تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العُشّاق لا يدخلون الجَنَّة



إسلام شمس الدين
11-08-2005, 06:17 PM
http://www.heartfeltgreets.com/withlovebar.gif

- ( نعم ؛ أنا مشتاقٌ وعندي لوعةٌ ... ولكن مثلي لا يُذاعُ له سرُّ )
وكأنما يغرس الكلمات في صحارى الذاكرة، ويرويها بماء الوجد المنساب عبر أودية الروح؛ أعاد المقطع نفسه مرارا حتى تيقن من استقرار جذورها في أعماقه.
اصطحب فنجان قهوته إلى الشرفة؛ امتزجت رائحتها بنسائم الصُبح المتراقصة في أحضان شجرة الصفصاف؛ فرد جذعه على المقعد الخشبي، وأغمض عينيه مطلقاً أشرعة الخيال في محيطات الذكرى، وفاتحاً نافذة صغيرة يتسلل عَبْرها صوت "أم كلثوم" ليغسل بقايا نشوة متناثرة بين الجوانح.
ليس من عاداته الاستماعُ إلى الموسيقى في الساعات الأولى من الصباح ؛ صوت قادمٌ من الزاوية الموحشة في أقصى الجُرج النازف؛ أغراه بالبحث بين أحرف الكلمات عن تلك الذات المتسكعة على أرصفة الحنين.

طالع شاشة الهاتف؛ ارتسمت على شفتيه ابتسامة فاترة قبل أن يحمل أوراقه ويغلق الباب خلفه.

* * * * *
- ( بإمكاني إعادة تشكيل العالم من جديد ... طالما كنتُ حراً )
كان يستمد الحياة من عشقه للحرية؛ ينسج من خيوطها رِيشاً لجناحين حائرين يحلقان به تحت شمسها، ويضربان في إصرار؛ أمواج الريح، وأسوار الخوف، و يمحوان المكتوب في خطوط اليد، ويكسران الإشارات الحمراء في طريق العمر، ويشطبان المسلمات والفرضيات والنظريات والمخطوطات التي ألفها غيره، ليبدأ من جديد في كتابة تاريخه، وحاضره، ومستقبله؛ كما أراد هو.

أشار إلى سيارة أجرة ... الدقائق التي يقضيها بجوار شخصٍ لا يعرفه في سيارة لا يملكها؛ هي نوعٌ من المتعة بالنسبة له ؛ فقلما تتاح له فرصة اللقاء مع نفسه، وربما تكون تلك هي الحرية الوحيدة التي نالها كاملة، يخلع على أعتاب هذه الدقائق؛ أثواب الفكر، ويستدعي جناحي الحرية سابحاً في عوالم الذات.
راوده الابتسام مع ارتفاع صوت أم كلثوم من مذياع السيارة:
" وصّلتني للحال دا بإيدك
بعد ما كانت روحي بإيدك
سبتك ومفيش حد ف عمري
بعدك يشغل قلبي وفكري
سبتك من غير حتى ما افكر
هأقدر اسيبك أو مش هأقدر "

لم يدرك السائق سر الابتسامة المبهمة؛ فالتزم الصمت متحيراً بين كون راكبه؛ ليس طبيعياً؛ أو أنه أحد أولئك المطحونين بين رحى الحياة ممن باتوا يحدثون أنفسهم.
قطع عليه حيرته إذ طلب إليه التوقف فجأة على طريق "كورنيش النيل".
في السابعة من عمره؛ كان يغويه حلمٌ صغير كلما سار بمحاذاة "النيل"، وتقدم به العمر؛ وخفتت جذوة الحلم؛ لكنها لم تنطفئ؛ ظلت جمرتها خامدة في إحدى زوايا النفس؛ في انتظار سحابة عابرة تمطر رياحاً فتشعلها من جديد.
قرر اليوم أن يحقق للطفل الصغير بداخله؛ ذاك الحلم الذي طال انتظاره...
نزل درجات مهبط "الأتوبيس النهري"؛ تعلق بصره بهذا الصندوق الخشبي يصافح قطرات النيل؛ يعانقها؛ يحملها في صدره عابراً بين ضفتيه.
غمرته نشوة النصر وهو يقفز إلى الجهة المقابلة، أخرج من جيبه مفكِّرة صغيرة ؛ كتب على صفحتها الأولى:
( نفشل في اقتناص أحلامنا الصغيرة؛ عندما تنجح أوهامنا الكبيرة في اقتناصنا ).

* * * * *
لقّبوه "صائد النجاح"... كان يعرف كيف ينجح؛ متى أراد؛ يتنقل بين نجاحاته كفراشة تذوق رحيق الأزهار دون أن تقيم من بتلاتها خيمةً تأوي إليها...
سألوه يوماً فأجابهم: ( أبحث عن نجاح يصنعني، لا نجاح أصنعه )
لم يفهموا كلماته، ولم يأبه هو بتأويلاتهم، البعض وصفه بالغرور، وآخرون بالغرابة، تمادى بعضهم فرموه بعشق الذات...
قال واحد منهم: "إنه يظن نفسه أكبر من كل نجاح" ، وقال آخر:"هو يعتقد أنه محور كل نجاح"، وقال ثالث: " بل يريد أن يُنسب إليه وحده كل نجاح".
ليس لديه سوى اسمين وهبهما حياته؛ أحدهما اسمه، والآخر سّرٌ أغلق عليه أدراج الذاكرة، وألقى بالمفتاح في كهوف سحيقة، لذا لم ينكر على قائل منهم مقولته؛ فجميعهم أصاب شيئاً من الحقيقة، كان يؤمن بأن ( الله لا يكره من عباده؛ الطامحين والجامحين والكُبراء، وإنما يكره منهم؛ البعوض والذباب والوضعاء والأغبياء ).

قبل أن يكمل العشرين؛ كان قد تقلد أولى مسؤولياته ... أشفق عليه واحد ممن اختبرتهم الحياة فأسدى إليه نصيحة: ( إذا أردت أن تنجح؛ فعليك أن تختار ما بين محبة الناس أو تقديرهم )
قضى سنوات عمره ندماً على اختياره، ففي كل ليلة عندما يلقي برأسه المتعب على الوسادة الصغيرة؛ يتمتم قلبه في أسى: ( ما أقسى أن نحيا بأنفسنا؛ لأنفسنا )، فيجيبه معللاً: ( وُلِدت في السماء من لملمت أيامنا الضائعة بين أصابعها، لكن الأقدار لم تأذن لها بعد في النزول إلينا ).

* * * * *
متقمصاً عباءة "عبد الحليم حافظ"؛ استقبل زملاءه في العمل "يا صحابي يا أهلي يا جيراني ... أنا عايز اخدكوا ف أحضاني".
كم تمنى لو يرتمي في أحضانهم، يدور ببصره محدقاً في أعينهم لعله يلمح بريقاً من حبٍ ينشده، ما عاد يلقى السلوى في نظرات التقدير والإعجاب، ما عادت تغنيه أو تكفيه أو تشبع ظمأه لجرعة حبِ تروي صحارى القلب العطشى.

في آخر الممر المؤدي إلى مكتبه؛ هامس صوتها أذنيه مجددا، هذه المرة تشدو:
" وعايزنا نرجع زي زمان
قول للزمان ارجع يا زمان
وهات لي قلب لا داب ولا حب
ولا انجرح
ولا شاف حرمان"
قبل أن يلقي تحية الصباح؛ فاجأهم بالسؤال:
- متى رحلت أم كلثوم ؟
استدرك قبل أن تغرقهم حيرة المفاجأة: أشعر وكأن اليوم يوافق ذكراها!

يعشق أغنيات أم كلثوم حدّ الغواية؛ وربما حد الهَوَس، يتباهى بمعرفته التامة بأدق تفاصيلها، وما صاحبها من حكايات أو أحداث... كانت دائماً قريبة منه؛ يهرب إليها كلما ظمِئ إلى ذاته المسجونة خلف أقنعة الحياة؛ يفتش بين حروفها عما تبقى من فتيت البراءة والصفاء.
صاحبته في ذكرياته كلها؛ ما إن ينطلق صوتها حتى يدور شريط الذكريات أمامه، ليتوقف عند المشهد الأخير؛ عند الأغنية الأخيرة:
" أمل حياتي ... يا حب غالي ... ما ينتهيش
يا أحلى غنوة ... سمعها قلبي ... ولا تتنسيش
خد عمري كله...
بس النهاردة خليني اعيش
خليني جنبك ... خليني
في حضن قلبك ... خليني
وسبني أحلم ... سبني
ياريت زماني ما يصحنيش"

لم يستجب الزمان للأمنيات؛ أوقظه في عنف، وماعاد يسمح له بعدها بالنوم مجدداً في حضن الأحلام.
عاد برأسه إلى الخلف؛ عقد كفيه لتغوص في راحتيه ،أغمض عينيه شارداً إلى جنته الحلوة التي كان يحلم بها؛ تلونت الابتسامة بألوان الفراشات...
نفض الحلم من مخيلته سريعاً، عاد إلى غياهب الواقع؛ فقد بات يخشى الأحلام بعد أن أوهنه السقوط المتكرر من أبراجها المخملية...
- ( ما أشقانا إذ نقسو على أنفسنا فنحرمها من مجرد الحلم ).
تذكر كلماتها إليه: ( الأحلام لا تصنع واقعاً )، أجابها بأن ( الواقع الذي نتمنى؛ لاتصنعه إلا الأحلام )...
كانت من الذكاء؛ بحيث لم تعارضه، بل فوضت الأيام لتجيبه عنها.
- ( إذا كنا نشنق قاتل الحقيقة؛ فلماذا نعفو عن قاتل الحُلم؟! )

ما زال حتى الآن لا يذكر كيف رتبت الأقدار لقاءهما؛ يقيناً ليس مصادفةً، فالأقدار لا تعترف بشرعية هذه الكلمة... توهم أنها من اختارتها السماء لتهبه العمر الفائت والقادم، لكنها لم تكن، فلم تمنحه سوى نشوة الإبحار سويعات قليلة في بحيرات الوهم؛ والرقص على أرصفة موسيقى لا صوت لها، وكتابة قصيدة غزلٍ غير مكتملة من بحور غير بحور الشعر، قبل أن تُهديه في النهاية حبلاً غليظاً وسُلماً متآكلاً؛ يكفيان للانتحار.

* * * * *
أراد ذات مرة أن يلخص يومه في كلمة واحدة، فلم يجد سوى "الغربة" مرادفاً، حاول مرة أخرى فكتب: "الاغتراب"، حاول مرة ثالثة فكتب: "تغريب"!
تجسّد وطنه في هذه الشرفة الصغيرة؛ الملحقة بهذه الغرفة الصغيرة؛ في هذا البيت الصغير؛ في هذا الحي القَصيّ.
- ( هناك وطنٌ نسكنه، ووطنٌ يسكننا، ووطنٌ ننفق العمر في البحث عنه ).

كعادته طالع شاشة الهاتف بمجرد عودته؛ لاستعراض الأرقام المتصلة في غيابه، تذكر أنه طلب إيقاف الخدمة الهاتفية، كما ألغى هاتفه المحمول، ولم يعد يتابع الرسائل البريدية.
أحس بشيء من الحرية ...
انتقى من خزانة ملابسه ؛ أغلى ما لديه؛ حرص على ارتداء الألوان المبهجة؛ لم ينس عطره المفضل، فتح مكتبته الموسيقية؛ بعثر محتوياتها على أرضية الغرفة، أخرج من حقيبته شَرِيطَ كاسِيتٍ، استلقى على الأريكة ؛ سكب إرهاق السنوات الطويلة بين جنباتها؛ عادت الابتسامة نفسها ترتسم على وجهه؛ غادرتها ملامح الفتور؛ تحولت إلى ضحكات؛ أخذت تتعالى ؛ تموجت مضطربةً لتتناغم مع الأغنية الزاعقة في الخلفية:
" حابطل السجاير ... واكون انسان جديد
من أول يناير ... خلاص هاشيل حديد "
ايييييييييييييييييييييه !

* * * * *






إسـلام شمس الدين
30 / 7 / 2005



http://www.heartfeltgreets.com/withlovebar.gif

د. سمير العمري
12-08-2005, 05:34 PM
إييييييييييييييييييييه يا إسلام إيييييييييييييييييييييه! :011:

للحق أجدني هنا أمام تحفة أدبية فنية مبدعة حوت كل خصائص السرد القصصي من معنى دقيق وسرد رشيق وفكر عميق ، وزينها حرف رصين متين بسياق ممتع مبدع.

إسلام شمس الدين:

أنت هنا تتفوق ليس على الإحساس فحسب بل وعلى الحرف الناضج أيضاً. لا أجدني إلا أصفق لك طرباً ونشوة وأسارع إلى .....


التثبيت حفاوة وتقديراً.


كثيرون هم أعداء النجاح ، والأكثر منهم أعداء الإنسان.



تقبل فائق التحية والإعجاب
:os::tree::os:

د0 احمد فنديس
13-08-2005, 10:34 AM
إييييييييييييييييييييييه. دي حال الدنيا
بعد أراك عصي الدمع...خلاص هايشيل حديد!!
ذلك الذي اعتقد ـ ذات مساء ـ إن بإمكانه إعادة تشكيل العالم من جديد ... طالما كان حراً ففشل في اقتناص حلمه الصغير بعدما نجحت أوهامه الكبيرة في اقتناصه هو...
ذكرتني بمقالي: الأغنية المصرية بين عاشق الروح و......طلوع الروح
عندما عشت مع كلماتك لحظات..استرجعت فيها بعضا مما مر وفات..من أحلي الكلمات والنغمات و....الذكريات التى داعبت أفق خيالي...يا صديقي الحبيب:
عندما أذيعت أغنية أمل حياتي..كنت في حالة تشبه حالة بطل قصتك...ومع أول نغمة أسمعها منها الآن...يعود بي الزمن إلي عام 1964..ـ قبل أن تولد سيادتكم ـ وأنا أخطو أولى خطواتي في طريق الحب...الحب المجرد...الحلو ....الخال من الكلسترول...ولكن
عايزنا نرجع زي زمان؟؟؟؟!!!!
أهو دا اللي موش ممكن أبداً
المهم تبطل السجاير وتكون إنسان جديد
وتشجع نادى تاني ولو السكة الحديد
ولا تنس (تعادلية) طلعت الحكيم (1/1)
دمت مبدعاً

د. سلطان الحريري
18-08-2005, 06:56 PM
أتخيل عازف ربابة يرقص أنامله على شعر مشدود فوق جلد غزال، وأراه ينأى برباته إلى مكان قصي لتسمعه كل الجهات!!
هكذا أنت يا إسلام تأتينا بالجديد الذي يؤكد إبداعا قلّ نظيره ..
فما أجمل أن نحول الحوار إلى عالم جديد يقوّم إعوجاج الواقع، ويمد لنا يد العون لتضحك أعصابنا على صعابنا..
رائع هذا النص يا صاحبي ..
دمت كبيرا

يسرى علي آل فنه
19-08-2005, 09:00 AM
أخي المبدع إسلام شمس الدين :-

جميلة مثل هذه الكتابات التي تجعل القارئ يتعايش مع اللحظات التي يبدع كاتبها في تصويرها كما هو الحال هنا
بحق استمتعت وتأثرت كثيراً واستفدت من تلك الإضاءات الفكرية التي تتوزع هنا وهناك في تسلسل مميز

ويبقى هنالك رأي يتعلق بعنوان الموضوع الذي أراني توقفت معه مؤيدة ومعقبه بأن العشاق لايدخلون الجنة وأظنهم كذلك لايدخلون النار وإنما يقفون على الأعراف ليبق لهم من اسمهم معناه تلهبهم تارة لفحات النار، وتهب عليهم نفحات الجنة تارة أخرى ،وتعتصر قلوبهم الأمنية في أن يدخولها بسلام آمنين

أخي الكريم دائماً أشكر لك هذا الجمال الذي تنسجه دائماً

احترامي وإعجابي وتقديري

إسلام شمس الدين
21-08-2005, 07:19 PM
إييييييييييييييييييييه يا إسلام إيييييييييييييييييييييه! :011:

للحق أجدني هنا أمام تحفة أدبية فنية مبدعة حوت كل خصائص السرد القصصي من معنى دقيق وسرد رشيق وفكر عميق ، وزينها حرف رصين متين بسياق ممتع مبدع.

إسلام شمس الدين:

أنت هنا تتفوق ليس على الإحساس فحسب بل وعلى الحرف الناضج أيضاً. لا أجدني إلا أصفق لك طرباً ونشوة وأسارع إلى .....


التثبيت حفاوة وتقديراً.


كثيرون هم أعداء النجاح ، والأكثر منهم أعداء الإنسان.



تقبل فائق التحية والإعجاب
:os::tree::os:

الحبيب د. سمير العمري
وللحق أجدني دوماً عاجزاً أمام جميل ردك ورقيق حروفك وطيب مشاعرك
حق لي أن أزهو بشهادتك في حق نصي المتواضع، والذي اقتبس من إطلالتك بريقاً يفتقده

دمت وفياً نقياً أيها الحبيب
ولك وافر الشكر والامتنان
وقبلهما المحبة والتقدير :0014: :0014: :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
21-08-2005, 09:46 PM
إييييييييييييييييييييييه. دي حال الدنيا
بعد أراك عصي الدمع...خلاص هايشيل حديد!!
ذلك الذي اعتقد ـ ذات مساء ـ إن بإمكانه إعادة تشكيل العالم من جديد ... طالما كان حراً ففشل في اقتناص حلمه الصغير بعدما نجحت أوهامه الكبيرة في اقتناصه هو...
ذكرتني بمقالي: الأغنية المصرية بين عاشق الروح و......طلوع الروح
عندما عشت مع كلماتك لحظات..استرجعت فيها بعضا مما مر وفات..من أحلي الكلمات والنغمات و....الذكريات التى داعبت أفق خيالي...يا صديقي الحبيب:
عندما أذيعت أغنية أمل حياتي..كنت في حالة تشبه حالة بطل قصتك...ومع أول نغمة أسمعها منها الآن...يعود بي الزمن إلي عام 1964..ـ قبل أن تولد سيادتكم ـ وأنا أخطو أولى خطواتي في طريق الحب...الحب المجرد...الحلو ....الخال من الكلسترول...ولكن
عايزنا نرجع زي زمان؟؟؟؟!!!!
أهو دا اللي موش ممكن أبداً
المهم تبطل السجاير وتكون إنسان جديد
وتشجع نادى تاني ولو السكة الحديد
ولا تنس (تعادلية) طلعت الحكيم (1/1)
دمت مبدعاً

نعم أستاذي الحبيب؛ هذا هو حال الدنيا، تلقي بنا من أبراج الأحلام إلى أرصفة الواقع الحجري
ورغم إنك؛ أستاذي العزيز؛ قد عرفت الحب قبل أن يولد جيلنا، إلا أن زماننا أعاد تشكيله بما لم يكن يخطر ببالكم، فنزع منه؛ ليس فقط الكلسترول؛ وإنما نزع منه كل ما فيه فلم يتبق منه سوى حرفين باردين لا طعم لهما ولا لون ولا رائحة.
أما نصيحتك الغالية أستاذي العزيز؛ فسأدع أم كلثوم تجيبك عني:
( أهو دا اللي موش ممكن أبداً ) D:

وافر الشكر أستاذي لحضورك البهي
دمت لي معلما وصديقاً وأستاذاً تعلمتُ منه الكثير
محبتي وتقديري :0014: :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
21-08-2005, 10:13 PM
أتخيل عازف ربابة يرقص أنامله على شعر مشدود فوق جلد غزال، وأراه ينأى برباته إلى مكان قصي لتسمعه كل الجهات!!
هكذا أنت يا إسلام تأتينا بالجديد الذي يؤكد إبداعا قلّ نظيره ..
فما أجمل أن نحول الحوار إلى عالم جديد يقوّم إعوجاج الواقع، ويمد لنا يد العون لتضحك أعصابنا على صعابنا..
رائع هذا النص يا صاحبي ..
دمت كبيرا

أستاذي ومعلمي وصديقي الحبيب د.سلطان
لا أدري لماذا أشعر أحياناً وكأنني أكتب لتقرأ أنت
أو أنني أكتب ولا أشعر بما كتبت حتى ينال شرف مرورك وقرائتك

شكراً لك حضورك الذي انتظره دوماً أستاذي الحبيب
ولا حرمني الله من دوام تواصلك

دمت بكل الخير والسعادة أيها الحبيب :0014: :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
22-08-2005, 02:11 AM
أخي المبدع إسلام شمس الدين :-

جميلة مثل هذه الكتابات التي تجعل القارئ يتعايش مع اللحظات التي يبدع كاتبها في تصويرها كما هو الحال هنا
بحق استمتعت وتأثرت كثيراً واستفدت من تلك الإضاءات الفكرية التي تتوزع هنا وهناك في تسلسل مميز

ويبقى هنالك رأي يتعلق بعنوان الموضوع الذي أراني توقفت معه مؤيدة ومعقبه بأن العشاق لايدخلون الجنة وأظنهم كذلك لايدخلون النار وإنما يقفون على الأعراف ليبق لهم من اسمهم معناه تلهبهم تارة لفحات النار، وتهب عليهم نفحات الجنة تارة أخرى ،وتعتصر قلوبهم الأمنية في أن يدخولها بسلام آمنين

أخي الكريم دائماً أشكر لك هذا الجمال الذي تنسجه دائماً

احترامي وإعجابي وتقديري

صدقتِ مبدعتنا العزيزة
فالعشق لا يقتل العشاق
وإنما فقط...
يتركهم معلقين بين الموت والحياة
وهو لا يحرق العشاق
وإنما فقط...
يتركهم معلقين بين النار والجنة


أنا من يتوجب عليّ شكرك أختنا الكريمة
دون أن أغفل إبداء إعجابي بحسن قرائتك للسطور وما خلفها

دائماً يسعدني حضورك يسرى
فدمتِ بكل الخير
ولكِ تحياتي وتقديري :0014: :0014:
إسلام شمس الدين

الجوهرة القويضي
28-08-2005, 09:45 PM
إسلام شمس الدين

توقفت برهة لأتصفح ووجدت نفسي منجذبة إلى النهاية .... جميل ما خطت يداك

الللللللللللللللللللللللل لللة شيئ متسربل للروح , انتقالة جميلة

هناك وطنٌ نسكنه، ووطنٌ يسكننا، ووطنٌ ننفق العمر في البحث عنه ,,,,,,,,,,,,,,,, حلوةةةةةةةةةةةةةةةة

مرررررررررررررررررررررررر ررره

لأول مرة اقرا لك :002:

العشاق لا يدخلون الجنة ): ألا يكفي أنهم يكتوون بنار الحب والعشق في الدنيا إنهم ارواح بين الإنطفاء

والإشتعال .

دمت متوهجا بتلك الكلمات المحمله بأحاسيس تنقل قارئها لأكثر من إحساسك بها :)

كل البهجة

إسلام شمس الدين
14-09-2005, 12:47 AM
إسلام شمس الدين

توقفت برهة لأتصفح ووجدت نفسي منجذبة إلى النهاية .... جميل ما خطت يداك

الللللللللللللللللللللللل لللة شيئ متسربل للروح , انتقالة جميلة

هناك وطنٌ نسكنه، ووطنٌ يسكننا، ووطنٌ ننفق العمر في البحث عنه ,,,,,,,,,,,,,,,, حلوةةةةةةةةةةةةةةةة

مرررررررررررررررررررررررر ررره

لأول مرة اقرا لك :002:

العشاق لا يدخلون الجنة ): ألا يكفي أنهم يكتوون بنار الحب والعشق في الدنيا إنهم ارواح بين الإنطفاء

والإشتعال .

دمت متوهجا بتلك الكلمات المحمله بأحاسيس تنقل قارئها لأكثر من إحساسك بها :)

كل البهجة
العزيزة الجوهرة القريضي

سعدتُ كثيراً بقرائتك الأولى لحروفي المتواضعة
مثلما أسعدني تعقيبك المرهف وتقديرك وإعجابك ومشاعرك الطيبة
فلا تحرمينا من تواجدك وتواصلك في واحة الخير

دمتِ بكل الخير كاتبتنا المبدعة
ولكِ وافر تحياتي وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

أسماء حرمة الله
14-09-2005, 03:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية مخضبة بماء الزهر

الأخ المبدع إسلام،
"لم يستجب الزمان للأمنيات؛ أوقظه في عنف، وماعاد يسمح له بعدها بالنوم مجدداً في حضن الأحلام.
عاد برأسه إلى الخلف؛ عقد كفيه لتغوص في راحتيه ،أغمض عينيه شارداً إلى جنته الحلوة التي كان يحلم بها؛ تلونت الابتسامة بألوان الفراشات...
نفض الحلم من مخيلته سريعاً، عاد إلى غياهب الواقع؛ فقد بات يخشى الأحلام بعد أن أوهنه السقوط المتكرر من أبراجها المخملية..."

وكأن الحلم أصبح عصفورا مرتحلا من أفنان الشمس إلى أفنان الصمت المطلق..ربما الحلم قد اغتيل في زمن اللاَّوَرد، أو أصبح أسيرا بقلعة الخوف، أو هاربا من بشاعةِ الزمن، أو منزويا بغابة من غابات الروح لايقوى على مصافحة ابتسامهْ..خوفا من ظلّ مختفٍ هنا أو هناك..ربما كان هذا الحلم نفسه يحلم بأحلام طرّزَها بلغات روحه وبعطر الشمس، ولكنّ أحلام الحلم نفسه قد نزفتْ فأصبح الحلم نفسه عاجزا عن إهدائنا وردهْ..فنَفَضَنا كما "نفض" بطل قصتك الجميلة حلمَه..
حتى العشاق أراهم أيضا..واقفين بين الصحو والرقاد، بين شروق الشمس وغروبها، بين الصمت والكلام، بل أراهم لايدخلون نيسان..أبدا حتى وإنْ غادروا كتابَ العشق ليفنوْا فيـه...
.........
دمتَ رحيقا
وتقبّل مني ألف باقة من الورد والمطر
تحياتي وتقديري

إسلام شمس الدين
11-01-2006, 12:53 AM
مبدعتنا الرائعة أسماء حرمة الله

صدقتِ والله،
فسواء اغتلنا الحلم، أم اُغتيل بفعل فاعل، فالنتيجة واحدة؛ أن أصبحنا نخشى مجرد الحلم بعد أن أوهننا السقوط المتكرر من أبراجهاالمخملية.
فإن كان الحب والحلم جناحي طائر " جنة الحياة"، فأي جنة يدخلها العشاق وقد انكسر الجناحان؛ الحب والحلم؟!

افتقدتُ حروفك الرقيقة مبدعتنا العزيزة
وأسعد دوماً بتواصلك الثري

لكِ تحياتي وتقديري:0014:
إسلام شمس الدين

الصباح الخالدي
11-01-2006, 01:15 AM
شيء فوق التصور لوحة اصلية تزيح ستائر لإبداع على مسرح القلم

عبدالله المحمدي
11-01-2006, 09:43 PM
وكأني هنا أمام رواية تأخذ بكل الخصائص:

1. ايضاح
2.ايجاز
3. إمكان
4. تَلَطُف

رواية استمتعت بها حقا


اخي اسلام شمس الدين :

دمت نقيا متألقا وكل عام وانت بخير

حمزة الحلبي
11-01-2006, 11:20 PM
قلت في نفسي وانا اكاد اعبر النهاية
ماذا يريد الكاتب؟!

وجاء الجواب سريعاً :

هناك وطنٌ نسكنه، ووطنٌ يسكننا، ووطنٌ ننفق العمر في البحث عنه

رائعة بعد القراءة الأولى

إسلام شمس الدين
19-01-2006, 11:34 PM
الأعزاء:
الصباح
عاشق الخيل
حمزة الحلبي

لحضوركم رونق خاص، ولقرائتكم روعة يرجوها كل كاتب
فشكراً لكم على هذه القراءة الواعية، وهذه الكلمات الجميلة، وهذه المشاعر النبيلة

دمتم بكل الخير
ولكم وافر تحياتي وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

د. حسين علي محمد
18-03-2006, 07:07 PM
قصة جميلة استمتعتُ بها، وكذلك التعليقات الجميلة،
وبخاصة تعليق زميلي الدكتور أحمد فنديس
(زميلي في السنة الأولى (عام) بكلية الآداب ـ جامعة
القاهرة 1968/ 1969م).
تحياتي للقاص، وللمعلقين.

ميادة العاني
18-03-2006, 07:42 PM
في رداءات الروح كان هناك وهج وكانت لك الشرارة الاولى
دمت اديبا تغتال فينا الحزن بشئ من الفرح



محبة

إسلام شمس الدين
25-03-2006, 02:16 PM
قصة جميلة استمتعتُ بها، وكذلك التعليقات الجميلة،
وبخاصة تعليق زميلي الدكتور أحمد فنديس
(زميلي في السنة الأولى (عام) بكلية الآداب ـ جامعة
القاهرة 1968/ 1969م).
تحياتي للقاص، وللمعلقين.

أديبنا العزيز د.حسين علي محمد
وأنا استمتعت بتواجدك الودود، مثلما استمتعتُ من قبل بتعليق أستاذنا العزيز د.أحمد فنديس
فشكراً لك، والشكر موصولٌ له

دمت مبدعاً رائعاً
ولك مودتي وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
25-03-2006, 02:19 PM
في رداءات الروح كان هناك وهج وكانت لك الشرارة الاولى
دمت اديبا تغتال فينا الحزن بشئ من الفرح



محبة

أديبتنا الرقيقة ميادة العاني

ودمتِ للحرفِ مبدعةًصادقة ،
ودمتِ للواحة وأهلها مثالاُ لسمو الكلمة والمعنى والروح

لكِ وافر تحياتي وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

د. محمد حسن السمان
25-03-2006, 02:53 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الحبيب الغالي الاديب والاعلامي الاستاذ اسلام شمس الدين

ما اجمل هذه المقطوعة الادبية , صيغت من سحر الافكار , بسهل
الكلمات , ملكت فيها قلبي وانا اقرأ , تنقلني من صورة الى صورة
اروع , تنسمت معك نفحات من نشوة الماضي , نشرت معك جناحي
لاحلق , وبصدق اقول لك , ان هذا النص هو عمل ادبي حقيقي .
وربما زاد حبي للنص وتأثيره بي , انني قرأت النص , ثم رحت
اقلب الردود والمداخلات , للاخوة والاخوات من الادباء الذين احبهم
واعتز بهم في الواحة المباركة , وانت منهم , فوجدتني في ندوة ادبية
يفوح منها عبق الاصالة والابداع .
بارك الـلـه بك .

اخوكم
السمان

محمد عصام
25-03-2006, 03:27 PM
قد متعتنا فشكرا لك مع كل التحية والتقدير والمحبة.
http://www.asmilies.com/smiliespic/txtsmall/st3asmilies-com.gif

إسلام شمس الدين
01-04-2006, 08:55 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الحبيب الغالي الاديب والاعلامي الاستاذ اسلام شمس الدين

ما اجمل هذه المقطوعة الادبية , صيغت من سحر الافكار , بسهل
الكلمات , ملكت فيها قلبي وانا اقرأ , تنقلني من صورة الى صورة
اروع , تنسمت معك نفحات من نشوة الماضي , نشرت معك جناحي
لاحلق , وبصدق اقول لك , ان هذا النص هو عمل ادبي حقيقي .
وربما زاد حبي للنص وتأثيره بي , انني قرأت النص , ثم رحت
اقلب الردود والمداخلات , للاخوة والاخوات من الادباء الذين احبهم
واعتز بهم في الواحة المباركة , وانت منهم , فوجدتني في ندوة ادبية
يفوح منها عبق الاصالة والابداع .
بارك الـلـه بك .

اخوكم
السمان
الحبيب أبداً د.محمد حسن السمان
بتُ أعجز عن نسج كلمات تليق بك وبسمو خلقك ونقاء مشاعرك
فرفقاً بأخيك، فهو أهون من أن يجاريك كرماً وسمواً

دمت لي وللاحة وأهلهاً أخاً وأستاذاً نعتز برفقته
لك محبتي قدر المسافة من عندي إلى عندك :0014: :0014: :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
01-04-2006, 09:13 AM
قد متعتنا فشكرا لك مع كل التحية والتقدير والمحبة.
http://www.asmilies.com/smiliespic/txtsmall/st3asmilies-com.gif
ولك مني كل التحية والتقدير والمحبة والاحترام أخي العزيز
شكراً لحضورك وقرائتك
وأسعد دوماً بتواصلك

دمت بكل الخير والسعادة :0014:
إسلام شمس الدين