المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه الرسالة هي جثتي



بشرى رسوان
13-02-2017, 05:25 PM
هذه الرسالة هي جثتي٬ أنها متعفنة الآن و رائحتها عطنة ٬ هذه الرسالة كتبتها بعد إجهاضي
اليوم مضى عام على تعارفنا
غدا سأصبح في الثلاثين

Nelly arcan

بشرى رسوان
13-02-2017, 05:26 PM
على الحائط في شقتي غرست مسمارا لأشنق نفسي... سأخلط الكحول مع المهدئات .... عندما يأتي الموت أريد أن أكون غائبة عن الوعي

نيلي أركون

بشرى رسوان
13-02-2017, 05:29 PM
قبل أن يتم نقلي إلى غرفة العمليات طرحوا علي بعض الأسئلة كانوا يرغبون بمعرفة إن كنت فعلا مقتنعة بقراري ٬ أجبتهم أنه بالنسبة لبعض الأشخاص أمثالي مسألة الاختيار غير واردة٬ و أن مسارهم محدد سلفا يقودهم صوت قادم من العدم …
عندما سقط رفات الجنين كنتُ جاثية على ركبتي فستاني مرفوع إلى أعلى وأسفلي إناء زجاجي ٬كنتُ أريد التخلص من كل شيء٬في كل حياتي لم أتعلق قط بالنفايات بهذا الشكل ٬أخر مرة نهجتُ هذا السلوك كان في طفولتي البعيدة عندما احتفظتُ بطائر ميت في ثلاجتنا لشهور عدة ٬كنتُ قد وجدتهُ في فناء مدرستي الابتدائية٬أتذكرجيدا أن أمي عثرت عليه و ألقته في القمامة مع كل محتويات الثلاجة …..
في تلك الليلة وبعد ساعتين فوق الحوض الزجاجي٬ اعتقدتُ أن الأمر انتهى وأغلقتُ الإناء٬ من خلال النظرة الأولى قد يعتقدالمرء أنه مجرد مربى عنب أو كرز٬لكن عندما نقترب أكثر نكتشف أنه لا يشبه أي شيء نعرفه ٬غريزيا يمكننا أن ندرك أنه لحم ٬و من خلال نسيجه ندرك أيضا أنه لحم فاسد ٬عندما نرجه بقوة كان يصدر صوتا صاخبا كان له وزن جسم ميت ٬في تلك الأمسية أطلقت العنان لدموعي الشيء الذي لم أفعله في المستوصف ٬ ..أمام الاناء لم أعرف ماذا أفعل في جميع الحالات لم أصلي.....
من رواية /المجنونة
للروائية الكندية نيلي أركون

بشرى رسوان
13-02-2017, 05:32 PM
....تخيلتُ لوهلة أن الاجهاض قد أتى ثماره أخيرا٬ و أن الجنين يمكن أن يكون قد نما مجددا ٬ في اللون الأحمر للدم بحثتُ عن أي بقعة بيضاء٬لذلك اضطررتُ لإفراغ المحتوى فوق لوح خشبي عريض مخصص للخبز...ربما لو كنتُ أكثر جنونا لأكلته
......في تلك الليلة فعلتُ ما يفعله الأطفال الصغار أمام كعكعة عيد ميلادهم٬غمرت يدي و أصابعي في السائل و رسمت على اللوحة تيك تاك توك ٬ أعتقد أنه لو رآني جدي حينها كان سيموت للمرة الثانية. ....

أركون

بشرى رسوان
13-02-2017, 05:40 PM
نيلي أركون كاتبة كندية اسمها الحقيقي ايزابيل فورتيه ولدت في الخامس من مارس 1973
وانتحرت سنة 2009
عملت كعاهرة و كتبت عن حياتها الخاصة كانت رواية //المومس او العاهرة // صادمة نوعا ما
تقول عن بداياتها انها كانت مجرد صدفة حيث طلب منها طبيبها النفسي أن تكتب يومياتها ثم نصحها بنشره

عبد السلام دغمش
13-02-2017, 08:52 PM
حقاً نهاية محزنة لحال التردي ..
ألم يكن بإمكانها استئناف الحياة بشكل أفضل ؟ أم انها اكتشفت فداحة ما كانت تفعله ؟

اللهم الطف بنا .

انتقاء جميل اخت بشرى .

تحيتي .

بشرى رسوان
14-02-2017, 07:32 PM
الحيوات الثلاث لأنطوان أناركسيس


سوف أولد عما قريب ٬سوف أولد لأول مرة ٬ سوف أبصر نور الشمس ٬ وسوف أعرف ما معنى أن تكون كائنا حيا في الهواء الطلق.
اسمي تان أو أنطوان أو أناكرسيس ٬ لا أهمية لذلك الآن... سوف أولد ثلاثة مرات ٬ في السادسة عشر من عمري سوف يقطعون لساني٬ لكن لا شيء سيمنعني من سرد حكايتي لنهايتها ٬ لا شيء ..ولا أحد يمكنه ذلك ٬ سأحيا ٬ سأموت ٬ ثم سأولد من جديد ٬ سوف أعيش أفراحا و أتراحا ٬سوف أطوف العالم عدة مرات ٬حكايتي ستبدأ من مدغشقر ٬ على جزيرة صغيرة اسمها نوزي - بورا أو سانت ماري كما يطلق عليها الأوروبيون ٬جزيرة بموقع مثالي على ساحل طريق الهند٬ من هناك سأبدأ رحلتي و إلى هناك سأعود في كل نهاية .
الآن أنا دافئ في بطن أمي ٬مطوي كتلك الورقة الغامضة بجوف قلادتها التي تطوق عنقها ٬أنا الآن أنمو ٬صرت بحجم حبة الفاصولياء ٬ قلبي أشبه بالنتوء ٬عيوني بارزة ٬ شفاهي لم ترسما بعد ٬و عاجز عن سماع أي ضجيج حولي ٬ لكن أمي تكلمني ٬ تروي لي قصصا عني عنها و عن أسلافنا ٬ تحدثني على طريقتها بصوتها الداخلي الخافت٬ صوت صامت و مائع يجري كالدم في أوردتي.
أنا ملاجاشي فرنسي جامايكي روسي... كلها دفعة واحدة ٬ أنا من العالم أجمع أو أنا من اللامكان ٬أنا فقط هنا موجود في البطن ٬ أكبر .. أنام ..أتغذى على هذا الصوت و هذا الدم.أحيانا أشعر برعشة في جسد أمي٬ فتخبرني ما يدور في الخارج تقول أن أبي اليوم اصطاد سلحفاة ٬ سلحفاة كبيرة ٬ في الحقيقة أجهل للآن معنى سلحفاةلأنها تصفها بأنها حيوان أثقل من والدي ٬ له أربعة أقدام ٬ زعانف٬ وصدفة كبيرة تغطي ظهره ٬ صدفة بنية ببقع صفراء و خضراء٬و أحاول في غير ملل التخمين ما تعنيه كلمة زعانف .تخبرني أنه بفضل هذه السلحفاة يستطيع الانسان الحصول على اللحم للتغذية ٬الدهن لصناعة الزيت ٬ الصدفة لصناعة أشياء جميلة ٬ لكن هذه السلحفاة أهداها إياها وهي الآن تحبسها في قفص خشبي مخافة أن تفر ٬ أتخيل السلحفاة الآن تنتظر ليل نهار أن يفتح باب سجنها٬ مثلما أنتظر ولادتي



نص من رواية الحيوات الثلاث ل أنطوان أناكرسيس/
ألكس كوسو/

بشرى رسوان
14-02-2017, 07:41 PM
حقاً نهاية محزنة لحال التردي ..
ألم يكن بإمكانها استئناف الحياة بشكل أفضل ؟ أم انها اكتشفت فداحة ما كانت تفعله ؟

اللهم الطف بنا .

انتقاء جميل اخت بشرى .

تحيتي .

مساؤك سكر

أعتقد انها نهاية ككل النهايات ..كلنا سنموت في النهاية ..تتعدد الطرق والنتيجة واحدة
بالنسبة لأركون ففي عيد ميلادها الخامس عشر قررت أن تموت في الثلاثين ..كان قرارا قبل كل شيء هوس او نهيار او جنون لا أعرف
ما سرع النهاية كان قصة حب فاشلة خاضتها مع صحفي فرنسي كتابها المجنونة كان عبارة عن رسالة وجهتها له تقول له في أحد المقاطع //
بالنسبة لك سأنتحر لأعطيك سببا ... سأنتحر لأخرسك٬ لأفرض عليك الاحترام ٬ لا أحد يستطيع لوم ميتة ٬ لأن الأموات يقطعون الأنفاس ٬

مرورك طيب سيدي:001:

بشرى رسوان
17-02-2017, 07:29 PM
قطعة من السماء
بعد عودتي للكوخ ٬ وقفت طويلا أمام النافذة أحدق في النهاية الثقيلة لسبت مضجر في فال .من السلة انتقيت برتقالة وقشرتها بأسناني٬ أحببت دوما فعل هذا ... سلخ جلدها بطريقة بدائية٬والاحتفاظ بمرارة قشورها في فمي ٬وضعتُ القشور فوق السخان الكهربائي الحار أصبح لونها أحمرا مائلا للسواد بفعل الحرارة لكنها لم تحترق ٬فاحت منها رائحة الحامض العطرة
ترجمتُ فصلا يشرح فيه كريستو كيف أنه في كل الأشياء ليست النتيجة النهائية هي المهمة ٬ انما الأهم هو الدرب الطويل الذي نسلكه لبلوغ هذه النهاية٬فكرتُ في فراشي غابي المخفية تحت القماش المخملي ٬و بقايا القشرة العالقة تحت أظافري٬ لم أعد قادرة على استئناف العمل٬ هزتني رؤية الفراشي ٬ حركت مشاهد أخرى في رأسي
في يوم الحادث جلبتْ لنا أمي برتقالا ٬ أزلنا قشوره بأصابعنا ٬غالبا ما كانت تمنحنا بعض البسكويت ٬حلوى على شكل دائري محشوة بالمربى و مرشوشة بالسكر الدقيق كانت تطلق عليها اسم الشاموني ٬في تلك الأمسية لم يتوفر سوى البرتقال ٬حبات برتقال أحمر ٬قلنا لها أننا نفضل اليوسيفي (المندارين) لأنه الأكثر ليونة و سهولة في التقشير ٬ أخبرتنا حينها أن البرتقال الأحمر ليس من أجود أنواع البرتقال لكن هذه الحبات هي أفضلها على الاطلاق ٬ ولهذا السبب يجب أن نأكلها بسعادة ٬ثم ضغطت على جانبي قشرة البرتقال بأصابعها لتنطلق عصارتها التي ألهبت عيوننا ضحكنا..كنا سعداء
فوق السرير كان هناك غطاء من الفرو حملناه معنا فوق أكتافنا للتدفئة٬ تجوقنا حولها لنسمع حكاياها ٬ فجأة صمتت كانت هناك رائحة غريبة متصاعدة من الفتحة الأرضية المسدودة ...رائحة الدخان غمرت العلية ٬صرخت أمي بضع كلمات غير مفهومة ٬كانت تريدنا أن ننزل معها عبر الفتحة المظلمة لكننا كنا خائفين .. خائفين من التقدم أية خطوة٬ أجبرتنا على ذلك ٬ سحبتنا من أذرعنا ٬ بدأت غابي بالصراخ و تراجع فيليب ٬مذاق البرتقال استحال لدخان في فمي .
الفتحة الأرضية كانت أشبه بالحفرة... صرخت أمي فينا مجددا لنتبعها إلى السلم ٬ أخذتنا إلى حضنها حاولتْ أن ترفعنا ثلاثتنا. عندما كبرت وخلال السنوات التالية جربتُ أكثر من مرة أن أفعل الأمر٬ أن أرفع ثلاثة أطفال فتاتين وصديقة٬ في مثل العمر الذي كنا فيه حينها ٬بأجساد متشابهة كان هذا مستحيلا ....
كان سقف العلية مائلا بشكل حاد ٬ اقتربتْ أمنا من الفتحة ٬ تراءى لنا البهو الصغير أسفلنا٬ عدنا إلى وضعية الظهر إلى الحائط٬ الدخان غمر العلية ٬ فتحت أمي الكوة ورفعت فيليب ألصقته بخاصرتها ثم حدقت فينا بالتناوب غابي و أنا ٬غابي كانت تبكي ..تبكي بشدة ..عيونها على الأرضية...ودموعها على ساقيها
أتذكر جيدا تلك النظرة و عيون أمي تنتقل من واحدة إلى أخرى ٬ كنا اثنتين وهي لا تستطيع حمل إلا واحدة . ترددها هذا ظل يطاردني لسنوات طويلة أحيانا كثيرة كنتُ أنساه٬ ويباغتني في أحايين أخرى كان يظهر من اللاشيء
جدار العلية كان مصنوعا من ألواح خشبية فركتهُ بيدي٬ فاستقرت شظاياه تحت جلدي مزيج من فُتات الخشب ٬ لم أنبس ببنت شفة. نظرتُ إلى أمي كانت جامدة تماما ٬ شعرتُ بترددها ٬ حدقتُ فيها مجددا ٬ في تلك اللحظة بالضبط لم تكن أمنا٬ كانت أمي وحدي٬ شدتها عيوني أجبرتها ٬منعتُها أن تدير وجهها ناحية غابي .نظرة حملت كل المعاني ٬ كل الأدعية٬كل الصلوات
لا أعرف لكم من الوقت امتدت تلك اللحظة ٬ لكن و في برهة جدبتني إليها ٬احتكاك كفي كشط الجدار أحدث تصدعا ٬ ألصقتني أمي إلى الجانب الثاني من جدعها طوقتُ بطنها بأفخاذي
ذراعي معقودة٬
و يدي غارقة في الدم.
أجبرتها على اختياري ..فعلتُ هذا عن غير قصد .. دون أن أعلم... كنتُ حينها في السادسة.


الروائية / كلودي غالي
الرواية/ قطعة من السماء
Claudie Gallay
Une part de ciel

ناديه محمد الجابي
26-02-2017, 06:18 PM
....تخيلتُ لوهلة أن الاجهاض قد أتى ثماره أخيرا٬ و أن الجنين يمكن أن يكون قد نما مجددا ٬ في اللون الأحمر للدم بحثتُ عن أي بقعة بيضاء٬لذلك اضطررتُ لإفراغ المحتوى فوق لوح خشبي عريض مخصص للخبز...ربما لو كنتُ أكثر جنونا لأكلته
......في تلك الليلة فعلتُ ما يفعله الأطفال الصغار أمام كعكعة عيد ميلادهم٬غمرت يدي و أصابعي في السائل و رسمت على اللوحة تيك تاك توك ٬ أعتقد أنه لو رآني جدي حينها كان سيموت للمرة الثانية. ....

أركون

شوقتني للبحث عن هذه القصة وقراءتها
إختيار موفق
تحياتي وتقديري.
:vio::hat:

بشرى رسوان
01-03-2017, 11:23 AM
أنا رجل ميت، استيقظ كل صباح مع رغبة كبيرة في النوم ألبس الأسود لأني في حالة حداد على نفسي حداد على الرجل الذي كان يمكن أن أكون. أمشي بخطى ثابتة في شارع الفنون الجميلة الشارع حيث توفي أوسكار وايلد٬ أذهب إلى المطعم لا لأتناول الطعام الندل مستائون مني لأنني لا ألمس صحونهم ٬كل ما أشربه هو على معدة فارغة لأثمل بسرعة لكنه يسبب قرحة المعدة٬أنا لا أضحك أبدا هذا فوق قدراتي ،أنا ميت و مدفون أنا لن أنجب أطفالا٬ الأموات لا يتكاثرون٬ أنا رجل ميت يصافح الناس في المقاهي أنا ميت ودود ، أعتقد أنني الشخص الأكثر تعاسة الذي لم أصادفه قط .


L'amour dure trois ans
- Frédéric Beigbeder

بشرى رسوان
01-03-2017, 11:35 AM
شوقتني للبحث عن هذه القصة وقراءتها
إختيار موفق
تحياتي وتقديري.
:vio::hat:





صباحك ورد :001:

سأعطيك رابط موقعها
http://nellyarcan.com/

بامكانك الاستمتاع ...نوعا ما ..حيث أن قراءة بعض كتاباتها محزنة جدا وصادمة ..شيء لا يمكنك التخلص منه بسهولة
بالنسبة للترجمة لا أعتقد أنها مترجمة الى العربية ..لو أتيحت لي الفرصة لفعلت و ترجمتها :008:

مرورك طيب :014:

سامية الحربي
10-03-2017, 11:30 PM
انتقاءات جميلة. متابعة بصمت .كل الشكر والتقدير.

بشرى رسوان
23-03-2017, 12:34 PM
جدتي العزيزة،
أحيانا ذاكرتك هنا ... وأحيانا أخرى الفراغ الهائل
في بعض الأيام تشع نورا، و في البعض الآخر العتمة٬ أين أنت جدتي؟ ... تلك التي كنت أناديها "غراند مى-" عندما كنت طفلة
أتذكر الحلوى التي كنت تعدين لنا في أوعية زجاجية كانت الثلاجة أول مكان أتفقده عند وصولي إلى بيتك٬ أتذكر الحوض الواسع الذي كنت تسمحين لي باللعب فيه لساعات طوال مع الفقاعات٬ أتذكر دبلوماسيتك اللطيفة و أنت تقررين أي طفل له الحق في استخدام طفاية الشموع عند عشاء. كنتُ أعرف دوما أنك سعيدة جدا لقضاء هذه اللحظات معي .أتذكر الحب والتشجيع الذي منحتني على مر السنين، أتذكر جدتي ... لوتستطيعين أنت أيضا التذكر مرض الزهايمر أشبه باللص الذي يسرق منا أكثر الذكريات قيمة . كيف يمكن أن لا تعرفي حفيدتك؟ كيف لا تتذكرين اسمي ؟ أسئلة بدون إجابات تعذبني
مدهش ما تعلمنيني أساعدك في أنشطتك اليومية تعلمنني طرق جديدة للقيام بها٬ أساعدك على ملأ الفراغات في كلامك عندما تتعسر الكلمات تعلمنني معاني جديدة لكلمات كنت أعرفها مسبقا .أقضي وقتي إلى جانبك، أتكلم معك، أتنزه معك وجودي يجعلك سعيدة


أعرف أنني في عينيك شخص مميز أسمع هذا في صوتك، و أقرأه في عينيك وحتى ابتسامتك. أنت الﺂن مختلفة جدا ، ولكن في نواح كثيرة، لا تزالين أنت نفسك تلك الجدة التي تريدنني دوما أن أتناول الطعام أكل ، واكل ... وأن أخذ قيلولة معها. ، تسألينني ﺇن كنت سعيدة وﺇن كانت حياتي ذات مغزى
هذا المرض الذي وقف بيننا ، قربنا أكثر اللحظات التي قضيناها معا سنبحث عنها دوما ، لا نشترك نفس الذكريات، ولكن معا نستطيع خلق ذكريات جديدة

جان ويبر
كاتبة أمريكية
النص مترجم عن لغة وسيطة **الفرنسية**
lamed.fr

بشرى رسوان
23-03-2017, 01:09 PM
ليس لديا أية ذكريات سعيدة عن طفولتي ٬ لا أقصد بهذا أنه في كل سنواتي الفائتة لم أعرف قط معنى الفرح أو السعادة نهائيا٬ لكن بباسطة كانت التعاسة شاملة ٬ كل الأشياء التي لا تدخل ضمن دائرتها ٬فإنها تمحى وتختفي
في الممر الطويل ظهر فتيان الأول ضخم بشعر أحمر والاخر قصير نوعا ما بظهر مقوس ٬ الأول ذلك الضخم تمخط وقال خذ هذا في فمك .. تدفق المخاط ببطء على وجهي ٬ شيء أصفر ودهني أشبه بذلك البلغم الذي يسد حلق المسنين والمرضى برائحة نتنة ٬ ضحكات الصبية تصم الأذان أنظروا لديه ذقن ابن ...٬ تدفق السائل على طول وجهي من العين إلى الشفاه إلى الفم ٬لم أجرؤ قط على مسحه ٬كنتُ أستطيع فعل ذلك ٬ الأمر لم يكن يحتاج لأكثر من جزء من الثانية٬ لحركة جد صغيرة لأحول دون ملامسة المخاط لشفاهي٬ لكنني لم أفعل ٬ خوفا من الاهانة التي قد أسببها لهما ٬ خوفا من أن يتمادا أكثر في اذلالي ٬أتصور أنهما ما كانا سيفعلان ٬ العنف بالنسبة لي كان شيئا معتادا ٬ ٬في ذكرياتي البعيدة أرى والدي المخمور يتعارك عند بوابة المقهى مع شلة مخمورين ......
عندما أنجبت واحدة من قططنا صغارها شاهدته يجمع المواليد الجدد في حقيبة بلاستيكية و يضربها بعنف مع عمود اسمنتي ٬إلى أن امتلأت الحقيبة بالدم وتوقفت القطط عن المواء .
رأيته يذبح الخنازير في الحديقة ويشرب دمها الحار (الدم على شفاهه على ذقنه على قميصه) بالنسبة له الأفضل هو الدم الخارج للتو من حيوان يحتضر ٬ عندما كان يقوم والدي بجز عنقها كانت أصواتها تصم الأذان

كنتُ في العاشرة كنتُ جديدا في الثانوية ٬عندما ظهرا في الممر لم أكن أعرفهما ٬كنتُ أجهل أسمائهما الشيء الغير معهود في هذه المدرسة الصغيرة ٬ حيث الكل يعرف الكل ٬ خطواتهما بدت بطيئة ٬ كانا يبتسمان ٬ لم يظهر عليهما أي عنف ٬حتى أنني اعتقدتُ في وقت من الأوقات ُ أنهما يرغبان في التعارف٬ كنت أتساءل لماذا قد يرغب الكبار في التعرف بي أنا الجديد؟ الساحة كانت تشبه كل الساحات في بقية العالم حيث الكبار لا يحتكون بالصغار ٬أمي كانت تقول عندما تتكلم عن العمال ( نحن الصغار لايهتم لنا أحد خاصة البرجوازيين )
في ذلك الممر سألوني إن كنت أنا بيلغل ..
هل أنا فعلا ذاك الذي يتحدث عنه الكل٬ طرحوا علي هذا سؤال الذي كررته من دون كلل لشهور و على مدار سنوات أنت هو الشاذ؟؟
عندما نطقا هذه العبار التصقت للأبد بي مثل وصمة عار ٬تلك التي كان الاغريق يطبعونها بالحديد الأحمر أو السكين على أجساد الأشخاص الخطيرين على المجتمع ٬ لم تكن أول مرة تلك التي أسمع كلمة مماثلة لكننا لا نعتاد الاهانة ٬ شعور بالعجز بفقدان التوازن٬ ابتسمت وكلمة شاذ تتردد داخلي تنفجر في رأسي تخفق بنفس ريتم نبضات قلبي كنت ُ ضعيف البنية قدروا عجزي على الدفاع عن نفسي ٬ كانت قدرة معدومة تقريبا

مقتبس عن رواية **سيرة ذاتية**
En finir avec Eddy Bellegueule
Edouard Louis

بشرى رسوان
23-03-2017, 01:11 PM
انتقاءات جميلة. متابعة بصمت .كل الشكر والتقدير.



:0014:

سارة قمار
02-08-2018, 11:00 PM
التقاطات موفقة....
ننتظر المزيد منها..

مودتي

عبدالحكم مندور
19-06-2020, 08:20 PM
ترجمة تترك عبرة ربماكان في كتابتها ما يؤشر إلى فاجعة نهايتها وقد تمنحنا دراسة الخلل خبرة لتمكين الثابت ,, ترجمة ملفتة لها قيمة ودراسة الصيغ الوجدانية الغير سوية في قد تساعد في الوصيل إلى صيغ وجدانية مستقرة وقويمة..خالص الشكر وخالص التقدير