بالنوي مبروك
23-01-2017, 08:33 PM
أدْمنتَ يا ليلُ في زهوٍ طواسيني = حتّى ملائكتي تغوي شياطيني
فالأرض لعبةُ مَنْ غالى يمالقني = و الأفق لعبة مَنْ بالإفك يغريني
والغيم حبلى لديه إذ تلفّعه = لا تمطر الأرض إلاّ من شراييني
والنجم فـي سهدي أقررتُ سهوته = والبدر من مقلتي قد باتَ يهديني
و الشمس لو غربتْ عن دكنتي فَرَقاً = ألوى ضفائرها للشرق طاسيني
والدرب مهما ادلهمّ الليل يحجبه = عن ناظـري شرقتْ فيه أظانيني
والبحر من مدمعي فاضتْ روافده = و الموج من غضبي قد زلّ عن ديني
والريح من رئتي تذكي عواصفها = لا تحمل العطـر إلا من رياحيني
و القبر أعرفه لم أخش ظلمته = عاهدتُهُ رحماً من بدء تكويني
والغيب أقرأه في نبض ذاكرتي = أُشهدتُ فكرتَهُ مِنْ قبل تلقيني
أنا المهيمن في بدء إلى أبدٍ = قوّمتُ من أزلي كلَّ الموازين
والناس أجمعهم رقّاص بوصلتي = أدناهمُ للثرى أو قاب قوسين
ما بالهم كلما أعليتُ ناصيتي = يقوم أسخفهم بالحمق يهجوني
جازيتُ شاعرهـم صمتاً يِؤرّقهُ = طهّرتُ بيتيّ من رجس الملاعين
حتى غـدوتُ أصمّا عن مقالتهم = أضحى الـذي قيلَ عنّي ليس يعنيني
ما بال حسنائهم ظلّتْ تراودني = حين امتنعتُ سختْ بالفحش ترميني
همّتْ فقلتُ معاذ الله سيدتي = تمهّلي إنّه ربّي فخلّيني
جُنّتْ وغَلَّقتِ الأبواب من شبقٍ = تقول بل هِيْتَ أو سجناً فيؤويني
سابقـتُ للبـاب إذ ألفيـتُ سيّدنا = تـقول راودني هذا الفتى الدونـي
ثلاث أقمصـة قُدّتْ على جسدي = أهديتُهـا للتـي بالحسـن تغويني
فـلا يبـرأ ذئبـا كــان متّهما = إلا قميصـي تـنـزّى من دمٍ جون
حتـى يبرأنـي مـمن تـراودني = إذ قُـدّ مـن دبـرٍ تلكمْ براهينـي
من عهد يوسف من سجني أخاطبكم = هذا قميصي الذي يفضي لعينين
هـذا قميصـي ضعوه فوق أعينكم = عَسَاهُ يبصركم زيـف النياشيـن
فكلّمـا زارنـي السجـان يسألني = بـأنْ أفسّــر أحـلام المساكيـن
بنسجها عنكبوتُ الشرّ قد ضربتْ = عليهـمُ وصواليـجُ الفراعيــن
فقلتُ أطلق سراحي قال ذاك هرا = فليس في مستطاعي وِردُ سجّين
نـحن السجينـان أما الموت أو نفقٌ = فيه احتماءات يأجــوج و قارون
فكيـف أطلـق من كانتْ أناملـه = بالشمـس تزوي رؤوسـًا للشياطين
ألـزم مكانـكَ إذ دنيـاكَ منْتنـة = تزاحمـتْ حولهـا كـلُّ الشواهيـن
أقـولُ أطلـقْ سراحي في مجازفـةٍ = إنّـي توعـدّتُ أعْتَاهـمْ بغسليـن
فقـالَ مهلا أفـقْ كلّ الضعاف هنا = للذبـح سيقـوا خرافـا بالملايـين
يساق نصفُ شعوب الأرض في نسقٍ = وأطعمـوا النصـفَ تفـّاح المجانين
لا يعجـز الغـرب شيء رامه أبدا =إلا تــفنّن في سنّ القـــوانين
مهما توعدّتَ يا ابن الأرض غُولتها = فـالأرض محمولةٌ في كـف ملعون
فقلـتُ أطلق سراحي ليس يردعه = إلا إذا تشعـلُ الدنيـا طواسينـي
ماذا عليـكِ إذا بالنبض عدتُ إلى = قلـبٍ بـصدر نذير الغيب مدفون
إني على قـدر و السجن ينبذنـي = صوب العـراء هنا كالحوتِ يلقيني
نُبذتُ من بطنه أصْطكُّ من ريـبي = أستوجـسُ الرمـلَ ملتفّـا بيقطيني
ما هذه الأرض ؟ قد زمّتْ خلائقها = صارتْ مقابـرهـا نتح البساتين
ماذا ؟ أطافَ عليها طائفٌ قَـدِرٌ ؟ = فأصبحـتْ كصـريم للفـريقيـن
كيف استحالتْ بفعل الجن أم بشرٌ = عقابـهم كـان مـن شرّ البراكين
طوّفتُ وحدي يغذي خافقي أمـلٌ = فلـم أجـدْ أحـدا فيهـا يسلّيني
لاحـتْ لعيني بـها أشبـاح أنسنة = سابقـتُ خطـوي إليها كالمجانين
مازلتُ أوجسُ في نفسي على حردي = من شكلهـم خيفـةً للوهم تدنيني
إنسـانُ عصركِ يا أرضـي كأحجية = سوّيـتُهُ فاستوى بالـماء والطين
أسكنتُـهُ فكـره يلهـو به ثـملا = غطيـتُ عورتَـهُ من دوحة التيـن
أنسيتُـهُ خلقَـه من بعـد تـجربة = قد كـان أولـها من قبـل عشرين
قد غـرّه الخلـد تفاحـا تـمنّعهُ = حتـى استبـدّ بـهِ ميـن الشياطين
لا حـلّ إلا كتـابٌ صـحّ أجمعه = مـازال أعذبـه بالنبـض يسقينـي
أحمـلْ إليهم خطابي ما مكثتُ هنا = إنّ الحياة تواري مَنْ يواريني
فالأرض لعبةُ مَنْ غالى يمالقني = و الأفق لعبة مَنْ بالإفك يغريني
والغيم حبلى لديه إذ تلفّعه = لا تمطر الأرض إلاّ من شراييني
والنجم فـي سهدي أقررتُ سهوته = والبدر من مقلتي قد باتَ يهديني
و الشمس لو غربتْ عن دكنتي فَرَقاً = ألوى ضفائرها للشرق طاسيني
والدرب مهما ادلهمّ الليل يحجبه = عن ناظـري شرقتْ فيه أظانيني
والبحر من مدمعي فاضتْ روافده = و الموج من غضبي قد زلّ عن ديني
والريح من رئتي تذكي عواصفها = لا تحمل العطـر إلا من رياحيني
و القبر أعرفه لم أخش ظلمته = عاهدتُهُ رحماً من بدء تكويني
والغيب أقرأه في نبض ذاكرتي = أُشهدتُ فكرتَهُ مِنْ قبل تلقيني
أنا المهيمن في بدء إلى أبدٍ = قوّمتُ من أزلي كلَّ الموازين
والناس أجمعهم رقّاص بوصلتي = أدناهمُ للثرى أو قاب قوسين
ما بالهم كلما أعليتُ ناصيتي = يقوم أسخفهم بالحمق يهجوني
جازيتُ شاعرهـم صمتاً يِؤرّقهُ = طهّرتُ بيتيّ من رجس الملاعين
حتى غـدوتُ أصمّا عن مقالتهم = أضحى الـذي قيلَ عنّي ليس يعنيني
ما بال حسنائهم ظلّتْ تراودني = حين امتنعتُ سختْ بالفحش ترميني
همّتْ فقلتُ معاذ الله سيدتي = تمهّلي إنّه ربّي فخلّيني
جُنّتْ وغَلَّقتِ الأبواب من شبقٍ = تقول بل هِيْتَ أو سجناً فيؤويني
سابقـتُ للبـاب إذ ألفيـتُ سيّدنا = تـقول راودني هذا الفتى الدونـي
ثلاث أقمصـة قُدّتْ على جسدي = أهديتُهـا للتـي بالحسـن تغويني
فـلا يبـرأ ذئبـا كــان متّهما = إلا قميصـي تـنـزّى من دمٍ جون
حتـى يبرأنـي مـمن تـراودني = إذ قُـدّ مـن دبـرٍ تلكمْ براهينـي
من عهد يوسف من سجني أخاطبكم = هذا قميصي الذي يفضي لعينين
هـذا قميصـي ضعوه فوق أعينكم = عَسَاهُ يبصركم زيـف النياشيـن
فكلّمـا زارنـي السجـان يسألني = بـأنْ أفسّــر أحـلام المساكيـن
بنسجها عنكبوتُ الشرّ قد ضربتْ = عليهـمُ وصواليـجُ الفراعيــن
فقلتُ أطلق سراحي قال ذاك هرا = فليس في مستطاعي وِردُ سجّين
نـحن السجينـان أما الموت أو نفقٌ = فيه احتماءات يأجــوج و قارون
فكيـف أطلـق من كانتْ أناملـه = بالشمـس تزوي رؤوسـًا للشياطين
ألـزم مكانـكَ إذ دنيـاكَ منْتنـة = تزاحمـتْ حولهـا كـلُّ الشواهيـن
أقـولُ أطلـقْ سراحي في مجازفـةٍ = إنّـي توعـدّتُ أعْتَاهـمْ بغسليـن
فقـالَ مهلا أفـقْ كلّ الضعاف هنا = للذبـح سيقـوا خرافـا بالملايـين
يساق نصفُ شعوب الأرض في نسقٍ = وأطعمـوا النصـفَ تفـّاح المجانين
لا يعجـز الغـرب شيء رامه أبدا =إلا تــفنّن في سنّ القـــوانين
مهما توعدّتَ يا ابن الأرض غُولتها = فـالأرض محمولةٌ في كـف ملعون
فقلـتُ أطلق سراحي ليس يردعه = إلا إذا تشعـلُ الدنيـا طواسينـي
ماذا عليـكِ إذا بالنبض عدتُ إلى = قلـبٍ بـصدر نذير الغيب مدفون
إني على قـدر و السجن ينبذنـي = صوب العـراء هنا كالحوتِ يلقيني
نُبذتُ من بطنه أصْطكُّ من ريـبي = أستوجـسُ الرمـلَ ملتفّـا بيقطيني
ما هذه الأرض ؟ قد زمّتْ خلائقها = صارتْ مقابـرهـا نتح البساتين
ماذا ؟ أطافَ عليها طائفٌ قَـدِرٌ ؟ = فأصبحـتْ كصـريم للفـريقيـن
كيف استحالتْ بفعل الجن أم بشرٌ = عقابـهم كـان مـن شرّ البراكين
طوّفتُ وحدي يغذي خافقي أمـلٌ = فلـم أجـدْ أحـدا فيهـا يسلّيني
لاحـتْ لعيني بـها أشبـاح أنسنة = سابقـتُ خطـوي إليها كالمجانين
مازلتُ أوجسُ في نفسي على حردي = من شكلهـم خيفـةً للوهم تدنيني
إنسـانُ عصركِ يا أرضـي كأحجية = سوّيـتُهُ فاستوى بالـماء والطين
أسكنتُـهُ فكـره يلهـو به ثـملا = غطيـتُ عورتَـهُ من دوحة التيـن
أنسيتُـهُ خلقَـه من بعـد تـجربة = قد كـان أولـها من قبـل عشرين
قد غـرّه الخلـد تفاحـا تـمنّعهُ = حتـى استبـدّ بـهِ ميـن الشياطين
لا حـلّ إلا كتـابٌ صـحّ أجمعه = مـازال أعذبـه بالنبـض يسقينـي
أحمـلْ إليهم خطابي ما مكثتُ هنا = إنّ الحياة تواري مَنْ يواريني