحروب
تفالي عبدالحي
17-01-2018, 08:55 PM
الفقير
غدا الفقرُ كَالعُدْوان يُفْسدُ عيْشَنا.....بجلْب الأسى والهمّ و البؤْس و الضرِّ
تَركْنا ضعافَ الناس دُون عنَايةٍ.......يعيشون نَقْصًا في الحياة منَ العُسْر
أَفي العَدْلِ أنْ يَبْقى الفقيرُ مُعَذَّبًا.........وَ نَحْن لدَينا المَالُ يَكْفي مدَى الدَّهْر
فقد تَخدَع الأيَّامُ بالمال بَعضَنا..........فيحْسبُ فيها العيشَ صَفوًا بلا كدْر
و لوْ كانتِ الأيّامُ تبْقى لسَاكن...............لمَا رحلَ الأجدادُ عنَّا الى القبر
فمَا المالُ إنْ ما كان في الخيْر صرْفُه..سوى فِتْنةٍ قدْ تُكثرُ الذَّنْبَ في العُمْر
على الناس فِعْلُ الخير والبرِّ وَالندى...لكيْ ينْعمَ المُحْتاجُ بالدفْء و الستر
رَعى اللهُ أَهْلَ الخَيْر في كلِّ بُقْعَة...........بهم تظهرُ الأوقاتُ باسمَةَ الثَّغر
بَقيتُ حزينًا منْ مُقَام الفقير في........... حَياة الرَّزايا و المُعاناة وَ الضّر
يعيشُ وحيدًا في العراء وَ يشْتكي.....جروحًا أَقامَتْ كالخناجر في الصّدْر
يبيتُ منَ التَّسْهيد فاقدَ رَاحَة.................كأنَّ له جنْبًا مُقيمًا عَلى الجَمْر
وَ يَصْحو عليلا مُتْعَبًا مثلَ طائرٍ.......يعاني هجومَ الهمِّ و السقم في الأسْر
يَمدُّ اليَدَ اليُمْنى الى الناس سَاكتًا........وَ أخْرى تزيلُ الدمعَ يهْطلُ كالقَطر
يُلاقَى بتَكْشير النّيوب تَطاولاً.........كأنَّ قلوبَ الناس صَارتْ منَ الصَّخر
يَمُرُّ عليه الوَقتُ دونَ سَعَادةٍ..............فمَا أقْبحَ الأوْقَاتَ في عيشَة الفقْر
تُعانِقُهُ الأَحْزانُ منْ كُلِّ جَانِب..................وَ تَحْضُنهُ الأسْقامُ دائمَةُ الشّرِّ
وَ تُدْخِلُهُ الأوْجاعُ في نَوْبةِ البُكا.........وَ يَحْبسُهُ التَّهميشُ في عتْمَة القَعْر
يعيشُ بلا حُبٍّ يُخَفّفُ همَّهُ............... وَ يحْملُ جسْمًا كالطلول منَ الضُّرّ
يَظلُّ وَحيدًا لِلْوَسَاوس عُرْضَةً...............كمَا ضاقَ ذرْعًا بالبقاءِ بلا سِتْر
وَ يُقْمَعُ في كلِّ الأمور وَ لمْ يَعدْ..............يَوَدُّ من الأيَّام شَيئًا سوى القَبر
فلا شَيْءَ في الدنيا لمنْ غابَ مَاله....وَ لا رَاحَةٌ في عيْشَة الضَّنْكِ وَالعُسْر
وَ منْ نَكَدِ الدُّنيَا يَقاسي وَ غيْرُه............... يصَاحبُه في عيْشِه منْجَمُ التّبْر
كذا ما يُحِسُّ الحَيْفَ إلا مُكابِدٌ... .............يُلاقي منَ الأيام وِقْرًا على وقر
على الأرْض يَمْشي وَ الفُؤادُ مُرَوَّعٌ...... فلَمْ يدْر طَعْمَ الحُبِّ في زَمَن المَكْر
لقدْ صَحَّ أنَّ الفقرَ فيه مَشقَّةٌ.............و أنَّ هدوءَ النفس في عيْشَة اليُسْر
تفالي عبدالحي
21-01-2018, 03:44 PM
يا كثيرَ الصُّدُود
يا كثيرَ الصُّدُود إنِّي حزينٌ ..............وَ عيُوني بلا نُعَاسٍ تُقيمُ
سَاءني منْكَ مَا تقومُ به فالصْ........... صَدُّ منْه أنا كئيبٌ سَقيمُ
فلماذا تصرُّ أنْ لا يكُونَ الْ.............ودُّ و الحُبُّ بيْننَا و النَّعيمُ؟
فَحرامٌ عليْكَ حَطَّمْتَ قلْبي ...........وَ هْوَ لوْلا الجَفاءُ منْكَ سليمُ
جَاءني منكَ ما يَجيءُ منَ الأعْ.......دَاءِ والنَّفسُ زادَها منْ يلُومُ
قد دَعاني إليكَ ما قيل إنَّ ال..........حُبَّ فيه للقَلْب عيْشٌ رَخيمُ
أينَ في ما قيلَ الصوابُ وقلبي.....في الأسى والعذابِ صارَ يقيمُ
ذَهب النَّومُ عنْ عُيوني فباتَتْ........ترْقبُ النجْمَ في الظلام يهيمُ
قدْ أتتْني منَ الغرام همومٌ ...............وَ سهادٌ و لَوْعةٌ و كلومُ
خابَ فيك الرَّجاءُ والحُبُّ إنْ لَمْ ........تَلْقَ فيه الهناءَ فهْوَ جَحيمُ
أنتَ في اليُسْر و النَّعيم مُقيمٌ ........فَتوارى لكَ العُبوسُ الغَشومُ
و أنَا منْكَ أَشْتكي منْ جُرُوحٍ...............كالذي جَاءهُ سقامٌ أليمُ
لكَ سِحْرٌ يفوقُ ما لوُرودٍ...............وَ جمَالٌ تَغارُ منْهُ النُّجومُ
و عُيونُ المها وَ قدٌّ كغُصْن ال.......بَان في رَوْضة الزُّهور يقيمُ
وَ خُدودٌ مثلُ الوُرُود وَ فرْعٌ ..........حَالكٌ كالدجى وَ جيدٌ وسيمُ
كَملَ الحُسْنُ فيك حتَّى غدا في...... الأرض حُسْنًا شبيهُه مَعْدومُ
تفالي عبدالحي
26-01-2018, 11:25 PM
سألتُ الدين
سَألْتُ الدينَ : ممَّاذا تُعَاني؟.........فقَالَ: منَ التَّجاهلِ وَ الجُحود
رأيْتُ المرْءَ للشَّهواتِ عبْدًا..............و للفِكْر السّقيم و للنُّقود
فَجئْتُ أُكسِّرُ الأَصْفادَ عنْه.............لكَيْ يَرْتاحَ مِنْ عَيْش العَبيد
أَتيتُ أُحَاربُ الظَّلماءَ حَتَّى................يَعمَّ النُّورُ أَرْجاءَ الوجود
يَدي مَمْدودَةٌ للنَّاس دوْمًا...........وَ مَا حادتْ عن القصْد الحميد
و إنَّ العيْشَ بالإيمان يغدو ..........بهيَّ الوجْه كالصبْح الجديد
فطوبى للذي ما مَالَ عَنِّي..........و آمن بي و دافعَ عَنْ حدودي
وَويْلٌ للذي قدْ صَدَّ عنِّي..............و واجَهني بأسْلحةِ الجُحود
فإنَّ المرْءَ في خسْرٍ إذا لمْ .............يَضَعْ في بَاله يوْمَ الوَعيد
عَن الدنيا سَيرْحلُ كلُّ شخْصٍ..............فما الدُّنيا بِدارٍ للخُلود
مُقام النَّاس في الدُّنيا قَصيرٌ..........و يُخْتَمُ في النِّهاية بالهُمود
و مَنْ لله أَمْضاه سُجودًا............لهُ خَيرُ الجَزاءِ على السُّجود
لقدْ وُعدَ التقيُّ بكلِّ شيْءٍ....................تَمنَّاه و حَتَّى بالمزيد
و وعْدُ الله حتْما ليْسَ زورًا.......... و يبقى دائما أقوى الوعود
سَينْدمُ كلُّ شَخصٍ حينَ يمْضي............عنِ الدنيا بلا زادٍ مُفيد
فعالُ المرْء في الدنْيا سَتبْقى.......عليه هناكَ مِنْ أَقْوى الشّهود
تفالي عبدالحي
30-01-2018, 10:18 PM
لقد وعدتني
غيابُ التي في القلب عندي مقامها....أطاحَ بعهْد الوصْل وهْوَ خصيبُ
لقدْ وعدتْني بالبقاء وأخْلفتْ..........و في الخُلف حقّا بالوعود ذنوبُ
و نابتْ عن الوصْلِ الذي كان بيننا...........بديعًا فريدًا فُرْقةٌ و كُروبُ
أنا مولعٌ جدًّا بها و متيَّمٌ..................وما لسواها في الفؤاد نصيب
لقد فارقتْ مَنْ لا يريد فراقها................فضاقتْ به أوقاته و دروبُ
وما خلْتُها يوما سترْحل هكذا........و أبقى حليف اليأس وهْو عصيب
أيا لائمي دعْ عنك لومي فإنَّه................تضيقُ به منذ القديم قلوبُ
أنا غارقٌ منْ هجْرها في تعاسةٍ..........و ما نافعي إلا الوصال يؤوبُ
إذا رمْتُ شيئا بالعزيمة نلْته..............فذو العزْم دوما للمرام مُصيب
و إنْ رمْتُ رغْم العزْم نسْيانَ حبِّها...........فإني لِما أصبو إليه أخيبُ
لقد حال بعد القرْب بيْني و بيْنها...........بعادٌ و سيرٌ بالضياع مشوب
إذا ما تذكّرْتُ الذي كان بيننا..................يكاد فؤادي بالحنين يذوب
أنا بعدما كانتْ حياتي سعيدة...............لقيتُ الذي منه الصبيُّ يشيبُ
لقد كنْتُ أحيا في هناءٍ و غبطة........... لأنَّ زمانَ الوصْل كان يطيبُ
فأصْبحْتُ أحيا متْعبا مُتألمًا...............كمثل مريضٍ غاب عنه طبيب
لقدْ مزَّق الهمُّ الطويل سكينتي................و يا ليْته لمْ تبْدُ منْه نيوب
لقد قلَّ عنها الصبْرُ فهْي أميرتي....... وما خلْتها عنْ عرْشها ستغيبُ
يحنُّ إليها القلْبُ في كلِّ لحْظةٍ ...........كما يوْمَ عيد الفطْر حنَّ غريبُ
فما عاد شيْءٌ يسْعدُ القلبَ مثلها..............تمرُّ الليالي و الفؤادُ كئيب
تولَّى زمانُ القرْب وهْو منعَّمٌ............و جاء زمانُ البعد وهْو عصيب
فما أجْملَ الأيّامَ و الوصْلُ حاضرٌ............و ما أقبح الأيّام حين يغيبُ
أرى الهجْر دوما جدَّ قاسٍ فإنه................لكلِّ مُحبٍّ لوْعةٌ و شحوبُ
يودُّ الفتى ألا يغيبَ سرورُه....................و ذلك ما لا تبْتغيه خطوبُ
تُملُّ حياةٌ أصْبحتْ لا يزورُها.........مع الوقت منْ ريح السرور هُبوبُ
تفالي عبدالحي
10-02-2018, 12:28 PM
أنا النسر
أنا النَّسْرُ الذي يَبْقى مُصِرًّا .......على التَّحْليقِ في كبدِ السماء
أُحبُّ الوقْتَ كدًّا وَ اجْتهادًا .........و أرْفضُه ضياعًا في الهَباء
و تأبى همَّتي عيشًا مريضًا............مليئًا بالتعاسة و الشقاء
و ما الأيام للمقدام إلا.................مصاحبة التحمُّل و الرجاء
و مَنْ رام العلى دون اجتهاد ..........تمسَّك بالجهالة و الغباء
إذا حصل المجدُّ على مناه.............سيلقى حينها دنيا الصفاء
طَريقُ الجدِّ و الإصرار دوْمًا .......تقُود إلى السَّعادة و الرخاء
شبابُ المرْء إنْ عنه تولّى.................بدا قدَّامه شبحُ الفناء
إذا الإنْسانُ عضَّتْه المنَايا...........فليس له الفرارُ منَ القضاء
رأيتُ الدهرَ يدْفعُ كلَّ شيْءٍ................ليتَّجه اتّجاه الانقضاء
و أعْرفُ أنَّ جودَ الحُرِّ طبْعٌ........كمَا طُبعَ الرَّبيعُ على العطاء
أرَى الدنيا على الشُّرفاء تقْسو.......و يأْخُذُ خيْرَها أهْلُ الرياء
و لمْ أر في فعالِ اللَّيْث يوْمًا...........ضَياعًا للشَّجاعة وَ الإباء
يكون المرءُ محبوبًا إذا لم..........يفرّطْ في الرصانةِ و الحياء
رأيتُ الوقْتَ يغدو ذا ابتئاسٍ............إذا ما كان قرْب الأدنياء
و يغدو ذا ارتياح و انْشراح.............إذا ما كان قرْبَ الأتقياء
رَفعْتُ يَدي عنِ الإمساك طوْعًا.......إلى كَسْب المَحبَّة و الثَّناء
فلمْ أرَ ما يزيلُ الهَمَّ عنَّا ...............كتَشْجيع المحَبَّة و الإخَاء
تفالي عبدالحي
11-02-2018, 07:52 PM
كفِّي الصُدود
أيَا زَهْرةَ البَان كفِّي الصُدود......فإنِّي صَريعُ الهوى في الوُجودِ
وَ عِنْدي لك الحُبُّ فوق الحدود........و أنْت النَّعيمُ لقلْبي العَميد
كَمُلْتِ جَمَالاً فنلْتِ الخُلودَ ..............بذاكَ الجَمال البَديع الفريد
و يَا لوْعَتي عنْدمَا تظْهرين...............بثَوْبٍ أنيقٍ جميلٍ جَديد
ملكْتِ فؤادي بصوت رخيم..............و قدٍّ رشيق و فرع مديد
وخَصْر نَحيل و بطْن خَميصٍ....و وجْهٍ صَبُوح و سِحْر الخدود
و أشْبَعْتِني بالصُّدود جُروحًا......فكَابَدْتُ وحْدي جُرُوحَ الصُّدود
وَأثقَلْتني بالأسى و الوجوم...........وَ كدَّرْتِ لي ليلتي بالسُّهود
لقدْ لامني فيكِ ناسٌ و لكنْ.......أرى اللوْمَ في الحبِّ ما بالمفيد
يظلّ نحولي على ما لديَّ.....من الصدق في الحب خيرَ الشهود
أكلِّفُ بالصبر نفسي ولكنْ....أرى الصبْرَ في الحبِّ فوق الجَلود
أنا لمْ أعدْ مثلما كنتُ يوْمًا..........أرى الليلَ يأتي بحلْو الهجود
تَعبْتُ و لولا الهوى ما تعبْتُ....فعبْءُ الهوى مثلُ عبْء الحديد
أرى النسْرَ يأبى حياةَ الركود.........و إنِّي لما بي كثيرُ الركود
فمنذ رأيْتكِ أصْبحْتُ أشكو........و ما كنْتُ ذا شكْوةٍ في الوجود
أيرضيك في الحبِّ أنِّي عميدٌ............و أنتِ لديْك دواءُ العميد
فيا زهرة البان إنِّي أسير......... الأسى و السهاد ففكي قيودي
فما قيمة العيش إنْ لم يكنْ.............كمثل الصباح بهيَّ البرود
تفالي عبدالحي
11-03-2018, 01:48 PM
أريد
أريــدُ مـــنَ الأيَّـــام مـــا لا يَـضـرُّهـا....و لـكـنْ أرَاهــا ضــدَّ تـلـكَ المطـالـب
تهـاجـمُ أسْــرابُ الهـمـوم وِسـادتــي.....فتطـردُ عنـي النـوْمَ مـنْ كـلِّ جـانـب
إذا نلـتُ مــا تصـبـو إلـيـه عزيمـتـي....سيـغـدو فــؤادي مطْمـئـنَّ الجـوانـب
و مِــنْ طَعْـنـةٍ لاقَيْتُـهـا بـعْـد طَـعْـنـةٍ.....حَسدْتُ الذي لمْ يمْش تحْتَ الكواكب
و لَــوْ كـانـتِ الأيَّــامُ تَـعْـرفُ قَـدْرَنــا....لمَـا طَمـعَـتْ فــي لسْعِـنـا كالعَـقـارب
أُصَاحبُ مـنْ يبْغـي السَّعـادةَ للـورى....و يدْفـعُ عنْهـمْ شــرَّ تـلـك المخـالـب
فَمـنْ عاشـرَ الأخيـارَ عـاش مُـعـزَّزًا....و لـــمْ يـتْـرُكُـوه عُـرْضَــةً للـنَّـوائـب
و أَرْفُـضُ أنْ أبْقـى حَبيـسَ تَقاعـسٍ.....إذا شْمْتُ شخْصًا وَاقعًا في المَعَاطب
و أَحْمـل قَلـبًـا لا يُـحـبُّ المـقَـامَ فــي....مَكـانٍ رسَـتْ فـيـه خُـيـوطُ العنـاكـب
تُحرِّكُـنـي فــي العـيـش نـفْـسٌ أبـيَّـةٌ....و تَمْنعُنـي عـنْ فعْـلِ تِـلـكَ الغـرَائـب
إذا لـمْ أَجـدْ عـنـدَ الحُـضـور حـفـاوةً....رَأيْــتُ اختـيـارَ البُـعْـد جِــدَّ مُنـاسِـب
و مَنْ كانَ ذا قلبٍ مُصِرٍّ على العلـى....فــأيَّــامُــه مَــمْــلــوءةٌ بـالـمـتـاعــب
و مَــنْ كــان ذا قـلْـبٍ جـبــانٍ فـإنَّــه....ضعيفٌ أتـاهُ الظلْـمُ مـنْ كـلِّ غاصِـب
إذا لــم يُـضـعْ للـجـهْـل حـــدّ رأيـتــهُ...أمــامــك لــيــلاً مُـدْلـهــمّ الـجـوانــب
أرى المرْءَ فـي هـذا الزَّمـانِ سَفينـةً....تُهاجِمُهـا الأَخْطـارُ مــنْ كُــلِّ جَـانـب
و لـيـسَ نبـيـلاً مـــنْ يُـنـكِّـدُ عَـيْـشَـه...بقـلْـبٍ حَـقُـودٍ دائـمًـا فــي المـعـايـب
فيـا راغِبًـا فــي كـسْـبِ كــلِّ رَغيـبـةٍ...فَــإنَّ ثـنَـاءَ الـنَّـاس خَـيـرُ المَكـاسـب
وَ أَحْبـبْ فـإنَّ الأرْضَ بالـحُـبِّ جـنَّـةٌ....و كن دائمـا للصـدْق خيـرَ مُصاحـب
و ساعـدْ فــإنَّ الـحـرَّ خَـيـرُ مُسَـاعـدٍ...و كُـنْ حَـذرًا مـنْ مَكْـرِ تلـكَ الثعالـب
وَ ثَابـرْ علـى فَهْـم العلـوم و أخْـذِهـا.....و سَافرْ فَفي الأَسْفارِ كَسْبُ التَّجارب
تفالي عبدالحي
11-03-2018, 02:27 PM
تعاندني
تُعَاندني دائمًا لا لشيْءٍ................سوى لأُحسّ بظلْم العناد
وتَهْجُرني دُونَ ذنْبٍ فَأَبْقى .....وَحيدًا حليفَ الأسى و السهاد
أنا لا أُعَادي و لكنْ أراها..............كَثيرًا لأتْفه شيْءٍ تُعَادي
و لا تَسْمعُ النصْحَ منِّي و أمَّا........قساوتُها دائما في ازدياد
أنا مُتْعبٌ و كثيرُ الجروح..............فتبْخلُ عَنِّي بنَزْر الوداد
تَغيبُ فأسْأل عنها الجميعَ .........و أبْحَثُ عَنْها بكلِّ اجتهادي
و لكنْ إذا غبْتُ عنْها فلا بي.......تُبالي كما لا تُحسُّ افتقادي
إليها أقدِّم كلَّ الحنان...............لكي لا تراني لها كالأعادي
و أبْذلُ جهْدي لكيْ لا يحومَ........بجانبها سربُ تلك العوادي
لها في التَّعامل طبْعُ البخيل .....و لي في التَّعَامل طبْعُ الجواد
و أعْجزُ إنْ شئْتُ عنها البعادَ.....ففي البعْد عنها رحيلُ الرقاد
و لا أَبْتغي في حَياتي سِواها..........فقدْ مَلكتْ فيَّ كلَّ الفؤاد
أنا لمْ أعدْ مثلمَا كنْتُ يوْمًا...........كثيرَ السُّرور قليلَ السهاد
إذا كُنْتُ مُسْتمْتعًا بانفرادي.......أبادتْ همومٌ سُكونَ انفرادي
و أَشْكو إليْها و لكنْ شَكاتي................كَأنِّي أقدِّمها لِلْجَماد
أنا لا أودُّ سوى أنْ تحيدَ.......عنِ النَّحْس و الهجْر و الانتقاد
و أنْ تغْلقَ البابَ عنْ كلِّ فعْلٍ......حبيبِ الضَّلال عدوِّ الرَّشاد
وَ أنْ تظْهرَ البشْرَ حتَّى تكونَ..... كَنصْر أتى بعْد طولِ الكِداد
و أنْ تتعاملَ باللين حَتَّى..............تعودَ السكينةُ منْ كلَّ واد
و لولا هواها الذي في فؤادي....لما رمْتُ مِنْها سوى الابتعاد
تفالي عبدالحي
12-03-2018, 07:25 PM
أَبُثُّ إليكِ
أَبُثُّ إليكِ طول الوقْتِ شَوْقي......وأَطْلبُ منكِ إرجاعَ الهناء
فمنْذُ رحلْتِ عَنِّي صرْتُ أَحْيا.........حَليفًا للتَّعاسة و العناء
أَنا أَهْواكِ منْ أَعْماق قَلْبي.......و وَحْدكِ مَنْ أُسَلِّمُها ولائي
غرامُكِ لم أخنْه في حياتي.......لأَنِّي ما ابتَعدْتُ عن الوفاء
أحنُّ إليك في الدنيا كثيرًا......كَما حنَّ المريضُ إلى الشفاء
بعادُك هيَّج الآلام عندي.........و عكَّر عيشَتي بَعْد الصفاء
لقدْ هَجمَ السهادُ على مَبيتي......فزاد هُجومُه عبْءَ الشقاء
تعالي فالحياةُ بلا مَذاقٍ...........إذا لم نَسْتطعْ ردْمَ الجفاء
أنا في الحُبِّ صبٌّ مُسْتهامٌ........و ليْس بنافعي غيرُ اللقاء
تعالي لانتشالي منْ ظلامي......فبي شوْقٌ إلى دُنْيا الضياء
ولا تُصْغي إلى أَقْوال وَاشٍ............فَما أَقْواله غَيرُ اعتداء
تعالي نوقف الأضرارَ عَنَّا........فما فيها سوى شَبَح الفناء
كَفانا ما لقينا مِنْ جُروحٍ..............كَفانا ما بَكِينا منْ بكاء
وليس بنافعٍ غيرُ التداني.........إذا لمْ نلقَ نفعًا في التنائي
لقدْ جاءَ الربيعُ بكلِّ حُسْنٍ.........دَعينا نَنْسَ أَجْواءَ الشتاء
أَعدْلٌ أنْ نميلَ إلى الشَّقاء......و نَرْفض أَنْ نميلَ إلى الهناء
تفالي عبدالحي
25-03-2018, 12:14 PM
أبعد البينُ
أبْعدَ البينُ فرحتي و هنائي.......وَ سقى خَافقي كُؤوسَ الوجوم
فارَقتْني فصِرْتُ منْ فعلها أحْيا.........كثيرَ الجروح مثلَ اليتيم
قَدْ حَذرْتُ الفراقَ دوْمًا وَ لكنْ.........حلَّ ما خِفْتُ منهُ مُنذُ قَديم
طَال لَيْلي وَبتُّ فيه أُعَاني.............وَ بَدَا البدْرُ فيه غيرَ وَسيم
جَاء ليلُ الفراق لَيْلاً طَويلاً..........فَحسبْتُ الصباحَ كالمرحوم
هَيَّجَ الغَمُّ في العيون دموعًا............ليسَ إلا الدُّمُوعُ للمهموم
وَلقَدْ كنتُ ذا سُرور وَ لكنْ......صرْتُ منْ فِعْلها صَريعَ الهُموم
كانَ عَيْشي قبل الفراق رخيمًا...........فغدا بالفراق غيرَ رخيم
ضَاق صَدْري وَلمْ أجدْ راحةً لي.....فَتَذَكَّرْتُ ما مضى منْ نعيم
أنْكَرَتْ حبَّنا بلا سَببٍ وَ الْ.......غَدْرُ منْ طَبْع كلِّ شخْصٍ لئيم
مَا أُلاقي منَ العذاب عليْهَا.......هانَ و الحُزنُ للفتى كالخُصوم
ضيَّعَ البينُ فرْحتي وَ هَنائي......وَقضى عيشةَ الأسى و الكلوم
تفالي عبدالحي
01-04-2018, 02:06 PM
يحبُّ الحرُّ
يُحبُّ الحرُّ أَنْ يحْيَا طليقًا...........كَمثْل الطيْر في حضْن الوجود
إذا الظلماء قد عابتْ قصيدي............فَمدْح النورِ يكفي للقصيد
و أرْفضُ في الحَياة تَنازلاتٍ.........تُكَلِّفُني الخُضوعَ إلى الحَقود
أُحِبُّ الليلَ حينَ يمرُّ نوْمًا.............و أَكْرهُه مُرورًا في السهود
وأعْرفُ أنَّ بعْدَ العسْر يسْرًا.......كمَا عُرفَ النُّزولُ منَ الصعود
إذا لمْ ألقَ صدْقًا في مكانٍ............فلنْ يَلْقى حُضوري منْ جَديد
فكلّ تجمُّع بالكذْب يغدو...................غريبًا غامضًا جمَّ القيود
و كلُّ تجمّعٍ بالصدْق يغدو................بهيًّا واضحًا جمَّ السعود
يكون الشكُّ مرْفوضًا إذا ما.............تجاوز حدُّه سقْف الحدود
و ليْتَ الدَّهرَ يدْني أقْرِبائي...............وَ يُبعدُ صَوْلةَ الهمِّ العتيدِ
و مَا عابَ الصّحابُ عليَّ أني .........أميل إلى التهاون و الركود
و منْ أجْل الوصول إلى مرادي........فإني لنْ أفرّط في الصُمود
رأيتُ النصْرَ يأتي بَعْد جُهدٍ............و لا يأْسٌ مع النَّفَس الجديد
و لولا الصَّبرُ لمْ يقْدرْ أناسٌ .........على تذْويبِ أشْواط الصعود
جبالُ الأرْض لا تَنْهارُ ضعْفًا..............أمامَ قساوة الدَّهْر العنيد
و مَنْ لمْ يَهْو في الدُّنْيا التحَدِّي......يَعشْ في قبْضة القاعِ الوهيد
و لوْ كانَ القُعودُ يَجرُّ مَجْدًا ...........لكانَ المجْدُ في كنفِ القعود
و لوْلا الصُّبْحُ ما غَنَّتْ طيورٌ........و مَا لَمعَ الجمالُ منَ الورود
لَعُمْركَ ما الفؤادُ بلا طُمُوحٍ.........سوى عبْءٍ على هَذا الوُجود
فَتَى الأيَّام منْ يَبْقى مُصِرًّا..............عَلى نيْلِ المَطالب بالجُهود
تفالي عبدالحي
21-04-2018, 06:25 PM
تُعاتبني
تعاتبُني حليمةُ أنْ رأتْني .............حليفَ الضرِّ و الهمِّ العصيب
و تنْعَتُني بأنِّي لمْ أجدِّدْ ...............دفاعي في مواجهةِ الرُّسوب
و أخْرجْتُ الأماني من فؤادي.... و ضيَّعْتُ الخروجَ من الخطوب
و ألبَسني الخضوعُ لباسَ ذلٍّ.........و عانقتُ الشقا مثلَ اللهيب
و ودَّعني الهدوءُ و رثَّ حالي..... و لمْ تبْق السعادةُ منْ نصيبي
فقلْتُ لها : كلامكِ زادَ ضُرِّي.............أنا مازلْتُ ذا عزْمٍ صليب
و لمْ يلْحقْ بأغصاني ذبولٌ.........و شَمسي لمْ تملْ نحو الغروب
و نهري لم يتمِّمْ بعْد سَيرًا .......إلى البسْتان و السَّهل الخصيب
أتيتُ أوَدُّ جودًا مُسْتفيضًا...............و عيشًا فيه شدْوُ العنْدليب
و لكنْ لمْ أجدْ غيرَ البلايا.................و ما أقسى البلايا للقلوب
كأن الدهرَ يأبى أن يراني ...........حليف الغنْم و الفرح الخلوب
لقد أصْبحْتُ في الدنيا غريبا...........تضَايقني شكوكُ المسْتريب
و لكن رغْم هذا العسْر إنِّي...........رأيتُ اليسرَ في الأمد القريب
غدًا يمْشي الأسى عنَّا بعيدا............فترْتاحُ النفوسُ منَ النحيب
تفالي عبدالحي
08-06-2018, 01:54 AM
أضاع الغنى
باتَ في ليْلهِ الطويل حَزينًا...........و كَثيرَ التَّفْكير وَ الاْنْتحاب
هاجمتْه الهمومُ منْ كلِّ صوْبٍ.....و هْيَ فيها للمرْء كلُّ العذاب
ليله صار مُتْعِبًا و طويلاً.............طالما مرَّ عنه مرّ السحاب
قد أضَاعَ الغنى فصَار وَحيدًا........بَعْدما مالَ عنْه كلُّ الصّحاب
عنْدما كانَ عنْدهُ المالُ كانَ .......النَّاسُ منْ حَوْلهِ بغَيْر حسَاب
أَعْرضوا عنه وهْو مَنْ عِنْدهمْ كان....مَحطَّ الأنظار و الإعجاب
لمْ يَعُدْ عيْشُه مُنيرا فريدًا........... بلْ غدا حَالكًا كلوْن الغُراب
بعدما كان باله مُطْمئنّا ........صار دَومًا في حيْرة و اضطراب
لم يكنْ يَعْرفُ التوجُّعَ حتى.......هاج نهرُ الحرْمانِ منْ كلِّ باب
كلُّ نفْس عَنْها الهناءُ تولّى........فهْي مَأوى للهمِّ و الأوْصَاب
عندما راح عنه ما كانَ منْ مجْدٍ ....... و جاهٍ أحسَّ بالاغتراب
كان بالمال ذا نفوذٍ و لكنْ.........دونه صار كالغريب المُصاب
كان في العيْشِ يرْتدي أفخرَ الأثْ..وابِ دوْمًا فصار رثّ الثياب
صار ممّا يعيشه منْ معاناة.............كثيرَ الأعباء و الأعطاب
رُبَّ جِسْمٍ مثْل الجِبال قَوَيٍّ........صار بالهمِّ و الأسَى كالخَراب
لم يجدْ أيَّ راحةٍ أو سُكونِ.............في حياةٍ مسْودَّة الجلباب
كان بالباب واقفًا كلُّ خيْرٍ..............فغدا النحْسُ واقفا بالباب
أتْعسُ الناس مَنْ غدا في حياة.... الفقر يَحيا بعد الغنى الخلاب
لم يعدْ يبتغي سوى ما يقيه.......... منْ عيون اللوّام و العُيَّابِ
تفالي عبدالحي
10-06-2018, 12:56 AM
أنتِ
قمَّةُ الحُسْن أنتِ فيكِ تَجلَّتْ...........أنتِ أَطْفأْتِ ضجَّةَ الأنْداد
كلما جئْتِ أنتِ زعْزَعْتِ حتَّى...منْ له في الطباع طبعُ الجماد
كُلَّما قلْتِ كان قوْلُكِ شدْوًا ..........سَاحرًا فاقَ أعذبَ الإنشاد
يا لها من نقاوةٍ و ابْتسام.............و شباب و رقَّةٍ و رَشاد
يا لها منْ رشاقةٍ في قوامٍ...............مثل غصْنٍ مقوَّم ميَّاد
قرّبيني يا وردتي منكِ جدًّا.............و تَلقَّيْ مني نَقيَّ الوداد
أنقذيني منْ عالم ضاق فيه .........الحرُّ ذرْعًا بكثرة الأحقاد
أَخْرجيني منْ وحْدتي وظلامي..ورُكودي إلى المدى المتمادي
خَلّصيني منْ كلِّ قيدٍ فإني....لا أرى في القيود غيرَ اضطهاد
خُلقَ الطيرُ كيْ يعيشَ بعيدًا.....عنْ حَياة الترهيب و الأصفاد
وادفعيني إلى الأمام وشُدِّي....من طموحي وقوّتي واجْتهادي
زادَ شكِّي عنْ حدِّه فاطْرديه.......فحياةُ السُّكونِ في الاعتقاد
تَعْتريني خواطرٌ فاجْعليها..............كلَّ وقْتٍ جميلةَ الأبراد
إنَّ جرْحي مازال يَنْزف نزْفا.......أدركيني فأنتِ خيرُ الضّماد
أسْعديني فالحزْنُ أتعبني جدًّا.............و أني أحقُّ بالإسعاد
واسكبي الدفْءَ في حياتي فإنَّ...الدفءَ زادُ القلوب و الأكباد
في يديْكِ الجميلتين مُرادي...........و أنا لا أريد غيرَ مرادي
وحرامٌ عليكِ أن تحْرميني.....منه حتى لا تَسْحقي لي فؤادي
تفالي عبدالحي
13-08-2018, 03:07 PM
بهجة العمر
سألتُ الدجى لمَّا غفا الكوْنُ كلّه.....ولم يبق غيْرُ الصمْت عنْ بهجة العمر
فقال تمسّكْ بالكفاح فربَّما .................تكونُ مع الأزهار في ضفّة النهرِ
فرحْتُ إلى الأَزْهار أَحْملُ عدّتي.......وقلبًا صَبورًا في الطريق على السير
ولكنْ وجدْتُ النهْرَ قدْ فاضَ فاخْتفتْ....كأنْ لمْ تكنْ دنيا منَ العطْر و السّحْر
جَمَعْتُ أَحَاديث العلى و حَملْتُها ..............معي مثْلَ عكَّاز أَشدَّ به أزري
دَخلْتُ إلى العُمْران عنها مُفتشًا.......و لمْ ألق ما يقضي على صَوْلة الضرّ
وَجدْتُ زُحامًا غارقًا في ضجيجه......وَ فوْضى تزيد المرْءَ وِقرًا على وِقر
وطفلاً يلاقي الضرَّ في أوَّل العمر.....و شيخًا يلاقي الحيفَ في آخر العمر
وجدتُ أناسا يشتكون خصاصةً.........و يحيون مَحْبوسين في عالم القهر
فمَا أَتْعسَ الإنسانَ في قَبْضَة العُسْر.....وَ ما أَسْعدَ الإنْسَانَ في فسْحَة اليسر
جَلَسْتُ و لكنْ مثلمَا يَجْلس الذي...........أحسَّ بأوجاع الحُمولة في الظهر
وَ حتَّى حواشي الفجر لَمَّا سألتها ........أجَابتْ بقولٍ جاء مُرًّا على فكري
أنا الآن في شغلي فدعْني ولا تكنْ.......مُصرًّا على تَحْويل صفْوي إلى كدْر
و لمَّا سألتُ الطيرَ عنها أجابني..........سؤالكَ لم أفهمْه فاسألْ به غيري
دَخلتُ إلى الصَّحْراء عنْها مُفتّشًا ........و لا شيْءَ فوقي غَير صَانعة الحرِّ
وَجدْتُ سرابًا يملأ النفسَ بالأسى..........و حَرًّا شديدًا يملأ الجسْمَ بالضر
فعدْتُ منَ الصَّحْراء مُرْتعشَ الخطى......كمثل الذي لمْ يصْحُ بعدُ من السُّكْر
سألتُ غمامَ الصُّبح عَنهَا فقال لي.........بربّكَ رحْ عنِّي فلسْتُ الذي يدري
جَلَسْتُ لكيْ أرتاحَ ظهْرًا كَأنَّني..........لشَوْقي إِليْهَا قدْ جَلَسْتُ على الجَمْر
وفتَّشْتُ عنها في البساتين والربى..و في الدير والأَكْواخ والحِصْن والقصْرِ
دخلتُ الى تلك البقاع بلهفة .............و لم ألق ما فيه الخلاصُ من الوقر
وواصَلْتُ عنها البحْثَ منْ كلِّ جانبٍ...دعاني إليها الشوقُ في السرِّ والجَهر
إذا السأمُ في التَّفتيش حام بجانبي.......تقوَّيْتُ بالإصْرار و العزْم و الصَّبر
فلا تُدْركُ الأشياءُ دونَ مشقَّة..............و لا بدَّ في الدنيا من الحلو و المرِّ
و أنَّ قويَّ النفسِ منْ ظلَّ صَامدًا.........و لمْ يَتوَقَّفْ في الطريق عن السَّير
وأنَّ الفتى إنْ لم يكنْ ذا عزيمة...............تَجاوزَهُ نهرُ المعالي إلى الغير
و بعدَ مُعاناة الكِفاح وجدْتُها...............فَأغْلقْت ُ أَبْوابَ التذمُّر في دَهْري
وفارقْتُ دنيا النَّحْس والعسْر والأسى....وعانقْتُ دنيا السّعْد واليسْر والبِشْر
تفالي عبدالحي
24-08-2018, 01:39 PM
رحلْتِ
رحَلْتِ فراح عيشٌ مُستطابٌ.......وغبْتِ فحلَّ في الدنيا القطوبُ
فلا خبرٌ يُخفِّفُ ما أعاني...........و لا عطرٌ يضوعُ و لا مجيبُ
ففي بابي حمامُ الأيْك يبْكي.......و داخلَ غُرْفتي ترْسو الكروبُ
خيالك لا يريدُ البعْدَ عني.............إذا عنْ خاطري ولَّى يؤُوب
لقدْ فارقْتِ منْ يهْواك جدًّا..........فهاج الهمّ و السهْدُ العصيب
و حتَّى البدْرُ بعدَ البيْنِ أضحى........تغطِّيه التعاسةُ و الشحوبُ
و كانَ العيشُ صُبحًا مُسْتنيرًا........و بعد البين قدْ حلَّ الغروبُ
غيابكِ فجْأة عنِّي ظلامٌ............... به الأوقاتُ صارتْ لا تطيبُ
تَذكَّرْتُ الصَّبابةَ في التلاقي ............فأبْكاني التذكُّرُ و اللغوبُ
تَقضَّتْ حِقْبةٌ كانتْ نعيمًا.............و أقْفرتِ الأماني و الدروبُ
زمانُ النحْس لا يرْتاحُ إلا............إذا ولَّى عنِ النفْس الحبيبُ
لقدْ أصْبَحتُ في الدنيا عليلاً ..............فإنَّ البيْنَ همٌّ لا يشيبُ
تُهاجِمني الخُطوبُ وشرُّ شيْءٍ..لنفْس المرْءِ في الدنيا الخطوبُ
أخَافُ إذا رجعْتِ إليَّ يوْمًا...........يَكونُ الجسْمُ أضْناهُ المشيبُ
و نهْرُ الشوْق جُفّف بالمآسي......و وجه العزْم غطَّاه الشحوبُ
و مَدُّ العجْز قيَّدَ كلَّ شيْءٍ...........و طعْمُ الأكْلِ أضْحى لا يَطيبُ
يكونُ الكونُ ضاقَ و لمْ يَعدْ في........مساحتِه لأَغْراضي نصيبُ
تفالي عبدالحي
28-10-2018, 02:48 PM
زمن الحروب
زمنُ الحُروب يظلُّ بحْرًا مُتْرعًا ......... بالهوْل و الأمراض و الآلام
هُزمَ السلامُ و لمْ يَعدْ ذا قوَّةٍ..............فَتزايدتْ أَيْدي الظلامِ الدامي
الصدْقُ في الأَخْبار صَار مُغيَّبًا...........و الظلمُ أصْبح شرْعةَ الأيام
كَثرَ الطغاةُ و لمْ يعدْ في عَصْرنا...........للحرِّ غيرُ القمْع و الإرغام
لا عُذْرَ للطاغي غدًا عند الذي.......يدري بما في الأرض و الأرحام
تُركَ السلاحُ بدُون أَيِّ مُراقِبٍ...........فغدا طليقًا في المدى المُترامي
بدرُ السماء غدا حزينًا غاضبًا...........منْ كَثْرة التَّخْريب وَ الإجرام
إنَّ المعاركَ لا تخَلِّفُ خَلْفها ...............إلا هَلاكَ الأرْض و الأجسام
كَمْ مَنْزلٍ ضخْمٍ قويٍّ شامخٍ...................بنيانه أضحى ترابَ ركام
و تَجمُّع قدْ كانَ جدَّ مُنظّمٍ.................أضحى يسيرُ بدون أيِّ نظام
كمْ منْ مصَابٍ غارقٍ في دمْعه.............و مُحاصَرٍ لمْ يلْقَ أيَّ طعَام
و مُنعَّمٍ بعْدَ السَّعادة و الغنى.............و الجاهِ صارَ مُحَالفَ الإعدام
قُتلَ الكثيرُ و ما يزالُ القتْلُ لمْ ............يظهَرْ له في الأفْق أيُّ ختام
في كل بيتٍ مأتمٌ و تعاسةٌ......................في كل قلبٍ حزْمةُ الآلام
الليلُ أضْحى للعُيون جهنَّمًا.............و الصبحُ قدْ غطاه ثوبُ رغام
لا خَيرَ في عيْشٍ مَريضٍ خارجٍ...........عنْ عالمِ الأفراح و الأحلام
يشْقى البرايا كلَّما رَكبوا الوغى............إنَّ الوغى منْ أَعظم الآثام
بِئْسَ الذين يُدافِعون عنِ الوغى............و يشَجِّعونَ منفِّذي الإجرام
فمتى تعودُ إلى الروابي بهجةٌ...............و يَعودُ شاديها إلى الأَنغام
و متى تعودُ الى الوجود عدالةٌ................أحكامُها تَبْقى على الأيام
تفالي عبدالحي
18-11-2018, 01:11 PM
كلَّ ليلٍ
ورْدةٌ أنتِ ميزةُ الحسْن فيها..............أنَّه كلَّ فَتْرة في ازْدياد
أنا أهواكِ يا ابنةَ الحسْن و الإلْ...هام و النور منْ صميم الفؤاد
أنْصفيني فقَدْ تعرَّضْتُ للظلْم..............من الكاذبين و الحسَّاد
إنَّ طبعي ما كان يوْمًا غليظا........أو قبيحا أو جامدًا كالجماد
أنا ضدُّ التَّضْليل والظلم و العنْف.......وضدُّ البغضاء و الأحقاد
إنَّني في تعاملي و انْفعالي..........مُنْذ صُغري مسالمٌ لا أعادي
واتركيني أعيشُ جنْبَك إنِّي............ضقْتُ ذرْعًا بعيشة الأنكاد
قيّدتْني الأعباءُ منْ كلِّ صوْبٍ............بعدما كنتُ مالكًا لقيادي
وأنا طائرٌ يضيقُ إذا ما...............لمْ يحلَّقْ في أفْقه المتمادي
ملْءَ نفْسي جرحٌ كبيرٌ و منكِ....الودُّ يبقى للجرْح خيرَ الضّماد
إنني تائهٌ فكوني دليلي............كيْ تسيرَ الأمورُ وفْقَ السَّداد
زوِّديني بكل شيْءٍ فإنِّي..............ذو احْتياج إلى جَميع العَتاد
و امْنحيني الصُّمودَ حتَّى تريْني....في جَميع الظروف كالأطْواد
إنَّ قلبي ملكْتِه أسْعديه........... ....إنه لا يبتغي سوى الإسعاد
كلّ ليلٍ أَودُّ منكِ سماعَ..................الحكْي حتى أنامَ كالأولاد
مَتِّعيني فالعمْرُ فانٍ و ما مِنْ..............مُتْعةٍ في الفناء للأفراد
لا تصدِّي فالصدُّ يبْكي مُحبًّا ..........قدْ رأى فيكِ لحْظةَ الميلاد
أنتِ مَنْ تَستطيعُ جعْل حياتي.......ذاتَ حسْنٍ كحسْنك المتمادي
ليس فيما أقوله أيُّ كذْبٍ............. بلْ كلامٌ يمليه صدْقُ الفؤاد
تفالي عبدالحي
12-01-2020, 08:08 PM
يكون الفتى
يَكونُ الفتى طامعًا في المُحال.....إذا رام عمْرًا بدون انقضاء
لقد وُجد المرءُ لا للخلود............و لكنْ ليذْهبَ نحو الفناء
و ليس له مَلْجَأٌ في الوجود.....يَقيه و يَحْميه منْ ذا القضاء
تساوى لدى الموْت كلُّ العباد....فأهْلُ الخصاص كأهل الثراء
سيُبْعَث يوْمَ الحِساب الجَميعُ.....و يُكشَف ما كانَ قيْد الخفاء
و بعد الحساب فإمَّا حياةُ.............النعيم و إمَّا حياة الشقاء
فمَنْ فاز عاشَ حليفَ النّعيم ....و منْ خابَ كان من الأشقياء
و مادمْتَ حيًّا تذكَّرْ بأنَّ...........لدى الله ما تبْتَغي مِنْ عطاء
تَنبَّهْ ولا تبْق ملْء الضلال..........تجُوب الحياةَ بدون اهتداء
و كنْ مُسْتَعدًّا ليوم الحساب........و وفّرْ من الزاد كلَّ اكتفاء
و لا تدعِ العمْرَ يمْضي هباءً...........فذاك لعمْركَ شرُّ البلاء
فلنْ يَمْنع الموْتَ عنكَ الطبيبُ..........و لا ما تقدِّمهُ منْ فداء
سَينْدمُ حين يحينُ الحسابُ......الذي ليْسَ منْ معْشَر الأتْقياء
ويبْكي على فرْصةٍ منْه ضاعتْ.....وما منْ سميع لذاك البكاء
تفالي عبدالحي
28-01-2020, 06:45 PM
الفقير
يظلُّ وحيدًا كَسيرَ الفؤاد..............كَمنْ خَانه أَقْربُ الأصْدقاءِ
إذا الليلُ حلَّ و لمْ يبْقَ إلا......الدجى باتَ يرْعى نُجومَ السَّماء
يُعذِّبه السهْدُ في كلِّ ليلٍ..........و ما في الصباح له منْ عزاء
لقد ضَاق ذرعًا بنقْص الطعام .....كما ضاق ذرعا ببرْد العراء
يودُّ الهناءَ و لكنْ سَيبقى............مع الفقر ما يبتغي جدَّ ناء
فلا شيْءَ إلا الرزايا لديه ......و لا شَيْءَ غير الأسى و البكاء
أرى المرْءَ يَبْقَى حليفَ الجروح..إذا كانَ في العيْش قيْدَ الشقاء
ويبْقَى حليفَ الرضى والسرور..إذا كانَ في العيْش ملْءَ الرخاء
لقد ضاق بالضُّرِّ ذرعًا كَمثل........مَريضٍ يقاسِي غيابَ الدواء
فلا تَبْخلوا بالنّدى و الحَنان ............عليه ليرْتاحَ بعدَ العناء
و لا تَدْفعوه إلى اليأْسِ منْكُمْ ........إذا ما ركبْتُمْ ركابَ الجفاء
من العيْب أنْ يُكْنزَ المالُ وهْو .....,,...أساه يظلُّ بدون انْقضاء
فمَا قيمةُ المال إنْ لمْ يغيّرْ......إلى الدفْء عيْشًا ككهْف الشتاء
وخيرُ الورى من تراه العيونُ....لمَنْ يشْتكي الفقرَ أهلَ السخاء
إذا راح عبْءٌ ثقيلٌ عليه........سيغدو كثيرَ الرضى و الصفاء
فلا بدَّ أن يُبْعدَ الفقرُ عَنَّا ..........فما فيه غيرُ الأذى و الشقاء
سيأخذُ مَنْ يفْعل الخيرَ عند .......الذي خلقَ الكون خيرَ العطاء
هنيئا له حين لا المالُ يجْدي......و لا الجاهُ و العزُّ يومَ الجزاء
تفالي عبدالحي
21-03-2020, 05:14 PM
لا تلمْني
أفْسَد الهجْرُ فرْحتي و هنائي .............وَ رماني بكثْرة الأْنكاد
هَجَرتْني و هْيَ التي وَعدتْني..........أنَّها لنْ تخُونَ عهْدَ الوداد
خلَّفَتْني مُعذَّبًا مثلَ طيْرٍ ........... كانَ حُرًّا و صَار في الأصْفاد
قربُها كان للفُؤاد نعيمًا .............و لعيْني مثلَ الضياء الهادي
لمْ يَعدْ عنْد خاطري منْذُ غابتْ.........أيُّ شوْق إلى لقاء الوساد
فَرض الحزْنُ أنْ أبيتَ حليفَ ....السّهْد و الضرِّ لا حليفَ الرُّقاد
إنَّ مَنْ أنْشب الأسى فيه ظُفْرًا.........وَجَدَ الليلَ قطْعةً منْ سُهَاد
رقَّ بدْرُ السَّماء ليْلاً لحالي .... وَهْو في الحُبِّ كانَ منْ حُسّادي
كان ظنّي أنَّ الوصالَ سيبْقى..........لرياح الهجْران بالمرْصاد
خاب ظنِّي و خَضَّب الهجْرُ عيْشي.....بعْدما كانَ صافيًا بالسواد
لا تلمْني يا لائِمي في هَواها.......... إنَّ لوْم المُحبِّ ما بالسَّداد
كيْف أرْجو نِسْيانَها و هواها...........مالكٌ كلَّ قطْعة منْ فؤادي
مُنذ غابتْ لمْ ألْق أيَّ سُكونٍ ........ كيْف ألقاه وهْيَ ملْء البعاد
إنَّني ما اسْتَطعْتُ إخْفاءَ ما بي.... كيْف أرْجو إخفاءَ ما هو بادي
فُطم القلبُ دون ذنْب من الوصْل...... فكانَ الفطامُ شرَّ العوادي
قلَّ صبْري و لمْ يكنْ طول عمْري..... بقليل بلْ كان في الازدياد
لا أحبُّ الشَّكْوى و لكنْ فؤادي .........ضاقَ ذرعًا بكثْرة الأنْكاد
ليْتَ شِعْري هلْ للأسى منْ نفادٍ .........أمْ سيبْقى بدون أيِّ نَفاد
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir