تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مع خريف رجل



عبدالله سليمان الطليان
15-03-2017, 03:43 PM
اُغْتِيلَتْ أَحْلَامُهَا الَّتِي كَانَتْ تُخَامِرُ عَقْلَهَا، تُثَرْثِرُ بِهَا بِشَكْلٍ مُفَرِّطٍ تَسْكُبُ عَلَيْهَا عِنْدَمَا تُسْهِبُ فِي الحَدِيثِ بَعْضُ كَلِمَاتِ الغُرُورِ وَالزُّهُوِّ بِصِفَاتِ جَسَدِهَا الطَّاغِي المُتْخَمُ بِالأُنُوثَةِ، وَاِخْتَفَتْ اِبْتِسَامَتُهَا المُمَيِّزَةُ وَضِحْكَتُهَا الَّتِي كَانَ صَدُّهَا يَتَرَدَّدُ فِي بَيْتِ أَبِيهَا المُتَوَاضِعِ
تَعَانُقُ الصَّمْتِ وَالسُّكُونِ فِي وَحْدَتِهَا وَيَنْبُشُ بَصَرُهَا مَكَانَهَا الجَدِيدَ تُصَوِّرُ مُحْتَوَيَاتُهِ الفَخْمَةَ أَلَّا أَنَّ الحَزَنَ وَالأَسَى يُصَفِّدُ فِكْرَهَا وَيَقْتَادُهُ بِشِدَّةٍ إِلَى سَاحَةِ الأَفْكَارِ المعذبة فَتَحَرَّقَ احشائها بِقُسْوَةٍ، يَمْضِي الوَقْتُ وَهِيَ تُجَاهِدُ نَفْسَهَا مَرَّةً تَلْوِ مَرَّةً فِي فَكِّ قَيْدِ هَذَا الصِّرَاعِ وَتَغْلِقُ تَوَارُدَهُ عَلَى ذِهْنِهَا عَبْرَ الهُرُوبِ بِإِشْغَالٍ جَسَّدَهَا فِي بَيْتِهَا أَوْ تَرِكُّ سَاحَةُ مَعْرَكَةِ أَفْكَارِهَا بِالخُرُوجِ لِلمُنَاسَبَاتِ فَيَغْمُرُهَا لَحَظَاتٌ مِنْ الفَرَحِ وَلَكِنَّهَا تُكَبِّلُ بِالعِبَارَاتِ الجَارِحَةِ الَّتِي تَطْرُقُ سَمْعَهَا ,كَيْفَ تَتَزَوَّجُ رِجْلٌ أَكْبَرُ مِنْ أَبِيهَا!!!. إِنَّهُ رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْ القَبْرِ!!!. فَتَعَوَّدَ مُحَمِّلَةً بِالأَلَمِ العَمِيقِ رَاح الذُّبُولُ يَغْزُو جَسَدُهَا وَتَظْهَرُ مَعَالِمَهُ بَعْدَمَا أَلْقَتْ بنَفْسِهَا فِي حُفْرَةِ الإِهْمَالِ فِي مَظْهَرِهَا، وَاِنْهَمَكَتْ فِي خِدْمَةِ زَوْجِهَا الَّذِي وَقَّعَ فَرِيسَةَ المَرَضِ , وَمِضْتُ وَشِدَّةُ الحَسْرَةِ تُوغِلُ فِي جَسَدِهَا تُرَدِّدُ مَعَهَا لِمَاذَا بِعْتَنِي يَا أَبِي.

عباس العكري
16-03-2017, 04:34 PM
اُغْتِيلَتْ أَحْلَامُهَا
تَتَزَوَّجُ رِجْلٌا أَكْبَرُ مِنْ أَبِيهَا
لِمَاذَا بِعْتَنِي يَا أَبِي

إنها إذن الأنوثة التي لم يراعى لها الحق في اختيار من تتزوج، وهكذا يجني الآباء على أبنائهن.

قصة اجتماعية من خلالها يسلط القاص الأديب عبدالله الطليان على ما تعانيه المرأة عندما تتزوج من لا ترغب به أو من لايتوافق معها ظاهرا وباطنا.

دمت متألقا

عبد السلام دغمش
17-03-2017, 07:55 PM
أسلوب جميل ، ووصف لحالة الفتاة المسكينة وقد أجبرت على الزواج من رجلٍ في عمر والدها ..

سلمت أستاذ عبد الله وشكراً للإبداع .
تحياتي .
..
صدّها : صداها .. أحشاءَها .. تتزوّج رجلاً أكبر من أبيها .. بحاجة لمراجعة التشكيل في بعض المواضع .

ناديه محمد الجابي
19-03-2017, 08:14 PM
تبا لأب يبيع إبنته من أجل المال .. صفقة حسابية لا علاقة لها بتكوين الأسرة وإنجاب الأولاد
وسحق لكل أحلام تلك الصغيرة التي تدفن شبابها مع رجل كبير تعيش معه مجرد ممرضة
زواج فاشل لن ينجح حتى لو وضعت كنوز الأرض في يد الفتاة فهى تحتاج إلى الحب
والتفاهم والتكافؤ لتنجب أطفال يعيشون في جو من الأمان والاستقرار.
قضية إجتماعية هامة أثرتها في قصة جميلة عميقة الطرح
رائعة الحرف والتصوير.
سلمت يداك ـ ودام ألقك. :0014:

عبدالله سليمان الطليان
24-03-2017, 06:41 AM
تقبل احترامي وتقديري
اخي عباس على مرورك

عبدالله سليمان الطليان
24-03-2017, 06:43 AM
اخي الفاضل عبد السلام
شرفني مرورك على النص
تقبل احترامي وتقديري

عبدالله سليمان الطليان
24-03-2017, 06:45 AM
الاخت الكريمة نادية
شكرا على التفاعل مع النص
لكِ كل التقدير والاحترام

آمال المصري
03-04-2017, 04:01 PM
باع زهرة عمره لمن يسلبها عبيرها ويكبل مشاعر الأنثى فيها ويئد قلبًا برعما
لاذنب لها حتى تجني الحسرة إلا أنها ابنة لرجل لم يصن ما وهبه الله إياه ...
نص اختزل مأساة اجتماعية مازالت رغم التحضر والتقدم متواجدة في بعض المجتمعات الرشقية
أجدت فيه نقل الصورة وصياغتها أدبيا فشكرا لك هذا الجمال
دام ألقك
تحية وتقدير

عبدالله سليمان الطليان
09-04-2017, 11:58 AM
الفاضلة امال تقديري واحترامي على مرورك على النص

مصطفى الصالح
24-06-2017, 12:30 AM
قضية اجتماعية مهمة
لكنك استعجلت النتيجة وابتلعت معظم التفاصيل المهمة
كان تصويرك بالكامل من خلال عدسة خارجية وهذا أسلوب الققج
تمهل وتجلى واكتب بروية مع تفاصيل مهمة تدعم الحدث ورؤية فلسفية تضفي عمقا على الفكرة
راجع السهوات ورجاء اترك التشكيل ففيه الكثير من السهوات
تحياتي

أحمد العكيدي
25-06-2017, 11:17 AM
مع الأسف هي ظاهرة لا تزال ملازمة لمجتمعاتنا نتمنى زوالها.
بوركت
مع التقدير