ليتنى كنت قطز...

[علي قنديل]

قالت له امه : متى ستصبح رجلا؟
نظرت اليه باشمئزاز...فطأطأ رأسه و تكوم فى زاوية الغرفة...همت بقول شيئا ما
لكنها انصرفت
ماذا تريدنى ان افعل؟ كانوا ثلاثة يحملون المناجل و كنت وحيدا اعزل..لو اننى رددت
الصفعة التى صفعنى ابوهم لكنت الان ميت..لماذا يحتقرنى الجميع؟..اليس العقل زينة
ام انها مجرد كلمات جوفاء؟..
برأسه طاحونة تدور بلا ثور...رغم ان حوافره تمزق كل خلية تمر بها مسببه له صداعا
يعجز عن تحمله
لا يدرى كم من الوقت مر قبل ان ينتبه للمنادى...حى على الفلاح...كان يحب سماع المؤذن
و خاصة حين يترنم بحى على الفلاح...نهض متثاقلا ...انت وحدك عالم بحالى
مر بامه و هى جالسة امام التنور ..احمرار وجهها و احتقانه يؤكدان له انها تبكى...بحرقة
شوارع قريته الضيقة ...الملتوية كثعبان...يقطعها الان محنى الجبين ..ليت عيناه تسعفانه
بدمعة او اثنتين تغسلان همومه ...كيف لى ان ارد الضربة الى عم يونس؟
كان صديق ابى رحمه الله...و لكن لماذا فعل هذا معى؟ كان الدور علي لاروى ارضى
كيف يرفعون مناجلهم علي؟
دخل المسجد ...شعر ببعض الراحة عندما لامست المياه وجهه ...نطق الشهادتين..و صلى
على النبى ..شعر براحة اكبر ...دخل الى المصلى ...شغلته الصلاة فنسي همومه
كان اخر من خرج من المسجد ..لم يكن يود الخروج ..دمعات امه تحفر فى قلبه اخدودا
لا نهاية له...انا لست جبانا يا امى...كل ما فى الامر اننى عاقل
لم يشأ ان يذهب الى البيت مباشرة ...فكر فى الذهاب الى الحقل ..شعر بثقل الفكرة على
نفسه ...ربما قابل اولاد العم يونس فيحدث ما لا يحمد عقباه
لمح مصطبة الشيخ وجدى القريبة من المسجد...اتجه اليها مباشرة...كان الشيخ وجدى
شابا صغيرا له بعض شعيرات فى ذقنه و لكنه يصر على عدم حلقها...ابتسم ابتسامه
صغيرة عندما مرت امامه صورة الشيخ وجدى بلحيته التى تشبه ذقن جدى كان لديه
اتسعت ابتسامته عند هذه الفكرة لكنه استعاذ بالله ان يكون من الساخرين ..فالشيخ وجدى
من افضل الناس اخلاقا...
عندما اسند رأسه الى الجدار اقتحم صوت اذنيه ...ظل كما هو و لكنه اصغى السمع ..
كان على قطز ان يواجه هذا الامر وحده...فها هم التتار على الابواب...تسبقهم سمعهتم
الرهيبة فى الدمار و افناء البشر....استعان بالله ..و جمع امرائه و خطب فيهم خطبة
ابكتهم...قال لهم فى صدق يعرفونه فيه ...انا القى التتار وحدى...
هزته الكلمة ..ترددت فى ذهنه بقوة حجبت ما بعدها ...و كأن الزمن توقف عندها
انا القاهم وحدى..انا القاهم وحدى...انتقلت من العقل الى اللسان ..انا القاهم وحدى
و من الهمس الى الصياح...انا القاهم وحدى...التفت اليه بعض المارة و قد اخذهم
العجب ...فهم لم يعتادوا ان يتكلم بالفصحى...لذا كانت تهامسهم ضاحكا..
دخل بيته و هو يردد بحماس كبير انا القاهم وحدى...ضربت امه على صدرها
و استعاذت بالله من المس و الخبل...
خلع جلبابه الفضفاض...و تناول منجله الجديد ...هيئته قد تغيرت تماما ...نظراته زائغة
وكأنه اصبح اضخم من ذى قبل...اتجه الى امه و قال لها بكل الحزم..انا القاهم وحدى
ذهلت امه من نظراته...امسكت بطوقه ...الى اين؟
شد نفسه من يدها بعنف ...انا القاهم وحدى...وخرج مهرولا من البيت مخلفا امه تصيح
و تستغيث بمن حولها من الجيران..
كان المشهد مذهلا بحق ...كان يجرى فى طرقات القرية الضيقة الملتوية شاهرا منجله
امامه صائحا بنوبة جنونية ..انا القاهم وحدى...و من خلفه خلق كثير شباب و رجال
اطفال ...نساء...العشرات..يجرين خلفه ...
و عندما وصل الى ارضه توقف فى ذهول..اخذ يتأمل ارضه و كأنه يراها لاول مرة
ادركه الناس عندها ...عدم الفهم يعلو وجوههم ...نظرة بلهاء تعلو محياه...خفض منجله
و اتجه الى ارض جاره..العم يونس...كانت جافة تماما...فى حين ان ارضه مروية بالكامل
امه وحدها ادركت الحقيقة ...ربتت على كتفه و سحبته من يده...مشى معها باستسلام
..
فيما بعد قال له الشيخ وجدى انت لم تفهم الحقيقة قطز جمع شمل المسلمين و وحدهم
فانتصروا على عدوهم ...هز رأسه فى يقين و قال:
ليتنى كنت قطز

[عبد السلام دغمش]

الأستاذ علي قنديل

نص جميل وإسقاط تاريخي على الحدث .

ما أحوجنا للرجوع للتاريخ بروحه ومعانيه .

أنبه لبعض الملاحظات : الهمزة في بداية الكلمة ، أمراءَهُ .

وأستئذنك في نقل النص للقصة القصيرة،
تحيتي لك .

[ناديه محمد الجابي]

نص جميل المعنى والمغزى.
فقط أريد أن أنبهك لبعض الأشياء..
مثل تلك النقط التي تفصل بها بين الجمل ـ والمفروض أن تستخدم علامات الترقيم
ولكي تتعرف عليها ستجد الموضوع في مدرسة الواحة للأستاذة : كاملة بدارنة
والنقطة الثانية .. الهمزات وإختفائها عندك .. وللتعرف عليهما ستجد موضوع
( طريقة سهلة جدا للتفريق بين همزتي القطع والوصل) للأستاذ( محمد النعمة بيروك)
في قسم : علوم ومباحث لغوية.
أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليك فنحن هنا جميعا نتناصح ونتعلم من بعضنا البعض
لكي نرقى بلغتنا وبما نكتب
ولك تحياتي وتقديري. :0014:

[مصطفى الصالح]

لديك أسلوب مشوق جميل
فيك روح قاص
لكن كما ذكر الزملاء قبلي اهتم أكثر باللغة

تحياتي

[علي قنديل]

الأستاذ علي قنديل

نص جميل وإسقاط تاريخي على الحدث .

ما أحوجنا للرجوع للتاريخ بروحه ومعانيه .

أنبه لبعض الملاحظات : الهمزة في بداية الكلمة ، أمراءَهُ .

وأستئذنك في نقل النص للقصة القصيرة،
تحيتي لك .

أشكر لحضرتك مرورك المحترم
و أما بالنسبة لهمزة القطع فلن أتجاهلها مرة أخري
دمت فى معية الرحمن

[علي قنديل]

نص جميل المعنى والمغزى.
فقط أريد أن أنبهك لبعض الأشياء..
مثل تلك النقط التي تفصل بها بين الجمل ـ والمفروض أن تستخدم علامات الترقيم
ولكي تتعرف عليها ستجد الموضوع في مدرسة الواحة للأستاذة : كاملة بدارنة
والنقطة الثانية .. الهمزات وإختفائها عندك .. وللتعرف عليهما ستجد موضوع
( طريقة سهلة جدا للتفريق بين همزتي القطع والوصل) للأستاذ( محمد النعمة بيروك)
في قسم : علوم ومباحث لغوية.
أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليك فنحن هنا جميعا نتناصح ونتعلم من بعضنا البعض
لكي نرقى بلغتنا وبما نكتب
ولك تحياتي وتقديري. :0014:

و الله إنه لمن دواعى سرورى أن أنتمى لهذه الأسرة
و ما جئت هنا إلا لأتعلم من سيادتكم
أما عن النقاط فإننى أحاول أن يقرأ الأخرون بمثل رؤيتى للحدث
و لكنى سألتزم فيما بعد إن شاء الله بعلامات الترقيم مع الهمزة
..
سعادتى لا توصف بإرشادك لى
تحياتى لسموك المحترم