المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كل بخيل لئيم



عبد الوهاب القطب
19-08-2005, 12:10 AM
كل بخيل لئيم






كانَ لا يستطيعُ أن يشتري صَحْنا=من الفولِ عندَ أرْخَصِ مَطْعمْ
كانَ يلقاكَ في ابتسَامته الحلوةِ= دوماً كأنَّهُ بكَ مُغْرَمْ
أبداً يبدأ السَّلامَ بصوتٍ=مِلؤُهُ الحُبُّ قبلَ أنْ تتكلَّمْ
قلتُ هذا لُطْفٌ لَعَمْري جميلٌ=ليْتَ أنّي أراهُ في كلِّ مُسْلِمْ
وَتساءلتُ مرَّةً أَوَهذا = طبْعُهُ أمْ تَطَبُّعٌ مِنْهُ أمْ .. أمْ ..
قلتُ للنَّفْسِ وَهْيَ أمَّارَةٌ بالسُّوءِ =إنْ تُحْسِني ظُنونَكِ نَسْلَمْ
وَضَميري بَدا يُؤنِّبنُي = تأنيبَ مَنْ قدْ أتَى بِكلِّ مُحَرَّمْ
وَمَضَتْ بَعْدَهَا السِّنينُ سِرَاعاً=وَثرا صَاحِبي وقدْ كانَ مُعْدَمْ
عاشَ مثلَ الفقيرلمْ يَتَحرَّكْ=ثمَّ مثلَ المِسْكينِ لا يَتقدَّمْ
فاذا بالصَّديقِ أمْسَى زَمِيلا=وَإذا بالبسّام لا يتبَسَّمْ
وَتجلّى ليْ زيفُ لُطفِ المُداجي=عندما فجأةً بَدا يتبرَّمْ
صارَ مثلَ الكلابِ يشعُرُ فوراً=وَيشمُّ المُحْتاجَ قبلَ التَّكَلُّمْ
ما ابْتِساماتُهُ سِوى قَسَماتٍ=ليس فيها حرارةُ المُتبسِّمْ
يا بخيلاً ببخلِهِ صارَ نذْلاً=وَلئيماً مِنَ الشياطينِ ألأمْ
كلَّما جاءهُ دُولارٌ.. يناجيهِ=بعَطْفٍ وَرَأفةٍ وَتَرَحُّمْ
قائلا:أيُّها الشريدُ أخيراً=إلتقينا.. كمِ انْتظرتكَ.. كَمْ كَمْ
أنتَ يا دولاري يتيمٌ وإنّي=ملجَأ ٌ للأيتام قبلَ التَّيَتُّمْ
قَسَماً في داري سَتحيا سَعيداً=وَسَتبْقى مُعَزَّزاً وَمُكرَّمْ
وَإذا جُعتُ ذاتَ يومٍ فإنّي=لا أبالي والجيبُ عِنْدِيَ مُتْخَمْ
هكذا هكذا سَتَحْيا سَعيداً=والذي لمْ يُعْجِبْهُ هذي جَهَنَّمْ
يا ابْنَ أمّي ما إنْ رأيتُ بعمري=خاسراً كالبخيلِ فانْبُذْهُ تَغْنَمْ

بندر الصاعدي
19-08-2005, 12:56 AM
سلام الله عليك يا عبد الوهاب
حمدا لله على السلامة
عدت وأي عودة تسعدنا بها

أنتَ يـا دولاري يتيـمٌ وإنّـي
ملجَـأ ٌ للأيتـام قبـلَ التَّيَـتُّـمْ

ليت اليتيمُ دولارًا ليت بل ليته يحسب كذلك .

حرارة .. سقطت الراء منها في البيت , فاكتبه .


لي عودة لتعقيب أشمل
ولك التحية

محمود صندوقة
19-08-2005, 09:29 AM
أي إطلالة وأي إبداع هذا الذي كتبت أخي
هي هكذا الصداقة المزيفة كما فلت عزيزي
لك كل الود والإحترام

د. سمير العمري
20-08-2005, 06:55 AM
وعاد العندليب!

لطالما كنت أقول لنفسي متى مرت علي قصيدة على بحر الخفيف من مشاركات الأخوة أين منها أبا يوسف فهو للخفيف كالميزان الحساس تذوقاً وتخصصاً.

اليوم تعود لنا بهذه الرائعة على ذات البحر الذي تعشق فنعشق وذات الأسلوب الخاص لك الذي يجمع بين الظرف والطرافة والعمق.

رائعة هي قصيدتك والأروع هي عودتك لأحبابك في الواحة.


تقبل مني كل ود وتقدير.
:os::tree::os:

معاذ الديري
20-08-2005, 12:58 PM
كنت احب في قصائدك ولا زلت انني اشعر انها خرجت دون تكلف ..
طازجة كرائحة الخيار .. ولم تتشوه بفعل العمليات الجراحية .. وتعابيرها ملء الاحساس.. بخلاف كثيرين اجدهم نحتوها حتى غدت تمثالا بلا روح..

اقول هذا قناعة لا رشوة .