المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الطَّـريـق إلى بابل



بشير عبد الماجد بشير
02-05-2017, 07:07 PM
فـي الـطَّريقِ إِلـى بَـابِـل
*********
هناك فـي مَدينةِ الأَحـزانِ يا أَمـيرَتـي
هناك فـي مـشارِفِ الـمدينةِ الـغريـقةْ

هناك فـي ظِـلالِ ساحةِ الأَحزان والشُّجونِ والأَسـى
وفـي ظِـلالِ أَلْـفِ آهَـةٍ مَـوؤُدَةٍ بَـريئـةْ

هناك عـاشَ عـاشِـقٌ فَـتى .. عيناهُ وَعـدٌ واعـدٌ
وقلبُهُ كَـصَخْـرَةٍ مُـلَمْلَمـةْ

وكانَ يَـعشَقُ الـبَـريـقَ فـي الـعيون
شَـدَّ ما قد كان ذلكَ الـبريقُ أَبْـهَـجَـهْ

وكان باخْـتِصارٍ ضَـائِـعَـاً
تَـمَـدَّدَ الـضَّياعُ فــي أَعـماقِهِ وبَـعْـثَرَهْ

وأَنتِ لا تَـدرينَ عن حِـياتِهِ الـكثيرَ يا أَمـيرتـي
وقلبُكِ الـغريرُ يا أَمـيرَةَ الـقلوبِ
لـم يَـعُـدْ بِـحاجَـةٍ لِـمَعرِفـةْ .

وكلُّ ما هناكَ قد ذَوى الـشَّبابُ فيهِ
والـفتى انْـتهـى
ومات فـي إٍحساسهِ الـبريقُ وانْـطوى

وكان قد دعـاهُ الـشَّوقُ ذاتَ مَـرَّةٍ ..
وطَـاوَعَـهْ .. لكنَّهُ نّـدم .

لأَنَّ حُـبَّهُ الـكبيرَ لـم يَـعُدْ بِـحاجَةٍ إِلـى الأَلـمْ
كفاهُ من آلامِـهِ ما قد بَـراهُ فـي الـقِدَمْ .

وفـيمَ يا أَمـيرتـي يُـعَرْبِـدُ الـقلَـمْ
لأَجلِ قِصَّةٍ سـماعُ مِـثلِـها
يُـضاعِفُ الـعذابَ .. يُـدخِلُ الـجَـحيمَ ..
يَـقتُلُ الـمَـشاعـرَ الـجميلَةَ الإِنْـسانة .

وظَـلَّ ذلكَ الفتى الـمسكينُ
فـي جِـوارِ خَـيمَةِ الـظِّلالِ
فـي مَـدينَةِ الأَحْـزانِ شـاعِـراً
يُـضيعُ عُـمرَهُ وكلَّ ما مَـلك
يُـضيعُهُ بِلَـحْظَةٍ بلا نــــــــــدم
من أَجـلِ مَـقطَعٍ للشِّعـرِ فيهِ لَـمْحةُ الإِبداعِ ..
لو تَـكون .

لو مَـرَّ فـي دروبهِ مع الـصَّباحِ أَلفُ فارِسٍ
وأَلفُ مَـركَبَةْ
وقيلَ هَـا .. لكَ الـجميعُ تَـحتَ إِمْـرَةٍ مُـؤَمَّـرَةْ
لَـقالَ لا أَريدُ - وَيـحَـكُمْ - خـذوا كُنوزَكُـمْ جَـميعَها
أَريـدُ قـافـيةْ .

ومات ذلك الفتى الـمسكينُ
فـي ظلالِ خـيمَةِ الأَحزانِ تلكَ
وعـادَ بَـعْدَ الـبَعثِ شـاعـِراً ..
يُـريدُ أَنْ يُـعيدَ تلكَ الـسيرَةَ الـقديـمَةَ الـمُحبَّبَةْ
ومَـرَّ فـي مَـدينةِ الأَحـزانِ عَـابِـراً بـها لـبابِـلٍ
إِلـى الـحَـدائِـقِ الـمُعَلَّـقَـةْ .

ماجد وشاحي
02-05-2017, 11:00 PM
لا يثسعني سوى الانبهار والصمت ....فالصمت في حرم الجمال جمال........

أحييك جمال اللغة ودقة التصوير وسعة الخيال وأقول ....أبدعت...أبدعت...

تحياتي لك ولليراع الذي صاغ هذه الشجية الندية......ولك أجمل الأمنيات وأطيب الطيب أخي الحبيب

بشير عبد الماجد بشير
04-05-2017, 07:53 PM
لا يثسعني سوى الانبهار والصمت ....فالصمت في حرم الجمال جمال........

أحييك جمال اللغة ودقة التصوير وسعة الخيال وأقول ....أبدعت...أبدعت...

تحياتي لك ولليراع الذي صاغ هذه الشجية الندية......ولك أجمل الأمنيات وأطيب الطيب أخي الحبيب

أخي الشَّاعر ماجد وشاحي ..
أهلاَ بك وبانبهارك وصمتك ..
وشكراً على المرور الكريم والتّعليق الجميل ..
ولك التّحيَّة .

د/ سيد علام
04-05-2017, 08:25 PM
الغريب والجميل أيضا أنه قد مات ذلك الفتى المسكين
ثم عاد بعد البعث شاعرا مرة أخرى
ما أجمل يراعكم سيدي
تحياتي لك ..

ثناء صالح
05-05-2017, 11:08 AM
وظَـلَّ ذلكَ الفتى الـمسكينُ
فـي جِـوارِ خَـيمَةِ الـظِّلالِ
فـي مَـدينَةِ الأَحْـزانِ شـاعِـراً
يُـضيعُ عُـمرَهُ وكلَّ ما مَـلك
يُـضيعُهُ بِلَـحْظَةٍ بلا نــــــــــدم
من أَجـلِ مَـقطَعٍ للشِّعـرِ فيهِ لَـمْحةُ الإِبداعِ ..
لو تَـكون .

لو مَـرَّ فـي دروبهِ مع الـصَّباحِ أَلفُ فارِسٍ
وأَلفُ مَـركَبَةْ
وقيلَ هَـا .. لكَ الـجميعُ تَـحتَ إِمْـرَةٍ مُـؤَمَّـرَةْ
لَـقالَ لا أَريدُ - وَيـحَـكُمْ - خـذوا كُنوزَكُـمْ جَـميعَها
أَريـدُ قـافـيةْ .


يبسط الشاعر سيادته على الأجواء الداخلية للنص ، فيرسم بيئة شاعرية معتمة لشاعر يؤرقه هم الإبداع ، ويحزنه طموحه الذي يأبى بالقليل من البريق في عيون الشعر، ومشكلته أنه وهو غير راض عن نفسه أنه يظن قلبه صخرة ململمة. فكيف يتغلب على صخرية قلبه ويجمع البريق من العيون ؟

هناك عـاشَ عـاشِـقٌ فَـتى .. عيناهُ وَعـدٌ واعـدٌ
وقلبُهُ كَـصَخْـرَةٍ مُـلَمْلَمـةْ

وكانَ يَـعشَقُ الـبَـريـقَ فـي الـعيون
شَـدَّ ما قد كان ذلكَ الـبريقُ أَبْـهَـجَـهْ

لكن الأجواء الشاعرية التي خيمت على النص غلفته بكثافة من بعض جهاته حتى أنني تمنيت مزيدا من الشقوق في أغلفة النص تمكننا من رؤية ملامح أخرى لذلك الشاعر الداخلي الذي لم نطلع إلا على أمنيته الوحيدة والأساسية في معنى وجوده واختفائه ثم عودته للوجود ثانية .
كل التقدير وأطيب التحية

بشير عبد الماجد بشير
05-05-2017, 03:22 PM
وظَـلَّ ذلكَ الفتى الـمسكينُ
فـي جِـوارِ خَـيمَةِ الـظِّلالِ
فـي مَـدينَةِ الأَحْـزانِ شـاعِـراً
يُـضيعُ عُـمرَهُ وكلَّ ما مَـلك
يُـضيعُهُ بِلَـحْظَةٍ بلا نــــــــــدم
من أَجـلِ مَـقطَعٍ للشِّعـرِ فيهِ لَـمْحةُ الإِبداعِ ..
لو تَـكون .

لو مَـرَّ فـي دروبهِ مع الـصَّباحِ أَلفُ فارِسٍ
وأَلفُ مَـركَبَةْ
وقيلَ هَـا .. لكَ الـجميعُ تَـحتَ إِمْـرَةٍ مُـؤَمَّـرَةْ
لَـقالَ لا أَريدُ - وَيـحَـكُمْ - خـذوا كُنوزَكُـمْ جَـميعَها
أَريـدُ قـافـيةْ .

يبسط الشاعر سيادته على الأجواء الداخلية للنص ، فيرسم بيئة شاعرية معتمة لشاعر يؤرقه هم الإبداع ، ويحزنه طموحه الذي يأبى بالقليل من البريق في عيون الشعر، ومشكلته أنه وهو غير راض عن نفسه أنه يظن قلبه صخرة ململمة. فكيف يتغلب على صخرية قلبه ويجمع البريق من العيون ؟

هناك عـاشَ عـاشِـقٌ فَـتى .. عيناهُ وَعـدٌ واعـدٌ
وقلبُهُ كَـصَخْـرَةٍ مُـلَمْلَمـةْ

وكانَ يَـعشَقُ الـبَـريـقَ فـي الـعيون
شَـدَّ ما قد كان ذلكَ الـبريقُ أَبْـهَـجَـهْ

لكن الأجواء الشاعرية التي خيمت على النص غلفته بكثافة من بعض جهاته حتى أنني تمنيت مزيدا من الشقوق في أغلفة النص تمكننا من رؤية ملامح أخرى لذلك الشاعر الداخلي الذي لم نطلع إلا على أمنيته الوحيدة والأساسية في معنى وجوده واختفائه ثم عودته للوجود ثانية .
كل التقدير وأطيب التحية


العزيزة الشّاعرة النّاقدة القديرة ثناء صالح ..
أهلاً بك وسعيدٌ أنا بهذه النَّظرات العميقة في النَّصّ والتَّحليل الفنّي الجميل .
شكري وتقديري وكلّ الودّ .

بشير عبد الماجد بشير
08-05-2017, 02:28 PM
الغريب والجميل أيضا أنه قد مات ذلك الفتى المسكين
ثم عاد بعد البعث شاعرا مرة أخرى
ما أجمل يراعكم سيدي
تحياتي لك ..

أهلاً بك دكتور سيّد علّام .
وشكرا على المرور الكريم والاشارة للعودة بعد الموت .
ولك التّحية .

ناديه محمد الجابي
31-01-2023, 10:06 AM
قصيدة عميقة بمدلولها ، ماتعة العزف، يانعة الحرف، مترفة الصورة والتعبير
طربت لشجوها وروعة أدائها
أحسنت وأبدعت.
:v1::0014:

عبدالحكم مندور
31-01-2023, 11:59 PM
حلقت بنا في أفق الإبداع بنص شاعري آسر له دلالاته ينساب انسيابا جذابا في تكوين متقن.. دام الإبداع والتميز والشاعرية المطبوعة.. خالص التقدير وأزكى التحيات

أحمد مصطفى الأطرش
01-02-2023, 03:19 AM
موت الشاعر ينبعث ربيعا في حلكة الشتاء
أبدعتم سيدي وسموتم
بارك الله بكم وزادكم عطاء وسعادة

محمد ذيب سليمان
02-02-2023, 10:16 PM
الله الله ايها الشاعر الجميل وما منحتم الحروف من مسج جميل ومعان اسرة
الفرح لقلبك وهذا الجمال