عاهد سليم الشريف
15-12-2016, 08:32 PM
حَلَبٌ دَميْ وهُناكَ في حَلبٍ دَمُ =سفَّاحُها يسبي النساء ويهدمُ
قدْ ألبَسوا وجهَ الحواريْ دمْعَهَا=فالدُّورُ ثَكْلى والمنازلُ تلطِمُ
حتَّى إذا نامَ المُلوكُ وتَمْتَموا= راحَ العدوُّ على الزِّقاقِ يُتمْتِمُ
لا يسْتوي الخَصْمانِ هَذا حالمٌ=يغْفو وذاكَ على العِراكِ مُصَمِمُ
لا يسْتوي الجيْشانِ في سَاحاتِها=إنْ كانَ بينَ النَّاسِ مَنْ لا يَحسِمُ
تبني الشُّعوبُ بيوتَها مِنْ عزَّةٍ = ويجيءُ حفَّارُ القُبورِ فيهدمُ
سُحقًا لها مِنْ دولةٍ لا تسْتحي = عزّ الدَّخيلُ بها وذلَّ الأكْرمُ
لانعدمُ الشُّرفاءَ إلاَّ أنَّنا= مِن هوْلِ مأسَاةِ العُروبة نَشتمُ
هَذي مساكنُ أهلِنا في الشَّام قَدْ= الْوَى بِها ليلٌ عتيٌ أسْحمُ
لمْ تَترُكِ الأحداثُ فيها مَوْضعًا= إلاَّ وعمَّ البأسُ فيهمْ فارتَموا
سدُّوا على أحلامِهمْ أبوابَهمْ= وأتوا عليها دارعينَ فأجْرموا
لمْ يَسلكوا دربًا مخافةَ حاكمٍ=إلاَّ ودربُ الموتِ منْهمْ يَغْنمُ
هَذي نُفوسُ الأبرياءِ أمامَنا=بينَ الكنائسِ والمساجدِ تُعدَمُ
من ليْ بوجهٍ يُعربيٍّ غاضبٍ=فيهِ البُطولاتُ الَّتي نتوسَّمُ
أينَ المَسيحيُّ الذَّي في بابِها=صَلَّى المساءَ وأينَ أينَ المُسْلِمُ
أينَ الأُلى كَانوا عَلى أبوابِها=أُسْدَ الشَّرى والقائِدونَ هُمُ هُمُ
أينَ الذينَ إذا اصطلاهمْ غاشِمٌ=لبِسوا الدُّروعَ تهيؤا وتقدَّموا
أينَ الذينَ لَها إذا اغتصَبَ العِدى=أُختًا فثارَ لحقِّها المُستَعْصِمُ
للهِ دَرُّ الضَّارعينَ ببابهِ=لمْ يَيْأسوا يومًا ولمْ يسْتسْلِموا
جئنا أيا أللهُ مِنْ أرْواحِنا= فارحمْ عبادًا حقُّهمْ أنْ يُرحَموا
يَجثو على أعْمارِهم قُطْبُ الرَّحى=أنيابَ قارعةٍ تَعُمُّ وتَحطِمُ
لمْ نُدركِ المأساةَ في حُكَّامِنا= إذْ أنْ أكْثرَهُمْ خبيثٌ أرْقمُ
لا تسلمُ الأوطانُ مِنْ أعدَائِها= حتَّى نَرى العُملاءَ فيها تُعدمُ
قدْ ألبَسوا وجهَ الحواريْ دمْعَهَا=فالدُّورُ ثَكْلى والمنازلُ تلطِمُ
حتَّى إذا نامَ المُلوكُ وتَمْتَموا= راحَ العدوُّ على الزِّقاقِ يُتمْتِمُ
لا يسْتوي الخَصْمانِ هَذا حالمٌ=يغْفو وذاكَ على العِراكِ مُصَمِمُ
لا يسْتوي الجيْشانِ في سَاحاتِها=إنْ كانَ بينَ النَّاسِ مَنْ لا يَحسِمُ
تبني الشُّعوبُ بيوتَها مِنْ عزَّةٍ = ويجيءُ حفَّارُ القُبورِ فيهدمُ
سُحقًا لها مِنْ دولةٍ لا تسْتحي = عزّ الدَّخيلُ بها وذلَّ الأكْرمُ
لانعدمُ الشُّرفاءَ إلاَّ أنَّنا= مِن هوْلِ مأسَاةِ العُروبة نَشتمُ
هَذي مساكنُ أهلِنا في الشَّام قَدْ= الْوَى بِها ليلٌ عتيٌ أسْحمُ
لمْ تَترُكِ الأحداثُ فيها مَوْضعًا= إلاَّ وعمَّ البأسُ فيهمْ فارتَموا
سدُّوا على أحلامِهمْ أبوابَهمْ= وأتوا عليها دارعينَ فأجْرموا
لمْ يَسلكوا دربًا مخافةَ حاكمٍ=إلاَّ ودربُ الموتِ منْهمْ يَغْنمُ
هَذي نُفوسُ الأبرياءِ أمامَنا=بينَ الكنائسِ والمساجدِ تُعدَمُ
من ليْ بوجهٍ يُعربيٍّ غاضبٍ=فيهِ البُطولاتُ الَّتي نتوسَّمُ
أينَ المَسيحيُّ الذَّي في بابِها=صَلَّى المساءَ وأينَ أينَ المُسْلِمُ
أينَ الأُلى كَانوا عَلى أبوابِها=أُسْدَ الشَّرى والقائِدونَ هُمُ هُمُ
أينَ الذينَ إذا اصطلاهمْ غاشِمٌ=لبِسوا الدُّروعَ تهيؤا وتقدَّموا
أينَ الذينَ لَها إذا اغتصَبَ العِدى=أُختًا فثارَ لحقِّها المُستَعْصِمُ
للهِ دَرُّ الضَّارعينَ ببابهِ=لمْ يَيْأسوا يومًا ولمْ يسْتسْلِموا
جئنا أيا أللهُ مِنْ أرْواحِنا= فارحمْ عبادًا حقُّهمْ أنْ يُرحَموا
يَجثو على أعْمارِهم قُطْبُ الرَّحى=أنيابَ قارعةٍ تَعُمُّ وتَحطِمُ
لمْ نُدركِ المأساةَ في حُكَّامِنا= إذْ أنْ أكْثرَهُمْ خبيثٌ أرْقمُ
لا تسلمُ الأوطانُ مِنْ أعدَائِها= حتَّى نَرى العُملاءَ فيها تُعدمُ