مشاهدة النسخة كاملة : حمائم الفجر
حوراء آل بورنو
13-08-2005, 06:23 PM
تسرب من بين رموش عينيّ تسرب رمل ، و هرب هروب مخلوع الفؤاد ، فغدا أثراً بعد عين ألا من هدأة فرّخ فيها شجني .
و بزغ النور ، و سكبت الشمس ضياءها في كل الزوايا حتى ملأت فراغ وحشتي .
حملتني الخطا حيث التقيتك ضاحكاً ، و قادني المسير إلى مغذى الحمائم ، و الخير يملأ الأرض . وقفت أرقب رفيفها يطرز السماء بزخارف لا شكل لها ما خلا رسم لحياة طير يغدو خماصاً . و السمع مني لا يعي غير هديل أعجمي و هديل آخر لروح تنشد الحياة بي و لي .
سكنت مني النفس و الأعضاء ، فأمنتْ ، و الأرض تغري الحمائم بما يشبع الحواصل ، فبدأ بالهبوط أمامي جوعا و فرحا ، واحدة ، اثنتان ، و أختهما ثم العشيرة . سبحانه المولى الأجلّ ؛ خلق و أبدع فأتمّ ، طير يشرب سواد قوادمها بياض خوافيها فلا أسود كالح و لاأبيض يقق ، تعلو بحثاً و تهبط فوزأً ، حتى إذا لا مس الطرف منها أديم الأرض رأيت أبرع ملاح يستقر على أرض زلقة ، فتشتري الصورة مني الضحك عجباً و لين الجوارح إشفاقاً .
و تتجه العين نحو الحبة و القمحة ، فيتحرك الرأس منها و المنقار و يتبعهما جسدها الصغير ، فتبدأ بالنقر و التقاط الحب مرة بعد مرة و كأنها حائك يغرس أبرته في نسيج الأرض و يسرع في انتزاعها ليرفو رتقاً أو يوشي ثوباً غير أن الوشي يضع أحجاراً و الحمائم تنزع حبوباً .
ويدعوني السرب أن أقبلي ، فأهرول نحوه يدفعني غروري أني الأكبر ، فيطير فزعاً و أضحك فرحاً ، فما أجمل انتشار الأجنحة خافقة ترى رجفها و تشم رائحتها . تأملتها مبتعدة في كل اتجاه ، و ضجيج هديلها يلوث المكان ، و لكنها سرعان ما عادت كرة أخرى ؛ واحدة ، اثنتان ، و أختهما ثم العشيرة . و عدتُ أنظر ، فإذا بها تتجه نحوي محلقة إلى أعلى و أنا أهبط فزعا بجسدي إلى أسفل ، توجعت مني النفس ، و وجف القلب ، فقد علمتُ أي حرية تملكها تلك الطيور و لا تملكها حرة .
مازال صوتك يجلجل في أذني ضاحكاً " طفلة ، و ستبقين طفلة " .
معاذ الديري
14-08-2005, 11:34 PM
تصوير بدقة عدسة كاميرا
ولكن الا ترين بعض الالفاظ يمكن ان تكون ابسط؟
طبعا انا ممن يميل الى المعنى اكثر من المبنى
...
تحيات
ياسمين عبدالله
17-08-2005, 11:11 AM
عزيزتي حرة
منظر جميل ، وتأمل واندماج مع الطبيعة ، وأحرف تحترف الكتابة .
تمنياتي لك بدوام التوفيق
حوراء آل بورنو
23-08-2005, 01:06 AM
أيها العاقد
أسعدني نظرك في صوري .
مبناي ليس أحجارا مصفوفة ، و لكن نسيج من رجفات قلب و خلجات فكر ، لذا لا تراها بسيطة .
تحية مصورة .
يسرى علي آل فنه
23-08-2005, 05:17 AM
الله ياحرة
ارتاحت نفسي مع حمائم الفجر ولروعة الوصف وصلني احساسك بشكل يشبه شفافية روحك التي أحسها كأروع مايكون
(مازال صوتك يجلجل في أذني ضاحكاً " طفلة ، و ستبقين طفلة " .)
دمت بكل الحب رائعة
حوراء آل بورنو
28-08-2005, 06:46 PM
العزيزة ياسمين عبد الله
هو الياسمين عبق بصفحتي ينساب بين أصابعك الكاتبة .
تحية كلها ود لك .
محمد الدسوقي
28-08-2005, 07:01 PM
حرة
تحية
لغة دسمه وتطوير بديع وأنسياب يحكي الواقع
ولكن هل فهمتي أخيك على معنى تلك
(قوادمها ) على أي مفرد تأتي
أم تشكل على فهمي
لك كل التحايا
حوراء آل بورنو
31-08-2005, 02:59 AM
أختنا الغالية " يسرى "
سعيدة إذ وصلك النص بالذي رأيت ، كنت أتحدث عن صورة جذبتني و بهرتني و تتداخلت أجزاؤها مع حديث نفس لا ينقضي لذات الروح .
تخيرت من النص ماكان سببا فيه .
تحية كلها ود .
الأخ الفاضل " محمد الدسوقي "
القوادم : هي إحدى ريشات أربعة في مقدمة جناح الطائر ، و قيل هي إحدى ريشات عشرة ... ، و مفردها " قادمة " .
تحية طيبة لك .
إسلام شمس الدين
31-08-2005, 03:28 AM
أحسنتِ التصوير أيتها الأديبة المجيدة؛ أحسن الله إليكِ
نسيج محكم في غلاف شفاف، وحبكة متقنة
رائع هذا السرد البديع، ورائعٌ هذا المضمون العميق.
( مازال صوتك يجلجل في أذني ضاحكاً " طفلة ، و ستبقين طفلة ". )
وهل الحرية إلا طفل حباه الله جناحين يعبر بهما الحواجز والعوائق والسدود.
ما أجمل معنى الحرية في نصك أيتها الحرة
دمتِ أديبة رائعة راقية اللفظ والمعنى
لكِ وافر تحياتي وتقديري وإعجابي :0014: :0014:
إسلام شمس الدين
و وجف القلب ، فقد علمتُ أي حرية تملكها تلك الطيور و لا تملكها حرة .
د. سمير العمري
31-08-2005, 12:00 PM
لا أراني إلا باخع نفسي على هذا النص الماسي المتفرد!
تالله ما قرأت أفصح ولا أرقى ولا أروع.
أجدني هنا أحتفي به بما يستحق فأثبته ولا أراني إلا أعود .... ربما ناقداً.
للتثبيت انبهاراً
تحياتي
:os::tree::os:
حوراء آل بورنو
05-09-2005, 10:36 PM
أحسنتِ التصوير أيتها الأديبة المجيدة؛ أحسن الله إليكِ
نسيج محكم في غلاف شفاف، وحبكة متقنة
رائع هذا السرد البديع، ورائعٌ هذا المضمون العميق.
( مازال صوتك يجلجل في أذني ضاحكاً " طفلة ، و ستبقين طفلة ". )
وهل الحرية إلا طفل حباه الله جناحين يعبر بهما الحواجز والعوائق والسدود.
ما أجمل معنى الحرية في نصك أيتها الحرة
دمتِ أديبة رائعة راقية اللفظ والمعنى
لكِ وافر تحياتي وتقديري وإعجابي
إسلام شمس الدين
و وجف القلب ، فقد علمتُ أي حرية تملكها تلك الطيور و لا تملكها حرة .
أستاذنا الفاضل
و الله هي لشهادة أعتز بها من كبير مثلك ، و ليت أن قلمي يكون كما تراه .
تحية و عظيم تقدير .
بندر الصاعدي
13-09-2005, 08:33 AM
حرة
إن كان لا تملكين الحرية إلا في أدبك الوفير فأخشى ألّا أسألها لك كي لا نحرم من هذا البيان
لله درك ما فصلتِ لجسد النصِّ إلا ثوبًا ما زاد ولا نقص , وإنها لعين البيان
ربما كان تأملك الدقيق في ديناميكية الطير وتحركاتها ناتجًا من اندهاشك بمعنى الحرية التي ظننت نفسك تعلمينها باختيارك لاسم " حرة " .
" وقفت أرقب رفيفها يطرز السماء بزخارف لا شكل لها ما خلا رسم لحياة طير يغدو خماصاً .
لو وصفت الزخرفة بغير ما وصفتِ لما وقع هذا الموقع الدقيق خصوصًا أننا أمام لوحةٍ هندسبة يهندسها الطير في حال الجوعِ الذي يجعل كل واحدة منشغلة بنفسها مما يدفهنَّ أثناء الهبوطِ إلى إبداء حركاتٍ نشطة عشوائة .. بينما لو كانت شبعة لاختلف التحليق ..
" تعلو بحثاً و تهبط فوزأً "
إنَّ هذه الحركات لسرٌّ من جمال مشاهد الحمائم وهي تتغذى , بل هي كالبحر أثناء تموجه كله ذا لون واحد غير أنَّ قسمات الموج تضيف له مزيج من خيوط شفافة إثر تراكب الماء فوق بعض ..
" فيتحرك الرأس منها و المنقار و يتبعهما جسدها الصغير "
إنَّ مقدمة جسد الطير رأسهُ ومقدمة الرأس منقاره , فلماذا بدأت بالرأس ! , ربما يبدو سؤالا ساذجًا , لكن إجابته فيه سر فالإجابة هي أن المنقار جزء من الرأس فلا يتحرك إلا بتحركه , ولكن السر هنا هو في سبب تحرك الرأس فالسبب هو أن العين التي تتم من خلالها رؤية الحبة هي في الرأس فتتبع الرأس بتتبع العين ومتى ما وجدت الحبة همّت برأسها ولقطت بمنقارها ( هنا بدأت لفتة المنقار ) ومن ثمَّ تبعها جدسها , فعلا تفصيل دقيق لتحرك كتلة أجمل من التعبير عن تحرك الكتلة دفعة واحدة ..
جمال النصِّ يجهدني في تتبع محاسنه , أكتفي بهذا ون بخلت .
اسمحي لي بوقفتين :
-" فلا أسود كالح و لاأبيض يقق "
يقق بدت لي ثقيلة لفظٍ رغم قوة معناها ولعل إكمال الطباق يضيف رونقًا للجملة ( أسود , أبيض ) ( كالح , ناصح )
هذا الطباق اللفظي يبرز جمال التركيبة , لأن الأسود يوافقه الكالح بمعنى الشدة والعبوس , والأبيض يوافقة الناصح بمعنى النقاوة والخلوص .
- " ليرفو رتقاً أو يوشي ثوباً غير أن الوشي يضع أحجاراً و الحمائم تنزع حبوباً "
ليرفو رتقًا .. الرفو والرتق يحملان ذات المعنى لأن رفو الشيء إصلاحة وكذلك رتقه , ويمكن القول ( ليرفوَ فتقَا ) أو ( ليرتق فتقًا ) والفتق هو الشقُّ ,,
ولي إشارة حسنة حول محسن هنا وهو بعد أنْ شبهت ومثلت صنع الحمام بالمنقار في الأرض بصنع الخياط بالإبرة في الثوب التفت إلى الفارق بينهما فالحمام يغرز ليأخذ والخياط يغرز ليعطي , وهذا من إتمام التشبيه..
اعذريني على حديثي الطويل , أرجو ألا يجلب الملل .
تحيتي لك أديبتنا الكبيرة
حوراء آل بورنو
20-09-2005, 03:29 PM
لا أراني إلا باخع نفسي على هذا النص الماسي المتفرد!
تالله ما قرأت أفصح ولا أرقى ولا أروع.
أجدني هنا أحتفي به بما يستحق فأثبته ولا أراني إلا أعود .... ربما ناقداً.
للتثبيت انبهاراً
تحياتي
شكر الله لك يا أستاذي .
فما فصاحة و رقي و روعة نصي التي تظنها إلا صنيعة توجيهك و إرشادك ، ثم ما يقوم به أستاذتي من تقويم لقلمي و تنبيه على أخطائه .
سأكون سعيدة لو منحت نصي نقدك ، فما تفعل إلا لتكرمه .
الود زهر فضلك .
معاذ الديري
21-09-2005, 12:51 PM
اظنها : فلا اسود كالحا ولا ابيض يققا.. في موضع نصب.
او فلا اسود كالحا ولا ابيض ناصعا ..
ولم اجد ناصحا تصلح صفة للبياض كما ذكرت يا بندر ..
فلعلك قصدت ناصعا؟
بندر الصاعدي
22-09-2005, 08:15 PM
أهلا عاقد
لك في صفة اسم لا النافية للجنس إن اعنبرناها كذل عدة أوجه وهي
لا أسودَ كالحَ - لا أسودَ كالحًا - لا أسودَ كالحٌ
ولها أحكام إذا تكررت منها رفع اسميها " لا أسودُ ولا أبيضُ " إن حذنا الخبر وتقدير فيها .
غير أني أذهب إلى أنها لا المشبه بليس ويجوز إهمالها لأن تأويل الجملة " فلا لونُهَا أسودُ كالحٌ ولا هو أبيضُ يققٌ " بدليل وجود خليط بين السواد والبياض .
أما ناصح فهي للجناس مع كالح وقد شرحت معناها آنفا وهو النقاوة والخلوص فالأبيض اليقق هو النقي من الشوائب الخالص منها ..
والله أعلم
حوراء آل بورنو
24-09-2005, 08:29 PM
أستاذنا الكبير " بندر الصاعدي "
ما رأيت نقدك إلا رسام رسم معي لوحتي ، فوالله ما قلت في توضيحك الصور إلا ما كنت ألونه بأصباغي و كأنك كنت هناك لحظة مسودة .
ثم ، أراني لا أخالفك كثيرا فيما قلته حول " ناصح " و إن كنت أحببت ما كتبت عن البياض في تلويني لمشهد ريش الحمائم . و أضيف لـ" عاقد " أن " ناصع " لا تأتي وصفا لشدة البياض بل وصفا لشدة الزرقة ؛ فنقول أزرق ناصع .
أم الرتق ؛ فأظنك قد صدقتني النصح، فبارك الله بك .
تحية كلها تقدير لشخصك الكريم .
معاذ الديري
25-09-2005, 12:01 AM
جاء في لسان العرب:
نصع : الناصِعُ و النَّصِيعُ: البالغُ من الأَلوان الـخالص منها الصافـي أَيّ لون كان، وأَكثر ما يقال فـي البـياض؛ قال أَبو النـجم: إِنَّ ذَواتِ الأُزْرِ والبَراقِعِ والبُدْنِ فـي ذاكَ البَـياضِ النّاصِعِ لَـيْسَ اعْتِذارٌ عندها بِنافِعِ وقال الـمرّار: راقَه منها بَـياضٌ ناصِعٌ يُونِقُ العَينَ وشَعْرٌ مُسْبَكِرّ وقد نَصَعَ لونُهُ نَصاعةً و نُصوعاً: اشتَدَّ بَـياضُهُ وخَـلَصَ؛ قال سُوَيد بن أَبـي كاهل: صَقَلَتْه بِقَضِيبٍ ناعِمٍ مِنْ أَراكٍ طَيِّبٍ حَتـى نَصَعْ وأَبـيَضُ ناصِعٌ ويَقَقٌ، وأَصفَرُ ناصع: بالغوا به كما قالوا أَسودُ حالكٌ . وقال أَبو عبـيدة فـي الشِّيات: أَصفر ناصِعٌ، قال: هو الأَصفر السّراةِ تَعْلو مَتنَه جُدَّةٌ غَبْساءُ، و الناصِعُ فـي كل لون خَـلصَ ووَضَح، وقـيل: لا يقال أَبـيض ناصِعٌ ولكن أَبـيض يَقَقٌ وأَحمر ناصِعٌ و نصّاعٌ؛ قال: بُدِّلْنَ بُؤْساً بعدَ طُولِ تَنَعُّمٍ ومِنَ الثِّـيابِ يُرَيْنَ فـي الأَلوانِ مِنْ صُفْرةٍ تَعْلو البـياضَ وحُمْرةٍ نَصّاعةٍ كَشَقائِقِ النُّعْمانِ وقال الأَصمعي: كلُّ ثوب خالِصِ البـياضِ أَو الصُّفرة أَو الـحُمْرة فهو ناصِعٌ؛ قال لبـيد: سُدُماً قلـيلاً عَهْدُهُ بأَنِـيسِهِ مِن بَـينِ أَصفَرَ ناصِعٍ ودِفانِ أَي وَرَدتْ سُدُماً .
وجاء في مختار الصحاح:
ن ص ع النَّاصِعُ الخالص من كل شيء يقال أبيض ناصع وأصفر ناصع قال الأصمعي كل ثوب خالص البياض أو الصفرة أو الحمرة فهو ناصع تقول نَصَعَ لونه من باب خضع إذا اشتد بياضه وخلص (ا.ه)
................
وجاء في مختار الصحاح:
ن ص ح نَصَحَهُ و نَصَحَ له ينصح بالفتح فيهما نُصْحاً بالضم و نَصَاحَةً بالفتح وهو باللام أفصح قال الله تعالى ^ وأنصح لكم ^ والاسم النَّصِيحَةُ و النَّصِيحُ الناصح وقوم نُصَحاءُ بوزن فقهاء ورجل نَاصِحُ الجيب أي نقي القلب و النَّاصِحُ الخالص من كل شيء و انْتَصَحَ فلان قَبِل النصيحة يقال انتصحني فإني لك ناصح و تَنَصَّحَ تشبه بالنصحاء و اسْتَنْصَحَهُ عدَّه نصيحا قال بن الأعرابي نَصَحَتِ الإبل الشرب نُصُوحا صدقته و أَنْصَحْتُها أنا أرويتها قال ومنه التوبة النَّصُوحُ وهي الصادقة و نَصَحَ الثوب خاطه من باب قطع وقيل منه التوبة النَّصُوحُ لقوله عليه الصلاة والسلام ^ من اغتاب خرق ومن استغفر رفأ ^ و النَّاصِحُ الخياط و النِّصَاحُ بالكسر الخيط .
و في لسان العرب:
نصح : نَصَحَ الشيءُ: خَـلَصَ . و الناصحُ: الـخالص من العسل وغيره . وكل شيءٍ خَـلَصَ، فقد نَصَحَ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلـي يصف رجلاً مزج عسلاً صافـياً بماءٍ حتـى تفرق فـيه: فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبـيضَ ناصِحٍ من ماءِ أَلْهابٍ بهنَّ التأْلَبُ وقال أَبو عمرو: الناصح الناصع فـي بـيت ساعدة، وقال: وقال النضر أَراد أَنه فرّق به خالصها ورديئها بأَبـيض مُفْرِطٍ أَي بماء غدير مـملوء ...
تحيات ناصح.
بندر الصاعدي
25-09-2005, 09:51 AM
أختي حرة
بارك الله فيك على أدبك الجم , ما أنا بأستاذ في مجمع أساتذة , إنما نتبادل الأراء النقدية ونعقب بما يمليه علينا العلم والذائق .
في ناصح لم يكن اقتراحي إلا للطباق من باب السجع , وللمزاوجة في بلاغيات النص , دون عدِّ ما كتبت خطأ أو انقاص جمال تعبيرك .
أخي عاقد
حييت
أظن أننا ما اختلفنا في ناصح بعد بحثك عنها .
تحايا بندر
محمد الحسين الزمزمي
27-09-2005, 07:29 PM
ما أجمل ما قرأت هنا .
تحياتي لكِ على قدر هذا الألق موصولة بكل من أثرى بعلمه هذه الصفحة .
لا عدمنا جديدك.
حوراء آل بورنو
04-10-2005, 09:48 AM
أشكر لك يا عاقد البحث ، فما فعلت إلا ما نفعني .
تحية شاكرة .
إلهام محمد
23-10-2005, 12:04 AM
تسرب من بين رموش عينيّ تسرب رمل ، و هرب هروب مخلوع الفؤاد ، فغدا أثراً بعد عين ألا من هدأة فرّخ فيها شجني .
و بزغ النور ، و سكبت الشمس ضياءها في كل الزوايا حتى ملأت فراغ وحشتي .
حملتني الخطا حيث التقيتك ضاحكاً ، و قادني المسير إلى مغذى الحمائم ، و الخير يملأ الأرض . وقفت أرقب رفيفها يطرز السماء بزخارف لا شكل لها ما خلا رسم لحياة طير يغدو خماصاً . و السمع مني لا يعي غير هديل أعجمي و هديل آخر لروح تنشد الحياة بي و لي .
سكنت مني النفس و الأعضاء ، فأمنتْ ، و الأرض تغري الحمائم بما يشبع الحواصل ، فبدأ بالهبوط أمامي جوعا و فرحا ، واحدة ، اثنتان ، و أختهما ثم العشيرة . سبحانه المولى الأجلّ ؛ خلق و أبدع فأتمّ ، طير يشرب سواد قوادمها بياض خوافيها فلا أسود كالح و لاأبيض يقق ، تعلو بحثاً و تهبط فوزأً ، حتى إذا لا مس الطرف منها أديم الأرض رأيت أبرع ملاح يستقر على أرض زلقة ، فتشتري الصورة مني الضحك عجباً و لين الجوارح إشفاقاً .
و تتجه العين نحو الحبة و القمحة ، فيتحرك الرأس منها و المنقار و يتبعهما جسدها الصغير ، فتبدأ بالنقر و التقاط الحب مرة بعد مرة و كأنها حائك يغرس أبرته في نسيج الأرض و يسرع في انتزاعها ليرفو رتقاً أو يوشي ثوباً غير أن الوشي يضع أحجاراً و الحمائم تنزع حبوباً .
ويدعوني السرب أن أقبلي ، فأهرول نحوه يدفعني غروري أني الأكبر ، فيطير فزعاً و أضحك فرحاً ، فما أجمل انتشار الأجنحة خافقة ترى رجفها و تشم رائحتها . تأملتها مبتعدة في كل اتجاه ، و ضجيج هديلها يلوث المكان ، و لكنها سرعان ما عادت كرة أخرى ؛ واحدة ، اثنتان ، و أختهما ثم العشيرة . و عدتُ أنظر ، فإذا بها تتجه نحوي محلقة إلى أعلى و أنا أهبط فزعا بجسدي إلى أسفل ، توجعت مني النفس ، و وجف القلب ، فقد علمتُ أي حرية تملكها تلك الطيور و لا تملكها حرة .
مازال صوتك يجلجل في أذني ضاحكاً " طفلة ، و ستبقين طفلة " .
أختي حرة
تصويرك لرف الحمائم كان رائعاً
أحسست وأنا أقرأها أنني أقف إلى جانبك
أرقب ما ترقبين بل أطير مع الحمائم
أنظر إليك بحذر وترقب
لاشيء يثنيه عما يريد
يهبط ويصعد
وكأنه يداعب أحاسيسك المرهفة
وما هذا إلا جميل سرد وفكر منك
أختك الهام56
حوراء آل بورنو
17-11-2005, 03:50 PM
ما أجمل ما قرأت هنا .
تحياتي لكِ على قدر هذا الألق موصولة بكل من أثرى بعلمه هذه الصفحة .
لا عدمنا جديدك.
أخي الفاضل محمد حسين زمزمي
الجميل حرصك على تتبع النافع مما يعلق عليه الفضلاء هنا ؛ فهم بحق خير ركب في مسيرنا .
تحية لك طيبة مني .
نزار ب. الزين
17-11-2005, 04:15 PM
أختي الكريمة حرة
لقد فاجأني نصك تماما ، وجدتني أمام كاتبة متمكنة لغويا تستخدم حروفها في التقاط صور شاعرية كأحدث المصورات ( الكاميرات ) الرقمية .
أضم صوتي إلى أصوات الزملاء الدكتور سمير العمري و الأستاذ إسلام شمس الدين و الأستاذ محمد الدسوقي و الأستاذ معاذ الديري و الأختين ياسمين عبد الله و يسرى ، من حيث إجماعنا على روعة النص معنى و مبنى .
و أتمنى عليك أن تجهري بإسمك الحقيقي لأن أديبة مثلك لا يجوز أن تتخفى وراء إسم مستعار .
دمت متألقة
نزار ب. الزين
بنت بجيلة
17-11-2005, 05:27 PM
الحرة أهنئك على هذا الإبداع ...هل تعلمين عزيزتي أن هذا المنتدى بهرني بنجومه المتلألئة في سمائه الزرقاء ....تحياتي لك
أسماء حرمة الله
18-11-2005, 08:35 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
تحيــة مطرّزة بالورد الأبيض
العزيزة المبدعة حــرة،
لقد ألفيتُني واقفةً قربك، أرقب حمائم الفجــر وهي "تعلو بحثاً و تهبط فوزاً"..فللحمائم بنيتُ بقلبي، مملكةً لايسكنها أحدٌ إلاّها..شكــرا لحروفٍ أسعدتْ صباحي..
وهذه باقةٌ من التحايا العطرة، تهديها لكِ يمامتي البيضاء.. إنها تتناول طعام إفطارها الآن بشرفتي..وتبتسم لكِ..
............
تقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطـر
وخالص التحايا والتقديـر والإعجـاب
د. سلطان الحريري
22-11-2005, 11:02 PM
لا أدري كيف مررت على دوحة النثر دون أن تقع عيني على هذا النص، ويبدو أن بهاء النصوص يحسر البصر.
دخلت ناقدا ، ولكنني لم أستطع أن أتخلص من عاطفتي التي تدفعني إلى عشق هذا النص ، فالله تعالى لم يخلق بشرا قادرا على التجرد من عاطفته ، وذائقته التي تأخذه إلى حيث الجمال ، وتحجب عنه ما سواه.
فلم أستطع إخفاء إعجابي بنص رائع حيك بإبرة دقيقة ، وقد تذكرت عندها رأي عملاق النقد القديم وإمام البلاغيين عبد القاهر الجرجاني في أن الذوق الحساس هما الأساس الضروري لإدراك الجمال ومعرفة أسبابه، وإلى جانب الذوق ، الذكاء اللماح الذي يمكن إدراك الفروق الدقيقة بين العبارات والمعاني.
وبعد أن تجولت في نقد أخي بندر للنص ، وإبحاره في اللفظ وإيحاءاته ، إلى جانب موقع هذا اللفظ من السياق . وددت أن آخذ في نقدي بعدا آخر في النص ، وأقصد به البعد التراثي الظاهر ، وكأنني بكاتبة النص تكتب والقرآن ماثل أمام عينيها، بل لعلها تكتب ، والقرآن يشاركها بألفاظه، وهذا البعد التراثي المتأثر بالقرآن ؛يجعلها إلى جانب تأثرها بألفاظ القرآن واقتباسها في النص ، تتأثر بأسلوب القرآن ، ولا أظن أن كاتبتنا قصدت ذلك الأمر ،بل أكاد أجزم أنها ممن يعيش القرآن معه ، حتى بات مادة هذا النص الذي عليه قامت، وما ذلك إلا لعدم التكلف في استخدام الألفاظ واصطياد الصور.
نص جميل أيتها الحرة..دخلته فيه من باب النقد ، وخرجت منه من باب الجمال ؛ لأن الجمال عنوانه الذي عليه قام..
فدومي نقية ومبدعة أعتز بها..
سحر الليالي
22-11-2005, 11:19 PM
رووووعة
الصمت في حرم الجمال جمال
أختي المبدعة حرة:
لك خالص اعجابي واحترامي وتقديري المحمل بالورد والجوري
حوراء آل بورنو
12-12-2005, 11:46 PM
إلهام الفاضلة
سعيدة أنا أنك شاركتني مراقبة الحمائم ، و ما أجملها من مشاركة .
كوني بخير من الله دوما .
زاهية
13-12-2005, 11:16 AM
من تمتلك هذا الفكر
وهذه الشفافية لايمكن أن تكون إلا
من خيرة الناس
دمت أختي الغالية حرة رمزاً للعطاء
أختك
بنت البحر
حوراء آل بورنو
09-01-2006, 11:29 PM
الأخ الفاضل نزار الزين
أسعدني توقيعك بعد التعليق على نصي هذا ، و ليته يكون لك عادة على نصوص النثرين في مملكة النثر العالية . فمثلك يقدر مروره و يعلّم حضوره ، و ما أشد حاجتنا لمعلمين مجيدين أمثالك .
بخصوص اسمي ؛ فكثر هم من يعرفون " الحرة " و سيكون اسمي الصريح تحت لقبي في القريب بحول ربي .
شاكرة دعمك .
حوراء آل بورنو
09-01-2006, 11:32 PM
الحرة أهنئك على هذا الإبداع ...هل تعلمين عزيزتي أن هذا المنتدى بهرني بنجومه المتلألئة في سمائه الزرقاء ....تحياتي لك
و أنت قد غدوت من نجومه يا بنت بجيلة .
تحية عطرة إليك مني .
نسيبة بنت كعب
10-01-2006, 08:43 AM
فقط على يد حــرة اتعلم تذوق النثــر
دمت حرة ومبدعة
فلا يتأتى الابـداع الا ان كنتِ حــرة من كل ما يشغل قلبك وبالكِ
هكــذا الصفــاء
ادامه الله عليك نعمــة ً
:hat:
http://pcs.fares.net/images3/eida003.gif
حوراء آل بورنو
11-01-2006, 05:33 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
تحيــة مطرّزة بالورد الأبيض
العزيزة المبدعة حــرة،
لقد ألفيتُني واقفةً قربك، أرقب حمائم الفجــر وهي "تعلو بحثاً و تهبط فوزاً"..فللحمائم بنيتُ بقلبي، مملكةً لايسكنها أحدٌ إلاّها..شكــرا لحروفٍ أسعدتْ صباحي..
وهذه باقةٌ من التحايا العطرة، تهديها لكِ يمامتي البيضاء.. إنها تتناول طعام إفطارها الآن بشرفتي..وتبتسم لكِ..
............
تقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطـر
وخالص التحايا والتقديـر والإعجـاب
أسماء الحبيبة
كنت أرقبها وحدي ، أحببتها و زاد حبي لخالقها ، و تمنيت أن يشاركني صحبي اللحظة ، بل كل اللحظات .
كتبتها للمشاركة ففعلوا كما فعلتِ .
في القلوب الطاهرة تجد الأحياء دوماً ممالكها ، و أنتِ منهم يا أسماء .
علمتُ أني ما وصلت هنا إلا بحب صافٍ من خير الصحب .
تحيتي الكبيرة .
حوراء آل بورنو
19-01-2006, 12:36 AM
لا أدري كيف مررت على دوحة النثر دون أن تقع عيني على هذا النص، ويبدو أن بهاء النصوص يحسر البصر.
دخلت ناقدا ، ولكنني لم أستطع أن أتخلص من عاطفتي التي تدفعني إلى عشق هذا النص ، فالله تعالى لم يخلق بشرا قادرا على التجرد من عاطفته ، وذائقته التي تأخذه إلى حيث الجمال ، وتحجب عنه ما سواه.
فلم أستطع إخفاء إعجابي بنص رائع حيك بإبرة دقيقة ، وقد تذكرت عندها رأي عملاق النقد القديم وإمام البلاغيين عبد القاهر الجرجاني في أن الذوق الحساس هما الأساس الضروري لإدراك الجمال ومعرفة أسبابه، وإلى جانب الذوق ، الذكاء اللماح الذي يمكن إدراك الفروق الدقيقة بين العبارات والمعاني.
وبعد أن تجولت في نقد أخي بندر للنص ، وإبحاره في اللفظ وإيحاءاته ، إلى جانب موقع هذا اللفظ من السياق . وددت أن آخذ في نقدي بعدا آخر في النص ، وأقصد به البعد التراثي الظاهر ، وكأنني بكاتبة النص تكتب والقرآن ماثل أمام عينيها، بل لعلها تكتب ، والقرآن يشاركها بألفاظه، وهذا البعد التراثي المتأثر بالقرآن ؛يجعلها إلى جانب تأثرها بألفاظ القرآن واقتباسها في النص ، تتأثر بأسلوب القرآن ، ولا أظن أن كاتبتنا قصدت ذلك الأمر ،بل أكاد أجزم أنها ممن يعيش القرآن معه ، حتى بات مادة هذا النص الذي عليه قامت، وما ذلك إلا لعدم التكلف في استخدام الألفاظ واصطياد الصور.
نص جميل أيتها الحرة..دخلته فيه من باب النقد ، وخرجت منه من باب الجمال ؛ لأن الجمال عنوانه الذي عليه قام..
فدومي نقية ومبدعة أعتز بها..
نعم أستاذنا الفاضل ؛ ففي دوحة النثر نصوص بهية تحسر الأبصار .
كنت قد طمعت في نقد للألفاظ و الحروف و تراكيب الجمل فنقدت قلب النص أو قلب صاحبته ، و أني لأرجو ممن أنيسه القرآن و الصاحب .
استوقفتني كلمتك حول إدراك الفروق الدقيقة بين العبارات و المعاني لأخبرك عن السبب الرئيس في قلة كتاباتي ؛ فالحق أني أبحث حينما أكتب مطولاً عن مفردات معينات تعبر عن حسي بشكل دقيق و صادق و أجد أن غيرها لا يمنح حرفي ما أبغي ، و أخشى أنها تكذب حسي و تلبسه ثوباً مغلوطاً فأحجم و أكف ، و أبقى أتأرجح بين اللفظة و أختها زمناً فإما أن أغلب أو أُغلب فيبقى نص مبتور ساكن في خزائن يعلوها و يعلوه الغبار .
تحية و تقدير .
حوراء آل بورنو
05-02-2006, 06:22 PM
رووووعة
الصمت في حرم الجمال جمال
أختي المبدعة حرة:
لك خالص اعجابي واحترامي وتقديري المحمل بالورد والجوري
بل أنت الرائعة يا سحر الخير و الوفاء .
دمت بألف خير .
حوراء آل بورنو
28-12-2006, 07:18 PM
من تمتلك هذا الفكر
وهذه الشفافية لايمكن أن تكون إلا
من خيرة الناس
دمت أختي الغالية حرة رمزاً للعطاء
أختك
بنت البحر
بارك الله بك يا زاهية الخير ، و أحسن الله إليك .
يا زاهية
إن كنتِ قد وجدتني من خيرة الناس هنا فما يمنعك من صحبة الأخيار ؟!
أزهد فينا ياغالية ؟!
يعلم الله ما نحمل لك و ما نرجوه ، فهلاّ أكرمت أصحابك بخير صحبتك !
كوني بخير دائماَ و أبداً .
و في انتظار عودتك القريبة .
مأمون المغازي
29-12-2006, 12:59 AM
كاتبتنا الحوراء
اسمحي لي أن أقدم التحية بلهجات العرب أهل الفصاحة وأن أرفع قبعة الأعاجم احترامًا أمام هذا النص الضارب في عمق الأدب الوصفي الذي أجدت فيه وصف الحرية ومترادفاتها وجمالياتها .
أبدأ بالنص يا سيدتي :
فأنا أمام . لا . أقصد في . منظومة نثرية وعت كاتبتها كل لفظ أين ومتى يكون وجاءت اللغة عنفوانية مما يؤكد امتلاك الكاتبة لنواصيها ، فهي تعرف كيف تنظم الدرر عقودًا سمتها الإبهار وتتمة الإبداع في احتواء التراكيب للمعني احتواء الزهور لألوانها فلا اللون مفارق الهيكل ولا الهيكل بمستغن عن اللون ، وقد أجادت الكاتبة التنقل بين العبارات التي احتوت جملاً لم تدع لنا مجالاً لمفارقتها دون التمام وجاءت الومضات الاقتباسية لا تشي بالنص المقتبس منه وهذه براعة أخرى تضاف إلى منظومة براعات الكاتبة .
المدلولات :
تكاثفت المدلولات بتناغمية حانية في هذا النص فالحرية قانون الوجود مهما كان فيه من تسيير لبعض عناصره ، والكاتبة هنا استعملت الطير لتجمع بين الأرض والفضاء ، ربما بين القيود والانعتاق ، ربما بين الظلمة والنور ، ربما بين الاستضاءة والضوء ، وربما بين الثبات النسبي والتغير المطلق .
هذه الدلالات عندما تتجانس مع التعبير بالجوع ( تروح خماصًا و تغدو بطانًا ) لندرك السعي من أجل الهدف المحدد ( الغذاء ) وحمل على هذا المدلول ماشئت من دلالات اجتماعية وسياسية ونفسية وستجد أن كل عنصر راكب في موضعه دون نشاز .
وبلغة الموسيقا نجد الكاتبة دوزنت بين الطفولية واليقين في معزوفة عفوية خالية من التكلف اللفظي حيث إن الصور خادمة للمعاني بشكر متميز .
هذا اللون من الكتابات نحن في حاجة ماسة إليه ، كي لا يتهم الجيل بأنه بعيد عن أهل اللغة من الأولين ولنثبت أننا نملك الأدوات ولنا القدرة على الإبداع بما يتوافق مع طبيعة اللغة وطبيعة العصر والفترة التي نمر بها .
والآن وبعد أن صار تعليقي جريدة
أتمنى ألا أكون قد أصبتكم بالملل
تحياتي وتقديري
مأمون المغازي
الصباح الخالدي
29-12-2006, 01:22 AM
تسرب من بين رموش عينيّ تسرب رمل ، و هرب هروب مخلوع الفؤاد ، فغدا أثراً بعد عين ألا من هدأة فرّخ فيها شجني .
و بزغ النور ، و سكبت الشمس ضياءها في كل الزوايا حتى ملأت فراغ وحشتي .
حملتني الخطا حيث التقيتك ضاحكاً ، و قادني المسير إلى مغذى الحمائم ، و الخير يملأ الأرض . وقفت أرقب رفيفها يطرز السماء بزخارف لا شكل لها ما خلا رسم لحياة طير يغدو خماصاً . و السمع مني لا يعي غير هديل أعجمي و هديل آخر لروح تنشد الحياة بي و لي .
سكنت مني النفس و الأعضاء ، فأمنتْ ، و الأرض تغري الحمائم بما يشبع الحواصل ، فبدأ بالهبوط أمامي جوعا و فرحا ، واحدة ، اثنتان ، و أختهما ثم العشيرة . سبحانه المولى الأجلّ ؛ خلق و أبدع فأتمّ ، طير يشرب سواد قوادمها بياض خوافيها فلا أسود كالح و لاأبيض يقق ، تعلو بحثاً و تهبط فوزأً ، حتى إذا لا مس الطرف منها أديم الأرض رأيت أبرع ملاح يستقر على أرض زلقة ، فتشتري الصورة مني الضحك عجباً و لين الجوارح إشفاقاً .
و تتجه العين نحو الحبة و القمحة ، فيتحرك الرأس منها و المنقار و يتبعهما جسدها الصغير ، فتبدأ بالنقر و التقاط الحب مرة بعد مرة و كأنها حائك يغرس أبرته في نسيج الأرض و يسرع في انتزاعها ليرفو رتقاً أو يوشي ثوباً غير أن الوشي يضع أحجاراً و الحمائم تنزع حبوباً .
ويدعوني السرب أن أقبلي ، فأهرول نحوه يدفعني غروري أني الأكبر ، فيطير فزعاً و أضحك فرحاً ، فما أجمل انتشار الأجنحة خافقة ترى رجفها و تشم رائحتها . تأملتها مبتعدة في كل اتجاه ، و ضجيج هديلها يلوث المكان ، و لكنها سرعان ما عادت كرة أخرى ؛ واحدة ، اثنتان ، و أختهما ثم العشيرة . و عدتُ أنظر ، فإذا بها تتجه نحوي محلقة إلى أعلى و أنا أهبط فزعا بجسدي إلى أسفل ، توجعت مني النفس ، و وجف القلب ، فقد علمتُ أي حرية تملكها تلك الطيور و لا تملكها حرة .
مازال صوتك يجلجل في أذني ضاحكاً " طفلة ، و ستبقين طفلة " .
والطفلة لايختلف اثنان في جمالها
اليس كذلك ؟
وفاء شوكت خضر
30-12-2006, 12:31 AM
آه حرة ..
بت أحفظ أنين قلمك ، فأتحاشاه بعيدا ، ولكن أنى لي أن أهجر هذا الحرف الألق ، وأبتعد عنه .
فقد علمتُ أي حرية تملكها تلك الطيور و لا تملكها حرة .
دخلت أقطف بعض حزن من صفحتك ، أتزود بها لتزيد أشجاني ، فما بقي لنا سوى الحزن ، نرتديه ثوبا .
ثوب الفرح مزقته النوائب واحدة تلو الأخرى ، حتى بقينا عراة منه فطفقنا نستر عورة مشاعرنا بالحزن ، حتى لا نفقد الإحساس .
سأقف طويلا على هذه الصفحة ..
أتأمل أروع كلمات حاكت الألم بتعبير رائع .
لك الدعاء بالخير والفرج ..
محبتي وودي ....
حوراء آل بورنو
05-01-2007, 10:26 AM
فقط على يد حــرة اتعلم تذوق النثــر
دمت حرة ومبدعة
فلا يتأتى الابـداع الا ان كنتِ حــرة من كل ما يشغل قلبك وبالكِ
هكــذا الصفــاء
ادامه الله عليك نعمــة ً
:hat:
http://pcs.fares.net/images3/eida003.gif
شكر الله لك المرور و هدانا الله و إياك سبل الرشاد و تسديد الخطى إلى الصواب .
تحيتي .
حوراء آل بورنو
09-01-2007, 06:46 PM
كاتبتنا الحوراء
اسمحي لي أن أقدم التحية بلهجات العرب أهل الفصاحة وأن أرفع قبعة الأعاجم احترامًا أمام هذا النص الضارب في عمق الأدب الوصفي الذي أجدت فيه وصف الحرية ومترادفاتها وجمالياتها .
أبدأ بالنص يا سيدتي :
فأنا أمام . لا . أقصد في . منظومة نثرية وعت كاتبتها كل لفظ أين ومتى يكون وجاءت اللغة عنفوانية مما يؤكد امتلاك الكاتبة لنواصيها ، فهي تعرف كيف تنظم الدرر عقودًا سمتها الإبهار وتتمة الإبداع في احتواء التراكيب للمعني احتواء الزهور لألوانها فلا اللون مفارق الهيكل ولا الهيكل بمستغن عن اللون ، وقد أجادت الكاتبة التنقل بين العبارات التي احتوت جملاً لم تدع لنا مجالاً لمفارقتها دون التمام وجاءت الومضات الاقتباسية لا تشي بالنص المقتبس منه وهذه براعة أخرى تضاف إلى منظومة براعات الكاتبة .
المدلولات :
تكاثفت المدلولات بتناغمية حانية في هذا النص فالحرية قانون الوجود مهما كان فيه من تسيير لبعض عناصره ، والكاتبة هنا استعملت الطير لتجمع بين الأرض والفضاء ، ربما بين القيود والانعتاق ، ربما بين الظلمة والنور ، ربما بين الاستضاءة والضوء ، وربما بين الثبات النسبي والتغير المطلق .
هذه الدلالات عندما تتجانس مع التعبير بالجوع ( تروح خماصًا و تغدو بطانًا ) لندرك السعي من أجل الهدف المحدد ( الغذاء ) وحمل على هذا المدلول ماشئت من دلالات اجتماعية وسياسية ونفسية وستجد أن كل عنصر راكب في موضعه دون نشاز .
وبلغة الموسيقا نجد الكاتبة دوزنت بين الطفولية واليقين في معزوفة عفوية خالية من التكلف اللفظي حيث إن الصور خادمة للمعاني بشكر متميز .
هذا اللون من الكتابات نحن في حاجة ماسة إليه ، كي لا يتهم الجيل بأنه بعيد عن أهل اللغة من الأولين ولنثبت أننا نملك الأدوات ولنا القدرة على الإبداع بما يتوافق مع طبيعة اللغة وطبيعة العصر والفترة التي نمر بها .
والآن وبعد أن صار تعليقي جريدة
أتمنى ألا أكون قد أصبتكم بالملل
تحياتي وتقديري
مأمون المغازي
الأخ الفاضل
رعاك ربي
أني لأرجو حقاً أن يكون نصي كما رأيته ، و أن أدفع - كما أرجو - بالأدب نحو عصر الأولين تمكناً مع إطار من صنعنا .
لا أخفيك أني في هذا النص بالذات انتقيت الألفاظ بحرص شديد و عاودت فيه التصحيح و التنقيح .. خلاف جل نصوصي التي يكتبها حس لا يعرف الصبر و روح ملولة لا تطيق الانتظار .
سعيدة أن حاز نصي على رضاك ، و سعيدة أكثر أن يقرأ النقاد نصوصنا حرصاً و متابعة .. و نطمع في المزيد .
كل التقدير لك .
خليل حلاوجي
10-01-2007, 07:59 AM
تعلو بحثاً و تهبط فوزأً
\
ولو أنها صادفت بيدرا ً ... مانالت منه الا ماتقتات
ليتنا منها ... نتعلم .... ولانبغي البيدر كله مضافا ً اليه ماحوله من بيادر
ليتها تستطيع تعليمنا ... قناعتها
حوراء آل بورنو
10-01-2007, 07:23 PM
و الطفلة لا يختلف اثنان في جمالها
اليس كذلك ؟
ربما !
تحيتي .
حوراء آل بورنو
05-02-2007, 07:07 PM
آه حرة ..
بت أحفظ أنين قلمك ، فأتحاشاه بعيدا ، ولكن أنى لي أن أهجر هذا الحرف الألق ، وأبتعد عنه .
فقد علمتُ أي حرية تملكها تلك الطيور و لا تملكها حرة .
دخلت أقطف بعض حزن من صفحتك ، أتزود بها لتزيد أشجاني ، فما بقي لنا سوى الحزن ، نرتديه ثوبا .
ثوب الفرح مزقته النوائب واحدة تلو الأخرى ، حتى بقينا عراة منه فطفقنا نستر عورة مشاعرنا بالحزن ، حتى لا نفقد الإحساس .
سأقف طويلا على هذه الصفحة ..
أتأمل أروع كلمات حاكت الألم بتعبير رائع .
لك الدعاء بالخير والفرج ..
محبتي وودي ....
أبعد الله عنك الحزن و الألم و كساك دوماً بالفرح و الهناء و السرور .
لست أدري كيف وجدت الشجن في صورة " حمائم الفجر " ! فبحق كنت زمن النص أعيش الفرح - رغم كل شيء - و أتنفس الهناء و أتزين للسرور !
لا تعلمين يا عزيزة أي " حمائم " تلك ! فما في الكون كان حينها يدرك حس الفرح كما أدركه حينما كنت أراها و أركض خلفها ، و مع الأيام علمتُ أن حزني لحريتي التي كانت تقل عن حريتها لا يوازي حزني الآن قيد أنملة .
و أكثر من هذا ؛ أني أعلم أني لن أكتب يوماً نصاً كـ " حمائم الفجر " ، فهو سيد نصوصي و على تاجها اعتلى .
كل ودي .
محمد الحضوري
08-02-2007, 12:30 PM
لكننا نطير بأرواحنا الحرة البريئة إلى أفاق الكون الواسع
وهي لا تتقيد بالأزمنة والأمكنة
فالنحلق سويا بأجنحتنا الشعرية السحرية ونرى العالم من تحتنا
في عالمه الأرضي المادي
وهنالك ننشد قصائدناالحرة بألحاننا القدسية العذبة
ونوزع قبلاتنا كقلوبٍ مضيئة ممتزجة بألوان الطيف
لتتناثر في الفضاءالواسع كالنجوم فتصل إلى غصون البنفسج والياسمين
لتتحول فيها إلى زهور وورودٍ مطرزةٍ بقطرات ندى دموع الفجر
أسجل أعجابي بمشاركتك أيتها الأديبة الكبيرة
حوراء آل بورنو
06-03-2007, 03:51 PM
تعلو بحثاً و تهبط فوزأً
\
ولو أنها صادفت بيدرا ً ... مانالت منه الا ماتقتات
ليتنا منها ... نتعلم .... ولانبغي البيدر كله مضافا ً اليه ماحوله من بيادر
ليتها تستطيع تعليمنا ... قناعتها
بل لعلنا أيها الفاضل .. لعلنا ؛ فهو أقرب للتحقيق من تمني المستحيل .
كم يسعدني مرورك أيها الخليل الأخ الفاضل .
كل تقديري و بالغ التحايا .
فاطمه عبد القادر
06-03-2007, 09:14 PM
ت
صويرك رائع :0014: رائع:0014: رائع:0014: :0014: :0014:
وهل هناك ما هو أجمل من أسراب الطيور ومشاعر الأطفال ؟؟؟
لوحة في غاية الجمال يا حوراء
وتقولين أنها حرة وأنت لا؟ كيف هذذذذذا ؟؟؟
ماسة:sb:
حوراء آل بورنو
07-03-2007, 01:08 PM
لكننا نطير بأرواحنا الحرة البريئة إلى أفاق الكون الواسع
وهي لا تتقيد بالأزمنة والأمكنة
فالنحلق سويا بأجنحتنا الشعرية السحرية ونرى العالم من تحتنا
في عالمه الأرضي المادي
وهنالك ننشد قصائدناالحرة بألحاننا القدسية العذبة
ونوزع قبلاتنا كقلوبٍ مضيئة ممتزجة بألوان الطيف
لتتناثر في الفضاءالواسع كالنجوم فتصل إلى غصون البنفسج والياسمين
لتتحول فيها إلى زهور وورودٍ مطرزةٍ بقطرات ندى دموع الفجر
أسجل أعجابي بمشاركتك أيتها الأديبة الكبيرة
نعم أيها الجديد ؛ فمشاركات أديبتنا الرائعة " وفاء " تزيد النصوص دوماً بهاء و رونقاً .. فحياها ربي .
و شكر لك جميل مرورك .
حوراء آل بورنو
28-03-2007, 05:11 PM
ت
صويرك رائع :0014: رائع:0014: رائع:0014: :0014: :0014:
وهل هناك ما هو أجمل من أسراب الطيور ومشاعر الأطفال ؟؟؟
لوحة في غاية الجمال يا حوراء
وتقولين أنها حرة وأنت لا؟ كيف هذذذذذا ؟؟؟
ماسة:sb:
أشكر لك رأيك الكريم ، و مرورك العذب .
كل التقدير .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir