قدر نافذ

[عماد هلالى]

التفت طلبا للرّاحة بينما كان منهمكا في تذويب صفيحة حديديّة بالنّار , ومثلما يحدث عادة في أفلام الكارتون : نظرة أولى , يعود لشغله , ينتبه مع انتعاش ذاكرته , ثم يعيد النّظر من جديد , نفس الأنبوب الحديدي الّذي اصطدم برأسه في حلم ليلة البارحة !! , رأى نفسه يشتغل كعادته في ورشة الحدادة هذه التابعة لمراكز التكوين المهني واصطدم رأسه بأنبوب حديدي بارز من الجدار , الحادثة لم تُسبّب له جرحا لكنّها كانت مؤلمة جدا , وبدون أن يُفكّر ولأنّ الأثر النّفسي لهذا الحُلُم لا زال يشعر به استجاب لمخاوفه ووظّف عضوا كاملا منه لحراسته من تحقّق الحلم , وتجنيبه هذا الألم المُرتقب , فصار يعمل بيد ويضع يده الأخرى على الأنبوب الحديدي , ناداه مُعلّمه المشرف على الورشة , ذهب اليه فوجده يُعنّفه بنبرة غاضبة : حذّرتكم مرارا من العمل بدون ملابس الشغل , ممنوع عليك اذابة صفائح الحديد بدون ارتداء الخوذة الواقية , اعتذر منه وعاد , ولبس خوذته , تذكّر أنبوب الحديد المشؤوم , فأعاد اليه يده وأمسكه بقوة , وبقي يشتغل بيد واحدة , لا يزال هذا المعلّم يراقبه , ناداه من جديد , - لقد بقيت كثيرا مع هذه الحديدة , لن تتطوّر ولن تتعلّم شيئا اذا استمرّ عملك بهذه الوتيرة , تحرّك وانشط أكثر !! , عاد يجر خيبات الأمل ويشعر بالملل في هذا الصّباح البائس , نسي هذه المرة أن يضع يده على الأنبوب الحديدي , والتفت من التّعب كالتفاتته الأولى , واصطدم رأسه بقوة على الأنبوب الحديدي , صدمة مفاجئة وقويّة , وكانت مؤلمة جدا .

[محمد ذيب سليمان]

هو بسلوكة حقق في ذاته الحلم الذي رأى
وكأنك تقول ان الحرص الزائد عن الحاجة يوقع بصاحبه فيما يحذر
مودتي

[ناديه محمد الجابي]

لا يمنع حذر من قدر ـ وإذا حان القضاء ضاق الفضاء
فمشيئة الله نافذة (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك)،
لذا يعلمنا رسول الله «عليه الصلاة والسلام» عند البلاء أن لا نكثر من اللوم لأنفسنا،
بل أن نرضى بقضاء الله، فيقول «عليه الصلاة والسلام»
( وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل )
ومضة قصية بديعة الطرح ،عميقة المعنى. :0014:

[عماد هلالى]

سيدي الأستاذ محمد ذيب سليمان : نعم ولقد أعطيت للقصة رؤية أكثر عمقا , شكرا جزيلا سيدي ولك خالص مودتي وتقديري

[عماد هلالى]

الأستاذة الأديبة نادية محمد الجابي : شكرا جزيلا لهذه المشاركة القيّمة , أفدتي وأجدتي , بارك الله فيك وجزاك الله كل خير , جعلني الله عند حسن ظنكم دائما يا رب , لك خالص تقديري واحترامي , شكرا جزيلا

[كاملة بدارنه]

أخذ الحيطة والحذر واجب، لكنّه لا يمنع القدر!
بوركت
تقديري وتحيّتي

[عماد هلالى]

الأستاذة الأديبة كاملة بدارنة : شكرا جزيلا على هذا المرور الطّيّب الكريم , بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير

[عبد السلام دغمش]

أحياناً المبالغة في الحيطة تقيد المرء فيبقى على مكانه دونما تقدم ..

كانت مقدمة النص بالحديث عن النظرة الأولى .. فإلى أين كانت ؟ وهل هي ما أشغلت جزءاً من حواسه .. ربما..

نص جميل .

تحياتي .

[عماد هلالى]

الأستاذ عبد السلام دغمش : نعم في النّظرة الأولى رأى الأنبوب الحديدي الّذي صدم رأسه في المنام , لم ينتبه في النّظرة الأولى لكنّه تذكّره عند غودته لمزاولة شغله , وهي الّتي أشغلت جزءا من حواسه فعلا ,وانتهت القصّة بنفس النّظرة لكن هذه المرّة وقع ماكان يحتاط منه , شكرا جزيلا مشاركتك هي الأجمل بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير أستاذ

[عباس العكري]

https://4.bp.blogspot.com/-BNziOifOGbo/WIJKhZAKbPI/AAAAAAAAFas/Yw7g9tBZ7OQhBCdW_4qhBDxFulf2bzaYgCLcB/s1600/%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B1%2B%25D9%2586%25D8%2 5A7%25D9%2581%25D8%25B0.png

[عباس العكري]

https://2.bp.blogspot.com/-MAvMeyGrSdg/WINHSLFDKuI/AAAAAAAAFdM/4R8v2v2iGvgZxKLmciOujT7mXWUjrXJsgCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 16.PNG

[عماد هلالى]

شكرا جزيلا بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير , وساكون دائما عند حسن ظنّكم وتقديركم ان شاء الله تعالى , هناك خطأ بسيط جاء سهوا بالتّأكيد في تاريخ السنة ارجو الانتباه له 2017 وليس 2018 ههههه معذرة وبارك الله فيكم

[سجاد الصالحي]

استاذ عماد الغالي ..
ومضة جميلة جدا..
وأخذ الحيطة والحذر واجب، لكنّه لا يمنع القدر..
تحياتي لك..:0014:

[عماد هلالى]

الأستاذ سجاد الصالحي : مرورك الأجمل سيدي , بارك الله فيك , شكرا جزيلا وجزاك الله كل خير , ولك خالص مودتي وتقديري , وتحياتي