المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سَلا ليْستْ بأندلُس



أ.د/ مصطفى الشليح
04-03-2017, 10:46 PM
,
,




سَلا ليستْ بأندلُس






لابن الخطيب هنا .. ما لي بأندلس = شيءٌ من الشِّعر مَسحوبٌ منَ النَّفس
يمشي على يبَس، لولا عيونُ سلا = رقراقُه، كادَ يمشي في صدى اليبَس
أمشي .. أناولُه طرسا .. وأسأله = هلْ كان يكتبُ طرسا .. منْ يد الغلس ؟
وأجذبُ الغيمَ، منْ أسوارها، ثملا = هذي سلا .. فإذا غيمٌ .. بمنبجَس
,=,
حتَّى إذا ازَّينتْ .. أفراسُه جذلا = كأنَّ .. منهنَّ تاريخا .. على فرَس
أرسى لها الماءَ أجراسا بجذوتها = نهرٌ .. يرنُّ بها .. منْ جذوة الجرَس
يرنُّ مثلي .. أنا الكاسي بسدرته = هذا المساءَ .. سماءً .. دون ملتمَس
أنا وأسمائيَ الأولى .. ترنُّ هنا = ولا تحنُّ سوى .. لاسمي .. بلا حرَس
يجوسُ أسوارَها طفلا يمدُّ صدًى = إلى مدًى .. ويُنادي .. شبهَ مندرَس
أنحنُ كنَّا هنا .. لا نبتدي .. لغة = إلا انتهتْ لغةٌ .. أمْ نحنُ .. للخرَس ؟
نكونُ، حينَ التفاتِ الطِّين، نافذةً = على هناكَ .. إذا ما البحرُ لمْ يقس
نقيسُ خطوتنا .. بالذِّكرياتِ هنا = لا ذكرياتٌ لنا .. إلا .. بمُحترَس
نخافُ منَّا .. إذا جُسنا بنا زمنا = نخافُ منْ زمن .. أربى على اليبَس
,=,
لوْ أنَّ هذي سلا لمْ يطوها دِمنا = ذاكَ الخرابُ .. بناءً .. عندَ منتكَس
كنَّا، وقدْ جلسَ الرقراقُ حدَّثنا = عن المراكب .. تطوي غيهبَ الغلَس
نأوي إلى جبل، والفجرُ أوقفنا = على الشموس .. بآياتٍ .. من القَبس
نأوي إلى ذاتنا .. والعمرُ ألقفنا = جمرا .. إذا ما سلا .. لمْ تأو بالنَّفَس
نحارُ بين الذي كنَّا .. له سكنا = وكان منَّا الجنَى .. من بعدِ منغرَس
,=,
لا شيءَ نغزله إلا غوى شجنا = لا شيءَ إلا .. سلا .. عمرا لمقتبَس
هذي سلا، وبها اسمي ناسجٌ وطنا = أسماءَه، وسلا .. ليستْ بأندلس
.=.



* سلا: مدينة مغربية على شاطئ المحبط الأطلسي عُدوة الرباط، عاصمة المغرب، وأقدم منها.

ايهاب الشباطات
05-03-2017, 05:39 AM
نأوي إلى ذاتنا .. والعمرُ ألقفنا = جمرا .. إذا ما سلا .. لمْ تأو بالنَّفَس
نحارُ بين الذي كنَّا .. له سكنا = وكان منَّا الجنَى .. من بعدِ منغرَس

لا أدري أبدي إعجابي بجمال الجرس أم بالجمال الغامض للمعاني ... جرسها ذكرني ب سينية البحتري و البيتان ذكراني ب سينية لي قديمة ...

تحياتي و تقديري

نغم عبد الرحمن
05-03-2017, 02:11 PM
ونحن لن نسلو سلا!بعد هذه السينية الرائعة:nj: المبهرة! بجرسها وقوة سبكها ،والتي لا يكاد يخلو شطرا من السين فيها:011:

بوركت وبورك هذا المداد:sb:

مع خالص تقديري..

عارف عاصي
05-03-2017, 03:51 PM
نــــخــــافُ مــــنَّــــا .. إذا جُــســـنـــا بــــنـــــا زمــــنـــــا
نــخــافُ مــــنْ زمــــن .. أربــــى عــلــى الـيــبَــس


د. مصطفى الشليح

في حضرة قلمك
تستبيح النفس المدى
نشوى بروعة الحرف


بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

محمد ابوحفص السماحي
05-03-2017, 09:04 PM
الاستاذ الكبير و الشاعر القدير د.مصطفى الشليح
تحياتي المعطرات بعبق الاندلس
نحن في المغرب ...نحن من يحس عمق جرح الاندلس
و نحن من نقرأ قصيدتك بعينين اثنتين...نقرأ باليمنى قصيدتك الرائعة الماتحة من بحر الاصالة كما يقرأها غيرنا ....و باليسرى نقرا القصيدة مضمخة برائحة الاندلس و تاريخ الموريسكيين الذي نعيش انفاسه في شعر ابن الخطيب و في وجوه ابناءهم و بناتهم ..في سحناتهم و ثقافتهم و حضارتهم التي ورثها المغاربة..
قصيدتك كقصائدك كلها تذكر بالعصر الذهبي للشعر العربي
مع خالص الاحترام و التقدير

عبدالستارالنعيمي
07-03-2017, 08:43 AM
الأستاذ أ.د مصطفى الشليح

عرجت بهذه الأندلسية المؤنسة لأنهل من معينها الرقراق وسلسالها العذب أكؤس الأدب الجم والفن الرفيع
ثم إني لمست بين قريضك جرسا يرن جزالة وسبكا وترنما يشجي انسيابا ودفقا؛فلا حال بينك وبين(سلا)فرقة ولا نالتك من فراتها شرقة
هذا ثم إن فيوض مودة لك دكتورنا المفضال
مع عميم تقدير

محمد تمار
10-03-2017, 02:48 PM
لله درّك ما أروعك
سعدت جدّا بتفيّؤ ظلال حروفك المثمرة
خالص مودّتي

ادريس اوبلا
11-03-2017, 01:19 AM
هنيئا لك، ولنا بجذوة الشعر التي اتقدت لتصير بين غزارة سبكك أنهارا تجري بالمعاني العذبة والصور الرقراقة.

احمد المعطي
14-03-2017, 03:29 PM
أخافُ منّي إذا لامستُ سدرتَها
.............................فألْجِمُ الحرْفَ لا أقوى على النَّفَسِ
وأكتفي بسَلامٍ اللهِ أرسله
..................................مَع النسائِمِ ريْحاناً بلا طرِسِ

محمد حمود الحميري
13-12-2017, 05:18 PM
قصيدة جميلة محلقة عاليا في فضاءات الجمال والروعة ..
تحياتي

ربيحة الرفاعي
13-12-2017, 09:49 PM
سينية مبهرة بحروف معبّرة نسجت الحسّ والمعاني قطوفا من الشعر بديع الديباجة عذب الجرس

لحرفك البهاء شاعرنا

دمت بألق
تحيتي

د. سمير العمري
26-04-2021, 01:10 AM
قصيدة جميلة ومعبرة وفيها اعتزاز بالأرض واعتداد بالانتماء فلا فض فوك!
بسيط فخم ولغة تذكرنا بالأندلس وتكتب تاريخ مدن درست وتمثل لغة شعرية راقية وأراها تستحق التقدير والتقديم.
دام هذا الألق الزاهر!


تقديري