مشاهدة النسخة كاملة : ناب الغابة "قصة أحد الإصدقاء "
عدنان أحمد البحيصي
07-08-2005, 11:16 PM
بالفعل كان الأسد " ناب الغاب" اسم على مسمى فهو كان نابا على كل من يحاول اعتراض طريقنا واذكر ذات مرة كان بعيدا عني بعض الشيء وكنت على طرف البحيرة التي بجانب الغابة فإذا بمجموعة من الكلاب البرية المتوحشة تحاصرني من ثلاث جهات وأما الجهة الرابعة فهي الماء
المهم سللت خجري ووقفت في مواجهة الكلاب الأربعة، وكنت على يقين انني لو رميت نفسي في الماء سأموت لاني لا اعرف السباحة والكلاب البرية ماهرة في السباحة جدا
المهم أخذت وضع الإستعداد وحينها قفز علي أحد الكلاب المتوحشة وأصابني بجرح في كتفي لا تزال أثار ندباته واضحة
أحسست ان سما يسري في يدي اليسرى إلا أنني تمالكت نفسي وطعنت الكلب في ظهره وهنا هجم علي الكلب الثاني وفجأة ظهر "ناب الغاب" مزمجرا عن نابه بعد أن قفز في الهواء وصد هجوم الكلب الثاني عني
ووقف حائلا بين باقي الكلاب وبيني
وهجمت عليه الكلاب إلا أنه كان بارعا واصيب يومها بجروح كما كان جرحي غائرا
وقضى على الكلاب كلها ثم أغمي علي ولم أفق إلا على وأنا على سرير في مستشفى ورأيت وجه فتاة حسناء تلبس ملابس الممرضات وخاطبتي بصوت كله حنان :" حمد الله على السلامة ، لقد كان أسدك جسورا شجاعا"
أعتدلت في صعوبة وكانت بعض المحاليل في يدي وقلت لها "شكرا لك يا آنسة لكن أين "ناب الغاب " ؟" قالت :" لا تقلق هو في أمان و تحت العلاج الآن،ولقد وجدك مجموعة من السياح فأسرعوا بإبلاغنا "
ثم قالت بعد أن ابتسمت ابتسامة حانية :"أما الآن فعلى فارسنا الشجاع أن ينام ثم ناولتني حبة مسكن للآلام ولم أكن استطيع أن اشرب لوحدي فسقتني الآنسة حنان _وكان ذلك هو اسمها _ الماء بيديها
بدأت أتعافي وبصراحة لم أكن اود ان اخرج من المشفى لأظل بالقرب من حنان التي وبكل صدق ملكت مشاعري، وبعد ثلاثة ايام جاء الدكتور وبصحبته "ناب الغاب " الذي بدا قويا رغم شحوبه وما إن رأني حتى أقبل علي حاضنا إياي "
ثم قال الدكتور:"يسعدني أن أخبرك أن بإمكانك المغادرة الآن"
ثم قال مخاطبا الآنسة حنان :" آنسة حنان هل يمكنك أن تساعدني في ترتيب حوائجه؟" هزت رأسها للموافقة ثم أخذت ترتب حوائجي في سرعة ونظام
وقبل أن أغادر قلت لها :"آنستي الجميلة " وهنا تضرج وجهها خجلا غير أني أكملت "هل يمكن لك أن تسمحي لمغامر متهور مثلي أن يظل بجانبك طول حياته كزوج ؟" نظرت حنان إلي ولكنها لم تتكلم ثم استدارت في سرعة وخرجت مهرولة من الباب
أحسست عندها أني قد أكون أخطأت لكني حملت بعض حوائجي بيدي السليمة وتبعني "ناب الغاب " وحمدت الله أن أدارة المستشفى قد عممت على جميع الأقسام أن المشفى سيكون به أسد اليف ودعت المرضى وأهاليهم لعدم الخوف بل إن مجموعة من الأطفال أقبلوا على ناب الغاب ليلاعبوه وهو مغتبط مسرور بهذا الإهتمام
ولنا إكمال إن شاء الله تعالى
معاذ الديري
08-08-2005, 01:23 AM
عدنان ايها العزيز..
اشتقت اليك.
يسرى علي آل فنه
08-08-2005, 05:04 AM
هل هي قصة أم مذكرات ؟
أحسست بأنها سطور تحمل صوراً من واقع مناضل
بكل حال جميلة وبسيطة
أخي الكريم عدنان الاسلام
احترامي وتقديري لك ولصديقك دمتما بكل الخير
عدنان أحمد البحيصي
08-08-2005, 01:06 PM
شكرا لمروركما الكريم
هي مذكرات لأخ لي
عدنان أحمد البحيصي
08-08-2005, 01:20 PM
عفوا لمن كل سيقرأ قصتي
كان الأجدر بي أن أبدا بلقائي الأول مع "ناب الغاب"
الحقيقة انني كنت اتجول ذات مرة في إحدى الغابات الشاكئة ، حيث يطيب للمجاهدين الإنسحاب من الأماكن المفتوحة التي يسهل قنصهم بها
وإذ بي أرى جسدا صغيرا لحيوان صغير ، أقتربت منه فإذا هو شبل جريح
حملته معي ثم داويته وبدأت في الإهتمام به وكنت اشربه اللبن في البداية من الرضاعة ثم ما لبث ان اشتد عوده فصرت أطعمه من لحم الغزلان التي نصيدها
هكذا كبر " ناب الغاب " بعافية وصحة قوية
ولتسميته بـ "ناب الغاب " قصة
فذات مرة كنت أتمرن على تسلق الأشجار والتنقل بينها عبر الحبال في الغابة الكثيفة القريبة من بيتنا
وفجأة هبط علي ثعبان من اعلى الشجرة كان ثعبانا ضخما اخذ يعتصرني بشدة ووقت انا واياه على الارض وفجأة ظهر " ناب الغاب " وهجم بسرعة على الثعبان الضخم الذي يفوقه حجما لكن استطاع ان يقتله
كنت حينها اتلوى من الألم واعاني من صعوبة التنفس واحسست ان اضلاع كتفي قد خلعت من مكانها
اسرع "ناب الغاب " إلى معسكر المجاهدين واخذ يزأر بشدة حتى انتبه له أحد إخواننا المجاهدين فقام ومعه بعض من المجاهدين وحينها وجدوني اتلوى من الألم فحملوني على محفة وفي داخل المخيم كان الدكتور يعقم جروحي ولف كتفي الأيمن بعصائب وجبائر العظم
يومها كانت أول معركة للاسد ويومها استحق على جدارة لقب "ناب الغاب "
عدنان أحمد البحيصي
08-08-2005, 01:26 PM
عدنان ايها العزيز..
اشتقت اليك.
وأنا كذلك أخي
بارك الله فيك
شكرا لمرورك
عدنان أحمد البحيصي
08-08-2005, 01:29 PM
هل هي قصة أم مذكرات ؟
أحسست بأنها سطور تحمل صوراً من واقع مناضل
بكل حال جميلة وبسيطة
أخي الكريم عدنان الاسلام
احترامي وتقديري لك ولصديقك دمتما بكل الخير
هي مذكرات مجاهد ولعله يكمل قصته مع حنان وكيف أصبحا زوجين سعيدين
شكرا لك أخيتي
عدنان أحمد البحيصي
09-08-2005, 07:59 PM
يقول صديقي:
ها أنا بعد مرور ثلاثة أشهرمن رؤيتي لحنان التي ملكتني بحنانها ولطفها
لم يزل طيفها ماثلا أمامي كأنني رأيتها قبل لحظة من الزمن
لم تكن ظروفي تسمح لي بالتحرك كثير داخل المدن فجنود الإحتلال الفرنسي يتجولون داخل المدينة حيث يقع المستشفى و عيونهم ترقب كل داخل أوخارج إليها .
إلا أنني كنت على استعداد ذلك اليوم ان أخاطر بنفسي لأراها ولتكن زيارة عاجلة وخاطفة أطلب يدها وأخطبها لنفسي من أهلها الذين عرفت أنهم كرام وأن أخاها من المجاهدين في منطقة أخرى من الجزائر الحبيبة
والحقيقة أن ما أرقني ليلتها أنني لا أملك غير خنجري وبارودتي ومسدس عتيق وقليل من المتفجرات ولم أكن أدري هل كوني مجاهدا يكفي
صحيح أنني من فلسطين وكان بإماكني أن اقنع بالعيش بسلام في الجزائر أو أغادرها إلى فرنسا أو أرجع إلى فلسطين حيث أملاكي ، لكنني تواجدت في الجزائر في أحلك فترة ففيها نزلت القوات الفرنسية إلى الجزائر التي أحبها وأعشقها مثل موطني
ورأيت أن الجهاد لا يقتصر على بلد دون بلد فالجهاد للذوذ عن كل بلاد المسلمين واجب وأخذت الحركة السنوسية في ليبيا تمدنا بالمجاهدين والعتاد
لكن هاأنا اليوم لا أملك المال لكنني توكلت على الله وعزمت أمري
وخرجت بعد أن صليت الصبح مع المجاهيدن وبصحبتي :"ناب الغاب" وكان الإخوة قد آمّنوا لي الطريق في الغابة الشاكئة
وصلت إلى بوابة المدينة وهناك قابلت أحد الإخوة الذي أسر لي أنه من نقلني إلى المستشفى فسعدت بانتباه حنان وحسن ادارتها حيث زعمت أمام الأطباء أن مجموعة من السياح هم الذين نقلوني
المهم أخذ الأخ يعبر بي من زقاق إلى زقاق وفي أحد الأزقة تقابلت وجها لوجه مع ثلاثة من الجنود في نفس الزقاق ، وتخالطت لدي الأفكار فمعي مسدسي الذي أخبأه تحت ملابسي وكنت على استعداد للاشتباك معهم إذا حاولوا تفتيشي لكنهم على ما أظن كانوا يتسكعون في الشارع بعد أن خرجوا من ناد ليلي سكاري وأخذوا يتندرون على الأسد وهم يظنون أني ذاهب به لأبيعه لأحد ضباط الفرنسيس الذين كانوا يحبون تربية الحيوانات المتوحشة للدلالة على البأس والقوة
اشار علي صديقي الذي كان يمشي امامي ان لا احاول أن اشتبك معهم مع انني اردت ذلك وأحسست أنهم صيد ثمين لكن الدوريات كانت تملأ الشوراع الكبرى وأي صوت لإطلاق النار سيحيل المنطقة إلى مكان معزول
المهم واصلت الطريق حتى وصلت إلى بيتها وعندما دققت الباب ودعني زميلي وقد تواعد معي على العودة مساءا
دققت الباب وكم أهتز قلبي في عنف عندما فتحت حنان البيت ، نظرت الي فأحمر وجهها خجلا وقالت : اهلا بالأستاذ.. قلت لها مسرعا أيمن اسمي أيمن ، قالت لي :نفضل
دخلت إلى البيت الذي يقع في الحارة القديمة من مدينة قسنطينة
وجلست بأدب كأنني بانتظار استاذ سيعاقبني إذا عملت جلبة وضوضاء
المهم وانا جالس انتظر وقد بلغ بي الخوف كل مبلغ واذ بوالدها يتنحنح قائلاً : يا الله وكأنه يعطيني فرصة لأجهز نفسي للحديث معه .
وللحديث بقية
عدنان أحمد البحيصي
17-08-2005, 05:06 PM
قمت بسرعة لأسلم على الشيخ الكبير الذي أحسست بقوته وهو يضغط علي يدي وأخذ يتأملني بنظرات فاحصة ثم قال : تفضل يا بني.
الحقيقة شعرت بالرهبة وأنا أجلس أمامه، خيل لي أنه رجل ذو تاريخ وذو تأثير، فلم أنطق بحرف حتى بدأني قائلا : بني ما أخبار المجاهدين ؟
قلت له : الحمد لله يا سيدي، عدتهم قليلة لكن إيمانهم كبير.
حسنا .. قال الرجل أنت فلسطيني ، قلت له : نعم نعم يا سيدي .
شيء طيب أن يجاهد الإنسان في غير موطنه . فقلت له : الإسلام يجمعنا كلنا بغض النظر عن البلاد . ضحك الشيخ ضحكة وقورة وقال :تذكرني بأيام شبابي في جنوب أقريقيا عندما كنت أجاهد الفرنسيين مع السنوسيين.
قلت له متسائلا :انت من الحركة السنوسية ، قال وهو يوميء برأسه كأنه يستعيد ماض : أجل أجل كان الإمام السنوسي صديقا لي أو كنت أنا صديقا له.
قال مسرعا : دعنا من هذا الآن طعام الغذاء يا حنان وبعد أن أنتهينا من الغذاء سألني فجأة ..هل تريد حقا الزواج من حنان؟
خفضت رأسي في حياء فقال مع ضحكة خفيفة : حسنا حسنا لنسأل الفتاة ثم أخذ ينادي قائلا حنان حنان تعالي إلى هنا يا بنيتي .
جاءت وقد تورد خداها قائلة بهمس رقيق :أجل يا والدي فقال لها ما رأيك في الزواج من الأستاذ أيمن فخفضت وجهها وقالت بشيء من الدلال :ما تراه يا والدي . رفع الأب حاجبيه وهو يتمتم : يا للنساء ثم أردفها بضحكة
ثم قال : حسنا يا بني موافق ، حينها قلت له يا سيدي لكن الحقيقة الحقيقة أني لا املك المهر
قال بحزن :لا بأس المهر يوم تحرير البلاد ، حسنا لتمر علي الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى .
قلت حسنا يا سيدي ثم استأذنت منه فمشى معي للباب وعندها وضع في يدي صرة من المال وقال لي أوصل هذا للمجاهدين .
قلت له :سيدي لكن لكن هذا كثير
قال : أوه يا بني كم أود أن اشارككم في جهادكم لكنها الصحة صحتي ليست كالماضي
حينها أهويت على يديه أقبلها فلقد أحسست أنني أمام رجل مجاهد عظيم
وكان صديقي ينتظرني ومشينا على موعد في الأسبوع المقبل لنتمم مراسيم العرس
عدنان أحمد البحيصي
19-08-2005, 02:34 PM
وصلت إلى مخيم المجاهدين بسلام ، فاستدعاني أمير المجموعة وهو أخي وحبيبي في الله بو اليسر أحمد ، وسألني عن ما حدث معي فأجبته أن الرد كان بالموافقة ، وناولته صرة المال
نظر إلي نظرة فاحصة وقال : أيمن هل تريد أن تتركنا ؟
فقلت له : أبدا ...ما الذي دفعك إلى قول هذا الكلام ؟
فقال :لاشيء لكنك ستتزوج ، يعني سيكون عليك التزامات ، ما ستفعل؟
قلت :أغلب الظن ان حنان ستبقى عند أبيها ، هي وحدها تسكن عنده وأنت تعلم أن أخاها مع المجاهدين في قالمة ، ثم ها أنت متزوج وها أنت بيننا.
تنهد حينها وقال : نعم يا أيمن متزوج ، لكن تعرف ، حقيقة أني اشتاق إليهم كثيرا ، مما يجعلني مطمئنا بعض الشيء أن زوجتي تعيش مع أمي .
قلت : يوم تحرر البلاد أخي سيرجع كل منا إلى أهله ، ثم بدأت دموعي تنساب، وقلت أمي الحنونة ، لا أعلم أحية هي أم ماتت
قال لي بو اليسر : لا بأس عليك أخي حفظك الله لإمك وحفظها لكن ، لكن هل لي ان أسر لك بشيء رأيته في المنام الليلة؟
سألته بإهتمام : ما رأيت ؟ قال :رأيت جوار حسان يطعمني فواكه بأيديهن ، أحس ان الأجل قد أقترب يا أيمن، لقد كتبت وصية يا أيمن ، هذه المجموعة أمانة في عنقك ، بعد استشهادي أنت أميرها .
قلت مستغربا : أنا ؟ لكن سيدي .... قاطعني حينها وقال : أخي إن أثق فيك ولقد أوصيت بهذا الأمر ووضعت الوصية عند أخينا الحاج الخليلي
ولقد وافقت قيادتنا على اختيارك
حينها قلت له : أخي مد الله في عمرك ... قال لي : أحس بدنو الأجل يا أيمن أهتم بأسرتي يا أيمن .
قلت له شادا علي يديه : هذا وعد مني يا سيدي ، واذا كتب الله لك الشهادة فحينها نم قرير العين فإن ورائك رجالا ولن أقصر بإذن الله
حينها عانقني عناق المودع وقبلي على جبهتي .
وقاما مبتسما ويدي في يده وأقبل على المجموعة مناديا :باركوا لأخيكم أيمن سيتزوج
حينها قام الشباب ورفعوني وجعلوا يرموني في الهواء ثم يمسكوني
كل هذا وأنا غائب عنهم أفكر في الكلام الذي أسر لي به
وللحديث بقية
عدنان أحمد البحيصي
20-08-2005, 01:48 PM
كنا على موعد اليوم للزفاف وكنت أنتظرها وأباها والشيخ في طرف الغابة الكثيفة ، وظهرت فجأة ، كان أبوها يمشي بهدوء وخيل لي أن أباها لا زال في الأربيعنيات من عمره ، تقدمت إليهم وكان المؤذون هو الحاج صالح بو الحاج الرجل الذي أعرفه جيدا، فهو كان الذي ينقل إلينا المتاع بالإضافة إلى الأخبار عن تحرك العدو
صافحته بحرارة وأقبلت على أبو الحارث وهو والد حنان فقبلت يده
وحينها خرج المجاهدون من بين الشجر متوجهين إلى أبي الحارث يسلمون عليه ويقبلون يده .
حينها عرفت أن بمثابة الأستاذ لهم وكلهم كانوا يدرسون قبل الغزو الفرنسي للجزائر عنده في زاويته السنوسية
وتمت مراسيم العرس بهدوء وتوجهت إلى كوخ من الخشب طرف الغابة الذي كنت قد بنيته من فترة لمداواة الجرحى وبت ليلتي أنا وحنان هناك وظل أبو الحارث عند المجاهدين يذكرهم بالله ويحثهم على الجهاد
ولما ارتفعت الشمس تحرك أبو الحارث هو و حنان إلا أن الحاج صالح اختار أن يظل معنا منضما للمجموعة وكان قد حمل توصية من الحاج الخليلي موقعة منه بقبوله في مجموعتنا
وللحديث بقية
عدنان أحمد البحيصي
22-08-2005, 10:19 AM
بعد ثلاثة أيام كنا على موعد مع العدو ، فلقد أنبأنا راصد المجاهدين أنه قوة مكونة من حوالي سبعين جنديا في 8 سيارات محملة بالعتاد والمؤنة ستتحرك اتجاه سكيكدة إمدادا لمعسكر الأعداء هناك .
بعد انعقاد مجلس الشورى استقر الرأي على التعرض لها وخاصة أنها تمثل غنيمة كبيرة لنا ، كما تمثل حماية للمجاهدين في سكيكدة.
انطلقت أنا وأميرنا بو اليسر ومعنا خمسة عشر مجاهدا وكنا نملك القليل من التناميت فأستقر الرأي على أن نلغم أول الشارع ونفجر الشحنة كلها في أول الموكب ثم نمطر باقي السيارات بوابل من الرصاص من بنادقنا .
ولم تكن عندنا يومها إلا 3 بنادق حديثة.
يجدر أن أذكر أن الطريق كانت سهلا بين جبلين فتمركز المجاهدون في أعلى الجبلين وراء الصخور ونزل بو اليسر إلى الوادي مختبأ وراء شجرة هناك.
حينها هرولت إليه قائلا :بو اليسر يجب أن تظل في الأعلى عند الإخوة مكانك هنا خطير
قال بو اليسر مبتسما : خطير لكنه مهم ، أخي أوصيك بالمجموعة خيرا فإني أحس الآن أن الأجل سينتهي بعد قليل وأظن أن حلمي يتحقق.
شددت علي يديه لأرجع إلى موقعي وكان بو اليسر موكلا بالتفجير الأولي .
ظللنا ننتظر حوالي ساعتين ، حينها كنت قد ظننت أن الفرنسيين قد غيروا طريقهم كنوع من التكتيك وبينما كنت أفكر في هذا إذ ظهر الصيد الثمين يتقدمه جيب عسكري .
وما إن مر الجب فوق الشحنة حتى صاح بو اليسر الله أكبر و أشعل فتيل التفجير فدوى الإنفجار محرقا للجيب.
وخرج كالأسد الهصور من مخبأه وكانت إحدى البنادق الحديثة الرشاشة معه فأمطر الغاصبين بوابل من الرصاص وهب المجاهدون من الجانبين يمطرون العربات والجنود بالرصاص
وكان ابو اليسر أخذ يقاتل قتال الأبطال ، وشق عنان السماء صيحات المجاهدين الله أكبر
والحقيقة أني كنت أرقب أبا اليسر وكنت أخاف عليه ، وحدث ما كنت أخافه فقد رأيته فجأة يترنح ويسقط ، فعدوت اتجاه والرصاص من كل جانب محيط بنا بعد أن أخذ بعض الجنود أماكنا وأخذوا يشتبكون مع المجاهدين
وفجأت أخترقت رصاصة كتفي الايمن إلا أني واصلت العدو وسحبته بيدي السليمة خلف الشجرة، ووضعت رأسه على فخذي ، وقلت له: أبو اليسر أبو اليسر هل أنت بخير ، نظر إلي حينها وقال مبتسما : لا تنس الوصية يا أيمن وحينها أغرورقت عيناي بالدموع ونظرت إليه وهو يردد الشهادتين ثم لفظ الروح وأسلمها إلى بارئها.
حينها تركته وراء الشجرة وحملت رشاشه وخرجت بسرعة من خلف الشجرة وأنا اصيح وأطلق النار بيد واحدة وحينها حمل المجاهدون على المغتصبين حملة واحدة و أشتد التكبير
وتقدم المجاهدون باتجاه الموكب فخرج البعض من وراءها رافعا يديه مستسلما وخفنا أن يكون في الأمر مكيدة فتقدمت مجموعة من المجاهدين إلى الموكب متفحصين إياها ، وكنا نحن على أهبة الأستعداد لأي غدر
وخرج عشرون رجلا من بينهم خمسة ضباط مستسلمين
ونظرنا فإذا الأرض قد أمتلئت جثثا فأعطيت الأمر بأن يقيد المستسلمون وتأخذ الغنائم كلها قبل أن نحرق الجيبات السليمة لأنها لا تنفعنا في جهادنا نظرا لأننا في أماكن الغابات والأحراش نتمركز
وسقنا هؤلاء الأسرى نحو الجبل ولم نذهب بهم إلى مكاننا الأصلي في الغابة حتى لا نطلع العدو على مكاننا الرئيسي
وكان نتيجة المعركة خمسون قتيلا في صفوف الفرنسيس ، وكانت الغنائم 20 رشاشا حديثا وخمس وعشرون كيلو من الدناميت، بالإضافة إلى حوالي 40 بندقية و12 مسدسا كانوا بحوزة الضباط ، كما استشهد في المعركة خمسة من المجاهدين هم بو اليسر، الحاج صالح ، المؤمن بو ثابت، سالم بو الخير، واصيب اثنين أنا وعمر بو الخير وكانت الإصابة متوسطة.
وقررنا أن ندفن المجاهدين في سفح الجبل حيث كانت المعركة، وحيث أوصى سيدنا وأميرنا بو اليسر رحمه الله .
ومن حسن حظنا أن أخانا الطبيب أبى إلا أن يشاركنا المعركة وأنشغل بعدها بمداواتنا .
واصلنا المسير وأنا ارتكز على أحد الإخوة المجاهدين وكانت المؤونات التي غنمناها بالإضافة إلى الأدوية والعلاج كفيلان أن نبقى بعيدين عن المركز الرئيس لكنني لم أنسى أن أبعث رسولا بانتصارنا في المعركة وباستشهاد أبي اليسر.
ومكثنا في غابة قريبة عدة أيام وبعد المشورة في أمر الأسرى قررنا أن نفك أسر الجنود ونبقي على الضباط ولنترك الآن الشهادة لأحد الجنود الذي كتب في مذكراته:
كنت قد أصبت في تلك المعركة، وخيل إلي أن هؤلاء المتوحشون سيسيئون معاملتي ، ولن يعالجوني ، لكنني فوجئت بهم يتناوبون حملي على محفة كانت في إحدى جيباتنا العسكرية التي أحرقوها ، وكان الطبيب أقصد طبيبهم الخاص يهتم بصحتي إهتماما بالغا وسمعت قائد المتمردين يوصي الطبيب أن يعالجني قبل أن يعالجه.
حقا إن هؤلاء الثوار كانوا على قدر كبير من الأخلاق ، ولم يكونوا أبدا متوحشون ، كما صورهم لنا قادتنا في فرنسا
ولما سألت أحدهم بالفرنسية : لماذا تعاملوننا بلطف ؟ فقال لي مبتسما بالفرنسية أيضا : لأن الإسلام يأمرنا بذلك .
فعزمت الأمر أن ادرس الإسلام بعد ان أتحرر من الأسر وفوجئت بأنني كنت بين رجال فيهم الكثير من أخلاق الصحابة الذين كانوا يتحلقون حول الرسول العربي محمدأ.هـوللحديث بقية إن شاء الله تعالى
عدنان أحمد البحيصي
23-08-2005, 10:22 AM
توجهنا إلى مركز القيادة ومعنا الضباط الفرنسيس الخمسة، وكنت أعرف ما ينطوي عليه قرار اصطحابهم معنا من أخطار واحتمال انكشافنا ، لكني كنت قد أتخذت في باطن الأمر رأيا احتفظت به لنفسي في حينه، أو قل حتى أشفى من الحمى التي أصابتني من الإصابة.
أحسست أن المجموعة بحاجة إلى شيء من الراحة ، وكثير من الترتيب ، خاصة بعد أستشهاد الأمير بو اليسر.
وكنت أحرص في هذه الفترة أن اعكس صورة طيبة عن المجاهدين أمام الضباط الخمسة ، فكنت آمر بتقديم الطعام الذي يقدم للمجاهدين وكنت أجالسهم وأتناقش معهم حول الإحتلال وأثره السيء في حياة الشعوب وأذكر لهم طرفا من الحركات التحررية في فرنسا
وبعد ان تحسنت صحتي وصحة الجرحي من مجموعتي ، وبعد أن رتبت كثيرا من الأمور أجتمعت أنا ومجلس الشورى المكون من خمسة أعضاء وعرضت عليهم فكرتي في إطلاق الأسرى ليعودوا من حيث أتوا ، وطبعا وكما كنت أتوقع قوبل الأمر من بعض أعضاء مجلس الشورى بالرفض بل إن أحدهم اقترح قتلهم
فقلت لهم : سندعهم يغادرون ونحن سنسحب إلى مكان مجاور، ولابد أنهم سيبلغون عن مكاننا ولا شك في أن الفرنسيين سيهاجموننا هنا ، لكننا بالفعل سنكون قد ابتعدنا على شكل شبه دائري وحينها ننقض عليهم .
فقال أحد الأخوة وهو الحاج الراشد لكن اخي لا شك أن عددهم سيكون كبيرا
فقلت له : الخطة تقضي بأن نوزع ألغاما في المكان ، ونبقي بعضا من الخيول في الموقع حتى نوهمهم أننا هناك ولتظل الخيام قائمة هناك ، أظن أنكم فهمت ما أصبو له، سيكون كمينا ليس بالعدد ولكن بالعدة ، نحن نملك الآن ألغاما للأفراد وكذلك كمية من المتفجرات وبإمكاننا أن نتقن الأمر إذا تم توزيع الألغام والمتفجرات بشكل صحيح
فقال الحاج الراشد:لكن يا أخي سيكون موقعا بعد ذلك معروفا ولا بد لنا أن نغير الموقع، وأنت تعلم أن هكذا أمر لا بد له من قرار رئيسي لأن توزيع المجاهدين جغرافيا مهم ولا يحق لنا أن ندخل في نطاق منطقة لمجموعات أخرى.
قلت : حسنا أيها الإخوة ما رأيكم في الإنتقال لمنطقة جبل الوحش فهي منطقة وعرة ولا يسهل مهاجمتها ، كما أن القيادة بعثت لي برسالة تعزية باستشهاد بو اليسر رحمه الله طالبة مني تشكيل مجموعة من المجاهدين لتغطية تلك المنطقة وحيث أنها تطل على قسنطينة كلها فهي بالنسبة لنا أفضل من هذه المنطقة وتصوروا أن أي أحد منا لو نظر من فوق صخرة من على ذلك الجبل سيرى تحركات العدو.
ثم فردت لهم كتاب القيادة المزود بخريطة للمنطقة المذكورة وطرقها
حينئذ قال الحاج الراشد :يبدو لي الأمر محكم الإتقان ، إذا فأنا مواقف
وواقف الإخوة جميعهم ، وبتنا تلك الليلة على أن نبدأ بتنفيذ الخطة صباح الغد
وللحديث بقية
عدنان أحمد البحيصي
31-08-2005, 07:27 PM
بدأنا خطتنا بإطلاق الضباط ولم نتحرك من أمكنتنا حتى رجعت المجموعة التي
أوصلتهم إلى طرف الغابة ، وما إن رأيناهم قادمين حتى دب النشاط في مجموعتنا وقام كل فرد بالعمل المكلف بهم
كنا نتوقع أن يصل العدو خلال يومين أو ثلاثة ، وكان راصدنا يخبرنا بتحركات الفرنسيين أول بأول
الحقيقة كنا قد أعددنا لهم وليمة كبيرة من الألغام والمتفجرات ، ربما يظن البعض أننا نعشق الدماء أو القتل ، ولكن الحقيقة اننا أصحاب حق نسعى لاسترداده ،
كان الفرنسيون لا يتركون نوعا من أنواع الجرائم إلا ينفذوها في أبناء الشعب الجزائري المسلم
المهم بقينا في أماكننا حوالي الأسبوع ونحن ننتظر ، وما أتى غير مبعوث القيادة لاستعجال تغيير المكان
وحينئذ قررنا أن نترك المكان بعد ان ننظفه من الألغام متجهين إلى مكاننا الجديد
وعلمنا بعد ذلك أن أولئك الضباط قد آثروا الصمت لما رأوه من حسن معاملتنا لهم
وتخلوا عن رتبهم العسكرية راجعين إلى بلادهم
عدنان أحمد البحيصي
11-09-2005, 01:43 PM
كانت رحلتنا إلى مقرنا الجديد تحمل الكثير من المخاطر والصعاب، وكان يسير بجانبي ناب الغاب ويزمجر كأنه يعترض على ترك مكان ألف العيش فيه
وكنا نسير في طرق متعددة وقد قسمنا أنفسنا مجموعات عديدة مخافة أن يعلم العدو بتحركاتنا فينقض علينا
وكان الأمر يحتاج منا إلى يقظة تامة مراقبة للطرق ورصدا للثكنات لكننا والحمد لله كنا قد تهيؤنا لكل طارىء
وبعد مسيرة يومين وصلت إحدى مجموعاتنا وتتابعت الأخريات وتم تقسيم المنطقة إلى أربعة مناطق وكلف الحراس بمهامهم
وحيث أنني أدرك مدى الإرهاق والتعب الذي وصل بالمجاهدين فقد جعلت الحراسة بالتناوب حتى يأخذ كل مجاهد حظه من الراحة
وبدأنا بحياتنا من جديد وتأقلم المجاهدون مع المكان وعرفوا تضاريسه ومغاراته التي أستخدمناها فيما بعد مخازنا للأسلحة والمعدات
وبدأت مرحلة جديدة من مراحل جهاد مجموعتنا وكان لا بد لنا من حسن ادارة وتخطيط حتى نستيطع القيام بواجبنا اتجاه ديننا
د.جمال مرسي
12-09-2005, 07:42 AM
بارك الله بك أخي عدنان
و يا لجمال هذه المذكرات عندما تكون لمجاهد باع نفسه لله و لنصرة دينه
رغم طولها إلا أـن اسلوبها الشيق و البسيط دفعني لقراءتها كلها بحب و شوق
شكرا لك يا صديقي و لك متابعتي الدائمة
و دمت بخير
د. جمال
عدنان أحمد البحيصي
12-09-2005, 07:54 AM
بارك الله بك أخي عدنان
و يا لجمال هذه المذكرات عندما تكون لمجاهد باع نفسه لله و لنصرة دينه
رغم طولها إلا أـن اسلوبها الشيق و البسيط دفعني لقراءتها كلها بحب و شوق
شكرا لك يا صديقي و لك متابعتي الدائمة
و دمت بخير
د. جمال
أخي الكريم جمال شكرا لك مرورك الطيب وهي مذكرات فلا بد ان تكون طويلة لأنها يومية
وستفاجئك النهاية
بورك في قلمك الرائع
عدنان أحمد البحيصي
20-09-2005, 07:32 AM
يقول صاحبنا:
وقررنا بعد أن رتبنا أمورنا جيدا القيام بعملية نوعية نذل بها رقاب الكفرة ونكسب بذلك نزع مخافة الناس منهم ، وكان الهدف الذي حددناه مركز المدينة وهدف العملية تحرير السجناء ،واستمر التخطيط لمدة اسبوع كامل ، كان الراصد يأتينا بالأخبار يوما بعد يوم، وكانت الخطورة تكمن في الدوريات التي تنتشر في المدينة
فقررنا أن نشكل مجموعة من الفدائيين تتكون من خمس عشرة مجاهدا ، ويدخلون إلى المدينة واحدا واحدا ويختبئون في مكان أعد لذلك مسبقاً ، ثم يبدأون في هجوم حال التمكن من ذلك.
بدأ المجاهدون يتسللون ، بعد أن بينت لهم أن هذه العملية صعبة وخطيرة للغاية ، وقد يقتلون فيها ، فجاوبني أحدهم : وهل غير الشهادة أو النصر نريد ؟
وكبر المجاهدون حينها ، فأطمأنت نفسي ، وكنت أتابعهم باستمرار وارسل من يطمئن عليهم.
وبدأت الخطة بأن يظهر أحدهم متجهاً للمركز الرئيسي ، طالباً مقابلة مدير السجن، زاعماً أن الثوار يجهزون للهجوم على نقطة التفتيش الواقعة في أقصى المدينة، وتنطلي الحيلة على مدير السجن، فيوجه الدوريات إلى تلك النقطة وحينها كان بإمكان المجاهدين أن يتحركوا بكثير من الأمان، وأحكم المجاهدون الكمين حول المركز ودارت المعركة التي قتل فيها كل الجنود والضباط الذين في المركز ، واستشهد ثلاثة من المجاهدين ، وحرر الأسرى وكان عددهم ثلاثون اسيرا وتوجهوا جميعا في عتمة الليل الأخيرة إلى الجبل يحملون جرحاهم وشهداؤهم ، لتضم تلك البقعة الطاهرة أول جثامين لشهداء الجهاد ضد الإحتلال الفرنسي
وسجدت ومن معي سجد الشكر
وبدأت في إعداد الأسرى ليكونوا ضمن صفوف المجاهدين، وعلمت أنهم من مجموعة أخو زوجتي ، فراسلته بأسمائهم، فبعث لي برسالة يقول فيها : على بركة الله.
عدنان أحمد البحيصي
27-09-2005, 10:00 AM
كان الدمع يسيل من عيني رغماً عني عندما أرى شباب الجزائر ينفضون عن أنفسهم غبار الذل ليلتحقوا بصفوف الثائرين، ولولا قلة الأمكانات من جهة والحرص على نقاء الصف من جهة أخرى لأصبح عدد مجموعتنا بالمئات ، وفي الحقيقة لم أكن أحب أن أرفض أحدا لكن الإحتياط واجب ، فقد يندس في الصف عدو لنا ، فتكون الكارثة ، لذلك قررت ورفاقي في مجلس الشورى العسكري أن نكون جهاز أمن يكون عمله مراقبة الوافدين إلينا واستقصاء المعلومات عنهم من خلال عيوننا ورجالنا في مناطق سكنى الوافدين ، وتمكنا من استدراك الأمر وتجنيد من يصلح لأن يكون مجاهدا في صفوفنا والحمد لله رب العالمين.
وكانت القيادة في وهران قد بدأت تنتهج العمل اللامركزي ، حيث يصعب التواصل ومركزية العمل ، فأطلقت أيدينا كقادة للمجموعات لتجنيد من نراه مناسبا .
وأدركت القوة الفرنسية في منطقة قسنطينة أن منطقة جبل الوحش تمثل خطرا عليهم ، ولذلك فقد بدأوا بسياسة الحصار ولم يكن حصار الجبل سهلا ، ذلك لأنتشار مجاهدينا في كل أنحاء الجبل، وكنت قد جهزت المجموعات المجاهدة المرابطة في سفح الجبل بأحدث الأسلحة والمتفجرات ، وأعطيت لأمرائهم الحق في الإشتباك مع اي قوة للعدو، وكانت هناك معارك رائعة على حدود الجبل الشامخ ، وكانت مركزيتنا أعلى الجبل تعطينا مجالا لمتابعة العمل والتحرك كله ، وهذا بفضل الله تعالى ، فما استطاع عدونا أن يحاصرونا كليا وحتى المناطق التي تمركزوا فيها كانوا يتعرضون فيها للهجمات
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir