تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المُتسوّلة - التّتمّة



عماد هلالى
05-03-2017, 08:57 AM
مع الأيّام لاحظ أنّها مُتطلّبة كثيرا , وأحسّ أنّها تعيش بانتقام , من شخص ما أو من المجتمع , أو من الحياة كلّها . تطلب ولا تتوقّف عن الطّلب , ولا تُشفق لحاله أبدا , والغريب أنّه أحسّ أنّها تطلب عواطفه أيضا , تطلب الشّفقة باستمرار , والحب أيضا , رغم أنّه سخي ماديّا وروحيّا , ويُعبّر باستمرار, وبصدق وأريحيّة . قال لها مرّة : أنا أحبّك , ولا يُمكن أن تتوسّلي الحب . ثم صارت تتدخّل في شغله وفنّه , وطّدت علاقتها بالشّاب المُتدرّب عنده , وصارت تمكث طويلا في مرسمه , وأكملت له مرّة لوحة كان قد بدأ رسمها وتركها .

ثم بدأت تبيع اللوحات , وتقبض الأموال , وتعقد الصّفقات أيضا . ينشط في مرسمه على مدار العام , ويحظى باقبال طيّب , وبنجاح فنّي وجماهيري ,أمّا المعارض المهمّة فيستغرق الإعداد لها زمنا مُعيّنا , يصل الى السّنتين , وتأخذ منه جهدا فكريّا وبدنيّا , وتعبا وسهرا . معرضه الأخير قامت بكل أموره التظيمية , وكانت تمسك بكل الأوراق والوثائق , وتتصرّف في الأموال وتسييرها , وتقضي معظم أوقاتها مع الشّاب قيد التّدريب . ولم يعبء الفنّان بشيء ولم يهتم , غير ملاحظاته البسيطة . لا شيء كان يشغله عن لوحاته ومعرضه , وزاد من سخائه لها أنّه منحها لوحة كاملة لترسمها بمفردها , وقال لها : هذه مساحتك , افعلي ما تشائين فيها , واعبثي بالخطوط والألوان كما تُريدين , كانت لوحة بشعة , لكن علّقتها في واجهة العرض , تستقبلك عند الدّخول .

قبضت كل أموال المعرض , عبثت بالأوراق المهمّة , كتبت المرسم والبيت باسمها , غيّرت أقفال ومفاتيح البيت وأجّرته لشخص ما . ثمّ طارت مع الشّاب المُتدرّب الى الخارج , ووعدته بأن المعرض القادم سيكون له . وبدأ التحضير له فعلا , واشترى كل مقتنياته ولوازمه من الخارج , وعقدوا صفقات مهمّة أيضا مع فنانين ودور متخصّصة بالمقتنيات الفنيّة . بعد سنتين أو ثلاثة فقط , كانت تجلس في سيّارتها في المقعد الخلفي , قالت للسّائق : اذهب وامنح قطعة نقديّة لذلك المتسوّل , ثم لاحظت شيئا ما , ولمع بريق في عينيها , وقالت له : انتظر , هذا المتسوّل يخصّني أنا , خرجت تجرّ فستانها , ووقفت تقابله , التقت النّظرات , عرفته وعرفها طبعا , هذا المسكين الّذي أعطاها كل شيء فسلبته كل شيء . رمت قطعة نقديّة كبيرة على كفّه الممدودة , ابتسمت بفرحة غامرة , واستدارت باتّجاه سيّارتها ودنياها الرّغدة السّعيدة .

ربّما ستدور الأيّام من جديد وتعود المتسوّلة الى مكانها , ويكون البطل هذه المرّة الشّاب الفنّان قيد التّدريب .

قصي المحمود
05-03-2017, 07:08 PM
ممتعة هذه القصة وعلى رأي الأول الذي ذكرته في مداخلتي في الجزء الأول من القصة ..هي مشروع رواية
وبقيت لي ملاحظة اخي العزيز ..في القصة القصيرة او حتى الرواية الأستنتاج يترك للمتلقي واضن
ربّما ستدور الأيّام من جديد وتعود المتسوّلة الى مكانها , ويكون البطل هذه المرّة الشّاب الفنّان قيد التّدريب .
زائدة عن النص كما ذكرت في الاستنتاج ... وهي وجهة نظر مني اخي العزيز قابلة للخطأ
اهنئك على هذا النص الجميل والسرد الرائع فيه ..مع فائق تقديري

عماد هلالى
05-03-2017, 10:40 PM
ممتعة هذه القصة وعلى رأي الأول الذي ذكرته في مداخلتي في الجزء الأول من القصة ..هي مشروع رواية
وبقيت لي ملاحظة اخي العزيز ..في القصة القصيرة او حتى الرواية الأستنتاج يترك للمتلقي واضن
ربّما ستدور الأيّام من جديد وتعود المتسوّلة الى مكانها , ويكون البطل هذه المرّة الشّاب الفنّان قيد التّدريب .
زائدة عن النص كما ذكرت في الاستنتاج ... وهي وجهة نظر مني اخي العزيز قابلة للخطأ
اهنئك على هذا النص الجميل والسرد الرائع فيه ..مع فائق تقديري

شكرا جزيلا صديقي الأستاذ قصي المحمود , لا أرى العبارة زائدة , أراها لفتة ذكيّة تُشير الى لبّ الموضوع الّذي قد يغيب عن ذهن القاريء , وأنّ المسألة ليست شخصيّة وفرديّة بل هي سلوك مُعيّن عند البشر , أردت لفت الإنتباه اليه , أحترم رأيك جدا وملاحظتك القيّمة , واشكرك عليها , شكرا جزيلا وبارك الله فيك , وأهم شيء انّ القصّة اعجبتك وأمتعتك , فهذا منتهى ما أرجوه من الكتابة , لك خالص ودّي وتقديري :0014::hat::014:

محسن العافي
05-03-2017, 11:25 PM
الجزء الثاني من القصة جميل جدا و مشوق ،أما الملاحظة.
السطران الاخيران زائدان ،بعض من الفصة وجزئياتها عادة ما تترك للقارئ ، وتعدد القراءات ينبعث من تلك النبضات الخفية،التي يحيا فيها القارئ بلا قيود . الاديب عماد هلالي قرأت لك نصا مكتمل البهاء من دون السطرين. أحييك لأن القادم يحمل لك الأجمل

عماد هلالى
06-03-2017, 12:01 AM
الجزء الثاني من القصة جميل جدا و مشوق ،أما الملاحظة.
السطران الاخيران زائدان ،بعض من الفصة وجزئياتها عادة ما تترك للقارئ ، وتعدد القراءات ينبعث من تلك النبضات الخفية،التي يحيا فيها القارئ بلا قيود . الاديب عماد هلالي قرأت لك نصا مكتمل البهاء من دون السطرين. أحييك لأن القادم يحمل لك الأجمل

شكرا جزيلا صديقي القاص الأستاذ محسن العافي , أعجبني واسعدني رأيك وانطباعك الجيّد , وشجّعتني كلماتك الطّيّبة , اتّفقتم على أنّ السّطرين الأخيرين زائدين , نزعتهما عندي , شكرا جزيلا :0014::hat::014:

ناديه محمد الجابي
15-10-2024, 07:12 PM
يُروَى عن النبيّ ـ ﷺ ـ أنه قال: “إياكم وخضراءَ الدِّمَن” فقيل: وما خضراء الدِّمَن؟
قال: “المرأة الحسناء في مَنبَت السُّوء
وسواءٌ صح الحديث أو لم يصح فهو يعني فساد النسب إذا كان الأصل غير سليم.
والمراد التحذير من الزواج بذوات المنظر الحسن والجمال الفاتن بغير دين أو خلق،
فعلى المؤمن أن يبحث عن ذات الدين التي إن أمرها أطاعته وإذا نظر إليها سَّرَّته
وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله.
قصة رائعة بأسلوب راق في السرد تعبيرا وتصويرا.
دام إبداعك.
:001::001: