المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ظل آخر نخلة



د. سمير العمري
30-11-2016, 08:14 PM
حَــنْظَلْتَ شَــهْوَةَ شَــهْدِهِ فَــنَكِرْتَ سَمْتَهْ = وَحَطَمْتَ سُنْبُلَ صَوْتِهِ فَحَصَدْتَ صَمْتَهْ
أَرْجَــحْــتَهُ فِـــي يَـــمِّ حُــبِّــكَ كُــلَّــمَا = غَــرِقَتْ سَــفَائِنُ شَــوْقِهِ أَنْــقَذْتَ سَــبْتَهْ
مَــا انْــفَكَّ أُضْــحِيَةً عَلَى نُصُبِ الْهَوَى = جِــيلٌ مِــنَ الْأَمَــلِ الَّــذِي لَمْ يَشْكُ بَهْتَهْ
شَــغَــفًــا تَــوَضَّــأَ بِــالْــعُرُوجِ تَــزَلُّــفًا = نَــحْوَ الْــمَجَرَّةِ وَالْــمَدَى الْــكَوْنِيُّ تَحْتَهْ
وَيَــكَادُ يَــعْبُدُ أَصْــغَرَيْهِ عَــلَى الْــمَدَى = وَثَــنًــا يُــحَــرِّمُ نَــحْــلَهُ وَيُــحِلُّ نَــحْتَهْ
شِــيَةً عَــلَى رِيــشِ الْــمَشَاعِرِ رَفْرَفَتْ = بِــالْــوَجْدِ رُوحٌ لَــمْ تَــئِدْ لِــلْقَلْبِ كَــبْتَهْ
مَــاذَا جَــنَى الْــوَجَعُ الــنَّبِيلُ مِنَ الْأَسَى = حَــتَّى تُــلَمْلِمَ طَــيْفَهُ مِــنْ عَــيْنِ بَــغْتَةْ
يَــسْعَى وَمِــنْ أَقْصَى الشَّغَافِ مُضَمَّخًا = حُــلُمًا تَــوَكَّأَ فِــي سِــنِينَ خَــذَلْنَ بَخْتَهْ
وَيَــجُــوبُ أَرْصِــفَــةَ الْــحَنِينِ تَــسَكُّعًا = بَــيْــنَ الْــمَوَانِئِ وَالْأَنِــينُ يَــلُوكُ وَقْــتَهْ
هَــا أَنْــتَ تَــنْكَأُ مُهْجَةَ الْأَمْسِ الْغَرِيبِ = وَتَــشْتَكِي غَــدَنَا الــسَّلِيبَ بِــمَا حَرَمْتَهْ
هُــوَ قَــدْ تَــسَرَّبَ مِنْ ثُقُوبِ الْحُزْنِ مِنْ = نَــهَرٍ يُــدَارِي عَــنْ عُيُونِ الْجَدْبِ نَبْتَهْ
فَــاصْبُبْ عَــلَى مَا شِئْتَ مِنْ مَاءٍ وَمِنْ = ظَــمَأٍ لَــظَى فَــالْقَلْبُ يَــنْبُتُ كَيْفَ شِئْتَهْ
وَاسْــقِ الْمُنَى مَنْ شِئْتَ لَيْسَ لِمَنْ ثَوَى = فِــي ظِــلِّ آخَــرِ نَــخْلَةٍ لَــمْ تُــؤْوِ أَمْتَهْ
أَنْــكَى عَــلَى الْــوَلَهِ الْحَيِيِّ مِنَ الطَّوَى = غَــصَصٌ عَلَى ثِقَةِ الْحَبِيبِ يَصِيرُ نكْتَةْ
وَالْــعِشْقُ أُنْــثَى الــشَّوْقِ سَــوْطُ حَقِيقَةٍ = ثَــكْلَى فَــكَيْفَ تَكِيلُ لِابْنِ الطِّينِ سَحْتَهْ
هَــــذَا فُــــؤَادٌ لَا يُــطِــيــقُ هَــوَانَــهُ = مَا اسْطَاعَ أَنْ يَحْيَا الْجَوَى فَاخْتَارَ مَوْتَهْ