مشاهدة النسخة كاملة : في البحر ..في الموج
احمد المعطي
11-04-2017, 01:15 PM
البحرُ أبيَضُ لوْنه
متَوسِّطٌ
سموّهُ ثمَّ تطرَّفوا
في موْجِهِ بحرٌ يموجُ ويعْصِفُ
وسفائنٌ أعلامُها
منْ لوْنهِ تتأفَّفُ
من زرْقةٍ في الماء - بعدَ طلائه -
كانَ احمرارُِ عُبابِهِ يُستنْزَفُ
متوسِّطٌ كان اسمُهُ
قبلَ احمرارِ عيونهِ
كالثلْجِ كانَ وأنظفُ
قتلوهُ ثمَّ تبرَّأوا من موتهِ
وَرَموا جنازَتَهُ بالورودِ وأسرَفوا
****
في البحرِ نارٌ.. في العُبابِ ضحايا
سقَطَ القناعْ
وإذا المُقنّعُ دونَ رأسٍ .. والقناعُ شظايا
وإذا الحقيقَةُ حنظلٌ
وإذا الرُّؤوسُ مرايا
وإذا الرُّعاةُ رَعيَّةُ الراعي بمزرعةٍ هناكْ
وإذا القطافُ رَعايا
وإذا البياضُ خديعَةٌ
وإذا العُبابُ خطايا
***
في الموْجٍ عجْلُ السامريِّ .. وحطَّةٌ
وسَبايا
في الموْجِ بابلُ والجدائلُ.. ثمَّ تاجرٌ في البندقيّةْ
في الموْجِ تسعٌ وبعدَها تسعونَ .. ونعجةٌ
وأريحا
ومحاكم التفتيش تنتزِعُ الوَصايا
في الموْجِ أفعى "روكْسَلانْ"
في الموْجِ فيتو (كالعصا)
لا بحرَ تفلقُهُ ولا هي بالعصا
لكنهُ السّحْرُ اللقيطُ بلا حَيايا
هو قصّةٌ أخرى وصاحبُها زَنيمْ
***
في البحرِ تغتسلُ النَّوارسُ كي تصلي للقاءْ
في البحرِ رُؤيا تلتقي فيها المياهُ مَع السماءْ
في البحرِ ألويَةٌ تغازلُها الشواطئُ بالنداءْ
في البحرِ من ذات الصواري صرْخَةٌ
يتداولُ التاريخُ آيتَها.. وهمْ يتَأَفَفونْ!
ماذا أقولُ وبحرُنا اختزلَ القضيَّةَ في المَماتْ
نَسِي الفقيدُ نوارِساً
ما زالَ جانحُها يطيرْ
أسرابُها في الجوِّ تلتَقِطُ الفتاتْ
لكنها تقتاتُ من ذات الصواري أمنياتْ
نَسِي الفقيدُ جناحَهُ
وخيولَهُ
وطيورَهُ
نسيَ الحُفاةْ
لم يقتلوهُ وشُبِّهَتْ لهمُ الوفاةْ
******
(روكسلان زوجة السلطان سليمان القانوني وكانت يهودية ذات دسائس ومكائد ضد المخلصين العثمانيين).
ثناء صالح
11-04-2017, 03:05 PM
ماذا أقولُ وبحرُنا اختزلَ القضيَّةَ في المَماتْ
نَسِي الفقيدُ نوارِساً
ما زالَ جانحُها يطيرْ
أسرابُها في الجوِّ تلتَقِطُ الفتاتْ
لكنها تقتاتُ من ذات الصواري أمنياتْ
نَسِي الفقيدُ جناحَهُ
وخيولَهُ
وطيورَهُ
نسيَ الحُفاةْ
لم يقتلوهُ وشُبِّهَتْ لهمُ الوفاةْ
قصيدة مكتظة بأمواج متلاطمة من التاريخ البعيد والقريب !
شعرنا بعباب البحر وبهيبة خفاياه التي أخفتها زرقته وحمرته..
وخضنا فيه بمشاعرنا المطلقة وخرجنا مبللين بالأسى .
وفي المقطع الأخير علق الشاعر جميع صوره الشعرية وترك النهايات كلها مفتوحة لخيال القارئ الذي استلهم حيرته من حيرة الشاعر نفسه،
ماذا أقولُ وبحرُنا اختزلَ القضيَّةَ في المَماتْ
نَسِي الفقيدُ نوارِساً
ما زالَ جانحُها يطيرْ
أسرابُها في الجوِّ تلتَقِطُ الفتاتْ
مدهش أن ينسى الفقيد أجنحة الطيور التي كانت ما تزال في السماء تطير بينما كانت أسرابها تلتقط الفتات ؟؟
هذه الجمل الشعرية خالدة في أدائها وهي تختزل جدلية (الحرية أو القوت )..الحرية المعلقة على الأجنحة المستمرة والطيران ، وأسراب النوارس المشغولة بجمع قوتها وما هو إلا الفتات!
لكنها تقتاتُ من ذات الصواري أمنياتْ
ويغذيها ماض كان يبشر بحقيقة أمنيات لم تعد كونها أمنيات.
نَسِي الفقيدُ جناحَهُ
وخيولَهُ
وطيورَهُ
نسيَ الحُفاةْ
ما أروع هذا التفنن في اختلاق تماثيل ورموز شاهدة على مثل الحرية ...ولكنها كلها منسية !
لم يقتلوهُ وشُبِّهَتْ لهمُ الوفاةْ
هو المسيح المخلص عندهم....وهو عندنا حي لم يمت !
قصيدة مدهشة خلابة التصوير والتعبير
بورك الإبداع أستاذنا الشاعر
ولكم التحية
ملاحظة : لفظة "الورود " في المقطع الأول ،هل أردتم كتابتها " الورد " ؟
محمد ذيب سليمان
11-04-2017, 04:08 PM
وما تزال ايها الاحمد مدهشا في نسجك وتصويرك
وما زالت حروفك تنضح وجعا وحكايات تضمنها ما
سيجول في خاطرك من فكر
شكرا على هذا الاداء الجميل
..
هنا خلل
وَرَموا جنازَتَهُ بالورودِ وأسرَفوا
ماجد وشاحي
11-04-2017, 07:12 PM
بورك الحرف والمداد أخي أحمد...
أحسنت النسج والتصوير والاسقاط.........تحياتي وخالص الود لك وكل التقدير لجمال حرفك......
احمد المعطي
11-04-2017, 08:15 PM
ماذا أقولُ وبحرُنا اختزلَ القضيَّةَ في المَماتْ
نَسِي الفقيدُ نوارِساً
ما زالَ جانحُها يطيرْ
أسرابُها في الجوِّ تلتَقِطُ الفتاتْ
لكنها تقتاتُ من ذات الصواري أمنياتْ
نَسِي الفقيدُ جناحَهُ
وخيولَهُ
وطيورَهُ
نسيَ الحُفاةْ
لم يقتلوهُ وشُبِّهَتْ لهمُ الوفاةْ
قصيدة مكتظة بأمواج متلاطمة من التاريخ البعيد والقريب !
شعرنا بعباب البحر وبهيبة خفاياه التي أخفتها زرقته وحمرته..
وخضنا فيه بمشاعرنا المطلقة وخرجنا مبللين بالأسى .
وفي المقطع الأخير علق الشاعر جميع صوره الشعرية وترك النهايات كلها مفتوحة لخيال القارئ الذي استلهم حيرته من حيرة الشاعر نفسه،
ماذا أقولُ وبحرُنا اختزلَ القضيَّةَ في المَماتْ
نَسِي الفقيدُ نوارِساً
ما زالَ جانحُها يطيرْ
أسرابُها في الجوِّ تلتَقِطُ الفتاتْ
مدهش أن ينسى الفقيد أجنحة الطيور التي كانت ما تزال في السماء تطير بينما كانت أسرابها تلتقط الفتات ؟؟
هذه الجمل الشعرية خالدة في أدائها وهي تختزل جدلية (الحرية أو القوت )..الحرية المعلقة على الأجنحة المستمرة والطيران ، وأسراب النوارس المشغولة بجمع قوتها وما هو إلا الفتات!
لكنها تقتاتُ من ذات الصواري أمنياتْ
ويغذيها ماض كان يبشر بحقيقة أمنيات لم تعد كونها أمنيات.
نَسِي الفقيدُ جناحَهُ
وخيولَهُ
وطيورَهُ
نسيَ الحُفاةْ
ما أروع هذا التفنن في اختلاق تماثيل ورموز شاهدة على مثل الحرية ...ولكنها كلها منسية !
لم يقتلوهُ وشُبِّهَتْ لهمُ الوفاةْ
هو المسيح المخلص عندهم....وهو عندنا حي لم يمت !
قصيدة مدهشة خلابة التصوير والتعبير
بورك الإبداع أستاذنا الشاعر
ولكم التحية
ملاحظة : لفظة "الورود " في المقطع الأول ،هل أردتم كتابتها " الورد " ؟
الأخت الناقدة المبدعة ا. ثناء أسعدتني قراءتك المتعمقة وتجشمك سبر أغوار النص فلك الشكر والامتنان.
أما لفظة الورود فهي جمع الجمع قصدت بها التكثير والمبالغة فكلمة ورد على وزن (فعل) وجمع فعل (فُعول) ولما رجعت الى القاموس بعد قراءة ملاحظتك وجدت ما يلي:
(....لكن ذكر المتن الجمع (وُرُود) الذي أهملت ذكره المعجمات الأخرى؛ لأن جمع (فَعْل) على (فُعُول) قياسي إذا كان الاسم مفتوح الفاء غير معتل العين، مثل: وَرْد وبحث وكعب التي تجمع على: وُرُود وبحوث وكعوب.
والورود هي جمع الجمع؛ لأنها جمع الوَرْد، والوَرْد هو جمع وردة).
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
عارف عاصي
12-04-2017, 09:47 AM
أحمد المعطي
الشاعر البارع
والأخ الحبيب
رائع أنت
وقصيدة متموجة
كتموج البحر
بين الألم والأمل
بين الماضي والحضر
بين الحرية والستبدا
بين الد والورود والنوارس
بين التحليق في السماء
والخلود إلى الأرض
كنت مدهشا
بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي
عارف عاصي
12-04-2017, 09:50 AM
حبيبي
الأستاذ
أحمد المعطي
لو تراجع ((( روكسلان )))
لأن من أورده أخرجه عن حقيقة التاريخ
http://www.albayan.ae/opinions/diary/2012-02-04-1.1585880
تحاياي
عارف عاصي
عادل العاني
12-04-2017, 08:42 PM
شلال يتدفق شعرا بموجات تسر الناظرين
أجدت وأحسنت
تحياتي وتقديري
احمد المعطي
13-04-2017, 07:02 PM
وما تزال ايها الاحمد مدهشا في نسجك وتصويرك
وما زالت حروفك تنضح وجعا وحكايات تضمنها ما
سيجول في خاطرك من فكر
شكرا على هذا الاداء الجميل
..
هنا خلل
وَرَموا جنازَتَهُ بالورودِ وأسرَفوا
نعم أخي العزيز هناك مقطع زائد لم اتنبه له ..يمكن معالجته كالتالي (ورموا الجنازة بالورود وأسرفوا).
شكرا لك أخي الحبيب ابو الامين ..الحال في وطننا لا تسر صديقاً ، وهي ما تفجر العواطف الكامنة في نفس المرء، وتترجمها الى حروف.. محبتي.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
مصطفى الطوبي
13-04-2017, 10:37 PM
شاعر جميل تستحق كل التقدير
شعرك شلال مندفع
أسلاكه النحاسية الرقيقة منسوجة بذوق مبدع كبير
دام لكم الألق
شاهر حيدر الحربي
14-04-2017, 08:23 PM
البحرُ أبيَضُ لوْنه
متَوسِّطٌ
سموّهُ ثمَّ تطرَّفوا
في موْجِهِ بحرٌ يموجُ ويعْصِفُ
وسفائنٌ أعلامُها
منْ لوْنهِ تتأفَّفُ
من زرْقةٍ في الماء - بعدَ طلائه -
كانَ احمرارُِ عُبابِهِ يُستنْزَفُ
متوسِّطٌ كان اسمُهُ
قبلَ احمرارِ عيونهِ
كالثلْجِ كانَ وأنظفُ
قتلوهُ ثمَّ تبرَّأوا من موتهِ
وَرَموا جنازَتَهُ بالورودِ وأسرَفوا
****
في البحرِ نارٌ.. في العُبابِ ضحايا
سقَطَ القناعْ
وإذا المُقنّعُ دونَ رأسٍ .. والقناعُ شظايا
وإذا الحقيقَةُ حنظلٌ
وإذا الرُّؤوسُ مرايا
وإذا الرُّعاةُ رَعيَّةُ الراعي بمزرعةٍ هناكْ
وإذا القطافُ رَعايا
وإذا البياضُ خديعَةٌ
وإذا العُبابُ خطايا
***
في الموْجٍ عجْلُ السامريِّ .. وحطَّةٌ
وسَبايا
في الموْجِ بابلُ والجدائلُ.. ثمَّ تاجرٌ في البندقيّةْ
في الموْجِ تسعٌ وبعدَها تسعونَ .. ونعجةٌ
وأريحا
ومحاكم التفتيش تنتزِعُ الوَصايا
في الموْجِ أفعى "روكْسَلانْ"
في الموْجِ فيتو (كالعصا)
لا بحرَ تفلقُهُ ولا هي بالعصا
لكنهُ السّحْرُ اللقيطُ بلا حَيايا
هو قصّةٌ أخرى وصاحبُها زَنيمْ
***
في البحرِ تغتسلُ النَّوارسُ كي تصلي للقاءْ
في البحرِ رُؤيا تلتقي فيها المياهُ مَع السماءْ
في البحرِ ألويَةٌ تغازلُها الشواطئُ بالنداءْ
في البحرِ من ذات الصواري صرْخَةٌ
يتداولُ التاريخُ آيتَها.. وهمْ يتَأَفَفونْ!
ماذا أقولُ وبحرُنا اختزلَ القضيَّةَ في المَماتْ
نَسِي الفقيدُ نوارِساً
ما زالَ جانحُها يطيرْ
أسرابُها في الجوِّ تلتَقِطُ الفتاتْ
لكنها تقتاتُ من ذات الصواري أمنياتْ
نَسِي الفقيدُ جناحَهُ
وخيولَهُ
وطيورَهُ
نسيَ الحُفاةْ
لم يقتلوهُ وشُبِّهَتْ لهمُ الوفاةْ
******
(روكسلان زوجة السلطان سليمان القانوني وكانت يهودية ذات دسائس ومكائد ضد المخلصين العثمانيين).
متفرد في حسه العربيّ يبـ
ـكي خيبة الحر الأبيّ وقد
وصلت لملعبي فخذ
الجواب
إن الكرامة في غياب
لك كل الحب
محمد حمود الحميري
18-07-2019, 09:16 PM
انهمار غزير ، لا فض فوك
حقها العودة إلى الواجهة .
تحياتي
ناديه محمد الجابي
30-06-2021, 01:06 PM
بديع الحرف ـ أصيل الشعرـ سامق القول ـ بليغ الصورة والتعبير
تحلق بالمتلقي في آفاق واسعة من الإبداع والإبهار
أدام الله هذه الهبة في النسج والإبداع.
:004::003::004:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir