تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مُصافحة... !



عبد اللطيف السباعي
06-01-2017, 08:14 PM
مُصافحة... !
عبد اللطيف السباعي (غسري)

شَحَنْتِ إليَّ دمي الخامِـــــــــلا
وأرسَلْتِهِ جامِحًا جافِـــــــــــــلا

يَفيضُ كَنَهرٍ مِنَ الهَمْهَمــــــاتِ
يَزُفُّ إليَّ حَيًا هاطِــــــــــــــلا

يُفارقُ مُنتَجَعاتِ الغمـــــــــــامِ
ويَسقطُ عِندَ الضُّحَى وابِـــــــلا

سَيُغْرقُ بَرَّ الصَّدى حَوْلَــــــــهُ
إذا لم تكوني لهُ ساحِـــــــــــلا

أصَافحْتِني أم تَفَتَّقْتِ فـــــــــي
يَدِي نَرْجِسًا مُورقًا نَائِـــــــلا؟

أخاطبْتِني أم تفجَّرْتِ فـــــــي
فمي نَغَمًا مُحْيِِيًا قاتِـــــــــــلا؟

لكِ اللهُ ! مِن أيِّ حُلْمٍ أتيْـــــتِ
تبُثِّينَني شَبقًا عاقِــــــــــــــلا؟

يُجَنْدِلُني فوق صَخرِ الكـــلامِ
ويَترُكُني فوقَهُ ذاهِــــــــــــلا

أتيتِ على هَودَجٍ مِن حَيــــاءٍ
تُضيئينَ قِنديليَ الذابِــــــــــلا

وتَفْتَرُّ فيكِ شِفاهُ المسَـــــــــاءِ
ربيعًا بفَيْضِ الشذا حافِــــــــلا


يُكاشِفُني بِكِ شَفَّاَفَـــــــــــــــة ً
ويَفضَحُ لي سِرَّكِ العاجِـــــلا

لأنَّكِ مَوْشُومةٌ بالحنـــــــــانِ
وَشَمْتِ بهِ الخِصْرَ والكاحِلا

وأنَّكِ مُثْقَلَةٌ بالهُيـــــــــــــــامِ
غَدَوْتِ بهِ شَفقًا مائِـــــــــــلا

وفي وَجنتيكِ انْبِجاسُ الحَنينِ
يَلوحُ - كَقافِيَتي- هائِــــــــــلا

وعيناكِ تسْتشْرفانِ المَــــدى
وتسْتحْضِرانِ غدِي الآجِــلا

وعَرَّافةُ العِشقِ في راحَتيْـكِ
تُطالعُ حَاضِرَنا الماثِــــــــلا

وحِيدَيْنِ نرْعَى كتابَ السَّناءِ
ونُمْسِي بهِ خَبرًا واصِــــــلا

يُحَيِّرُ ذاكِرَةَ المُرْجِفيــــــــن
ويُعْيِي السُّؤالُ بهِ السَّائــــلا

آيت اورير - المغرب
15/10/2011
س

رياض شلال المحمدي
07-01-2017, 05:36 AM
أصَافحْتِني أم تَفَتَّقْتِ فـــــــــي ... يَدِي نَرْجِسًا مُورقًا نَائِـــــــلا ؟ /
،
بل نضارةُ شعرٍ وحسٍّ وشعور ، وترافة معنىً تضاهي منحة البدور ، تفتقا
فكانت تلكم الفارهة ، فطوبى لمسعى اليراعة وما تخط الصدور والسطور ، تقديري .

عدنان الشبول
07-01-2017, 11:55 PM
دوما للإبداع عنوان


محبتي واحترامي

د. سمير العمري
08-01-2017, 05:29 PM
الله الله!

جمال شعر وألق شعور وشاعرية كبيرة عرفناها فيك!

رائع أيها المبدع وهي قصيدة تستحق التقدير والتقديم رغم تحفظي على بعض مفردة فيها، ولا فض فوك!

للتثبيت

ودام هذا الألق الزاهر!

تقديري

محمد ابوحفص السماحي
09-01-2017, 01:13 PM
الاخ العزيز الشاعر عبد اللطيف السباعي
تحياتي
مررت فنهلت من النبع الصافي.. وتمتعت بالاصالة من معدنها.
مع خالص ودي

محمد ذيب سليمان
09-01-2017, 05:49 PM
نص مورق جميل
سعدت اني في رياضك
شكرا لك

عبدالستارالنعيمي
10-01-2017, 12:58 PM
الأستاذ عبداللطيف السباعي

نص يغبط نفسه أن ولج قلوب الشعراء بنقاء وزهو
ولا زلت منعما بكل خير شاعرنا النحرير

ثناء صالح
10-01-2017, 07:18 PM
أصَافحْتِني أم تَفَتَّقْتِ فـــــــــي
يَدِي نَرْجِسًا مُورقًا نَائِـــــــلا؟

يكثف الشاعر امرأته ليجمعها في المساحة الضيقة للمسة المصافحة . وهذه هي بؤرة العدسة في لقطته الشاعرية . وفي هذه البؤرة يتفتق النرجس المورق لتتحول المصافحة إلى لمسة إحياء وخلق للجمال المرهف المتوثب في لحظة خلق نفسي تتفتق بالنرجس ولا يدركها إلا الشعراء.
وليتني قرأت وصفا آخر غير " نائلا" يزيد من التركيز على نضارة هذا التشكيل الإبداعي الحي .

أخاطبْتِني أم تفجَّرْتِ فـــــــي
فمي نَغَمًا مُحْيِِيًا قاتِـــــــــــلا؟
هو حوار بينهما.
تخاطبه فيصبح في موقع الرد عليها . وعند ذاك ينطق فمه بما يشبه النغم المحيي .نغم قاتل. وبين الإحياء والقتل امرأة تتفجر في ثنايا كلامه .فهي اللحظة ذاتها التي دار حولها الشاعر في البيت السابق. وهو التكثيف ذاته عندما يعاني تأثير امرأة يحبها لحظة إبداع الكلام.

لكِ اللهُ ! مِن أيِّ حُلْمٍ أتيْـــــتِ
تبُثِّينَني شَبقًا
عاقِــــــــــــــلا؟
يُجَنْدِلُني فوق صَخرِ الكـــلامِ
ويَترُكُني فوقَهُ ذاهِــــــــــــلا


كما في غوامض الأحلام يقترن بالشيء ضده .ويستغل الشاعر اللاممكن من إمكانية الحلم ليفسر تناقضه الانفعالي في عوالم الشعر .
رائع الجمال ما قرأته في هذه القصيدة.
والتقدير للشاعر المبدع أ. عبد اللطيف السباعي

أحمد الجمل
04-01-2019, 02:30 PM
الله الله الله
أي سحر هذا أيها الساحر الشاعر والشاعر الساحر !!!
راااائعة وأكثر وأكثر وأكثر
تحيتي ومحبتي