عبد اللطيف السباعي
29-03-2017, 12:31 PM
يومياتُ رجُلٍ من عامَّةِ الشعْب
عبد اللطيف السباعي
هواجسُ العيْشِ في عيْنيْهِ أنْواءُ = وفوقَ كاهِلِهِ مِنْهُنَّ أعْباءُ
لمْ تُمْسِكِ القلَمَ الوَرْدِيَّ أنْمُلُهُ = فالكافُ تجْهَلُهُ والتاءُ والباءُ
حياتُهُ قِصَّةٌ في البَدْءِ قدْ رُوِيَتْ = لها على جُدُرِ الأيَّامِ أصْداءُ
فُصُولُها بعْضُ أحْداثٍ مُكَرَّرَةٍ = كَأنَّ إخْفاءَها في الأصْلِ إبْداءُ
بالهَمِّ يَفتَتِحُ الأسبوعَ.. تَشْغَلُهُ = في أوَّلِ الأمْرِ أشْياءٌ وأشياءُ
في الحَيِّ سُوقٌ ضُحى الإثْنَيْنِ مَوْعِدُهُ = فلْيُوفِ.. إنَّ مَناطَ الوَعْدِ إيفاءُ
في طَبْعِهِ نهَمٌ للطَّيِّباتِ ولوْ = شَطَّتْ وفي بيْتِهِ زَوْجٌ وأبْناءُ
وذلِكَ المَقْطَفُ البالي يَحِنُّ إذا = ناداهُ في السوقِ كُرَّاثٌ وقِثَّاءُ
يَغْفُو فلا يَفْتَحُ الجَفْنيْنِ في غَدِهِ = حتى يُطِلَّ بِدَعْواهُ الثلاثاءُ
اليوْمَ يُقْبِلُ رَبُّ البيتِ مُتَّئِدًا = تَدُكُّ في خَطْوِهِ السَّرَّاءَ ضَرَّاءُ
في ثَغْرِهِ ضَحْكَةٌ صَفْراءُ فاتِرَةٌ = في عَيْنِهِ نَظْرَةٌ حَمْراءُ هَوْجاءُ
بيْنَ المُقيمِ وأرْبابِ البيوتِ قِلًى = كأنَّهُمْ مِنْهُ أعْداءٌ ألِدَّاءُ
اِدْفَعْ لهُ أجْرَةَ السُّكْنى على عجَلٍ = فليسَ يَنْفَعُ عِنْدَ الدَّفْعِ إبْطاءُ
والأرْبعاءُ تَقُضُّ الظَّهْرَ وَطْأتُهُ = وإنَّ خَطْوَتَهُ فيهِ لَكَأْداءُ
لِلْكَهْرباءِ فواتيرٌ مُؤَجَّلَةٌ = في كلِّ فاتورَةٍ للغَمِّ إمضاءُ
كمْ مرَّةً قُطِعَ التَّيَّارُ فانْطبَقَتْ = على المكانِ لَيالٍ مِنْهُ دَهْماءُ
وليسَ تُجْدي الشموعُ الدامعاتُ إذا = ألَمَّ بالليْلِ مِنْ إظْلامِهِ داءُ
يأتي الخميسُ.. وفي أجْواءِ ليْلَتِهِ = تسْتنْجِدُ الروحُ مِمَّا مِنْهُ تسْتاءُ
في خُلْوةِ البيْتِ تسْقِي القلْبَ شَهدَ رضًا = حسْناءُ واسِعةُ العيْنيْنِ غَيْداءُ
هناكَ يَطْفو على سَطْحِ الأنا أمَلٌ = تخْضَرُّ منْهُ حقولٌ ثَمَّ جَدْباءُ
في روْضةِ الجُمْعةِ المِعْطاءِ مِيضَأةٌ = غَنَّاءُ تسْمو بتقْوى القلْبِ فيْحاءُ
فلْتطْهُرِ النفْسُ فيها منْ تعَلُّقِها = بِحبْلِ دنْيًا لها بالنفسِ إغْواءُ
ولْتنْتفِعْ بصلاةٍ أوْ بِأدْعِيَةٍ = لرَبِّها طاعةٌ فيها وإرْضاءُ
بها تُحَطَّمُ أغلالٌ مُكَبِّلَةٌ = لها وتُجْبَرُ أضْرارٌ وأخْطاءُ
زيارةُ الأهْلِ يومَ السبْتِ مَنْقَبَةٌ = بها يُقَيَّضُ لِلْمَعْروفِ إسْداءُ
اِمْلأْ جُيُوبَكَ بالحَلْوى وإنْ ثَقُلَتْ = بذاكَ يَفْرَحُ أوْلادٌ أعِزَّاءُ
وزُرْ أباكَ وزُرْ أُمًّا لكَ امْتلأتْ = بحُبِّ أبْنائِها منها السُّوَيْداءُ
وزُرْ أخاكَ وصِلْ ما شِئْتَ منْ رَحِمٍ = قدْ قُطِّعَتْ في التنائي مِنْهُ أشْلاءُ
ويَبْزُغُ الأحدُ التالي ولا أحَدٌ = في الحيِّ يَظْهَرُ.. هلْ في الحيِّ أحْياءُ؟
الكلُّ في عُطْلةٍ يسْلو الهمومَ بها = فَتسْتكينُ بهِ رُوحٌ وَأعْضاءُ
كدأبِ صاحِبِنا لمَّا تَدِبُّ بهِ = إلى المدى خُطْوَةٌ في البعْدِ عَشْواءُ
تراهُ في رحْلةٍ حَرَّى إلى جَبَلٍ = أوْ شاطئٍ فيهِ يلْهُو الرمْلُ والماءُ
وليسَ يَصْدُرُ في الترْحالِ عنْ ترَفٍ = ففوقَ جِسْرِ الضنى المِسْكينُ مَشَّاءُ
لكِنَّ ضائقَةَ الأيَّامِ قاصِمَةٌ = إنْ لمْ يكنْ عنْ أساها مِنْهُ إغْضاءُ
مراكش- المغرب
فبراير 2016
عبد اللطيف السباعي
هواجسُ العيْشِ في عيْنيْهِ أنْواءُ = وفوقَ كاهِلِهِ مِنْهُنَّ أعْباءُ
لمْ تُمْسِكِ القلَمَ الوَرْدِيَّ أنْمُلُهُ = فالكافُ تجْهَلُهُ والتاءُ والباءُ
حياتُهُ قِصَّةٌ في البَدْءِ قدْ رُوِيَتْ = لها على جُدُرِ الأيَّامِ أصْداءُ
فُصُولُها بعْضُ أحْداثٍ مُكَرَّرَةٍ = كَأنَّ إخْفاءَها في الأصْلِ إبْداءُ
بالهَمِّ يَفتَتِحُ الأسبوعَ.. تَشْغَلُهُ = في أوَّلِ الأمْرِ أشْياءٌ وأشياءُ
في الحَيِّ سُوقٌ ضُحى الإثْنَيْنِ مَوْعِدُهُ = فلْيُوفِ.. إنَّ مَناطَ الوَعْدِ إيفاءُ
في طَبْعِهِ نهَمٌ للطَّيِّباتِ ولوْ = شَطَّتْ وفي بيْتِهِ زَوْجٌ وأبْناءُ
وذلِكَ المَقْطَفُ البالي يَحِنُّ إذا = ناداهُ في السوقِ كُرَّاثٌ وقِثَّاءُ
يَغْفُو فلا يَفْتَحُ الجَفْنيْنِ في غَدِهِ = حتى يُطِلَّ بِدَعْواهُ الثلاثاءُ
اليوْمَ يُقْبِلُ رَبُّ البيتِ مُتَّئِدًا = تَدُكُّ في خَطْوِهِ السَّرَّاءَ ضَرَّاءُ
في ثَغْرِهِ ضَحْكَةٌ صَفْراءُ فاتِرَةٌ = في عَيْنِهِ نَظْرَةٌ حَمْراءُ هَوْجاءُ
بيْنَ المُقيمِ وأرْبابِ البيوتِ قِلًى = كأنَّهُمْ مِنْهُ أعْداءٌ ألِدَّاءُ
اِدْفَعْ لهُ أجْرَةَ السُّكْنى على عجَلٍ = فليسَ يَنْفَعُ عِنْدَ الدَّفْعِ إبْطاءُ
والأرْبعاءُ تَقُضُّ الظَّهْرَ وَطْأتُهُ = وإنَّ خَطْوَتَهُ فيهِ لَكَأْداءُ
لِلْكَهْرباءِ فواتيرٌ مُؤَجَّلَةٌ = في كلِّ فاتورَةٍ للغَمِّ إمضاءُ
كمْ مرَّةً قُطِعَ التَّيَّارُ فانْطبَقَتْ = على المكانِ لَيالٍ مِنْهُ دَهْماءُ
وليسَ تُجْدي الشموعُ الدامعاتُ إذا = ألَمَّ بالليْلِ مِنْ إظْلامِهِ داءُ
يأتي الخميسُ.. وفي أجْواءِ ليْلَتِهِ = تسْتنْجِدُ الروحُ مِمَّا مِنْهُ تسْتاءُ
في خُلْوةِ البيْتِ تسْقِي القلْبَ شَهدَ رضًا = حسْناءُ واسِعةُ العيْنيْنِ غَيْداءُ
هناكَ يَطْفو على سَطْحِ الأنا أمَلٌ = تخْضَرُّ منْهُ حقولٌ ثَمَّ جَدْباءُ
في روْضةِ الجُمْعةِ المِعْطاءِ مِيضَأةٌ = غَنَّاءُ تسْمو بتقْوى القلْبِ فيْحاءُ
فلْتطْهُرِ النفْسُ فيها منْ تعَلُّقِها = بِحبْلِ دنْيًا لها بالنفسِ إغْواءُ
ولْتنْتفِعْ بصلاةٍ أوْ بِأدْعِيَةٍ = لرَبِّها طاعةٌ فيها وإرْضاءُ
بها تُحَطَّمُ أغلالٌ مُكَبِّلَةٌ = لها وتُجْبَرُ أضْرارٌ وأخْطاءُ
زيارةُ الأهْلِ يومَ السبْتِ مَنْقَبَةٌ = بها يُقَيَّضُ لِلْمَعْروفِ إسْداءُ
اِمْلأْ جُيُوبَكَ بالحَلْوى وإنْ ثَقُلَتْ = بذاكَ يَفْرَحُ أوْلادٌ أعِزَّاءُ
وزُرْ أباكَ وزُرْ أُمًّا لكَ امْتلأتْ = بحُبِّ أبْنائِها منها السُّوَيْداءُ
وزُرْ أخاكَ وصِلْ ما شِئْتَ منْ رَحِمٍ = قدْ قُطِّعَتْ في التنائي مِنْهُ أشْلاءُ
ويَبْزُغُ الأحدُ التالي ولا أحَدٌ = في الحيِّ يَظْهَرُ.. هلْ في الحيِّ أحْياءُ؟
الكلُّ في عُطْلةٍ يسْلو الهمومَ بها = فَتسْتكينُ بهِ رُوحٌ وَأعْضاءُ
كدأبِ صاحِبِنا لمَّا تَدِبُّ بهِ = إلى المدى خُطْوَةٌ في البعْدِ عَشْواءُ
تراهُ في رحْلةٍ حَرَّى إلى جَبَلٍ = أوْ شاطئٍ فيهِ يلْهُو الرمْلُ والماءُ
وليسَ يَصْدُرُ في الترْحالِ عنْ ترَفٍ = ففوقَ جِسْرِ الضنى المِسْكينُ مَشَّاءُ
لكِنَّ ضائقَةَ الأيَّامِ قاصِمَةٌ = إنْ لمْ يكنْ عنْ أساها مِنْهُ إغْضاءُ
مراكش- المغرب
فبراير 2016