المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج



بسمة
15-08-2005, 03:21 AM
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه . أما بعد: فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة، وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه، قال الله سبحانه وتعالى: http://www.binbaz.org.sa/MEDIA/B2.GIF سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (http://http://www.binbaz.org.sa/MEDIA/B1.GIF [/font]

وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلى السماوات، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة، فكلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات الخمس، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة، فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يراجعه ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمسا، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجرة لأن الحسنة بعشر أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.

وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمرا مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، إما بالقول وإما بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا في شيء من الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس، وقد بلغ الرسل غاية البلاغ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه، فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أن الاحتفال بها، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتم عليها النعمة، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة: http://www.binbaz.org.sa/MEDIA/B2.GIF الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (http://[url=/)http://www.binbaz.org.sa/MEDIA/B1.GIF
وقال عز وجل في سورة الشورى: http://www.binbaz.org.sa/MEDIA/B2.GIF أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (http://[url=/)http://www.binbaz.org.sa/MEDIA/B1.GIF

وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: التحذير من البدع، والتصريح بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظم خطرها، وتنفيرا لهم من اقترافها، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله- عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN125)) وفي رواية لمسلم : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN126)) وفي الصحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN127)) زاد النسائي بسند جيد: (وكل ضلالة في النار (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN128)).

وفي السنن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال: ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي أو سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN129) ) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.


وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن السلف الصالح بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول الله عز وجل: http://www.binbaz.org.sa/MEDIA/B2.GIF الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (http://[url=/)http://www.binbaz.org.sa/MEDIA/B1.GIF والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المحذرة من البدع والمنفرة منها.

وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة: أعني بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، والتحذير منها، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء.

ولما أوجب الله من النصح للمسلمين، وبيان ما شرع الله لهم من الدين، وتحريم كتمان العلم، رأيت تنبيه إخواني المسلمين على هذه البدعة،التي قد فشت في كثير من الأمصار، حتى ظنها بعض الناس من الدين، والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا، ويمنحهم الفقه في الدين، ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه، وترك ما خالفه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.


[url="http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=665"]http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=665 (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=665)

بندر الصاعدي
15-08-2005, 11:48 PM
الأخت الفاضلة
بسمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ خيرَ الأعمال عند الله هي ما يتقرب بها إليه , وهي ما سنها نبيه - صلى الله عليه وسلم - لأمته من بعده فاتَّبعها أصحابه ومن بعدهم من المهتدين إلى يوم الدين , وهي مثبته في الصحيح والحسن من أحاديثه , كالصلاة والزكاة والصوم والحج والعمرة والصدقة وقيام الليل وقراءة القرآن وحفظه والتراحم والتآخي وصلة القربى , والصدق والوفاء بالوعود وحفظ العهود , والعف عن الحرام , والتمسك بمكارم الأخلاق والكثير مما فيه خير للمسلمين ..

إنما العجب هو في إهمال المسلم وتفريطه في أحدِ هذه الأعمال والاهتمام بما ابتدع أو اشتبه فيه قصدًا في محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - , إمَّا جهل علمٍ أو جهل عقل ..

والله الهادي إلى سواء السبيل

عدنان أحمد البحيصي
16-08-2005, 07:44 PM
أخيتي بسمة

الحقيقة أن كثير من المفاهيم الإسلامية قد غابت عن حاضر الأمة وأصبح مجموع من هذه الأمة العريقة تجري وراء سراب ووهم
وأصبح شغلهم الإحتفال بكثير من الأمور المبتدعة وما سعوا إلى المقصد الحقيقي للحدث نفسه فالإسراء إلى بيت المقدس دلالة على أن بيت المقدس سيكون بيتا للإسلام يحثنا هذا على التمسك بالقدس والذوذ عنها واعتبارها أرض وقف اسلامي يجب على كل مسلم الدفاع عنها بالغالي والنفيس
آيات عطرات من رحلة الإسراء والمعراج للدارس المتمحص وللعالم المتبحر وللمجاهد الثقة
سينظر إلى الموضوع من عدة نواحي اذا نظرنا إليها من زوايا متعددة رأينا الكثير الكثير

بقي أن نقول شكرا لك ولعل الأمة تسعى للإعتبار بالحدث وليس مجرد احتفال مجرد من كل معنى وكل هدف

بل يجب أن نربأ بأنفسنا عن مخالفة هدي الرسول صلى الله عليه وسلم
وليسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين شهدوا التنزيل وسمعوا التأويل من في الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وما احتفلوا بهذا الحدث فلم نحتفل؟
عذرا للإطاله وشكرا لكم مرة أخرى

بسمة
17-08-2005, 12:56 AM
الأخت الفاضلة
بسمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ خيرَ الأعمال عند الله هي ما يتقرب بها إليه , وهي ما سنها نبيه - صلى الله عليه وسلم - لأمته من بعده فاتَّبعها أصحابه ومن بعدهم من المهتدين إلى يوم الدين , وهي مثبته في الصحيح والحسن من أحاديثه , كالصلاة والزكاة والصوم والحج والعمرة والصدقة وقيام الليل وقراءة القرآن وحفظه والتراحم والتآخي وصلة القربى , والصدق والوفاء بالوعود وحفظ العهود , والعف عن الحرام , والتمسك بمكارم الأخلاق والكثير مما فيه خير للمسلمين ..

إنما العجب هو في إهمال المسلم وتفريطه في أحدِ هذه الأعمال والاهتمام بما ابتدع أو اشتبه فيه قصدًا في محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - , إمَّا جهل علمٍ أو جهل عقل ..

والله الهادي إلى سواء السبيل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لردك اخي الفاضل .. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ..

بسمة
17-08-2005, 01:00 AM
أخيتي بسمة

الحقيقة أن كثير من المفاهيم الإسلامية قد غابت عن حاضر الأمة وأصبح مجموع من هذه الأمة العريقة تجري وراء سراب ووهم
وأصبح شغلهم الإحتفال بكثير من الأمور المبتدعة وما سعوا إلى المقصد الحقيقي للحدث نفسه فالإسراء إلى بيت المقدس دلالة على أن بيت المقدس سيكون بيتا للإسلام يحثنا هذا على التمسك بالقدس والذوذ عنها واعتبارها أرض وقف اسلامي يجب على كل مسلم الدفاع عنها بالغالي والنفيس
آيات عطرات من رحلة الإسراء والمعراج للدارس المتمحص وللعالم المتبحر وللمجاهد الثقة
سينظر إلى الموضوع من عدة نواحي اذا نظرنا إليها من زوايا متعددة رأينا الكثير الكثير

بقي أن نقول شكرا لك ولعل الأمة تسعى للإعتبار بالحدث وليس مجرد احتفال مجرد من كل معنى وكل هدف

بل يجب أن نربأ بأنفسنا عن مخالفة هدي الرسول صلى الله عليه وسلم
وليسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين شهدوا التنزيل وسمعوا التأويل من في الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وما احتفلوا بهذا الحدث فلم نحتفل؟
عذرا للإطاله وشكرا لكم مرة أخرى
العفو اخي وجزاك الله خيرا على ما قلت ..

إسلام شمس الدين
31-08-2005, 04:50 AM
بارك الله فيكِ أختنا الكريمة وجزاكِ عنا خير الجزاء
وأرى أن الاحتفال؛ على وجه العموم؛ إن كان على سبيل التذكر والتدبر والعظة، وطالما لم يأتِ بما فيه معصية تخالف الشرع، فلا بأس به
أما إتيان البدع وتعظيم اليوم، فلا شك أن العلماء قد أجمعوا على النهي عنه.

أثابك الله بسمة وجعله في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري
إسلام شمس الدين

بسمة
01-09-2005, 12:37 AM
بارك الله فيكِ أختنا الكريمة وجزاكِ عنا خير الجزاء
وأرى أن الاحتفال؛ على وجه العموم؛ إن كان على سبيل التذكر والتدبر والعظة، وطالما لم يأتِ بما فيه معصية تخالف الشرع، فلا بأس به
أما إتيان البدع وتعظيم اليوم، فلا شك أن العلماء قد أجمعوا على النهي عنه.

أثابك الله بسمة وجعله في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري
إسلام شمس الدين
اهلا بك اخي .. واياك ان شاء الله ..

يمكننا ان نتذكر حادثة الاسراء والمعراج في اي يوم واي شهر دون ان نخصها بيوم محدد ..

وجاء في الفتوى انه لم يتم تعيين هذه الليلة لا في رجب ولا غيرة وربما كان في ذلك حكمة الا وهي عدم الاحتفال وتعظيم هذا اليوم ..

واياك اخي الفاضل .. شكرا لردك ..