تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عشق على الهواء



نزار ب. الزين
31-07-2005, 06:07 PM
عشق على الهواء
قصة بقلم : نزار ب. الزين*

------------------------

أبتي ، أنا بحاجة لملابس رياضية ، لقد اشتركت في فريق (البيسبول) بعد اختبار نحجت فيه بتفوق ، و أكد لي المدرب أيضا ، أن أمامي مستقبلا كبيرا في هذه اللعبة الرياضية التي يعشقها الأمريكيون ، و لكن لا بد لي من ارتداء تلك الملابس الخاصة .
يصمت أبو تيسير ، يتجاهل طلب إبنه ، و عندما ألح صرخ في وجهه غاضبا :
- إنسَ الموضوع برمته ، فلا نقود لديَّ لمثل هذا الترف ....!
<< أبو تيسير رجل كهل في الأربعينيات ، أي أنه تعدّى سن المراهقة و أحلام المراهقة منذ زمن طويل ، متزوج و لديه ثلاثة أطفال أكبرهم تيسير الذي بلغ لتوه سن المراهقة ، و أصغرهم عوني ، الذي لا يزال في مرحلة الرياض ، أما أوسطهم فهي لبنى و هي في الصف الثالث الإبتدائي >>
تجادله أم تيسير ، تذكره بما يصرفه على التدخين و زجاجات البيرة و فواتير الهاتف النقال ، يتجاهلها بداية ، يطفح رشفة جديدة من كأسه ، ينظر إليها شذرا ، ثم يهددها بالويل و الثبور و عظائم الأمور إن لم تقفل فمها في الحال.
<< تعرف أبو تيسير على جمانه عن طريق حاسوب إبنه ، فابتدأ يحاورها من خلال غرف الدردشة ، و عندما انتشر الهاتف الجوال ، أخذ يستخدمه ليبثها لواعج حبه و هيامه ، و رويدا رويدا إزداد إهماله لشؤون بيته وامتناعه عن الإنفاق على أفراد أسرته ، مما اضطر أم تيسير للعمل في أحد الأسواق المركزية . >>
و ذات يوم يعود أبو تيسير قبل موعده المعتاد ...
يدخل إلى غرفة نومه ..
يجمع أغراضه على عجل ..
تسأله زوجته:- " إلى أين ؟"
يجيبها : - " إلى جهنم الحمرا .."
يتوجه رأسا إلى المطار ...
ثم إلى إحدى ولايات الشمال ..
و أخيراً سيلقى معشوقته جمانه وجها لوجه .. و سيضمها بين ذراعيه ...
سوف تستقبله بثوب أحمر كما اتفقا ،
و شال أصفر يلتف حول عنقها ..
بعد سويعات خالها دهرا ، تهبط الطائرة ...
يخفق قلبه و تتعالى ضرباته كطبل إفريقي ..
يتوجه إلى قاعة الإستقبال ....
يلمحها عن بعد ، بثوبها الأحمر و شالها الأصفر ...

ينظر إلى الصورة في يده ، صورتها نعم ، و لكن قبل ثلاثين سنة على الأقل !.كانت قد أرسلتها له عبر( الأنترنيت )
تصعقه المفاجأة ..
ينتزع ربطة عنقه الحمراء على عجل ، فهي علامته !!

ثم يندس بين الناس ، مطلقا لساقيه العنان ........

---------------------------------
*نزار بهاء الدين الزين
مغترب يعيش في الولايات المتحدة من أصل سوري

معاذ الديري
01-08-2005, 12:48 AM
جميلة ومختصرة وواقعية

تقبل جزيل الشكروالدعم

نزار ب. الزين
01-08-2005, 06:24 AM
جميلة ومختصرة وواقعية

تقبل جزيل الشكروالدعم
--------------------

شكرا لإهتمامك يا عاقد الحاجبين
نزار

براءة الجودي
06-06-2013, 06:35 PM
قصة طريفة حقا أجبرتني على التبسم !
فليس كل من في النت صادق , عرضت عليه صورتها أثناء الشباب وتفاجأ بأنها مختلفة عند الكبر
وهذا جزاء إهماله وخيانته لزوجته وعائلته
تقديري

نزار ب. الزين
06-06-2013, 11:16 PM
قصة طريفة حقا أجبرتني على التبسم !
فليس كل من في النت صادق , عرضت عليه صورتها أثناء الشباب وتفاجأ بأنها مختلفة عند الكبر
وهذا جزاء إهماله وخيانته لزوجته وعائلته
تقديري

****************
أختي الفاضلة براءة
هذا ما يسمى مراهقة الشيخوخة
يهمل عائلته اندفاعا وراء شهوته
نعم إنها -كما تفضلت- خيانة ...
***
ممتن لمرورك و إستخراج الموضوع
من باطن الأرشيف
و انفعالك و تفاعلك مع القصة
مع ودي و وردي
نزار

ناديه محمد الجابي
07-06-2013, 06:14 PM
لقد كان الجزاء من جنس العمل ـ فلقى ما يستحق جراء
أهماله لبيته وأسرته وليكن عبرة لكل من يعشق على الهواء
شكرا لك أستاذ نزار على ما كتبت .. تحياتي.

نزار ب. الزين
08-06-2013, 05:40 PM
لقد كان الجزاء من جنس العمل ـ فلقى ما يستحق جراء
أهماله لبيته وأسرته وليكن عبرة لكل من يعشق على الهواء
شكرا لك أستاذ نزار على ما كتبت .. تحياتي.

**********
صدقت يا أختي ناديه
العشق على الهواء
أحدوثة عصر الحاسوب و الشبكة الدولية
و ضحاياه يتزايدون و لات من يتعظ
***
الشكر الجزيل لزيارتك
و مشاركتك التفاعلية
مع ودي و وردي
نزار

نداء غريب صبري
10-07-2013, 03:12 PM
قصة جميلة
ممتعة وواقعية
وفي النت من المصائب أكثر من هذا بكثير

شكرا لك اخي

بوركت

نزار ب. الزين
10-07-2013, 08:17 PM
قصة جميلة
ممتعة وواقعية
وفي النت من المصائب أكثر من هذا بكثير
شكرا لك اخي
بوركت
*****************
أختي الفاضلة نداء
صدقت ، فكما للأنتريت فوائد لا تحصى
فلها أيضا مضار لا تحصى
فالأمر راجع لنفسية المستخدم
أولا و آخرا
***
الشكر الجزيل لمرورك
و مشاركتك في نقاش النص
مع ودي و وردي :0014:
نزار

ربيحة الرفاعي
11-08-2013, 06:28 AM
مراهقة
هل كان هذا عنوان القصة؟
وعدت للأعلى للتأكد، فقد رايت المراهقة سقفا أعلى للنص الذي بداه الكاتب بصورة بريئة لحاجة صغيرة يأتي بها مراهق أباه، وأخرى وضيعة لرجل يقيم علاقة رغائبية عبر شبكة الانترنت مع مخادعة شاركته لعبة الاحتيال ..
لم يكن حبا وإلا ما كان فرّ منها لما رأى شكلها، ولا كانت خدعته

ثمة من يحولون كل ما حولهم لميادين قذارة فلا تلومن من يجد في عالم الانترنت ميدانا واسعا لقذارته

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

نزار ب. الزين
13-08-2013, 06:48 AM
مراهقة
هل كان هذا عنوان القصة؟
وعدت للأعلى للتأكد، فقد رايت المراهقة سقفا أعلى للنص الذي بداه الكاتب بصورة بريئة
لحاجة صغيرة يأتي بها مراهق أباه، وأخرى وضيعة لرجل يقيم علاقة رغائبية عبر شبكة الانترنت
مع مخادعة شاركته لعبة الاحتيال ..
لم يكن حبا وإلا ما كان فرّ منها لما رأى شكلها، ولا كانت خدعته
ثمة من يحولون كل ما حولهم لميادين قذارة
فلا تلومن من يجد في عالم الانترنت ميدانا واسعا لقذارته
دمت بخير أيها الكريم
تحاياي

***********
أختي الفاضلة ربيحة
هو حب لصورة فوتوغرافية
صدمها واقع مرير
فهذا المراهق الكبير أهمل أسرته
لينغمس بعشق افتراضي
و يعود ذلك إلى شخصية أنانية
اختفى لديها الشعور بالمسؤولية
****
شكرا لمرورك أختي الكريمة
و تعقيبك القيِّم الذي أثرى النص
مع ودي و وردي
نزار
ملحوظة : عنوان الأقصوصة " عشق على الهواء "
و ليس "مراهقة"

آمال المصري
13-12-2015, 02:39 PM
العيب ليس في مستحدثات العصر ولكن في النفوس التي تسيء استخدامها وتجعل منها متنفس لشهواتها
واقعية العالم الافتراضي تفرض نفسها هنا بقوة
رحم الله أديبنا وجعل ما خطه يراعه في ميزان حسناته
تحاياي